الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - عن ابن عباس قال: لم أزَلْ حريصًا أنْ أسأَلَ عمرَ بنَ الخطَّابِ عن المرأتينِ اللَّتينِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حتَّى حجَّ عمرُ فحجَجْتُ معه فلمَّا كان في بعضِ الطَّريقِ عدَل ليتوضَّأَ وعدَلْتُ معه بالإداوةِ فتبرَّز ثمَّ أتاني فسكَبْتُ على يديه فتوضَّأ فقُلْتُ: يا أميرَ المؤمنينَ مَن المرأتانِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتانِ قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] ؟ فقال عمرُ: واعجبًا لك يا ابنَ عبَّاسٍ ثمَّ قال: هي عائشةُ وحفصةُ ثمَّ أنشَأ يسوقُ الحديثَ فقال: كنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْناهم قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم وكان منزلي في بني أميَّةَ بنِ زيدٍ في العوالي قال: فتغضَّبْتُ يومًا على امرأتي فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ أنْ تُراجِعَني فقالت: ما تُنكِرُ أنْ أُراجِعَك فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لتُراجِعْنَه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فانطلَقْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ: أتُراجِعينَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: نَعم وتهجُرُه إحدانا اليومَ إلى اللَّيلِ قال: قد قُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منكنَّ وخسِر، أفتأمَنُ إحداكنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ، ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ ـ يُريدُ عائشةَ قال: وكان لي جارٌ مِن الأنصارِ وكنَّا نتناوَبُ النُّزولَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فينزِلُ يومًا وأنزِلُ يومًا فيأتيني بخبرِ الوحيِ وغيرِه وأنزِلُ فآتيه بمثلِ ذلك، وكنَّا نتحدَّثُ أنَّ غسَّانَ تنعَلُ الخيلَ لتغزوَنا قال: فنزَل صاحبي يومًا، ثمَّ أتاني فضرَب على بابي ثمَّ ناداني فخرَجْتُ إليه فقال: حدَث أمرٌ عظيمٌ فقُلْتُ: ماذا أجاءتْ غسَّانُ ؟ قال: بل أعظمُ مِن ذلك وأطولُ، طلَّق رسولُ اللهِ نساءَه فقُلْتُ: خابت حفصةُ وخسِرت قد كُنْتُ أظُنَّ هذا كائنًا فلمَّا صلَّيْتُ الصُّبحَ شدَدْتُ علَيَّ ثيابي ثمَّ نزَلْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فإذا هي تبكي فقُلْتُ: أَطلَّقكنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقالت: لا أدري هو ذا هو مُعتزِلٌ في هذه المَشرُبةِ قال: فأتَيْتُ غلامًا له أسودَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعُمرَ فدخَل الغلامُ ثمَّ خرَج إليَّ وقال: قد ذكَرْتُكَ له فلم يقُلْ شيئًا فانطلَقْتُ حتَّى أتَيْتُ المسجدَ فإذا قومٌ حولَ المنبرِ جلوسٌ يبكي بعضُهم إلى بعضٍ قال: فجلَسْتُ قليلًا ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُكَ له فصمَت فرجَعْتُ فجلَسْتُ إلى المنبرِ ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُك له فسكَت فولَّيْتُ مدبِرًا فإذا الغلامُ يدعوني ويقولُ: ادخُلْ فقد أذِن لكَ فدخَلْتُ فسلَّمْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو متَّكئٌ على رملِ حصيرٍ قد أثَّر بجَنبِه فقُلْتُ: أطلَّقْتَ يا رسولَ اللهِ نساءَك ؟ قال: فرفَع رأسَه إليَّ وقال: ( لا ) فقُلْتُ: اللهُ أكبرُ لو رأيتَنا يا رسولَ اللهِ وكنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْنا قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم فتغضَّبْتُ على امرأتي يومًا فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ ذلك عليها فقالت: أتُنكِرُ أنْ أُراجِعَكَ ؟ فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُراجِعْنُه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فقُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منهنَّ وخسِرت أتأمَنُ إحداهنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ ؟ ! قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ لها: لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخرى فقُلْتُ: أستأنِسُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: ( نَعم ) فجلَسْتُ فرفَعْتُ رأسي في البيتِ فواللهِ ما رأَيْتُ فيه شيئًا يرُدُّ البصرَ إلَّا أُهُبًا ثلاثةً فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يوسِّعَ على أمَّتِك فقد وسَّع اللهُ على فارسَ والرُّومِ وهم لا يعبُدونَه قال: فاستوى جالسًا وقال: ( أفي شكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئكَ قومٌ عُجِّلتْ لهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا ) فقُلْتُ: استغفِرْ لي يا رسولَ اللهِ، وكان أقسَم لا يدخُلُ عليهنَّ شهرًا مِن شدَّةِ مَوْجِدتِه عليهنَّ حتَّى عاتَبه اللهُ قال الزُّهريُّ: فأخبَرني عروةُ عن عائشةَ قالت: فلمَّا مضى تسعٌ وعشرونَ دخَل عليَّ رسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بدَأ بي فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّكَ أقسَمْتَ ألَّا تدخُلَ علينا شهرًا وإنَّك دخَلْتَ تسعًا وعشرينَ أعُدُّهنَّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ الشَّهرَ تسعٌ وعشرونَ ) ثمَّ قال: ( يا عائشةُ إنِّي ذاكرٌ لكِ أمرًا فلا أُريدُ أنْ تعجَلي فيه حتَّى تستأمِري أبويكِ ) قالت: ثمَّ قرَأ عليَّ الآيةَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28، 29] قالت عائشةُ: قد علِم واللهِ أنَّ أبويَّ لم يكونا يأمُراني بفِراقِه فقُلْتُ: أفي هذا أستأمِرُ أبويَّ فإنِّي أُريدُ اللهَ ورسولَه والدَّارَ الآخرةَ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4268 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

2 - خطَب أبو طَلحةَ أمَّ سُلَيمٍ فقالت له : ما مِثْلُكَ يا أبا طَلحةَ يُرَدُّ ولكنِّي امرأةٌ مُسلِمةٌ وأنتَ رجُلٌ كافرٌ ولا يحِلُّ لي أنْ أتزوَّجَكَ فإنْ تُسلِمْ فذلكَ مَهْري لا أسأَلُكَ غيرَه فأسلَم فكانت له فدخَل بها فحمَلَتْ فولَدَتْ غلامًا صبيحًا وكان أبو طَلحةَ يُحِبُّه حبًّا شديدًا فعاش حتَّى تحرَّك فمرِض فحزِن عليه أبو طَلحةَ حُزنًا شديدًا حتَّى تَضَعْضَع قال : وأبو طَلحةَ يغدو على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويروح فراح رَوحةً ومات الصَّبيُّ فعمَدَتْ إليه أمُّ سُلَيْمٍ فطيَّبَتْه ونظَّفَتْه وجعَلَتْه في مخدَعِنا فأتى أبو طَلحةَ فقال : كيف أمسى بُنَيَّ ؟ قالت : بخيرٍ ما كان منذُ اشتكى أسكَنَ منه اللَّيلةَ قال : فحمِد اللهَ وسُرَّ بذلكَ فقرَّبَتْ له عَشاءَه فتعشَّى ثمَّ مسَّتْ شيئًا مِن طِيبٍ فتعرَّضَتْ له حتَّى واقَع بها فلمَّا تعشَّى وأصاب مِن أهلِه قالت : يا أبا طَلحةَ رأَيْتَ لو أنَّ جارًا لكَ أعاركَ عاريةً فاستمتَعْتَ بها ثمَّ أراد أَخْذَها منك أكُنْتَ رادَّها عليه ؟ فقال : إي واللهِ إنِّي كُنْتُ لَرادُّها عليه قالت : طيِّبةً بها نفسُكَ ؟ قال : طيِّبةً بها نفسي قالت : فإنَّ اللهَ قد أعارك بُنَيَّ ومتَّعكَ به ما شاء ثمَّ قُبِض إليه فاصبِرْ واحتسِبْ قال : فاسترجَع أبو طَلحةَ وصبَر ثمَّ أصبَح غاديًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحدَّثه حديثَ أمِّ سُلَيمٍ كيف صنَعَتْ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( بارَك اللهُ لكما في ليلتِكما ) قال : وحمَلَتْ تلكَ الواقعةَ فأثقَلَتْ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأبي طَلحةَ : ( إذا ولَدَتْ أمُّ سُلَيمٍ فجِئْني بولَدِها ) فحمَله أبو طَلحةَ في خِرقةٍ فجاء به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : فمضَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تمرةً فمجَّها في فيه فجعَل الصَّبيُّ يتلمَّظُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأبي طَلحةَ : ( حِبُّ الأنصارِ التَّمرُ ) فحنَّكه وسمَّى عليه ودعا له وسمَّاه عبدَ اللهِ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7187 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

3 - لم أتخلَّفْ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ إلَّا بدر، ولم يُعاتِبِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحدًا تخلَّف عن بدرٍ إنَّما خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ العيرَ وخرَجَت قريشٌ مُغيثينَ لعيرِهم فالتقَوا على غيرِ موعدٍ كما قال اللهُ ولعَمْري إنَّ أشرفَ مشاهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّاسِ لَبدرٌ وما أُحِبُّ أنِّي كُنْتُ شهِدْتُها مكانَ بيعتي ليلةَ العَقبةِ حينَ تواثَقْنا على الإسلامِ ولم أتخلَّفْ بعدُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ وهي آخِرُ غزوةٍ غزاها، آذَن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ النَّاسَ ] بالرَّحيلِ وأراد أنْ يتأهَّبوا أُهبةَ غزوِهم وذلك حين طاب الظِّلالُ وطابتِ الثِّمارُ وكان قلَّما أراد غزوةً إلَّا ورَّى غيرَها وكان يقولُ: ( الحربُ خَدْعةٌ ) فأراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةِ تبوكَ أنْ يتأهَّبَ النَّاسُ أُهبَتَه وأنا أيسَرُ ما كُنْتُ قد جمَعْتُ راحلتينِ لي فلم أزَلْ كذلك حتَّى قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غاديًا بالغداةِ وذلك يومَ الخميسِ ـ وكان يُحِبُّ أنْ يخرُجَ يومَ الخميسِ ـ فأصبَح غاديًا فقُلْتُ: أنطلِقُ إلى السُّوقِ وأشتري جَهازي ثمَّ ألحَقُ بها فانطلَقْتُ إلى السُّوقِ مِن الغدِ فعسُر علَيَّ بعضُ شأني فرجَعْتُ فقُلْتُ: أرجِعُ غدًا إنْ شاء اللهُ فألحَقُ بهم فعسُر علَيَّ بعضُ شأني أيضًا فلم أزَلْ كذلك حتَّى لبَّس بي الذَّنبُ وتخلَّفْتُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَلْتُ أمشي في الأسواقِ وأطرافِ المدنيةِ فيُحزِنُني ألَّا أرى أحدًا تخلَّف عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا رجلًا مغموصًا عليه في النِّفاقِ وكان ليس أحدٌ تخلَّف إلَّا أرى ذلك سيَخفى له وكان النَّاسُ كثيرًا لا يجمَعُهم ديوانٌ وكان جميعُ مَن تخلَّف عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بضعةً وثمانينَ رجلًا ولم يذكُرْني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى بلَغ تبوكًا فلمَّا بلَغ تبوكًا قال: ( ما فعَل كعبُ بنُ مالكٍ ) ؟ فقال رجلٌ مِن قومي: خلَّفه يا رسولَ اللهِ بُرداهُ والنَّظرُ في عِطْفَيه فقال معاذُ بنُ جبلٍ: بئس ما قُلْتَ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما نعلَمُ إلَّا خيرًا قال: فبَيْنا هم كذلك إذا رجلٌ يزولُ به السَّرابُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( كُنْ أبا خَيثمةَ ) فإذا هو أبو خَيثمةَ فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غزوةَ تبوكٍ وقفَل ودنا مِن المدينةِ جعَلْتُ أتذكَّرُ ماذا أخرُجُ به مِن سخَطِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأستعينُ على ذلك بكلِّ ذي رأيٍ مِن أهلِ بيتي حتَّى إذا قيل: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُصبِّحُكم بالغداةِ راح عنِّي الباطلُ وعرَفْتُ أنِّي لا أنجو إلَّا بالصِّدْقِ فدخَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضُحًى فصلَّى في المسجدِ ركعتينِ ـ وكان إذا قدِم مِن سفرٍ فعَل ذلك: دخَل المسجدَ فصلَّى فيه ركعتينِ ثمَّ جلَس ـ فجعَل يأتيه مَن تخلَّف فيحلِفون له ويعتذِرون إليه فيستغفرُ لهم ويقبَلُ علانيتَهم ويكِلُ سرائرَهم إلى اللهِ فدخَلْتُ المسجدَ فإذا هو جالسٌ فلمَّا رآني تبسَّم تبسُّمَ المُغضَبِ فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ألم تكُنِ ابتَعْتَ ظَهرًا ) ؟ قُلْتُ: بلى يا نبيَّ اللهِ فقال ( ما خلَّفك عنِّي ) ؟ فقُلْتُ: واللهِ لو بينَ يدَيْ أحَدٍ مِن النَّاسِ غيرِك جلَسْتُ لخرَجْتُ مِن سخَطِه عليَّ بعُذْرٍ ولقد أوتيتُ جدَلًا ولكنِّي قد علِمْتُ ـ يا نبيَّ اللهِ ـ أنِّي إنْ حدَّثْتُك اليومَ بقولٍ تجِدُ عليَّ فيه وهو حقٌّ فإنِّي أرجو فيه عقبى اللهِ وإنْ حدَّثْتُك اليومَ بحديثٍ ترضى عنِّي فيه وهو كذِبٌ أوشَك أنْ يُطلِعَك اللهُ علَيَّ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما كُنْتُ قطُّ أيسَرَ ولا أخفَّ حاذًا منِّي حيثُ تخلَّفْتُ عليك فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا هذا فقد صدَقكم الحديثَ قُمْ حتَّى يقضيَ اللهُ فيك) فقُمْتُ فثار على أثري ناسٌ مِن قومي يؤنِّبونَني فقالوا: واللهِ ما نعلَمُك أذنَبْتَ ذنبًا قطُّ قبْلَ هذا فهلَّا اعتذَرْتَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعُذْرٍ يرضاه عنك فيه وكان استغفارُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيأتي مِن وراءِ ذلك ولم تقِفْ موقفًا لا ندري ماذا يُقضى لك فيه فلم يزالوا يؤنِّبونَني حتَّى همَمْتُ أنْ أرجِعَ فأُكذِّبَ نفسي فقُلْتُ: هل قال هذا القولَ أحدٌ غيري ؟ قالوا: نَعم قاله هلالُ بنُ أُميَّةَ ومُرارةُ بنُ ربيعةَ فذكَروا رجلينِ صالحينِ شهِدا بدرًا لي فيهما أُسوةٌ فقُلْتُ: واللهِ لا أرجِعُ إليه في هذا أبدًا ولا أُكذِّبُ نفسي ونهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا أيُّها الثَّلاثةُ فجعَلْتُ أخرُجُ إلى السُّوقِ ولا يُكلِّمُني أحدٌ وتنكَّر لنا النَّاسُ حتَّى ما هم بالَّذينَ نعرِفُ وتنكَّر لنا الحيطانُ حتَّى ما هي بالحيطانِ الَّتي نعرِفُ وتنكَّرَت لنا الأرضُ حتَّى ما هي بالأرضِ الَّتي نعرِفُ وكُنْتُ أقوى أصحابي فكُنْتُ أخرُجُ فأطوفُ في الأسواقِ فآتي المسجدَ وآتي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأُسلِّمُ عليه وأقولُ: هل حرَّك شفَتَيهِ بالسَّلامِ فإذا قُمْتُ أُصلِّي إلى ساريةٍ وأقبَلْتُ على صلاتي نظَر إليَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمؤخِرِ عينَيْه وإذا نظَرْتُ إليه أعرَض عنِّي واشتكى صاحباي فجعَلا يبكيانِ اللَّيلَ والنَّهارَ ولا يُطلِعانِ رؤوسَهما قال: فبَيْنا أنا أطوفُ في الأسواقِ إذا رجلٌ نصرانيٌّ قد جاء بطعامٍ له يبيعُه يقولُ: مَن يدُلُّ على كعبِ بنِ مالكٍ فطفِق النَّاسُ يُشيرونَ له إليَّ فأتاني وأتى بصحيفةٍ مِن ملِكِ غسَّانَ فإذا فيها: أمَّا بعدُ فإنَّه بلَغني أنَّ صاحبَك قد جفاك وأقصاك ولسْتَ بدارِ هوانٍ ولا مَضيعةٍ فالحَقْ بنا نواسِكَ فقُلْتُ: هذا أيضًا مِن البلاءِ فسجَرْتُ لها التَّنُّورَ فأحرَقْتُها فيه فلمَّا مضَت أربعونَ ليلةً إذا رسولٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أتاني فقال: اعتزِلِ امرأتَك فقُلْتُ: أُطلِّقُها ؟ قال: لا ولكنْ لا تقرَبْها فجاءَتِ امرأةُ هلالِ بنِ أميَّةَ فقالت: يا نبيَّ اللهِ إنَّ هلالَ بنَ أميَّةَ شيخٌ ضعيفٌ فهل تأذَنُ لي أنْ أخدُمَه قال: ( نَعم ولكنْ لا يقرَبَنَّكِ ) قالت: يا نبيَّ اللهِ ما به حركةٌ لشيءٍ ما زال متَّكئًا يبكي اللَّيلَ والنَّهارَ مُذْ كان مِن أمرِه ما كان قال كعبٌ: فلمَّا طال علَيَّ البلاءُ اقتحَمْتُ على أبي قتادةَ حائطَه ـ وهو ابنُ عمِّي ـ فسلَّمْتُ عليه فلم يرُدَّ علَيَّ فقُلْتُ: أنشُدُكَ اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أحب الله ورسوله ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه فقال: اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال: فلم أملِكْ نفسي أنْ بكَيْتُ ثمَّ اقتحَمْتُ الحائطَ خارجًا حتَّى إذا مضَتْ خمسونَ ليلةً مِن حينِ نهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا صلَّيْتُ على ظهرِ بيتٍ لنا صلاةَ الفجرِ وأنا في المنزلةِ الَّتي قال اللهُ: قد ضاقَت علينا الأرضُ بما رحُبَت وضاقت علينا أنفسُنا إذ سمِعْتُ نداءً مِن ذِروةِ سَلْعٍ أنْ أبشِرْ يا كعبُ بنَ مالكٍ فخرجت ساجدًا وعرَفْتُ أنَّ اللهَ قد جاءنا بالفرَجِ ثمَّ جاء رجلٌ يركُضُ على فرسٍ يُبشِّرُني فكان الصَّوتُ أسرَعَ مِن فرسِه فأعطَيْتُه ثوبيَّ بشارةً ولبِسْتُ ثوبينِ آخَرينِ وكانت توبتُنا نزَلت على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُلُثَ اللَّيلِ فقالت أمُّ سلَمةَ: يا نبيَّ اللهِ ألا نُبشِّرُ كعبَ بنَ مالكٍ فقال: ( إذًا يحطِمُكم النَّاسُ ويمَنعونَكم النَّومَ سائرَ اللَّيلةِ ) قال: وكانت أمُّ سلَمةَ محسنةً في شأني تُخبِرُني بأمري فانطلَقْتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو جالسٌ في المسجدِ وحولَه المسلمونَ وهو يستنيرُ كاستنارِ القمرِ وكان إذا سُرَّ بالأمرِ استنار فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيْهِ فقال: ( يا كعبُ بنَ مالكٍ أبشِرْ بخيرِ يومٍ أتى عليك منذُ ولدَتْك أمُّك ) قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ أمِن عندِ اللهِ أم مِن عندِك ؟ قال: ( بل مِن عندِ اللهِ ) ثمَّ تلا عليهم: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: 117] حتَّى بلَغ {هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118] قال: وفينا نزَلت {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ إنَّ مِن توبتي أنِّي لا أُحدِّثُ إلَّا صدقًا وأنْ أنخلَعَ مِن مالي كلِّه صدقةً إلى اللهِ وإلى رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال ( أمسِكْ عليك بعضَ مالِك فهو خيرٌ لك ) قال: فقُلْتُ: فإنِّي أُمسِكُ سهمي الَّذي بخيبرَ قال: فما أنعَمَ اللهُ علَيَّ مِن نعمةٍ بعدَ الإسلامِ أعظَمَ في نفسي مِن صدقي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ صدَقْتُه أنا وصاحباي ألَّا نكونَ كذَبْنا فهلَكْنا كما هلَكوا، وما تعمَّدْتُ لكذبةٍ بعدُ وإنِّي لأرجو أنْ يحفَظَني اللهُ فيما بقي قال الزُّهريُّ: فهذا ما انتهى إلينا مِن حديثِ كعبِ بنِ مالكٍ
الراوي : كعب بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3370 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

4 - عن عائشةَ زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ قال لها أهلُ الإفكِ ما قالوا فبرَّأها اللهُ منه قال الزُّهريُّ : وكلُّهم حدَّثني طائفةً مِن حديثِها وبعضُهم أوعى مِن بعضٍ وأثبَتُ له اقتصاصًا وقد وعَيْتُ عن كلِّ واحدٍ منهم الحديثَ الَّذي حدَّثني عن عائشةَ وبعضُ حديثِهم يُصدِّقُ بعضًا زعَموا أنَّ عائشةَ رضِي اللهُ عنها قالت : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أنْ يخرُجَ سفَرًا أقرَع بَيْنَ أزواجِه فأيَّتُهنَّ خرَج سهمُها خرَج بها معه فأقرَع بَيْنَنا في غَزاةٍ غزاها فخرَج سهمي فخرَجْتُ معه بعدَما أُنزِل الحجابُ وأنا أُحمَلُ في هَوْدجي وأنزِلُ فيه فسِرْنا حتَّى إذا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن غزوتِه تلك قفَل ودنَوْنا مِن المدينةِ فآذَن ليلةً بالرَّحيلِ فقُمْتُ فمشَيْتُ حتَّى جاوَزْتُ الجيشَ فلمَّا قضَيْتُ شأني أقبَلْتُ إلى الرَّحْلِ فلمَسْتُ صدري فإذا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ أظفارٍ قدِ انقطَع فرجَعْتُ فالتمَسْتُ عِقدي فحبَسني ابتغاؤُه فأقبَل الَّذينَ يرحَلونَ بي فاحتمَلوا هَوْدجي فرحَلوه على بعيري الَّذي كُنْتُ أركَبُ وهم يحسَبونَ أنِّي فيه وكان النِّساءُ إذ ذاكَ خِفافًا لَمْ يثقُلْنَ ولَمْ يغشَهنَّ اللَّحمُ وإنَّما يأكُلْنَ العُلقةَ مِن الطَّعامِ فلَمْ يستنكِرِ القومُ حينَ رفَعوه ثِقَلَ الهَوْدجِ فاحتمَلوه وكُنْتُ جاريةً حديثةَ السِّنِّ فبعَثوا الجمَلَ وساروا فوجَدْتُ عِقدي بعدَما استمرَّ الجيشُ فجِئْتُ منزِلَهم وليس فيه أحَدٌ فأقمَتْ منزِلي الَّذي كُنْتُ به وظنَنْتُ أنَّهم سيفقِدوني فيرجِعونَ إلَيَّ فبَيْنا أنا جالسةٌ غلَبَتْني عينايَ فنِمْتُ وكان صفوانُ بنُ المعطَّلِ السُّلَميُّ ثمَّ الذَّكوانيُّ مِن وراءِ الجيشِ فأصبَح عندَ منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ نائمٍ وكان يراني قبْلَ الحجابِ فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفني فخمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي واللهِ ما تكلَّمْتُ بكلمةٍ ولا سمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه حتَّى أناخ راحلتَه فوطِئ يدَها فركِبْتُها فانطلَق يقودُ بي الرَّاحلةَ حتَّى أتَيْنا الجيشَ بعدَما نزَلوا معرِّسينَ في نحرِ الظَّهيرةِ فهلَك مَن هلَك وكان الَّذي تولَّى كِبْرَ الإفكِ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولٍ فقدِمْنا المدينةَ فاشتكَيْتُ بها شهرًا والنَّاسُ يُفيضونَ في قولِ أصحابِ الإفكِ ويَريبني في وجَعي أنِّي لا أرى مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللُّطْفَ الَّذي كُنْتُ أرى منه حينَ أمرَضُ إنَّما يدخُلُ فيُسلِّمُ ثمَّ يقولُ : ( كيفَ تِيكُمْ ) ؟ ولا أشعُرُ بشيءٍ مِن ذلك حتَّى نقِهْتُ فخرَجْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ قِبَلَ المَناصِعِ وكان مُتبرَّزَنا لا نخرُجُ إلَّا ليلًا إلى ليلٍ وذلكَ قبْلَ أنْ نتَّخِذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا وأمرُنا أمرُ العرَبِ الأُوَلِ في البَرِّيَّةِ أو في التَّبرُّزِ فأقبَلْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ نمشي فعثَرَتْ في مِرْطِها فقالت : تعِس مِسطَحٌ فقُلْتُ : بِئس ما قُلْتِ أتسُبُّينَ رجُلًا شهِد بدرًا ؟ فقالت : يا هَنْتاه ألَمْ تسمَعي ما قالوا ؟ فأخبَرَتْني بما يقولُ أهلُ الإفكِ فازدَدْتُ مرَضًا على مرضٍ فلمَّا رجَعْتُ إلى بيتي دخَل علَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( كيف تِيكم ) ؟ فقُلْتُ : ائذَنْ لي آتي أبويَّ قالت : وأنا حينَئذٍ أُريدُ أنْ أستيقِنَ الخبَرَ مِن قِبَلِهما فأذِن لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْتُ أبويَّ فقُلْتُ لِأُمِّي : ما يتحدَّثُ به النَّاسُ ؟ فقالت : يا بُنيَّةُ هوِّني على نفسِك الشَّأنَ فواللهِ لقلَّما كانتِ امرأةٌ قطُّ وضيئةٌ عندَ رجُلٍ يُحِبُّها ولها ضرائرُ إلَّا أكثَرْنَ عليها فقُلْتُ : سُبحانَ اللهِ لقد تحدَّث النَّاسُ بهذا ؟ قالت : نَعم فبِتُّ تلكَ اللَّيلةَ حتَّى أصبَحْتُ لا يرقَأُ لي دَمْعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ ثمَّ أصبَحْتُ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علِيَّ بنَ أبي طالبٍ وأُسامةَ بنَ زيدٍ حينَ استَلْبَث الوحيُ يستشيرُهما في فِراقِ أهلِه فأمَّا أُسامةُ فأشار عليه بالَّذي يعلَمُ في نفسِه مِن الوُدِّ لهم فقال : أهلُك يا رسولَ اللهِ ولا نعلَمُ واللهِ إلَّا خيرًا وأمَّا علِيٌّ فقال : يا رسولَ اللهِ لَمْ يُضيِّقِ اللهُ عليكَ والنِّساءُ سواها كثيرٌ وسَلِ الجاريةَ تصدُقْكَ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَريرةَ فقال : ( يا بَريرةُ هل رأَيْتِ فيها شيئًا ما يريبُكِ ) ؟ فقالت : لا والَّذي بعَثكَ بالحقِّ إنْ رأَيْتُ منها أمرًا أغمِصُه عليها أكثَرَ مِن أنَّها جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ تنامُ عنِ العجينِ فتأتي الدَّاجنُ فتأكُلُه فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن يومِه فاستعذَر مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنِ سَلولٍ فقال : ( مَن يعذِرُني مِن رجُلٍ بلَغ أذاه في أهلي وواللهِ ما علِمْتُ على أهلي إلَّا خيرًا وقد ذكَروا رجُلًا ما علِمْتُ عليه إلَّا خيرًا وما كان يدخُلُ على أهلي إلَّا معي ) فقام سعدُ بنُ مُعاذٍ فقال : يا رسولَ اللهِ وأنا واللهِ أعذِرُك منه إنْ كان مِن الأوسِ ضرَبْنا عُنُقَه وإنْ كان مِن إخوانِنا مِن الخَزرجِ أمَرْتَنا ففعَلْنا فيه أمرَك فقام سعدُ بنُ عُبادةَ وكان قبْلَ ذلكَ رجُلًا صالِحًا ولكِنِ احتمَلَتْه الحَميَّةُ فقال : كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لا تقتُلُه ولا تقدِرُ على ذلكَ فقام أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ فقال كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لَنقتُلَنَّه فإنَّكَ مُنافِقٌ تُجادِلُ عنِ المُنافِقينَ فثار الحيَّانِ الأوسُ والخَزرجُ حتَّى همُّوا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المِنبَرِ فجعَل يُخفِّضُهم حتَّى سكَتوا ومكَثْتُ يومي لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ فأصبَح عندي أبواي وقد بكَيْتُ ليلتي ويومي حتَّى أظُنَّ أنَّ البكاءَ فالِقٌ كبِدي قالت : فبَيْنا هما جالسانِ عندي وأنا أبكي إذِ استأذَنَتِ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأذِنْتُ لها فجلَسَتْ تبكي معي فبَيْنا نحنُ كذلك إذ دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَس ولَمْ يجلِسْ عندي مِن يومِ قيل لي ما قيل قبْلَها وقد مكَث شهرًا لا يُوحَى إليه في شأني شيءٌ قالت : فتشهَّد ثمَّ قال : ( يا عائشةُ أمَّا بعدُ فإنَّه قد بلَغني عنكِ كذا وكذا فإنْ كُنْتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ اللهُ وإنْ كُنْتِ ألمَمْتِ فاستغفِري اللهَ وتُوبي إليه فإنَّ العبدَ إذا اعترَف بذَنبِه ثمَّ تاب تاب اللهُ عليه ) فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مقالتَه قلَص دمعي حتَّى ما أُحِسُّ منه بقَطرةٍ وقُلْتُ لِأَبي : أجِبْ عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لِأمِّي : أجيبي عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما قال قالت : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت : وأنا جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ لا أقرَأُ كثيرًا مِن القُرآنِ فقُلْتُ : إي واللهِ لقد علِمْتُ أنَّكم سمِعْتُم ما تحدَّث النَّاسُ ووقَر في أنفسِكم وصدَّقْتُم به ولئِنْ قُلْتُ لكم : إنِّي بريئةٌ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لا تُصدِّقوني بذلكَ وإنِ اعترَفْتُ لكم بأمرٍ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لَتُصدِّقُنِّي واللهِ ما أجِدُ لي ولكم مَثَلًا إلَّا أبا يوسُفَ إذ قال : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثمَّ تحوَّلْتُ على فِراشي وأنا أرجو أنْ يُبرِّئَني اللهُ ولكِنْ واللهِ ما ظنَنْتُ أنْ ينزِلَ في شأني وحيٌ ولَأنا أحقَرُ في نفسي مِن أنْ يُتكلَّمَ بالقُرآنِ في أمري ولكنِّي كُنْتُ أرجو أنْ يرى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّومِ رؤيا تُبرِّئُني فواللهِ ما رام في مجلسِه ولا خرَج أحَدٌ مِن البيتِ حتَّى أُنزِل عليه فأخَذه ما كان يأخُذُه مِن البُّرَحاءِ حتَّى إنَّه لَينحدِرُ منه مِثلُ الجُمَانِ مِن العَرَقِ في يومٍ شاتٍ فلمَّا سُرِّي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يضحَكُ فكان أوَّلَ كلمةٍ تكلَّم بها أنْ قال : ( يا عائشةُ احمَدي اللهَ فقد برَّأكِ اللهُ ) فقالت لي أُمِّي : قومي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : لا واللهِ لا أقومُ إليه ولا أحمَدُ إلَّا اللهَ فأنزَل اللهُ تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] الآياتِ فلمَّا أنزَل اللهُ هذا في براءتي قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ عنه وكان يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقَرابتِه منه : واللهِ لا أُنفِقُ على مِسطَحٍ شيئًا أبدًا بعدَما قال لِعائشةَ فأنزَل اللهُ : {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه : {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ : واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالَّذي كان يُجري عليه وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أمري فقالت : يا رسولَ اللهِ [ أحمي ] سَمْعي وبصَري وكانت تُساميني فعصَمها اللهُ بالوَرَعِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7099 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

5 - [عن] عبدالله بن لحي الهوزني، قال: لقِيتُ بلالًا مُؤذِّنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : يا بلالُ أخبِرْني كيف كانت نفقةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : ما كان له مِن شيءٍ وكُنْتُ أنا الَّذي أَلِي ذلك منذُ بعَثه اللهُ حتَّى تُوفِّيَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكان إذا أتاه الإنسانُ المسلِمُ فرآه عاريًا يأمُرُني فأنطلِقُ فأستقرِضُ فأشتري البُردةَ أو النَّمِرةَ فأكسوه وأُطعِمُه حتَّى اعترضَني رجُلٌ مِن المُشرِكينَ فقال : يا بلالُ إنَّ عندي سَعةً فلا تستقرِضْ مِن أحَدٍ إلَّا منِّي ففعَلْتُ فلمَّا كان ذاتَ يومٍ توضَّأْتُ ثمَّ قُمْتُ أُؤذِّنُ بالصَّلاةِ فإذا المُشرِكُ في عِصابةٍ مِن التُّجَّارِ فلمَّا رآني قال : يا حبَشيُّ قال : قُلْتُ : يا لَبَّيه فتجهَّمني وقال لي قولًا غليظًا وقال : أتدري كم بيْنَك وبيْنَ الشَّهرِ ؟ قال : قُلْتُ : قريبٌ قال لي : إنَّما بيْنَك وبيْنَه أربعٌ فآخُذُك بالَّذي عليك فإنِّي لم أُعطِك الَّذي أعطَيْتُك مِن كرامتِك علَيَّ ولا كرامةِ صاحبِك ولكنِّي إنَّما أعطَيْتُك لِتَجِبَ لي عبدًا فأرُدَّك ترعى الغَنَمَ كما كُنْتَ قبْلَ ذلك فأخَذ في نفسي ما يأخُذُ النَّاسَ فانطلَقْتُ ثمَّ أذَّنْتُ بالصَّلاةِ حتَّى إذا صلَّيْتُ العَتَمةَ رجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أهلِه فاستأذَنْتُ عليه فأذِن لي فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ بأبي أنتَ إنَّ المُشرِكَ الَّذي ذكَرْتُ لك أنِّي كُنْتُ أتديَّنُ منه قال لي كذا وكذا وليس عندَك ما تقضي عنِّي ولا عندي وهو فاضحي فأْذَنْ لي أنوءُ إلى بعضِ هؤلاء الأحياءِ الَّذينَ أسلَموا حتَّى يرزُقَ اللهُ رسولَه ما يقضي عنِّي فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إذا شِئْتَ اعتمَدْتَ ) قال : فخرَجْتُ حتَّى آتيَ منزلي فجعَلْتُ سَيفي وجَعْبَتي ومِجَنِّي ونَعلي عندَ رأسي واستقبَلْتُ بوجهي الأُفقَ فكلَّما نِمْتُ ساعةً استنبَهْتُ فإذا رأَيْتُ علَيَّ ليلًا نِمْتُ حتَّى أسفَرَ الصُّبحُ الأوَّلُ أرَدْتُ أنْ أنطلِقَ فإذا إنسانٌ يسعى يدعو : يا بلالُ أجِبْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فانطلَقْتُ حتَّى أتَيْتُه فإذا أربعُ ركائبَ مُناخاتٍ عليهنَّ أحمالُهنَّ فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستأذَنْتُه فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أبشِرْ فقد جاء اللهُ بقضائِك ) فحمِدْتُ اللهَ وقال : ( ألَمْ تمُرَّ على الرَّكائبِ المُناخاتِ الأربعِ ؟ ) فقُلْتُ : بلى فقال : ( إنَّ لك رقابَهنَّ وما عليهنَّ كسوةٌ وطعامٌ أهداهنَّ إليَّ عظيمُ فَدَكَ فاقبِضْهنَّ ثمَّ اقضِ دَيْنَك ) قال : ففعَلْتُ فحطَطْتُ عنهنَّ أحمالَهنَّ ثمَّ عقَلْتُهنَّ ثمَّ عمَدْتُ إلى تأذينِ صلاةِ الصُّبحِ حتَّى إذا صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَجْتُ للبقيعِ فجعَلْتُ أُصبُعيَّ في أُذُنيَّ فنادَيْتُ : مَن كان يطلُبُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَيْنًا فلْيحضُرْ فما زِلْتُ أبيعُ وأقضي وأعرِضُ فأقضي حتَّى إذا فضَل في يدي أوقيَّتانِ أو أوقيَّةٌ ونصفٌ وانطلَقْتُ إلى المسجدِ وقد ذهَب عامَّةُ النَّهارِ فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ في المسجدِ وحدَه فسلَّمْتُ عليه فقال : ( ما فعَل ما قِبَلَك ؟ ) فقُلْتُ : قد قضى اللهُ كلَّ شيءٍ كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يَبْقَ شيءٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أفَضَلَ شيءٌ ؟ ) قال : قُلْتُ : نَعم قال : انظُرْ أنْ تُريحَني منها ) فلمَّا صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العَتَمةَ دعاني فقال : ( ما فعَل ممَّا قِبَلَك ؟ ) قال : قُلْتُ : هو معي لَمْ يأتِنا أحَدٌ فبات في المسجدِ حتَّى أصبَح فظلَّ في المسجدِ اليومَ الثَّانيَ حتَّى كان في آخِرِ النَّهارِ جاء راكبانِ فانطلَقْتُ بهما فكسَوْتُهما وأطعَمْتُهما حتَّى إذا صلَّى العَتَمةَ دعاني فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ما فعَل الَّذي قِبَلَك ؟ ) فقُلْتُ : قد أراحك اللهُ منه يا رسولَ اللهِ فكبَّر وحمِد اللهَ شَفَقًا أنْ يُدرِكَه الموتُ وعندَه ذلك ثمَّ اتَّبَعْته حتَّى جاء أزواجَه فسلَّم على امرأةٍ امرأةٍ حتَّى أتى مبيتَه فهذا الَّذي سأَلْتَني عنه
الراوي : بلال بن رباح | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6351 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

6 - قُلْتُ لعائشةِ: أرأَيْتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا أمَّ المؤمنينَ أكان يوتِرُ مِن أوَّلِ اللَّيلِ أو مِن آخِرِه ؟ قالت: ربَّما أوتَر مِن أوَّلِ اللَّيلِ وربَّما أوتَر مِن آخِرِه قُلْتُ: اللهُ أكبرُ الحمدُ للهِ الَّذي جعَل في الأمرِ سَعةً قُلْتُ: يا أمَّ المؤمنينَ أرأَيْتِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يغتسلُ مِن الجنابةِ مِن أوَّلِ اللَّيلِ أو مِن آخِرِه ؟ قالت: ربَّما اغتسَل مِن أوَّلِ اللَّيلِ وربَّما اغتسَل مِن آخِرِه قُلْتُ: اللهُ أكبرُ الحمدُ للهِ الَّذي جعَل في الأمرِ سَعةً قُلْتُ: يا أمَّ المؤمنينَ أرأَيْتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكان يجهَرُ بصلاتِه أم يُخافِتُ بها ؟ قالت: ربَّما جهَر بصلاتِه وربَّما خافَتَ بها قُلْتُ: اللهُ أكبرُ الحمدُ للهِ الَّذي جعَل في الأمرِ سَعةً
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2447 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

7 - أنَّ أبا طَلحةَ كان له ابنٌ يُكنى أبا عُمَيرٍ قال : فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( أبا عُمَيْرٍ ما فعَل النُّغَيرُ ) ؟ قال : فمرِض وأبو طَلحةَ غائبٌ في بعضِ حيطانِه فهلَك الصَّبيُّ فقامت أمُّ سُلَيْمٍ فغسَلَتْه وكفَّنَتْه وحنَّطَتْه وسجَّتْ عليه ثوبًا وقالت : لا يكونُ أحَدٌ يُخبِرُ أبا طَلحةَ حتَّى أكونَ أنا الَّذي أُخبِرُه فجاء أبو طَلحةَ كالًّا وهو صائمٌ فتطيَّبَتْ له وتصنَّعَتْ له وجاءت بعَشائِه فقال : ما فعَل أبو عُمَيرٍ ؟ فقالت : تعشَّى وقد فرَغ قال : فتعشَّى وأصاب منها ما يُصيبُ الرَّجُلُ مِن أهلِه ثمَّ قالت : يا أبا طَلحةَ أرأَيْتَ أهلَ بيتٍ أَعاروا أهلَ بيتٍ عاريةً فطلَبها أصحابُها أيرُدُّونَها أو يحبِسونَها ؟ فقال : بل يرُدُّونَها عليهم قالتِ : احتسِبْ أبا عُمَيرٍ قال : فغضِب وانطلَق إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَره بقولِ أمِّ سُلَيمٍ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( بارَك اللهُ لكما في غابرِ ليلتِكما ) قال : فحمَلَتْ بعبدِ اللهِ بنِ أبي طَلحةَ حتَّى إذا وضَعَتْ وكان يومُ السَّابعِ قالت لي أمُّ سُلَيمٍ : يا أَنَسُ اذهَبْ بهذا الصَّبيِّ وهذا المِكْتَلِ وفيه شيءٌ مِن عَجوةٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يكونَ هو الَّذي يُحَنِّكُه ويُسمِّيه قال : فأتَيْتُ به النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمدَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رِجْلَيْه وأضجَعه في حِجْرِه وأخَذ تمرةً فلاكها ثمَّ مجَّها في فِي الصَّبيِّ فجعَل يتلمَّظُها فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أبتِ الأنصارُ إلَّا حُبَّ التَّمرِ )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7188 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - أقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تسعًا بالمدينةِ لم يحُجَّ ثمَّ أذَّن في النَّاسِ بالخروجِ فلمَّا جاء ذا الحُليفةِ صلَّى بذي الحُليفةِ وولَدَتْ أسماءُ بنتُ عُميسٍ محمَّدَ بنَ أبي بكرٍ فأرسَلَتْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( اغتسلي واستَثْفري بثوبٍ وأهِلِّي ) قال: ففعَلَتْ، فلمَّا اطمأنَّ صدرُ راحلةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ظهرِ البيداءِ أهَلَّ وأهلَلْنا لا نعرِفُ إلَّا الحجَّ وله خرَجْنا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيْنَ أظهُرِنا والقرآنُ ينزِلُ عليه وهو يعرِفُ تأويلَه وإنَّما يفعَلُ ما أُمِر به قال جابرٌ: فنظَرْتُ بينَ يديَّ ومِن خَلْفي وعن يميني وعن شِمالي مَدَّ بصري والنَّاسُ مشاةٌ وركبانٌ فجعَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُلبِّي: ( لبَّيْكَ اللَّهمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريكَ لك لبَّيْكَ إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والملكَ لا شريكَ لك ) فلمَّا قدِمْنا مكَّةَ بدَأ فاستلَم الرُّكنَ ثمَّ سعى ثلاثةَ أطوافٍ ومشى أربعًا فلمَّا فرَغ مِن طوافِه انطلَق إلى المقامِ فقال: ( قال اللهُ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] فصلَّى خلْفَ مقامِ إبراهيمَ ركعتينِ ثمَّ انطلَق إلى الرُّكنِ فاستلَمه ثمَّ انطلَق إلى الصَّفا فقال: ( نبدَأُ بما بدَأ اللهُ به: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] فرقِي على الصَّفا حتَّى بدا له البيتُ فكبَّر ثلاثًا وقال: ( لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له المُلكُ وله الحمدُ يُحيي ويُميتُ بيدِه الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ ) ثلاثًا ثمَّ دعا ثمَّ هبَط مِن الصَّفا فمشى حتَّى إذا تصوَّبَت قدماه في بطنِ المسيلِ سعى حتَّى إذا صعِدَت قدماه مِن بطنِ المسيلِ مشى إلى المروةِ فرقِي على المروةِ حتَّى بدا له البيتُ فقال مِثلَ ما قال على الصَّفا فطاف سبعًا وقال: ( مَن لم يكُنْ معه هَدْيٌ فلْيحِلَّ ومَن كان معه هَديٌ فلْيُقِمْ على إحرامِه فإنِّي لولا أنَّ معي هَديًا لتحلَّلْتُ ولو أنِّي استقبَلْتُ مِن أمري ما استدبَرْتُ لَأهلَلْتُ بعمرةٍ ) قال: وقدِم عليٌّ مِن اليَمنِ فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( بأيِّ شيءٍ أهلَلْتَ يا عليُّ ؟ ) قال: قُلْتُ: اللَّهمَّ إنِّي أُهِلُّ بما أهَلَّ به رسولُك قال: ( فإنَّ معي هَديًا فلا تحِلَّ ) قال عليٌّ: فدخَلْتُ على فاطمةَ وقد اكتحَلَت ولبِسَت ثيابَ صِبْغٍ فقُلْتُ: مَن أمَركِ بهذا ؟ فقالت لي: أمَرني أبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فكان عليٌّ يقولُ بالعراقِ: فانطلَقْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُحرِّشًا على فاطمةَ مُستثبِتًا في الَّذي قالت، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( صدَقَتْ، أنا أمَرْتُها ) قال: ونحَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مئةَ بدَنةٍ مِن ذلك بيدِه ثلاثًا وستِّينَ ونحَر عليٌّ ما غبَر ثمَّ أخَذ مِن كلِّ بدَنةٍ قطعةً، فطُبِخ جميعًا، فأكَلا مِن اللَّحمِ وشرِبا مِن المرَقِ فقال سُراقةُ بنُ مالكِ بنِ جُعشُمٍ: أَلِعامِنا هذا أم للأبدِ ؟ قال: ( لا بل للأبدِ دخَلَتِ العمرةُ في الحجِّ ) وشبَّك بينَ أصابعِه
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3943 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

9 - دخَلْنا على جابرِ بنِ عبدِ اللهِ فسأَل عن القومِ حتَّى انتهى إليَّ فقُلْتُ: أنا محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ فأهوى بيدِه إلى رأسي فنزَع زِرِّي الأعلى ثمَّ نزَع زِرِّي الأسفلَ ثمَّ وضَع كفَّه بينَ ثدييَّ وأنا غلامٌ يومَئذٍ شابٌّ فقال: مرحبًا يا ابنَ أخي سَلْ عمَّا شِئْتَ فسأَلْتُه وهو أعمى وجاء وقتُ الصَّلاةِ فقام في نِسَاجةٍ ملتحف بها كلَّما وضَعها على مَنكِبيه رجَع طرَفاها إليه مِن صِغَرِها ورداؤُه إلى جنبِه على المِشجَبِ فصلَّى بنا فقُلْتُ: أخبِرْني عن حجَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال بيدِه وعقَد تسعًا وقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مكَث تسعَ سنينَ لم يحُجَّ ثمَّ أذَّن في النَّاسِ في العاشرِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حاجٌّ فقدِم المدينةَ بشَرٌ كثيرٌ كلُّهم يلتمِسُ أنْ يأتَمَّ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويعمَلَ مِثلَ عملِه فخرَجْنا معه حتَّى أتَيْنا ذا الحُليفةِ فولَدَتْ أسماءُ بنتُ عُميسٍ محمَّدَ بنَ أبي بكرٍ فأرسَلَتْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كيف أصنَعُ ؟ فقال: ( اغتسلي واستَثْفِري بثوبٍ وأحرِمي ) فصلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجدِ ثمَّ ركِب القصواءَ حتَّى إذا استَوَت به ناقتُه على البيداءِ نظَرْتُ إلى مَدِّ بصري بينَ يديه مِن راكبٍ وماشي، وعن يمينِه مثلُ ذلك، وعن يسارِه مثلُ ذلك، ومِن خلفِه مثلُ ذلك ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بينَ أظهُرِنا وعليه ينزِلُ القرآنُ وهو يعرِفُ تأويلَه وما عمِل به مِن شيءٍ عمِلْنا به فأهَلَّ بالتَّوحيدِ: ( لبَّيْكَ اللَّهمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريكَ لك لبَّيْكَ إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والمُلكَ لا شريكَ لك ) وأهَلَّ النَّاسُ بهذا الَّذي يُهِلُّونَ به فلم يرُدَّ عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منه شيئًا ولزِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلبيتَه قال جابرٌ: لسنا ننوي إلَّا الحجَّ لسنا نعرِفُ العمرةَ حتَّى أتَيْنا البيتَ معه، استَلَم الرُّكنَ فرمَل ثلاثًا ومشى أربعًا ثمَّ تقدَّم إلى مقامِ إبراهيمَ فقرَأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] فجعَل المقامَ بينَه وبينَ البيتِ فكان أبي يقولُ: - ولا أعلَمُه ذكَره [ إلَّا عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ] - إنَّه كان يقرَأُ في الرَّكعتينِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] ثمَّ رجَع إلى الرُّكنِ فاستلَمه ثمَّ خرَج مِن البابِ إلى الصَّفا فلمَّا دنا مِن الصَّفا قرَأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] ( أبدَأُ بما بدَأ اللهُ به ) فبدَأ بالصَّفا فرقِي عليه حتَّى رأى البيتَ فاستقبَل القِبلةَ ووحَّد اللهَ وكبَّره وقال: ( لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه نجَز وعدَه ونصَر عبدَه وهزَم الأحزابَ وحدَه ) ثمَّ دعا بينَ ذلك، قال مِثْلَ هذا ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ نزَل إلى المروةِ، حتَّى انصبَّت قدماه إلى بطنِ الوادي، سعى، حتَّى إذا صعِد مشى، حتَّى أتى المروةَ ففعَل على المروةِ كما فعَل على الصَّفا حتَّى إذا كان آخِرُ طوافٍ على المروةِ قال: ( لو أنِّي استقبَلْتُ مِن أمري ما استدبَرْتُ لم أسُقِ الهَديَ وجعَلْتُها عمرةً فمَن كان منكم ليس معه هَديٌ فلْيحِلَّ ولْيجعَلْها عمرةً ) فقام سُراقةُ بنُ جُعشُمٍ فقال: يا رسولَ اللهِ ألعامِنا هذا أم للأبدِ ؟ قال: فشبَّك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصابعَه واحدةً في الأخرى وقال: ( دخَلتِ العمرةُ في الحجِّ ( مرَّتينِ ) لا بل لأبدِ الأبدِ لا بل لأبدِ الأبدِ ) وقدِم عليٌّ مِن اليمنِ ببُدْنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوجَد فاطمةَ ممَّن قد حلَّ ولبِسَت ثيابَ صِبغٍ واكتحَلَت فأنكَر ذلك عليها فقالت: أبي أمَرني بهذا قال: فكان عليٌّ يقولُ بالعراقِ: فذهَبْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُحرِّشًا على فاطمةَ للَّذي صنَعَتْ وأخبَرْتُه أنِّي أنكَرْتُ ذلك عليها فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( صدَقَتْ، ما قُلْتَ حينَ فرَضْتَ الحجَّ ؟ ) قال: قُلْتُ: اللَّهمَّ إنِّي أُهِلُّ بما أهَلَّ به رسولُك قال: ( فإنَّ معي الهَديَ فلا تحِلَّ ) قال: فكان جماعةُ الهَديِ الَّذي قدِم به عليٌّ مِن اليَمنِ والَّذي أتى به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مئةً قال: فحلَّ النَّاسُ كلُّهم وقصَّروا إلَّا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومَن كان معه هَديٌ فلمَّا كان يومُ التَّرويةِ توجَّهوا إلى منًى فأهَلُّوا بالحجِّ، ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى بها الظُّهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والصُّبحَ ثمَّ مكَث قليلًا حتَّى طلَعتِ الشَّمسُ وأمَر بقبَّةٍ مِن شَعَرٍ فضُرِبت له بنَمِرةَ، فسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تشُكُّ قريشٌ إلَّا أنَّه واقفٌ عندَ المشعَرِ الحرامِ كما كانت قريشٌ تصنَعُ في الجاهليَّةِ فأجاز رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى أتى عرفةَ فوجَد القُبَّةَ قد ضُرِبت له بنَمِرةَ فنزَل بها حتَّى إذا زاغتِ الشَّمسُ أمَر بالقصواءِ فرُحِلت له فأتى بطنَ الوادي يخطُبُ النَّاسَ ثمَّ قال: ( إنَّ دماءَكم وأموالَكم حرامٌ عليكم كحُرمةِ يومِكم هذا في شهرِكم هذا في بلدِكم هذا ألَا كلُّ شيءٍ مِن أمرِ الجاهليَّةِ تحتَ قدَميَّ موضوعٌ ودماءُ الجاهليَّةِ موضوعةٌ وإنَّ أوَّلَ دمٍ أضَعُ مِن دمائِنا دمُ ابنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ وكان مسترضَعًا في بني ليثٍ فقتَلَتْه هُذيلٌ، وربا الجاهليَّةِ موضوعٌ وأوَّلُ ربًا أضَعُ ربا العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ فإنَّه موضوعٌ كلُّه فاتَّقوا اللهَ في النِّساءِ فإنَّكم أخَذْتُموهنَّ بأمانِ اللهِ واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ ولكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرشَكم أحدًا تكرَهونَه فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبرِّحٍ ولهنَّ عليكم رزقُهنَّ وكسوتُهنَّ بالمعروفِ وقد ترَكْتُ فيكم ما لنْ تضِلُّوا بعدَه إنِ اعتصَمْتُم به: كتابَ اللهِ، وأنتم تُسأَلونَ عنِّي فما أنتم قائلونَ ؟ ) قالوا: نشهَدُ أنْ قد بلَّغْتَ وأدَّيْتَ ونصَحْتَ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأُصبُعِه السَّبَّابةِ يرفَعُها إلى السَّماءِ وينكُتُها إلى النَّاسِ: ( اللَّهمَّ اشهَدْ ) - ثلاثَ مرَّاتٍ - ثمَّ أذَّن ثمَّ أقام فصلَّى الظُّهرَ ثمَّ أقام فصلَّى العصرَ ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا ثمَّ ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى أتى الموقفَ فجعَل باطنَ ناقتِه القصواءِ إلى الصَّخَراتِ وجعَل حبلَ المُشاةِ بينَ يديه فاستقبَل القِبلةَ فلم يزَلْ واقفًا حتَّى غرَبتِ الشَّمسُ وذهَبتِ الصُّفرةُ قليلًا وغاب القرصُ أردَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أسامةَ خلْفَه ودفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقد شنَق للقصواءِ الزِّمامَ حتَّى إنَّ رأسَها لَيُصيبُ مَورِكَ رَحلِه ويقولُ بيدِه اليُمنى: ( أيُّها النَّاسُ السَّكينةَ السَّكينةَ ) كلَّما أتى حبلًا مِن الحبالِ أرخى لها قليلًا حتَّى تصعَدَ حتى أتى المزدَلِفةَ فصلَّى بها المغربَ والعشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ ولم يُسبِّحْ بينهما شيئًا ثم اضطجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى طلَع الفجرُ فصلَّى الفجرَ حتَّى تبيَّن له الصُّبحُ بأذانٍ وإقامةٍ ثمَّ ركِب القصواءَ حتَّى أتى المشعَرَ الحرامَ فاستقبَل القِبلةَ فدعاه وكبَّره وهلَّله ووحَّده فلم يزَلْ واقفًا حتَّى أسفَر جدًّا، دفَع قبْلَ أنْ تطلُعَ الشَّمسُ وأردَف الفضلَ بنَ العبَّاسِ وكان رجُلًا حسَنَ الشَّعرِ أبيضَ وسيمًا فلمَّا دفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّت ظُعُنٌ يجرينَ فطفِق الفضلُ ينظُرُ إليهنَّ فوضَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه على وجهِ الفضلِ فحوَّل الفضلُ وجهَه مِن الشِّقِّ الآخَرِ فحوَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه إلى الشِّقِّ الآخَرِ على وجهِ الفضلِ فصرَف وجهَه مِن الشِّقِّ الآخَرِ حتَّى أتى محسِّرًا فحرَّك قليلًا ثمَّ سلَك الطَّريقَ الوسطى الَّتي تخرُجُ إلى الجمرةِ الكبرى حتَّى أتى الجمرةَ فرماها بسبعِ حصَياتٍ يُكبِّرُ مع كلِّ حصاةٍ منها، مثلِ حصا الخَذْفِ، رمى مِن بطنِ الوادي ثمَّ انصرَف إلى المنحَرِ فنحَر ثلاثًا وستِّينَ بيدِه ثمَّ أعطى عليًّا رضوانُ اللهِ عليه فنحَر ما غبَر منها وأشرَكه في هَديِه وأمَر مِن كلِّ بدَنةٍ ببَضعةٍ فجُعِلت في قِدرٍ فطُبِخت فأكَلا مِن لحمِها وشرِبا مِن مرَقِها ثمَّ ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأفاض إلى البيتِ فصلَّى بمكَّةَ الظُّهرَ فأتى بني عبدِ المطَّلبِ يستَقُون على زمزمَ فقال: ( انزِعوا يا بني عبدِ المطَّلبِ فلولا أنْ يغلِبَكم النَّاسُ على سقايتِكم لنزَعْتُ معكم ) فناوَلوه دلوًا فشرِب منه
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3944 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

10 - قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مرضِه : ( ودِدْتُ أنَّ عندي بعضَ أصحابي ) قالت : فقُلْنا : يا رسولَ اللهِ ألا ندعو لك أبا بكرٍ ؟ فسكَت قُلْنا : عُمَرُ ؟ فسكَت قُلْنا : علِيٌّ ؟ فسكَت قُلْنا : عُثمانُ ؟ قال : ( نَعم ) قالت : فأرسَلْنا إلى عُثمانَ قال : فجعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكلِّمُه ووجهُه يتغيَّرُ قال قيسٌ : فحدَّثني أبو سهلةَ أنَّ عُثمانَ قال يومَ الدَّارِ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عهِد إليَّ [ عهدًا ] وأنا صابرٌ عليه قال قيسٌ : كانوا يرَوْنَ أنَّه ذلك اليومُ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6918 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

11 - أتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أستعينُه في دَيْنٍ كان على أبي فقال : ( آتيكم ) فقُلْتُ للمرأةِ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأتينا فإيَّاكِ أنْ تُكلِّميه أو تُؤذِيه قال : فأتى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذبَحْتُ له داجِنًا كان لنا قال : ( يا جابرُ كأنَّكَ علِمْتَ حُبَّنا اللَّحمَ ) ؟ فلمَّا خرَج قالتِ له المرأةُ : يا رسولَ اللهِ : صَلِّ علَيَّ وعلى زَوْجي قال : ففعَل فقال لها : ألَمْ أقُلْ لكِ ؟ فقالت : رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يدخُلُ بيتي ويخرُجُ ولا يُصلِّي علينا ؟!
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 984 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

12 - قام يومًا خطيبًا فذكَر في خُطبتِه حديثًا عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال سمُرةُ: بَيْنا أنا وغلامٌ مِن الأنصارِ نرمي غرضًا لنا على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا طلَعَتِ الشَّمسُ فكانت في عينِ النَّاظرِ قِيدَ رمحٍ أو رمحينِ اسودَّتْ فقال أحدُنا لصاحبِه: انطلِقْ بنا إلى مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فواللهِ لتُحدِثَنَّ هذه الشَّمسُ اليومَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أمَّتِه حديثًا قال: فدفَعْنا إلى المسجدِ فوافَقْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ خرَج فاستقام فصلَّى فقام بنا كأطولِ ما قام في صلاةٍ قطُّ لا نسمَعُ له صوتًا ثمَّ قام ففعَل مثلَ ذلك بالرَّكعةِ الثَّانيةِ ثمَّ جلَس فوافَق جلوسُه تجلِّيَ الشَّمسِ فسلَّم وانصرَف فحمِد اللهَ وأثنى عليه وشهِد أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّه عبدُ اللهِ ورسولُه ثمَّ قال: ( يا أيُّها النَّاسُ إنَّما أنا بشَرٌ رسولٌ أُذكِّرُكم باللهِ إنْ كُنْتُم تعلَمونَ أنِّي قصَّرْتُ عن شيءٍ بتبليغِ رسالاتِ ربِّي لَمَا أخبَرْتُموني ) فقال النَّاسُ: نشهَدُ أنَّك قد بلَّغْتَ رسالاتِ ربِّك ونصَحْتَ لأمَّتِك وقضَيْتَ الَّذي عليك
الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2856 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

13 - سِرْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى نزَلْنا واديًا أَفْيَحَ فذهَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقضي حاجتَه واتَّبَعْتُه بإِداوةٍ مِن ماءٍ فنظَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يَرَ شيئًا لِيستترَ به فإذا شجَرتانِ بشاطئِ الوادي فانطلَق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى إحداهما فأخَذ بغُصنٍ مِن أغصانِها فقال : ( انقادي علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فانقادَتْ معه كالبعيرِ المَخشوشِ الَّذي يُصانِعُ قائدَه حتَّى أتى الشَّجرةَ الأخرى فأخَذ بغُصنٍ مِن أغصانِها فقال : ( انقادي علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فانقادَتْ معه كذلك حتَّى إذا كان النِّصفُ جمَعهما فقال : ( التَئِما علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فالتأَمَتا قال جابرٌ : فخرَجْتُ أُحضِرُ مخافةَ أنْ يُحِسَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقُربي فيتباعَدَ فجلَسْتُ فحانَتْ منِّي لَفتةٌ فإذا أنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُقبِلٌ وإذا الشَّجَرتانِ قد افترَقتا فقامتْ كلُّ واحدةٍ منهما على ساقٍ فرأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقَف وَقفةً فقال برأسِه هكذا يمينًا ويَسارًا ثمَّ أقبَل فلمَّا انتهى إليَّ قال : ( يا جابرُ هل رأَيْتَ مقامي ) ؟ قُلْتُ : نَعم يا رسولَ اللهِ قال : ( فانطلِقْ إلى الشَّجَرتَيْنِ فاقطَعْ مِن كلِّ واحدةٍ منهما غُصنًا فأقبِلْ بهما حتَّى إذا قُمْتَ مقامي أَرسِلْ غُصنًا عن يمينِكَ وغُصنًا عن يسارِك ) قال جابرٌ : فأخَذْتُ حَجرًا فكسَرْتُه فأتَيْتُ الشَّجَرتَيْنِ فقطَعْتُ مِن كلِّ واحدةٍ منهما غُصنًا ثمَّ أقبَلْتُ أجُرُّهما حتَّى إذا قُمْتُ مقامَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرسَلْتُ غُصنًا عن يميني وغُصنًا عن يساري ثمَّ لحِقْتُه فقُلْتُ : قد فعَلْتُ يا رسولَ اللهِ فعَمَّ ذلك ؟ فقال : ( إنِّي مرَرْتُ بقَبرينِ يُعذَّبانِ فأحبَبْتُ بشَفاعتي أنْ يُرفَّهَ عنهما ما دام الغُصنانِ رَطْبَيْنِ ) فأتَيْنا العَسكرَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا جابرُ نادِ بوَضوءٍ ) فقُلْتُ : ألَا وَضوءَ ألَا وَضوءَ ؟ قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ما وجَدْتُ في الرَّكْبِ مِن قَطرةٍ وكان رجُلٌ مِن الأنصارِ يُبرِّدُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أشجابٍ له فقال : ( انطلِقْ إلى فُلانٍ الأنصاريِّ فانظُرْ هل في أشجابِه مِن شيءٍ ) قال : فانطلَقْتُ إليه فنظَرْتُ فيها فلَمْ أجِدْ فيها إلَّا قَطرةً في عَزلاءِ شَجْبٍ منها لو أنِّي أُفرِغُه ما كانت شَربةً فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ لَمْ أجِدْ فيها إلَّا قَطرةً في عَزلاءِ شَجْبٍ منها لو أنِّي أُفرِغُه لَشرِبه يابسُه قال : ( اذهَبْ فَأْتِني به ) فأخَذه بيدِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجعَل يتكلَّمُ بشيءٍ لا أدري ما هو ويغمِزُه بيدِه ثمَّ أعطانيه فقال : ( يا جابرُ نادِ بجَفنةٍ ) فقُلْتُ : يا جَفنةَ الرَّكبِ قال : فأُتِيتُ بها تُحمَلُ فوضَعْتُها بيْنَ يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هكذا وبسَط يدَه في وسَطِ الجَفْنةِ وفرَّق بيْنَ أصابعِه وقال : ( خُذْ يا جابرُ وصُبَّ علَيَّ وقُلْ : بسمِ اللهِ ) فصبَبْتُ عليه وقُلْتُ : بسمِ اللهِ فرأَيْتُ الماءَ يفُورُ مِن بيْنِ أصابعِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى امتلَأتْ قال : ( يا جابرُ نادِ مَن كانت له حاجةٌ بماءٍ ) قال : فأتى النَّاسُ فاستقَوْا حتَّى رَوُوا قال : فقُلْتُ : هل بقي أحَدٌ له حاجةٌ ؟ قال : فرفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه مِن الجَفْنةِ وهي مَلْأى
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6524 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

14 - شكا النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَحْطَ المطَرِ فأمَر بالمِنبَرِ فوُضِع له في المُصلَّى ووعَد النَّاسَ يومًا يخرُجونَ فيه قالت عائشةُ : فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ بدَأ حاجبُ الشَّمسِ فقعَد على المِنبَرِ فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثمَّ قال : ( إنَّكم شكَوْتُم جَدْبَ جِنانِكم واحتباسَ المطَرِ عن إبَّانِ زمانِه عنكم وقد أمَركم اللهُ أنْ تدعُوه ووعَدكم أنْ يستجيبَ لكم ثمَّ قال : الحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ الرَّحمنِ الرَّحيمِ مالِكِ يومِ الدَّينِ لا إلهَ إلَّا أنتَ تفعَلُ ما تُريدُ اللَّهمَّ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحنُ الفُقَراءُ أنزِلْ علينا الغيثَ واجعَلْ ما أنزَلْتَ لنا قوَّةً وبَلاغًا إلى حينٍ ) ثمَّ رفَع يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى رأَيْنا بياضَ إِبْطَيْهِ ثمَّ حوَّل إلى النَّاسِ ظَهرَه وقلَب أو حوَّل رِداءَه وهو رافعٌ يدَيْهِ ثمَّ أقبَل على النَّاسِ ونزَل فصلَّى ركعتَيْنِ فأنشَأ اللهُ سَحابًا فرعَدَتْ وأبرَقَتْ وأمطَرَتْ بإذنِ اللهِ فلَمْ يلبَثْ في مسجِدِه حتَّى سالتِ السُّيولُ فلمَّا رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَثَقَ الثِّيابِ على النَّاسِ ضحِك حتَّى بدَتْ نواجِذُه وقال : ( أشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه )
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 991 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

15 - شكا النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قحطَ المطرِ فأمَر بالمنبرِ فوُضِع له في المصلَّى ووعَد النَّاسَ يومًا يخرُجون فيه قالت عائشةُ: فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ بدا حاجبُ الشَّمسِ فقعَد على المنبرِ فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثمَّ قال: ( إنَّكم شكَوْتُم جَدْبَ جِنانِكم واحتباسَ المطرِ عن إبَّانِ زمانِه عنكم وقد أمَركم اللهُ أنْ تدعوه ووعَدكم أنْ يستجيبَ لكم ) ثمَّ قال: ( {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} لا إلهَ إلَّا أنتَ تفعَلُ ما تُريدُ اللَّهمَّ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ أنزِلْ علينا الغَيْثَ واجعَلْ ما أنزَلْتَ لنا قوَّةً وبلاغًا إلى خيرٍ ) ثمَّ رفَع يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى رأَيْنا بياضَ إِبْطَيْهِ ثمَّ حوَّل إلى النَّاسِ ظهرَه وقلَب أو حوَّل رداءَه وهو رافعٌ يدَيْهِ ثمَّ أقبَل على النَّاسِ ونزَل فصلَّى ركعتينِ فأنشَأ اللهُ سحابًا فرَعَدت وأبرَقت وأمطَرت بإذنِ اللهِ فلم نلبَثْ في مسجدِه حتَّى سالت السُّيولُ فلمَّا رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَثَقَ الثِّيابِ على النَّاسِ ضحِك حتَّى بدت نواجِذُه وقال: ( أشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه )
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2860 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

16 - حدَّثني أبو عمرانَ أنَّه حجَّ مع مواليه قال: فأتَيْتُ أمَّ سلَمةَ أمَّ المؤمنينَ فقُلْتُ: يا أمَّ المؤمنينَ إنِّي لم أحُجَّ قطُّ فبأيِّهما أبدأُ بالعمرةِ أم بالحجِّ ؟ قالت: ابدَأْ بأيِّهما شِئْتَ قال: ثمَّ أتَيْتُ صفيَّةَ أمَّ المؤمنينَ فسأَلْتُها فقالت لي مِثْلَ ما قالت قال: ثمَّ جِئْتُ أمَّ سلَمةَ فأخبَرْتُها بقولِ صفيَّةَ فقالت لي أمُّ سلَمةَ: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( يا آلَ محمَّدٍ مَن حجَّ منكم فليُهِلَّ بعمرةٍ في حَجَّةٍ )
الراوي : أم سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3920 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

17 - خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زمَنَ الحُديبيَةِ في بضعَ عشر مئةً مِن أصحابِه حتَّى إذا كانوا بذي الحُليفةِ قلَّد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأشعَر ثمَّ أحرَم بالعمرةِ وبعَث بيْنَ يدَيْهِ عينًا له رجُلًا مِن خُزاعةَ يجيئُه بخبرِ قريشٍ وسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بغَديرِ الأشطاطِ قريبًا مِن عُسْفانَ أتاه عينُه الخُزاعيُّ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لُؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ قد جمَعوا لك الأحابيشَ وجمَعوا لك جموعًا كثيرةً وهم مقاتِلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أشيروا علَيَّ أترَوْنَ أنْ نميلَ إلى ذراريِّ هؤلاء الَّذين أعانوهم فنُصيبَهم فإنْ قعَدوا قعَدوا مَوتورين محزونين وإنْ نجَوْا يكونوا عُنقًا قطَعها اللهُ أم ترَوْنَ أنْ نؤُمَّ البيتَ فمَن صدَّنا عنه قاتَلْناه ) ؟ فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: اللهُ ورسولُه أعلمُ يا نبيَّ اللهِ إنَّما جِئْنا مُعتمرينَ ولم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنْ مَن حال بينَنا وبيْنَ البيتِ قاتَلْناه فقال النَّبيُّ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فرُوحوا إذًا ) قال الزُّهريُّ في حديثِه: وكان أبو هُريرةَ يقولُ: ما رأَيْتُ أحدًا أكثرَ مشاورةً لأصحابِه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال الزُّهريُّ في حديثِه عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ في حديثِهما: فراحوا حتَّى إذا كانوا ببعضِ الطَّريقِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ خالدَ بنَ الوليدِ بالغَميمِ في خيلٍ لقريشٍ طليعةً فخُذوا ذاتَ اليمينِ ) فواللهِ ما شعَر بهم خالدُ بنُ الوليدِ حتَّى إذا هو بقَترةِ الجيشِ فأقبَل يركُضُ نذيرًا لقريشٍ وسار النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بالثَّنيَّةِ الَّتي يُهبَطُ عليهم منها فلمَّا انتهى إليها برَكتْ راحلتُه فقال النَّاسُ: حَلْ حَلْ فألحَّتْ فقالوا: خلَأتِ القصواءُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما خلَأتِ القصواءُ وما ذلك لها بخُلُقٍ ولكنْ حبَسها حابسُ الفيلِ ) ثمَّ قال: ( والَّذي نفسي بيدِه لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها ) ثمَّ زجَرها فوثَبتْ به قال: فعدَل عنهم حتَّى نزَل بأقصى الحُديبيَةِ على ثَمَدٍ قليلِ الماءِ إنَّما يتبَرَّضُه النَّاسُ تبرُّضًا فلم يلبَثْ بالنَّاسِ أنْ نزَحوه فشُكي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العطشُ فانتزَع سهمًا مِن كِنانتِه ثمَّ أمَرهم أنْ يجعَلوه فيه قال: فما زال يَجيشُ لهم بالرِّيِّ حتَّى صدَروا عنه: فبينما هم كذلك إذ جاءه بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخزاعيُّ في نفرٍ مِن قومِه مِن خُزاعةَ وكانت عَيْبَةَ نُصحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أهلِ تِهامةَ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ نزَلوا أعدادَ مياهِ الحُديبيَةِ معهم العُوذُ المَطافيلُ وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّا لم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنَّا جِئْنا مُعتمرينَ فإنَّ قريشًا قد نهَكَتْهم الحربُ وأضرَّت بهم فإنْ شاؤوا مادَدْتُهم مدَّةً ويُخلُّوا بيني وبيْنَ النَّاسِ فإنْ ظهَرْنا وشاؤوا أنْ يدخُلوا فيما دخَل فيه النَّاسُ فعَلوا وقد جَمُّوا وإنْ هم أبَوْا فوالَّذي نفسي بيدِه لأُقاتِلَنَّهم على أمري هذا حتَّى تنفرِدَ سالفتي أو لَيُبْدِيَنَّ اللهُ أمرَه ) قال بُدَيْلُ بنُ وَرْقاءَ: سأُبلِغُهم ما تقولُ: فانطلَق حتَّى أتى قريشًا فقال: إنَّا قد جِئْناكم مِن عندِ هذا الرَّجُلِ وسمِعْناه يقولُ قولًا فإنْ شِئْتم أنْ نعرِضَه عليكم فعَلْنا فقال سفهاؤُهم: لا حاجةَ لنا في أنْ تُخبِرونا عنه بشيءٍ وقال ذو الرَّأيِ: هاتِ ما سمِعْتَه يقولُ قال: سمِعْتُه يقولُ كذا وكذا فأخبَرْتُهم بما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام عندَ ذلك أبو مسعودٍ عُروةُ بنُ مسعودٍ الثَّقفيُّ فقال: يا قومِ ألَسْتُم بالولدِ ؟ قالوا: بلى قال: ألَسْتُ بالوالدِ ؟ قالوا: بلى قال: فهل تتَّهموني ؟ قالوا: لا قال: ألَسْتُم تعلَمون أنِّي استنفَرْتُ أهلَ عُكاظٍ فلمَّا بلَّحوا عليَّ جِئْتُكم بأهلي وولَدي ومَن أطاعني ؟ قالوا: بلى قال: فإنَّ هذا امرؤٌ عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها ودعوني آتِهِ قالوا: ائتِه فأتاه قال: فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحوًا مِن قولِه لبُدَيْلِ بنِ وَرْقاءَ فقال عروةُ بنُ مسعودٍ عندَ ذلك يا محمَّدُ أرأَيْتَ إنِ استأصَلْتَ قومَك هل سمِعْتَ أحدًا مِن العربِ اجتاح أصلَه قبْلَك وإنْ تكُنِ الأخرى فواللهِ إنِّي أرى وجوهًا وأرى أشوابًا مِن النَّاسِ خُلَقاءَ أنْ يفِرُّوا ويدَعوك فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: امصُصْ ببَظْرِ اللَّاتِ أنحنُ نفِرُّ وندَعُه ؟ فقال أبو مسعودٍ: مَن هذا ؟ قالوا: أبو بكرِ بنُ أبي قُحافةَ فقال: أمَا والَّذي نفسي بيدِه لولا يدٌ كانت لك عندي لم أَجْزِك بها لأجَبْتُك وجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكلَّما كلَّمه أخَذ بلِحيتِه والمغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ قائمٌ على رأسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه السَّيفُ والمِغفَرُ فكلَّما أهوى عُروةُ بيدِه إلى لحيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضرَب يدَه بنَعْلِ السَّيفِ، وقال: أخِّرْ يدَك عن لحيةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرفَع عروةُ رأسَه وقال: مَن هذا ؟ فقالوا: المغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ فقال: أيْ غُدَرُ، أولَسْتُ أسعى في غَدرَتِك وكان المغيرةُ بنُ شُعبةَ صحِب قومًا في الجاهليَّةِ فقتَلهم وأخَذ أموالَهم ثمَّ جاء فأسلَم فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا الإسلامُ فأقبَلُ وأمَّا المالُ فلَسْتُ منه في شيءٍ ) قال: ثمَّ إنَّ عروةَ جعَل يرمُقُ صحابةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعينِه فواللهِ ما يتنخَّمُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نُخامةً إلَّا وقَعتْ في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلدَه وإذا أمَرهم انقادوا لأمرِه وإذا توضَّأ كادوا يقتتلون على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له فرجَع عروةُ بنُ مسعودٍ إلى أصحابِه فقال: أيْ قومِ واللهِ لقد وفَدْتُ إلى الملوكِ ووفَدْتُ إلى كسرى وقيصرَ والنَّجاشيِّ واللهِ ما رأَيْتُ ملِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ محمَّدٍ محمَّدًا وواللهِ إنْ يتنخَّمُ نُخامةً إلَّا وقَعت في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلْدَه وإذا أمَرهم ابتدَروا أمرَه وإذا توضَّأ اقتتلوا على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له وإنَّه قد عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها فقال رجُلٌ مِن بني كِنانةَ دعوني آتِه فلمَّا أشرَف على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا فلانٌ مِن قومٍ يُعظِّمون البُدنَ فابعَثوها له قال: فبُعِثَتْ واستقبَله القومُ يُلَبُّون فلمَّا رأى ذلك قال: سُبحانَ اللهِ لا ينبغي لهؤلاء أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فلمَّا رجَع إلى أصحابِه قال: رأَيْتُ البُدْنَ قد قُلِّدتْ وأُشعِرَتْ فما أرى أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فقام رجُلٌ منهم يُقالُ له: مِكرَزٌ فقال: دعوني آتِهِ فقالوا: ائتِه فلمَّا أشرَف عليهم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا مِكرَزٌ وهو رجُلٌ فاجرٌ ) فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبينما هو يُكلِّمُه إذ جاءه سُهيلُ بنُ عمرٍو قال مَعْمَرٌ: فأخبَرني أيُّوبُ السَّخْتِيانيُّ عن عِكرمةَ قال: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا سُهيلٌ قد سهَّل اللهُ لكم أمرَكم ) قال مَعْمَرٌ في حديثِه عن الزُّهريِّ عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال: هاتِ اكتُبْ بينَنا وبينَكم كتابًا فدعا الكاتبَ فقال: اكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فقال سُهيلٌ: أمَّا الرَّحمنُ فلا أدري واللهِ ما هو ولكِنِ اكتُبْ باسمِك اللَّهمَّ ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( اكتُبْ هذا ما قاضى عليه محمَّدٌ رسولُ اللهِ ) فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: لو كنَّا نعلَمُ أنَّك رسولُ اللهِ ما صدَدْناك عن البيتِ ولا قاتَلْناك ولكِنِ اكتُبْ: محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( واللهِ إنِّي لَرسولُ اللهِ وإنْ كذَّبْتُموني اكتُبْ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ ) قال الزُّهريُّ: وذلك لقولِه: لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها وقال في حديثِه عن عُروةَ عنِ المِسوَرِ ومَروانَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( على أنْ تُخَلُّوا بينَنا وبيْنَ البيتِ فنطوفَ به فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: إنَّه لا يتحدَّثُ العربُ أنَّا أُخِذْنا ضُغطةً، ولكِنْ لك مِن العامِ المقبِلِ، فكتَب، فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: على أنَّه لا يأتيك منَّا رجُلٌ وإنْ كان على دِينِك أو يُريدُ دينَك إلَّا ردَدْتَه إلينا فقال المسلِمونَ: سُبحانَ اللهِ كيف يُرَدُّ إلى المشركينَ وقد جاء مسلِمًا فبينما هم على ذلك إذ جاء أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو يرسُفُ في قيودِه قد خرَج مِن أسفلِ مكَّةَ حتى رمى بنفسِه بيْنَ المسلمينَ فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: يا محمَّدُ هذا أوَّلُ مَن نُقاضيك عليه أنْ ترُدَّه إليَّ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا لم نُمضِ الكتابَ بعدُ فقال: واللهِ لا أُصالِحُك على شيءٍ أبدًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فأَجِزْه لي ) فقال: ما أنا بمُجيزِه لك قال: فافعَلْ قال: ما أنا بفاعلٍ قال مِكرَزٌ: بل قد أجَزْناه لك فقال أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو: يا معشرَ المسلمينَ أُرَدُّ إلى المشركين وقد جِئْتُ مسلِمًا ألا ترَوْنَ إلى ما قد لقيتُ وكان قد عُذِّب عذابًا شديدًا في اللهِ - فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه: واللهِ ما شكَكْتُ منذُ أسلَمْتُ إلَّا يومَئذٍ فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: ألَسْتَ رسولَ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: ألَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِيننِا إذًا ؟ قال: ( إنِّي رسولُ اللهِ ولَسْتُ أعصي ربِّي وهو ناصري ) قُلْتُ: أوليسَ كُنْتَ تُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ فنطوفُ به ؟ قال ( بلى فخبَّرْتُك أنَّك تأتيه العامَ ؟ ) قال: لا قال: ( فإنَّك تأتيه فتطوفُ به قال: فأتَيْتُ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضوانُ اللهِ عليه فقُلْتُ: يا أبا بكرٍ أليس هذا نبيَّ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: أولَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا ؟ قال: أيُّها الرَّجلُ إنَّه رسولُ اللهِ وليس يعصي ربَّه وهو ناصرُه فاستمسِكْ بغَرْزِه حتَّى تموتَ فواللهِ إنَّه على الحقِّ قُلْتُ: أوليس كان يُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ ونطوفُ به ؟ قال: بلى قال فأخبَرك أنَّا نأتيه العامَ ؟ قُلْتُ: لا قال: فإنَّك آتيه وتطوفُ به قال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه فعمِلْتُ في ذلك أعمالًا - يعني في نقضِ الصَّحيفةِ - فلمَّا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الكتابِ أمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه فقال: ( انحَروا الهَدْيَ واحلِقوا ) قال: فواللهِ ما قام رجُلٌ منهم رجاءَ أنْ يُحدِثَ اللهُ أمرًا فلمَّا لم يقُمْ أحَدٌ منهم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخَل على أمِّ سلَمةَ فقال: ما لقيتُ مِن النَّاسِ قالت أمُّ سلَمةَ: أوَتُحِبُّ ذاك، اخرُجْ ولا تُكلِّمَنَّ أحدًا منهم كلمةً حتَّى تنحَرَ بُدنَكَ وتدعوَ حالقَك فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَج ولم يُكلِّمْ أحدًا منهم حتَّى نحَر بُدْنَه ثمَّ دعا حالقَه فحلَقه فلمَّا رأى ذلك النَّاسُ جعَل بعضُهم يحلِقُ بعضًا حتَّى كاد بعضُهم يقتُلُ بعضًا قال: ثمَّ جاء نِسوةٌ مؤمناتٌ فأنزَل اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] إلى آخِرِ الآيةِ قال: فطلَّق عمرُ رضوانُ اللهِ عليه امرأتينِ كانتا له في الشِّركِ فتزوَّج إحداهما معاويةُ بنُ أبي سُفيانَ والأخرى صفوانُ بنُ أميَّةَ قال: ثمَّ رجَع صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ فجاءه أبو بَصيرٍ رجُلٌ مِن قريشٍ وهو مسلِمٌ فأرسَلوا في طلبِه رجُلينِ وقالوا: العهدَ الَّذي جعَلْتَ لنا فدفَعه إلى الرَّجُلينِ فخرَجا حتَّى بلَغا به ذا الحليفةِ فنزَلوا يأكُلون مِن تمرٍ لهم فقال أبو بَصيرٍ لأَحدِ الرَّجُلينِ: واللهِ لَأرى سيفَك هذا يا فلانُ جيِّدًا فقال: أجَلْ واللهِ إنَّه لَجيِّدٌ لقد جرَّبْتُ به ثمَّ جرَّبْتُ فقال أبو بَصيرٍ: أَرِني أنظُرْ إليه فأمكَنه منه فضرَبه حتَّى برَد وفرَّ الآخَرُ حتَّى أتى المدينةَ فدخَل المسجدَ يعدو فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد رأى هذا ذُعْرًا فلمَّا انتهى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: قُتِل واللهِ صاحبي وإنِّي لَمقتولٌ فجاء أبو بَصيرٍ فقال: يا نبيَّ اللهِ قد واللهِ أوفى اللهُ ذمَّتَك قد ردَدْتَني إليهم ثمَّ أنجاني اللهُ منهم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ويلُ امِّه لو كان معه أحَدٌ فلمَّا سمِع بذلك عرَف أنَّه سيرُدُّه إليهم مرَّةً أخرى فخرَج حتَّى أتى سِيفَ البحرِ قال: وتفلَّت منهم أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو فلحِق بأبي بَصيرٍ فجعَل لا يخرُجُ مِن قريشٍ رجُلٌ أسلَم إلَّا لحِق بأبي بَصيرٍ حتَّى اجتمَعت منهم عصابةٌ قال: فواللهِ ما يسمَعون بِعِيرٍ خرَجتْ لقريشٍ إلى الشَّامِ إلَّا اعترَضوا لها فقتَلوهم وأخَذوا أموالَهم فأرسَلتْ قريشٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُناشِدُه اللهَ والرَّحِمَ لَمَا أرسَل إليهم ممَّن أتاه فهو آمِنٌ فأرسَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم فأنزَل اللهُ جلَّ وعلا: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح: 24] حتَّى بلَغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] وكانت حميَّتُهم أنَّهم لم يُقِرُّوا أنَّه نبيُّ اللهِ ولم يُقِرُّوا ببِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الراوي : المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4872 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

18 - إنَّ هَوازنَ جاءت يومَ حُنينٍ بالشَّاءِ والإبلِ والغَنمِ فجعَلوها صفَّينِ ليكثُروا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فالتقى المسلمون والمشركون فولَّى المسلمون مُدبِرين كما قال اللهُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أنا عبدُ اللهِ ورسولُه ) فهزَم اللهُ المشركين ولم نضرِبْ بسيفٍ ولم نطعَنْ برُمحٍ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَئذٍ: ( مَن قتَل كافرًا فله سلَبُه ) فقتَل أبو طلحةَ يومَئذٍ عشرينَ رجُلًا وأخَذ أسلابَهم فقال أبو قتادةَ: يا رسولَ اللهِ إنِّي ضرَبْتُ رجُلًا على حبلِ العاتقِ وعليه درعٌ فأُعجِلْتُ عنه أنْ آخُذَها فانظُرْ مع مَن هي فقام رجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ أنا أخَذْتُها فأَرْضِهِ منِّي وأعطِنيها فسكَت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُسأَلُ شيئًا إلَّا أعطاه أو سكَت فقال عمرُ: لا يُفيئُها اللهُ على أَسَدٍ مِن أُسْدِه ويُعطيكها فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: ( صدَق عمرُ ) ولقي أبو طلحةَ أمَّ سُليمٍ ومعها خِنجرٌ فقال: يا أمَّ سُليمٍ ما هذا معكِ ؟ قالت: أرَدْتُ إنْ [ دنا منِّي بعضُ المشركين أنْ أبعَجَ به بطنَه فقال أبو طلحةَ: يا رسولَ اللهِ ألا تسمَعُ ما تقولُ أمُّ سُليمٍ ؟ قالت: يا رسولَ اللهِ ] أقتُلُ بها الطُّلقاءَ انهزَموا بك فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( يا أمَّ سُليمٍ إنَّ اللهَ قد كفى وأحسَن )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4838 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

19 - أرسَل إليَّ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ فقال : إنَّه قد حضَر المدينةَ أهلُ أبياتٍ مِن قومِك وإنَّا قد أمَرْنا لهم برَضْخٍ فاقسِمْه بَيْنَهم فقُلْتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ مُرْ بذلك غيري فقال : اقبِضْ أيُّها المَرْءُ قال : فبَيْنا أنا كذلك إذ جاءه مولاه يرفَأُ فقال : هذا عُثمانُ وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ قال : ولا أدري أذكَر طلحةَ أم لا يستأذِنونَ عليك قال : ائذَنْ لهم قال : ثمَّ مكَث ساعةً ثمَّ جاء فقال : العبَّاسُ وعليٌّ يستأذِنانِ عليك فقال : ائذَنْ لهما : فلمَّا دخَل العبَّاسُ قال : يا أميرَ المُؤمِنينَ اقضِ بَيْني وبيْنَ هذا هما حينَئذٍ يختَصِمانِ فيما أفاء اللهُ على رسولِه مِن أموالِ بني النَّضيرِ فقال القومُ : اقضِ بَيْنَهما يا أميرَ المُؤمِنينَ وأرِحْ كلَّ واحدٍ منهما مِن صاحبِه فقد طالَتْ خصومتُهما فقال عُمَرُ : أنشُدُكما اللهَ الَّذي بإذنِه تقومُ السَّمواتُ والأرضُ أتعلَمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ( لا نُورَثُ ما ترَكْنا صدقةٌ ) قالوا : قد قال ذاك ثمَّ قال لهما مِثْلَ ذلك فقالا : نَعم قال : فإنِّي أُخبِرُكم عن هذا الفيءِ إنَّ اللهَ جلَّ وعلا خصَّ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بشيءٍ لم يُعطِه غيرَه فقال : {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} [الحشر: 6] فكانت هذه لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خاصَّةً واللهِ ما حازها دونَكم ولا استأثَرها عليكم لقد قسَمها بَيْنَكم وبثَّها فيكم حتَّى بقي ما بقي مِن المالِ فكان يُنفِقُ على أهلِه سَنةً ـ وربَّما قال مَعمَرٌ : يحبِسُ منها قُوتَ أهلِه سَنةً ـ ثمَّ يجعَلُ ما بقي مَجعَلَ مالِ اللهِ فلمَّا قبَض اللهُ رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال أبو بكرٍ : أنا أَولى برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدَه أعمَلُ فيها ما كان يعمَلُ ثمَّ أقبَل على علِيٍّ والعبَّاسِ قال : وأنتما تزعُمانِ أنَّه كان فيها ظالِمًا فاجرًا واللهُ يعلَمُ أنَّه صادقٌ بارٌّ تابِعٌ لِلحقِّ ثمَّ وُلِّيتُها بعدَ أبي بكرٍ سنَتينِ مِن إمارتي فعمِلْتُ فيها بمِثلِ ما عمِل فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وأنتما تزعُمانِ أنِّي فيها ظالمٌ فاجرٌ واللهُ يعلَمُ أنِّي فيها صادقٌ بارٌّ تابعٌ لِلحقِّ ثمَّ جِئْتُماني جاءني هذا ـ يعني العبَّاسَ ـ يبتغي ميراثَه مِن ابنِ أخيه وجاءني هذا ـ يعني عليًّا ـ يسأَلُني ميراثَ امرأتِه فقُلْتُ لكما : إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( لا نُورَثُ ما ترَكْنا صدقةٌ ) ثمَّ بدا لي أنْ أدفَعَه إليكما فأخَذْتُ عليكما عهدَ اللهِ وميثاقَه لَتَعمَلانِّ فيها بما عمِل فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وأنا ما وُلِّيتُها فقُلْتُما : ادفَعْها إلينا على ذلك تُريدانِ منِّي قضاءً غيرَ هذا والَّذي بإذنِه تقومُ السَّمواتُ والأرضُ لا أقضي بَيْنَكما فيها بقضاءٍ غيرِ هذا إنْ كُنْتُما عجَزْتُما عنها فادفَعاها إليَّ قال : فغلَب علِيٌّ عليها فكانت في يدِ علِيٍّ ثمَّ بيَدِ حسَنِ بنِ علِيٍّ ثمَّ بيَدِ حُسينِ بنِ علِيٍّ ثمَّ بيَدِ علِيِّ بنِ حُسينٍ ثمَّ بيَدِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ ثمَّ بيَدِ زيدِ بنِ حَسَنٍ قال مَعمَرٌ : ثمَّ كانت بيَدِ عبدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6608 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

20 - حدَّثني أبو عِمرانَ: أنَّه حجَّ مع مواليه قال: فأتَيْتُ أمَّ سلَمةَ فقُلْتُ: يا أمَّ المؤمنينَ إنِّي لم أحُجَّ قطُّ فبأيِّهما أبدَأُ بالحجِّ أم بالعمرةِ ؟ فقالت: إنْ شِئْتَ فاعتمِرْ قبْلَ أنْ تحُجَّ وإنْ شِئْتَ بعدَ أنْ تحُجَّ فذهَبْتُ إلى صفيَّةَ فقالت لي مِثْلَ ذلك فرجَعْتُ إلى أمِّ سلَمةَ فأخبَرْتُها بقولِ صفيَّةَ فقالت أمُّ سلَمةَ: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( يا آلَ محمَّدٍ مَن حجَّ منكم فليُهِلَّ بعمرةٍ في حجٍّ )
الراوي : أم سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3922 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

21 - أنَّ أبا رافعٍ أخبَره أنَّه أقبَل بكتابٍ مِن قريشٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فلمَّا رأَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُلقي في قلبي الإسلامُ فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنِّي واللهِ لا أرجِعُ إليهم أبدًا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنِّي لا أَخيسُ بالعهدِ ولا أحبِسُ البُرُدَ ولكِنِ ارجِعْ إليهم فإنْ كان في قلبِك الَّذي في قلبِك الآنَ فارجِعْ ) قال: فرجَعْتُ إليهم ثمَّ إنِّي أقبَلْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأسلَمْتُ قال بُكيرٌ: وأخبَرني أنَّ أبا رافعٍ كان قِبطيًّا
الراوي : أبو رافع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4877 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

22 - أشهَدُ لَسمِعْتُ أبا ذرٍّ بالرَّبَذةِ يقولُ : كُنْتُ أمشي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحرَّةِ المدينةِ فاستقبَلَنا أُحُدٌ فقال : ( يا أبا ذرٍّ ما يسُرُّني أنَّ أُحُدًا لي ذَهَبًا أُمسي وعندي منه دينارٌ إلَّا أصرِفُه لِدَيْنٍ ) ثمَّ مشى ومشَيْتُ معه فقال : ( يا أبا ذرٍّ ) قُلْتُ : لبَّيْكَ يا رسولَ اللهِ وسعدَيْكَ فقال : ( إنَّ الأكثرينَ هم الأقلُّونَ يومَ القيامةِ ) ثمَّ قال : ( يا أبا ذرٍّ لا تبرَحْ حتَّى آتيَكَ ) ثمَّ انطلَق حتَّى توارى فسمِعْتُ صوتًا فقُلْتُ : أنطلِقُ ثمَّ ذكَرْتُ قولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لي فلبِثْتُ حتَّى جاء فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ إنِّي سمِعْتُ صوتًا فأرَدْتُ أنْ أُدرِكَكَ فذكَرْتُ قولَكَ لي فقال : ( ذلكَ جِبريلُ أتاني فأخبَرني أنَّه مَن مات مِن أُمَّتي لا يُشرِكُ باللهِ شيئًا دخَل الجنَّةَ ) قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ وإنْ زنى وإنْ سرَق ؟ قال : ( وإنْ زنى وإنْ سرَق )
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 170 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

23 - قُلْتُ لأبي مَحذورةَ : إنِّي أُريدُ أنْ أخرُجَ إلى الشَّامِ وإنِّي أسأَلُ عن تأذينِكَ فأخبِرْني قال : خرَجْتُ في نفَرٍ فكنَّا في بعضِ طريقِ حُنَينٍ مَقْفَلَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن حُنَينٍ فلقِيَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعضِ الطَّريقِ فأذَّن مُؤذِّنُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالصَّلاةِ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسمِعْنا الصَّوتَ ونحنُ مُتنكِّبونَ على الطَّريقِ فصرَخْنا نستهزئُ نحكيه فسمِع الصَّوتَ فقال : ( أيُّكم يعرِفُ هذا الَّذي أسمَعُ الصَّوتَ ؟ ) قال : فجِيء بنا فوقَفْنا بَيْنَ يدَيْهِ فقال : ( أيُّكم صاحبُ الصَّوتِ ) ؟ قال : فأشار القومُ كلُّهم إليَّ قال : فأرسَلهم وحبَسني عندَه ولا شيءَ أكرَهُ إليَّ ممَّا يأمُرُني به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأمَرني بالأذانِ وألقى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علَيَّ نفسُهُ الأذانَ فقال : ( قُلِ : اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ ) ثمَّ قال : لي : ( ارجِعْ وامدُدْ صوتَكَ ) قال : ( أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ حَيَّ على الصَّلاةِ حَيَّ على الصَّلاةِ حَيَّ على الفلاحِ حَيَّ على الفلاحِ اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ لا إلهَ إلَّا اللهُ ) فلمَّا فرَغ مِن التَّأذينِ دعاني فأعطاني صُرَّةً فيها شيءٌ مِن فضَّةٍ وقال : ( اللَّهمَّ بارِكْ فيه وبارِكْ عليه ) قال : فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ مُرْني بالتَّأذينِ قال : ( قد أمَرْتُكَ به ) قال : فعاد كلُّ شيءٍ مِن الكراهيةِ في القلبِ إلى المحبَّةِ فقدِمْتُ على عتَّابِ بنِ أَسيدٍ عاملِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكُنْتُ أُؤذِّنُ بمكَّةَ عن أمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال ابنُ جُريجٍ وأخبَرني غيرُ واحدٍ مِن أهلي خبرَ ابنِ مُحَيريزٍ هذا عن أبي مَحذورةَ
الراوي : أبو محذورة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1680 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن وهو حديث صحيح بطرقه | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

24 - دخَلْتُ على فاطمةَ بنتِ قيسٍ فسأَلْتُها عن قضاءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: طلَّقها زوجُها ألبتَّةَ قالت: فخاصَمْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في السُّكنى والنَّفقةِ فلم يجعَلْ لي سُكنى ولا نفقةً وأمَرني أنْ أعتَدَّ في بيتِ ابنِ أمِّ مكتومٍ
الراوي : فاطمة بنت قيس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4252 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

25 - أشهَدُ باللهِ لَسمِعْتُ أبا ذرٍّ بالرَّبَذةِ يقولُ: كُنْتُ أمشي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحَرَّةِ المدينِة ممسيًا فاستقبَلَنا أحُدٌ فقال: ( يا أبا ذرٍّ ما أُحِبُّ أنَّ لي أُحُدًا ذهبًا أُمسي ثالثةً وعندي منه دينارٌ إلَّا دينارٌ أُرصِدُه لدَينٍ إلَّا أنْ أقولَ به في عبادِ اللهِ هكذا وهكذا ـ يعني مِن بينِ يدَيهِ ومِن خلْفِه وعن يمينِه وعن شِمالِه ـ ثمَّ قال: ( يا أبا ذرٍّ إنَّ المُكثرينَ هم الأقلُّونَ يومَ القيامةِ ) ثمَّ قال لي: ( لا تبرَحْ حتَّى آتيَك ) فانطلَق ثمَّ جاء في سوادِ اللَّيلِ فسمِعْتُ صوتًا فخشيتُ أنْ يكونَ ضرارَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فهمَمْتُ أنْ أنطلِقَ ثمَّ ذكَرْتُ قولَه فجلَسْتُ حتَّى جاء فقُلْتُ له: إنِّي أرَدْتُ أنْ آتيَك يا رسولَ اللهِ ثمَّ ذكَرْتُ قولَك لي وسمِعْتُ صوتًا قال: ( ذاك جبريلُ جاءني فأخبَرني أنَّ مَن مات مِن أمَّتي لا يُشرِكُ باللهِ شيئًا دخَل الجنَّةَ ) فقُلْتُ: وإنْ زنى وإنْ سرَق ؟ فقال: ( وإنْ زنى وإنْ سرَق ) قال جريرٌ: قال الأعمشُ عن أبي صالحٍ عن أبي الدَّرداءِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مثلَ ذلك
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3326 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

26 - جاء أبو بكرٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقعَد بَيْنَ يدَيْهِ فقال : يا رسولَ اللهِ قد علِمْتَ مُناصَحتي وقِدَمي في الإسلامِ وإنِّي وإنِّي قال : ( وما ذاكَ ) ؟ قال : تُزوِّجُني فاطمةَ قال : فسكَت عنه فرجَع أبو بكرٍ إلى عُمَرَ فقال له : قد هلَكْتُ وأُهلِكْتُ قال : وما ذاكَ ؟ قال : خطَبْتُ فاطمةَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأعرَض عنِّي قال : مكانَكَ حتَّى آتيَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأطلُبَ مِثْلَ الَّذي طلَبْتَ فأتى عُمَرُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقعَد بَيْنَ يدَيْهِ فقال : يا رسولَ اللهِ قد علِمْتَ مُناصَحتي وقِدَمي في الإسلامِ وإنِّي وإنِّي قال : ( وما ذاكَ ) ؟ قال : تُزوِّجُني فاطمةَ فسكَت عنه فرجَع إلى أبي بكرٍ فقال له : إنَّه ينتظِرُ أمرَ اللهِ فيها قُمْ بنا إلى علِيٍّ حتَّى نأمُرَه يطلُبُ مِثْلَ الَّذي طلَبْنا قال علِيٌّ : فأتَياني وأنا أُعالِجُ فَسيلًا لي فقالا : إنَّا جِئْناك مِن عندِ ابنِ عمِّكَ بخِطبةٍ قال علِيٌّ : فنبَّهاني لأمرٍ فقُمْتُ أجُرُّ ردائي حتَّى أتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقعَدْتُ بَيْنَ يدَيْهِ فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ قد علِمْتَ قِدَمي في الإسلامِ ومُناصَحتي وإنِّي وإنِّي قال : ( وما ذاكَ ) ؟ قُلْتُ : تُزوِّجُني فاطمةَ قال : ( وعندَك شيءٌ ) قُلْتُ : فرَسي وبَدَني قال : ( أمَّا فرَسُك فلا بدَّ لكَ منه وأمَّا بَدَنُك فبِعْها ) قال : فابتَعْتُها بأربعِمئةٍ وثمانينَ فجِئْتُ بها حتَّى وضَعْتُها في حِجْرِه فقبَض منها قَبضةً فقال : ( أيْ بِلالُ ابتَغِنا بها طِيبًا ) وأمَرهم أنْ يُجهِّزوها فجعَل لها سريرًا مُشرَطًا بالشَّرطِ ووِسادةً مِن أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ وقال لِعَلِيٍّ : ( إذا أتَتْك فلا تُحدِثْ شيئًا حتَّى آتيَكَ ) فجاءَتْ مع أمِّ أيمنَ حتَّى قعَدَتْ في جانبِ البيتِ وأنا في جانبٍ وجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( ها هنا أخي ) ؟ قالت أمُّ أيمنَ : أخوكَ وقد زوَّجْتَه ابنتَك ؟ قال : ( نَعم ) ودخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم البيتَ فقال لفاطمةَ : ( ايتِيني بماءٍ ) فقامَتْ إلى قَعْبٍ في البيتِ فأتَتْ فيه بماءٍ فأخَذه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومجَّ فيه ثمَّ قال لها : ( تقدَّمي ) فتقدَّمَتْ فنضَح بَيْنَ ثَدْيَيْها وعلى رأسِها وقال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُها بكَ وذُرِّيَّتَها مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لها : ( أَدْبري ) فأدبَرَتْ فصَبَّ بَيْنَ كتِفَيْها وقال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُها بكَ وذُرِّيَّتَها مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ايتوني بماءٍ ) قال عليٌّ : فعلِمْتُ الَّذي يُريدُ فقُمْتُ فملَأْتُ القَعْبَ ماءً وأتَيْتُه به فأخَذه ومجَّ فيه ثمَّ قال لي : ( تقدَّمْ ) فصَبَّ على رأسي وبَيْنَ ثَدْيَيَّ ثمَّ قال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُه بكَ وذُرِّيَّتَه مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال : ( أدبِرْ ) فأدبَرْتُ فصَبَّه بَيْنَ كتفَيَّ وقال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُه بكَ وذُرِّيَّتَه مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال لِعليٍّ : ( ادخُلْ بأهلِكَ بِسمِ اللهِ والبركةِ )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6944 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

27 - انطلَقْتُ مع أبي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا رأَيْتُه قال أبي : مَن هذا ؟ قُلْتُ : لا أدري قال : هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاقشعرَرْتُ حينَ قال ذلكَ وكُنْتُ أظُنُّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُشبِهُ النَّاسَ فإذا له وَفْرةٌ بها رَدْعٌ مِن حِنَّاءٍ وعليه بُردانِ أخضرانِ فسلَّم عليه أبي ثمَّ أخَذ يُحدِّثُنا ساعةً قال : ( ابنُكَ هذا ) ؟ قال : إي وربِّ الكعبةِ أشهَدُ به قال : ( أمَا إنَّ ابنَك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه ) ثمَّ قرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : { لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }، ثمَّ نظَر إلى السِّلعةِ الَّتي بيْنَ كتِفَيْه فقال : يا رسولَ اللهِ إنِّي كأطبِّ الرِّجالِ ألا أُعالِجُها ؟ قال : ( طبيبُها الَّذي خلَقها )
الراوي : أبو رمثة التيمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5995 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

28 - أنَّ عويمرً العَجلانيَّ جاء إلى عاصمِ بنِ عديٍّ الأنصاريِّ فقال له: يا عاصمُ أرأَيْتَ لو أنَّ رجلًا وجَد مع امرأتِه رجلًا أيقتُلُه فتقتُلونَه أم كيف يفعَلُ ؟ سَلْ لي يا عاصمُ عن ذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فسأَل عاصمٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن ذلك فكرِه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلك المسائلَ وعابها حتَّى كبُر على عاصمٍ ما سمِع مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا رجَع عاصمٌ إلى أهلِه جاءه عويمرٌ فقال: يا عاصمُ ماذا قال لك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال عاصمٌ لعُوَيمرٍ: لم تأتِني بخيرٍ، قد كرِه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المسألةَ الَّتي سأَلْتُه عنها فقال عويمرٌ: واللهِ لا أنتهي حتَّى أسأَلَه عنها فجاء عويمرٌ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسَطَ النَّاسِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( قد أُنزِل فيك وفي صاحبتِك فاذهَبْ فأْتِ بها ) فقال سهلٌ: فتلاعَنا وأنا مع النَّاسِ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا فرَغا مِن تلاعُنِهما قال عويمرٌ: كذَبْتُ عليها يا رسولَ اللهِ إنْ أمسَكْتُها، فطلَّقها ثلاثًا قبْلَ أنْ يأمُرَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
الراوي : سهل بن سعد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4284 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

29 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاء ذاتَ يومٍ مُسرِعًا فصعِد المِنبَرَ فنُوديَ في النَّاسِ : الصَّلاةَ جامعةً فاجتمَع النَّاسُ فقال : ( أيُّها النَّاسُ إنِّي لم أَدْعُكم لرغبةٍ ولا لرهبةٍ نزَلَتْ ولكنَّ تميمًا الدَّارِيَّ أخبَرني أنَّ ناسًا مِن أهلِ فِلَسْطينَ ركِبوا البحرَ فقذَفَتْهم الرِّيحُ إلى جزيرةٍ مِن جزائرِ البحرِ فإذا هم بدابَّةٍ لا يُدرَى أذَكَرٌ هو أم أنثى مِن كثرةِ الشَّعَرِ فقالوا : مَن أنتِ ؟ قالت : أنا الجسَّاسةُ قالوا : أخبِرينا قالت : ما أنا بمُخبِرَتِكم ولا مُستخبِرَتِكم ولكنْ ها هنا مَن هو فقيرٌ إلى أنْ يُخبِرَكم وإلى أنْ يستخبِرَكم فأَتَوُا الدَّيْرَ فإذا برجُلٍ مريرٍ مُصفَّدٍ بالحديدِ فقال : مَن أنتم ؟ قالوا : نحنُ العرَبُ قال : هل بُعِث النَّبيُّ ؟ قالوا : نَعم قال : فهل تبِعَتْه العرَبُ ؟ قالوا : نَعم قال : ذلك خيرٌ لهم قال : ما فعَلَتْ فارسُ ؟ قالوا : لم يظهَرْ عليها قال : أمَا إنَّه سيظهَرُ عليها ثمَّ قال : ما فعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ ؟ قالوا : تدَفَّقُ مَلْأَى قال : فما فعَل نخلُ بَيْسانَ ؟ قالوا : قد أطعَمَ أوائلُه فوثَب عليه وَثْبةً حتَّى خشِينا أنْ سيغلِبُ فقُلْنا : مَن أنتَ ؟ قال : أنا الدَّجَّالُ أمَا إنِّي سأطَأُ الأرضَ كلَّها إلَّا مكَّةَ وطَيْبةَ ) فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أبشِروا معشَرَ المُسلِمينَ هذه طَيْبةُ لا يدخُلُها )
الراوي : فاطمة بنت قيس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6789 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

30 - انطلَق النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحوَ بقيعِ الغرقدِ فانطلَقْتُ خلْفَه فقال: ( يا أبا ذرٍّ ) فقُلْتُ: لبَّيْكَ ثمَّ سعدَيْكَ وأنا فداؤُك فقال: ( المُكثِرونَ هم المُقلُّونَ يومَ القيامةِ إلَّا مَن قال بالمالِ هكذا وهكذا عن يمينِه وعن شِمالِه ) قالها ثلاثًا - ثمَّ عرَض لنا أُحُدٌ فقال: ( يا أبا ذرٍّ ما يسُرُّني أنَّه لآلِ محمَّدٍ ذهبًا يُمسي معهم دينارٌ أو مثقالٌ ) فقُلْتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ ثمَّ عرَض لنا وادٍ فاستَبطَنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونزَل فيه وجلَسْتُ على شفيرِه فظنَنْتُ أنَّ له حاجةً فأبطأ عليَّ وساء ظنِّي فسمِعْتُ مناجاةً فقال: ( ذلك جبريلُ يُخبِرُني لأمَّتي مَن شهِد منهم أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسوله الله دخَل الجنَّةَ ) فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، وإنْ زنى وإنْ سرَق ؟ قال: ( وإنْ زنى وإنْ سرَق )
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 195 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه
 

31 - أمَا واللهِ ما خلَق اللهُ مؤمنًا يسمَعُ بي ويراني إلَّا أحَبَّني قُلْتُ : وما عِلْمُكَ بذلكَ يا أبا هُرَيْرَةَ ؟ قال : إنَّ أُمِّي كانتِ امرأةً مُشرِكةً وكُنْتُ أدعوها إلى الإسلامِ فتأبى علَيَّ فدعَوْتُها يومًا فأسمَعَتْني في رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما أكرَهُ فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا أبكي فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ إنِّي كُنْتُ أدعو أُمِّي إلى الإسلامِ فتأبى علَيَّ وأدعوها فأسمَعَتْني فيكَ ما أكرَهُ فادعُ اللهَ أنْ يهديَ أمَّ أبي هُرَيْرَةَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( اللَّهمَّ اهدِها ) فلمَّا أتَيْتُ البابَ إذا هو مُجافٍ فسمِعْتُ خَضْخَضةَ الماءِ وسمِعَتْ خَشْفَ رجُلٍ أو رِجْلٍ فقالت : يا أبا هُرَيْرَةَ كما أنتَ وفتَحتِ البابَ ولبِسَتْ دِرْعَها وعجِلَتْ على خِمارِها فقالت : إنِّي أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ فرجَعْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أبكي مِن الفرَحِ كما بكَيْتُ مِن الحُزنِ فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ أبشِرْ فقدِ استجاب اللهُ دعوتَكَ قد هدى اللهُ أمَّ أبي هُرَيْرَةَ وقال : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يُحبِّبَني أنا وأُمِّي إلى عبادِه المُؤمِنينَ ويُحبِّبَهم إليَّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( اللَّهمَّ حبِّبْ عُبَيدَكَ وأُمَّه إلى عبادِكَ المُؤمِنينَ وحبِّبْهم إليهما )
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7154 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن على شرط مسلم | شرح حديث مشابه

32 - [عن] عروة بن الزبير عن عائشةَ أنَّها أخبَرَتْه أنَّ فاطمةَ بنتَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرسَلَتْ إلى أبي بكرٍ تسأَلُه ميراثَها مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ممَّا أفاء اللهُ عليه بالمدينةِ وفَدَكَ وما بقي مِن خُمُسِ خَيبرَ فقال أبو بكرٍ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ( إنَّا لا نُورَثُ ما ترَكْنا صدقةٌ إنَّما يأكُلُ آلُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا المالِ ) وإنِّي واللهِ لا أُغيِّرُ شيئًا مِن صدقةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن حالِها الَّتي كانت عليها في عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولَأعمَلَنَّ فيها بما عمِل به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأبى أبو بكرٍ أنْ يدفَعَ إلى فاطمةَ منها شيئًا فوجَدَتْ فاطمةُ على أبي بكرٍ في ذلك وهجَرَتْه فلَمْ تُكلِّمْه حتَّى تُوفِّيَتْ بعدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بستَّةِ أشهُرٍ فلمَّا تُوفِّيَتْ دفَنها زوجُها عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضِي اللهُ عنه ليلًا ولم يُؤذِنْ بها أبا بكرٍ وصلَّى عليها وكان لِعَلِيٍّ مِن النَّاسِ وِجهةٌ حياةَ فاطمةَ فلمَّا تُوفِّيَتْ فاطمةُ استنكَر وجوهَ النَّاسِ فالتَمَس مُصالَحةَ أبي بكرٍ ومُبايَعتَه ولم يكُنْ بايَع تلك الأشهُرَ فأرسَل إلى أبي بكرٍ أنِ ائتِنا ولا يأتِنا معك أحَدٌ ـ كراهيةَ أنْ يحضُرَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ ـ فقال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ لأبي بكرٍ : واللهِ لا تدخُلُ عليهم وحدَك فقال أبو بكرٍ : ما عسى أنْ يفعَلوا بي واللهِ لَآتيَنَّهم فدخَل أبو بكرٍ عليهم فتشهَّد علِيُّ بنُ أبي طالبٍ وقال : إنَّا قد عرَفْنا يا أبا بكرٍ فضيلتَك وما أعطاك اللهُ ولم أنفَسْ خيرًا ساقه اللهُ إليك ولكنَّك استبدَدْتَ علينا بالأمرِ وكنَّا نرى أنَّ لنا حقًّا لِقرابتِنا مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يزَلْ يُكلِّمُ أبا بكرٍ حتَّى فاضَتْ عَيْنَا أبي بكرٍ فلمَّا تكلَّم أبو بكرٍ قال : والَّذي نفسي بيدِه لَقرابةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحَبُّ إليَّ مِن أنْ أصِلَ أهلي وقرابتي وأمَّا الَّذي شجَر بَيْني وبَيْنكم مِن هذه الأموالِ فلَمْ آلُ فيها عن الخيرِ ولَمْ أترُكْ أمرًا رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصنَعُه فيها إلَّا صنَعْتُه فقال عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضِي اللهُ عنه لأبي بكرٍ : موعِدُك العشيَّةُ للبَيْعةِ فلمَّا صلَّى أبو بكرٍ صلاةَ الظُّهرِ رقِي على المِنبَرِ فتشهَّد ثمَّ ذكَر شأنَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ وتخلُّفَه عنِ البَيْعةِ وعذَره بالَّذي اعتذَر إليه ثمَّ استغفَر وتشهَّد علِيُّ بنُ أبي طالبٍ فعظَّم حقَّ أبي بكرٍ وحُرمتَه وأنَّه لَمْ يحمِلْه على الَّذي صنَع نَفاسةٌ على أبي بكرٍ ولا إنكارًا لِلَّذي فضَّله اللهُ به ولكنَّا كنَّا نرى لنا في هذا الأمرِ نصيبًا فاستُبِدَّ علينا به فوجَدْنا في أنفسِنا فسُرَّ بذلك المُسلِمونَ وقالوا : أصَبْتَ وكان المُسلِمونَ إلى علِيٍّ قريبًا حينَ راجَع الأمرَ بالمعروفِ
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6607 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه البخاري (4240، 4241)، ومسلم (1759) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

33 - دخَلْنا على جابرِ بنِ عبدِ اللهِ فسأَل عن القومِ حتَّى انتهى إليَّ فقُلْتُ: أنا محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ فأهوى بيدِه إلى رأسي فنزَع زِرِّي الأعلى ثمَّ نزَع زِرِّي الأسفلَ ثمَّ وضَع كفَّه بينَ ثدييَّ وأنا غلامٌ يومَئذٍ شابٌّ فقال: مرحبًا يا ابنَ أخي سَلْ عمَّا شِئْتَ فسأَلْتُه وهو أعمى وجاء وقتُ الصَّلاةِ فقام في نِسَاجةٍ ملتحف بها كلَّما وضَعها على مَنكِبيه رجَع طرَفاها إليه مِن صِغَرِها ورداؤُه إلى جنبِه على المِشجَبِ فصلَّى بنا فقُلْتُ: أخبِرْني عن حجَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال بيدِه وعقَد تسعًا وقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مكَث تسعَ سنينَ لم يحُجَّ ثمَّ أذَّن في النَّاسِ في العاشرِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حاجٌّ فقدِم المدينةَ بشَرٌ كثيرٌ كلُّهم يلتمِسُ أنْ يأتَمَّ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويعمَلَ مِثلَ عملِه فخرَجْنا معه حتَّى أتَيْنا ذا الحُليفةِ فولَدَتْ أسماءُ بنتُ عُميسٍ محمَّدَ بنَ أبي بكرٍ فأرسَلَتْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كيف أصنَعُ ؟ فقال: ( اغتسلي واستَثْفِري بثوبٍ وأحرِمي ) فصلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجدِ ثمَّ ركِب القصواءَ حتَّى إذا استَوَت به ناقتُه على البيداءِ نظَرْتُ إلى مَدِّ بصري بينَ يديه مِن راكبٍ وماشي، وعن يمينِه مثلُ ذلك، وعن يسارِه مثلُ ذلك، ومِن خلفِه مثلُ ذلك ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بينَ أظهُرِنا وعليه ينزِلُ القرآنُ وهو يعرِفُ تأويلَه وما عمِل به مِن شيءٍ عمِلْنا به فأهَلَّ بالتَّوحيدِ: ( لبَّيْكَ اللَّهمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريكَ لك لبَّيْكَ إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والمُلكَ لا شريكَ لك ) وأهَلَّ النَّاسُ بهذا الَّذي يُهِلُّونَ به فلم يرُدَّ عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منه شيئًا ولزِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلبيتَه قال جابرٌ: لسنا ننوي إلَّا الحجَّ لسنا نعرِفُ العمرةَ حتَّى أتَيْنا البيتَ معه، استَلَم الرُّكنَ فرمَل ثلاثًا ومشى أربعًا ثمَّ تقدَّم إلى مقامِ إبراهيمَ فقرَأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] فجعَل المقامَ بينَه وبينَ البيتِ فكان أبي يقولُ: - ولا أعلَمُه ذكَره [ إلَّا عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ] - إنَّه كان يقرَأُ في الرَّكعتينِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] ثمَّ رجَع إلى الرُّكنِ فاستلَمه ثمَّ خرَج مِن البابِ إلى الصَّفا فلمَّا دنا مِن الصَّفا قرَأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] ( أبدَأُ بما بدَأ اللهُ به ) فبدَأ بالصَّفا فرقِي عليه حتَّى رأى البيتَ فاستقبَل القِبلةَ ووحَّد اللهَ وكبَّره وقال: ( لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه نجَز وعدَه ونصَر عبدَه وهزَم الأحزابَ وحدَه ) ثمَّ دعا بينَ ذلك، قال مِثْلَ هذا ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ نزَل إلى المروةِ، حتَّى انصبَّت قدماه إلى بطنِ الوادي، سعى، حتَّى إذا صعِد مشى، حتَّى أتى المروةَ ففعَل على المروةِ كما فعَل على الصَّفا حتَّى إذا كان آخِرُ طوافٍ على المروةِ قال: ( لو أنِّي استقبَلْتُ مِن أمري ما استدبَرْتُ لم أسُقِ الهَديَ وجعَلْتُها عمرةً فمَن كان منكم ليس معه هَديٌ فلْيحِلَّ ولْيجعَلْها عمرةً ) فقام سُراقةُ بنُ جُعشُمٍ فقال: يا رسولَ اللهِ ألعامِنا هذا أم للأبدِ ؟ قال: فشبَّك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصابعَه واحدةً في الأخرى وقال: ( دخَلتِ العمرةُ في الحجِّ ( مرَّتينِ ) لا بل لأبدِ الأبدِ لا بل لأبدِ الأبدِ ) وقدِم عليٌّ مِن اليمنِ ببُدْنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوجَد فاطمةَ ممَّن قد حلَّ ولبِسَت ثيابَ صِبغٍ واكتحَلَت فأنكَر ذلك عليها فقالت: أبي أمَرني بهذا قال: فكان عليٌّ يقولُ بالعراقِ: فذهَبْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُحرِّشًا على فاطمةَ للَّذي صنَعَتْ وأخبَرْتُه أنِّي أنكَرْتُ ذلك عليها فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( صدَقَتْ، ما قُلْتَ حينَ فرَضْتَ الحجَّ ؟ ) قال: قُلْتُ: اللَّهمَّ إنِّي أُهِلُّ بما أهَلَّ به رسولُك قال: ( فإنَّ معي الهَديَ فلا تحِلَّ ) قال: فكان جماعةُ الهَديِ الَّذي قدِم به عليٌّ مِن اليَمنِ والَّذي أتى به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مئةً قال: فحلَّ النَّاسُ كلُّهم وقصَّروا إلَّا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومَن كان معه هَديٌ فلمَّا كان يومُ التَّرويةِ توجَّهوا إلى منًى فأهَلُّوا بالحجِّ، ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى بها الظُّهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والصُّبحَ ثمَّ مكَث قليلًا حتَّى طلَعتِ الشَّمسُ وأمَر بقبَّةٍ مِن شَعَرٍ فضُرِبت له بنَمِرةَ، فسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تشُكُّ قريشٌ إلَّا أنَّه واقفٌ عندَ المشعَرِ الحرامِ كما كانت قريشٌ تصنَعُ في الجاهليَّةِ فأجاز رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى أتى عرفةَ فوجَد القُبَّةَ قد ضُرِبت له بنَمِرةَ فنزَل بها حتَّى إذا زاغتِ الشَّمسُ أمَر بالقصواءِ فرُحِلت له فأتى بطنَ الوادي يخطُبُ النَّاسَ ثمَّ قال: ( إنَّ دماءَكم وأموالَكم حرامٌ عليكم كحُرمةِ يومِكم هذا في شهرِكم هذا في بلدِكم هذا ألَا كلُّ شيءٍ مِن أمرِ الجاهليَّةِ تحتَ قدَميَّ موضوعٌ ودماءُ الجاهليَّةِ موضوعةٌ وإنَّ أوَّلَ دمٍ أضَعُ مِن دمائِنا دمُ ابنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ وكان مسترضَعًا في بني ليثٍ فقتَلَتْه هُذيلٌ، وربا الجاهليَّةِ موضوعٌ وأوَّلُ ربًا أضَعُ ربا العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ فإنَّه موضوعٌ كلُّه فاتَّقوا اللهَ في النِّساءِ فإنَّكم أخَذْتُموهنَّ بأمانِ اللهِ واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ ولكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرشَكم أحدًا تكرَهونَه فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبرِّحٍ ولهنَّ عليكم رزقُهنَّ وكسوتُهنَّ بالمعروفِ وقد ترَكْتُ فيكم ما لنْ تضِلُّوا بعدَه إنِ اعتصَمْتُم به: كتابَ اللهِ، وأنتم تُسأَلونَ عنِّي فما أنتم قائلونَ ؟ ) قالوا: نشهَدُ أنْ قد بلَّغْتَ وأدَّيْتَ ونصَحْتَ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأُصبُعِه السَّبَّابةِ يرفَعُها إلى السَّماءِ وينكُتُها إلى النَّاسِ: ( اللَّهمَّ اشهَدْ ) - ثلاثَ مرَّاتٍ - ثمَّ أذَّن ثمَّ أقام فصلَّى الظُّهرَ ثمَّ أقام فصلَّى العصرَ ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا ثمَّ ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى أتى الموقفَ فجعَل باطنَ ناقتِه القصواءِ إلى الصَّخَراتِ وجعَل حبلَ المُشاةِ بينَ يديه فاستقبَل القِبلةَ فلم يزَلْ واقفًا حتَّى غرَبتِ الشَّمسُ وذهَبتِ الصُّفرةُ قليلًا وغاب القرصُ أردَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أسامةَ خلْفَه ودفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقد شنَق للقصواءِ الزِّمامَ حتَّى إنَّ رأسَها لَيُصيبُ مَورِكَ رَحلِه ويقولُ بيدِه اليُمنى: ( أيُّها النَّاسُ السَّكينةَ السَّكينةَ ) كلَّما أتى حبلًا مِن الحبالِ أرخى لها قليلًا حتَّى تصعَدَ حتى أتى المزدَلِفةَ فصلَّى بها المغربَ والعشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ ولم يُسبِّحْ بينهما شيئًا ثم اضطجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى طلَع الفجرُ فصلَّى الفجرَ حتَّى تبيَّن له الصُّبحُ بأذانٍ وإقامةٍ ثمَّ ركِب القصواءَ حتَّى أتى المشعَرَ الحرامَ فاستقبَل القِبلةَ فدعاه وكبَّره وهلَّله ووحَّده فلم يزَلْ واقفًا حتَّى أسفَر جدًّا، دفَع قبْلَ أنْ تطلُعَ الشَّمسُ وأردَف الفضلَ بنَ العبَّاسِ وكان رجُلًا حسَنَ الشَّعرِ أبيضَ وسيمًا فلمَّا دفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّت ظُعُنٌ يجرينَ فطفِق الفضلُ ينظُرُ إليهنَّ فوضَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه على وجهِ الفضلِ فحوَّل الفضلُ وجهَه مِن الشِّقِّ الآخَرِ فحوَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه إلى الشِّقِّ الآخَرِ على وجهِ الفضلِ فصرَف وجهَه مِن الشِّقِّ الآخَرِ حتَّى أتى محسِّرًا فحرَّك قليلًا ثمَّ سلَك الطَّريقَ الوسطى الَّتي تخرُجُ إلى الجمرةِ الكبرى حتَّى أتى الجمرةَ فرماها بسبعِ حصَياتٍ يُكبِّرُ مع كلِّ حصاةٍ منها، مثلِ حصا الخَذْفِ، رمى مِن بطنِ الوادي ثمَّ انصرَف إلى المنحَرِ فنحَر ثلاثًا وستِّينَ بيدِه ثمَّ أعطى عليًّا رضوانُ اللهِ عليه فنحَر ما غبَر منها وأشرَكه في هَديِه وأمَر مِن كلِّ بدَنةٍ ببَضعةٍ فجُعِلت في قِدرٍ فطُبِخت فأكَلا مِن لحمِها وشرِبا مِن مرَقِها ثمَّ ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأفاض إلى البيتِ فصلَّى بمكَّةَ الظُّهرَ فأتى بني عبدِ المطَّلبِ يستَقُون على زمزمَ فقال: ( انزِعوا يا بني عبدِ المطَّلبِ فلولا أنْ يغلِبَكم النَّاسُ على سقايتِكم لنزَعْتُ معكم ) فناوَلوه دلوًا فشرِب منه
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3944 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

34 - حينَ قال لها أهلُ الإفكِ ما قالوا فبرَّأها اللهُ، وكلٌّ حدَّثني بطائفةٍ مِن الحديثِ، وبعضُهم أوعى لحديثِها مِن بعضٍ وأسَدُّ اقتصاصًا، وقد وعَيْتُ مِن كلِّ واحدٍ الحديثَ الَّذي حدَّثني به، وبعضُهم يُصدِّقُ بعضًا، ذكَروا أنَّ عائشةَ قالت: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أنْ يخرُجَ سفرًا أقرَع بينَ نسائِه فأيَّتُهنَّ خرَج سهمُها خرَج بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم معه، قالت: فأقرَع بينَنا في غزوةٍ غزاها فخرَج سهمي فخرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وذلك بعدَ أنْ أُنزِل الحجابُ فأنا أُحمَلُ في هَودجي وأنزِلُ فيه مسيرَنا حتَّى إذا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن غزوتِه تلك وقفَل ودنَوْنا مِن المدينةِ آذَن بالرَّحيلِ ليلةً فقُمْتُ [ حينَ آذَنوا ] في الرَّحيلِ، فمشَيْتُ حتَّى جاوَزْتُ الجيشَ فلمَّا قضَيْتُ شأني رجَعْتُ فلمَسْتُ صدري فإذا عِقدٌ مِن جَزْعِ ظَفارِ قد وقَع فرجَعْتُ فالتمَسْتُ عِقدي فحبَسني ابتغاؤُه وأقبَل الرَّهطُ الَّذينَ يرحَلونَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحمَلوا هَودجي ورحَلوه على البعيرِ الَّذي كُنْتُ أركَبُ وهم يحسَبون أنِّي فيه قالت عائشةُ: وكان النِّساءُ إذ ذاك خِفافًا لم يغشَهنَّ اللَّحمُ فرحَلوه ورفَعوه فلمَّا بعَثوا وسار الجيشُ وجَدْتُ عِقدي بعدَما استمرَّ الجيشُ فجِئْتُ منازلَهم وليس بها داعي ولا مجيبٌ، فأقَمْتُ منزلي الَّذي كُنْتُ فيه فبَيْنا أنا جالسةٌ غلَبتْني عيني فنِمْتُ وكان صفوانُ بنُ المعطَّلِ السُّلَميُّ ثمَّ الذَّكوانيُّ عرَّس فأدلَج فأصبَح عندَ منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ فعرَفني حينَ رآني وكان رآني قبْلَ أنْ ينزِلَ الحجابُ فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفني فخمَّرْتُ وجهي بجلبابي واللهِ ما كلَّمني بكلمةٍ ولا سمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه حتَّى أناخ راحلتَه فوطِئ على يدِها فركِبْتُه ثمَّ انطلَق يقودُ بي الرَّاحلةَ حتَّى أتَيْنا الجيشَ بعدَما نزَلوا موغِرينَ في نحرِ الظَّهيرةِ فهلَك في شأني مَن هلَك، وكان الَّذي تولَّى كِبْرَه منهم عبدُ اللهِ بنُ أُبَيِّ ابنِ سلولٍ فقدِمْتُ المدينةَ فاشتكَيْتُ حينَ قدِمْتُها شهرًا والنَّاسُ يُفيضونَ في قولِ أهلِ الإفكِ ولا أشعُرُ بشيءٍ مِن ذلك وهو يُريبُني مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنِّي لا أرى منه اللُّطفَ الَّذي كُنْتُ أراه منه حينَ أشتكي إنَّما يدخُلُ عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيقولُ: ( كيف تِيكُم ؟ ) فيُريبُني ذلك ولا أشعُرُ حتَّى خرَجْتُ بعدَما نقَهْتُ مِن مرَضي ومعي أمُّ مِسطَحٍ قِبَلَ المَناصِعِ وهي مُتبرَّزُنا ولا نخرُجُ إلَّا ليلًا إلى ليلٍ وذلك أنَّا نكرَهُ أنْ نتَّخذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا، وأمرُنا أمرُ العربِ الأُوَلِ في التَّبرُّزِ، وكنَّا نتأذَّى بالكُنُفِ قُرْبَ بيوتِنا فانطلَقْتُ ومعي أمُّ مِسطَحٍ وهي بنتُ أبي رُهمِ بنِ المطَّلبِ بنِ عبدِ منافٍ، وأمُّها بنتُ صخرِ بنِ عامرٍ خالةِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، وابنُها مِسطَحُ بنُ أُثاثةَ بنِ عبَّادِ بنِ المطَّلبِ، فأقبَلْنا حينَ فرَغْنا مِن شأنِنا لنأتيَ البيتَ فعثَرتْ أمُّ مِسطَحٍ في مِرطِها فقالت: تعِس مِسطَحٌ فقُلْتُ لها: بئس ما قُلْتِ، أتسُبِّينَ رجلًا قد شهِد بدرًا ؟! فقالت: أيْ هَنتاه، أوَلم تسمَعي ما قال ؟ قُلْتُ: وما قال فأخبَرتْني بقولِ أهلِ الإفكِ فازدَدْتُ مرضًا إلى مرَضي ورجَعْتُ إلى بيتي فدخَل عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسلَّم ثمَّ قال: ( كيف تِيكُم ؟ ) فقُلْتُ: أتأذَنُ لي أنْ آتيَ أبوَيَّ ؟ وأنا حينَئذٍ أُريدُ أنْ أتيقَّنَ الخبَرَ مِن قِبَلِهما فأذِن لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجِئْتُ أبويَّ فقُلْتُ لأمِّي: يا أمَّتاه ما يتَّحدثُ النَّاسُ ؟ قالت: أيْ بنيَّةُ هوِّني عليكِ فواللهِ لَقَلَّ امرأةٌ وضيئةٌ كانت عندَ رجلٍ يُحِبُّها ولها ضرائرُ إلَّا أكثَرْنَ عليها قالت: فقُلْتُ: سبحانَ اللهِ أوَتحدَّث النَّاسُ بذلك ؟ ! قالت: فمكَثْتُ تلك اللَّيلةَ لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ، أُصبِحُ وأبكي ودعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليَّ بنَ أبي طالبٍ وأسامةَ بنَ زيدٍ وهو حينَئذٍ يُريدُ أنْ يستشيرَهما في فِراقِ أهلِه وذلك حينَ استَلْبَث الوحيُ فأمَّا أسامةُ بنُ زيدٍ فأشار على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالَّذي يعلَمُ مِن براءةِ أهلِه وما له في نفسِه لهم مِن الوُدِّ فقال: هم أهلُك ولا نعلَمُ إلَّا خيرًا وأمَّا عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضوانُ اللهِ عليه فقال: لم يُضيِّقِ اللهُ عليك والنِّساءُ سواها كثيرٌ وإنْ تسأَلِ الجاريةَ تصدُقْكَ قالت: فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَريرةَ فقال: ( أيْ بَريرةُ، هل رأَيْتِ مِن عائشةَ شيئًا يُريبُكِ ؟ ) قالت بَريرةُ: يا رسولَ اللهِ والَّذي بعَثك بالحقِّ ما رأَيْتُ عليها أمرًا قطُّ أغمضه عليها أكثرَ مِن أنَّها جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ تنامُ عن عجينِ أهلِها فيدخُلُ الدَّاجنُ فيأكُلُه فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستعذَر مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ ابنِ سلولٍ فقال وهو على المنبرِ: ( يا معشرَ المسلِمينَ مَن يعذِرُني مِن رجلٍ بلَغ أذاه في أهلِ بيتي ؟ فواللهِ ما علِمْتُ مِن أهلي إلَّا خيرًا ولقد ذكَروا رجلًا ما علِمْتُ منه إلَّا خيرًا وما كان يدخُلُ على أهلي إلَّا معي ) فقام سعدُ بنُ معاذٍ الأنصاريُّ فقال: أنا أعذِرُك منه يا رسولَ اللهِ إنْ كان مِن الأوسِ ضرَبْنا عُنقَه وإنْ كان مِن الخزرجِ أمَرْتَنا ففعَلْنا أمرَك فقام سعدُ بنُ عُبادةَ وهو سيِّدُ الخزرجِ وكان رجلًا صالحًا ولكنِ احتمَلتْه الحميَّةُ فقال: واللهِ ما تقتُلُه ولا تقدِرُ على قتلِه فقام أُسيدُ بنُ حُضيرٍ وهو ابنُ عمِّ سعدِ بنِ مُعاذٍ فقال: كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لنقتُلَنَّه فإنَّك منافقٌ تجادِلُ عن المنافقينَ فثار الحيَّانِ: الأوسُ والخزرجُ حتَّى همُّوا أنْ يقتتِلوا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخفِّضُهم حتَّى سكَتوا وسكَت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبكَيْتُ يومي لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحلُ بنومٍ وأبواي يظنُّانِ أنَّ البكاءَ فالقٌ كبِدي فبينما هما جالسانِ عندي إذ استأذَنتْ عليَّ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأذِنْتُ لها فجلَستْ معي فبينما نحنُ على حالِنا ذلك إذ دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسلَّم ثمَّ جلَس ولم يكُنْ جلَس قبْلَ يومي ذلك مذُ كان مِن أمري ما كان ولبِث شهرًا لا يُوحى إليه قالت: فتشهَّد ثمَّ قال: ( أمَّا بعدُ فقد بلَغني يا عائشةُ عنكِ كذا وكذا فإنْ كُنْتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ اللهُ وإنْ كُنْتِ ألمَمْتِ بذنبٍ فاستغفِري اللهَ وتوبي فإنَّ العبدَ إذا اعترَف بالذَّنبِ ثمَّ تاب تاب اللهُ عليه ) فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مقالتَه قلَص دمعي حتَّى ما أُحِسُّ منه بقطرةٍ فقُلْتُ لأبي: أجِبْ عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: واللهِ ما أدري ما أقولُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لأمِّي: أجيبي عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: واللهِ لا أدري ما أقولُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ فقُلْتُ ] ـ وأنا جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ لا أقرَأُ كثيرًا مِن القرآنِ: إنِّي واللهِ لقد عرَفْتُ أنَّكم سمِعْتُم بذاك حتَّى استقرَّ في أنفسِكم وصدَّقْتُم به فإنْ قُلْتُ لكم: إنِّي بريئةٌ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لم تُصدِّقوني وإنِ اعترَفْتُ لكم بأمرٍ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لتُصَدِّقوني وإنِّي واللهِ لا أجِدُ مثَلي ومَثَلَكم إلَّا كما قال أبو يوسفَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثمَّ تحوَّلْتُ فاضطجَعْتُ على فراشي وأنا واللهِ حينَئذٍ أعلَمُ أنِّي بريئةٌ وأنَّ اللهَ جلَّ وعلا يُبرِّئُني ببراءتي ولكنْ لم أظُنَّ أنَّ اللهَ جلَّ وعلا يُنزِلُ في شأني وحيًا يُتلَى ولَشأني كان أحقَرَ في نفسي مِن أنْ يتكلَّمَ اللهُ جلَّ وعلا فيَّ بأمرٍ يُتلى ولكنْ أرجو أنْ يرى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في منامِه رؤيا يُبرِّئُني اللهُ بها قالت: فواللهِ ما رام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مجلسَه ولا خرَج مِن البيتِ أحدٌ حتَّى أنزَل اللهُ على نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخَذه ما كان يأخُذُه مِن البُرحاءِ عندَ الوحيِ مِن ثِقَلِ القولِ الَّذي أُنزِل عليه فلمَّا سُرِّي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان أوَّلَ كلمةٍ تكلَّم بها أنْ قال: ( يا عائشةُ أمَا واللهِ فقد برَّأكِ اللهُ ) فقالت لي أمِّي: قومي إليه فقُلْتُ: واللهِ لا أقومُ إليه ولا أحمَدُ إلَّا اللهَ الَّذي هو أنزَل براءتي فأنزَل اللهُ: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] العشْرَ الآياتِ، قالت: فأنزَل اللهُ هذه الآياتِ في براءتي وكان أبو بكرٍ رضوانُ اللهِ عليه يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقرابتِه منه وفقرِه فقال: واللهِ لا أُنفِقُ عليه أبدًا بعدَ الَّذي قال لعائشةَ ما قال فأنزَل اللهُ {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ: واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالنَّفقةِ الَّتي كان يُنفِقُ عليه فقال: واللهِ لا أنزِعُها منه أبدًا قالت: وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جحشٍ عن أمري: ( ما علِمْتِ وما رأَيْتِ ؟ ) فقالت: أحمي سمعي وبصري ما علِمْتُ إلَّا خيرًا قالت: وهي الَّتي كانت تُساميني مِن أزواجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فعصَمها اللهُ بالورَعِ وطفِقتْ أختُها حَمنةُ بنتُ جحشٍ تُحارِبُ لها فهلَكتْ فيمَن هلَك قال الزُّهريُّ: فهذا ما انتهى إليَّ مِن أمرِ هؤلاء الرَّهطِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4212 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما | شرح حديث مشابه

35 - قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مرضِه : ( ودِدْتُ أنَّ عندي بعضَ أصحابي ) قالت : فقُلْنا : يا رسولَ اللهِ ألا ندعو لك أبا بكرٍ ؟ فسكَت قُلْنا : عُمَرُ ؟ فسكَت قُلْنا : علِيٌّ ؟ فسكَت قُلْنا : عُثمانُ ؟ قال : ( نَعم ) قالت : فأرسَلْنا إلى عُثمانَ قال : فجعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكلِّمُه ووجهُه يتغيَّرُ قال قيسٌ : فحدَّثني أبو سهلةَ أنَّ عُثمانَ قال يومَ الدَّارِ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عهِد إليَّ [ عهدًا ] وأنا صابرٌ عليه قال قيسٌ : كانوا يرَوْنَ أنَّه ذلك اليومُ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6918 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

36 - جاءتْ خيلُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أو رُسُلُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأخَذوا عمَّتي وناسًا فلمَّا أتَوْا بهم النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصُفُّوا له قالت : يا رسولَ اللهِ نأى الوافدُ وانقطَع الولَدُ وأنا عجوزٌ كبيرةٌ ما بي مِن خِدمةٍ فمُنَّ علَيَّ مَنَّ اللهُ عليكَ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ومَن وافِدُكِ ) ؟ قالت : عَديُّ بنُ حاتمٍ قال : ( الَّذي فرَّ مِن اللهِ ورسولِه ) ؟ قالت : فمُنَّ علَيَّ قالت : فلمَّا رجَع ورجلٌ إلى جَنبِه تَرى أنَّه علِيٌّ قال : سَلِيه حُمْلانًا قالت : فسأَلْتُه فأمَر لها قالت : فأتَيْتُه فقُلْتُ : لقد فعَلْتَ فَعلةً ما كان أبوكَ يفعَلُها فَأْتِه راغبًا أو راهبًا فقد أتاه فلانٌ فأصاب منه وأتاه فلانٌ فأصاب منه فأتَيْتُه فإذا عندَه امرأةٌ وصَبيَّانِ - أو صبيٌّ - ذكَرَ قُرْبَهم مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فعلِمْتُ أنَّه ليس بملِكِ كِسرى ولا قيصَرَ فقال لي : يا عديُّ بنَ حاتمٍ : ( ما أفَرَّكَ أنْ تقولَ : لا إلهَ إلَّا اللهُ فهل مِن إلهٍ إلَّا اللهُ ما أفَرَّكَ مِن أنْ تقولَ : اللهُ أكبَرُ فهل مِن شيءٍ أكبَرُ مِن اللهِ ) ؟ قال : فأسلَمْتُ ورأَيْتُ وجهَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدِ استبشَر وقال : ( إنَّ {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] اليهودُ، و{الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] النَّصارى )
الراوي : عدي بن حاتم الطائي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7206 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] عباد بن حبيش، لم يوثقه غير المؤلف، ولم يرو عنه غير سماك، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك، فمن رجال مسلم

37 - أتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أستعينُه في دَيْنٍ كان على أبي فقال : ( آتيكم ) فقُلْتُ للمرأةِ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأتينا فإيَّاكِ أنْ تُكلِّميه أو تُؤذِيه قال : فأتى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذبَحْتُ له داجِنًا كان لنا قال : ( يا جابرُ كأنَّكَ علِمْتَ حُبَّنا اللَّحمَ ) ؟ فلمَّا خرَج قالتِ له المرأةُ : يا رسولَ اللهِ : صَلِّ علَيَّ وعلى زَوْجي قال : ففعَل فقال لها : ألَمْ أقُلْ لكِ ؟ فقالت : رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يدخُلُ بيتي ويخرُجُ ولا يُصلِّي علينا ؟!
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 984 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

38 - كنَّا في سفرٍ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كنَّا في آخِرِ اللَّيلِ وقَعْنا تلك الوقعةَ - ولا وقعةَ أحلى عندَ المسافرِ منها - فما أيقَظَنا إلَّا حرُّ الشَّمسِ فاستيقَظ فلانٌ وفلانٌ - كان يُسمِّيهم أبو رجاءٍ ونسيهم عوفٌ - ثمَّ عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه الرَّابعُ وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا نام لم يوقَظْ حتَّى يكونَ هو يستيقظُ لأنَّا لا ندري ما يحدُثُ له في النَّومِ فلمَّا استيقَظ عمرُ رضوانُ اللهِ عليه ورأى ما أصاب النَّاسَ وكان رجُلًا جليدًا فكبَّر ورفَع صوتَه بالتَّكبيرِ فما زال يُكبِّرُ ويرفَعُ صوتَه بالتَّكبيرِ حتَّى استيقَظ بصوتِه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا استيقَظ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شكَوْا إليه الَّذي أصابهم فقال: ( لا يضيرُ، فارتحِلوا ) وارتحَل فسار غيرَ بعيدٍ ثمَّ نزَل فدعا بالوَضوءِ فتوضَّأ فنودي بالصَّلاةِ فصلَّى بالنَّاسِ فلمَّا انفتَل مِن صلاتِه فإذا هو برجلٍ معتزلٍ لم يُصَلِّ مع القومِ فقال: ( ما منَعك يا فلانُ أنْ تُصلِّيَ مع القومِ ) ؟ فقال: يا رسولَ اللهِ أصابَتْني جنابةٌ ولا ماءَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( عليك بالصَّعيدِ فإنَّه يكفيكَ ) ثم سار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فشكا النَّاسُ إليه العطشَ فدعا فلانًا - كان يُسمِّيه أبو رجاءٍ ونسيه عوفٌ - ودعا عليًّا رضوانُ اللهِ عليه وقال لها: أين الماءُ ؟ فقالت: عهدي بالماءِ أمسِ هذه السَّاعةَ، ونفَرُنا خُلوفٌ، قالا لها: انطلِقي قالت إلى أين ؟ قالا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت: هذا الَّذي يُقالُ له: الصَّابي ؟ قالا: هو الَّذي تعنينَ فانطلِقي وجاءا بها إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستنزَلوها عن بعيرِها ودعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بإناءٍ فأفرَغ فيه مِن أفواهِ المَزادتينِ أو السَّطيحتينِ وأوكأَ أفواهَهما وأطلَق العَزاليَ، ونُودي في النَّاسِ: أنِ استَقوا واسقوا قال: فسقى مَن شاء واستقى مَن شاء وكان آخِرَ ذلك أنْ أعطى الَّذي أصابَتْه الجنابةُ إناءً مِن ماءٍ وقال: ( اذهَبْ فأفرِغْه عليك ) قال: وهي قائمةٌ تنظُرُ إلى ما يُفعَلُ بمائِها قال: وايمُ اللهِ لقد أُقلِع عنها حينُ أُقلِع وإنَّه لَيُخيَّلُ لنا أنَّها أشدُّ مَلْأً منها حينَ ابتُدِئ فيها فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( اجمَعوا لها طعامًا ) قال: فجُمِع لها مِن عجوةٍ ودقيقةٍ وسويقةٍ حتَّى جمَعوا لها طعامًا كثيرًا وجعَلوه في ثوبٍ وحمَلوها على بعيرِها ووضَعوا الثَّوبَ بينَ يديها قال: فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( تعلمينَ أنَّا واللهِ ما رَزَأْنا مِن مائِكِ شيئًا، ولكنَّ اللهَ هو سقانا ) فأتَتْ أهلَها وقد احتَبَست عنهم فقالوا: ما حبَسكِ يا فلانةُ ؟ قالت: العَجبُ، لقيني رجلانِ فذهبا بي إلى هذا الَّذي يُقالُ له: الصَّابي، ففعَل بي كذا وكذا - الَّذي قد كان - واللهِ إنَّه لأسحَرُ مَن بينَ هذه إلى هذه - وقالت بأُصبعيها السَّبَّابةِ والوسطى فرفَعَتْهما إلى السَّماءِ والأرضِ - أو إنَّه لَرسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حقًّا قال: فكان المسلِمونَ بعدُ يُغيرونَ على مَن حولَها مِن المشركينَ ولا يُصيبونَ الصِّرمَ الَّذي هي فيه، قالت يومًا لقومِها: ما أرى هؤلاء القومَ يدَعونَكم إلَّا عمدًا فهل لكم في الإسلامِ ؟ فأطاعوها فدخَلوا في الإسلامِ
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1302 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما سوى مسدد، فإنه من رجال البخاري | شرح حديث مشابه

39 - دعاه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( إنَّه قد بلَغني أنَّ ابنَ سُفيانَ بنِ نُبَيحٍ الهُذَليَّ جمَع لي النَّاسَ لِيغزوَني وهو بنَخْلةَ أو بعُرَنةَ فَأْتِه ) قال : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ انعَتْه لي حتَّى أعرِفَه قال : ( آيةُ ما بَيْنَك وبَيْنَه أنَّكَ إذا رأَيْتَه وجَدْتَ له إِقْشَعريرةً ) قال : فخرَجْتُ متوشِّحًا بسيفي حتَّى دُفِعْتُ إليه وهو في ظُعُنٍ يرتادُ لهنَّ منزِلًا حينَ كان وقتُ العصرِ فلمَّا رأَيْتُه وجَدْتُ ما وصَف لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الإِقْشَعريرةِ فأخَذْتُ نحوَه وخشيتُ أنْ يكونَ بَيْني وبَيْنَه محاولةٌ تشغَلُني عنِ الصَّلاةِ فصلَّيْتُ وأنا أمشي نحوَه وأُومئُ برأسي فلمَّا انتهَيْتُ إليه قال : ممَّنِ الرَّجُلُ ؟ قُلْتُ : رجُلٌ مِن العرَبِ سمِع بكَ وبجَمْعِكَ لهذا الرَّجُلِ فجاء لذلكَ قال : فقال : أنا في ذلكَ فمشَيْتُ معه شيئًا حتَّى إذا أمكَنني حمَلْتُ عليه بالسَّيفِ حتَّى قتَلْتُه ثمَّ خرَجْتُ وترَكْتُ ظعائنَه مُنكبَّاتٍ عليه فلمَّا قدِمْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورآني قال : ( قد أفلَح الوجهُ ) قُلْتُ : قتَلْتُه يا رسولَ اللهِ قال : ( صدَقْتَ ) قال : ثمَّ قام معي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأدخَلني بيتَه وأعطاني عصًا فقال : ( أمسِكْ هذه العصَا عندَكَ يا عبدَ اللهِ بنَ أُنَيْسٍ ) قال : فخرَجْتُ بها على النَّاسِ فقالوا : ما هذه العصَا ؟ قُلْتُ : أعطانيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأمَرني أنْ أُمسِكَها قالوا : أفلا ترجِعُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتسأَلَه لِمَ ذلكَ ؟ قال : فرجَعْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ لِمَ أعطَيْتَني هذه العصَا ؟ قال : ( آيةٌ بَيْني وبَيْنَكَ يومَ القيامةِ إنَّ أقلَّ النَّاسِ المُتخِّصرونَ يومَئذٍ ) فقرَنها عبدُ اللهِ بسَيفِه فلَمْ تزَلْ معه حتَّى إذا مات أمَر بها فضُمَّتْ معه في كفنِه ثمَّ دُفِنا جميعًا
الراوي : عبدالله بن أنيس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7160 | خلاصة حكم المحدث : [رجاله ثقات غير ابن عبد الله بن أنيس، فقد ذكره ابن حبان في (الثقات)، وابن أبي حاتم، والبخاري في (تاريخه) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا]

40 - كنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سفرٍ وإنَّا سِرْنا ليلةً حتَّى إذا كان مِن آخِرِ اللَّيلِ وقَعْنا تلك الوقعةَ - ولا وقعةَ أحلى عند المسافرِ منها - فما أيقَظَنا إلَّا حرُّ الشَّمسِ قال: وكان أوَّلَ مَن استيقَظ فلانٌ ثمَّ فلانٌ ثمَّ فلانٌ - وكان يُسمِّيهم أبو رجاءٍ ونسيهم عوفٌ - ثمَّ عمرُ بنُ الخطَّابِ الرَّابعُ قال: وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا نام لم نوقِظْه حتَّى يكونَ هو يستيقظُ لأنَّا لا ندري ما يحدُثُ له في نومِه قال: فلمَّا استيقَظ عمرُ ورأى ما أصاب النَّاسَ قال: وكان رجلًا أجوفَ جليدًا قال: فكبَّر ورفَع صوتَه فما زال يُكبِّرُ ويرفَعُ صوتَه بالتَّكبيرِ حتَّى استيقَظ بصوتِه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا استيقَظ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شكَوُا الَّذي أصابهم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( لا ضيرَ - أو لا يضيرُ - ارتحِلوا ) فسار غيرَ بعيدٍ ثمَّ نزَل فدعا بماءٍ فتوضَّأ ونودي بالصَّلاةِ فصلَّى بالنَّاسِ فلمَّا انفتَل مِن صلاتِه إذا هو برجلٍ معتزلٍ لم يُصَلِّ مع القومِ قال: ( ما منَعك يا فلانُ أنْ تُصلِّيَ مع القومِ ) ؟ قال: يا رسولَ اللهِ أصابتني جنابةٌ ولا ماءَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( عليك بالصَّعيدِ فإنَّه يكفيكَ ) ثمَّ سار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاشتكى إليه النَّاسُ العطشَ قال: فنزَل فدعا فلانًا - وكان يُسمِّيه أبو رجاءٍ ونسيه عوفٌ - ودعا عليًّا فقال: ( اذهَبا فابغيا لنا الماءَ ) فلقيا امرأةً بينَ مَزادتينِ أو سَطيحتينِ مِن ماءٍ على بعيرٍ لها فقالا لها: أين الماءُ ؟ قالت: عهدي بالماءِ أمسِ هذه السَّاعةَ، ونفَرُنا خُلوفٌ قال: فقالا لها: انطلِقي إذًا، قالت: إلى أين ؟ قالا: إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت: هذا الَّذي يُقالُ له: الصَّابي ؟ قالا: هو الَّذي تعنينَ فانطلِقي إذًا، فجاءا بها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحدَّثاه الحديثَ قال: فاستنزِلوها عن بعيرِها ودعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بإناءٍ فأُفرِغ فيه مِن أفواه المَزادَتينِ أو السَّطيحتَينِ وأوكَأ أفواهَهما وأطلَق العَزاليَ ونودي في النَّاسِ أنِ استَقوا واسقوا قال: فسقى مَن شاء واستقى مَن شاء وكان آخِرَ ذلك أنْ أعطى الَّذي أصابته الجنابةُ إناءً مِن ماءٍ فقال: ( اذهَبْ فأفرِغْه عليك ) قال: وهي قائمةٌ تنظُرُ إلى ما يُفعَلُ بمائِها قال: وايمُ اللهِ لقد أُقلِع عنها حينَ أُقلِع وإنَّه لَيُخيَّلُ لنا أنَّها أشدُّ مَلْأً منها حين ابتُدِئ فيها، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( اجمَعوا لها طعامًا ) قال: فجُمِع لها مِن بينِ عجوةٍ ودقيقةٍ وسويقةٍ حتَّى جمَعوا لها طعامًا كثيرًا وجعَلوه في ثوبٍ وحمَلوها على بعيرِها ووضَعوا الثَّوبَ بينَ يدَيْها قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( تعلَمينَ أنَّا واللهِ ما رَزِئْنا مِن مائِك شيئًا ولكنَّ اللهَ هو سقانا ) قال: فأتَتْ أهلَها وقد احتَبَست عليهم فقالوا: ما حبَسكِ يا فلانةُ ؟ قالت: العجبُ، لقيني رجلانِ فذهَبا بي إلى هذا الَّذي يُقالُ له: الصَّابي ففعَل بي كذا وكذا الَّذي قد كان، فواللهِ إنَّه لأسحَرُ مَن بينَ هذه إلى هذه، أو إنَّه لَرسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حقًّا قال: فكان المسلمونَ بعدَ ذلك يُغيرون على مَن حولَها مِن المشركينَ ولا يُصيبونَ الصِّرْمَ الَّذي هي فيه فقالت لقومِها: واللهِ هؤلاء القومُ يدَعونَكم عمدًا فهل لكم في الإسلامِ ؟ فأطاعوها فدخَلوا في الإسلامِ
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1301 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما | شرح حديث مشابه

41 - لمَّا قدِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ جمَع نساءَ الأنصارِ في بيتٍ فأرسَل إلينا عمرَ بنَ الخطَّابِ فقام على البابِ فسلَّم علينا فردَدْنا عليه السَّلامَ ثمَّ قال: أنا رسولُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليكنَّ قالت: فقُلْنا مرحبًا برسولِ اللهِ وبرسولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: تُبايعني على ألَّا تُشرِكْنَ باللهِ شيئًا ولا تزنينَ ولا تسرِقْنَ الآيةَ ؟ قالت: فقُلْنا: نَعم قالت: فمدَّ يدَه مِن خارجِ البيتِ ومدَدْنا أيديَنا مِن داخلِ البيتِ ثمَّ قال: اللَّهمَّ اشهَدْ قالت: وأمَرنا بالعيدِ وأنْ تخرج فيه الحُيَّضَ والعُتَّقَ ولا جمعةَ علينا ونهانا عنِ اتِّباعِ الجنازةِ قال إسماعيلُ: فسأَلْتُ جدَّتي عن قولِه: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12] قالت: نهانا عنِ النِّياحةِ
الراوي : أم عطية | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3041 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية، لم يذكر بجرح ولا تعديل، ولم يذكر له غير هذا الحديث

42 - قال أبو موسى لعبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ: لو أنَّ جُنبًا لم يجِدِ الماءَ شهرًا لم يُصَلِّ قال عبدُ اللهِ: لا، قال أبو موسى: أمَا تذكُرُ حينَ قال عمَّارُ بنُ ياسرٍ لعمرَ: يا أميرَ المؤمنينَ ألا تتَّقي اللهَ ألا تذكُرُ حينَ بعَثني وإيَّاك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الإبلِ فأصابَتْني جنابةٌ فتمعَّكْتُ في التُّرابِ فلمَّا رجَعْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبَرْتُه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّما كان يكفيكَ أنْ تقولَ هكذا ) وضرَب بيدِه إلى الأرضِ ومسَح وجهَه وكفَّيْهِ قال عبدُ اللهِ: لا جرَمَ ما رأَيْتُ عمرَ قنِع بذلك قال أبو موسى: فكيف بهذه الآيةِ في سورةِ النِّساءِ {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] فقال عبدُ اللهِ: إنَّا لو رخَّصْنا لهم في ذلك يوشِكُ إذا برَد على جِلدِ أحدِهم الماءُ أنْ يتيمَّمَ قال الأعمشُ: فقُلْتُ لشَقيقٍ: أمَا كان لعبدِ اللهِ غيرُ ذلك ؟ قال: لا
الراوي : شقيق بن سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1305 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

43 - قام يومًا خطيبًا فذكَر في خُطبتِه حديثًا عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال سمُرةُ: بَيْنا أنا وغلامٌ مِن الأنصارِ نرمي غرضًا لنا على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا طلَعَتِ الشَّمسُ فكانت في عينِ النَّاظرِ قِيدَ رمحٍ أو رمحينِ اسودَّتْ فقال أحدُنا لصاحبِه: انطلِقْ بنا إلى مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فواللهِ لتُحدِثَنَّ هذه الشَّمسُ اليومَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أمَّتِه حديثًا قال: فدفَعْنا إلى المسجدِ فوافَقْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ خرَج فاستقام فصلَّى فقام بنا كأطولِ ما قام في صلاةٍ قطُّ لا نسمَعُ له صوتًا ثمَّ قام ففعَل مثلَ ذلك بالرَّكعةِ الثَّانيةِ ثمَّ جلَس فوافَق جلوسُه تجلِّيَ الشَّمسِ فسلَّم وانصرَف فحمِد اللهَ وأثنى عليه وشهِد أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّه عبدُ اللهِ ورسولُه ثمَّ قال: ( يا أيُّها النَّاسُ إنَّما أنا بشَرٌ رسولٌ أُذكِّرُكم باللهِ إنْ كُنْتُم تعلَمونَ أنِّي قصَّرْتُ عن شيءٍ بتبليغِ رسالاتِ ربِّي لَمَا أخبَرْتُموني ) فقال النَّاسُ: نشهَدُ أنَّك قد بلَّغْتَ رسالاتِ ربِّك ونصَحْتَ لأمَّتِك وقضَيْتَ الَّذي عليك
الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2856 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

44 - صلاةٌ في مسجِدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أفضَلُ مِن ألفِ صلاةٍ فيما سواه مِن المساجِدِ إلَّا المسجِدَ الحرامَ فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم آخِرُ الأنبياءِ وإنَّ مسجِدَه آخِرُ المساجِدِ. قال أبو سلَمةَ وأبو عبدِ اللهِ لَمْ نشُكَّ أنَّ أبا هُرَيْرَةَ كان يقولُ عن حديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمنَعَنا ذلكَ أنْ نستثبِتَ أبا هُرَيْرَةَ عن ذلكَ الحديثِ حتَّى إذا تُوفِّي أبو هُرَيْرَةَ تذاكَرْنا ذلكَ وتلاوَمْنا ألَّا نكونَ كلَّمْنا أبا هُرَيْرَةَ في ذلكَ حتَّى يُسنِدَه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنْ كان سمِعه منه فبَيْنَا نحنُ على ذلكَ إذ جالَسْنا عبدَ اللهِ بنَ إبراهيمَ بنِ قارظٍ فذكَرْنا ذلكَ الحديثَ والَّذي فرَّطْنا فيه مِن نصِّ أبي هُرَيْرَةَ فيه فقال لنا عبدُ اللهِ بنُ إبراهيمَ بنِ قارظٍ أشهَدُ أنِّي سمِعْتُ أبا هُرَيْرَةَ يقولُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "فإنِّي آخِرُ الأنبياءِ وإنَّه آخِرُ المساجِدِ"
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1621 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه البخاري (1190) دون قوله: "فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء ..."، ومسلم (1394)

45 - أنه سمِع النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ أنَّه أرسَله مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ بكتابٍ إلى عائشةَ فدفَعه إليها فقالت : ألَا أُحَدِّثُك بحديثٍ سمِعْتُه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قُلْتُ : بلى قالت : إنِّي عندَه ذاتَ يومٍ أنا وحفصةُ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لو كان عندَنا رجُلٌ يُحدِّثُنا ) فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ أبعَثُ إلى أبي بكرٍ يجيءُ فيُحدِّثُنا ؟ قالت : فسكَت فقالت حفصةُ : يا رسولَ اللهِ أبعَثُ إلى عُمَرَ فيجيءُ فيُحدِّثُنا ؟ قالت : فسكَت صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدعا رجُلًا فأسَرَّ إليه بشيءٍ دونَنا فذهَب فجاء عُثمانُ فأقبَل عليه بوجهِه فسمِعْتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( يا عُثمانُ إنَّ اللهَ لعلَّه يُقمِّصُك قميصًا فإنْ أرادوك على خَلْعِه فلا تخلَعْه - ثلاثًا - ) قُلْتُ : يا أمَّ المُؤمِنينَ فأينَ كُنْتِ عنْ هذا الحديثِ ؟ قالت : يا بُنيَّ أُنسِيتُه كأنِّي لَمْ أسمَعْه قطُّ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6915 | خلاصة حكم المحدث : [رجاله رجال الصحيح، غير عبد الله بن قيس اللخمي، ذكره ابن حبان في (الثقات)]

46 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدخُلُ على أمِّ حَرامٍ بنتِ مِلحانَ فتُطعِمُه وكانت أمُّ حَرامٍ تحتَ عُبادَةَ بنِ الصَّامتِ فدخَل عليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا فأطعَمَتْه ثمَّ جلَسَتْ تَفْلي رأسَه فنام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ استيقَظ وهو يضحَكُ قالت : فقُلْتُ : ما يُضحِكُك يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ( ناسٌ مِن أمَّتي عُرِضوا علَيَّ غُزاةً في سبيلِ اللهِ يركَبونَ ثَبَجَ هذا البحرِ مُلوكًا على الأَسِرَّةٍ أو مِثْلَ المُلوكِ على الأَسِرَّةٍ - يشُكُّ أيَّهما - ) قالت : فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يجعَلَني منهم فدعا لها ثمَّ وضَع رأسَه فنام ثمَّ استيقَظ وهو يضحَكُ قالت : فقُلْتُ : ما يُضحِكُك يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ( ناسٌ مِن أمَّتي عُرِضوا علَيَّ غُزاةً في سبيلِ اللهِ ) كما قال في الأُوَلِ قالت : فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يجعَلَني منهم قال : ( أنتِ مِن الأوَّلِينَ ) فركِبَتْ أمُّ حَرامٍ البحرَ في زمانِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفيانَ فصُرِعَتْ عنْ دابَّتِها حينَ خرَجَتْ مِن البحرِ فهلَكَتْ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6667 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | شرح حديث مشابه

47 - لمَّا اعتزَل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نساءَه دخَلْتُ المسجدَ والنَّاسُ ينكُتون بالحصى ويقولون: طلَّق رسولُ اللهِ نساءَه وذلك قبْلَ أنْ يُؤمَرْنَ بالحجابِ فقال عمرُ: لَأعلَمَنَّ ذلك اليومَ، فدخَلْتُ على عائشةَ فقُلْتُ: يا بنتَ أبي بكرٍ لقد بلَغ مِن شأنِك أنْ تؤذي اللهَ ورسولَه قالت: ما لي وما لكَ يا ابنَ الخطَّابِ عليكَ بعَيْبتِكَ فدخَلْتُ على حفصةَ بنتِ عمرَ فقُلْتُ لها: يا حفصةُ لقد بلَغ مِن شأنِكِ أنْ تؤذي اللهَ ورسولَه، ولقد علِمْتِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُحبُّكِ ولولا أنا لطلَّقكِ فبكتْ أشدَّ البكاءِ فقُلْتُ: أين رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: هو في خِزانتِه في المَشرُبةِ فدخَلْتُ فإذا أنا برَباحٍ غلامٍ لرسولِ اللهِ قاعدٍ على أُسكُفَّةِ المَشرُبةِ مُدَلٍّ رِجْليهِ على نَقيرٍ مِن خشَبٍ وهو جِذعٌ يرقى عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وينحدِرُ فنادَيْتُ: يا رَباحُ استأذِنْ لي عندَك على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنظَر إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإنِّي أظُنُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ظنَّ أنِّي جِئْتُ مِن أجلِ حفصةَ واللهِ لئنْ أمَرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بضربِ عنقِها لَأضرِبَنَّ عنقَها ورفَعْتُ صوتي فأومأ إليَّ بيدِه فدخَلْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو مضطجِعٌ على حصيرٍ قال: فجلَسْتُ فإذا عليه إزارٌ ليس عليه غيرُه وإذا الحصيرُ قد أثَّر في جنبِه فنظَرْتُ ببصري في خزانةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا بقبضةٍ مِن شَعيرٍ نحوِ الصَّاعِ ومثلُها قَرظٌ في ناحيةِ الغُرفةِ وإذا أَفيقٌ قال أبو حفصٍ: الأَفيقُ: الإهابُ الَّذي قد ذهَب شَعَرُه ولم يُدبَغْ فابتدرتْ عيناي فقال: ( ما يُبكيكَ يا ابنَ الخطَّابِ ) قُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ وما ليَ لا أبكي وهذا الحصيرُ قد أثَّر في جنبِك وهذه خزانتُك ولا أرى فيها إلَّا ما أرى وذلك قيصرُ وكِسرى في الثِّمارِ والأنهارِ وأنتَ رسولُ اللهِ وصفوتُه وهذه خزانتُك قال: ( يا ابنَ الخطَّابِ ألا ترضى أنْ تكونَ لنا الآخرةُ ولهم الدُّنيا ؟ ) قُلْتُ: بلى فدخَلْتُ عليه وأنا أرى في وجهِه الغضبَ فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ما يشُقُّ عليكَ مِن شأنِ النِّساءِ ؟ فإنْ كُنْتَ طلَّقْتَهنَّ فإنَّ اللهَ وملائكتَه وجبريلَ وميكائيلَ وأنا وأبو بكرٍ معك، وقلَّما تكلَّمْتُ وأحمَدُ اللهَ بكلامٍ إلَّا رجَوْتُ أنْ يكونَ اللهُ يُصدِّقُ قولي وأُنزِلتْ هذه الآيةُ آيةُ التَّخييرِ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5]، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} [التحريم: 4] وكانت عائشةُ وحفصةُ تَظاهرانِ على سائرِ نساءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأنزِلُ فأُخبِرُهنَّ أنَّكَ لم تُطلِّقْهنَّ ؟ قال: ( نَعم إنْ شِئْتَ ) فلم أزَلْ أُحدِّثُه حتَّى تحسَّر الغضبُ عن وجهِه وحتَّى كشَّر فضحِك وكان مِن أحسنِ النَّاسِ ثغرًا فنزَل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونزَلْتُ أتشبَّثُ بالجِذعِ ونزَل كما يمشي على الأرضِ ما يمَسُّه بيدِه فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كُنْتَ في الغرفةِ تسعًا وعشرينَ فقُمْتُ على بابِ المسجدِ فنادَيْتُ بأعلى صوتي: لم يُطلِّقِ النَّبيُّ نساءَه ونزَلتْ هذه الآيةُ {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} [النساء: 83] إلى قولِه {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83] فكُنْتُ أنا استنبَطْتُ ذلك الأمرَ وأنزَل اللهُ آيةَ التَّخييرِ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4188 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن على شرط مسلم | شرح حديث مشابه

48 - مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتي وفي يومي وبَيْنَ سَحْري ونَحْري فدخَل عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرٍ ومعه سواكٌ رَطْبٌ فنظَر إليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فظنَنْتُ أنَّ له فيه حاجةً فأخَذْتُه فلقَطْتُه ومضَغْتُه وطيَّبْتُه ثمَّ دفَعْتُه إليه فاستَنَّ كأحسَنِ ما رأَيْتُه مُستَنًّا قطُّ ثمَّ ذهَب يرفَعُه إليَّ فسقَط مِن يدِه فأخَذْتُ أدعو بدعاءٍ كان يدعو به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا مرِض فلَمْ يَدْعُ به في مرضِه ذلك فرفَع بصرَه إلى السَّماءِ فقال : ( الرَّفيقَ الأعلى الرَّفيقَ الأعلى ) ففاضت نفسُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، الحمدُ للهِ الَّذي جمَع بَيْنَ ريقي وريقِه في آخِرِ يومٍ مِن الدُّنيا
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7116 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | شرح حديث مشابه

49 - أعظمُ الفِريةِ على اللهِ مَن قال : إنَّ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأَى ربَّه وإنَّ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كتَم شيئًا مِن الوحيِ وإنَّ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعلَمُ ما في غدٍ قيل : يا أمَّ المؤمنينَ، وما رآه ؟ قالت : لا إنَّما ذلك جبريلُ رآه مرَّتينِ في صورتِه : مرَّةً ملَأ الأُفقَ ومرَّةً سادًّا أُفقَ السَّماءِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 60 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

50 - سِرْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى نزَلْنا واديًا أَفْيَحَ فذهَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقضي حاجتَه واتَّبَعْتُه بإِداوةٍ مِن ماءٍ فنظَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يَرَ شيئًا لِيستترَ به فإذا شجَرتانِ بشاطئِ الوادي فانطلَق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى إحداهما فأخَذ بغُصنٍ مِن أغصانِها فقال : ( انقادي علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فانقادَتْ معه كالبعيرِ المَخشوشِ الَّذي يُصانِعُ قائدَه حتَّى أتى الشَّجرةَ الأخرى فأخَذ بغُصنٍ مِن أغصانِها فقال : ( انقادي علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فانقادَتْ معه كذلك حتَّى إذا كان النِّصفُ جمَعهما فقال : ( التَئِما علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فالتأَمَتا قال جابرٌ : فخرَجْتُ أُحضِرُ مخافةَ أنْ يُحِسَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقُربي فيتباعَدَ فجلَسْتُ فحانَتْ منِّي لَفتةٌ فإذا أنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُقبِلٌ وإذا الشَّجَرتانِ قد افترَقتا فقامتْ كلُّ واحدةٍ منهما على ساقٍ فرأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقَف وَقفةً فقال برأسِه هكذا يمينًا ويَسارًا ثمَّ أقبَل فلمَّا انتهى إليَّ قال : ( يا جابرُ هل رأَيْتَ مقامي ) ؟ قُلْتُ : نَعم يا رسولَ اللهِ قال : ( فانطلِقْ إلى الشَّجَرتَيْنِ فاقطَعْ مِن كلِّ واحدةٍ منهما غُصنًا فأقبِلْ بهما حتَّى إذا قُمْتَ مقامي أَرسِلْ غُصنًا عن يمينِكَ وغُصنًا عن يسارِك ) قال جابرٌ : فأخَذْتُ حَجرًا فكسَرْتُه فأتَيْتُ الشَّجَرتَيْنِ فقطَعْتُ مِن كلِّ واحدةٍ منهما غُصنًا ثمَّ أقبَلْتُ أجُرُّهما حتَّى إذا قُمْتُ مقامَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرسَلْتُ غُصنًا عن يميني وغُصنًا عن يساري ثمَّ لحِقْتُه فقُلْتُ : قد فعَلْتُ يا رسولَ اللهِ فعَمَّ ذلك ؟ فقال : ( إنِّي مرَرْتُ بقَبرينِ يُعذَّبانِ فأحبَبْتُ بشَفاعتي أنْ يُرفَّهَ عنهما ما دام الغُصنانِ رَطْبَيْنِ ) فأتَيْنا العَسكرَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا جابرُ نادِ بوَضوءٍ ) فقُلْتُ : ألَا وَضوءَ ألَا وَضوءَ ؟ قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ما وجَدْتُ في الرَّكْبِ مِن قَطرةٍ وكان رجُلٌ مِن الأنصارِ يُبرِّدُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أشجابٍ له فقال : ( انطلِقْ إلى فُلانٍ الأنصاريِّ فانظُرْ هل في أشجابِه مِن شيءٍ ) قال : فانطلَقْتُ إليه فنظَرْتُ فيها فلَمْ أجِدْ فيها إلَّا قَطرةً في عَزلاءِ شَجْبٍ منها لو أنِّي أُفرِغُه ما كانت شَربةً فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ لَمْ أجِدْ فيها إلَّا قَطرةً في عَزلاءِ شَجْبٍ منها لو أنِّي أُفرِغُه لَشرِبه يابسُه قال : ( اذهَبْ فَأْتِني به ) فأخَذه بيدِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجعَل يتكلَّمُ بشيءٍ لا أدري ما هو ويغمِزُه بيدِه ثمَّ أعطانيه فقال : ( يا جابرُ نادِ بجَفنةٍ ) فقُلْتُ : يا جَفنةَ الرَّكبِ قال : فأُتِيتُ بها تُحمَلُ فوضَعْتُها بيْنَ يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هكذا وبسَط يدَه في وسَطِ الجَفْنةِ وفرَّق بيْنَ أصابعِه وقال : ( خُذْ يا جابرُ وصُبَّ علَيَّ وقُلْ : بسمِ اللهِ ) فصبَبْتُ عليه وقُلْتُ : بسمِ اللهِ فرأَيْتُ الماءَ يفُورُ مِن بيْنِ أصابعِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى امتلَأتْ قال : ( يا جابرُ نادِ مَن كانت له حاجةٌ بماءٍ ) قال : فأتى النَّاسُ فاستقَوْا حتَّى رَوُوا قال : فقُلْتُ : هل بقي أحَدٌ له حاجةٌ ؟ قال : فرفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه مِن الجَفْنةِ وهي مَلْأى
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6524 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

51 - أنَّ جُلَيْبيبًا كان امرأً مِن الأنصارِ وكان يدخُلُ على النِّساءِ ويتحدَّثُ إليهنَّ قال أبو برزةَ: فقُلْتُ لامرأتي: لا يدخُلَنَّ عليكم جُليبيبٌ قال: فكان أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا كان لأحدِهم أيِّمٌ لم يُزوِّجْها حتَّى يعلَمَ ألِلرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيها حاجةٌ أم لا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ لرجلٍ مِن الأنصارِ: ( يا فلانُ زوِّجْني ابنتَك ) قال: نَعم ونُعمى عينٍ قال: ( إنِّي لسْتُ لنفسي أُريدُها ) قال: فلِمَن ؟ قال: ( لجُلَيبيبٍ ) قال: يا رسولَ اللهِ حتَّى أستأمِرَ أمَّها فأتاها فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ ابنتَكِ قالت: نَعم ونُعمى عينٍ قال: إنَّه ليسَتْ لنفسِه يُريدُها قالت: فلِمَن يُريدُها ؟ قال: لِجُليبيبٍ قالت: حَلْقى، ألِجُليبيبٍ! قالت: لا لَعَمْرُ اللهِ لا أُزوِّجُ جُليبيبًا، فلمَّا قام أبوها ليأتيَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت الفتاةُ مِن خِدرِها لأمِّها: مَن خطَبني إليكما ؟ قالا: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت: أترُدُّونَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمرَه ادفَعوني إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإنَّه لن يُضيِّعَني فذهَب أبوها إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: شأنُكَ بها فزوَّجها جُليبيًا قال حمَّادٌ: قال إسحاقُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي طلحةَ: هل تدري ما دعا لها به ؟ قال: وما دعا لها به ؟ قال: ( اللَّهمَّ صُبَّ الخيرَ عليهما صبًّا ولا تجعَلْ عيشَهما كدًّا ) قال ثابتٌ: فزوَّجها إيَّاه فبَيْنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزاةٍ قال: ( تفقِدونَ مِن أحَدٍ ؟ ) قالوا: لا قال: ( لكنِّي أفقِدُ جُلَيبيبًا فاطلُبوه في القتلى ) فوجَدوه إلى جنبِ سبعةٍ قد قتَلهم ثمَّ قتَلوه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أقتَلَ سبعةً ثمَّ قتَلوه ؟ هذا منِّي وأنا منه ) يقولُها سبعًا، فوضَعه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ساعدَيْه ما له سريرٌ إلَّا ساعدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى وضَعه في قبرِه قال ثابتٌ: وما كان مِن الأنصارِ أيِّمٌ أنفَقَ منها
الراوي : أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4035 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

52 - أنَّ رجلًا أتى عمرَ بنَ الخطَّابِ فقال: إنِّي أجنَبْتُ فلم أجِدِ الماءَ فقال عمرُ: لا تُصَلِّ، فقال عمَّارٌ: أمَا تذكُرُ يا أميرَ المؤمنينَ إذ أنا وأنت في سَريَّةٍ فأجنَبْنا فلم نجِدِ الماءَ فأمَّا أنتَ فلم تُصَلِّ وأمَّا أنا فتمعَّكْتُ في التُّرابِ فصلَّيْتُ فلمَّا أتَيْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذكَرْتُ ذلك له فقال: ( إنَّما كان يكفيك ) وضرَب النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيدِه إلى الأرضِ ثمَّ نفَخ فيهما ومسَح بهما وجهَه وكفَّيهِ
الراوي : عبدالرحمن بن أبزى | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1306 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما | شرح حديث مشابه

53 - أُغمي على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ أفاق فقال: ( أصلَّى النَّاسُ ) ؟ قُلْنا: لا قال: ( مُرُوا أبا بكرٍ فلْيُصَلِّ بالنَّاسِ ) فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّ أبا بكرٍ رجلٌ أسيفٌ إذا قام مقامَك لم يستطِعْ أنْ يُصلِّيَ بالنَّاسِ - قال عاصمٌ: والأسيفُ: الرَّقيقُ الرَّحيمُ - قال: ( مُرُوا أبا بكرٍ أنْ يُصلِّيَ بالنَّاسِ ) قال ذلك - ثلاثَ مرَّاتٍ - كلُّ ذلك أرُدُّ عليه قالت: فصلَّى أبو بكرٍ بالنَّاسِ ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجَد خفَّةً مِن نفسِه فخرَج بينَ بريرةَ ونُوبةَ إنِّي لأنظُرُ إلى نعلَيْهِ تخُطَّانِ في الحصا وأنظُرُ إلى بطونِ قدمَيْهِ فقال لهما: ( أجلِساني إلى جنبِ أبي بكرٍ ) فلمَّا رآه أبو بكرٍ ذهَب يتأخَّرُ فأومأ إليه أنِ اثبُتْ مكانَك فأجلَساه إلى جنبِ أبي بكرٍ قالت: فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي وهو جالسٌ وأبو بكرٍ قائمٌ يُصلِّي بصلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والنَّاسُ يُصلُّونَ بصلاةِ أبي بكرٍ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2118 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | شرح حديث مشابه

54 - أخبِريني عن خُلقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت: ألسْتَ تقرَأُ القرآنَ ؟ قُلْتُ: بلى قالت: خُلُقُ نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان القرآنَ قال: فهمَمْتُ أنْ أقومَ ولا أسأَلَها عن شيءٍ فقُلْتُ: يا أمَّ المؤمنينَ أنبِئيني عن قيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت: ألسْتَ تقرَأُ هذه السُّورةَ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} [المزمل: 1]؟ قُلْتُ: بلى قالت: فإنَّ اللهَ جلَّ وعلا افترَض القيامَ في أوَّلِ هذه السُّورةِ فقام نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه حَولًا حتَّى انتفخَت أقدامُهم وأمسَك اللهُ خاتمتَها اثنَيْ عشَرَ شهرًا في السَّماءِ ثمَّ أنزَل اللهُ جلَّ وعلا التَّخفيفَ في آخِرِ هذه السُّورةِ فصار قيامُ اللَّيلِ تطوُّعًا بعدَ فريضتِه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2551 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما

55 - أمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقَتْلى بَدْرٍ فسُحِبوا إلى القَليبِ فطُرِحوا فيه ثمَّ جاء حتَّى وقَف عليهم فقال : ( يا أهلَ القَليبِ هل وجَدْتُم ما وعَد ربُّكم حقًّا ؟ فإنِّي وجَدْتُ ما وعَدني ربِّي حقًّا ) قالوا : يا رسولَ اللهِ تُكلِّمُ قومًا مَوْتى ؟ ! قال : ( لقد علِموا أنَّ ما وعَدْتُهم حقًّا ) فلمَّا رأى أبو حُذَيفةَ بنُ عُتبةَ بنِ ربيعةَ أباه يُسحَبُ إلى القَليبِ عرَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الكراهيةَ في وجهِه فقال : ( كأنَّكَ كارهٌ لِما ترى ) فقال : يا رسولَ اللهِ إنَّ أبي كان رجُلًا سيِّدًا حليمًا فرجَوْتُ أنْ يهديَه اللهُ إلى الإسلامِ فلمَّا وقَع بالموقعِ الَّذي وقَع به أحزَنني ذلك فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأبي حُذيفةَ بخيرٍ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7088 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد

56 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم آخى بينَ سْلَمانَ وأبي الدَّرداءِ قال: فجاء سَلمانُ يزورُ أبا الدَّرداءِ فرأى أمَّ الدَّرداءِ مبتلة فقال: ما شأنُكِ ؟ قالت: إنَّ أخاك ليست له حاجةٌ في الدُّنيا فلمَّا جاء أبو الدَّرداءِ رحَّب به سَلْمانُ وقرَّب إليه طعامًا فقال له سَلمانُ: اطعَمْ قال: إنِّي صائمٌ قال أقسَمْتُ عليك إلَّا طعِمْتَ فإنِّي ما أنا بآكِلٍ حتَّى تأكُلَ قال: فأكَل معه وبات عندَه فلمَّا كان مِن اللَّيلِ قام أبو الدَّرداءِ فحبَسه سَلْمانُ ثمَّ قال: يا أبا الدَّرداءِ إنَّ لربِّكَ عليك حقًّا ولأهلِك عليك حقًّا ولجسدِك عليك حقًّا أعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه صُمْ وأفطِرْ وقُمْ ونَمْ وائتِ أهلَك، فلمَّا كان عندَ الصُّبحِ قال: قُمِ الآنَ فقاما فصلَّيا ثمَّ خرَجا إلى الصَّلاةِ فلمَّا صلَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قام إليه أبو الدَّرداءِ فأخبَره بما قال سَلْمانُ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِثْلَ ما قال سَلْمانُ
الراوي : أبو جحيفة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 320 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين

57 - شكا النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَحْطَ المطَرِ فأمَر بالمِنبَرِ فوُضِع له في المُصلَّى ووعَد النَّاسَ يومًا يخرُجونَ فيه قالت عائشةُ : فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ بدَأ حاجبُ الشَّمسِ فقعَد على المِنبَرِ فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثمَّ قال : ( إنَّكم شكَوْتُم جَدْبَ جِنانِكم واحتباسَ المطَرِ عن إبَّانِ زمانِه عنكم وقد أمَركم اللهُ أنْ تدعُوه ووعَدكم أنْ يستجيبَ لكم ثمَّ قال : الحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ الرَّحمنِ الرَّحيمِ مالِكِ يومِ الدَّينِ لا إلهَ إلَّا أنتَ تفعَلُ ما تُريدُ اللَّهمَّ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحنُ الفُقَراءُ أنزِلْ علينا الغيثَ واجعَلْ ما أنزَلْتَ لنا قوَّةً وبَلاغًا إلى حينٍ ) ثمَّ رفَع يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى رأَيْنا بياضَ إِبْطَيْهِ ثمَّ حوَّل إلى النَّاسِ ظَهرَه وقلَب أو حوَّل رِداءَه وهو رافعٌ يدَيْهِ ثمَّ أقبَل على النَّاسِ ونزَل فصلَّى ركعتَيْنِ فأنشَأ اللهُ سَحابًا فرعَدَتْ وأبرَقَتْ وأمطَرَتْ بإذنِ اللهِ فلَمْ يلبَثْ في مسجِدِه حتَّى سالتِ السُّيولُ فلمَّا رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَثَقَ الثِّيابِ على النَّاسِ ضحِك حتَّى بدَتْ نواجِذُه وقال : ( أشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه )
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 991 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (1173)، والحاكم (1225)، والبيهقي (6637) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

58 - شكا النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قحطَ المطرِ فأمَر بالمنبرِ فوُضِع له في المصلَّى ووعَد النَّاسَ يومًا يخرُجون فيه قالت عائشةُ: فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ بدا حاجبُ الشَّمسِ فقعَد على المنبرِ فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثمَّ قال: ( إنَّكم شكَوْتُم جَدْبَ جِنانِكم واحتباسَ المطرِ عن إبَّانِ زمانِه عنكم وقد أمَركم اللهُ أنْ تدعوه ووعَدكم أنْ يستجيبَ لكم ) ثمَّ قال: ( {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} لا إلهَ إلَّا أنتَ تفعَلُ ما تُريدُ اللَّهمَّ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ أنزِلْ علينا الغَيْثَ واجعَلْ ما أنزَلْتَ لنا قوَّةً وبلاغًا إلى خيرٍ ) ثمَّ رفَع يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى رأَيْنا بياضَ إِبْطَيْهِ ثمَّ حوَّل إلى النَّاسِ ظهرَه وقلَب أو حوَّل رداءَه وهو رافعٌ يدَيْهِ ثمَّ أقبَل على النَّاسِ ونزَل فصلَّى ركعتينِ فأنشَأ اللهُ سحابًا فرَعَدت وأبرَقت وأمطَرت بإذنِ اللهِ فلم نلبَثْ في مسجدِه حتَّى سالت السُّيولُ فلمَّا رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَثَقَ الثِّيابِ على النَّاسِ ضحِك حتَّى بدت نواجِذُه وقال: ( أشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه )
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2860 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (1173)، والحاكم (1225)، والبيهقي (6637) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

59 - حدَّثني أبو عمرانَ أنَّه حجَّ مع مواليه قال: فأتَيْتُ أمَّ سلَمةَ أمَّ المؤمنينَ فقُلْتُ: يا أمَّ المؤمنينَ إنِّي لم أحُجَّ قطُّ فبأيِّهما أبدأُ بالعمرةِ أم بالحجِّ ؟ قالت: ابدَأْ بأيِّهما شِئْتَ قال: ثمَّ أتَيْتُ صفيَّةَ أمَّ المؤمنينَ فسأَلْتُها فقالت لي مِثْلَ ما قالت قال: ثمَّ جِئْتُ أمَّ سلَمةَ فأخبَرْتُها بقولِ صفيَّةَ فقالت لي أمُّ سلَمةَ: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( يا آلَ محمَّدٍ مَن حجَّ منكم فليُهِلَّ بعمرةٍ في حَجَّةٍ )
الراوي : أم سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3920 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

60 - قال أبو طَلحةَ لأمِّ سُليمٍ : لقد سمِعْتُ صوتَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضعيفًا أعرِفُ منه الجوعَ فهل عندكِ مِن شيءٍ ؟ قالت : نَعم فأخرَجَتْ أقراصًا مِن شَعيرٍ ثمَّ أخَذَتْ خِمارًا لها فلفَّتِ الخُبزَ ببعضِه ثمَّ دسَّتْه تحتَ يدي وردَّتْني ببعضِه ثمَّ أرسَلَتْني إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : فذهَبْتُ به فوجَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسًا في المسجدِ ومعه النَّاسُ فقُمْتُ عليهم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أرسَلك أبو طَلحةَ ) ؟ قال : قُلْتُ : نَعم قال : ( للطَّعامِ ) ؟ فقُلْتُ : نَعم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِمَن معه : ( قوموا ) قال : فانطلَقوا وانطلَقْتُ بيْنَ أيديهم حتَّى جِئْتُ أبا طَلحةَ فأخبَرْتُه فقال أبو طَلحةَ : يا أمَّ سُليمٍ قد جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالنَّاسِ وليس عندَنا ما نُطعِمُهم فقالت : اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال : فانطلَق أبو طَلحةَ حتَّى لقي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأقبَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم معه حتَّى دخَلا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( هلُمِّي ما عندَكِ يا أمَّ سُلَيمٍ ) فأتَتْ بذلك الخُبزِ فأمَر به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ففُتَّ وعصَرَتْ عليه أمُّ سُلَيمٍ عُكَّةً فآدَمَتْه ثمَّ قال فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما شاء اللهُ أنْ يقولَ ثمَّ قال : ( ائذَنْ لِعشَرةٍ ) فأذِن لهم فأكَلوا حتَّى شبِعوا ثمَّ خرَجوا ثمَّ قال : ( ائذَنْ لِعشَرةٍ ) فأذِن لهم فأكَلوا حتَّى شبِعوا ثمَّ خرَجوا ثمَّ قال : ( ائذَنْ لِعشَرةٍ ) فأذِن لهم فأكَلوا حتَّى شبِعوا ثمَّ خرَجوا ثمَّ قال : ( ائذَنْ لِعشَرةٍ ) فأذِن لهم فأكَلوا حتَّى شبِعوا والقومُ سبعونَ رجُلًا أو ثمانونَ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6534 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | شرح حديث مشابه