الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - قالتْ أُمُّ حَبيبةَ: رَأيْتُ في النَّومِ كأنَّ عُبَيدَ اللهِ بنَ جَحشٍ بأسوَأِ صورةٍ وأشوَهِه، ففَزِعتُ، فإذا هو يقولُ حينَ أصبَحَ: يا أُمَّ حَبيبةَ، إنِّي نظَرتُ في الدِّينِ، فلمْ أرَ دِينًا خيرًا مِن النَّصرانيَّةِ، وكنتُ قد دِنتُ بها، ثُمَّ دخَلتُ في دِينِ محمَّدٍ، فقد رجَعتُ إليها. فأخبَرَتْه بالرُّؤيا، فلمْ يَحفَلْ بها، وأكَبَّ على الخَمرِ حتى مات! فأَرى في النَّومِ كأنَّ آتيًا يقولُ لي: يا أُمَّ المؤمنينَ. ففَزِعتُ، فأوَّلتُها أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتزوَّجُني. فما هو إلَّا أنِ انقَضَتْ عِدَّتي، فما شعَرتُ إلَّا ورسولُ النَّجاشيِّ على بابي يَستأذِنُ، فإذا جاريةٌ له يُقالُ لها: البُرْهةُ، كانتْ تقومُ على ثِيابِه ودُهنِه، فدخَلَتْ علَيَّ، فقالتْ: إنَّ المَلِكَ يقولُ لكِ: إنَّ رسولَ اللهِ كتَبَ إلَيَّ أنْ أُزوِّجَكِ. فقُلتُ: بشَّرَكِ اللهُ بخَيرٍ. قالتْ: يقولُ المَلِكُ: وَكِّلي مَن يُزوِّجُكِ. فأرسَلَتْ إلى خالدِ بنِ سَعيدٍ، فوَكَّلَتْه، وأعطَتِ البُرْهةَ سِوارَينِ مِن فِضَّةٍ، وخَواتيمَ كانتْ في أصابعِ رِجلَيْها، وخَدَمتَينِ كانتا في رِجلَيْها. فلمَّا كان  العَشيُّ، أمَرَ النَّجاشيُّ جَعفَرَ بنَ أبي طالبٍ ومَن هناك مِن المُسلمينَ، فحَضَروا، فخطَبَ النَّجاشيُّ، فقال: الحَمدُ للهِ المَلِكِ القُدُّوسِ السَّلامِ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا عَبدُه ورسولُه، وأنَّه الذي بشَّرَ به عيسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. ثُمَّ خطَبَ خالدُ بنُ سَعيدٍ، وزَوَّجَها، وقبَضَ أربَعَ مِئةِ دِينارٍ، ثُمَّ دَعا بطَعامٍ، فأكَلوا. قالتْ: فلمَّا وصَلَ إلَيَّ المالَ، عزَلتُ خَمسينَ دِينارًا  لأبرَهةَ، فأبَتْ، وأخرَجَتْ حُقًّا فيه كلُّ ما أعطَيتُها، فرَدَّتْه، وقالتْ: عزَمَ علَيَّ المَلِكُ ألَّا أرزَأَكِ شيئًا، وقد أسلَمتُ للهِ، وحاجَتي إليكِ أنْ تُقرِئي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منِّي السَّلامَ. ثُمَّ جاءتْني مِن عندِ نِساءِ المَلِكِ بعُودٍ، وعَنبَرٍ،  وزَبادٍ كَثيرٍ.
الراوي : إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/442 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] الواقدي متروك لا يحتج به. | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف جدا

2 - مرَرتُ بعُثمانَ في المسجدِ، فسَلَّمتُ عليه، فمَلَأَ عَينَيه منِّي، ثُمَّ لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ، فأتَيتُ عُمَرَ. فقُلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ، هل حدَثَ في الإسلامِ شيءٌ؟ قال: وما ذاك؟ قُلتُ: إنِّي مرَرتُ بعُثمانَ آنِفًا، فسَلَّمتُ فلمْ يَرُدَّ علَيَّ. فأرسَلَ عُمَرُ إلى عُثمانَ. فأتاه، فقال: ما يَمنَعُكَ أنْ تَكونَ رَدَدتَ على أخيكَ السَّلامَ؟ قال: ما فعَلتُ. قُلتُ: بلى، حتى حلَفَ وحلَفتُ. ثُمَّ إنَّه ذَكَرَ، فقال: بلى! فأستَغفِرُ اللهَ وأتوبُ إليه، إنَّكَ مرَرتَ بي آنِفًا، وأنا أُحدِّثُ نَفْسي بكَلِمةٍ سمِعتُها مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا واللهِ ما ذكَرتُها قَطُّ إلَّا يَغشى بَصري وقَلبي غِشاوةٌ. فقال سَعدٌ: فأنا أُنبِئُكَ بها، إنَّ رسولَ اللهِ ذكَرَ لنا أوَّلَ دَعْوةٍ، ثُمَّ جاءه أعرابيٌّ فشغَلَه، ثُمَّ قام رسولُ اللهِ، فاتَّبَعتُه، فلمَّا أشفَقتُ أنْ يَسبِقَني إلى مَنزِلِه، ضرَبتُ بقَدمي الأرضَ، فالتفَتَ إلَيَّ، فالتفَتُّ. فقال: أبو إسحاقَ؟ قُلتُ: نعمْ يا رسولَ اللهِ. قال: فمَهْ؟ قُلتُ: لا واللهِ، إلَّا أنَّكَ ذكَرتَ لنا أوَّلَ دَعْوةٍ، ثُمَّ جاء هذا الأعرابيُّ. فقال: نعمْ، دَعْوةُ ذي النُّونِ: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]، فإنَّها لم يَدْعُ بها مُسلمٌ ربَّه في شيءٍ قَطُّ إلَّا استَجابَ له.
الراوي : جد إبراهيم بن محمد بن سعد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/94 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة

3 - لمَّا ماتتْ خَديجةُ جاءتْ خَولةُ بِنتُ حَكيمٍ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، ألَا تَزوَّجُ؟ قال: ومَن؟ قالتْ: إنْ شِئتَ بِكرًا، وإنْ شِئتَ ثَيِّبًا. قال: مَن البِكرُ، ومَن الثِّيِّبُ؟ قالتْ: أمَّا البِكرُ؛ فعائشةُ ابنةُ أحَبِّ خَلقِ اللهِ إليكَ، وأمَّا الثَّيِّبُ؛ فسَودةُ بِنتُ زَمعةَ، قد آمَنَتْ بك، واتَّبَعَتكَ. قال: اذكُريهما علَيَّ. قالتْ: فأتَيتُ أُمَّ رُومانَ، فقُلتُ: يا أُمَّ رُومانَ، ماذا أدخَلَ اللهُ عليكم مِن الخَيرِ والبَركةِ؟! قالتْ: ماذا؟ قالتْ: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذكُرُ عائشةَ. قالتْ: انتظِري؛ فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ. فجاء أبو بَكرٍ، فذكَرتُ ذلك له، فقال: أوَتَصلُحُ له وهي ابنةُ أخيه؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنا أخوه وهو أخي، وابنَتُه تَصلُحُ لي. فقام أبو بَكرٍ، فقالتْ لي أُمُّ رُومانَ: إنَّ المُطعِمَ بنَ عَديَّ كان قد ذكَرَها على ابنِه، وواللهِ ما أخلَفَ وَعدًا قَطُّ. قالتْ: فأتى أبو بَكرٍ المُطعِمَ، فقال: ما تَقولُ في أمْرِ هذه الجاريةِ؟ قال: فأقبَلَ على امرأتِه، فقال: ما تَقولينَ؟ فأقبَلَتْ على أبي بَكرٍ، فقالتْ: لعلَّنا إنْ أنكَحْنا هذا الفتَى إليك تُدخِلُه في دِينِكَ. فأقبَلَ عليه أبو بَكرٍ، فقال: ما تَقولُ أنت؟ قال: إنَّها لتَقولُ ما تَسمَعُ. فقام أبو بَكرٍ، وليس في نَفْسِه مِن المَوعِدِ شيءٌ، فقال لها: قولي لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فليَأتِ. فجاء، فمَلَكَها. قالتْ: ثُمَّ انطلَقتُ إلى سَودةَ، وأبوها شَيخٌ كَبيرٌ... وذكَرَتِ الحَديثَ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/150 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

4 - جاءَتْ فاطمةُ غُدَيَّةً بثَريدٍ لها تَحمِلُها في طَبقٍ، حتى وضَعَتْها بينَ يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال لها: أين ابنُ عَمِّكِ؟ قالتْ: هو في البيتِ، قال: ادْعيهِ، وائْتيني بابْنيَّ، قالتْ: فجاءَتْ تقودُ ابنَيْها، كلُّ واحدٍ منهما في يَدٍ، وعليٌّ يَمْشي في أَثَرِها، حتى دَخَلوا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأجْلَسَهما في حِجْرِه، وجلَسَ عليٌّ على يَمينِه، وجلَسَتْ فاطمةُ عن يَسارِه، قالت أُمُّ سَلَمةَ: فأخَذْتُ من تَحتي كِساءً كان بِساطَنا على المَنامةِ في البيتِ ببُرْمةٍ فيها خَزيرةٌ، فجَلَسوا يأكُلونَ من تلك البُرْمةِ، وأنا أُصَلِّي في تلك الحُجرةِ، فنزَلَتْ هذه الآيةُ: {إِنَّمَا يُرِيْدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]، فأخَذَ فَضْلَ الكِساءِ، فغَشَّاهم، ثم أخرَجَ يَدَه اليُمْنى منَ الكِساءِ، وأَلْوى بها إلى السماءِ، ثم قال: اللَّهُمَّ هؤلاء أهلُ بَيْتي وحامَتي، قالت: فأدخَلْتُ رَأْسي، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، وأنا معَكم، قال: أنتِ إلى خَيرٍ -مرَّتيْنِ.
الراوي : أم سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 10/247 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

5 - نزَلْنا الرَّبَذةَ، فمَرَّ بنا شَيخٌ أشعَثُ، أبيَضُ الرَّأْسِ واللِّحْيةِ، فقالوا: هذا مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فاستَأذَنَّاه بأنْ نَغسِلَ رَأْسَه، فأذِنَ لنا، واستَأنَسَ بنا، فبيْنَما نحن كذلك، إذ أتاه نَفَرٌ مِن أهلِ العِراقِ -حسِبتُه قال: مِن أهلِ الكُوفةِ- فقالوا: يا أبا ذَرٍّ، فعَلَ بك هذا الرَّجُلُ وفعَلَ! فهل أنت ناصِبٌ لك رايةً فنُكمِّلُكَ برِجالٍ ما شِئتَ؟ فقال: يا أهلَ الإسلامِ، لا تَعرِضوا علَيَّ ذاكُم، ولا تُذِلُّوا السُّلطانَ؛ فإنَّه مَن أذَلَّ السُّلطانَ فلا تَوبةَ له، واللهِ لو صلَبَني على أطوَلِ خَشبةٍ -أو حَبلٍ- لسمِعتُ وصبَرتُ، ورَأيْتُ أنَّ ذلك خَيرٌ لي.
الراوي : شيخين من بني ثعلبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/72 | خلاصة حكم المحدث : فيه جهالة الرجل والشيخين من بني ثعلبة ، وباقي رجاله ثقات. | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده لا يصح

6 - عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، قال: أتيتُ صَفْوانَ بنَ عَسَّالٍ، فقال: ما جاءَ بِكَ؟ قلتُ: جئتُ ابتغاءَ العِلْمِ. قالَ: فإنَّ الملائكةَ تَضَعُ أجنِحَتَها لطالبِ العِلْمِ، رِضًى بما يَطلُبُ. قلتُ: حَكَّ في نفسي -أو صَدري- مَسْحٌ على الخُفَّينِ بعد الغائطِ والبولِ، فهل سَمِعْتَ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ذلك شَيْئًا؟ قال: نَعَمْ، كان يَأمُرُنا إذا كنا سَفْرًا أو مُسافرينَ، ألَّا نَنزِعَ خِفافَنا ثلاثةَ أيَّامٍ ولَياليهِنَّ، إلَّا مِن جَنابةٍ، لكنْ من غائطٍ، أو بولٍ، أو نومٍ. قلتُ: هل سمِعْتَه يَذكُرُ الهَوى؟ قال: نعَمْ، بَيْنَا نحن معه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَسيرٍ، إذْ ناداه أعرابيٌّ بصوتٍ له جَهُوريٌّ، فقال: يا محمدُ! فأجابَه على نحوٍ من كلامِه: هاؤم. قال: أرأَيتَ رَجُلًا أحَبَّ قَوْمًا، ولمَّا يَلْحَقْ بهم؟ قال: المَرْءُ مع مَن أحَبَّ. ثم أنشَأَ يُحدِّثُنا: أنَّ مِن قِبَلِ المَغرِبِ بابًا يَفتَحُ اللهُ للتوبةِ مَسيرةُ عَرضِه أربعونَ سَنةً، فلا يَزالُ مَفتوحًا حتى تَطلُعَ الشمسُ مِن قِبَلِه، وذلك قولُه تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام: 158].
الراوي : صفوان بن عسال | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 8/470 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

7 - كان أبو ذَرٍّ يَختلِفُ مِن الرَّبَذةِ إلى المدينةِ مَخافةَ الأعرابيَّةِ؛ فكان يُحِبُّ الوَحدةَ، فدخَلَ على عُثمانَ وعندَه كَعبٌ... الحَديثَ. وفيه: فشَجَّ كَعبًا، فاستَوهَبَه عُثمانُ، فوَهَبَه له، وقال: يا أبا ذَرٍّ، اتَّقِ اللهَ، واكفُفْ يَدَكَ ولِسانَكَ. موسى بنُ عُبَيدةَ: أخبَرَنا ابنُ نُفَيعٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، قال: استَأذَنَ أبو ذَرٍّ على عُثمانَ، فتَغافَلوا عنه ساعةً، فقُلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ، هذا أبو ذَرٍّ بالبابِ. قال: ائْذَنْ له إنْ شِئتَ أنْ تُؤذيَنا وتُبرِّحَ بنا. فأذِنتُ له، فجلَسَ على سَريرٍ مَرْمولٍ، فرجَفَ به السَّريرُ -وكان عَظيمًا طَويلًا-، فقال عُثمانُ: أمَا إنَّكَ الزَّاعِمُ أنَّكَ خَيرٌ مِن أبي بَكرٍ وعُمَرَ! قال: ما قُلتُ. قال: إنِّي أنزِعُ عليك بالبَيِّنةِ. قال: واللهِ ما أدري ما بَيِّنتُكَ، وما تَأتي به، وقد علِمتُ ما قُلتُ. قال: فكيف إذا قُلتَ؟ قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ أحَبَّكم إلَيَّ، وأقرَبَكم منِّي الذي يَلحَقُ بي على العَهدِ الذي عاهَدتُه عليه. وكلُّكم قد أصابَ مِن الدُّنيا، وأنا على ما عاهَدتُه عليه، وعلى اللهِ تَمامُ النِّعمةِ. وسَألَه عن أشياءَ، فأخبَرَه بالذي يَعلَمُه، فأمَرَه أنْ يَرتحِلَ إلى الشَّامِ، فيَلحَقَ بمُعاويةَ، فكان يُحدِّثُ بالشَّامِ، فاستَهوى قُلوبَ الرِّجالِ، فكان مُعاويةُ يُنكِرُ بَعضَ شَأْنِ رَعيَّتِه، وكان يقولُ: لا يَبيتَنَّ عندَ أحدِكم دينارٌ، ولا دِرهَمٌ، ولا تِبْرٌ، ولا فِضَّةٌ، إلَّا شيءٌ يُنفِقُه في سَبيلِ اللهِ، أو يَعُدُّه لغَريمٍ. وإنَّ مُعاويةَ بعَثَ إليه بألْفِ دينارٍ في جُنحِ اللَّيلِ، فأنفَقَها. فلما صلَّى مُعاويةُ الصُّبحَ، دَعا رسولَه، فقال: اذهَبْ إلى أبي ذَرٍّ، فقُلْ: أنقِذْ جَسدي مِن عَذابِ مُعاويةَ، فإنِّي أخطَأْتُ. قال: يا بُنَيَّ، قُلْ له: يقولُ لك أبو ذَرٍّ: واللهِ ما أصبَحَ عندَنا منه دينارٌ، ولكنْ أنظِرْنا ثَلاثًا حتى نَجمَعَ لك دَنانيرَكَ. فلمَّا رَأى مُعاويةُ أنَّ قَولَه صَدَّقَ فِعلَه، كتَبَ إلى عُثمانَ: أمَّا بعدُ، فإنْ كان لك بالشَّامِ حاجةٌ أو بأهلِه، فابعَثْ إلى أبي ذَرٍّ؛ فإنَّه قد وَغَّلَ صُدورَ النَّاسِ. فكتَبَ إليه عُثمانُ: اقدَمْ علَيَّ، فقدِمَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/68 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

8 - خرَجْنا مِن المدينةِ نُريدُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمكَّةَ، وخرَجَ معنا حُجَّاجُ قَومِنا مِن أهلِ الشِّركِ، حتى إذا كُنَّا بذي الحُلَيفةِ، قال لنا البَراءُ بنُ مَعرورٍ -وكان سَيِّدَنا، وذا سِنِّنا-: تَعلَمُنَّ -واللهِ- لقد رَأيْتُ ألَّا أجعَلَ هذه البَنيَّةَ منِّي بظَهرٍ، وأنْ أُصلِّيَ إليها. فقُلْنا: واللهِ لا نَفعَلُ؛ ما بلَغَنا أنَّ نَبيَّنا يُصلِّي إلَّا إلى الشَّامِ، فما كُنَّا لنُخالِفَ قِبلَتَه. فلقد رَأيْتُه إذا حضَرَتِ الصَّلاةُ يُصلِّي إلى الكَعبةِ. قال: فعِبْنا عليه، وأبَى إلَّا الإقامةَ عليه، حتى قدِمْنا مكَّةَ، فقال لي: يا ابنَ أخي، لقد صنَعتُ في سَفَري شيئًا ما أدري ما هو، فانطَلِقْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلنَسألْه عمَّا صنَعتُ. وكُنَّا لا نَعرِفُ رسولَ اللهِ، فخرَجْنا نَسألُ عنه، فلَقينا بالأبطَحِ رَجُلًا، فسَألْناه عنه، فقال: هل تَعرِفانِه؟ قُلْنا: لا. قال: فهل تَعرِفانِ العَبَّاسَ؟ قُلْنا: نعمْ، فكان العَبَّاسُ يَختلِفُ إلينا بالتِّجارةِ، فعرَفْناه. فقال: هو الرَّجُلُ الجالسُ معه الآن في المسجدِ. فأتَيْناهما، فسَلَّمْنا وجلَسْنا، فسَألْنا العَبَّاسَ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن هذانِ يا عَمِّ؟ قال: هذا البَراءُ بنُ مَعرورٍ، سَيِّدُ قَومِه، وهذا كَعبُ بنُ مالكٍ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الشَّاعرُ؟ فقال البَراءُ: يا رسولَ اللهِ، واللهِ لقد صنَعتُ كذا وكذا. فقال: قد كنتَ على قِبلةٍ لو صبَرتَ عليها. فرجَعَ إلى قِبلَتِه، ثُمَّ واعَدْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيلةَ العَقَبةِ الأوسَطِ...، وذكَرَ القِصَّةَ بطُولِها.
الراوي : أبو معبد بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/267 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح. | أحاديث مشابهة

9 - عن أُمِّ سَلَمةَ -في شَأْنِ هِجرَتِهم إلى بِلادِ النَّجاشيِّ، وقد مَرَّ بَعضُ ذلك- قالتْ: فلمَّا رأتْ قُرَيشٌ ذلك اجتَمَعوا على أنْ يُرسِلوا إليه، فبعَثوا عَمرَو بنَ العاصِ، وعَبدَ اللهِ بنَ أبي رَبيعةَ، فجمَعوا هَدايا له، ولبَطارِقَتِه، فقدِموا على الملِكِ، وقالوا: إنَّ فِتْيةً منَّا سُفَهاءَ فارَقوا دِينَنا، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ لا نَعرِفُه، ولجَؤوا إلى بِلادِكَ، فبعَثْنا إليك لتَرُدَّهم. فقالتْ بَطارِقَتُه: صدَقوا أيُّها الملِكُ. فغضِبَ، ثُمَّ قال: لا لعَمرُ اللهِ، لا أرُدُّهم إليهم حتى أُكلِّمَهم؛ قَومٌ لجَؤوا إلى بِلادي، واختاروا جِواري. فلمْ يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عَمرٍو وابنِ أبي رَبيعةَ مِن أنْ يَسمَعَ الملِكُ كَلامَهم، فلمَّا جاءهم رسولُ النَّجاشيِّ، اجتمَعَ القَومُ، وكان الذي يُكلِّمُه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال النَّجاشيُّ: ما هذا الدِّينُ؟ قالوا: أيُّها الملِكُ، كنَّا قَومًا على الشِّركِ؛ نَعبُدُ الأوْثانَ، ونَأكُلُ المَيْتةَ، ونُسيءُ الجِوارَ، ونَستحِلُّ المَحارمَ والدِّماءَ، فبعَثَ اللهُ إلينا نَبيًّا مِن أنفُسِنا، نَعرِفُ وَفاءَه وصِدقَه وأمانَتَه، فدَعانا إلى أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحدَه، ونَصِلَ الرَّحِمَ، ونُحسِنَ الجِوارَ، ونُصلِّيَ، ونَصومَ. قال: فهل معكم شيءٌ ممَّا جاء به؟ -وقد دَعا أساقِفَتَه، فأمَرَهم، فنشَروا المَصاحفَ حَولَه- فقال لهم جَعفَرٌ: نعمْ، فقرَأ عليهم صَدرًا مِن سورةِ {كهيعص}. فبَكى -واللهِ- النَّجاشيُّ، حتى أخضَلَ لِحيَتَه، وبكَتْ أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحفَهم، ثُمَّ قال: إنَّ هذا الكَلامَ ليَخرُجُ مِن المِشكاةِ التي جاء بها موسى، انطَلِقوا راشدينَ، لا واللهِ، لا أرُدُّهم عليكم، ولا أنعَمُكم عَينًا. فخرَجا مِن عندِه، فقال عَمرٌو: لآتيَنَّه غَدًا بما أستأصِلُ به خَضراءَهم، فذكَرَ له ما يقولونَ في عيسى.
الراوي : أبو بكر بن عبدالرحمن | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/216 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

10 - أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نِسوةٍ بايَعْنَه على الإسلامِ، فقُلْنَ: يا رسولَ اللهِ، نُبايِعُكَ على ألَّا نُشرِكَ باللهِ شَيْئًا، ولا نَسرِقَ ولا نَزْنيَ، ولا نَقْتُلَ أولادَنا، ولا نَأتيَ ببهتانٍ نَفتَريه بين أيدينا وأرجُلِنا، ولا نَعصِيَكَ في مَعروفٍ. فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فيما استطَعْتُنَّ وأطقتُنَّ، قالتْ: فقُلْنَ: اللهُ ورَسولُه أرحَمُ بنا من أنفُسِنا، هَلُمَّ نُبايِعُكَ يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ: إني لا أُصافِحُ النِّساءَ، إنما قَوْلي لمِئةِ امرأةٍ كقَوْلي لامرأةٍ واحدةٍ -أو مِثلُ قَوْلي لامرأةٍ واحدةٍ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 8/128 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

11 - أبطَأْتُ في غَزْوةِ تَبوكَ، مِن عَجَفِ بَعيري. ابنُ إسحاقَ: حَدَّثَني بُرَيدةُ بنُ سُفيانَ، عن محمَّدِ بنِ كَعبٍ القُرَظيِّ، عن ابنِ مَسعودٍ، قال: لَمَّا سار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى تَبوكَ، جعَلَ لا يَزالُ يَتخلَّفُ الرَّجُلُ. فيَقولونَ: يا رسولَ اللهِ، تَخلَّفَ فُلانٌ. فيَقولُ: دَعُوه، إنْ يَكُنْ فيه خَيرٌ فسيَلحَقُكم، وإنْ يَكُنْ غيرَ ذلك فقد أراحَكم اللهُ منه. حتى قيلَ: يا رسولَ اللهِ، تَخلَّفَ أبو ذَرٍّ، وأبطَأَ به بَعيرُه. قال: وتَلوَّمَ بَعيرُ أبي ذَرٍّ، فلمَّا أبطَأَ عليه أخَذَ مَتاعَه، فجعَلَه على ظَهرِه، وخرَجَ يَتبَعُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. ونظَرَ ناظِرٌ، فقال: إنَّ هذا لرَجُلٌ يَمشي على الطَّريقِ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كُنْ أبا ذَرٍّ. فلمَّا تَأمَّلَه القَومُ، قالوا: هو -واللهِ- أبو ذَرٍّ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: رحِمَ اللهُ أبا ذَرٍّ، يَمشي وَحدَه، ويَموتُ وَحدَه، ويُبعَثُ وَحدَه. فضرَبَ الدَّهرُ مَن ضرَبَه، وسُيِّرَ أبو ذَرٍّ إلى الرَّبَذةِ. فلمَّا حضَرَتْه الوَفاةُ أوْصى امرأتَه وغُلامَه، فقال: إذا مِتُّ فاغسِلاني، وكَفِّناني، وضَعاني على الطَّريقِ، فأوَّلُ رَكبٍ يَمُرُّونَ بكم فقولا: هذا أبو ذَرٍّ. فلمَّا مات فعَلا به ذلك، فاطَّلَعَ رَكبٌ، فما علِموا به حتى كادتْ رَكائبُهم تَوطَّأُ السَّريرَ. فإذا عَبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ في رَهطٍ مِن أهلِ الكُوفةِ، فقال: ما هذا؟ قيلَ: جِنازةُ أبي ذَرٍّ. فاستهَلَّ ابنُ مَسعودٍ يَبكي، وقال: صدَقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يَرحَمُ اللهُ أبا ذَرٍّ! يَمشي وَحدَه، ويَموتُ وَحدَه، ويُبعَثُ وَحدَه. فنزَلَ، فوَليَه بنَفْسِه، حتى أجَنَّه.
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/56 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

12 - شهِدَ العَقَبةَ، وبَدرًا، وهو الذي أُريَ الأذانَ. بمَعناه. [أي بمعنى حديث: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ليضرب به للناس لجمع الصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده، فقلت: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ فقلت له: بلى، قال: فقال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: ثم استأخر عني غير بعيد، ثم، قال: وتقول: إذا أقمت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، فلما أصبحت، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، بما رأيت فقال: «إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتا منك» فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه، ويؤذن به، قال: فسمع ذلك عمر بن الخطاب، وهو في بيته فخرج يجر رداءه، ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله، لقد رأيت  مثل ما رأى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فلله الحمد»]$
الراوي : عبدالله بن زيد بن عبد ربه | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/376 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

13 - وقَدِمَ زَيدُ بنُ حارثةَ مِن وَجهِه ذلك -تَعني مِن سَريَّةِ أُمِّ قِرْفةَ-، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَيْتي. فقرَعَ زَيدٌ البابَ، فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجُرُّ ثَوبَه عُرْيانًا، ما رأيْتُه عُرْيانًا قبلَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتى اعتنَقَه وقبَّلَه، ثُمَّ ساءَلَه، فأخبَرَه بما ظَفَّرَه اللهُ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/226 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

14 - أنَّ أُمَّ سَلَمةَ أخبَرَتْه: أنَّها لمَّا قدِمَتِ المدينةَ أخبَرَتْهم: أنَّها بِنتُ أبي أُميَّةَ، فكَذَّبوها، حتى أنشَأَ ناسٌ منهم الحَجَّ، فقالوا: أتَكتُبينَ إلى أهلِكِ؟ فكتَبَتْ معهم، فرجَعوا، فصَدَّقوها، وازدادَتْ عليهم كَرامةً، قالتْ: فلمَّا وضَعتُ زَينَبَ، جاءني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فخطَبَني، فقُلتُ: ما مِثلي يُنكَحُ! قال: فتَزوَّجَها، فجعَلَ يَأتيها، فيَقولُ: أين زُنابُ؟ حتى جاء عَمَّارٌ، فاختَلَجَها، وقال: هذه تَمنَعُ رسولَ اللهِ. وكانتْ تُرضِعُها، فجاء النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: أين زُنابُ؟ فقيلَ: أخَذَها عَمَّارٌ. فقال: إنِّي آتيكم اللَّيلةَ. قالتْ: فوَضَعتُ ثِفالي، وأخرَجتُ حَبَّاتٍ مِن شَعيرٍ كانتْ في جَرَّتي، وأخرَجتُ شَحمًا، فعَصَدتُه له، ثُمَّ بات، ثُمَّ أصبَحَ، فقال: إنَّ بكِ على أهلِكِ كَرامةً، إنْ شِئتِ سَبَّعتُ لكِ، وإنْ أُسبِّعْ لكِ أُسبِّعْ لنِسائي.
الراوي : أبو بكر بن عبدالرحمن | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/206 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

15 - أنَّه كان في حَديثِه حينَ ساقه لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ صاحِبَ عَمُّوريَّةَ قال له: إذا رَأيْتَ رَجُلًا كذا وكذا مِن أرضِ الشَّامِ، بيْنَ غَيضَتَينِ، يَخرُجُ مِن هذه الغَيضةِ إلى هذه الغَيضةِ، في كلِّ سَنةٍ مَرَّةً، يَتعرَّضُه النَّاسُ، ويُداوي الأسقامَ، يَدعو لهم فيُشفَوْنَ؛ فائْتِه، فسَلْه عن الدِّينِ الذي يَلتمِسُ. فجِئتُ، حتى أقَمتُ مع النَّاسِ بيْنَ تَينِكَ الغَيضَتَينِ. فلمَّا كان اللَّيلةُ التي يَخرُجُ فيها مِن الغَيضةِ، خرَجَ، وغلَبَني النَّاسُ عليه، حتى دخَلَ الغَيضةَ الأُخرى، وتَوارى منِّي، إلَّا مَنكِبَيه، فتَناوَلتُه، فأخَذتُ بمَنكِبَيه، فلمْ يَلتفِتْ إلَيَّ، وقال: ما لك؟ قُلتُ: أسألُ عن دِينِ إبراهيمَ الحَنيفيَّةِ. قال: إنَّك لتَسألُ عن شيءٍ ما يَسألُ النَّاسُ عنه اليومَ، وقد أظَلَّكَ نَبيٌّ يَخرُجُ مِن عندِ هذا البَيْتِ الذي بمكَّةَ، يَأتي بهذا الدِّينِ الذي تَسألُ عنه، فالْحَقْ به، ثُمَّ انصَرَفَ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لئِنْ كنتَ صدَقتَني، لقد لَقيتَ وَصيَّ عيسى ابنِ مَريَمَ.
الراوي : سلمان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/512 | خلاصة حكم المحدث : [في سنده جهالة] | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده لا يصح

16 - قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عائشةُ، لو شِئتُ لسارتْ معي جِبالُ الذَّهبِ، جاءني مَلَكٌ، إنَّ حُجزَتَه لتُساوي الكَعبةَ، فقال: إنَّ ربَّكَ يَقرَأُ عليك السَّلامَ، ويَقولُ لك: إنْ شِئتَ نَبيًّا عَبدًا، وإنْ شِئتَ نَبيًّا مَلِكًا؟ فنظَرتُ إلى جِبريلَ، فأشارَ إلَيَّ: أنْ ضَعْ نَفْسَكَ. فقُلتُ: نَبيًّا عَبدًا. فكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعدَ ذلك لا يَأكُلُ مُتَّكِئًا، يقولُ: آكُلُ كما يَأكُلُ العَبدُ، وأجلِسُ كما يَجلِسُ العَبدُ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/195 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

17 - دخَلتُ على عائشةَ، فقُلتُ: يا أُمَّ المؤمنينَ، إنِّي كنتُ لعُتبةَ بنِ أبي لَهبٍ، وإنَّ بَنيه وامرأتَه باعوني، واشتَرَطوا الوَلاءَ، فمَولى مَن أنا؟ فقالتْ: يا بُنَيَّ، دخَلَتْ علَيَّ بَريرةُ وهي مُكاتِبةٌ، فقالتْ: اشتَريني. قُلتُ: نعمْ. فقالتْ: إنَّهم لا يَبيعونَني حتى يَشتَرِطوا وَلائي. فقُلتُ: لا حاجةَ لي فيكِ. فسمِعَ ذلك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -أو بلَغَه-، فقال: ما بالُ بَريرةَ؟ فأخبَرتُه، فقال: اشتَريها، فأعتِقيها، ودَعيهم، فيَشتَرِطونَ ما شاؤوا. فاشتَرَيتُها، فأعتَقتُها، فقال: الوَلاءُ لمَن أعتَقَ، ولو اشتَرَطوا مِئةَ مَرَّةٍ.
الراوي : أبو عبدالواحد بن أيمن | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/298 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

18 - صَحِبْتُ سَعْدًا كذا وكذا سَنَةً، فلم أسمَعْه يحُدِّثُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا حَديثًا واحدًا، وكنتُ في عَقِبِه على أثَرِه: لا يُفَرَّقُ بين مُجتمِعٍ، ولا يُجمَعُ بينَ مُتفرِّقٍ في الصَّدقةِ.
الراوي : السائب بن يزيد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 8/25 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

19 - لمَّا جاء مُصابُ زَيدٍ وأصحابِه، أتى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَنزِلَه بعدَ ذلك، فلَقيَتْه بِنتُ زَيدٍ، فأجهَشَتْ بالبُكاءِ في وَجهِه، فلمَّا رَآها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بَكى حتى انتَحَبَ، فقيلَ: ما هذا يا رسولَ اللهِ؟ قال: شَوقُ الحَبيبِ إلى الحَبيبِ!
الراوي : خالد بن سلمة المخزومي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/229 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات. لكنه منقطع | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده لا يصح

20 - [حديثُ عبدِ اللهِ بنِ زَيدٍ الأنصاريِّ]. [أي: حديثُ: لَمَّا أمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالناقوسِ يُعمَلُ ليَضرِبَ به للناسِ لجمعِ الصلاةِ طاف بي وأنا نائمٌ رجُلٌ يحمِلُ ناقوسًا في يدِه، فقلتُ: يا عبدَ اللهِ أَتبيعُ الناقوسَ؟ قال: وما تصنَعُ به؟ فقلتُ: نَدْعو به إلى الصلاةِ، قال: أفَلَا أدُلُّكَ على ما هو خَيرٌ مِن ذلك؟ فقلتُ له: بلى، قال: فقال: تقولُ: اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، حَيَّ على الصلاةِ، حَيَّ على الصلاةِ، حَيَّ على الفلاحِ، حَيَّ على الفلاحِ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ. قال: ثمَّ استأخَرَ عنِّي غيرَ بعيدٍ، ثمَّ قال: وتقولُ إذا أقَمتَ الصلاةَ: اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، حَيَّ على الصلاةِ، حَيَّ على الفلاحِ، قد قامَتِ الصلاةُ، قد قامَتِ الصلاةُ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، فلمَّا أصبَحتُ، أتَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخبَرْتُه، بما رأَيتُ فقال: إنَّها لرُؤْيا حَقٍّ إنْ شاء اللهُ، فقُمْ مع بلالٍ فأَلْقِ عليه ما رأَيتَ، فلْيُؤذِّنْ به، فإنَّه أَنْدى صوتًا منكَ، فقُمتُ مع بلالٍ، فجعَلتُ أُلقِيه عليه، ويؤذِّنُ به، قال: فسمِعَ ذلك عُمَرُ بنُ الخطابِ، وهو في بيتِه، فخرج يجُرُّ رِداءَه، ويقولُ: والذي بعَثَكَ بالحقِّ يا رسولَ اللهِ، لقد رأَيتُ مِثلَ ما رأَى، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فللهِ الحمدُ].
الراوي : عبدالله بن زيد المازني الأنصاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 12/ 198 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

21 - جاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، علِّمْني عَملًا يُدخِلُني الجَنَّةَ. فقال: لئِنْ كُنتَ أقصَرْتَ الخُطبةَ، لقد أعْرَضْتَ المسألةَ، أعتِقِ النسَمةَ، وفُكَّ الرقَبةَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أوَليستَا بواحدةٍ، قال: لا، إنَّ عِتقَ النسَمةِ أنْ تَفرَّدَ بعِتْقِها، وفَكَّ الرقَبةِ أنْ تُعينَ في عِتقِها، والمِنْحةُ الوَكوفُ، والفَيءُ على ذي الرحِمِ الظالِمِ، فإنْ لم تُطِقْ ذلك، فأطعِمِ الجائعَ، واسْقِ الظمآنَ، وأْمُرْ بالمَعروفِ، وانْهَ عَنِ المُنكَرِ، فإنْ لم تُطِقْ ذلك، فكُفَّ لسانَكَ إلَّا منَ الخَيرِ.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 16/459 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

22 - خرَجتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو مُردِفي، إلى نُصُبٍ مِن الأنصابِ، فذبَحْنا له -ضَميرُ (له) راجعٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- شاةً، ووضَعْناها في التَّنُّورِ، حتى إذا نضِجَتْ جعَلْناها في سُفْرَتِنا، ثُمَّ أقبَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسيرُ وهو مُردِفي في أيَّامِ الحَرِّ، حتى إذا كنَّا بأعلى الوادي لقيَ زَيدَ بنَ عَمرٍو،  فحيَّا أحدُهما الآخَرَ. فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما لي أرى قَومَكَ قد شَنِفُوا لك -أيْ: أبغَضوكَ-؟ قال: أمَا واللهِ إنَّ ذلك منِّي لغيرِ نائرةٍ كانتْ منِّي إليهم، ولكنِّي أراهم على ضَلالةٍ، فخرَجتُ أبتَغي الدِّينَ حتى قدِمتُ على أحبارِ أيْلةَ، فوجَدتُهم يَعبُدونَ اللهَ ويُشرِكونَ به، فدُلِلتُ على شَيخٍ بالجَزيرةِ، فقدِمتُ عليه، فأخبَرتُه. فقال: إنَّ كلَّ مَن رأيْتَ في ضَلالةٍ، إنَّكَ لتَسألُ عن دِينٍ هو دِينُ اللهِ وملائكتِه، وقد خرَجَ في أرضِكَ نَبيٌّ -أو هو خارجٌ-، ارجِعْ إليه واتَّبِعْه، فرجَعتُ فلمْ أُحِسَّ شيئًا. فأناخَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَعيرَ، ثُمَّ قدَّمْنا إليه السُّفْرةَ، فقال: ما هذه؟ قُلْنا: شاةٌ ذبَحْناها للنُّصُبِ. -كذا قال- فقال: إنِّي لا آكُلُ ممَّا ذُبِحَ لغيرِ اللهِ، ثُمَّ تفَرَّقا، ومات زَيدٌ قبلَ المَبعثِ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يَأتي أُمَّةً وَحدَه.
الراوي : زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/134 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن. | أحاديث مشابهة

23 - لَمَّا أُصيبَ أكحَلُ سَعدٍ، فثَقُلَ، حوَّلُوه عندَ امرأةٍ يُقالُ لها: رُفَيدةُ، تُداوي الجَرحى، فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا مَرَّ به يقولُ: كيف أمسَيتَ؟ وكيف أصبَحتَ؟ فيُخبِرُه، حتى كانتِ اللَّيلةُ التي نقَلَه قَومُه فيها، وثَقُلَ، فاحتَمَلوه إلى بَني عَبدِ الأشهَلِ، إلى مَنازلِهم، وجاء رسولُ اللهِ، فقيلَ: انطَلِقوا به. فخرَجَ، وخرَجْنا معه، وأسرَعَ حتى تَقطَّعَتْ شُسوعُ نِعالِنا، وسقَطَتْ أردِيَتُنا، فشَكا ذلك إليه أصحابُه، فقال: إنِّي أخافُ أنْ تَسبِقَنا إليه الملائكةُ، فتُغسِّلَه كما غسَّلَتْ حَنظَلةَ. فانتَهى إلى البَيتِ، وهو  يُغسَّلُ، وأُمُّه تَبكيه، وتقولُ: وَيلَ أُمِّ سَعدٍ سَعدَا ... حَزامةً وجِدَّا فقال: كلُّ باكيةٍ تَكذِبُ، إلَّا أُمَّ سَعدٍ. ثُمَّ خرَجَ به، قال: يقولُ له القَومُ: ما حمَلْنا يا رسولَ اللهِ مَيِّتًا أخَفَّ علينا منه. قال: ما يَمنَعُه أنْ يَخِفَّ وقد هبَطَ مِن الملائكةِ كذا وكذا، لم يَهبِطوا قَطُّ قبلَ يومِهم، قد حمَلوه معكم!
الراوي : محمود بن لبيد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/287 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن. | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

24 - لمَّا نزَلْنا أرضَ الحَبشةِ، جاوَرْنا بها خيرَ جارٍ النَّجاشيَّ، أمِنَّا على دِينِنا، وعبَدْنا اللهَ تَعالى لا نُؤذَى، ولا نَسمَعُ شيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلك قُرَيشًا، ائتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشيِّ فينا رَجُلَينِ جَلدَينِ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشيِّ هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مكَّةَ، وكان مِن أعجَبِ ما يَأتيه منها إليه الأَدَمُ. فجَمَعوا له أَدَمًا كَثيرًا، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطريقًا إلَّا أهدَوا إليه هَديَّةً، ثُمَّ بَعَثوا بذلك عبدَ اللهِ بنَ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةَ المَخزوميَّ، وعَمرَو بنَ العاصِ السَّهْميَّ، وأمَّروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قبلَ أنْ تُكلِّموا النَّجاشيَّ فيهم، ثُمَّ قَدِّموا له هَداياه، ثُمَّ سَلُوه أنْ يُسلِمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا، فقَدِما على النَّجاشيِّ، ونحن عندَه بخَيرِ دارٍ، عندَ خيرِ جارٍ، فلمْ يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَديَّتَه، وقالا له: إنَّه قد ضَوَى إلى بَلدِ المَلِكَ منَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنتم، وقد بَعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم، ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم، فأشيروا عليه بأنْ يُسلِمَهم إلينا، ولا يُكلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهم: نعمْ. ثُمَّ إنَّهما قَرَّبا هَدايا النَّجاشيِّ، فقبِلَها منهم، ثُمَّ كَلَّماه، فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه ضَوَى إلى بَلدِكَ منَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنت، وقد بعَثَنا إليك أشرافُ قَومِهم مِن آبائِهم وأعمامِهم وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ وعَمرٍو مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشيُّ كَلامَهم. فقالتْ بَطارِقَتُه حَولَه: صدَقوا أيُّها المَلِكُ، فأسلِمْهم إليهما. فغضِبَ النَّجاشيُّ، ثُمَّ قال: لا ها اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوَروني، ونزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِواي حتى أدْعُوهم، فأسألَهم. ثُمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ، فدَعاهم، فلمَّا جاءهم رسولُه اجتَمَعوا، ثُمَّ قال بَعضُهم لبَعضٍ: ما تقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قالوا: نقولُ -واللهِ- ما علِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كائنًا في ذلك ما كان. فلمَّا جاؤوه وقد دَعا النَّجاشيُّ أساقِفَتَه، فنشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحدٍ مِن هذه الأُمَمِ؟ قالتْ: وكان الذي يُكلِّمُه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّا كنَّا قَومًا أهلَ جاهليَّةٍ؛ نَعبُدُ الأصنامَ، ونَأكُلُ المَيْتةَ، ونَأتي الفَواحشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، ويَأكُلُ القَويُّ منَّا الضَّعيفَ، فكنَّا على ذلك حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا منَّا، نَعرِفُ نَسَبَه وصِدقَه وأمانتَه وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كنَّا نَعبُدُ وآباؤنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأوْثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحَديثِ، وأداءِ الأمانة، وصِلةِ الرَّحمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عن المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عن الفَواحشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ لا نُشرِكُ به شيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ، والزَّكاةِ، والصِّيامِ -قالتْ: فعَدَّدَ له أُمورَ الإسلامِ-؛ فصَدَّقْناه، وآمَنَّا به، واتَّبَعْناه، فعَدا علينا قَومُنا، فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوْثانِ، وأنْ نَستحِلَّ ما كنَّا نَستحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالُوا بيْنَنا وبيْنَ دِينِنا؛ خرَجْنا إلى بَلدِكَ، واختَرْناكَ على مَن سِواكَ، ورغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال: هل معك ممَّا جاء به عن اللهِ مِن شيءٍ؟ قال: نعمْ. قال: فاقرَأْه علَيَّ. فقرَأَ عليه صَدرًا مِن: {كهيعص}، فبَكى -واللهِ- النَّجاشيُّ حتى أخضَلَ لِحيَتَه، وبكَتْ أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تُليَ عليهم. ثُمَّ قال النَّجاشيُّ: إنَّ هذا والذي جاء به موسى ليَخرُجُ مِن مِشْكاةٍ واحدةٍ، انطَلِقا، فواللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبدًا، ولا أُكادُ. فلمَّا خَرَجا، قال عَمرٌو: واللهِ لأُنبِئَنَّه غَدًا عَيبَهم، ثُمَّ أستأصِلُ خَضراءَهم. فقال له عَبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتقى الرَّجُلَينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى عَبدٌ. ثُمَّ غَدَا عليه، فقال: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأرسِلْ إليهم، فسَلْهم عما يقولونَ فيه. فأرسَلَ يَسألُهم. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُها، فاجتمَعَ القَومُ، ثُمَّ قالوا: نقولُ -واللهِ- فيه ما قال اللهُ تَعالى، كائنًا ما كان. فلمَّا دَخَلوا عليه، قال لهم: ما تقولونَ في عيسى؟ فقال له جَعفَرٌ: نقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عَبدُ اللهِ، ورسولُه، ورُوحُه، وكَلِمتُه ألقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ. فضَرَبَ النَّجاشيُّ يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ عُودًا، ثُمَّ قال: ما عَدا عيسى ما قُلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتم سُيومٌ بأرضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ-، مَن سَبَّكم غرِمَ، ثُمَّ مَن سَبَّكم غرِمَ، ما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرى ذَهبًا، وأنِّي آذَيتُ رَجُلًا منكم -والدَّبْرُ بلِسانِهم: الجَبلُ-، رُدُّوا عليهما هَداياهما، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ منِّي الرِّشْوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشْوةَ فيه، وما أطاعَ النَّاسَ فيَّ، فأُطيعَهم فيه. فخَرَجا مَقبوحَيْنِ! مَردودًا عليهما ما جاءا به، وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خيرِ جارٍ. فواللهِ إنَّا على ذلك، إذ نزَلَ به -يَعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- فواللهِ ما علِمْنا حَربًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حَربٍ حربناه ، تَخوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلك على النَّجاشيِّ، فيَأتيَ رَجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشيُّ يَعرِفُ منه. وسار النَّجاشيُّ، وبينهما عَرضُ النِّيلِ. فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن رَجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثُمَّ يَأتيَنا بالخَبرِ؟ فقال الزُّبَيرُ: أنا. -وكان مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا- فنَفَخوا له قِربةً، فجَعَلها في صَدرِه، ثُمَّ سَبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى مَكانِ المُلتقى، وحضَرَ. فدَعَوْنا اللهَ للنَّجاشيِّ بالظُّهورِ على عَدوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوسَقَ له أمْرُ الحَبشةِ، فكنَّا عندَه في خيرِ مَنزِلٍ حتى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بمكَّةَ.
الراوي : أم سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/431-434 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

25 - أُتيَ بي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقدَمَه المدينةَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، هذا غُلامٌ مِن بَني النَّجَّارِ، وقد قرَأَ ممَّا أُنزِلَ عليك سَبعَ عَشْرةَ سورةً. فقرَأْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فأعجَبَه ذلك، وقال: يا زَيدُ، تَعلَّمْ لي كِتابَ يَهودَ؛ فإنِّي -واللهِ- ما آمَنُهم على كِتابي. قال: فتَعلَّمتُه، فما مَضى لي نِصفُ شَهرٍ حتى حذِقتُه، وكنتُ أكتُبُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا كتَبَ إليهم.
الراوي : أبو خارجة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/428 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

26 - جاءَ رجُلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فقال: السَّلامُ عليكم، فردَّ عليه، ثُمَّ جلَسَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: عَشْرٌ، ثُمَّ جاءَ آخَرُ، فقال: السَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللَّهِ، فرَدَّ عليه، فجلَسَ، فقال: عِشرونَ، ثُمَّ جاءَ آخَرُ، فقال: السَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُهُ، فرَدَّ عليه، فجلَسَ، وقال: ثلاثونَ.
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 13/ 207 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

27 - عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنه بعَثَ رَهْطًا، وبعَثَ عليهم أبا عُبَيْدةَ، فلمَّا ذهَبَ لِينطلِقَ بكَى صَبابةً إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فجلَسَ، فبعَثَ عليهم عبدَ اللهِ بنَ جَحْشٍ مَكانَه، وكتَبَ له كِتابًا، وأمَرَه ألَّا يَقرَأَ الكِتابَ حتى يبلُغَ مَكانَ كذا وكذا، وقال: لا تُكْرِهَنَّ أحَدًا من أصحابِكَ على المَسيرِ معك، فلمَّا قرَأَ الكِتابَ استرْجَعَ، وقالَ: سَمْعٌ وطاعةٌ للهِ ولرَسولِه، فخبَّرَهم الخَبَرَ، وقرَأَ عليهم الكِتابَ، فرجَعَ رجُلانِ، ومضى بقِيَّتُهم، فلَقُوا ابنَ الحَضْرمِيِّ، فقَتَلوه، ولم يَدْروا أنَّ ذلك اليومَ من رجَبٍ أو جُمادَى، فقال المُشرِكونَ للمُسلِمينَ: قتَلْتُم في الشَّهْرِ الحَرامِ. فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجَلَّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} [البقرة: 217] الآيةَ، فقال بَعضُهم: إنْ لم يكونوا أصابوا وِزْرًا فليس لهم أجْرٌ، فأنزلَ اللهُ عزَّ وجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 218].
الراوي : جندب بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم :  7/ 42   | خلاصة حكم المحدث :  [له طرق بمجموعها يكون صحيحا] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

28 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَ رَجُلًا على الصَّدقةِ، فقال لأبي رافعٍ: انطلِقْ معي، فنُصيبَ منها. قُلتُ: حتى أستأذِنَ رَسولَ اللهِ، فاستأذَنتُه، فقال: يا أبا رافعٍ، إنَّ مَولى القَومِ مِن أنفُسِهم، وإنَّا لا تَحِلُّ لنا الصَّدقةُ.
الراوي : رافع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/17 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

29 - عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: أتَيتُ المدينةَ للِقاءِ أصحابِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يَكُنْ فيهم رَجُلٌ ألقاه أحَبُّ إلَيَّ مِن أُبَيٍّ، فأُقيمَتِ الصَّلاةُ، وخرَجَ، فقُمتُ في الصَّفِّ الأوَّلِ، فجاء رَجُلٌ، فنظَرَ في وُجوهِ القَومِ، فعرَفَهم غيري، فنَحَّاني، وقام في مَقامي، فما عقَلتُ صَلاتي، فلمَّا صلَّى، قال: يا بُنَيَّ، لا يَسوؤُكَ اللهُ، فإنِّي لم آتِ الذي أتَيتُ بجَهالةٍ، ولكنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لنا: كونوا في الصَّفِّ الذي يَليني. وإنِّي نظَرتُ في وُجوهِ القَومِ، فعرَفتُهم غيرَكَ. وإذا هو أُبَيٌّ رضيَ اللهُ عنه.
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/396 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

30 - أتَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بتَمَراتٍ، فقُلتُ: ادْعُ لي فيهنَّ يا رسولَ اللهِ بالبَركةِ. فقبَضَهنَّ، ثُمَّ دَعا فيهنَّ بالبَركةِ، ثُمَّ قال: خُذهُنَّ، فاجعَلهُنَّ في مِزوَدٍ، فإذا أرَدتَ أنْ تَأخُذَ منهنَّ، فأدخِلْ يَدَكَ، فخُذْ، ولا تَنثُرْهنَّ نَثرًا. فقال: فحمَلتُ مِن ذلك التَّمرِ كذا وكذا وَسْقًا في سَبيلِ اللهِ، وكنَّا نَأكُلُ ونُطعِمُ، وكان المِزوَدُ مُعلَّقًا بحِقْوي، لا يُفارِقُ حِقْوي، فلمَّا قُتِلَ عُثمانُ انقطَعَ!
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/630 | خلاصة حكم المحدث : [حسن] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه
 

1 - قالتْ أُمُّ حَبيبةَ: رَأيْتُ في النَّومِ كأنَّ عُبَيدَ اللهِ بنَ جَحشٍ بأسوَأِ صورةٍ وأشوَهِه، ففَزِعتُ، فإذا هو يقولُ حينَ أصبَحَ: يا أُمَّ حَبيبةَ، إنِّي نظَرتُ في الدِّينِ، فلمْ أرَ دِينًا خيرًا مِن النَّصرانيَّةِ، وكنتُ قد دِنتُ بها، ثُمَّ دخَلتُ في دِينِ محمَّدٍ، فقد رجَعتُ إليها. فأخبَرَتْه بالرُّؤيا، فلمْ يَحفَلْ بها، وأكَبَّ على الخَمرِ حتى مات! فأَرى في النَّومِ كأنَّ آتيًا يقولُ لي: يا أُمَّ المؤمنينَ. ففَزِعتُ، فأوَّلتُها أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتزوَّجُني. فما هو إلَّا أنِ انقَضَتْ عِدَّتي، فما شعَرتُ إلَّا ورسولُ النَّجاشيِّ على بابي يَستأذِنُ، فإذا جاريةٌ له يُقالُ لها: البُرْهةُ، كانتْ تقومُ على ثِيابِه ودُهنِه، فدخَلَتْ علَيَّ، فقالتْ: إنَّ المَلِكَ يقولُ لكِ: إنَّ رسولَ اللهِ كتَبَ إلَيَّ أنْ أُزوِّجَكِ. فقُلتُ: بشَّرَكِ اللهُ بخَيرٍ. قالتْ: يقولُ المَلِكُ: وَكِّلي مَن يُزوِّجُكِ. فأرسَلَتْ إلى خالدِ بنِ سَعيدٍ، فوَكَّلَتْه، وأعطَتِ البُرْهةَ سِوارَينِ مِن فِضَّةٍ، وخَواتيمَ كانتْ في أصابعِ رِجلَيْها، وخَدَمتَينِ كانتا في رِجلَيْها. فلمَّا كان  العَشيُّ، أمَرَ النَّجاشيُّ جَعفَرَ بنَ أبي طالبٍ ومَن هناك مِن المُسلمينَ، فحَضَروا، فخطَبَ النَّجاشيُّ، فقال: الحَمدُ للهِ المَلِكِ القُدُّوسِ السَّلامِ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا عَبدُه ورسولُه، وأنَّه الذي بشَّرَ به عيسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. ثُمَّ خطَبَ خالدُ بنُ سَعيدٍ، وزَوَّجَها، وقبَضَ أربَعَ مِئةِ دِينارٍ، ثُمَّ دَعا بطَعامٍ، فأكَلوا. قالتْ: فلمَّا وصَلَ إلَيَّ المالَ، عزَلتُ خَمسينَ دِينارًا  لأبرَهةَ، فأبَتْ، وأخرَجَتْ حُقًّا فيه كلُّ ما أعطَيتُها، فرَدَّتْه، وقالتْ: عزَمَ علَيَّ المَلِكُ ألَّا أرزَأَكِ شيئًا، وقد أسلَمتُ للهِ، وحاجَتي إليكِ أنْ تُقرِئي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منِّي السَّلامَ. ثُمَّ جاءتْني مِن عندِ نِساءِ المَلِكِ بعُودٍ، وعَنبَرٍ،  وزَبادٍ كَثيرٍ.
الراوي : إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/442 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] الواقدي متروك لا يحتج به. | أحاديث مشابهة

2 - جاء رَجُلٌ إلى طَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ، فقال: يا أبا محمَّدٍ، أرَأيْتَ هذا اليَمانيَّ -يَعني: أبا هُرَيرةَ- أهو أعلَمُ بحَديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منكم، نَسمَعُ منه أشياءَ لا نَسمَعُها منكم، أم هو يقولُ على رسولِ اللهِ ما لم يَقُلْ؟ قال: أمَّا أنْ يَكونَ سمِعَ ما لم نَسمَعْ، فلا أشُكُّ؛ سأُحدِّثُكَ عن ذلك، إنَّا كنَّا أهلَ بُيوتاتٍ وغَنَمٍ وعَملٍ، كنَّا نَأتي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَرَفَيِ النَّهارِ، وكان مِسكينًا ضَيفًا على بابِ رسولِ اللهِ، يَدُه مع يَدِه، فلا نَشُكُّ أنَّه سمِعَ ما لم نَسمَعْ، ولا تَجِدُ أحدًا فيه خَيرٌ يقولُ على رسولِ اللهِ ما لم يَقُلْ.
الراوي : أبو أنس مالك بن أبي عامر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/605 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات.

3 - ثقُلَ ابنٌ لأُمِّ سُلَيمٍ، فخرَجَ أبو طَلحةَ إلى المسجدِ، فتُوُفِّيَ الغُلامُ، فهَيَّأتْ أُمُّ سُلَيمٍ أمْرَه، وقالتْ: لا تُخبِروه. فرجَعَ، وقد سَيَّرَتْ له عَشاءَه، فتَعشَّى، ثُمَّ أصابَ مِن أهلِه، فلمَّا كان مِن آخِرِ اللَّيلِ، قالتْ: يا أبا طَلحةَ، ألمْ تَرَ إلى آلِ أبي فُلانٍ استَعاروا عاريَةً، فمَنَعوها، وطُلِبَتْ منهم، فشَقَّ عليهم؟ فقال: ما أنصَفوا. قالتْ: فإنَّ ابنَكَ كان عاريَةً مِن اللهِ، فقَبَضَه. فاستَرجَعَ، وحمِدَ اللهَ. فلمَّا أصبَحَ غَدا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا رَآه قال: بارَكَ اللهُ لكما في لَيلتِكما. فحمَلَتْ بعَبدِ اللهِ بنِ أبي طَلحةَ، فوَلَدَتْ لَيلًا، فأرسَلَتْ به معي، وأخَذتُ تَمراتِ عَجْوةٍ، فانتهَيتُ به إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَهنَأُ أباعِرَ له، ويَسِمُها، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ولَدَتْ أُمُّ سُلَيمٍ اللَّيلةَ. فمضَغَ بَعضَ التَّمراتِ برِيقِه، فأوْجَرَه إيَّاه، فتَلمَّظَ الصَّبيُّ، فقال: حُبُّ الأنصارِ التَّمرَ. فقُلتُ: سَمِّه يا رسولَ اللهِ. قال: هو عَبدُ اللهِ.
الراوي : أنس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/311 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

4 - مرَرتُ بعُثمانَ في المسجدِ، فسَلَّمتُ عليه، فمَلَأَ عَينَيه منِّي، ثُمَّ لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ، فأتَيتُ عُمَرَ. فقُلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ، هل حدَثَ في الإسلامِ شيءٌ؟ قال: وما ذاك؟ قُلتُ: إنِّي مرَرتُ بعُثمانَ آنِفًا، فسَلَّمتُ فلمْ يَرُدَّ علَيَّ. فأرسَلَ عُمَرُ إلى عُثمانَ. فأتاه، فقال: ما يَمنَعُكَ أنْ تَكونَ رَدَدتَ على أخيكَ السَّلامَ؟ قال: ما فعَلتُ. قُلتُ: بلى، حتى حلَفَ وحلَفتُ. ثُمَّ إنَّه ذَكَرَ، فقال: بلى! فأستَغفِرُ اللهَ وأتوبُ إليه، إنَّكَ مرَرتَ بي آنِفًا، وأنا أُحدِّثُ نَفْسي بكَلِمةٍ سمِعتُها مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا واللهِ ما ذكَرتُها قَطُّ إلَّا يَغشى بَصري وقَلبي غِشاوةٌ. فقال سَعدٌ: فأنا أُنبِئُكَ بها، إنَّ رسولَ اللهِ ذكَرَ لنا أوَّلَ دَعْوةٍ، ثُمَّ جاءه أعرابيٌّ فشغَلَه، ثُمَّ قام رسولُ اللهِ، فاتَّبَعتُه، فلمَّا أشفَقتُ أنْ يَسبِقَني إلى مَنزِلِه، ضرَبتُ بقَدمي الأرضَ، فالتفَتَ إلَيَّ، فالتفَتُّ. فقال: أبو إسحاقَ؟ قُلتُ: نعمْ يا رسولَ اللهِ. قال: فمَهْ؟ قُلتُ: لا واللهِ، إلَّا أنَّكَ ذكَرتَ لنا أوَّلَ دَعْوةٍ، ثُمَّ جاء هذا الأعرابيُّ. فقال: نعمْ، دَعْوةُ ذي النُّونِ: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]، فإنَّها لم يَدْعُ بها مُسلمٌ ربَّه في شيءٍ قَطُّ إلَّا استَجابَ له.
الراوي : جد إبراهيم بن محمد بن سعد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/94 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة

5 - لمَّا ماتتْ خَديجةُ جاءتْ خَولةُ بِنتُ حَكيمٍ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، ألَا تَزوَّجُ؟ قال: ومَن؟ قالتْ: إنْ شِئتَ بِكرًا، وإنْ شِئتَ ثَيِّبًا. قال: مَن البِكرُ، ومَن الثِّيِّبُ؟ قالتْ: أمَّا البِكرُ؛ فعائشةُ ابنةُ أحَبِّ خَلقِ اللهِ إليكَ، وأمَّا الثَّيِّبُ؛ فسَودةُ بِنتُ زَمعةَ، قد آمَنَتْ بك، واتَّبَعَتكَ. قال: اذكُريهما علَيَّ. قالتْ: فأتَيتُ أُمَّ رُومانَ، فقُلتُ: يا أُمَّ رُومانَ، ماذا أدخَلَ اللهُ عليكم مِن الخَيرِ والبَركةِ؟! قالتْ: ماذا؟ قالتْ: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذكُرُ عائشةَ. قالتْ: انتظِري؛ فإنَّ أبا بَكرٍ آتٍ. فجاء أبو بَكرٍ، فذكَرتُ ذلك له، فقال: أوَتَصلُحُ له وهي ابنةُ أخيه؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنا أخوه وهو أخي، وابنَتُه تَصلُحُ لي. فقام أبو بَكرٍ، فقالتْ لي أُمُّ رُومانَ: إنَّ المُطعِمَ بنَ عَديَّ كان قد ذكَرَها على ابنِه، وواللهِ ما أخلَفَ وَعدًا قَطُّ. قالتْ: فأتى أبو بَكرٍ المُطعِمَ، فقال: ما تَقولُ في أمْرِ هذه الجاريةِ؟ قال: فأقبَلَ على امرأتِه، فقال: ما تَقولينَ؟ فأقبَلَتْ على أبي بَكرٍ، فقالتْ: لعلَّنا إنْ أنكَحْنا هذا الفتَى إليك تُدخِلُه في دِينِكَ. فأقبَلَ عليه أبو بَكرٍ، فقال: ما تَقولُ أنت؟ قال: إنَّها لتَقولُ ما تَسمَعُ. فقام أبو بَكرٍ، وليس في نَفْسِه مِن المَوعِدِ شيءٌ، فقال لها: قولي لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فليَأتِ. فجاء، فمَلَكَها. قالتْ: ثُمَّ انطلَقتُ إلى سَودةَ، وأبوها شَيخٌ كَبيرٌ... وذكَرَتِ الحَديثَ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/150 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

6 - عن عائشةَ زَوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالتْ: دخَلَ الحَبَشُ المسجدَ يَلعَبونَ، قال لي: يا حُمَيراءُ، أتُحِبِّينَ أنْ تَنظُري إليهم؟ فقالتْ: نعمْ. فقام بالبابِ وجِئتُه، فوَضَعتُ ذَقَني على عاتِقِه، فأسنَدتُ وَجهي إلى خَدِّه، قالتْ: ومِن قَولِهم يومَئِذٍ: أبا القاسِمِ طَيِّبًا. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وحَسبُكِ. قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، لا تَعجَلْ. فقام لي، ثُمَّ قال: حَسبُكِ. فقُلتُ: لا تَعجَلْ يا رسولَ اللهِ. قالتْ: وما بي حُبُّ النَّظرِ إليهم، ولكنِّي أحبَبتُ أنْ يَبلُغَ النِّساءَ مَقامُه لي، ومَكاني منه.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم :   2/ 152   | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

7 - جاءَتْ فاطمةُ غُدَيَّةً بثَريدٍ لها تَحمِلُها في طَبقٍ، حتى وضَعَتْها بينَ يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال لها: أين ابنُ عَمِّكِ؟ قالتْ: هو في البيتِ، قال: ادْعيهِ، وائْتيني بابْنيَّ، قالتْ: فجاءَتْ تقودُ ابنَيْها، كلُّ واحدٍ منهما في يَدٍ، وعليٌّ يَمْشي في أَثَرِها، حتى دَخَلوا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأجْلَسَهما في حِجْرِه، وجلَسَ عليٌّ على يَمينِه، وجلَسَتْ فاطمةُ عن يَسارِه، قالت أُمُّ سَلَمةَ: فأخَذْتُ من تَحتي كِساءً كان بِساطَنا على المَنامةِ في البيتِ ببُرْمةٍ فيها خَزيرةٌ، فجَلَسوا يأكُلونَ من تلك البُرْمةِ، وأنا أُصَلِّي في تلك الحُجرةِ، فنزَلَتْ هذه الآيةُ: {إِنَّمَا يُرِيْدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]، فأخَذَ فَضْلَ الكِساءِ، فغَشَّاهم، ثم أخرَجَ يَدَه اليُمْنى منَ الكِساءِ، وأَلْوى بها إلى السماءِ، ثم قال: اللَّهُمَّ هؤلاء أهلُ بَيْتي وحامَتي، قالت: فأدخَلْتُ رَأْسي، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، وأنا معَكم، قال: أنتِ إلى خَيرٍ -مرَّتيْنِ.
الراوي : أم سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 10/247 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - قَدِمتُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدعاني إلى الإسلامِ، فدخَلتُ فيه، وأقرَرتُ به، فدعاني إلى الزَّكاةِ، فأقرَرتُ بها، وقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أرجِعُ إلى قَوْمي، فأدعوهم إلى الإسلامِ، وأداءِ الزَّكاةِ، فمَنِ استَجابَ لي، جَمَعتُ زكاتَه، فيُرسِلُ إليَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَسولًا [لِإبَّانِ] كذا وكذا، لِيأتيَكَ ما جَمَعتُ مِنَ الزَّكاةِ، فلمَّا جَمَعَ الحارِثُ الزَّكاةَ ممَّنِ استَجابَ له، وبَلَغَ الإبَّانُ الذي أرادَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يُبعَثَ إليه، احتَبَسَ عليه الرَّسولُ، فلم يأتِهِ، فظَنَّ الحارِثُ أنَّه قد حَدَثَ فيه سَخْطةٌ مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ، ورَسولِهِ، فدعا [بسَرَواتِ] قَومِه، فقال لهم: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان وَقَّتَ لي وَقتًا يُرسِلُ إليَّ رَسولَه لِيَقبِضَ ما كان عِندي مِنَ الزَّكاةِ، وليس مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الخُلْفُ، ولا أرى حَبْسَ رَسولِهِ إلَّا مِن سَخْطةٍ كانت، فانطَلِقوا فنأتيَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وبَعَثَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الوَليدَ بنَ عُقبةَ إلى الحارِثِ، لِيَقبِضَ ما كان عِندَه، ممَّا جَمَعَ مِنَ الزَّكاةِ، فلمَّا أنْ سارَ الوَليدُ حتى بَلَغَ بَعضَ الطَّريقِ، فَرِقَ، فرَجَعَ، فأتى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقال: يا رَسولَ اللهِ: إنَّ الحارِثَ مَنَعَني الزَّكاةَ، وأرادَ قَتْلي. فضَرَبَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَعثَ إلى الحارِثِ، فأقبَلَ الحارِثُ بأصحابِه، إذِ استَقبَلَ البَعثَ وفَصَلَ مِنَ المَدينةِ، لَقيَهمُ الحارِثُ، فقالوا: هذا الحارِثُ، فلمَّا غَشيَهم، قال لهم: إلى مَن بُعِثتُم؟ قالوا: إليكَ. قال ولِمَ؟ قالوا: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان بَعَثَ إليكَ الوَليدَ بنَ عُقبةَ، فزَعَمَ أنَّكَ مَنَعتَه الزَّكاةَ، وأرَدتَ قَتْلَه. قال: لا، والذي بَعَثَ محمدًا بالحَقِّ، ما رأيتُه بَتَّةً، ولا أتاني. فلمَّا دَخَلَ الحارِثُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: مَنَعتَ الزَّكاةَ، وأرَدتَ قَتْلَ رَسولي؟ قال: لا، والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ، ما رأيتُهُ ولا أتاني، وما أقبَلتُ إلَّا حينَ احتَبَسَ علَيَّ رَسولُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، خَشيتُ أنْ تَكونَ كانت سَخْطةً مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ ورَسولِه، قال: فنَزَلَتِ الحُجُراتُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6]، إلى هذا المَكانِ: {فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحجرات: 8].
الراوي : الحارث بن ضرار الخزاعي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/413 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] دينار والد عيسى لم يوثقه غير ابن حبان على عادته في توثيق المجاهيل، ولم يرو عنه غير ابنه عيسى.

9 - عن أمِّ سَلَمةَ قالت: كنتُ عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعنده مَيْمونةُ، فأقبلَ ابنُ أمِّ مَكتومٍ، وذلك بعد أنْ أُمِرْنا بالحِجابِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: احتَجِبا منه، فقُلنا: يا رسولَ اللهِ، أليس أعْمَى لا يُبصِرُنا ولا يَعرِفُنا؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:  أفعَمْياوانِ أنتما؟ ألستُما تُبصِرانِه؟
الراوي : أم سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 9/455 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] نبهان مولى أم سلمة لم يوثقه غير ابن حبان على عادته في توثيق المجاهيل

10 - بعَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبي إلى أبي قَطَنٍ في المُحرَّمِ سَنةَ أربَعٍ، فغاب تِسعًا وعِشرينَ لَيلةً، ثُمَّ رجَعَ في صَفَرٍ، وجُرحُه الذي أصابَه يومَ أُحُدٍ مُنتقِضٌ؛ فمات منه، لثَمانٍ خَلَونَ مِن جُمادى الآخِرةِ، وحَلَّتْ أُمِّي في شَوَّالٍ، وتَزوَّجَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. إلى أنْ قال: وتُوُفِّيَتْ سَنةَ تِسعٍ وخَمسينَ في ذي القَعدةِ. ابنُ سَعدٍ: أخبَرَنا أحمدُ بنُ إسحاقَ الحَضرَميُّ، حَدَّثَنا عَبدُ الواحدِ بنُ زيادٍ، حَدَّثَنا عاصمٌ الأحوَلُ، عن زيادِ بنِ أبي مَريَمَ: قالتْ أُمُّ سَلَمةَ لأبي سَلَمةَ: بلَغَني أنَّه ليس امرأةٌ يَموتُ زَوجُها، وهو مِن أهلِ الجنَّةِ، ثُمَّ لم تَزوَّجْ، إلَّا جمَعَ اللهُ بيْنَهما في الجنَّةِ، فتَعالَ أُعاهِدْكَ ألَّا تَزوَّجَ بَعدي، ولا أتزوَّجَ بعدَكَ. قال: أتُطيعينَني؟ قالتْ: نعمْ. قال: إذا مِتُّ تَزوَّجي، اللَّهُمَّ ارزُقْ أُمَّ سَلَمةَ بَعدي رَجُلًا خَيرًا منِّي، لا يُحزِنُها ولا يُؤذيها. فلمَّا مات، قُلتُ: مَن خَيرٌ مِن أبي سَلَمةَ؟ فما لبِثتُ، وجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقام على البابِ، فذكَرَ الخِطبةَ إلى ابنِ أخيها، أو ابنِها. فقالتْ: أرُدُّ على رسولِ اللهِ، أو أتقدَّمُ عليه بعيالي. ثُمَّ جاء الغَدُ، فخطَبَ.
الراوي : عمر بن أبي سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/203 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

11 - أنَّ مُعاويةَ بعَثَ إلى عائشةَ بقِلادةٍ بمِئةِ ألفٍ، فقسَمَتْها بيْنَ أُمَّهاتِ المؤمنينَ. الأعمَشُ: عن تَميمِ بنِ سَلَمةَ، عن عُرْوةَ، عن عائشةَ: أنَّها تَصدَّقَتْ بسَبعينَ ألْفًا؛ وإنَّها لتَرقَعُ جانبَ دِرعِها رضيَ اللهُ عنها. أبو مُعاويةَ: عن هِشامِ بنِ عُرْوةَ، عن ابنِ المُنكَدِرِ، عن أُمِّ ذَرَّةَ، قالتْ: بعَثَ ابنُ الزُّبَيرِ إلى عائشةَ بمالٍ في غِرارَتَينِ، يَكونُ مِئةَ ألْفٍ، فدعَتْ بطَبقٍ، فجعَلَتْ تَقسِمُ في النَّاسِ. فلمَّا أمسَتْ، قالت: هاتي يا جاريةُ فُطوري. فقالتْ أُمُّ ذَرَّةَ: يا أُمَّ المؤمنينَ، أمَا استطَعتِ أنْ تَشتري لنا لَحمًا بدِرهَمٍ؟ قالتْ: لا تُعنِّفيني، لو [أذكَرْتِني]، لفَعَلتُ.
الراوي : عطاء | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/187 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

12 - أنَّ المِسْوَرَ بنَ مَخرَمةَ أخبَرَه أنَّه وفَدَ على مُعاويةَ، فقَضى حاجَتَه، ثم خَلا به، فقال: يا مِسوَرُ، ما فَعَلَ طَعنُكَ على الأئِمَّةِ؟ قال: دَعْنا مِن هذا وأحسِنْ. قال: لا واللهِ، لَتُكَلِّمَنِّي بذاتِ نَفْسِكَ بالذي تَعيبُ علَيَّ. قال مِسوَرٌ: فلم أترُكْ شَيئًا أعيبُه عليه إلَّا بَيَّنتُ له. فقال: لا أبرَأُ مِن الذَّنبِ، فهل تَعُدُّ لنا يا مِسوَرُ ما نَلي مِنَ الإصلاحِ في أمْرِ العامَّةِ؛ فإنَّ الحَسَنةَ بعَشرِ أمثالِها، أم تَعُدُّ الذُّنوبَ، وتَترُكُ الإحسانَ؟ قال: ما تُذكَرُ إلَّا الذُّنوبُ. قال مُعاويةُ: فإنَّا نَعتَرِفُ للهِ بكُلِّ ذَنبٍ أذنَبْناه، فهل لكَ يا مِسوَرُ ذُنوبٌ في خاصَّتِكَ تَخْشى أنْ تُهلِكَكَ إنْ لم تُغفَرْ؟ قال: نَعَمْ. قال: فما يَجعَلُكَ اللهُ برَجاءِ المَغفِرةِ أحَقَّ مِنِّي، فواللهِ ما ألي مِنَ الإصلاحِ أكثَرَ ممَّا تَلي، ولكنْ -واللهِ- لا أُخيَّرُ بيْنَ أمرَيْنِ بيْنَ اللهِ وبَينَ غَيرِه، إلَّا اختَرتُ اللهَ على ما سِواه، وإنِّي لَعَلى دِينٍ يُقبَلُ فيه العَمَلُ ويُجزَى فيه بالحَسَناتِ، ويُجزَى فيه بالذُّنوبِ، إلَّا أنْ يَعفُوَ اللهُ عنها. قال: فخَصَمَني. قال عُروةُ: فلم أسمَعِ المِسوَرَ ذَكَرَ مُعاويةَ إلَّا صلَّى عليه.
الراوي : عروة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/151 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

13 - حدَّثَني سَلمانُ الفارسيُّ، قال: كنتُ رَجُلًا فارسيًّا مِن أهل أصبَهانَ، مِن أهلِ قَريةٍ منها، يُقال لها: جَيُّ، وكان أبي دِهْقانَها، وكنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلمْ يَزَلْ بي حُبُّه إيَّاي حتى حبَسَني في بَيْتِه كما تُحبَسُ الجاريةُ، فاجتهَدتُ في المَجوسيَّةِ، حتى كنتُ قاطِنَ النَّارِ الذي يُوقِدُها، لا يَترُكُها تَخبو ساعةً، وكانتْ لأبي ضَيعةٌ عَظيمةٌ، فشُغِلَ في بُنْيانٍ له يومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلتُ في بُنْياني هذا اليومَ عن ضَيعَتي، فاذهَبْ، فاطَّلِعْها. وأمَرَني ببَعضِ ما يُريدُ، فخرَجتُ، ثُمَّ قال: لا تَحتبِسْ علَيَّ؛ فإنَّكَ إنِ احتبَستَ علَيَّ كنتَ أهَمَّ إلَيَّ مِن ضَيعَتي، وشغَلتَني عن كلِّ شيءٍ مِن أمْري. فخرَجتُ أُريدُ ضَيعَتَه، فمرَرتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائسِ النَّصارى، فسمِعتُ أصْواتَهم فيها وهم يُصلُّونَ -وكنتُ لا أدري ما أمْرُ النَّاسِ بحَبسِ أبي إيَّاي في بَيْتِه-، فلمَّا مرَرتُ بهم، وسمِعتُ أصْواتَهم، دخَلتُ إليهم أنظُرُ ما يَصنَعونَ، فلمَّا رَأيْتُهم، أعجَبَتْني صَلَواتُهم، ورغِبتُ في أمْرِهم، وقُلتُ: هذا -واللهِ- خيرٌ مِن الدِّينِ الذي نحن عليه. فواللهِ ما ترَكتُهم حتى غرَبَتِ الشَّمسُ، وترَكتُ ضَيعةَ أبي، ولم آتِها، فقُلتُ لهم: أين أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ. قال: ثُمَّ رجَعتُ إلى أبي، وقد بعَثَ في طَلَبي، وشغَلتُه عن عَملِه كلِّه. فلمَّا جِئتُه، قال: أيْ بُنَيَّ، أين كنتَ؟ ألمْ أكُنْ عهِدتُ إليك ما عهِدتُ؟ قُلتُ: يا أبَةِ، مرَرتُ بناسٍ يُصلُّونَ في كَنيسةٍ لهم، فأعجَبَني ما رَأيْتُ مِن دِينِهم، فواللهِ ما زِلتُ عندَهم حتى غرَبَتِ الشَّمسُ. قال: أيْ بُنَيَّ، ليس في ذلك الدِّينِ خيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائِكَ خيرٌ منه. قُلتُ: كلا -واللهِ-! إنَّه لخَيرٌ مِن دِينِنا. قال: فخافني، فجعَلَ في رِجْلي قَيدًا، ثُمَّ حبَسَني في بَيْتِه. قال: وبعَثتُ إلى النَّصارى، فقُلتُ: إذا قدِمَ عليكم رَكبٌ مِن الشَّامِ، تُجَّارٌ مِن النَّصارى، فأخبِروني بهم. فقدِمَ عليهم رَكبٌ مِن الشَّامِ، قال: فأخبَروني بهم. فقُلتُ: إذا قضَوْا حَوائجَهم، وأرادوا الرَّجعةَ، فأخبِروني. قال: ففعَلوا، فألقَيتُ الحَديدَ مِن رِجْلي، ثُمَّ خرَجتُ معهم حتى قدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قدِمتُها، قُلتُ: مَن أفضَلُ أهلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسقُفُ في الكَنيسةِ. فجِئتُه، فقُلتُ: إنِّي قد رغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحبَبتُ أنْ أكونَ معك، أخدُمُكَ في كَنيستِكَ، وأتعلَّمُ منك، وأُصلِّي معك. قال: فادخُلْ. فدخَلتُ معه، فكان رَجُلَ سُوءٍ، يَأمُرُهم بالصَّدقةِ، ويُرغِّبُهم فيها، فإذا جمَعوا إليه منها شيئًا، اكتنَزَه لنَفْسِه، ولم يُعطِه المَساكينَ، حتى جمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهبٍ ووَرِقٍ، فأبغَضتُه بُغضًا شَديدًا لمَا رَأيْتُه يَصنَعُ، ثُمَّ مات، فاجتمَعَتْ إليه النَّصارى ليَدفِنوه، فقُلتُ لهم: إنَّ هذا رَجُلُ سُوءٍ، يَأمُرُكم بالصَّدقةِ، ويُرغِّبُكم فيها، فإذا جِئتُم بها كنَزَها لنَفْسِه، ولم يُعطِ المَساكينَ. وأرَيتُهم مَوضِعَ كَنزِه سَبعَ قِلالٍ مَملوءةٍ، فلمَّا رَأوْها قالوا: واللهِ لا نَدفِنُه أبدًا. فصَلَبوه، ثُمَّ رمَوْه بالحِجارةِ، ثُمَّ جاؤوا برَجُلٍ جعَلوه مَكانَه، فما رَأيْتُ رَجُلًا -يَعني لا يُصلِّي الخَمسَ- أُرى أنَّه أفضَلُ منه، أزهَدُ في الدُّنْيا، ولا أرغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدْأبُ لَيلًا ونَهارًا، ما  أعلَمُني أحبَبتُ شيئًا قَطُّ قبلَه حُبَّه، فلمْ أزَلْ معه حتى حضَرَتْه الوَفاةُ. فقُلتُ: يا فُلانُ، قد حضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، وإنِّي -واللهِ- ما أحبَبتُ شيئًا قَطُّ حُبَّكَ، فماذا تَأمُرُني؟ وإلى مَن تُوصِيني؟ قال لي: يا بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُه إلَّا رَجُلًا بالمَوصِلِ، فائْتِه؛ فإنَّكَ ستَجِدُه على مِثلِ حالي. فلمَّا مات وغُيِّبَ، لَحِقتُ بالمَوصِلِ، فأتَيتُ صاحِبَها، فوَجَدتُه على مِثلِ حالِه مِن الاجتهادِ والزُّهدِ، فقُلتُ له: إنَّ فُلانًا أوْصاني إليك أنْ آتيَكَ، وأكونَ معك. قال: فأقِمْ، أيْ بُنَيَّ. فأقَمتُ عندَه على مِثلِ أمْرِ صاحِبِه، حتى حضَرَتْه الوَفاةُ، فقُلتُ له: إنَّ فُلانًا أوْصى بي إليك، وقد حضَرَكَ مِن أمْرِ اللهِ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تَأمُرُني به؟ قال: واللهِ ما أعلَمُ -أيْ بُنَيَّ- إلَّا رَجُلًا بنَصيبينَ. فلمَّا دفَنَّاه، لَحِقتُ بالآخَرِ، فأقَمتُ عندَه على مِثلِ حالِهم، حتى حضَرَه المَوتُ، فأوْصى بي إلى رَجُلٍ مِن أهلِ عَمُّوريَّةَ بالرُّومِ، فأتَيتُه، فوَجَدتُه على مِثلِ حالِهم، واكتسَبتُ حتى كان لي غُنَيمةٌ وبُقَيراتٌ. ثُمَّ احتُضِرَ، فكَلَّمتُه إلى مَن يُوصي بي؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُه بَقيَ أحدٌ على مِثلِ ما كنَّا عليه آمُرُكَ أنْ تَأتيَه، ولكنْ قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ يُبعَثُ مِن الحَرَمِ، مُهاجَرُه بيْنَ حَرَّتَينِ إلى أرضٍ سَبْخةٍ ذاتِ نَخلٍ، وإنَّ فيه عَلاماتٍ لا تَخفى: بيْنَ كَتِفَيه خاتَمُ النُّبوَّةِ، يَأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يَأكُلُ الصَّدقةَ؛ فإنِ استطَعتَ أنْ تَخلُصَ إلى تلكَ البِلادِ، فافعَلْ؛ فإنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُه. فلمَّا وارَيْناه، أقَمتُ حتى مَرَّ بي رِجالٌ مِن تُجَّارِ العَربِ مِن كَلبٍ، فقُلتُ لهم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَربِ، وأُعطيكم غُنَيمَتي وبَقراتي هذه؟ قالوا: نعمْ. فأعطَيتُهم إيَّاها، وحمَلوني، حتى إذا جاؤوا بي وادي القُرى ظلَموني؛ فباعوني عَبدًا مِن رَجُلٍ يَهوديٍّ بوادي القُرى، فواللهِ لقد رَأيْتُ النَّخلَ، وطمِعتُ أنْ يَكونَ البَلدَ الذي نعَتَ لي صاحِبي! وما حَقَّتْ عِندي، حتى قدِمَ رَجُلٌ مِن بَني قُرَيظةَ وادي القُرى، فابتاعَني مِن صاحِبي، فخرَجَ بي حتى قدِمْنا المدينةَ، فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها، فعرَفتُ نَعْتَها. فأقَمتُ في رِقِّي، وبعَثَ اللهُ نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمكَّةَ، لا يُذكَرُ لي شيءٌ مِن أمْرِه، مع ما أنا فيه مِن الرِّقِّ، حتى قدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُباءً، وأنا أعمَلُ لصاحِبي في نخلةٍ له، فواللهِ إنِّي لَفِيها إذ جاءه ابنُ عَمٍّ له، فقال: يا فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بَني قَيلةَ، واللهِ إنَّهم الآن لفي قُباءٍ مُجتمِعونَ على رَجُلٍ جاء مِن مكَّةَ، يَزعُمونَ أنَّه نَبيٌّ. فواللهِ ما هو إلَّا أنْ سمِعتُها، فأخَذَتْني العُرَواءُ -يقولُ: الرِّعْدةُ- حتى ظنَنتُ لأسقُطَنَّ على صاحِبي، ونزَلتُ أقولُ: ما هذا الخَبرُ؟ فرفَعَ مَولايَ يَدَه، فلكَمَني لَكمةً شَديدةً، وقال: ما لك ولهذا، أقبِلْ على عَملِكَ. فقُلتُ: لا شيءَ، إنَّما سمِعتُ خَبرًا، فأحبَبتُ أنْ أعلَمَه. فلمَّا أمسَيتُ، وكان عِندي شيءٌ مِن طَعامٍ، فحمَلتُه وذهَبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بقُباءٍ، فقُلتُ له: بلَغَني أنَّكَ رَجُلٌ صالحٌ، وأنَّ معك أصحابًا لك غُرَباءَ، وقد كان عِندي شيءٌ مِن الصَّدقةِ، فرَأيْتُكم أحَقَّ مَن بهذه البِلادِ، فهاكَ هذا، فكُلْ منه. قال: فأمسَكَ، وقال لأصحابِه: كُلوا. فقُلتُ في نَفْسي: هذه خَلَّةٌ ممَّا وصَفَ لي صاحِبي. ثُمَّ رجَعتُ، وتَحوَّلَ رسولُ اللهِ إلى المدينةِ، فجمَعتُ شيئًا كان عِندي، ثُمَّ جِئتُه به، فقُلتُ: إنِّي قد رَأيْتُكَ لا تَأكُلُ الصَّدقةَ، وهذه هَديَّةٌ. فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأكَلَ أصحابُه، فقُلتُ: هذه خَلَّتانِ. ثُمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَتبَعُ جِنازةً، وعلَيَّ شَملَتانِ لي، وهو في أصحابِه، فاستدَرتُ أنظُرُ إلى ظَهرِه، هل أرى الخاتَمَ الذي وَصَفَ؟ فلمَّا رَآني استَدبَرتُه، عرَفَ أنِّي أستَثبِتُ في شيءٍ وُصِفَ لي، فألقى رِداءَه عن ظَهرِه، فنظَرتُ إلى الخاتَمِ، فعرَفتُه؛ فانكَبَبتُ عليه أُقبِّلُه وأبكي!! فقال لي: تَحوَّلْ. فتَحوَّلتُ، فقَصَصتُ عليه حَديثي كما حدَّثتُكَ يا ابنَ عَبَّاسٍ، فأعجَبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلك أصحابُه. ثُمَّ شغَلَ سَلمانَ الرِّقُّ حتى فاته مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَدرٌ وأُحُدٌ. ثُمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كاتِبْ يا سَلمانُ. فكاتَبتُ صاحِبي على ثَلاثِ مِئةِ نَخلةٍ، أُحييها له بالفَقيرِ وأربعينَ أُوقيَّةً. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَعينوا أخاكم. فأعانوني بالنَّخلِ؛ الرَّجُلُ بثَلاثينَ وَدِيَّةً، والرَّجُلُ بعِشرينَ، والرَّجُلُ بخَمسَ عَشْرةَ، حتى اجتمَعَتْ ثَلاثُ مِئةِ وَدِيَّةٍ. فقال: اذهَبْ يا سَلمانُ، ففَقِّرْ لها، فإذا فرَغتَ فائْتِني أكونُ أنا أضَعُها بيَدي. ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصحابي، حتى إذا فرَغتُ منها، جِئتُه وأخبَرتُه، فخرَجَ معي إليها نُقرِّبُ له الوَدِيَّ، ويَضَعُه بيَدِه، فوالذي نَفْسُ سَلمانَ بيَدِه، ما ماتتْ منها وَدِيَّةٌ واحدةٌ. فأدَّيتُ النَّخلَ، وبَقيَ علَيَّ المالُ، فأُتيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمِثلِ بَيضةِ دَجاجةٍ مِن ذَهبٍ مِن بَعضِ المَغازي. فقال: ما فعَلَ الفارسيُّ المُكاتَبُ؟ فدُعِيتُ له، فقال: خُذْها، فأدِّ بها ما عليك. قُلتُ: وأين تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ؟ قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ سيُؤَدِّي بها عنك. فأخَذتُها، فوَزَنتُ لهم منها أربعينَ أُوقيَّةً، وأوْفَيتُهم حَقَّهم، وعُتِقتُ، فشهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الخَندَقَ حُرًّا، ثُمَّ لم يَفُتْني معه مَشهَدٌ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/506-511 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات وإسناده قوي | شرح حديث مشابه

14 - دخَلَ عَبدُ الرَّحمنِ على أُمِّ سَلَمةَ، فقال: يا أُمَّ المؤمنينَ، إنِّي أخشى أنْ أكونَ قد هلَكتُ؛ إنِّي مِن أكثَرِ قُرَيشٍ مالًا، بِعتُ أرضًا لي بأربعينَ ألفَ دينارٍ. قالتْ: يا بُنَيَّ، أنفِقْ؛ فإنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ مِن أصحابي مَن لنْ يَراني بعدَ أنْ أُفارِقَه. فأتَيتُ عُمَرَ، فأخبَرتُه، فأتاها، فقال: باللهِ أنا منهم؟ قالتْ: اللَّهُمَّ لا، ولنْ أُبرِّئَ أحدًا بعدَكَ. رواه أيضًا أحمدُ، عن أبي مُعاويةَ، عن الأعمَشِ، فقال: عن شَقيقٍ، عن أُمِّ سَلَمةَ.
الراوي : شقيق | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/82 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

15 - عن أُمِّ الفَضلِ قالت: رأيتُ كأنَّ في بَيتي عُضوًا مِن أعضاءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالت: فجَزِعتُ مِن ذلك، فأتَيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فذَكَرتُ له ذلك، فقال: خَيرًا، تَلِدُ فاطِمةُ غُلامًا، فتَكفُلينَه بلَبَنِ ابنِكِ قُثَمَ. قالت: فوَلَدتْ حَسَنًا، فأُعطِيتُه، فأرضَعتُه حتى تحَرَّكَ -أو فطَمتُه-، ثم جِئتُ به إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأجلَستُه في حِجْرِه، فبالَ، فضرَبتُ بيْنَ كَتِفَيْه، فقال: ارفُقي بابْني رَحِمَكِ اللهُ -أو: أصلَحَكِ اللهُ-، أوْجَعتِ ابْني. قالت: قُلتُ يا رَسولَ اللهِ: اخلَعْ إزارَكَ، والبَسْ ثَوبًا غَيرَه، حتى أغسِلَه. قال: إنَّما يُغسَلُ بَولُ الجاريةِ، ويُنضَحُ بَولُ الغُلامِ.
الراوي : أم الفضل | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/440 | خلاصة حكم المحدث :  سنده حسن

16 - كلَّمَني صَواحبي أنْ أُكلِّمَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَأمُرَ النَّاسَ، فيُهدونَ له حيثُ كان؛ فإنَّ النَّاسَ يَتحَرَّونَ بهَداياهم يومَ عائشةَ؛ وإنَّا نُحِبُّ الخَيرَ. فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ صَواحبي كلَّمنَني -وذكَرتُ له-. فسكَتَ، فلمْ يُراجِعْني، فكلَّمتُه فيما بعدُ مَرَّتَينِ أو ثَلاثًا؛ كلُّ ذلك يَسكُتُ، ثُمَّ قال: لا تُؤذيني في عائشةَ؛ فإنِّي -واللهِ- ما نزَلَ الوَحيُ علَيَّ وأنا في ثَوبِ امرأةٍ مِن نِسائي، غيرَ عائشةَ. قُلتُ: أعوذُ باللهِ أنْ أسوءَكَ في عائشةَ.
الراوي : أم سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/199 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات خلا رميثة، فإنه لم يوثقها غير ابن حبان.

17 - لمَّا قسَمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبايا بَني المُصطَلِقِ، وقَعَتْ جُوَيريةُ بِنتُ الحارثِ في السَّهمِ لثابتِ بنِ قَيسِ بنِ الشَّمَّاسِ -أو لابنِ عَمٍّ له-، فكاتَبَتْه على نَفْسِها -وكانتِ امرأةً حُلْوةً مُلَّاحةً لا يَراها أحدٌ إلَّا أخَذَتْ بنَفْسِه-، فأتَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَستعينُه في كِتابَتِها، قالتْ عائشةُ: فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها على بابِ حُجرَتي، فكرِهتُها، وعرَفتُ أنَّه سيَرى فيها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما رَأيْتُ، فدخَلَتْ عليه فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، أنا جُوَيريةُ بِنتُ الحارثِ بنِ أبي ضِرارٍ سَيِّدِ قَومِه، وقد أصابَني مِن البَلاءِ ما لم يَخفَ عليك، فوَقَعتُ في السَّهمِ لثابتِ بنِ قَيسِ بنِ الشَّمَّاسِ -أو لابنِ عَمٍّ له-، فكاتَبتُه على نَفْسي، فجِئتُكَ أستعينُكَ على كِتابتي، قال: فهل لكِ في خَيرٍ مِن ذلكِ؟ قالتْ: وما هو يا رسولَ اللهِ؟ قال: أقضي كِتابتَكِ وأتَزوَّجُكِ؟ قالتْ: نعمْ يا رسولَ اللهِ. قال: قد فعَلتُ. قالتْ: وخرَجَ الخَبرُ إلى النَّاسِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد تَزوَّجَ جُوَيريةَ ابنةَ الحارثِ بنِ أبي ضِرارٍ، فقال النَّاسُ: أصهارُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأرسَلوا ما بأيديهم، قالتْ: فلقد أُعتِقَ لتَزويجِه إيَّاها مِئةُ أهلِ بَيْتٍ مِن بَني المُصطَلِقِ، فما أعلَمُ امرأةً كانتْ أعظَمَ على قَومِها بَركةً منها.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/262 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه أبو داود (3931)، وأحمد (26365) باختلاف يسير

18 - جاء ابنُ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما يَستأذِنُ على عائشةَ وهي في المَوتِ. قال: فجِئتُ، وعندَ رَأْسِها عَبدُ اللهِ ابنُ أخيها عَبدِ الرَّحمنِ، فقُلتُ: هذا ابنُ عَبَّاسٍ يَستأذِنُ. قالتْ: دَعْني مِن ابنِ عَبَّاسٍ، لا حاجةَ لي به، ولا بتَزكيَتِه. فقال عَبدُ اللهِ: يا أُمَّهْ! إنَّ ابنَ عَبَّاسٍ مِن صالحي بَنيكِ يُوَدِّعُكِ، ويُسلِّمُ عليكِ. قالتْ: فائذَنْ له إنْ شِئتَ. قال: فجاء ابنُ عَبَّاسٍ، فلمَّا قعَدَ، قال: أبشِري؛ فواللهِ ما بيْنَكِ وبيْنَ أنْ تُفارِقي كلَّ نَصَبٍ وتَلقَيْ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والأحِبَّةَ، إلَّا أنْ تُفارِقَ رُوحُكِ جَسدَكِ! قالتْ: إيهًا يا ابنَ عَبَّاسٍ! قال: كنتِ أحَبَّ نِساءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -يَعني: إليه- ولم يَكُنْ يُحِبُّ إلَّا طَيِّبًا، سقَطَتْ قِلادَتُكِ لَيلةَ الأبْواءِ، وأصبَحَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليَلقُطَها، فأصبَحَ النَّاسُ ليس معهم ماءٌ؛ فأنزَلَ اللهُ: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43]، فكان ذلك مِن سَببِكِ، وما أنزَلَ اللهُ بهذه الأُمَّةِ مِن الرُّخْصةِ، ثُمَّ أنزَلَ اللهُ تَعالى بَراءتَكِ مِن فوقِ سَبعِ سَمَواتٍ، فأصبَحَ ليس مسجدٌ -مِن مَساجدَ يُذكَرُ فيها اللهُ- إلَّا بَراءتُكِ تُتلَى فيه آناءَ اللَّيلِ والنَّهارِ. قالتْ: دَعْني عنك يا ابنَ عَبَّاسٍ، فواللهِ لوَدِدتُ أنِّي كنتُ نَسيًا مَنسيًّا!
الراوي : ذكوان أبو عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/179 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

19 - بعَثَني النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فقال: اذهَبْ إلى أبي بكرٍ، فإنَّكَ تجِدُهُ في دارِهِ مُحتبِيًا، فقُلْ له: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُقرِئُكَ السَّلامَ، ويقولُ: أَبْشِرْ بالجنَّةِ، ثُمَّ انطَلِقْ إلى عُمرَ، فإنَّكَ تجِدُهُ بالبَنِيَّةِ على حِمارِهِ، تَبرُقُ صَلعتُهُ، فقُلْ له: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُقرِئُكَ السَّلامَ، ويقولُ: أَبْشِرْ بالجنَّةِ، ثُمَّ انطَلِقْ إلى عُثمانَ، فإنَّكَ تجِدُهُ في السُّوقِ يَبيعُ ويَبْتاعُ، فقُلْ له: إنَّ رسولَ اللَّهِ يُقرِئُكَ السَّلامَ، ويقولُ: أَبْشِرْ بالجنَّةِ بَعدَ بلاءٍ شديدٍ. قال: فانطلقتُ فأبلغتُهُمْ ووجدتُهُمْ كما قال النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقال عُثمانُ: أينَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ قلتُ: في مكانِ كذا وكذا، فأخَذَ بيدِي حتَّى أتَيْناهُ، فقال: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّ زيدًا جاءَني، فقال كذا وكذا، فأيُّ بلاءٍ يُصيبُني؟ فوالَّذي بعَثَكَ بالحقِّ ما تمنَّيْتُ ولا تعنَّيْتُ.
الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 15/ 415- 416 | خلاصة حكم المحدث : [فيه عبدالأعلى بن المساور] قال يحيى وأبو داود: ليس بشيء، وقال ابن نمير والنسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف

20 - عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة -والأعمش عن خيثمة، عن قيس بن مروان: أنَّه أتى عُمَرَ، فقال: جِئتُ يا أميرَ المؤمنينَ مِن الكُوفةِ، وترَكتُ بها رَجُلًا يُملي المَصاحِفَ عن ظَهرِ قَلبٍ. فغَضِبَ عُمَرُ، وانتَفَخَ حتى كاد يَملَأُ ما بيْنَ شُعبَتَيِ الرَّجُلِ. فقال: ومَن هو وَيحَكَ؟! فقال: ابنُ مَسعودٍ. فما زال يُطفِئُ غَضبَه، ويَتسَرَّى عنه حتى عاد إلى حالِه، ثُمَّ قال: وَيحَكَ! واللهِ ما أعلَمُ بَقيَ مِن النَّاسِ أحدٌ هو أحَقُّ بذلك منه، وسأُحدِّثُكَ: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَزالُ يَسمُرُ عندَ أبي بَكرٍ اللَّيلةَ كذلك في الأمرِ مِن أمْرِ المُسلمينَ، وإنَّه سَمَرَ عندَه ذاتَ لَيلةٍ وأنا معه، فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وخَرَجْنا معه، فإذا رَجُلٌ قائمٌ يُصلِّي في المسجدِ، فقام رسولُ اللهِ يَسمَعُ قِراءتَه، فلمَّا كِدْنا أنْ نَعرِفَه، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن سَرَّه أنْ يَقرَأَ القُرآنَ رَطبًا كما أُنزِلَ، فليَقرَأْه على قِراءةِ ابنِ أُمِّ عَبدٍ. قال: ثُمَّ جلَسَ يَدعو، فجعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ له: سَلْ تُعْطَه. فقلت: واللهِ لأغدُوَنَّ إليه، فلأُبشِّره ؛ قال: فغَدَوتُ، فوَجَدتُ أبا بَكرٍ قد سبَقَني.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/475 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف

21 - نزَلْنا الرَّبَذةَ، فمَرَّ بنا شَيخٌ أشعَثُ، أبيَضُ الرَّأْسِ واللِّحْيةِ، فقالوا: هذا مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فاستَأذَنَّاه بأنْ نَغسِلَ رَأْسَه، فأذِنَ لنا، واستَأنَسَ بنا، فبيْنَما نحن كذلك، إذ أتاه نَفَرٌ مِن أهلِ العِراقِ -حسِبتُه قال: مِن أهلِ الكُوفةِ- فقالوا: يا أبا ذَرٍّ، فعَلَ بك هذا الرَّجُلُ وفعَلَ! فهل أنت ناصِبٌ لك رايةً فنُكمِّلُكَ برِجالٍ ما شِئتَ؟ فقال: يا أهلَ الإسلامِ، لا تَعرِضوا علَيَّ ذاكُم، ولا تُذِلُّوا السُّلطانَ؛ فإنَّه مَن أذَلَّ السُّلطانَ فلا تَوبةَ له، واللهِ لو صلَبَني على أطوَلِ خَشبةٍ -أو حَبلٍ- لسمِعتُ وصبَرتُ، ورَأيْتُ أنَّ ذلك خَيرٌ لي.
الراوي : شيخين من بني ثعلبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/72 | خلاصة حكم المحدث : فيه جهالة الرجل والشيخين من بني ثعلبة ، وباقي رجاله ثقات. | أحاديث مشابهة

22 - دخَلتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مسجدَ المدينةِ، فجعَلَ يقولُ: أين فُلانٌ؟ أين فُلانٌ؟ فلمْ يَزَلْ يَتفقَّدُهم، ويَبعَثُ إليهم، حتى اجتَمَعوا، فقال: إنِّي مُحدِّثُكم بحديثٍ، فاحفَظوه وعُوه: إنَّ اللهَ اصطَفى مِن خَلقِه خَلقًا يُدخِلُهم الجنَّةَ، وإنِّي مُصطَفٍ منكم، ومُؤاخٍ بيْنَكم كما آخَى اللهُ بيْنَ الملائكةِ، قُمْ يا أبا بَكرٍ. فقام، فقال: إنَّ لك عندي يَدًا، إنَّ اللهَ يَجزيكَ بها، فلو كنتُ مُتَّخِذًا خَليلًا لاتَّخَذتُكَ، فأنت منِّي بمَنزِلةِ قَميصي مِن جَسدي. ادْنُ يا عُمَرُ. فدَنا، فقال: قد كنتَ شَديدَ الشَّغَبِ علينا، فدعَوتُ اللهَ أنْ يُعِزَّ بك الدِّينَ أو بأبي جَهلٍ؛ ففعَلَ اللهُ بك ذلك، وأنت معي في الجنَّةِ ثَالثُ ثَلاثةٍ. ثم آخَى بيْنَه وبيْنَ أبي بَكرٍ. ثم دَعا عُثمانَ، فلمْ يَزَلْ يُدنيه حتى ألصَقَ رُكبَتَه برُكبَتِه، ثُمَّ نظَرَ إلى السَّماءِ، فسبَّحَ ثَلاثًا، ثُمَّ قال: إنَّ لك شَأْنًا في أهلِ السَّماءِ، أنت ممَّن يَرِدُ علَيَّ الحَوضَ وأوْداجُه تَشخُبُ، فأقولُ: مَن فعَلَ بك هذا؟ فتقولُ: فُلانٌ. ثُمَّ دَعا عَبدَ الرَّحمنِ بنَ عَوفٍ، فقال: ادْنُ يا أمينَ اللهِ، والأمينُ في السَّماءِ، يُسلِّطُكَ اللهُ على مالِكَ بالحَقِّ، أمَا إنَّ لك عندي دَعْوةً قد أخَّرتُها. قال: خِرْ لي يا رسولَ اللهِ. قال: حمَّلتَني أمانةً: أكثَرَ اللهُ مالَكَ. وآخَى بيْنَه وبيْنَ عُثمانَ. ثُمَّ دَعا طَلحةَ والزُّبَيرَ، فدنَوَا منه، فقال: أنتما حَواريَّ، كحَواريِّ عيسى. وآخَى بيْنَهما. ثُمَّ دَعا سَعدًا وعَمَّارًا، فقال: يا عَمَّارُ، تَقتُلُكَ الفِئةُ الباغيةُ. ثُمَّ آخَى بيْنَهما. ثُمَّ دَعا أبا الدَّرداءِ وسَلمانَ، فقال: يا سَلمانُ، أنت منَّا أهلَ البَيْتِ، وقد آتاكَ اللهُ العِلمَ الأوَّلَ والعِلمَ الآخِرَ. يا أبا الدَّرداءِ، إنْ تَنقُدْهم يَنقُدوكَ، وإنْ تَترُكْهم يَترُكوكَ، وإنْ تَهرَبْ منهم يُدرِكوكَ، فأقرِضْهم عِرضَكَ ليومِ فَقرِكَ. ثُمَّ آخَى بيْنَهما، ثُمَّ نظَرَ إلى ابنِ عُمَرَ، فقال: الحَمدُ للهِ الذي يَهدي مِن الضَّلالةِ! فقال عليٌّ: يا رسولَ اللهِ، ذهَبَ رُوحي، وانقطَعَ ظَهري حين ترَكتَني. قال: ما أخَّرتُكَ إلَّا لنَفْسي، وأنت عندي بمَنزِلةِ هارونَ مِن موسى، ووارثي. قال: ما أرِثُ منك؟ قال: كِتابَ اللهِ، وسُنَّةَ نَبيِّه، وأنت معي في قَصري في الجنَّةِ مع فاطمةَ، وتَلا: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47].
الراوي : زيد بن أبي أوفى | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/142 | خلاصة حكم المحدث : [فيه زيد ذكر من جرحه]

23 - قال لي أنَسٌ: أقبَلْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنا وأبو طَلحةَ، وصَفيَّةُ رَديفَتُه، فعثُرَتِ النَّاقةُ، فصُرِعَ، وصُرِعَتْ. فاقتَحَمَ أبو طَلحةَ عن راحِلَتِه، فأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا نَبيَّ اللهِ، هل ضَرَّكَ شيءٌ؟ قال: لا، عليك بالمَرأةِ. فألقى أبو طَلحةَ ثَوبَه على وَجهِه، وقصَدَ نحوَها، فنبَذَ الثَّوبَ عليها، فقامتْ، فشَدَّها على راحِلَتِه؛ فركِبَتْ، وركِبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : أنس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/236 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

24 - لَمَّا قَضى سَعدٌ في بَني قُرَيظةَ، ثُمَّ رجَعَ، انفجَرَ جُرحُه، فبلَغَ ذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتاه، فوَضَعَ رَأْسَه في حِجرِه، وسُجِّيَ بثَوبٍ أبيَضَ، وكان رَجُلًا أبيَضَ جَسيمًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اللَّهُمَّ إنَّ سَعدًا قد جاهَدَ في سَبيلِكَ، وصَدَّقَ رسولَكَ، وقَضى الذي عليه،  فتَقبَّلْ رُوحَه بخَيرِ ما تَقبَّلتَ به رُوحًا. فلمَّا سمِعَ سَعدٌ كَلامَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فتَحَ عَينَيْه، ثُمَّ قال: السَّلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ، إنِّي أشهَدُ أنَّكَ رسولُ اللهِ. وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأهلِ البَيتِ: استأذَنَ  اللهَ مِن ملائكتِه  عَددُكم في البَيتِ ليَشهَدوا وَفاةَ سَعدٍ. قال: وأُمُّه تَبكي، وتَقولُ: وَيلَ أُمِّكَ سَعدَا ... حَزامةً وجِدَّا فقيلَ لها: أتقولينَ الشِّعرَ على سَعدٍ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: دَعُوها؛ فغَيرُها مِن الشُّعَراءِ أكذَبُ.
الراوي : رجل من الأنصار | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/286 | خلاصة حكم المحدث : معضل لأنه مرسل، وفيه من لم يسم على التوالي.

25 - أنَّ أبا ذَرٍّ حضَرَه المَوتُ بالرَّبَذةِ، فبكَتِ امرأتُه، فقال: وما يُبكيكِ؟ قالتْ: أبكي أنَّه لا بُدَّ مِن تَغييبكَ، وليس عندي ثَوبٌ يَسَعُكَ كَفنًا. قال: لا تَبكي؛ فإنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يومٍ وأنا عندَه في نَفَرٍ يقولُ: ليَموتَنَّ رَجُلٌ منكم بفَلاةٍ تَشهَدُه عُصابةٌ مِن المؤمنينَ. فكلُّهم مات في جَماعةٍ وقَريةٍ، فلمْ يَبقَ غيري، وقد أصبَحتُ بالفَلاةِ أموتُ، فراقِبي الطَّريقَ؛ فإنَّكِ سوف تَرَيْنَ ما أقولُ، ما كذَبتُ، ولا كُذِبتُ. قالتْ: وأنَّى ذلك، وقد انقطَعَ الحاجُّ؟! قال: راقِبي الطَّريقَ. فبَيْنا هي كذلك، إذ هي بالقَومِ تَخُبُّ بهم رَواحِلُهم كأنَّهم الرَّخَمُ، فأقبَلوا حتى وَقَفوا عليها. قالوا: ما لكِ؟ قالتْ: رَجُلٌ مِن المُسلمينَ تُكفِّنونَه، وتُؤجَرونَ فيه. قالوا: ومَن هو؟ قالتْ: أبو ذَرٍّ. ففَدَوْه بآبائِهم وأُمَّهاتِهم، ووَضَعوا سِياطَهم في نُحورِها يَبتدِرونَه، فقال: أبشِروا، أنتم النَّفَرُ الذين قال فيكم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قال، سمِعتُه يقولُ: ما مِن امرَأَينِ مِن المُسلمينَ هلَكَ بيْنَهما وَلدانِ أو ثَلاثةٌ، فاحتَسَبا وصبَرا، فيَرَيانِ النَّارَ أبدًا. ثُمَّ قال: وقد أصبَحتُ اليومَ حيثُ تَرَوْنَ، ولو أنَّ ثَوبًا مِن ثيابي يَسَعُني لم أُكفَّنْ إلَّا فيه، أنشُدُكم اللهَ ألَّا يُكفِّنَني رَجُلٌ منكم كان أميرًا أو عَرِّيفًا أو بَريدًا، فكلُّ القَومِ كان نال مِن ذلك شيئًا، إلَّا فَتًى مِن الأنصارِ، قال: أنا صاحبُكَ، ثَوبانِ في عَيبَتي مِن غَزلِ أُمِّي، وأحدُ ثَوبَيَّ هذين اللَّذَينِ علَيَّ. قال: أنت صاحبي، فكَفِّنِّي.
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/76 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا

26 - جاء مَخرَمةُ بنُ نَوفَلٍ، فلمَّا سمِعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ به، قال: بِئسَ أخو العَشيرةِ. فلمَّا دخَلَ، بَشَّ به. قالتْ: فلمَّا خرَجَ، كَلَّمتُه في ذلك، فقال: يا عائشةُ، أعَهِدتِني فَحَّاشًا، إنَّ شَرَّ النَّاسِ مَن يُتَّقى شَرُّه!
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 2/543 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو عامر الخزاز: اسمه: صالح بن رستم، وهو كثير الخطأ

27 - عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، قال: أتيتُ صَفْوانَ بنَ عَسَّالٍ، فقال: ما جاءَ بِكَ؟ قلتُ: جئتُ ابتغاءَ العِلْمِ. قالَ: فإنَّ الملائكةَ تَضَعُ أجنِحَتَها لطالبِ العِلْمِ، رِضًى بما يَطلُبُ. قلتُ: حَكَّ في نفسي -أو صَدري- مَسْحٌ على الخُفَّينِ بعد الغائطِ والبولِ، فهل سَمِعْتَ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ذلك شَيْئًا؟ قال: نَعَمْ، كان يَأمُرُنا إذا كنا سَفْرًا أو مُسافرينَ، ألَّا نَنزِعَ خِفافَنا ثلاثةَ أيَّامٍ ولَياليهِنَّ، إلَّا مِن جَنابةٍ، لكنْ من غائطٍ، أو بولٍ، أو نومٍ. قلتُ: هل سمِعْتَه يَذكُرُ الهَوى؟ قال: نعَمْ، بَيْنَا نحن معه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَسيرٍ، إذْ ناداه أعرابيٌّ بصوتٍ له جَهُوريٌّ، فقال: يا محمدُ! فأجابَه على نحوٍ من كلامِه: هاؤم. قال: أرأَيتَ رَجُلًا أحَبَّ قَوْمًا، ولمَّا يَلْحَقْ بهم؟ قال: المَرْءُ مع مَن أحَبَّ. ثم أنشَأَ يُحدِّثُنا: أنَّ مِن قِبَلِ المَغرِبِ بابًا يَفتَحُ اللهُ للتوبةِ مَسيرةُ عَرضِه أربعونَ سَنةً، فلا يَزالُ مَفتوحًا حتى تَطلُعَ الشمسُ مِن قِبَلِه، وذلك قولُه تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام: 158].
الراوي : صفوان بن عسال | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 8/470 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الترمذي (3536) باختلاف يسير، والنسائي (158)، وابن ماجه (478) مختصراً باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

28 - خرَجَ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه، فأحْرَمْنا بالحَجِّ، فلمَّا قَدِمْنا مكَّةَ، قال: اجْعَلوا حَجَّكم عُمرةً، فقال الناسُ: يا رسولَ اللهِ، قد أحْرَمْنا بالحَجِّ، فكيف نَجعَلُها عُمرةً؟ فقال: انْظُروا الذي آمُرُكم به، فافْعَلوا، فرَدُّوا عليه القولَ، فغضِبَ، ثم انطَلَقَ حتى دخَلَ على عائشةَ غَضْبانَ، فرأَتِ الغضَبَ في وَجْهِه، فقالت: مَن أغضَبَكَ؟ أغضَبَه اللهُ، قال: وما لي لا أغضَبُ؟! وأنا آمُرُ بالأمرِ فلا أُتَّبَعُ.
الراوي : البراء | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 5/400 | خلاصة حكم المحدث : سنده قوي

29 - كنتُ عَبدَ جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ، وكان عَمُّه طُعَيمةُ بنُ عَديٍّ قُتِلَ يومَ بَدرٍ، فقال لي: إنْ قتَلتَ حَمزةَ فأنت حُرٌّ. وكنتُ صاحبَ حَربةٍ أرمي، قلَّما أُخطِئُ بها، فخرَجتُ مع النَّاسِ، فلمَّا التقَوْا أخَذتُ حَربَتي، وخرَجتُ أنظُرُ حَمزةَ، حتى رأيْتُه في عُرضِ النَّاسِ مِثلَ الجَمَلِ الأوْرَقِ، يَهُدُّ النَّاسَ بسَيفِه هَدًّا ما  يُليقُ شيئًا، فواللهِ إنِّي لأتهَيَّأُ له إذ تقَدَّمَني إليه سَبَّاعُ بنُ عَبدِ العُزَّى الخُزاعيُّ، فلمَّا رَآه حَمزةُ، قال: هَلُمَّ إلَيَّ يا ابنَ مُقطِّعةِ البُظورِ، ثُمَّ ضرَبَه حَمزةُ، فواللهِ لكأنَّ ما أخطَأَ رَأْسَه، ما رأيْتُ شيئًا قَطُّ كان أسرَعَ مِن سُقوطِ رَأْسِه، فهزَزتُ حَربَتي، حتى إذا رضِيتُ عنها، دفَعتُها عليه، فوقَعَتْ في ثُنَّتِه، حتى خرَجَتْ بيْنَ رِجلَيْه، فوقَعَ، فذهَبَ ليَنوءَ، فغُلِبَ، فترَكتُه وإيَّاها، حتى إذا مات قُمتُ إليه، فأخَذتُ حَربَتي، ثُمَّ رجَعتُ إلى العَسكرِ، فقعَدتُ فيه، ولم يَكُنْ لي حاجةٌ بغيرِه، فلمَّا افتتَحَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مكَّةَ هرَبتُ إلى الطَّائفِ، فلمَّا خرَجَ وَفدُ الطَّائفِ ليُسلِموا، ضاقتْ علَيَّ الأرضُ بما رحُبَتْ، وقُلتُ: ألحَقُ بالشَّامِ، أو اليَمنِ، أو بعضِ البِلادِ. فواللهِ إنِّي لفي ذلك مِن هَمِّي، إذ قال رَجُلٌ: واللهِ إنْ يَقتُلُ محمَّدٌ أحدًا دخَلَ في دِينِه. فخرَجتُ، حتى قدِمتُ المدينةَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: وَحْشيٌّ؟! قُلتُ: نعمْ! قال: اجلِسْ، فحدِّثْني كيف قتَلتَ حَمزةَ؟ فحدَّثتُه كما أُحدِّثُكما، فقال: وَيحَكَ! غَيِّبْ عنِّي وَجهَكَ، فلا أرَينَّكَ. فكنتُ أتنَكَّبُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حيث كان، حتى قُبِضَ. فلمَّا خرَجَ المُسلمونَ إلى مُسَيلِمةَ، خرَجتُ معهم بحَربَتي التي قتَلتُ بها حَمزةَ، فلمَّا التَقى النَّاسُ، نظَرتُ إلى مُسَيلِمةَ وفي يَدِه السَّيفُ، فواللهِ ما أعرِفُه، وإذا رَجُلٌ مِن الأنصارِ يُريدُه مِن ناحيةٍ أُخرى، فكِلانا يَتهَيَّأُ له، حتى إذا أمكَنَني، دفَعتُ عليه حَربَتي، فوقَعَتْ فيه، وشَدَّ الأنصاريُّ عليه، فضرَبَه بالسَّيفِ، فربُّكَ أعلَمُ أيُّنا قتَلَه. فإنْ أنا قتَلتُه، فقد قتَلتُ خيرَ النَّاسِ بعدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقتَلتُ شَرَّ النَّاسِ.
الراوي : وحشي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/176 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي إلي وحشي

30 - اسمُ النَّجاشيِّ: أصْحَمةُ. وقيلَ: أصْحَمُ بنُ بُجْرى. كان له وَلدٌ يُسمَّى: أُرْمى، فبَعَثَه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمات في الطَّريقِ. وقيلَ: إنَّ الذي كان رَفيقَ عَمرِو بنِ العاصِ: عُمارةُ بنُ الوَليدِ بنِ المُغيرةِ المَخزوميُّ. فقال أبو كُرَيبٍ، ومحمَّدُ بنُ آدَمَ المِصِّيصيُّ: حدَّثَنا أسَدُ بنُ عَمرٍو، حدَّثَنا مُجالِدٌ، عن الشَّعبيِّ، عن عَبدِ اللهِ بنِ جَعفَرٍ، عن أبيه، قال: بعَثَتْ قُرَيشٌ عَمرَو بنَ العاصِ، وعُمارةَ بنَ الوَليدِ بهَديَّةٍ مِن أبي سُفْيانَ إلى النَّجاشيِّ، فقالوا له، ونحن عندَه: قد جاء إليك ناسٌ مِن  سَفِلَتِنا وسُفَهائِنا، فادْفَعْهم إلينا. قال: لا، حتى أسمَعَ كَلامَهم...، وذكَرَ نحوَه. إلى أنْ قال: فأمَرَ مُناديًا، فنادى: مَن آذى أحدًا منهم، فأغْرِموه أربعةَ دَراهِمَ. ثُمَّ قال: يَكفيكُم؟ قُلْنا: لا. فأضعَفَها. فلمَّا هاجَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المدينةِ، وظهَرَ بها، قُلْنا له: إنَّ صاحِبَنا قد خرَجَ إلى المدينةِ وهاجَرَ، وقتَلَ الذي كنَّا حدَّثْناك عنهم، وقد أرَدْنا الرَّحيلَ إليه، فزَوِّدْنا. قال: نعمْ. فحَمَّلَنا، وزَوَّدَنا، وأعطانا، ثُمَّ قال: أخبِرْ صاحِبَكَ بما صنَعتُ إليكم، وهذا رسولي معك، وأنا أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّه رسولُ اللهِ، فقُلْ له يَستغفِرْ لي. قال جَعفَرٌ: فخرَجْنا حتى أتَيْنا المدينةَ، فتَلقَّاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاعتَنَقَني، فقال: ما أدْري أنا بفَتحِ خَيبَرَ أفرَحُ، أو بقُدومِ جَعفَرٍ! ثُمَّ جلَسَ، فقام رسولُ النَّجاشيِّ، فقال: هو ذا جَعفَرٌ، فسَلْه ما صنَعَ به صاحِبُنا. فقُلتُ: نعمْ -يَعني: ذكَرتُه له-. فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتَوضَّأَ، ثُمَّ دَعا ثَلاثَ مَرَّاتٍ: اللَّهُمَّ اغفِرْ للنَّجاشيِّ. فقال المُسلمونَ: آمينَ. فقُلتُ للرَّسولِ: انطلِقْ، فأخبِرْ صاحِبَكَ ما رَأيْتَ.
الراوي : أبو موسى الأصبهاني الحافظ | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/436-437 | خلاصة حكم المحدث : [فيه]  أسد بن عمرو، عن مجالد. وكلاهما ضعيف وقد وثقا.