الموسوعة الحديثية


- كُنْتُ في مسيرٍ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا على ناضِحٍ إنَّما هو في أُخرَيَاتِ النَّاسِ فضرَبه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بشيءٍ كان معه فجعَل بعدَ ذلكَ يتقدَّمُ النَّاسَ يُسارِعُني حتَّى إنِّي لَأكُفُّه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أتبيعُني بكذا وكذا ؟ واللهُ يغفِرُ لكَ ) قال : قُلْتُ : هو لكَ يا رسولَ اللهِ قال : ( أتبيعُنيه بكذا وكذا واللهُ يغفِرُ لك ) قال : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ هو لكَ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 7140 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

كنا نسيرُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا على ناضحٍ ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أتبيعنيه بكذا و كذا، واللهُ يغفرُ لك قلتُ: نعم ، هو لك يا نبيَّ اللهِ ، قال: أتبيعنيه بكذا و كذا، و اللهُ يغفرُ لك قلتُ: نعم، هو لك يا نبيِّ اللهِ ، قال: أتبيعني بكذا وكذا، واللهُ يغفرُ لك قلتُ: نعم، هو لك. قال أبو نضرةَ: و كانت كلمةٌ يقولُها المسلمون: افعل كذا و كذا و اللهُ يغفرُ لك.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 4655 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري (2967)، ومسلم (715)، والنسائي (4641) واللفظ له، وابن ماجه (2205)، وأحمد (15013)


كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم صاحِبَ خُلُقٍ عَظيمٍ، يُساعِدُ أصحابَه في الضَّوائِقِ، ويرفُقُ بهم، ويُحسِنُ إليهم.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضِي اللهُ عَنهما: "كنَّا نسيرُ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، قيل: كان هذا المَسِيرُ مِن رُجوعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن غزوةِ ذاتِ الرِّقاعِ، ثمَّ قال جابرٌ: "وأنا على ناضحٍ"، أي: راكبٌ على جمَلٍ، والنَّاضحُ هو البَعيرُ الَّذي يُستقَى عليه الماءُ، وفي رِوايةٍ: "إنَّما هو في أُخريَاتِ النَّاسِ، قال: فضرَبه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم- أو قال: نَخَسَه، أُرَاهُ قال: بشَيءٍ كانَ معه- قال: فجعَل بعدَ ذلكَ يتقدَّمُ النَّاسَ يُنازِعُني، حتَّى إنِّي لأَكُفُّه"، وهذا بيانٌ لِمَا كان في الجملِ مِن ضَعْفٍ، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لجابرٍ: "أتَبِيعُنيهِ بكذا وكذا، واللهُ يغفِرُ لكَ"، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عرَضَ على جابرٍ رَضِي اللهُ عَنه شِراءَ بعيرِه مساعدةً له، قال جابرٌ: "قُلْتُ: نَعَم، هو لك يا نَبيَّ اللهِ"، أي: هديَّةٌ وهِبَةٌ لِمَا في روايةٍ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رفَضَ، وقال: "لا، بل بِعْنِيهِ"، قال جابرٌ رَضِي اللهُ عَنه: "قال: أتَبِيعُنيه بكذا وكذا، واللهُ يغفِرُ لكَ؟ قُلْتُ: نَعَم، هو لكَ يا نَبيَّ اللهِ، قال: أتبيعُني بكذا وكذا، واللهُ يغفِرُ لكَ؟ قُلْتُ: نَعَم، هو لكَ"، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رفَض أنْ يأخُذَه هديَّةً، وعرَضَ عليه شراءَه مرَّةً ثانيةً وثالثةً، وفي كلِّها يُقدِّمُه جابرٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم هديَّةً.
قال أبو نَضْرَةَ أحَدُ رُواةِ الحديثِ: "وكانت كلِمةً يقولُها المسلِمونَ"، أي: قولَه: (واللهُ يغفِرُ لك)، "افعَلْ كذا وكذا، واللهُ يغفِرُ لك"، أي: كانَتْ عادتُهم أن يَذكُروها في آخِرِ كلامِهم إذا أراد أحَدٌ مِن غيرِه أمرًا.
وقد جاءَتِ الرِّواياتُ تُبيِّنُ قَدْرَ ما اشتَرَى به النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الجمَلَ مِن جابرٍ، فقِيلَ: بأوقيَّةٍ، وهي مِقدارُ أربعين أُوقيةً، وقيل: اشتَرَاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بدِينارٍ، وقيل: خَمْسُ أَوَاقٍ، وفي رِوايةٍ: أنَّه لَمَّا رجَعَا إلى المدينةِ، أمَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بلالًا أنْ يَزِنَ لجابرٍ أُوقيَّةً، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لجابرٍ: خُذْ جَمَلَكَ، ولك ثَمَنُه.
وفي الحديثِ: حثُّ الإمامِ أو وليِّ الأمرِ على تَفقُّدِ مَن حَوْلَه ومَن يَلِي أمرَهم، وإعانتِهم.
وفيه: بيانُ ما كان عند النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن تواضُعٍ.
وفيه: مَعجزةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بما أخبَرَتْ به الرِّوايةُ الأُخرى .