الدرر السنية - الموسوعة الحديثية

121 - عَنْ كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ به وَهو بالحُدَيْبِيَةِ، قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ، وَهو مُحْرِمٌ، وَهو يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ، وَالْقَمْلُ يَتَهَافَتُ علَى وَجْهِهِ، فَقالَ: أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ هذِه؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَاحْلِقْ رَأْسَكَ، وَأَطْعِمْ فَرَقًا بيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ، وَالْفَرَقُ ثَلَاثَةُ آصُعٍ، أَوْ صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوِ انْسُكْ نَسِيكَةً. قالَ ابنُ أَبِي نَجِيحٍ: أَوِ اذْبَحْ شَاةً.

122 - دَخَلَ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ علَى ابْنِ عامِرٍ يَعُودُهُ وهو مَرِيضٌ فقالَ: ألا تَدْعُو اللَّهَ لي يا ابْنَ عُمَرَ؟ قالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بغيرِ طُهُورٍ ولا صَدَقَةٌ مِن غُلُولٍ. وَكُنْتَ علَى البَصْرَةِ.

123 - أنَّهُ كانَ قَاعِدًا عِنْدَ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، إذْ طَلَعَ خَبَّابٌ صَاحِبُ المَقْصُورَةِ، فَقالَ يا عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ: أَلَا تَسْمَعُ ما يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ، أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن خَرَجَ مع جِنَازَةٍ مِن بَيْتِهَا، وَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ تَبِعَهَا حتَّى تُدْفَنَ كانَ له قِيرَاطَانِ مِن أَجْرٍ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَن صَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ رَجَعَ، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُحُدٍ؟ فأرْسَلَ ابنُ عُمَرَ خَبَّابًا إلى عَائِشَةَ يَسْأَلُهَا عن قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلَيْهِ فيُخْبِرُهُ ما قالَتْ: وَأَخَذَ ابنُ عُمَرَ قَبْضَةً مِن حَصَى المَسْجِدِ يُقَلِّبُهَا في يَدِهِ، حتَّى رَجَعَ إلَيْهِ الرَّسُولُ، فَقالَ: قالَتْ عَائِشَةُ: صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَضَرَبَ ابنُ عُمَرَ بالحَصَى الذي كانَ في يَدِهِ الأرْضَ، ثُمَّ قالَ: لقَدْ فَرَّطْنَا في قَرَارِيطَ كَثِيرَةٍ.

124 - كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ حِينَ يَفْرُغُ مِن صَلَاةِ الفَجْرِ مِنَ القِرَاءَةِ، وَيُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ، ثُمَّ يقولُ وَهو قَائِمٌ: اللَّهُمَّ أَنْجِ الوَلِيدَ بنَ الوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ علَى مُضَرَ وَاجْعَلْهَا عليهم كَسِنِي يُوسُفَ، اللَّهُمَّ العَنْ لِحْيَانَ، وَرِعْلًا، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسولَهُ، ثُمَّ بَلَغَنَا أنَّهُ تَرَكَ ذلكَ لَمَّا أُنْزِلَ: {ليسَ لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ، أَوْ يَتُوبَ عليهم، أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فإنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128].

125 - أنَّ ابْنَ عُمَرَ، كانَ يُكْرِي مَزَارِعَهُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وفي إمَارَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، حتَّى بَلَغَهُ في آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، أنَّ رَافِعَ بنَ خَدِيجٍ، يُحَدِّثُ فِيهَا بنَهْيٍ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ عليه، وَأَنَا معهُ، فَسَأَلَهُ، فَقالَ: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَنْهَى عن كِرَاءِ المَزَارِعِ، فَتَرَكَهَا ابنُ عُمَرَ بَعْدُ. وَكانَ إذَا سُئِلَ عَنْهَا بَعْدُ قالَ: زَعَمَ رَافِعُ بنُ خَدِيجٍ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهَا.[وفي رواية]: مِثْلَهُ. وَزَادَ في حَديثِ ابْنِ عُلَيَّةَ قالَ: فَتَرَكَهَا ابنُ عُمَرَ بَعْدَ ذلكَ، فَكانَ لا يُكْرِيهَا.

126 - ما جَمع رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ، غيرِ سَعْدِ بنِ مَالِكٍ، فإنَّه جَعَلَ يقولُ له يَومَ أُحُدٍ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي.

127 - قالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا يا رَسولَ اللهِ، : أَيَرْجِعُ النَّاسُ بأَجْرَيْنِ وَأَرْجِعُ بأَجْرٍ؟ فأمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَنْطَلِقَ بهَا إلى التَّنْعِيمِ، قالَتْ: فأرْدَفَنِي خَلْفَهُ علَى جَمَلٍ له، قالَتْ: فَجَعَلْتُ أَرْفَعُ خِمَارِي أَحْسُرُهُ عن عُنُقِي، فَيَضْرِبُ رِجْلِي بعِلَّةِ الرَّاحِلَةِ، قُلتُ له: وَهلْ تَرَى مِن أَحَدٍ؟ قالَتْ: فأهْلَلْتُ بعُمْرَةٍ، ثُمَّ أَقْبَلْنَا حتَّى انْتَهَيْنَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو بالحَصْبَةِ.

128 - أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ آخَى بيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ، وبيْنَ أَبِي طَلْحَةَ.

129 - دَخَلَ الأشْعَثُ بنُ قَيْسٍ علَى عبدِ اللهِ، وَهو يَتَغَدَّى فَقالَ: يا أَبَا مُحَمَّدٍ ادْنُ إلى الغَدَاءِ، فَقالَ: أَوَليسَ اليَوْمُ يَومَ عَاشُورَاءَ؟ قالَ: وَهلْ تَدْرِي ما يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟ قالَ: وَما هُوَ؟ قالَ: إنَّما هو يَوْمٌ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تُرِكَ. وقالَ أَبُو كُرَيْبٍ تَرَكَهُ. [وفي رواية]: فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ تَرَكَهُ.

130 - لَمَّا كانَ يَوْمُ خَيْبَرَ، أقْبَلَ نَفَرٌ مِن صَحابَةِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: فُلانٌ شَهِيدٌ، فُلانٌ شَهِيدٌ، حتَّى مَرُّوا علَى رَجُلٍ، فقالوا: فُلانٌ شَهِيدٌ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: كَلّا، إنِّي رَأَيْتُهُ في النَّارِ في بُرْدَةٍ غَلَّها، أوْ عَباءَةٍ، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا ابْنَ الخَطَّابِ، اذْهَبْ فَنادِ في النَّاسِ، أنَّه لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا المُؤْمِنُونَ، قالَ: فَخَرَجْتُ فَنادَيْتُ: ألا إنَّه لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا المُؤْمِنُونَ.

131 - أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عبدِ اللهِ، وَسَالِمَ بنَ عبدِ اللهِ، كَلَّما عَبْدَ اللهِ حِينَ نَزَلَ الحَجَّاجُ لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قالَا: لا يَضُرُّكَ أَنْ لا تَحُجَّ العَامَ، فإنَّا نَخْشَى أَنْ يَكونَ بيْنَ النَّاسِ قِتَالٌ يُحَالُ بيْنَكَ وبيْنَ البَيْتِ، قالَ: فإنْ حِيلَ بَيْنِي وبيْنَهُ فَعَلْتُ كما فَعَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا معهُ، حِينَ حَالَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بيْنَهُ وبيْنَ البَيْتِ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً، فَانْطَلَقَ حتَّى أَتَى ذَا الحُلَيْفَةِ فَلَبَّى بالعُمْرَةِ، ثُمَّ قالَ: إنْ خُلِّيَ سَبيلِي قَضَيْتُ عُمْرَتِي، وإنْ حِيلَ بَيْنِي وبيْنَهُ فَعَلْتُ كما فَعَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا معهُ، ثُمَّ تَلَا: {لقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب:21]، ثُمَّ سَارَ حتَّى إذَا كانَ بظَهْرِ البَيْدَاءِ قالَ: ما أَمْرُهُما إلَّا وَاحِدٌ، إنْ حِيلَ بَيْنِي وبيْنَ العُمْرَةِ حِيلَ بَيْنِي وبيْنَ الحَجِّ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قدْ أَوْجَبْتُ حَجَّةً مع عُمْرَةٍ، فَانْطَلَقَ حتَّى ابْتَاعَ بقُدَيْدٍ هَدْيًا، ثُمَّ طَافَ لهما طَوَافًا وَاحِدًا بالبَيْتِ وبيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ لَمْ يَحِلَّ منهما حتَّى حَلَّ منهما بحَجَّةٍ يَومَ النَّحْرِ. [وفي رواية]: وَقالَ في آخِرِ الحَديثِ: وَكانَ يقولُ: مَن جَمع بيْنَ الحَجِّ وَالْعُمْرَةِ كَفَاهُ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَلَمْ يَحِلَّ حتَّى يَحِلَّ منهما جَمِيعًا.

132 - عبد الله بن عباس أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، خَرَجَ إلى الشَّامِ، حتَّى إذَا كانَ بسَرْغَ لَقِيَهُ أَهْلُ الأجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فأخْبَرُوهُ أنَّ الوَبَاءَ قدْ وَقَعَ بالشَّامِ. قالَ ابنُ عَبَّاسٍ فَقالَ عُمَرُ: ادْعُ لي المُهَاجِرِينَ الأوَّلِينَ فَدَعَوْتُهُمْ، فَاسْتَشَارَهُمْ، وَأَخْبَرَهُمْ أنَّ الوَبَاءَ قدْ وَقَعَ بالشَّامِ، فَاخْتَلَفُوا فَقالَ بَعْضُهُمْ: قدْ خَرَجْتَ لأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عنْه، وَقالَ بَعْضُهُمْ معكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَلَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ علَى هذا الوَبَاءِ فَقالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قالَ ادْعُ لي الأنْصَارِ فَدَعَوْتُهُمْ له، فَاسْتَشَارَهُمْ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ المُهَاجِرِينَ، وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ، فَقالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قالَ: ادْعُ لي مَن كانَ هَاهُنَا مِن مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِن مُهَاجِرَةِ الفَتْحِ، فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ عليه رَجُلَانِ، فَقالوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ علَى هذا الوَبَاءِ، فَنَادَى عُمَرُ في النَّاسِ: إنِّي مُصْبِحٌ علَى ظَهْرٍ، فأصْبِحُوا عليه، فَقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ: أَفِرَارًا مِن قَدَرِ اللهِ؟ فَقالَ عُمَرُ: لو غَيْرُكَ قالَهَا يا أَبَا عُبَيْدَةَ، وَكانَ عُمَرُ يَكْرَهُ خِلَافَهُ، نَعَمْ نَفِرُّ مِن قَدَرِ اللهِ إلى قَدَرِ اللهِ، أَرَأَيْتَ لو كَانَتْ لكَ إبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادِيًا له عُدْوَتَانِ، إحْدَاهُما خَصْبَةٌ وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ أَليسَ إنْ رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بقَدَرِ اللهِ، وإنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بقَدَرِ اللهِ، قالَ: فَجَاءَ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، وَكانَ مُتَغَيِّبًا في بَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقالَ: إنَّ عِندِي مِن هذا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: إذَا سَمِعْتُمْ به بأَرْضٍ، فلا تَقْدَمُوا عليه، وإذَا وَقَعَ بأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بهَا، فلا تَخْرُجُوا فِرَارًا منه. قالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ ثُمَّ انْصَرَفَ. وَزَادَ في حَديثِ مَعْمَرٍ قالَ: وَقالَ له أَيْضًا: أَرَأَيْتَ أنَّهُ لو رَعَى الجَدْبَةَ وَتَرَكَ الخَصْبَةَ أَكُنْتَ مُعَجِّزَهُ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَسِرْ إذًا، قالَ: فَسَارَ حتَّى أَتَى المَدِينَةَ، فَقالَ: هذا المَحِلُّ، أَوْ قالَ: هذا المَنْزِلُ إنْ شَاءَ اللَّهُ.

133 - سَأَلْتُ جَابِرَ بنَ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا وَهو يَطُوفُ بالبَيْتِ: أَنَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن صِيَامِ يَومِ الجُمُعَةِ؟ فَقالَ: نَعَمْ، وَرَبِّ هذا البَيْتِ.

134 - كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي علَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُما تَوَجَّهَتْ بهِ. قالَ عبدُ اللهِ بنُ دِينَارٍ: كانَ ابنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذلكَ.

135 - أنَّهُ كانَ له مَالٌ علَى عبدِ اللهِ بنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأسْلَمِيِّ، فَلَقِيَهُ، فَلَزِمَهُ، فَتَكَلَّما حتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَمَرَّ بهِما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: يا كَعْبُ، فأشَارَ بيَدِهِ كَأنَّهُ يقولُ النِّصْفَ، فأخَذَ نِصْفًا ممَّا عليه، وَتَرَكَ نِصْفًا.

136 - عَنْ عبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، أنَّه رَأَى عَبْدَ اللهِ بنَ الحَارِثِ، يُصَلِّي ورَأْسُهُ مَعْقُوصٌ مِن ورَائِهِ فَقَامَ فَجَعَلَ يَحُلُّهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أقْبَلَ إلى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقالَ: ما لكَ ورَأْسِي؟ فَقالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّما مَثَلُ هذا، مَثَلُ الذي يُصَلِّي وهو مَكْتُوفٌ.

137 - أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَقالَ قُتَيْبَةُ: -[وفي رواية]: دَخَلَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ- وَعليه عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ بغيرِ إحْرَامٍ.

138 - كَتَبَ المُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ إلى مُعَاوِيَةَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كَانَ، إذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ وَسَلَّمَ، قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ. [وفي رواية]: كَتَبَ المُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ، إلى مُعَاوِيَةَ، كَتَبَ ذلكَ الكِتَابَ له وَرَّادٌ، إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: حِينَ سَلَّمَ، بمِثْلِ حَديثِهِمَا، إلَّا قَوْلَهُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ فإنَّه لَمْ يَذْكُرْ.

139 - بَيْنا أنا نائِمٌ رَأَيْتُنِي علَى قَلِيبٍ، عليها دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ مِنْها ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أخَذَها ابنُ أبِي قُحافَةَ فَنَزَعَ بها ذَنُوبًا، أوْ ذَنُوبَيْنِ، وفي نَزْعِهِ، واللَّهُ يَغْفِرُ له، ضَعْفٌ، ثُمَّ اسْتَحالَتْ غَرْبًا، فأخَذَها ابنُ الخَطَّابِ، فَلَمْ أرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، حتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بعَطَنٍ. وفي روايةٍ : إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أبِي قُحافَةَ يَنْزِعُ.

140 - كانَ أوَّلَ مَن قالَ في القَدَرِ بالبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الجُهَنِيُّ، فانْطَلَقْتُ أنا وحُمَيْدُ بنُ عبدِ الرَّحْمَنِ الحِمْيَرِيُّ حاجَّيْنِ، أوْ مُعْتَمِرَيْنِ، فَقُلْنا: لو لَقِينا أحَدًا مَن أصْحابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْناهُ عَمَّا يقولُ هَؤُلاءِ في القَدَرِ، فَوُفِّقَ لنا عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ داخِلًا المَسْجِدَ، فاكْتَنَفْتُهُ أنا وصاحِبِي أحَدُنا عن يَمِينِهِ، والآخَرُ عن شِمالِهِ، فَظَنَنْتُ أنَّ صاحِبِي سَيَكِلُ الكَلامَ إلَيَّ، فَقُلتُ: أبا عبدِ الرَّحْمَنِ إنَّه قدْ ظَهَرَ قِبَلَنا ناسٌ يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ، ويَتَقَفَّرُونَ العِلْمَ، وذَكَرَ مِن شَأْنِهِمْ، وأنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أنْ لا قَدَرَ، وأنَّ الأمْرَ أُنُفٌ، قالَ: فإذا لَقِيتَ أُولَئِكَ فأخْبِرْهُمْ أنِّي بَرِيءٌ منهمْ، وأنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي، والذي يَحْلِفُ به عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ لو أنَّ لأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، فأنْفَقَهُ ما قَبِلَ اللَّهُ منه حتَّى يُؤْمِنَ بالقَدَرِ، ثُمَّ قالَ: حدَّثَني أبِي عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ قالَ: بيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ، إذْ طَلَعَ عليْنا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أثَرُ السَّفَرِ، ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ، ووَضَعَ كَفَّيْهِ علَى فَخِذَيْهِ. وَقالَ: يا مُحَمَّدُ أخْبِرْنِي عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: الإسْلامُ أنْ تَشْهَدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، وتَصُومَ رَمَضانَ، وتَحُجَّ البَيْتَ إنِ اسْتَطَعْتَ إلَيْهِ سَبِيلًا، قالَ: صَدَقْتَ، قالَ: فَعَجِبْنا له يَسْأَلُهُ، ويُصَدِّقُهُ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، قالَ: صَدَقْتَ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإحْسانِ، قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإنَّه يَراكَ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قالَ: ما المَسْؤُولُ عَنْها بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قالَ: فأخْبِرْنِي عن أمارَتِها، قالَ: أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها، وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُونَ في البُنْيانِ، قالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قالَ لِي: يا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّه جِبْرِيلُ أتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ.

141 - أنَّ رَجُلًا مِنَ الأعْرَابِ لَقِيَهُ بطَرِيقِ مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عليه عبدُ اللهِ، وَحَمَلَهُ علَى حِمَارٍ كانَ يَرْكَبُهُ. وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً، كَانَتْ علَى رَأْسِهِ فَقالَ ابنُ دِينَارٍ: فَقُلْنَا له: أَصْلَحَكَ اللَّهُ إنَّهُمُ الأعْرَابُ وإنَّهُمْ يَرْضَوْنَ باليَسِيرِ، فَقالَ عبدُ اللهِ: إنَّ أَبَا هذا كانَ وُدًّا لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: إنَّ أَبَرَّ البِرِّ صِلَةُ الوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ.

142 - اسْتَقْرِئُوا القُرْآنَ مِن أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ.

143 - قَدِمَ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَوْمٌ مِن عُكْلٍ، أَوْ عُرَيْنَةَ فَاجْتَوَوْا المَدِينَةَ، فأمَرَ لهمْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بلِقَاحٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا مِن أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، بمَعْنَى حَديثِ حَجَّاجِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ. قالَ: وَسُمِرَتْ أَعْيُنُهُمْ، وَأُلْقُوا في الحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ، فلا يُسْقَوْنَ.[وفي رواية]: ُنْتُ جَالِسًا خَلْفَ عُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ، فَقالَ لِلنَّاسِ: ما تَقُولونَ في القَسَامَةِ؟ فَقالَ عَنْبَسَةُ: قدْ حَدَّثَنَا أَنَسُ بنُ مَالِكٍ كَذَا وَكَذَا، فَقُلتُ إيَّايَ: حَدَّثَ أَنَسٌ، قَدِمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَوْمٌ، وَسَاقَ الحَدِيثَ . [وفي رواية]: قَدِمَ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ مِن عُكْلٍ بنَحْوِ حَديثِهِمْ. وَزَادَ في الحَديثِ، وَلَمْ يَحْسِمْهُمْ.[وفي رواية]: قَدِمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَهْطٌ مِن عُرَيْنَةَ. وفي حَديثِ سَعِيدٍ: مِن عُكْلٍ، وَعُرَيْنَةَ بنَحْوِ حَديثِهِمْ.[وفي رواية]: إنَّما سَمَلَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَعْيُنَ أُولَئِكَ، لأنَّهُمْ سَمَلُوا أَعْيُنَ الرِّعَاءِ.

144 - أنَّ أَبَا عَمْرِو بنَ حَفْصِ بنِ المُغِيرَةِ خَرَجَ مع عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ إلى اليَمَنِ، فأرْسَلَ إلى امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بنْتِ قَيْسٍ بتَطْلِيقَةٍ كَانَتْ بَقِيَتْ مِن طَلَاقِهَا، وَأَمَرَ لَهَا الحَارِثَ بنَ هِشَامٍ وَعَيَّاشَ بنَ أَبِي رَبِيعَةَ بنَفَقَةٍ، فَقالَا لَهَا: وَاللَّهِ ما لَكِ نَفَقَةٌ إلَّا أَنْ تَكُونِي حَامِلًا، فأتَتِ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ له قَوْلَهُمَا، فَقالَ: لا نَفَقَةَ لَكِ، فَاسْتَأْذَنَتْهُ في الانْتِقَالِ، فأذِنَ لَهَا، فَقالَتْ: أَيْنَ يا رَسولَ اللهِ؟ فَقالَ: إلى ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَكانَ أَعْمَى، تَضَعُ ثِيَابَهَا عِنْدَهُ وَلَا يَرَاهَا، فَلَمَّا مَضَتْ عِدَّتُهَا أَنْكَحَهَا النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ. فَأَرْسَلَ إلَيْهَا مَرْوَانُ قَبِيصَةَ بنَ ذُؤَيْبٍ يَسْأَلُهَا عَنِ الحَديثِ، فَحَدَّثَتْهُ به، فَقالَ مَرْوَانُ: لَمْ نَسْمَعْ هذا الحَدِيثَ إلَّا مِنِ امْرَأَةٍ، سَنَأْخُذُ بالعِصْمَةِ الَّتي وَجَدْنَا النَّاسَ عَلَيْهَا، فَقالَتْ فَاطِمَةُ حِينَ بَلَغَهَا قَوْلُ مَرْوَانَ: فَبَيْنِي وبيْنَكُمُ القُرْآنُ؛ قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} [الطلاق: 1] الآيَةَ، قالَتْ: هذا لِمَن كَانَتْ له مُرَاجَعَةٌ، فأيُّ أَمْرٍ يَحْدُثُ بَعْدَ الثَّلَاثِ؟ فَكيفَ تَقُولونَ: لا نَفَقَةَ لَهَا إذَا لَمْ تَكُنْ حَامِلًا؟ فَعَلَامَ تَحْبِسُونَهَا؟

145 - أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ قَيْسٍ، أَخْبَرَتْهُ أنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ أَبِي عَمْرِو بنِ حَفْصِ بنِ المُغِيرَةِ، فَطَلَّقَهَا آخِرَ ثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ، فَزَعَمَتْ أنَّهَا جَاءَتْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ تَسْتَفْتِيهِ في خُرُوجِهَا مِن بَيْتِهَا، فأمَرَهَا أَنْ تَنْتَقِلَ إلى ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الأعْمَى، فأبَى مَرْوَانُ أَنْ يُصَدِّقَهُ في خُرُوجِ المُطَلَّقَةِ مِن بَيْتِهَا. وقالَ عُرْوَةُ: إنَّ عَائِشَةَ أَنْكَرَتْ ذلكَ علَى فَاطِمَةَ بنْتِ قَيْسٍ

146 - بَعَثَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، وَهو باليَمَنِ بذَهَبَةٍ في تُرْبَتِهَا، إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقَسَمَهَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: الأقْرَعُ بنُ حَابِسٍ الحَنْظَلِيُّ، وَعُيَيْنَةُ بنُ بَدْرٍ الفَزَارِيُّ وَعَلْقَمَةُ بنُ عُلَاثَةَ العَامِرِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي كِلَابٍ، وَزَيْدُ الخَيْرِ الطَّائِيُّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي نَبْهَانَ، قالَ: فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ، فَقالوا: أَتُعْطِي صَنَادِيدَ نَجْدٍ وَتَدَعُنَا؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إنِّي إنَّما فَعَلْتُ ذلكَ لأَتَأَلَّفَهُمْ فَجَاءَ رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ، غَائِرُ العَيْنَيْنِ، نَاتِئُ الجَبِينِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ، يا مُحَمَّدُ، قالَ: فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فمَن يُطِعِ اللَّهَ إنْ عَصَيْتُهُ، أَيَأْمَنُنِي علَى أَهْلِ الأرْضِ وَلَا تَأْمَنُونِي؟ قالَ: ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ، فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ في قَتْلِهِ، يُرَوْنَ أنَّهُ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إنَّ مِن ضِئْضِئِ هذا قَوْمًا يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقْتُلُونَ، أَهْلَ الإسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإسْلَامِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ.

147 - أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، كانَ يُكْرِي أَرَضِيهِ، حتَّى بَلَغَهُ أنَّ رَافِعَ بنَ خَدِيجٍ الأنْصَارِيَّ كانَ يَنْهَى عن كِرَاءِ الأرْضِ، فَلَقِيَهُ عبدُ اللهِ، فَقالَ: يا ابْنَ خَدِيجٍ، مَاذَا تُحَدِّثُ عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في كِرَاءِ الأرْضِ، قالَ رَافِعُ بنُ خَدِيجٍ لِعَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ عَمَّيَّ، وَكَانَا قدْ شَهِدَا بَدْرًا، يُحَدِّثَانِ أَهْلَ الدَّارِ، أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نَهَى عن كِرَاءِ الأرْضِ. قالَ عبدُ اللهِ: لقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ في عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أنَّ الأرْضَ تُكْرَى، ثُمَّ خَشِيَ عبدُ اللهِ أَنْ يَكونَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَحْدَثَ في ذلكَ شيئًا لَمْ يَكُنْ عَلِمَهُ، فَتَرَكَ كِرَاءَ الأرْضِ.

148 - قالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ: يا أَبَا عُمَارَةَ، أَفَرَرْتُمْ يَومَ حُنَيْنٍ؟ قالَ: لا وَاللَّهِ، ما وَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَلَكِنَّهُ خَرَجَ شُبَّانُ أَصْحَابِهِ، وَأَخِفَّاؤُهُمْ حُسَّرًا، ليسَ عليهم سِلَاحٌ، أَوْ كَثِيرُ سِلَاحٍ، فَلَقُوا قَوْمًا رُمَاةً لا يَكَادُ يَسْقُطُ لهمْ سَهْمٌ، جَمْعَ هَوَازِنَ وَبَنِي نَصْرٍ، فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا ما يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ، فأقْبَلُوا هُنَاكَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى بَغْلَتِهِ البَيْضَاءِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ يَقُودُ به، فَنَزَلَ فَاسْتَنْصَرَ، وَقالَ: أَنَا النبيُّ لا كَذِبْ... أَنَا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ ثُمَّ صَفَّهُمْ.

149 - لَمَّا ادُّعِيَ زِيادٌ لَقِيتُ أبا بَكْرَةَ، فَقُلتُ له: ما هذا الذي صَنَعْتُمْ؟ إنِّي سَمِعْتُ سَعْدَ بنَ أبِي وقّاصٍ يقولُ: سَمِعَ أُذُنايَ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يقولُ: مَنِ ادَّعَى أبًا في الإسْلامِ غيرَ أبِيهِ، يَعْلَمُ أنَّه غَيْرُ أبِيهِ، فالْجَنَّةُ عليه حَرامٌ. فَقالَ أبو بَكْرَةَ: أنا سَمِعْتُهُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.

150 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ علَى جَبَلِ حِرَاءٍ فَتَحَرَّكَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اسْكُنْ حِرَاءُ؛ فَما عَلَيْكَ إلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ. وَعليه النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ.

1 - أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الفَتْحِ وعلَى رَأْسِهِ مِغْفَرٌ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقالَ ابنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بأَسْتَارِ الكَعْبَةِ، فَقالَ: اقْتُلُوهُ، فَقالَ مَالِكٌ: نَعَمْ.

2 - لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي أُمَيَّةَ بنِ المُغِيرَةِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: يا عَمِّ، قُلْ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لكَ بهَا عِنْدَ اللهِ، فَقالَ أَبُو جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يا أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبدِ المُطَّلِبِ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عليه، وَيُعِيدُ له تِلكَ المَقالَةَ حتَّى قالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ ما كَلَّمَهُمْ: هو علَى مِلَّةِ عبدِ المُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَما وَاللَّهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لكَ ما لَمْ أُنْهَ عَنْكَ، فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ما كانَ للنبيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ولو كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لهمْ أنَّهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيمِ} [التوبة: 113]، وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى في أَبِي طَالِبٍ، فَقالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: {إنَّكَ لا تَهْدِي مَن أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهو أَعْلَمُ بالمُهْتَدِينَ} [القصص: 56]. وفي روايةٍ : مِثْلَهُ، غيرَ أنَّ حَدِيثَ صَالِحٍ انْتَهَى عِنْدَ قَوْلِهِ: فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الآيَتَيْنِ، وَقالَ في حَديثِهِ: وَيَعُودَانِ في تِلكَ المَقالَةِ، وفي حَديثِ مَعْمَرٍ مَكانَ هذِه الكَلِمَةِ فَلَمْ يَزَالَا بهِ.

3 - اخْتَصَمَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدُ بنُ زَمْعَةَ في غُلَامٍ، فَقالَ سَعْدٌ: هذا يا رَسولَ اللهِ، ابنُ أَخِي عُتْبَةَ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَهِدَ إلَيَّ أنَّهُ ابنُهُ، انْظُرْ إلى شَبَهِهِ، وَقالَ عبدُ بنُ زَمْعَةَ: هذا أَخِي يا رَسولَ اللهِ، وُلِدَ علَى فِرَاشِ أَبِي مِن وَلِيدَتِهِ، فَنَظَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلى شَبَهِهِ، فَرَأَى شَبَهًا بَيِّنًا بعُتْبَةَ، فَقالَ: هو لكَ يا عَبْدُ، الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ، وَاحْتَجِبِي منه يا سَوْدَةُ بنْتَ زَمْعَةَ. قالَتْ: فَلَمْ يَرَ سَوْدَةَ قَطُّ، وَلَمْ يَذْكُرْ مُحَمَّدُ بنُ رُمْح: قَوْلَهُ: يا عَبْدُ. [وفي رواية]: نَحْوَهُ، غيرَ أنَّ مَعْمَرًا، وَابْنَ عُيَيْنَةَ، في حَديثِهِما الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلَمْ يَذْكُرَا: وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ.

4 - اشْتَكَى سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ شَكْوَى له، فأتَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَعُودُهُ مع عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَسَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عليه وَجَدَهُ في غَشِيَّةٍ، فَقالَ: أَقَدْ قَضَى؟ قالوا: لَا، يا رَسولَ اللهِ، فَبَكَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى القَوْمُ بُكَاءَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بَكَوْا، فَقالَ: أَلَا تَسْمَعُونَ؟ إنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ بدَمْعِ العَيْنِ، وَلَا بحُزْنِ القَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بهذا، وَأَشَارَ إلى لِسَانِهِ، أَوْ يَرْحَمُ.

5 - رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ الكَعْبَةَ، هو وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، وَبِلَالٌ، وَعُثْمَانُ بنُ طَلْحَةَ، وَلَمْ يَدْخُلْهَا معهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ أُغْلِقَتْ عليهم. قالَ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ: فأخْبَرَنِي بلَالٌ، أَوْ عُثْمَانُ بنُ طَلْحَةَ، أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى في جَوْفِ الكَعْبَةِ، بيْنَ العَمُودَيْنِ اليَمَانِيَيْنِ.

6 - قَدِمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الفَتْحِ، فَنَزَلَ بفِنَاءِ الكَعْبَةِ، وَأَرْسَلَ إلى عُثْمَانَ بنِ طَلْحَةَ، فَجَاءَ بالمِفْتَحِ، فَفَتَحَ البَابَ، قالَ: ثُمَّ دَخَلَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَبِلَالٌ، وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، وَعُثْمَانُ بنُ طَلْحَةَ، وَأَمَرَ بالبَابِ فَأُغْلِقَ، فَلَبِثُوا فيه مَلِيًّا، ثُمَّ فَتَحَ البَابَ، فَقالَ عبدُ اللهِ: فَبَادَرْتُ النَّاسَ فَتَلَقَّيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَارِجًا وَبِلَالٌ علَى إثْرِهِ، فَقُلتُ لِبِلَالٍ: هلْ صَلَّى فيه رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: نَعَمْ، قُلتُ: أَيْنَ؟ قالَ: بيْنَ العَمُودَيْنِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ. قالَ: وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ: كَمْ صَلَّى؟

7 - أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَرَّ بابْنِ صَيَّادٍ في نَفَرٍ مِن أَصْحَابِهِ، فيهم عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، وَهو يَلْعَبُ مع الغِلْمَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَهو غُلَامٌ بمَعْنَى حَديثِ يُونُسَ، وَصَالِحٍ، غيرَ أنَّ عَبْدَ بنَ حُمَيْدٍ لَمْ يَذْكُرْ حَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ في انْطِلَاقِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مع أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ إلى النَّخْلِ.

8 - عَنْ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ أبِي لَيْلَى، قالَ: ما أخْبَرَنِي أحَدٌ أنَّه رَأَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى إلَّا أُمُّ هَانِئٍ؛ فإنَّهَا حَدَّثَتْ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ بَيْتَهَا يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَصَلَّى ثَمَانِي رَكَعَاتٍ، ما رَأَيْتُهُ صَلَّى صَلَاةً قَطُّ أخَفَّ منها، غيرَ أنَّه كانَ يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ. وَلَمْ يَذْكُرِ ابنُ بَشَّارٍ في حَديثِهِ قَوْلَهُ قَطُّ.

9 - أنَّهَا اسْتَأْمَرَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، في قَتْلِ الوِزْغَانِ فأمَرَ بقَتْلِهَا. وَأُمُّ شَرِيكٍ إحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَامِرِ بنِ لُؤَيٍّ اتَّفَقَ لَفْظُ حَديثِ ابْنِ أَبِي خَلَفٍ، وَعَبْدِ بنِ حُمَيْدٍ، وَحَديثُ ابْنِ وَهْبٍ قَرِيبٌ منه.

10 - اسْتَقْبَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ البَيْتَ، فَدَعَا علَى سِتَّةِ نَفَرٍ مِن قُرَيْشٍ، فيهم أَبُو جَهْلٍ، وَأُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ، وَعُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، وَشيبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةُ بنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فَأُقْسِمُ باللَّهِ لقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى علَى بَدْرٍ، قدْ غَيَّرَتْهُمُ الشَّمْسُ وَكانَ يَوْمًا حَارًّا.

11 - عَنْ عبدِ اللهِ بنِ السَّائِبِ قالَ: صَلَّى لنا النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: الصُّبْحَ بمَكَّةَ فاسْتَفْتَحَ سُورَةَ المُؤْمِنِينَ حتَّى جاءَ ذِكْرُ مُوسَى، وهارُونَ، أوْ ذِكْرُ عِيسَى، مُحَمَّدُ بنُ عَبَّادٍ يَشُكُّ، أوِ اخْتَلَفُوا عليه أخَذَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ وعَبْدُ اللهِ بنُ السَّائِبِ، حاضِرٌ ذلكَ. وفي حَديثِ عبدِ الرَّزّاقِ فَحَذَفَ فَرَكَعَ. وفي حَديثِهِ عبدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو ولَمْ يَقُلِ ابْنَ العاصِ.

12 - أنَّهُ لَمَّا كانَ بيْنَ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو وبيْنَ عَنْبَسَةَ بنِ أبِي سُفْيانَ ما كانَ تَيَسَّرُوا لِلْقِتالِ، فَرَكِبَ خالِدُ بنُ العاصِ إلى عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو فَوَعَظَهُ خالِدٌ، فقالَ عبدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو: أمَا عَلِمْتَ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن قُتِلَ دُونَ مالِهِ فَهو شَهِيدٌ.

13 - سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مَعْقِلٍ عَنِ المُزَارَعَةِ، فَقالَ: أَخْبَرَنِي ثَابِتُ بنُ الضَّحَّاكِ، أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ المُزَارَعَةِ. وفي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي شيبَةَ: نَهَى عَنْهَا، وَقالَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعْقِلٍ وَلَمْ يُسَمِّ عَبْدَ اللَّهِ.

14 - عَنْ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، أنَّهُ انْتَهَى إلى الكَعْبَةِ وَقَدْ دَخَلَهَا النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَبِلَالٌ، وَأُسَامَةُ، وَأَجَافَ عليهم عُثْمَانُ بنُ طَلْحَةَ البَابَ، قالَ: فَمَكَثُوا فيه مَلِيًّا، ثُمَّ فُتِحَ البَابُ، فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَرَقِيتُ الدَّرَجَةَ، فَدَخَلْتُ البَيْتَ، فَقُلتُ: أَيْنَ صَلَّى النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ قالوا: هَا هُنَا. قالَ: وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُمْ: كَمْ صَلَّى؟

15 - عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء، وسأله رجل من قيس: أَفَرَرْتُمْ عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ حُنَيْنٍ؟ فَقالَ البَرَاءُ: وَلَكِنْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَمْ يَفِرَّ، وَكَانَتْ هَوَازِنُ يَومَئذٍ رُمَاةً، وإنَّا لَمَّا حَمَلْنَا عليهمِ انْكَشَفُوا، فأكْبَبْنَا علَى الغَنَائِمِ، فَاسْتَقْبَلُونَا بالسِّهَامِ، وَلقَدْ رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى بَغْلَتِهِ البَيْضَاءِ، وإنَّ أَبَا سُفْيَانَ بنَ الحَارِثِ آخِذٌ بلِجَامِهَا، وَهو يقولُ: أَنَا النبيُّ لا كَذِبْ، أَنَا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ.

16 - لقَدْ رَأَيْتُنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في بَعْضِ أَسْفَارِهِ في يَومٍ شَدِيدِ الحَرِّ، حتَّى إنَّ الرَّجُلَ لَيَضَعُ يَدَهُ علَى رَأْسِهِ مِن شِدَّةِ الحَرِّ، وَما مِنَّا أَحَدٌ صَائِمٌ، إلَّا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ.

17 - لَمَّا كانَ يَوْمُ الخَنْدَقِ كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، في الأُطُمِ الذي فيه النِّسْوَةُ، يَعْنِي نِسْوَةَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَسَاقَ الحَدِيثَ بمَعْنَى حَديثِ ابْنِ مُسْهِرٍ، في هذا الإسْنَادِ، وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدَ اللهِ بنَ عُرْوَةَ، في الحَديثِ، وَلَكِنْ أَدْرَجَ القِصَّةَ في حَديثِ هِشَامٍ، عن أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ.

18 - سَمِعْتُ أنَسَ بنَ مالِكٍ، يُحَدِّثُنا عن لَيْلَةَ أُسْرِيَ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن مَسْجِدِ الكَعْبَةِ، أنَّه جاءَهُ ثَلاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أنْ يُوحَى إلَيْهِ وهو نائِمٌ في المَسْجِدِ الحَرامِ، وساقَ الحَدِيثَ بقِصَّتِهِ نَحْوَ حَديثِ ثابِتٍ البُنانِيِّ، وقَدَّمَ فيه شيئًا وأَخَّرَ وزادَ ونَقَصَ.

19 - اقْرَؤُوا القُرْآنَ مِن أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ، فَبَدَأَ به، وَمِنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَمِنْ سَالِمٍ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمِنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ. وَحَرْفٌ لَمْ يَذْكُرْهُ زُهَيْرٌ، قَوْلُهُ: يقولُهُ. وفي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ، عن أَبِي مُعَاوِيَةَ، قَدَّمَ مُعَاذًا، قَبْلَ أُبَيٍّ. وفي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ، أُبَيٌّ، قَبْلَ مُعَاذٍ.

20 - أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ سَهْلٍ، وَمُحَيِّصَةَ، خَرَجَا إلى خَيْبَرَ مِن جَهْدٍ أَصَابَهُمْ، فأتَى مُحَيِّصَةُ، فأخْبَرَ أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ سَهْلٍ قدْ قُتِلَ وَطُرِحَ في عَيْنٍ، أَوْ فقِيرٍ، فأتَى يَهُودَ، فَقالَ: أَنْتُمْ وَاللَّهِ قَتَلْتُمُوهُ، قالوا: وَاللَّهِ ما قَتَلْنَاهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ حتَّى قَدِمَ علَى قَوْمِهِ، فَذَكَرَ لهمْ ذلكَ، ثُمَّ أَقْبَلَ هو وَأَخُوهُ حُوَيِّصَةُ وَهو أَكْبَرُ منه وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَهْلٍ، فَذَهَبَ مُحَيِّصَةُ لِيَتَكَلَّمَ وَهو الذي كانَ بخَيْبَرَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِمُحَيِّصَةَ: كَبِّرْ كَبِّرْ، يُرِيدُ السِّنَّ، فَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَيِّصَةُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إمَّا أَنْ يَدُوا صَاحِبَكُمْ، وإمَّا أَنْ يُؤْذِنُوا بحَرْبٍ، فَكَتَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إليهِم في ذلكَ، فَكَتَبُوا إنَّا وَاللَّهِ ما قَتَلْنَاهُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِحُوَيِّصَةَ، وَمُحَيِّصَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَتَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ؟ قالوا: لَا، قالَ: فَتَحْلِفُ لَكُمْ يَهُودُ، قالوا: لَيْسُوا بمُسْلِمِينَ، فَوَادَاهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن عِندِهِ، فَبَعَثَ إليهِم رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِئَةَ نَاقَةٍ حتَّى أُدْخِلَتْ عليهمِ الدَّارَ. فَقالَ سَهْلٌ: فَلقَدْ رَكَضَتْنِي منها نَاقَةٌ حَمْرَاءُ.

21 - كانَ ابنُ الزُّبَيْرِ يقولُ: في دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَلَا نَعْبُدُ إلَّا إيَّاهُ، له النِّعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مُخْلِصِينَ له الدِّينَ ولو كَرِهَ الكَافِرُونَ وَقالَ: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُهَلِّلُ بهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ. [وفي رواية]:أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ الزُّبَيْرِ كانَ يُهَلِّلُ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ... بمِثْلِ حَديثِ ابْنِ نُمَيْرٍ وَقالَ في آخِرِهِ: ثُمَّ يقولُ ابنُ الزُّبَيْرِ: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُهَلِّلُ بهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ. وفي روايةٍ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ الزُّبَيْرِ، يَخْطُبُ علَى هذا المِنْبَرِ وَهو يقولُ: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ إذَا سَلَّمَ في دُبُرِ الصَّلَاةِ أَوِ الصَّلَوَاتِ، فَذَكَرَ بمِثْلِ حَديثِ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ. وفي رواية : أنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ الزُّبَيْرِ، وَهو يقولُ: في إثْرِ الصَّلَاةِ إذَا سَلَّمَ، بمِثْلِ حَديثِهِمَا، وَقالَ في آخِرِهِ: وَكانَ يَذْكُرُ ذلكَ عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.

22 - لَمَّا جَاءَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ وَجَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ، جَلَسَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُعْرَفُ فيه الحُزْنُ، قالَتْ: وَأَنَا أَنْظُرُ مِن صَائِرِ البَابِ، شَقِّ البَابِ، فأتَاهُ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ، وَذَكَرَ بُكَاءَهُنَّ، فأمَرَهُ أَنْ يَذْهَبَ فَيَنْهَاهُنَّ، فَذَهَبَ، فأتَاهُ فَذَكَرَ أنَّهُنَّ لَمْ يُطِعْنَهُ، فأمَرَهُ الثَّانِيَةَ أَنْ يَذْهَبَ فَيَنْهَاهُنَّ، فَذَهَبَ، ثُمَّ أَتَاهُ فَقالَ: وَاللَّهِ، لقَدْ غَلَبْنَنَا يا رَسولَ اللهِ، قالَتْ فَزَعَمَتْ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: اذْهَبْ فَاحْثُ في أَفْوَاهِهِنَّ مِنَ التُّرَابِ قالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ: أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ، وَاللَّهِ، ما تَفْعَلُ ما أَمَرَكَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَما تَرَكْتَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ العَنَاءِ.[وفي رواية]: وفي حَديثِ عبدِ العَزِيزِ وَما تَرَكْتَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ العِيِّ.

23 - رَخَّصَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَوْ رُخِّصَ، لِلزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ في لُبْسِ الحَرِيرِ لِحِكَّةٍ كَانَتْ بهِمَا.

24 - خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في شَهْرِ رَمَضَانَ في حَرٍّ شَدِيدٍ، حتَّى إنْ كانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ يَدَهُ علَى رَأْسِهِ مِن شِدَّةِ الحَرِّ، وَما فِينَا صَائِمٌ، إلَّا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ.

25 - لَمَّا قَدِمَ المُهَاجِرُونَ، مِن مَكَّةَ، المَدِينَةَ، قَدِمُوا وَليسَ بأَيْدِيهِمْ شيءٌ، وَكانَ الأنْصَارُ أَهْلَ الأرْضِ وَالْعَقَارِ، فَقَاسَمَهُمُ الأنْصَارُ علَى أَنْ أَعْطَوْهُمْ أَنْصَافَ ثِمَارِ أَمْوَالِهِمْ، كُلَّ عَامٍ، وَيَكْفُونَهُمُ العَمَلَ وَالْمَؤُونَةَ، وَكَانَتْ أُمُّ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَهي تُدْعَى أُمَّ سُلَيْمٍ، وَكَانَتْ أُمُّ عبدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، كانَ أَخًا لأَنَسٍ لِأُمِّهِ، وَكَانَتْ أَعْطَتْ أُمُّ أَنَسٍ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عِذَاقًا لَهَا، فأعْطَاهَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أُمَّ أَيْمَنَ، مَوْلَاتَهُ، أُمَّ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ. قالَ ابنُ شِهَابٍ: فأخْبَرَنِي أَنَسُ بنُ مَالِكٍ، أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا فَرَغَ مِن قِتَالِ أَهْلِ خَيْبَرَ، وَانْصَرَفَ إلى المَدِينَةِ، رَدَّ المُهَاجِرُونَ إلى الأنْصَارِ مَنَائِحَهُمُ الَّتي كَانُوا مَنَحُوهُمْ مِن ثِمَارِهِمْ، قالَ: فَرَدَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلى أُمِّي عِذَاقَهَا، وَأَعْطَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أُمَّ أَيْمَنَ مَكَانَهُنَّ مِن حَائِطِهِ. قالَ ابنُ شِهَابٍ: وَكانَ مِن شَأْنِ أُمِّ أَيْمَنَ أُمِّ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، أنَّهَا كَانَتْ وَصِيفَةً لِعَبْدِ اللهِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، وَكَانَتْ مِنَ الحَبَشَةِ، فَلَمَّا وَلَدَتْ آمِنَةُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، بَعْدَ ما تُوُفِّيَ أَبُوهُ، فَكَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَحْضُنُهُ حتَّى كَبِرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأعْتَقَهَا، ثُمَّ أَنْكَحَهَا زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ بَعْدَ ما تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بخَمْسَةِ أَشْهُرٍ.

26 - دَخَلَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَكَّةَ، وَحَوْلَ الكَعْبَةِ ثَلَاثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ نُصُبًا، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بعُودٍ كانَ بيَدِهِ، ويقولُ: {جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إنَّ البَاطِلَ كانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] {جَاءَ الحَقُّ وَما يُبْدِئُ البَاطِلُ وَما يُعِيدُ} [سبأ: 49] زَادَ ابنُ أَبِي عُمَرَ: يَومَ الفَتْحِ. وفي روايةٍ: بهذا الإسْنَادِ إلى قَوْلِهِ: زَهُوقًا، وَلَمْ يَذْكُرِ الآيَةَ الأُخْرَى، وَقالَ: بَدَلَ نُصُبًا صَنَمًا.

27 - أنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بنْتَ أَبِي جَهْلٍ، وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَلَمَّا سَمِعَتْ بذلكَ فَاطِمَةُ أَتَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَتْ له: إنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أنَّكَ لا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهذا عَلِيٌّ نَاكِحًا ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ. قالَ المِسْوَرُ: فَقَامَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ، فإنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا العَاصِ بنَ الرَّبِيعِ، فَحدَّثَني، فَصَدَقَنِي وإنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ مُضْغَةٌ مِنِّي، وإنَّما أَكْرَهُ أَنْ يَفْتِنُوهَا، وإنَّهَا، وَاللَّهِ لا تَجْتَمِعُ بنْتُ رَسُولِ اللهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا قالَ: فَتَرَكَ عَلِيٌّ الخِطْبَةَ.

28 - جُرِحَ وَجْهُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِمَتِ البَيْضَةُ علَى رَأْسِهِ، فَكَانَتْ فَاطِمَةُ بنْتُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ تَغْسِلُ الدَّمَ، وَكانَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يَسْكُبُ عَلَيْهَا بالمِجَنِّ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أنَّ المَاءَ لا يَزِيدُ الدَّمَ إلَّا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ فأحْرَقَتْهُ حتَّى صَارَ رَمَادًا، ثُمَّ أَلْصَقَتْهُ بالجُرْحِ، فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ. وفي روايةٍ: أنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بنَ سَعْدٍ، وَهو يَسْأَلُ عن جُرْحِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: أَمَ وَاللَّهِ، إنِّي لأَعْرِفُ مَن كانَ يَغْسِلُ جُرْحَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَمَن كانَ يَسْكُبُ المَاءَ، وَبِمَاذَا دُووِيَ جُرْحُهُ...، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَديثِ عبدِ العَزِيزِ. غَيْرَ أنَّهُ زَادَ: وَجُرِحَ وَجْهُهُ، وَقالَ مَكانَ هُشِمَتْ: كُسِرَتْ. وفي حَديثِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ أُصِيبَ وَجْهُهُ. وفي حَديثِ ابْنِ مُطَرِّفٍ جُرِحَ وَجْهُهُ.

29 - خَرَجَ عبدُ اللهِ بنُ سَهْلِ بنِ زَيْدٍ، وَمُحَيِّصَةُ بنُ مَسْعُودِ بنِ زَيْدٍ، حتَّى إذَا كَانَا بخَيْبَرَ تَفَرَّقَا في بَعْضِ ما هُنَالِكَ، ثُمَّ إذَا مُحَيِّصَةُ يَجِدُ عَبْدَ اللهِ بنَ سَهْلٍ قَتِيلًا فَدَفَنَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ هو وَحُوَيِّصَةُ بنُ مَسْعُودٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَهْلٍ، وَكانَ أَصْغَرَ القَوْمِ، فَذَهَبَ عبدُ الرَّحْمَنِ لِيَتَكَلَّمَ قَبْلَ صَاحِبَيْهِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: كَبِّرِ الكُبْرَ في السِّنِّ، فَصَمَتَ، فَتَكَلَّمَ صَاحِبَاهُ، وَتَكَلَّمَ معهُمَا، فَذَكَرُوا لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَقْتَلَ عبدِ اللهِ بنِ سَهْلٍ، فَقالَ لهمْ: أَتَحْلِفُونَ خَمْسِينَ يَمِينًا فَتَسْتَحِقُّونَ صَاحِبَكُمْ، أَوْ قَاتِلَكُمْ، قالوا: وَكيفَ نَحْلِفُ، وَلَمْ نَشْهَدْ؟ قالَ: فَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ بخَمْسِينَ يَمِينًا، قالوا: وَكيفَ نَقْبَلُ أَيْمَانَ قَوْمٍ كُفَّارٍ؟ فَلَمَّا رَأَى ذلكَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَعْطَى عَقْلَهُ.

30 - عَنْ عبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، وَالْمِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ، أنَّهُما اخْتَلَفَا بالأبْوَاءِ، فَقالَ عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ: يَغْسِلُ المُحْرِمُ رَأْسَهُ، وَقالَ المِسْوَرُ: لا يَغْسِلُ المُحْرِمُ رَأْسَهُ، فأرْسَلَنِي ابنُ عَبَّاسٍ إلى أَبِي أَيُّوبَ الأنْصَارِيِّ أَسْأَلُهُ عن ذلكَ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ بيْنَ القَرْنَيْنِ وَهو يَسْتَتِرُ بثَوْبٍ، قالَ: فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَن هذا؟ فَقُلتُ: أَنَا عبدُ اللهِ بنُ حُنَيْنٍ، أَرْسَلَنِي إلَيْكَ عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ، أَسْأَلُكَ كيفَ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَغْسِلُ رَأْسَهُ وَهو مُحْرِمٌ؟ فَوَضَعَ أَبُو أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه يَدَهُ علَى الثَّوْبِ فَطَأْطَأَهُ، حتَّى بَدَا لي رَأْسُهُ، ثُمَّ قالَ: لإِنْسَانٍ يَصُبُّ: اصْبُبْ فَصَبَّ علَى رَأْسِهِ، ثُمَّ حَرَّكَ رَأْسَهُ بيَدَيْهِ، فأقْبَلَ بهِما وَأَدْبَرَ، ثُمَّ قالَ: هَكَذَا رَأَيْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَفْعَلُ. [وفي رواية]: فأمَرَّ أَبُو أَيُّوبَ بيَدَيْهِ علَى رَأْسِهِ جَمِيعًا علَى جَمِيعِ رَأْسِهِ، فأقْبَلَ بهِما وَأَدْبَرَ، فَقالَ المِسْوَرُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: لا أُمَارِيكَ أَبَدًا.

الجميع
سعيد بن المسيب
أيوب السختياني
أبو حنيفة
ابن جريج
معمر بن راشد الأزدي
شعبة بن الحجاج
سفيان الثوري
حماد بن سلمة
الإمام مالك
حماد بن زيد
عبدالله بن المبارك
وكيع بن الجراح
عبدالرحمن بن مهدي
سفيان بن عيينة
يحيى القطان
الإمام الشافعي
أبو داود الطيالسي
يزيد بن هارون
الواقدي
عبدالرزاق
سليمان بن حرب
أبو عبيد القاسم بن سلام
ابن سعد
يحيى بن معين
علي بن المديني
أبو بكر بن أبي شيبة
إسحاق بن راهويه
قتيبة بن سعيد
الإمام أحمد
أبو حفص عمرو الفلاس
الدارمي
البخاري
الذهلي
أبو بكر الأثرم
مسلم
العجلي
يعقوب ابن الصلت
أبو زرعة الرازي
الدقيقي
داود الظاهري
الدوري
ابن ماجه
أبو داود
ابن قتيبة
أبو حاتم الرازي
يعقوب الفسوي
الترمذي
ابن أبي خيثمة
أبو زرعة الدمشقي
إسماعيل القاضي المالكي
إبراهيم الحربي
البزار
موسى بن هارون
صالح بن محمد جزرة
محمد بن نصر المروزي
محمد بن عثمان بن أبي شيبة
عبدالله بن أحمد
النسائي
الساجي
ابن جرير الطبري
ابن خزيمة
ابو بكر الخلال
الحسن بن نصر الطوسي
أبو بكر بن أبي داود
أبو عوانة
أبو الفضل الشهيد
ابن المنذر
ابن صاعد
الطحاوي
العقيلي
أبو حامد ابن الشرقي
ابن أبي حاتم
أبو بكر بن إسحاق الصبغي
الحسين بن علي الحافظ
ابن السكن
ابن حبان
الطبراني
أبو بكر ابن السني
ابن عدي
أبو الفتح الأزدي
أبو بكر الإسماعيلي
أبو عبد الله الحاكم
ابن المظفر البزاز
الدارقطني
ابن شاهين
عبيدالله بن بطة
الخطابي
ابن منده
الحاكم
أبو سعيد النقاش
اللالكائي
أبو نعيم
عبدالغفار الأرموي
أبو نصر السجزي الوائلي
الخليلي
ابن بطال
ابن حزم
النخشبي
البيهقي
الخطيب البغدادي
ابن عبدالبر
الحميدي
ابن القيسراني
يحيى ابن منده
البغوي
ابن العربي
الجورقاني
القاضي عياض
ابن عساكر
أبو موسى المديني
عبد الحق الإشبيلي
ابن الجوزي
ابن الأثير
أبو المظفر السمعاني
موفق الدين ابن قدامة
عمر بن بدر الموصلي
ابن القطان
أبو العباس النباتي
الضياء المقدسي
ابن الصلاح
الصغاني
المنذري
الرشيد العطار
القرطبي المفسر
النووي
ابن دقيق العيد
الدمياطي
ابن تيمية
القطب الحلبي
المزي
محمد ابن عبدالهادي
ابن التركماني
الذهبي
ابن الملقن
ابن القيم
علاء الدين مغلطاي
صلاح الدين العلائي
الزيلعي
ابن مفلح
جمال الدين المرداوي
السبكي (الابن)
الزركشي الحنبلي
ابن كثير
يوسف المقدسي
الزركشي (البدر)
ابن رجب
صدر الدين المناوي
العراقي
الهيثمي
القسطلاني
ابن العراقي
الفيروزآبادي
البوصيري
ابن الوزير اليماني
ابن ناصر الدين الدمشقي
ابن حجر العسقلاني
العيني
الكمال بن الهمام
السخاوي
يوسف ابن عبدالهادي
السيوطي
السمهودي
زكريا الأنصاري
ابن الديبع
محمد بن طولون الصالحي
ابن عراق الكناني
الهيتمي المكي
محمد طاهر الفتني
ملا علي قاري
مرعي الكرمي
البهوتي
محمد بن محمد الغزي
المقبلي
الزرقاني
محمد بن عبد الهادي السندي
العجلوني
ابن همات الدمشقي
محمد جار الله الصعدي
الصنعاني
السفاريني الحنبلي
الزبيدي
محمد ابن عبد الوهاب
الشوكاني
الرباعي
القاوقجي
العظيم آبادي
المباركفوري
أحمد شاكر
الحكمي
المعلمي
محمد الأمين الشنقيطي
ابن باز
الألباني
ابن عثيمين
الوادعي
شعيب الأرناؤوط

الجميع
آداب البحث والمناظرة
آداب الزفاف
آداب المشي إلى الصلاة
أجوبة الحافظ ابن حجر لتلامذته
أحاديث مختارة
أحاديث معلة
أحاديث من صحيح البخاري أعلها الدارقطني
أحكام أهل الذمة
أحكام الجنائز
أحكام الخراج
أحكام الخواتيم
أحكام القرآن لابن العربي
أحكام من القرآن الكريم
أخبار أهل الرسوخ
أداء ما وجب
أسئلة وأجوبة لابن حجر
أسنى المطالب
أصل صفة الصلاة
أضواء البيان
أطراف الغرائب
أعلام الموقعين
أغبط أوليائي
أهوال القبور
أوهام الجمع والتفريق
إتحاف الخيرة المهرة
إتحاف المهرة
إتقان ما يحسن
إثارة الفوائد
إجمال الإصابة
إحكام الأحكام
إخراج الزكاة
إخلاص كلمة التوحيد
إذا كنز الناس
إرشاد الساري
إرشاد الفحول
إرشاد الفقيه
إرواء الغليل
إزالة الدهش
إصلاح المساجد
إغاثة اللهفان
إكمال المعلم
إنما يخشى الله من عباده العلماء
اجتماع الجيوش الإسلامية
اختلاف الحديث
اختيار الأولى
استدراكات على شرح مسلم
اقتضاء الصراط المستقيم
اقتضاء العلم
الآداب الشرعية
الآداب للبيهقي
الآيات البينات
الأباطيل والمناكير
الأجوبة العلية
الأجوبة المرضية
الأجوبة المستوعبة
الأجوبة النافعة
الأجوبة على الأسئلة الوافدة
الأجوبة لأبي مسعود
الأحاديث المختارة
الأحاديث الموضوعة للموصلي
الأحكام الشرعية الصغرى
الأحكام الشرعية الكبرى
الأحكام الكبير
الأحكام الوسطى
الأذكار للنووي
الأربعون العشارية
الأربعون النووية
الأربعون الودعانية
الأربعين المغنية
الأرواح النوافخ
الأسئلة الفائقة
الأسرار المرفوعة
الأسماء والصفات للبيهقي
الأصول والفروع
الأم
الأمالي الحلبية
الأمالي المطلقة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأنوار الكاشفة
الأوسط لابن المنذر
الإحكام في أصول الأحكام
الإخنائية
الإخوة والأخوات
الإرشاد
الإصابة في تمييز الصحابة
الإعراب عن الحيرة والالتباس
الإعلام بفوائد عمدة الأحكام
الإفصاح عن أحاديث النكاح
الإقناع لابن المنذر
الإلزامات والتتبع
الإلمام بأحاديث الأحكام
الإمام في معرفة أحاديث الأحكام
الإمامة والرد على الرافضة
الإمتاع لابن حجر
الإنصاف في حقيقة الأولياء
الإنصاف فيما بين علماء المسلمين
الإيجاز شرح سنن أبي داود
الإيضاح في مناسك الحج
الإيمان لأبي عبيد
الإيمان لابن أبي شيبة
الإيمان لابن تيمية
الإيمان لابن منده
الاحتجاج بالقدر
الاستذكار
الاستغناء
الاستفتاح في الصلاة
الاستقامة
الاستيعاب في معرفة الأصحاب
الاعتقاد للبيهقي
الاقتراح في بيان الاصطلاح
الباعث الحثيث
الباعث على الخلاص
البحر الزخار
البداية والنهاية
البدر المنير
البدور السافرة
البسط المبثوث
البشارة العظمى
البلدانيات
البناء على القبور
التاريخ الأوسط
التاريخ الصغير
التاريخ الكبير
التبيان
التحفة الكريمة
التخويف من النار
التذكار في أفضل الأذكار
التذكرة للقرطبي
الترخيص بالقيام
الترغيب والترهيب
التسعينية
التعليق على الطحاوية
التعليقات البازية على زاد المعاد
التعليقات الرضية
التقييد والإيضاح
التلخيص الحبير
التمهيد
التمييز
التنكيت والإفادة
التنكيل
التنوير شرح الجامع الصغير
التوحيد لابن خزيمة
التوسل للألباني
التوسل والوسيلة
الثقات لابن حبان
الجامع الصغير
الجرح والتعديل
الجواب الصحيح
الجواب الكافي
الجواهر والدرر
الجوهر النقي
الحديث حجة بنفسه
الحديث لابن عبدالوهاب
الحرز الثمين
الخصائص الكبرى
الخصال المكفرة
الخطب المنبرية
الخلافيات للبيهقي
الدر الملتقط
الدر المنثور
الدر المنظوم
الدراري المضية
الدراية تخريج أحاديث الهداية
الدرر المنتثرة
الدعوات الكبير
الذب الأحمد
الذل والانكسار
الرؤية للدارقطني
الرحلة إلى إفريقيا
الرحمة الغيثية
الرد المفحم
الرد على البكري
الرد على الجهمية
الرد على الرافضة لابن عبدالوهاب
الرد على السبكي في مسألة تعليق الطلاق
الرد على المنطقيين
الرسائل الشخصية لابن عبد الوهاب
الرسالة الوازعة للمعتدين
الروح
الزهر النضر
الزواجر عن اقتراف الكبائر
الزيارة الشرعية والبدعية
السلسلة الصحيحة
السلسلة الضعيفة
السنن الصغير للبيهقي
السنن الكبرى للبيهقي
السنن الكبرى للنسائي
السنن والأحكام
السيل الجرار
الشذرة في الأحاديث المشتهرة
الشرح الممتع
الشفاعة للوادعي
الصارم المسلول
الصارم المنكي
الصحوة الإسلامية لابن عثيمين
الصحيح المسند
الصفدية
الصلاة في النعال
الصلاة وحكم تاركها
الصواعق المرسلة
الضعفاء الكبير
الضياء اللامع
الطرق الحكمية
الطهارة لمحمد بن عبدالوهاب
الطهور
العجاب في بيان الأسباب
العدة على الإحكام
العرش للذهبي
العشرة العشارية
العقيدة الأصفهانية
العقيدة والآداب الإسلامية
العلل الكبير
العلل المتناهية
العلل لابن المديني
العلل ومعرفة الرجال رواية المروذي
العلل ومعرفة الرجال رواية عبدالله
العلم الهيب
العلم لأبي خيثمة
العلو للذهبي
العواصم من القواصم
العواصم والقواصم
الغماز على اللماز
الغنية في مسألة الرؤية
الفتاوى الحديثية للوادعي
الفتاوى الكبرى
الفتاوى لابن عبدالوهاب
الفتح الرباني
الفتح السماوي
الفتوحات الربانية
الفرق بين العبادات
الفروسية
الفصول المفيدة للعلائي
الفوائد العلمية من الدروس البازية
الفوائد المجموعة
الفوائد المنتخبة
الفوائد الموضوعة
القائد إلى تصحيح العقائد
القبس
القراءة خلف الإمام
القرمانية
القصاص والمذكرين
القواعد النورانية
القول البديع
القول العلي
القول المسدد
الكافي الشاف
الكافي لابن قدامة
الكامل في الضعفاء
الكبائر لابن عبدالوهاب
الكبائر للذهبي
الكشف عن مجاوزة الأمة الألف
الكلم الطيب
اللآلئ المصنوعة
اللآلئ المنثورة
اللؤلؤ المرصوع
اللطائف من دقائق المعارف
اللفظ الموطا
المؤتلف والمختلف
المتجر الرابح
المجروحين
المجموع للنووي
المحرر في الحديث
المحصول في أصول الفقه
المحلى
المدخل إلى السنن الكبرى
المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل
المراسيل ابن أبي حاتم
المراسيل لأبي داود
المستخرج على المستدرك
المستدرك على الصحيحين
المستدرك على مجموع الفتاوى
المسح على الجوربين
المصابيح في الأحاديث المتواترة
المطالب العالية
المعجم الأوسط
المغني لابن قدامة
المقاصد الحسنة
المقرر على أبواب المحرر
المنار المنيف
المناهي اللفظية
المنتخب من العلل للخلال
المنثورات للنووي
المهذب في اختصار السنن
المواهب اللدنية
الموضوعات لابن الجوزي
الموضوعات للصغاني
الناسخ والمنسوخ
الناسخ والمنسوخ لابن شاهين
النبوات
النزول للدارقطني
النصيحة
النصيحة والتعيير
النظر في أحكام النظر
النقد الصحيح للعلائي
النكت الأثرية
النكت على الموضوعات
النكت على تقريب التهذيب
النكت على كتاب ابن الصلاح
النوافح العطرة
الوابل الصيب
الوهم والإيهام
انتقاض الاعتراض
بحر الدم
بدائع الفوائد
بداية السول
بذل الماعون
بستان العارفين
بعثت بالسيف
بغية المرتاد
بغية الملتمس
بلوغ المرام
بيان الدليل
بيان تلبيس الجهمية
تأويل مختلف الحديث
تاريخ الإسلام
تاريخ الطبري
تاريخ بغداد
تاريخ دمشق
تبيين العجب
تحذير الساجد
تحريم آلات الطرب
تحريم الإسبال
تحريم رفع القبور
تحفة الأحوذي
تحفة التحصيل
تحفة الذاكرين
تحفة الطالب
تحفة المحتاج
تحفة المودود
تحفة النبلاء
تحقيق الكلام للمعلمي
تحقيق المراد للعلائي
تحقيق منيف الرتبة
تخريج أقاويل الثقات
تخريج الإحياء للعراقي
تخريج العواصم والقواصم
تخريج الكشاف
تخريج المحلى
تخريج المراسيل لأبي داود
تخريج المسند لشاكر
تخريج المسند لشعيب
تخريج حديث الأسماء الحسنى
تخريج رياض الصالحين
تخريج زاد المعاد
تخريج سنن أبي داود
تخريج سنن الترمذي
تخريج سنن الدارقطني
تخريج سير أعلام النبلاء
تخريج شرح السنة
تخريج شرح الطحاوية
تخريج صحيح ابن حبان
تخريج فضيلة العادلين
تخريج كتاب السنة
تخريج مختصر المنهاج
تخريج مسند أبي بكر
تخريج مشكل الآثار
تخريج مشكلة الفقر
تخريج منهاج القاصدين
تدريب الراوي
تذكرة الحفاظ
تذكرة الموضوعات
تراجم منتخبة من التهذيب
ترتيب الموضوعات
تسديد القوس
تسلية النفوس
تصحيح حديث إفطار الصائم
تعجيل المنفعة
تعليقات على المجروحين
تعليقة على العلل
تغليق التعليق
تفسير آيات أشكلت
تفسير الباقيات الصالحات
تفسير الطبري
تفسير الفاتحة والبقرة
تفسير القرآن العظيم
تفسير القرطبي
تفسير سورة الأحزاب
تفسير سورة الإخلاص
تفسير سورة الحجرات إلى الحديد
تفسير سورة الروم
تفسير سورة الزمر
تفسير سورة السجدة
تفسير سورة الشورى
تفسير سورة الصافات
تفسير سورة العنكبوت
تفسير سورة الفرقان
تفسير سورة القصص
تفسير سورة النساء
تفسير سورة النصر
تفسير سورة النمل
تفسير سورة ص
تفسير سورة غافر
تفسير سورة فاطر
تفسير سورة فصلت
تفسير سورة لقمان
تفسير سورة يس
تقرير القواعد
تلخيص العلل المتناهية
تمام المنة
تمام النصح
تمييز الطيب من الخبيث
تنزيه الشريعة
تنقيح التحقيق
تهذيب الأسماء واللغات
تهذيب التهذيب
تهذيب السنن
تهذيب الكمال
توالي التأسيس
جامع الرسائل لابن تيمية
جامع العلوم والحكم
جامع المسانيد والسنن
جامع بيان العلم
جزء في مسائل أحمد
جلاء الأفهام
جلباب المرأة
حادي الأرواح
حاشية الإلمام لابن عبد الهادي
حاشية السندي على النسائي
حاشية بلوغ المرام لابن باز
حجاب المرأة
حجة النبي
حجة الوداع
حديث ابن أبي المكارم
حديث المساء
حديث جابر لابن ناصر الدين
حديث لا تسبوا أصحابي
حقوق آل البيت
حقوق الجار
حقوق النساء في الإسلام
حقيقة الإسلام و الإيمان
حقيقة الصيام
حكم تارك الصلاة
حلية الأولياء
حياة الأنبياء
خصائص علي
خطبة الحاجة
خلاصة الأحكام للنووي
خلاصة البدر المنير
خلق أفعال العباد
در السحابة
درء تعارض العقل والنقل
دفاع عن الحديث
دفع إيهام الاضطراب
دلائل النبوة
ذخيرة الحفاظ
ذم الخمر
ذم الهوى واتباعه
ذم قسوة القلب
ذيل ميزان الاعتدال
رؤية الهلال
رحلة الحج
رسائل ابن رجب
رسالة لطيفة في أحاديث ضعيفة
رفع الأستار
رفع البأس عن حديث النفس
رفع الملام
رياض الصالحين
رياض القدس
زاد المعاد
سؤالات أبي داود
سؤالات ابن الجنيد
سؤالات ابن بكير
سؤالات الآجري
سؤالات البرقاني للدارقطني
سؤالات الحاكم للدارقطني
سؤالات السلمي
سؤالات السهمي
سؤالات العبد للمقبلي
سبل السلام
سفر السعادة
سنن أبي داود
سنن ابن ماجة
سنن الترمذي
سنن الدارقطني
سنن الشافعي
سنن النسائي
سير أعلام النبلاء
سير الدلجة
شرح مسلم للنووي
شرح ابن ماجه لمغلطاي
شرح الأربعين لابن دقيق
شرح الإلمام
شرح البخاري لابن الملقن
شرح البخاري لابن بطال
شرح البخاري لابن عثيمين
شرح الزركشي على الخرقي
شرح السنة
شرح الصدور
شرح الطحاوية
شرح العقيدة السفارينية
شرح العمدة (الصلاة)
شرح العمدة (الصيام)
شرح العمدة (الطهارة)
شرح العمدة (المناسك)
شرح المواقف
شرح النزهة لابن عثيمين
شرح النسائي للسيوطي
شرح بلوغ المرام لابن عثيمين
شرح ثلاثيات المسند
شرح حديث جبريل
شرح رياض الصالحين لابن عثيمين
شرح علل الترمذي
شرح فتح القدير
شرح كتاب التوحيد لابن باز
شرح كتاب الشهاب
شرح مراقي السعود
شرح مسلم لابن عثيمين
شرح مسند أبي حنيفة
شرح مسند الشافعي
شرح مشكل الآثار
شرح معاني الآثار
شعب الإيمان
شفاء العليل
صحيح أبي داود
صحيح أسباب النزول
صحيح ابن حبان
صحيح ابن خزيمة
صحيح ابن ماجه
صحيح الأدب المفرد
صحيح البخاري
صحيح الترغيب
صحيح الترمذي
صحيح الجامع
صحيح الموارد
صحيح النسائي
صحيح دلائل النبوة
صحيح مسلم
صدقة السر
صفة الجنة لأبي نعيم
صفة الصلاة
صفة الفتوى
صلاة التراويح
صلاة العيدين
صوم يوم الغيم
صيغ الحمد
ضعيف أبي داود
ضعيف ابن ماجه
ضعيف الأدب المفرد
ضعيف الترغيب
ضعيف الترمذي
ضعيف الجامع
ضعيف الموارد
ضعيف النسائي
طبقات الشافعية الكبرى
طبقات الشافعية لابن كثير
طرح التثريب
طريق الهجرتين
طلاق الغضبان
عارضة الأحوذي
عدة الصابرين
عقود الزبرجد
علل ابن أبي حاتم
علل الأحاديث
علل الدارقطني
عمدة التفسير
عمدة القاري
عون المعبود
غارة الفصل
غاية المرام
غاية المقصود
غاية النفع
غاية مأمول الراغب
غرائب حديث مالك
غرر الفوائد المجموعة
فتاوى ابن الصلاح
فتاوى الشنقيطي
فتاوى العراقي (ولي الدين)
فتاوى العقيدة
فتاوى العلائي
فتاوى النووي
فتاوى نور على الدرب لابن باز
فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين
فتح الباري لابن حجر
فتح الباري لابن رجب
فتح الغفار
فتح القدير
فتح المغيث
فضائل الأوقات
فضائل الخلفاء الأربعة
فضائل الشام لابن رجب
فضائل الشام ودمشق
فضائل القرآن لابن عبدالوهاب
فضائل القرآن لابن كثير
فضائل بيت الله الحرام
فضل الصلاة
فضل علم السلف
فقه السيرة
فنون اللباس
فوائد الحنائي الحنائيات
قتل مدمني الخمر
قوة الحجاج
قيام رمضان
كشاف القناع
كشف الخفاء
كشف الستر
كشف الكربة
كشف اللثام
كشف المناهج والتناقيح
كشف النقاب
كفاية المستنقع لأدلة المقنع
كلمة الإخلاص
كلمة الإخلاص وتحقيق معناها
لباب النقول
لبيك اللهم
لسان الميزان
لطائف المعارف
لقط اللآلئ المتناثرة
لوائح الأنوار السنية
ليلة القدر
ما تمس إليه الحاجة
ما ذئبان جائعان
ماء زمزم
مثل الإسلام
مجالس أمالي صلاة التسبيح
مجمع الزوائد
مجموع الفتاوى
مجموع رسائل العلائي
مجموع فتاوى ابن باز
مجموع فتاوى ابن عثيمين
مجموعة الرسائل والمسائل
محاضرات الشنقيطي
محجة القرب
مختصر الأحكام
مختصر الشمائل
مختصر الصواعق المرسلة
مختصر العلو
مختصر المقاصد
مختصر زوائد البزار
مختصر سنن أبي داود
مدارج السالكين
مذكرة الأصول
مسألة السماع
مسألة في الكنائس
مسألة في المرابطة
مسائل أجاب عنها ابن حجر
مسائل أحمد رواية ابن هانيء
مسائل أحمد رواية صالح
مسائل أحمد رواية عبدالله
مسائل أحمد لأبي داود
مسائل ابن باز
مساجلة علمية
مسند ابن عباس
مسند الفاروق
مسند علي
مسند عمر
مصباح الزجاجة
مطلع البدرين
معارج القبول
معالم التنزيل (تفسير البغوي)
معالم السنن
معجم الشيوخ
معرفة التذكرة
معرفة الثقات
معرفة رواة الآثار
معرفة علوم الحديث
مفتاح دار السعادة
من عاش مائة وعشرين سنة
مناسك الحج والعمرة
منزلة السنة
منهاج السنة
موارد الظمآن
موافقة الخبر الخبر
ميزان الاعتدال
ناسخ الحديث ومنسوخه
نتائج الأفكار
نخب الافكار
نزهة الأسماع
نزهة السامعين
نزهة الناظر والسامع
نزهة النظر
نسخة نبيط
نصب الراية
نصب المجانيق
نظرية العقد
نقد النصوص
نقض المنطق
نهاية البداية والنهاية
نور الاقتباس
نيل الأوطار
هداية الحيارى
هداية الرواة
هدي الساري
وجوب الأخذ بحديث الآحاد
ورثة الأنبياء
يتبع الميت ثلاث

الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

128 - أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ آخَى بيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ، وبيْنَ أَبِي طَلْحَةَ.

134 - كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي علَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُما تَوَجَّهَتْ بهِ. قالَ عبدُ اللهِ بنُ دِينَارٍ: كانَ ابنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذلكَ.

142 - اسْتَقْرِئُوا القُرْآنَ مِن أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ.