الموسوعة الحديثية


- ألا إنَّ عَيبتي الَّتي آوي إليها أهلُ بَيتي ، وإنَّ كَرِشيَ الأنصارُ ، فاعفوا عن مُسيئِهِم ، واقبَلوا مِن مُحسنِهِم
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي | الصفحة أو الرقم : 3904 | خلاصة حكم المحدث : حسن | التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (33024)، وأخرجه ابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (1716)، وأبو يعلى (1025) باختلاف يسير
فضائلُ أهلِ بيْتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كثيرةٌ، وللأَنْصارِ دَوْرٌ كَبيرٌ في نُصْرةِ الإسْلامِ ونُصْرةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ؛ ولذلك عَظُمَ فَضْلُهم، وفي هذا الحَديثِ بيانٌ لبعضِ ذلِك، حيثُ يَقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ: "أَلَا إنَّ عَيْبَتي التي آوِي إليْها أَهْلُ بَيْتي"، أي: أَهْلُ بَيْتي هم خاصَّتي ومَوضِعُ سِرِّي، والعَيْبةُ معْناها في كَلامِ العَرَبِ: التي يَجْعَلُ فيها الرَّجُلُ أَفْضَلَ ثِيابِه وحُرَّ مَتاعِه وأنفَسَه عِندَه. "وإنَّ كَرِشي الأنْصارُ"، أي: الأنصارُ هُم أصْحابي وجَماعَتي الذين أَعتَمِدُ عليْهم؛ وأَصْلُ الكَرِشِ في اللُّغَةِ: الجَماعةُ؛ فهُمُ الذين نصَروا الدِّينَ وآوَوُا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابَه مِن المُهاجِرينَ؛ لذلِك نبَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى فَضْلِهم وعَظيمِ حقِّهم، وأرشدَ إلى المُعامَلةِ الحَسنةِ معهم بقولِه: "فاعْفُوا عن مُسيئِهم، واقْبَلُوا مِن مُحْسِنِهم"؛ فعَلَى المُسلِمينَ جميعًا وخصوصًا مَن وَلِيَ إمارَةً، واسْتَطاعَ أنْ يَضُرَّ أَحَدًا بِسُلْطانِه، أو يَنفَعَ أَحَدًا به، أن يَقْبَلوا ممَّن يُحسِنُ مِن الأنْصارِ، ويَتجاوَزُوا ويَعفُوا عمَّن أساءَ منهم، وهذا في غَيرِ حُدودِ اللهِ تَعالَى، والمُرادُ بالأنْصارِ: أَهْلُ المَدينةِ وقْتَ هِجْرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ إليْها.