الموسوعة الحديثية


- قنتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ وصلاةِ الصبحِ في دبرِ كل صلاةٍ إذا قال سمعَ اللهُ لمنْ حمدهُ من الركعةِ الآخرةِ يدعو على أحياءَ من سُليمٍ على رِعْلٍ وذَكْوَانٍ وعَصِيّةٍ ويُؤمِّنُ من خلفهُ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البغوي | المصدر : شرح السنة | الصفحة أو الرقم : 2/243 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (1443)، وأحمد (2746) باختلاف يسير
الصَّلاةُ عِبادةٌ تَوقيفيَّةٌ، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ أفعالِها، وآدابِها، وما يَتعلَّقُ بذلك، والدُّعاءُ والقُنوتُ في الصَّلاةِ مِن هذه الأُمورِ التي وضَّحَتْها السُّنَّةُ النَّبويَّةُ، خاصَّةً في النَّوائبِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: "قنَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَهرًا مُتتابِعًا"، أي: مُستمِرًّا في القُنوتِ دون انقِطاعٍ، والقُنوتُ: هو اسمٌ للدُّعاءِ في الصَّلاةِ، وذلك إذا نزَلَتْ بالمُسلمينَ نازِلةٌ، وكانتْ هذه حينَ قُتِلَ القُرَّاءُ وهم عُمَّارُ المسجدِ، ولُيوثُ المَلاحمِ، وذلك في السَّنةِ الرَّابعةِ مِن الهِجرةِ، وذلك أنَّه قد أتَتْ مَجموعةٌ مِن القَبائلِ، وهم: رِعلٌ وذَكوانُ وعُصَيَّةُ وبَنو لِحيانَ، وهي قَبائلُ مِن العَربِ، إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فزعَموا أنَّهم قد أسلَموا، واستمَدُّوه على قَومِهم، فأمَدَّهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسبعينَ رَجُلًا مِن الأنصارِ، كان يُقالُ لهم القُرَّاءُ؛ فغدَرَوا بهم وقتَلوهم! فحزِنَ عليهم رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُزنًا شَديدًا ودعا على القَتَلةِ في جَميعِ الصَّلَواتِ: "في الظُّهرِ والعَصرِ والمَغربِ والعِشاءِ وصَلاةِ الصُّبحِ، في دُبُرِ كلِّ صَلاةٍ؛ إذا قال: سَمِعَ اللهُ لمَن حمِدَه"، بعدَ القيامِ مِن الرُّكوعِ، "مِن الرَّكعةِ الآخِرةِ، يَدعو على أحياءَ مِن سُلَيمٍ؛ على رِعلٍ وذَكوانَ وعُصَيَّةَ، ويؤَمِّنُ مَن خَلْفَه"، أي: يقولونَ: آمينَ، بعدَ دُعائِه، ومعنى التَّأمينَ: الطَّلبُ مِن اللهِ أنْ يَستجيبَ الدُّعاءَ.
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ الدُّعاءِ والقُنوتِ على الظَّالمينَ والغادرينَ، ومَن يؤذي المُسلمينَ.