الموسوعة الحديثية


- أسامةُ أحبُّ الناسِ إليَّ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 924 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (5707)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (446)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ مولاه زيدَ بنَ حارثةَ وابنَه أُسامةَ حُبًّا شديدًا، وقد عبَّر عن ذلك في أحاديثِه وعَرَفَ الناسُ ذلك، فسَمَّوْا زيدًا بحِبِّ رسولِ اللهِ وسَمَّوْا أُسامةَ بالحِبِّ ابنِ الحِبِّ.
وفي هذا الحديثِ يُعبِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذلك فيقولُ: "أُسامةُ" وهو أُسامةُ بنُ زَيدٍ مولاهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وابنُ مولاهُ، "أحَبُّ الناسِ إليَّ" أي: أكثرُهُم مَحبوبيَّةً إلى قَلْبي، وقيل: مُرادُه أنَّ أُسامةَ أحَبُّ مِنَ النَّاسِ الَّذين طَعَنوا فِيهِ إليَّ؛ وذلك أنَّه لمَّا ولَّاه على جَيشٍ لغَزوِ الرومِ طَعَنَ فيه بعضُ الناسِ؛ لأنَّه صَغيرُ السِّنِّ؛ ولأنَّه مولًى، فعَلِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك، فبيَّن أنَّ أُسامةَ أحَبُّ إليه ممَّن طَعَنوا فيه، قال ابنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما في رواية أحمد: "ما حاشا فاطِمَةَ ولا غيرَها"، أي: لم يَسْتثنِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قولِه وحُبِّه هذا فاطِمَةَ ابنتَه ولا غيرَها، كعائِشَةَ وأبي بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنهم جميعًا، فبيَّن بذلك أنَّ أُسامَةَ أحَبُّ الناسِ إليه مُطلقًا.
ولا تعارُضَ بين هذا الحديثِ وبين حَديثِ: "أحَبُّ الناسِ إليَّ عائِشَةُ، ومِن الرِّجالِ أبوها"، والتَّوفيقُ بين الحديثينِ بأنْ يُرادَ بالناسِ هنا مَواليهِ وأُسامةُ منهم، أو يُرادَ ما عدا أبا بَكرٍ، أو يَرادَ أنَّ عائِشَةَ وأبا بَكرٍ أحَبُّ الناسِ إليه ما عدا أُسامَةَ، وغايَتُه أنَّه إنْ لم يَقُمْ على التَّوفيقِ دَليلٌ بَقِيَ حَديثُ أُسامَةَ مُقيَّدًا أنَّه أحَبُّ الناسِ إليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحَديثُ أبي بَكرٍ كذلك، فيُفيدانِ أَحَبيَّةَ كُلٍّ منهما إليه على الناسِ، وأمَّا هما فيما بينَهما فلا دَليلَ على أَحَبيَّةِ أحَدِهما إليه على الآخَرِ من نَفْسِ الحديثَينِ.
وفي الحديثِ: مَنقبَةٌ ظاهرةٌ لأُسامَةَ بنِ زَيدٍ رضِيَ اللهُ عنهما .