الموسوعة الحديثية


- كان رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - إذا أخذ أهلَه الوَعْكُ ؛ أمر بالحَسَاءِ فصُنِع، ثم أمرهم فحَسَوْا منه وكان يقولُ : إنه لَيَرْتُو فؤادَ الحزينِ، ويَسْرُو عن فؤادِ السقيمِ كما تَسْرُو إحداكن الوَسَخَ بالماءِ عن وجهِها .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : هداية الرواة | الصفحة أو الرقم : 4162 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
أنزَلَ اللهُ دَواءً لكُلِّ داءٍ، وقد أمَرَ سُبحانَه بالأخْذِ بأسْبابِ التَّداوي والشِّفاءِ، وكذلك فإنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ ببعضِ الأُمورِ التي تَنفَعُ في العِلاجِ كشُربِ العَسَلِ للمَبْطونِ، والحِجامةِ لِمَن يفورُ الدَّمُ في جِسْمِه، وكُلُّ هذا مُرتَبِطٌ بشُروطٍ وكيفيَّةٍ لأهْلِ العِلْمِ في الطِّبِّ.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائِشَةُ رضِيَ اللهُ عنها: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أخَذَ أهْلَه الوَعَكُ"، أي: المَرَضُ الشَّديدُ مِثلُ الحُمَّى أو شِدَّتُها، "أمَرَ بالحِساءِ فصُنِعَ"، والحِساءُ كُلُّ ما يُشرَبُ ولا يُمضَغُ، وهو أنواعٌ، فيكونُ من الدَّقيقِ والسَّويقِ والنُّخالةِ مع الماءِ، وهو المُرادُ هنا، "ثُمَّ أمَرَهم فحَسَوْا منه"، أي: يَشرَبوا منه طَلَبًا للشِّفاءِ، "وكان يقولُ: إنَّه ليَرْتو فُؤادَ الحَزينِ"، أي: يَشُدُّ وَيُقَوِّي قَلبَه، فيَذهَبُ عنه الحَزَنُ بقَدَرِ اللهِ ومَشيئَتِه، "ويَسْرو عن فُؤادِ السَّقيمِ"، أي: يَكشِفُ عنه المَرَضَ ويُزيلُه، ويَرفَعُ الضِّيقَ والتَّعَبَ، والمَعْنى أنَّ الحُزْنَ يَشغَلُ البالَ، ويُضعِفُ الشَّهْوةَ، وكذلك المَرَضُ لا تَبقى حالةُ المَعِدةِ معه على ما كانتْ عليه، ولا قُوَّةِ الهَضْمِ فتَعجَزُ المَعِدةُ عن ذلك، فيُخفِّفُ عن قَلْبَيهما برَقيقِ الطَّعامِ؛ لِيَخِفَّ مَحمَلُه ويَسهُلَ طَعْمُه ويَسرُعَ هَضْمُه وتَتَعجَّلَ مَنفَعَتُه، "كما تَسْرو إحْداكُنَّ الوَسَخَ بالماءِ عن وَجْهِها"، أي: كما يُزيلُ الماءُ الوَسَخَ إذا أصابَ الوَجْهَ .