الموسوعة الحديثية


- قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أجِدُ بي قُوَّةً على الصِّيامِ في السَّفرِ، فهل علَيَّ جُناحٌ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هي رُخصةٌ منَ اللهِ؛ مَن أخَذَ بها فحَسَنٌ، ومَن أحَبَّ أنْ يَصومَ فلا جُناحَ عليه.
الراوي : حمزة بن عمرو الأسلمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني | الصفحة أو الرقم : 2301 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
حَرَصَت شَريعةُ الإسلامِ السَّمحةُ على بَيانِ مَواضِعِ الرُّخَصِ في العِباداتِ وغَيرِها، وبَيانِ رَحمةِ اللهِ بعِبادِه، وعَدَمِ المَشقَّةِ عليهم. وفي هذا الحَديثِ يقولُ حَمزةُ بنُ عَمرٍو الأسلَميُّ رَضيَ اللهُ عنه: "قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي أجِدُ بي قُوَّةً على الصِّيامِ في السَّفَرِ؛ فهل علَيَّ جُناحٌ؟"، يعني: هل عليّ شيءٌ مِنَ الإثمِ والوِزرِ إنْ صُمتُ في السَّفَرِ، والظَّاهِرُ أنَّه كانَ يَسألُ عن صِيامِ رَمَضانَ في السَّفَرِ، كما في رِوايةِ أبي داودَ والحاكِمِ: "أنَّه قالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي صاحِبُ ظَهرٍ أُعالِجُه، أُسافِرُ عليه وأكريهِ، وإنَّه رُبَّما صادَفَني هذا الشَّهرُ -يَعني رَمَضانَ- وأنا أجِدُ القُوَّةَ"، "فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هي رُخصةٌ مِنَ اللهِ"، سَمَحَ بها لِلمُسافِرِ أنْ يُفطِرَ؛ رَفعًا لِلحَرَجِ عنه، "فمَن أخَذَ بها فحَسَنٌ"؛ لِأنَّه عَمِلَ برُخصةِ اللهِ، وهو سُبحانَه يُحِبُّ أنْ تُؤتَى رُخَصُه كما يُحبُّ أنْ تُؤتَى عَزائِمُه، "ومَن أحَبَّ أنْ يَصومَ فلا جُناحَ عليه"، فلا إثمَ ولا ذَنبَ عليه، إنِ استَطاعَ الصِّيامَ وأتَمَّه في السَّفَرِ. وهذا عامٌّ في كُلِّ أنواعِ الصِّيامِ، سَواءٌ كانَ صَومَ الفَريضةِ في رَمَضانَ، أو صَومَ نافِلةٍ في غَيرِه.