الموسوعة الحديثية


- يُوشِكُ أن لا تقومَ الساعةُ ؛ حتى يُقبَضَ العلمُ ، وتظهرَ الفتنُ ، ويكثُرَ الكذبُ ، ويتقاربَ الزمانُ ، وتتقاربَ الأسواقُ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الموارد | الصفحة أو الرقم : 1577 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه ابن حبان (6718) مطولاً واللفظ له، وأخرجه البخاري (7121) مطولاً باختلاف يسير، ومسلم (157) بنحوه
لقد دلَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُمَّتَهُ على كلِّ خيرٍ، وحَذَّرَهم مِن كلِّ شرٍّ، ومِن ذلك إخبارُهُ بعَلاماتِ السَّاعةِ التي تكونُ في آخِرِ الزَّمانِ؛ لأنَّ الإيمانَ بِتَحَقُّقِ صِدْقِها مِن الإيمانِ بالغَيبِ، ومن تَصديقِ اللهِ تعالى ورَسولِهِ، ولِيَقْوَى إيمانُ مَن يُشاهِدُها ويَثبُتُ، ويُحسِنُ التعامُلَ معها، وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "يُوشِكُ أنْ لا تَقومَ السَّاعَةُ"، أي: يوشكُ أنْ يَقْتَرِبَ مَوعِدُ يومُ القِيامةِ مع ظُهورِ تلك العَلاماتِ التي لا تقومُ الساعةُ إلَّا بعدَ ظُهورِها، "حتى يُقبَضَ العِلْمُ"، أي: يُنزَعُ العِلْمُ مِن الأرْضِ، وقد فُسِّرَ في بَعْضِ الرِّواياتِ بأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لا يَنْزِعُه مِن صُدورِ النَّاسِ، بل يَنْزِعُهُ من الأرْضِ بِمَوْتِ العُلَماءِ، "وتَظْهَرَ الفِتَنُ"، أي: مِثْلُ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وغيرِها، "وَيَكْثُرَ الكَذِبُ"، أي: يطْغَى الكَذِبُ في كَلامِ الناسِ أكْثَرَ مِنَ الصِّدْقِ، "ويَتَقارَبَ الزَّمانُ"، أي: تَقِلَّ بَرَكَتُه، وقد فُسِّرَ تَقارُبُ الزَّمانِ في حديثٍ آخَرَ بحيثُ تكونُ السَّنَةُ كالشَّهْرِ، والشَّهْرُ كالجُمُعَةِ، وتكونُ الجُمُعَةُ كاليَوْمِ، ويكونُ اليَوْمُ كالسَّاعةِ، وتَكُونُ السَّاعةُ كالضَّرْمَةِ بالنَّارِ، والضَّرْمَةُ: الوَقْتُ المُستَغْرَقُ بمِثْلِ ما يُشعَلُ به النَّارُ وانْطِفاؤُهُ، وقيل في تَقارُبِ الزَّمانِ غيرُ ذلك، "وتَتَقارَبَ الأسْوَاقُ" ويكونُ ذلك بكَثْرَتِها وبِتَقَارُبِ المسافاتِ حتى يُصبِحَ السَّيْرُ من السُّوقِ إلى السُّوقِ مَيْسورًا، وفي مُدَّةٍ قَصيرةٍ ويَحْتمِلُ أن يكونَ المقصودُ بتَقَارُبِ الأسْواقِ: كَثْرَتَها وانتِشارَها.
وفي الحديثِ: بيانُ بعضِ علاماتِ السَّاعَةِ( ).