الموسوعة الحديثية


- ( نِعم الرَّجُلُ أبو بكرٍ نِعم الرَّجُلُ عُمَرُ نِعم الرَّجُلُ مُعاذُ بنُ عمرِو بنِ الجَمُوحِ نِعم الرَّجُلُ مُعاذُ بنُ جَبلٍ نِعم الرَّجُلُ أبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ وبئس الرَّجُلُ حتَّى عدَّ سبعةً )
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 7129 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

نِعْمَ الرجلُ أبو بكرٍ ، نِعْمَ الرجلُ عمرُ ، نِعْمَ الرجلُ أبو عبيدةَ ، نِعْمَ الرجلُ أسيدُ بنُ حضيرٍ ، نِعْمَ الرجلُ ثابتُ بنُ قيسِ بنِ شماسٍ ، نِعْمَ الرجلُ معاذُ بنُ عمرو بنُ الجموحِ ، نِعْمَ الرجلُ معاذُ بنُ جبلٍ قال : و بئس الرجلُ فلانٌ و بئس الرجلُ فلانٌ حتى عدَّ سبعةً
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد
الصفحة أو الرقم: 257 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الترمذي (3795)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8243)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (337) واللفظ له


للصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم فَضلٌ عظيمٌ، ومَكانةٌ كَبيرةٌ، وقدْ كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُنزِلُ كلَّ واحدٍ منهم مَنزِلتَه، ويُثْني على بَعضِ أَصحابِه، ويُظهِرُ فَضائِلَهم؛ إكرامًا لهم، ولِيَعلَمَ النَّاسُ لهم ذلك، ولِيَقتَدوا بهم في حُسنِ أعمالِهم وسِيَرِهم.
وفي هذا الحَديثِ يُثنِي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على بَعضِ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم، فيَقولُ: "نِعْمَ الرَّجلُ أبو بكرٍ"، أي: في صَلاحِه وإيمانِه، وكان رضِيَ اللهُ عنه أوَّلَ مَن أسلَمَ مِن الرِّجالِ، وأحبَّ النَّاسِ لرَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وصارَ خَليفتَه على المُسلِمينَ بعدَ مَوتِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وفَضائلُه كثيرةٌ جدًّا.
"نِعْمَ الرَّجلُ عُمَرُ"، أي: وكذلك عُمرُ بنُ الخطَّابِ، وقدْ أعزَّ اللهُ سُبحانَه الإسلامَ بعُمرَ، وكان قَويًّا في الحَقِّ، مُسدَّدًا في الرَّأيِ، وقد قال فيه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كما عندَ التِّرمذيِّ-: "لو كان نَبِيٌّ بَعْدِي لكان عُمرَ بنَ الخطَّابِ"، وصارَ خَليفةَ خَليفةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واشتَهرَ بعَدلِه وزُهدِه مع قُوَّتِه وشَجاعتِه، وفضائلُه كثيرةٌ أيضًا.
قال صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "نِعْمَ الرَّجلُ أبو عُبَيدةَ"، وهو ابنُ الجرَّاحِ، وقد سمَّاهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمينَ هذِه الأُمَّةِ، وكان قد فتَحَ اللهُ تعالى على يدَيْهِ فُتوحًا كثيرةً في خلافةِ أبي بكرٍ وعُمَرَ.
"نِعْمَ الرَّجلُ أُسَيْدُ بنُ حُضَيرٍ"، وهو أحدُ الصَّحابةِ الَّذين شَهِدوا بَدْرًا وما بَعدَها مِن المشاهدِ، حتَّى ماتَ بالمدينةِ سنَةَ عِشرينَ.
"نِعْمَ الرَّجلُ ثابتُ بنُ قيسِ بنِ شَمَّاسٍ"، وهو أحدُ الصَّحابةِ الَّذين بشَّرَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالجنَّةِ، وكان خَطيبَ الأنصارِ، واستُشهِدَ باليَمامةِ.
"نِعْمَ الرَّجلُ معاذُ بنُ عَمرِو بنِ الجَمُوحِ"، وقد شَهِدَ العَقَبةَ وبَدْرًا وهو صَغيرٌ، وهو أحدُ مَن قتَلوا أبا جَهلٍ.
"نِعْمَ الرَّجلُ مُعاذُ بنُ جبَلٍ"، وكان ممَّن شهِدَ بَدْرًا والعَقَبةَ، وكان أميرًا للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على اليمَنِ، ورجَعَ بعدَ موتِه إلى المدينةِ، ثمَّ خرَجَ إلى الشَّامِ مُجاهدًا، فماتَ في طاعونِ عَمْواسَ سَنةَ ثمانيَ عَشْرةَ.
ثمَّ قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وبِئْسَ الرَّجلُ فُلانٌ، وبِئْسَ الرَّجلُ فُلانٌ- حتَّى عدَّ سبعةً-"، أي: سَبعةً مِن الأسماءِ، ولم تُذْكَر أسماؤُهم في الحَديثِ، ولعلَّ السَّببَ أنَّ الراويَ لم يذْكُرْهم كما ورَدَ في رِوايةِ ابن حِبَّانَ والحاكمِ: قال عبدُ العزيزِ بنُ أبي حازمٍ- أحدُ رواةِ هذا الحَديثِ-: "سمَّاهُم رَسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم، ولم يُسمِّهِم لنا سُهيلٌ" وهو سُهيلُ بنُ أبي صالحٍ، ولعلَّه مِن بابِ السَّترِ عليهم، ولكيلَا تَقعَ فتنةٌ بذِكْرِهم، وخاصَّةً أنَّ سُهيلَ بن أبي صالحٍ عاشَ في أواخرِ الدَّولةِ الأُمويةِ وبدايةِ الدَّولةِ العباسيةِ، حيثُ كانتِ الفِتنُ والحروبُ على أشدِّها.