الموسوعة الحديثية


- اتَّخذَ رسولُ اللَّهِ خاتمًا مِن ورِقٍ ( فضَّةٍ ) وَكانَ في يدِهِ، ثمَّ كانَ بعدُ في يدِ أبي بكرٍ، ثمَّ كانَ بعدُ في يدِ عمرَ، ثمَّ كانَ في يدِ عثمانَ، حتَّى وقعَ بعدُ في بئرِ أريسَ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : غاية المرام | الصفحة أو الرقم : 81 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (5866)، ومسلم (2091) باختلاف يسير

 أنَّ أبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه لَمَّا اسْتُخْلِفَ كَتَبَ له، وكانَ نَقْشُ الخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أسْطُرٍ: (مُحَمَّدٌ) سَطْرٌ، و(رَسولُ) سَطْرٌ، و(اللَّهِ) سَطْرٌ.  [وفي روايةٍ]: كانَ خَاتَمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في يَدِهِ، وفي يَدِ أبِي بَكْرٍ بَعْدَهُ، وفي يَدِ عُمَرَ بَعْدَ أبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا كانَ عُثْمَانُ جَلَسَ علَى بئْرِ أرِيسَ، قَالَ: فأخْرَجَ الخَاتَمَ فَجَعَلَ يَعْبَثُ به فَسَقَطَ، قَالَ: فَاخْتَلَفْنَا ثَلَاثَةَ أيَّامٍ مع عُثْمَانَ، فَنَزَحَ البِئْرَ فَلَمْ يَجِدْهُ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5878 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

أحبَّ الصَّحابةُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حبًّا شديدًا، وحملهم هذا الحبُّ على التزامِ أَمْرِه، والاقتداءِ بفِعْلِه، واقتفاءِ أثَرِه، وحِفْظِ آثارِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وهذا الحديثُ في صِفةِ خاتَمِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الذي كان يَختِمُ به رَسائلَه للملوكِ التي كان يَدْعوهم فيها إلى الإسلامِ، وفيه يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ أبا بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنهُ لمَّا أصبَحَ الخليفةَ بعْدَ مَوتِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، «كَتَبَ لَهُ»، أي: لأنسٍ رَضِيَ اللهُ عنه حين وَجَّهه إلى البحرينِ، وكان قد كتب له مقاديرَ الزكاةِ، وخَتَمَهُ بخاتَمِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، الذي كانَ معهُ بعْدَ وَفاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، «وكانَ نقْشُ الخاتمِ»، أي: الكلامُ المكتوبُ عليه، «ثلاثةَ أسْطُرٍ: (مُحمَّدٌ) سَطْرٌ، و(رسولُ) سَطْرٌ، و(اللهِ) سَطْرٌ»، وكانَ لفظُ الجَلالةِ في أَعلى الخَاتمِ.
ويُخبِرُ أنسٌ رَضِيَ اللهُ عنه أن خاتَم النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان في يدِهِ، ثمَّ في يدِ أَبي بَكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، ثم في يدِ عُمرَ بعدَ أَبي بَكْرٍ، فكانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والخُلفاءُ مِن بَعدِهِ يَجعلونَ الخاتَمَ في أيديهِمْ يَلْبَسونَهُ في أصابِعِهمْ، وفَصُّهُ ناحيةَ بَطنِ اليَدِ، وظِلُّ خَاتمِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هُوَ المُستَخدَمُ معَ أبي بَكرٍ وعُمرَ، فَلَمَّا استخلف عُثمانُ رَضِيَ اللهُ عنه لَبِسَ الخاتَمَ، وفي يومٍ جَلَسَ عَلى بِئْرِ أَرِيسٍ، وهوَ بِئرٌ كانَ في المدينةِ، فأَخْرَجَ الخاتَمَ فجَعلَ يُحَرِّكُه في إصبَعِه، أو في يَدِه، فَسَقَطَ الخاتَمُ في البِئرِ، فتناوبوا الذَّهابَ للبِئرِ ثلاثةَ أيَّامٍ للبَحْثِ عنِ الخاتَمِ، وأفرغوا البِئرَ من الماءِ، ولكنَّهمْ لم يَجِدوا الخاتَمَ.
وفي الحَديثِ: مَشروعيَّةُ اتِّخاذِ الخاتمِ -وما يُستجَدُّ من الوسائِلِ- لتَوْثيقِ مُكاتَباتِ ووَثائقِ الدَّوْلةِ.