الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - دخَلْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مكةَ وفي البيتِ وحولَ الكعبةِ ثلاثُمئةٍ وستونَ صنمًا تُعبَدُ مِن دونِ اللهِ ، فأمَر بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأكبَّتْ على وجهِها ، ثم قال : جاءَ الحقُّ وزَهَق الباطِلُ إنَّ الباطِلَ كانَ زَهوقًا ، ثم دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم البيتَ فصلَّى فيه ركعتينِ ، فرأى فيه تمثالَ إبراهيمَ ، وإسماعيلَ ، وإسحاقَ ، وقد جعَلوا في يدِ إبراهيمَ الأزلامَ يستقسِمُ بها ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : قاتَلَهُمُ اللهُ ، ما كان إبراهيمُ يستقسِمُ بالأزلامِ ، ثم دعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بزعفرانَ فلطَّخه بتلك التماثيلِ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/242 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

2 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لما فتَح مكةَ قال : كُفوا السلاحَ إلا خزاعةَ عن بني بكرٍ , فأذِن لهم حتى صلَّوُا العصرَ ، ثم قال : كُفوا السلاحَ حتى إذا كان منَ الغدِ لَقي رجلٌ مِن خُزاعةَ رجلًا مِن بني بكرٍ بالمزدلفةِ فقتَله ، فلما بلَغ ذلك النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قام خطيبًا مسندًا ظهرَه إلى الكعبةِ ، فقال : إنَّ أعتى الناسِ على اللهِ ، عزَّ وجلَّ ، مَن عدى في الحرمِ ، وقتَل غيرَ قاتلِه ، ومَن قتَل بِذُحُولِ الجاهليةِ وجاء رجلٌ ، فقال : يا رسولَ اللهِ إنَّ فلانًا ابني عاهَر بامرأةٍ في الجاهليةِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ذهَب أمرُ الجاهليةِ ، لا دِعوةَ في الإسلامِ ، الولدُ للفراشِ ، وللعاهِرِ الأثلبُ قالوا يا نبيَّ اللهِ وما الأثلبُ ؟ قال : الحجرُ قال : وقال في خطبتِه : في الأصابعِ عشرٌ عشرٌ وقال : في الموضحةِ خمسٌ خمسٌ وقال : لا صلاةَ بعدَ صلاةِ الصبحِ حتى تشرقَ الشمسُ ، ولا صلاةَ بعدَ صلاةِ العصرِ حتى تغرُبَ الشمسُ , وقال في خطبتِه : ولا تُنكَحُ المرأةُ على عمتِها ، ولا على خالتِها ، ولا يجوزُ لامرأةٍ عطيةٌ إلا بإذنِ زوجِها , وقال في خطبتِه : وأوفوا بحلفِ الجاهليةِ ، فإنه لا يزيدُه الإسلامَ إلا شدةً ، ولا تُحدِثوا في الإسلامِ حِلفًا
الراوي : [جد عمرو بن شعيب] | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/461 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

3 - أعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرضًا وأعطى أبا بكرٍ أرضًا ، قال: فاختلَفْنا في عذقٍ يعني نخلةً ، فقلتُ : إنما هي مِن أرضي ، وقال أبو بكرٍ : هي مِن أرضي فقلتُ : يا أبا بكرٍ ، أما ترى انظُرْ ، أما ترى أنهَّا مِن أرضي فأبى ، وقال كلمةً ندِم عليها ، فقال لي : يا ربيعةُ ، قل لي مِثلَ ما قلتُ لكَ حتى يكونَ قصاصًا ، قال : قلتُ : لا ، فقال : لا واللهِ إذًا لأستعدِيَنَّ عليكَ رسولَ اللهِ ، قلتُ : أنتَ أعلمُ ، فانطَلَق يؤمُّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، واتبعتُه فجاء ناسٌ مِن قومي ، فقال : يرحمُ اللهُ أبا بكرٍ هو الذي قال لكَ ويستَعدي عليكَ ؟ فانطلَقوا معي ، فقلتُ لهم : أتَدرونَ مَن هذا ؟ هذا أبو بكرٍ الصديقُ ثاني اثنينِ إذ هما في الغارِ يأتي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيغضبُ لغضبِه ويغضبُ اللهُ , عزَّ وجلَّ , لغضبِ رسولُ اللهِ فيهلكُ ربيعةُ ارجِعوا ارجِعوا فرددتُهم ، فانطلَقتُ وقد سبَق إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقصَّ عليه ، فلما جئتُ قال لي : يا ربيعةُ ، مالَكَ والصديقَ ؟ قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، قال لي شيئًا ، وقال لي : قُلْ لي مِثلَ ما قلتُ لكَ حتى يكونَ قصاصًا ، فقلتُ : لا أقولُ لكَ مِثلَ ما قلتَ لي ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أجَل قال : فلا تقُلْ له مِثلَ ما قال لكَ ولكِنْ يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ فقلتُ : يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ ، يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ فولَّى أبو بكرٍ , رضي اللهُ عنه وهو يَبكي
الراوي : ربيعة بن كعب الأسلمي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/403 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

4 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا صلَّى والناسُ حولَه صلَّى صلاةً خفيفةً تامةَ الركوعِ والسجودِ قال: فسجَد ذاتَ يومٍ فأطال السجودَ حتى أومَأَ بعضُنا إلى بعضٍ أن اسكُتوا فإنه ينزلُ عليه فلما فرَغ قال له بعضُ القومِ: يا رسولَ اللهِ أطلتَ السجودَ حتى أومَأَ بعضُنا إلى بعضٍ أنه ينزلُ عليكَ قال: لا ولكنَّها كانتْ صلاةَ رغبةٍ ورهبةٍ سألتُ اللهُ ثلاثًا فأعطاني اثنتينِ ومنعَني واحدةً سألتُه: أن لا يُسحِتَكم بعذابٍ عذَّب به مَن كان قبلَكم فأعطانيها وسألتُه: أن لا يُسَلِّطَ على عامتِكم عدوًّا يَستَبيحُها فأعطانيها وسألتُه: أن لا يَلبِسَكم شيعًا ويذيقَ بعضَكم بأسَ بعضٍ فمنَعنيها قال: قلتُ: أبوكَ سمِعها مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال: نعَم يذكرُ أنه سمِعها مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عددَ أصابعِه هذه
الراوي : خالد الخزاعي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/68 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

5 - أنَّ درجًا أتي به عُمرُ بنُ الخطَّابِ ، فنظَر إليه أصحابُه فلم يعرِفوا قيمتَه ، فقال أتأذَنونَ أن أبعَث به إلى عائشةَ ، لِحُبِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إيَّاها ؟ قالوا : نعَم ، فأُتِي به عائشةُ ففتَحَتْه فقيل : هذا أرسَل به إليكِ عُمرُ بنُ الخطَّابِ ، فقالتْ : ماذا فتَح عليَّ ابنُ الخطَّابِ بعدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ اللهم لا تُبقِني لعطيةِ قابلٍ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/185 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

6 - لما أصيبُ عُمرُ ، دخَلَتْ إليه حفصةُ فقالتْ : يا صاحبَ رسولِ اللهِ ، ويا صِهرَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ويا أميرَ المؤمِنينَ ، فقال عُمرُ لابنِ عُمرُ : أجلِسْني يا عبدَ اللهِ ، أجلِسْني ، فلا صبرَ لي على ما أسمَعُ ، فأسنَدَه إلى صدرِه ، فقال لها : إني أحرجُ عليكِ بما لي عليكِ منَ الحقِّ أن تَندُبيني بعدَ مجلِسِكِ هذا ، فأما عينيكِ فلن أتملَّكَهما ، إنه ليس مِن ميتٍ يَندُبُ بما ليس فيه ، إلا الملائكةُ تَلعَنُه
الراوي : المقدام بن معدي كرب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/505 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

7 - كتَب حاطبُ بنُ أبي بَلتعةَ كتابًا إلى أهلِ مكةَ فأطلَع اللهُ عزَّ وجلَّ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليه فبعَث عليًّا والزبيرَ في إثرِ الكتابِ فأدرَك المرأةَ على بعيرٍ فاستَخرَجاه مِن قرونِها فأتَيا به رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُرِئَ عليه فأرسَل إلى حاطبٍ فقال: يا حاطبُ أنتَ كتَبتَ هذا الكتابَ ؟ قال: نعَم قال: فما حمَلَكَ على ذلك ؟ قال: يا رسولَ اللهِ أما واللهِ إني لَناصحٌ للهِ ولرسولِه ولكن كنتُ غريبًا في أهلِ مكةَ وكان أهلي بين ظهرانَيهِم وخَشيتُ عليهِم فكتبتُ كتابًا لا يضُرُّ اللهَ ورسولَه شيئًا وعسى أنْ يكونَ منفعةً لأهلي قال عُمرُ رضي اللهُ عنه: فاختَرَطتُ سَيفي ثم قلتُ: يا رسولَ اللهِ أمكِنِّي مِن حاطبٍ فإنه قد كفَر فأضرِبُ عُنُقَه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا ابنَ الخطَّابِ ما يُدريكَ لعلَّ اللهَ اطَّلَع على هذه العصابةِ مِن أهلِ بدرٍ فقال: اعمَلوا ما شِئتُم فقد غفَرتُ لكم
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/267 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - دخَلتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَل أبي يكلمُه وهو معرضٌ عنه مقبلٌ على رجلٍ فلما خرَج فقال لي أبي: بُنَيَّ أما رأيتَ ابنَ عمِّكَ كيف أكلمُه فلا يُجيبُني ؟ قلتُ: يأبَهْ أما رأيتَ الرجلَ الذي كان عندَه يكلمُه ؟ قال: لا قال: وكان عندَه أحدٌ ؟ قال: نعَم قال: فرجَع فقال: يا رسولَ اللهِ أكان عندَك أحدٌ ؟ قال رأيتَه ؟ قال: أخبَرَني عبدُ اللهِ بذلك قال: فأقبَل عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال أرأيتَه ؟ قلتُ: نعَم قال: ذاكَ جبريلُ عليه السلامُ هو الذي شغَلَني عنكَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/284 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة

9 - لما انطَلَق النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ مُستَخفِيانِ في الغارِ مرَّا بعبدٍ يَرعى غنمًا فاستَسقاه منَ اللبنِ فقال: ما لي شاةٌ تُحلَبُ غيرَ أنَّ هاهنا عَناقًا حملَتْ أوانَ الشتاءِ فما بَقي لها لبنٌ وقدِ أخدجت فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ائتِنا بها فدَعا عليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالبركةِ ثم حلَب عسا فسَقى أبا بكرٍ ثم حلَب آخرَ فسَقى الراعيَ ثم حلَب فشرِب فقال العبدُ: باللهِ مَن أنتَ ؟ ما رأيتُ مِثلَكَ قَطُّ ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أو تراكَ إن أخبَرتُكَ تَكتُمُ عليَّ ؟ قال: نعَم قال: فإني محمدٌ رسولُ اللهِ قال: أنتَ الذي تزعُمُ قريشٌ أنكَ صابئٌ قال: فإنهم لَيقولونَ ذلك قال: فإني أشهَدُ أنكَ لرسولِ اللهِ وأن ما جِئتَ به حقٌّ وأنه ليس يفعلُ ما فعَلتَ إلا نبيٌّ ثم قال: أتبعُكَ ؟ قال: لا حتى تَسمَعَ أنا قد ظهَرْنا فإذا بلَغَكَ ذلك فاخرُجْ فتبِعَه بعد ما خرَج منَ الغارِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
الراوي : قيس بن النعمان | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/97 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

10 - عن ليلى امرأةِ بشيرِ بنِ الخصاصيةِ ، قالتْ : أرَدتُ أن أصومَ يومَينِ مواصِلًا ، فذكَرتُ ذلك لبشيرٍ ، فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهَى عنه وقال : يفعلُ ذلك اليهودُ ، ولكن صوموا فإذا كان الليلُ فأفطِروا
الراوي : بشير بن معبد بن الخصاصية | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/99 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة

11 - كان سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ في سفَرٍ فذكَروا عليًّا رضي اللهُ عنه فشتَموه فقال سعدٌ: مهلًا عن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإنا أصَبْنا ذنبًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأنزَل اللهُ تعالى: لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ وأرجو أن تكونَ رحمةُ اللهِ سبقَتْ لنا فقال بعضُهم: فواللهِ إن كان لَيُبغِضُكَ ويشتمُكَ الأخينسُ فضحِك سعدٌ حتى استَعلاه الضحِكُ ثم قال: أوليس الرجلُ قد يجِدُ على أخيه في الأمرِ يكونُ بينه وبينه ثم لا يبلُغُ ذلك أمانتَه وذكَر كلمةً أُخرى
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/338 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

12 - دخَلْنا على أنسِ بنِ مالكٍ، فقُلنا حدِّثنا ما سمِعتَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يقولُ: قال : سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، يقولُ : ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه تحرُمُ عليه النارُ - أو حُرِّمَتِ النارُ عليه - : إيمانٌ باللهِ ، وحبٌّ في اللهِ ، وأن يُلقى في النارِ فيحترِقَ ، أحَبُّ إليه مِن أن يرجِعَ في الكفرِ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/141 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

13 - رأيتُ ابنَ عُمرَ يصفرُ لحيتَه ، قال : دخَلنا على أنسٍ ، فقُلنا : حدِّثنا ما سمِعتَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، يقولُ : قال : سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، يقولُ : ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه تحرُمُ عليه النارُ - أو حَرُمَتِ النارُ عليه - : إيمانٌ باللهِ ، وحبٌّ في اللهِ ، وأن يُلقى في النارِ فيحترقَ ، أحَبُّ إليه مِن أن يرجِعَ في الكفرِ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/141 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

14 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لبِث عشْرَ سِنينَ يتبعُ الناسَ في منازِلِهم في الموسمِ بمجنةَ وعكاظٍ وفي منازِلِهم بمِنًى مَن يؤويني وينصُرُني حتى أبلغَ رسالاتِ ربي وله الجنةُ ؟ فلا يجِدُ أحدًا ينصرُه ولا يُئويه حتى إنَّ الرجلَ ليرحلُ منَ اليمنِ أو مِن مُضرَ إلى ذي رحِمِه فيأتيه قومُه فيقولونَ: احذَرْ غلامًا مِن قريشٍ لا يَفتِنَنَّكَ ويمشي بين رحالِهم يدعوهم إلى اللهِ تعالى وهم يُشيرونَ إليه بالأصابعِ حتى بعَثَنا اللهُ له مِن يَثرِبَ فيأتيه الرجلُ مِنا فيؤمِنُ به فيُقرِئُه القرآنَ فيَنقَلِبُ إلى أهلِه فيُسلِمونَ بإسلامِه حتى لم يبقَ دارٌ مِن دورِ يَثرِبَ إلا فيها رهطٌ منَ المسلمينَ يُظهِرونَ الإسلامَ حتى بعَثَنا اللهُ له فائتَمَرْنا واجتَمَعْنا سبعونَ رجلًا مِنا فقُلنا: حتى متى نذَرُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُطرَدُ في جبالِ مكةَ ويَخافُ فرُحْنا حتى قدِمْنا عليه في الموسمِ فواعَدَنا شعبَ العقبةِ قال عمُّه العباسُ: يا ابنَ أخي إني لا أدري ما هؤلاءِ القومِ الذين جاؤوك إني ذو معرفةٍ بأهلِ يَثرِبَ فاجتَمَعْنا عندَه مِن رجلٍ أو رجلينِ فلما نظَر العباسُ في وجوهِنا قال: هؤلاءِ قومٌ لا أعرِفُهم هؤلاءِ أحداثٌ فقُلنا: يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ما نُبايِعُكَ ؟ قال: تُبايِعوني على السمعِ والطاعةِ في النشاطِ والكسلِ وعلى النفقةِ في العُسرِ واليُسرِ وعلى الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عنِ المُنكَرِ وعلى أن تقولوا في اللهِ لا تأخُذُكم فيه لومةُ لائمٍ وعلى أن تَنصُروني إذا قدِمتُ عليكم يَثرِبَ فتَمنَعوني مما تَمنَعونَ منه أنفسَكم وأزواجَكم وأبناءَكم ولكمُ الجنةُ فقُمْنا نُبايِعُه فأخَذ بيدِه أسعدُ بنُ زُرارةَ وهو أصغرُ السبعينَ إلا أنا فقال: رُوَيدًا يا أهلَ يَثرِبَ إنا لم نَضرِبْ إليه أكبادَ المطيِّ إلا ونحن نَعلَمُ أنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنَّ إخراجَه اليومَ مفارقةُ العربِ كافةً وقتلُ خيارِكم وأن تَعُضَّكمُ السيوفُ فإما أنتم قومٌ تَصبِرونَ عليها إذا مسَّتْكم فقتلُ خيارِكم ومُفارقةُ العربِ كافةً فخُذوه وأجرُكم على اللهِ وإما أنتم تخافونَ مِن أنفسِكم خيفةً فذَروه فهو أعذرُ لكم عندَ اللهِ فقالوا: يا أسعدُ أمِطْ عنا يدَكَ فواللهِ لا نذَرُ هذه البيعةَ ولا نَستَقيلُها فقُمْنا إليه رجلٌ رجلٌ يأخذُ علينا بشَرطِه العباسُ ويُعطينا على ذلك الجنةَ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/352 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

15 - أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يختلِفُ إليه رجُلٌ مِن الأنصارِ معه ابنٌ له، فقال له رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يومٍ: أتُحِبُّه يا فلانُ؟ قال: نعمْ يا رسولَ اللهِ، أحبَّك اللهُ كما أُحِبُّه. ففقَدَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسأَلَ عنه، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، مات ابنُه، فقال له رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَا تَرْضى -أو لا تَرْضى- ألَّا تأتِيَ يومَ القيامةِ بابًا مِن أبوابِ الجنَّةِ إلَّا جاء يَسْعى حتَّى يفتَحَ لك؟ فقال رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، أله وحدَه أمْ لكلِّنا؟ قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بلْ لكلِّكُم.
الراوي : قرة بن إياس المزني | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/446 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

16 - كنتُ رِدفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حمارٍ ، فرأى الشمسَ حين غابَتْ ، فقال : يا أبا ذرٍّ ، تَدري أينَ تغرُبُ هذه ؟ قال : فقلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ ، قال : فإنها تَغرُبُ في عينٍ حمِئَةٍ تنطَلِقُ حتى تخِرَّ ساجدةً لربِّها تحتَ العرشِ ، فإذا حان خروجُها أذِن لها ، فإذا أراد اللهُ أن يطلعَها مِن مغربِها حبَسها ، فتقولُ : يا ربِّ إنَّ مَسيري بعيدٌ فيقولُ اطلَعي مِن حيثُ جئتِ فذلك حين لا ينفَعُ نفسًا إيمانُها لم تكُنْ آمَنَتْ مِن قَبلُ
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/209 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

17 - خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُصعِدينَ في أُحُدٍ , ... فذكَر الحديثَ ، قال : ثم أمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليَّ بنَ أبي طالبٍ فأتى المهراسَ ، فأتاه بماءٍ في درقتِه ، فأتى به رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فأراد أن يشرَبَ منه ، فوجَد له ريحًا فعافَه ، فغسَل به وجهَه منَ الدماءِ التي أصابَتْه ، وهو يقولُ : اشتَدَّ غضبُ اللهِ على مَن أدمى وجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وكان الذي أدماه يومئذٍ عتبةُ بنُ أبي وقَّاصٍ
الراوي : الزبير بن العوام | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/221 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

18 - أنَّ عليًّا رضِيَ اللهُ عنه أُتِيَ بناسٍ مِن الزُّطِّ -قال: أحسِبُه قتَلَهم- ثمَّ نظَرَ إلى السَّماءِ، ثمَّ نظَرَ إلى الأرضِ، قال: اللهُ أكبرُ، صدَقَ اللهُ ورسولُه، احْفِروا هذا المكانَ، لا، بلْ هذا المكانَ. ثمَّ نظَرَ إلى السَّماءِ، ثمَّ نظَرَ إلى الأرضِ، ثمَّ قال: اللهُ أكبرُ، صدَقَ اللهُ ورسولُه، احْفِروا هذا المكانَ. قال: فحَفَروا، فألْقاهم فيه. ثمَّ دخَلَ، فدخَلْتُ عليه، فقلْتُ: أرأيْتَ ما كنْتَ تصنَعُ آنفًا عَهِدَ إليك فيهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيئًا؟ قال: لأنْ أخِرَّ مِن السَّماءِ أحَبُّ إليَّ مِن أنْ أقولَ على النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما لم يقُلْ، إنَّما أنا مُكايدٌ، أرأيتَ لو قلْتُ: اللهُ أكبَرُ، صدَقَ اللهُ ورسولُه، احْفِروا هذا المكانَ، ما كان.
الراوي : سويد بن غفلة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 225 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات | أحاديث مشابهة

19 - يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هل نَرى ربَّنا يومَ القيامةِ ؟ فقال: هل تُضارُّونَ في رؤيةِ الشمسِ في الظهيرةِ ليسَتْ في سحابةٍ ؟ قالوا: لا قال: فهل تُضارُّونَ في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ ليس في سحابةٍ ؟ قالوا: لا , قال فوالذي نفسي بيدِه لا تُضارُّونَ في رؤيةِ ربِّكم إلا كما تُضارُّونَ في رؤيةِ أحدِهما فيَلقى العبدُ ربَّه فيقولُ: أيْ فُل ألم أُكرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ وأُزَوِّجْكَ وأُسَخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ وأذرَكَ ترأَسُ وتَربَعُ قال: فيقولُ: بَلى يا ربِّ قال: فيقولُ: فظننتَ أنكَ مُلاقِيَّ ؟ فيقولُ: لا فيقولُ: إني أنساكَ كما نَسيتَني ثم يَلقى الثانيَ فيقولُ أيْ فُل ألم أُكرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ وأُزَوِّجْكَ وأُسَخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ وأذرَكَ تَرأَسُ وتَربَعُ قال: فيقولُ: بَلى يا ربِّ قال: فيقولُ: فظننتَ أنكَ مُلاقِيَّ ؟ فيقولُ: لا , فيقولُ: فإني أنساكَ كما نَسيتَني ثم يَلقى الثالثَ فيقول: أيْ فُل ألم أُكرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ وأُزَوِّجْكَ وأُسَخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ وأذرَكَ تَرأَسُ وتَربَعُ ؟ فيقولُ: بَلى يا ربِّ فيقولُ: ظننتَ أنكَ مُلاقِيَّ ؟ فيقولُ: آمنتُ بكَ وبكتابِكَ وبرُسُلِكَ وصلَّيتُ وصُمتُ وتصدَّقتُ ويُثني بخيرٍ ما استَطاع قال: فيقولُ: فها هُنا إذًا قال: ثم قال: ألا نبعثُ شاهدَنا عليكَ , فيفكرُ في نفسِه مَن ذا الذي يشهدُ عليَّ , فيختمُ على فيه ويقالُ لفخِذِه: انطِقي فينطقُ فخِذُه ولحمُه وعظامُه بعملِه ما كان وذلك ليعذرَ مِن نفسِه وذلك المنافقُ وذلك الذي يسخطُ اللهُ عليه ثم يُنادي منادٍ: ألا لتتبعْ كلُّ أمةٍ ما كانتْ تعبدُ مِن دونِ اللهِ فتتبعُ الشياطينَ والصلبَ أولياؤهم إلى جهنَّمَ قال: وبَقينا أيُّها المؤمنونَ فيأتينا ربُّنا عزَّ وجلَّ وهو ربُّنا وهو يُثيبُنا فيقولَنَّ: علامَ هؤلاءِ ؟ فيقولونَ: نحن عبادُ اللهِ المؤمنينَ آمَنَّا باللهِ لا نُشرِكُ به شيئًا وهذا مقامُنا حتى يأتيَنا ربُّنا عزَّ وجلَّ وهو ربُّنا وهو مُثبِتُنا قال: ثم ينطلقُ حتى يأتيَ الجسرَ وعليه كلاليبُ مِن نارٍ تخطفُ الناسَ فعندَ ذلك حلَّتِ الشفاعةُ ودعوى الرسلِ يومئذٍ: اللهم سلِّمْ أي اللهم سلِّمْ فإذا جاوَزوا الجسرَ فكلُّ مَن أنفَق زوجًا مما ملَكَتْ يمينُه منَ المالِ في سبيلِ اللهِ فكلُّ خزنةِ الجنةِ يدعونَه: يا عبدَ اللهِ يا مسلمُ هذا خيرٌ فتعالَ قال: فقال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ هذا العبدَ لا تَوى عليه يدعُ بابًا ويلِجُ بابًا قال: فضرَبه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيدِه ثم قال: والذي نفسُ محمدٍ بيدِه إني لأرجو أن تكونَ منهم
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/171 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

20 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لخديجةَ: إني أسمعُ صوتًا وأرى ضوءًا وإني أخشى أنْ يكونَ بي جننٌ أو قال: جنونٌ قالتْ خديجةُ: لم يكُنِ اللهُ لِيَفعَلَ ذلك بكَ يا ابنَ عبدِ اللهِ ثم أتَتْ خديجة ورقة فذكرت ذلك له فقال ورقة: إن كان صاحبك صادقا فإن هذا ناموس مثل ناموس موسى وإن يبعث وأنا حي فسأعزره وأومن به وأنصره
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/246 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

21 - مَن تبِع جنازةً فصلَّى عليها فله قيراطٌ ، فإن شهِد دفَنها فله قيراطانِ ، والقيراطُ أعظمُ مِن أُحُدٍ فقال له ابنُ عُمرَ : يا أبا هريرةَ ، انظُرْ ما تحدثُ به عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم , فقام إليه أبو هريرةَ فأخَذ بيدِه حتى انطَلَق به إلى عائشةَ فقال لها أبو هريرةَ : أنشدُكُ باللهِ هل سمِعتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : مَن تبِع جنازةً فصلَّى عليها فله قيراطٌ ، فإن شهِد دَفْنَها فله قيراطانِ ، القيراطُ أعظمُ مِن أُحُدٍ فقالتْ : اللهم نعَم , فقال أبو هريرةَ : إنه لم يكُنْ يشغَلُني عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غرسٌ ، إنما كنتُ ألزمُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لكلمةٍ يعلِّمُنيها أو لقمةٍ يطعِمُنيها
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/465 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة

22 - أتيتُ أبا وائلٍ وهو في مسجد حيه ر فاعتَزَلنا في ناحيةِ المسجدِ فقلتُ: ألا عن هؤلاءِ القومِ الذين قتَلهم عليٌّ فيمَ فارَقوه ؟ وفيما استَجابوا له حين دعاهم ؟ وحين فارَقوه واستحَلَّ قتالَهم ؟ قال: لما كنا بصِفِّينَ استَحَرَّ القتلُ في أهلِ الشامِ فذكَر قصةً قال: فرجَع عليٌّ إلى الكوفةِ وقال فيه الخوارجُ ما قالوا ونزَلوا بحروراءَ وهم بضعةَ عشرَ ألفًا فأرسَل عليٌّ إليهِم يناشدُهم اللهَ ارجِعوا إلى خليفتِكم فيم نقمتم عليه أفي قسمةٍ أو قضاءٍ قالوا: نخافُ أن تدخلَ في فتنةٍ قال: فلا تعجَلوا ضلالةَ العامِ مخافةَ فتنةِ عامٍ قابلٍ فرجَعوا فقالوا: نكونُ على ناحيتِنا فإن قيل القضيةُ قاتَلناه على ما قاتَلنا عليه أهلَ الشامِ بصِفِّينَ وإن نقَضها قاتَلنا معه فساروا حتى قطَعوا نهروانَ وافتَرَقَتْ منهم فرقةٌ يقتُلونَ الناسَ فقال أصحابُهم: ما على هذا فارَقْنا عليًّا فلما بلَغ عليًّا صنيعُهم قام فقال: أتسيرونَ إلى عدوِّكم أو تَرجِعونَ إلى هؤلاءِ الذين خلفوكم في ديارِكم ؟ قالوا: بل نرجعُ إليهم قال: فحدَّث عليٌّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: إنَّ طائفةً تخرجُ مِن قبلِ المشرقِ عندَ اختلافٍ منَ الناسِ لا ترونَ جهادَكم مع جهادِهم شيئًا ولا صلاتَكم مع صلاتِهم شيئًا ولا صيامَكم مع صيامِهم شيئًا يمرُقونَ منَ الدينِ كما يمرقُ السهمُ منَ الرميةِ علامتُهم رجلٌ عضدُه كثديِ المرأةِ يقتُلُهم أقربُ الطائفتينَ منَ الحقِّ فسار عليٌّ إليهِم فاقتَتَلوا قتالًا شديدًا فجعَلَتْ خيولُ عليٍّ لا تقومُ لهم فقال: يا أيُّها الناسُ إن كنتُم إنما تقاتِلونَ فيَّ فواللهِ ما عِندي ما أجزيكم به وإن كنتُم إنما تُقاتِلونَ للهِ فلا يكوننَّ هذا قتالَكم قال: فأقبَلوا عليهِم فقتَلوهم كلَّهم فقال: ابتَغوه فطلَبوه فلم يجِدوه فركِب عليٌّ دابتَه وانتَهى إلى وهدةٍ منَ الأرضِ فإذا قتلى بعضُهم على بعضٍ فاستُخرِج مِن تحتِهم فجُرَّ برجلِه يَراه الناسُ قال عليٌّ: لا أغزو العامَ فرجَع إلى الكوفةِ فقُتِل واستَخلَف الناسُ الحسنَ بنَ عليٍّ فبعَث الحسنُ بالبيعةِ إلى معاويةَ وكتَب بذلك الحسنُ إلى قيسِ بنِ سعدٍ فقام قيسُ بنُ سعدٍ في أصحابِه فقال: يا أيُّها الناسُ أتاكم أمرانِ لا بد لكم مِن أحدِهما: دخولٌ في فتنةٍ أو قتلٌ مع غيرِ إمامٍ فقال الناسُ: ما هذا ؟ فقال: الحسنُ بنُ عليٍّ قد أعطى البيعةَ معاويةَ فرجَع الناسُ فبايَعوا ولم يكُنْ لمعاويةَ هَمٌّ إلا الذين بالنهروانِ فجعَلوا يتساقَطونَ عليه فيُبايِعونَه حتى بقي منهم ثلاثُمئةٍ ونيفٌ وهم أصحابُ النخيلةِ
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/47 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة

23 - رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما يَرى النائمُ بنصفِ النهارِ وهو قائمٌ أشعثَ أغبرَ بيدِه قارورةٌ فيها دمٌ فقلتُ: بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسولَ اللهِ ما هذا ؟ قال: هذا دمُ الحُسَينِ وأصحابِه لم أزَلْ ألتَقِطُه منذُ اليومِ قال: فأحصَينا ذلك اليومَ فوجَدوه قُتِل في ذلك اليومِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/238 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

24 - كنتُ عندَ أبي فجاء رجلٌ فقال: إني ما رأيتُ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أمسِ: فأخافُ أنْ يكونَ مَقَتَني فأحبُّ أن تَسأَلَه لي عن شيءٍ قال: اذهَبْ أنتَ فاستَفتِه قال: وعبدُ اللهِ قائمٌ بين يدَي فسطاطِه بمِنًى إذ جاء رجلٌ إلى القصرِ فأتاه ثم رجَع قال: فأخبرنا حين قال: قلتُ: يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أفتِني يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أفتِني يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو أفتِني قال: لا تقُلْ بهذا إلا حقًّا وأشار إلى لسانِه ولا تَعمَلْ بهذا إلا صلحًا تدخُلِ الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ قال: قلتُ: قد جوَّزتَ في الفُتيا قال: إنَّكَ جئتَ وأنا أريدُ الكعبةَ وقد نُشِر بُردايَ أو حُلَّتي وإن قلتَ ذلك لقد أوتي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسطَ أمرِه فقيل له: قُمْ فجوِّزْ فقام فجوَّز مَن قبلَه ومَن بعدَه قال: قلتُ: يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو مِن كلِّ ذنبٍ يَقبَلُ اللهُ التوبةَ ؟ قال: نعَم
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/455 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

25 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عاد رجلًا منَ الأنصارِ فقال : يا خالُ ، قُل : لا إلهَ إلا اللهُ فقال : خالٌ أم عمٌّ ؟ قال : لا ، بل خالٌ وقال : خيرٌ لي أن أقولَها ؟ قال : نعَم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/427 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

26 - بعَثني النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على صدَقَة بلى وعذرةَ ، فمرَرتُ برجلٍ مِن بلى له ثلاثونَ بعيرًا ، فقلتُ : إنَّ عليكَ في إبلِكَ هذه ابنةَ مَخاضٍ فقال : ذاكَ ما ليس فيه ظهرٌ ، ولا لبنٌ ، وما قام في مالي لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يؤخَذُ منه قال : وإني لأكرَهُ أن أقرضَ اللهَ شرَّ مالي فتجيزُه فقال أُبَيُّ بنُ كعبٍ : ما كنتُ لآخُذَ فوقَ ما عليكَ ، وهذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتاه ، فقال نحوَ ما قال لأبي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : هذا ما عليكَ فإن جئتَ فوقَه قبِلنا مِنكَ فقال : يا رسولَ اللهِ هذه ناقةٌ عظيمةٌ سمينةٌ فمَن يقبِضُها ، فأمَر مَن يَقبِضُها ، ودَعا له في مالِه بالبركةِ , قال عمارةُ : فضرَب الدهرَ مِن ضرباتِه وولاني مروانُ صدَقَةَ بلي وعذرةَ في زمنِ معاويةَ ، فمررتُ بهذا الرجلِ وصدقةُ مالِه ثلاثونَ حقةً فيها فحلَّها على ألفٍ وخمسِمئةِ بعيرٍ قال ابنُ إسحاقَ : قلتُ لأبي بكرٍ : ما فحلُها ؟ قال : إلا أن تكونَ في السنةِ إذا بلَغ صدَقَةُ الرجلِ ثلاثينَ حقةً أخَذ معها فحلَها
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/15 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة

27 - رأيتُ كأنِّي في دِرعٍ حَصينةٍ ، ورأيتُ بقرًا منحرةً ، فأولتُ الدرعَ المدينةَ ، والبقرُ واللهِ خيرٌ فإن شئتُم أقَمْنا بالمدينةِ ، قالوا : ما دُخِل علَينا في الجاهليةِ أفيُدخَلُ علَينا في الإسلامِ ؟ قال : شأنُكم إذًا ، قال : فلبِس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَأْمَتَه ، فقالوا : ما صنَعْنا ؟ رَدَدْنا على رسولِ اللهِ رأيَه فجاءوا ، فقالوا : شأنُكَ يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، قال : الآنَ ليس لنبيٍّ إذا لبِس لَأْمَتَه أن يضَعَها حتى يُقاتِلَ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/368 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

28 - إنَّ أيوبَ نبيَّ اللهِ كان في بلائِه ثمانيَ عشْرةَ سنةً فرفَضه القريبُ والبعيدُ إلا رجلانِ مِن إخوانِه كانا مِن أخصِّ إخوانِه كانا يغدُوانِ إليه ويَروحانِ إليه فقال أحدُهما لصاحبِه: أتعلمُ ؟ واللهِ لقد أذنَب أيوبُ ذنبًا ما أذنبَه أحدٌ قال له صاحبُه: وما ذاكَ ؟ قال: منذُ ثمانيَ عشْرةَ سنةً لم يرحمْه اللهُ فيكشِفُ عنه ما به فلما راحا إليه لم يَصبِرِ الرجلُ حتى ذكَر ذلك له فقال أيوبُ: لا أدري ما تقولُ غيرَ أنَّ اللهَ يعلمُ أني كنتُ أمُرُّ بالرجُلَينِ يتنازَعانِ فيذكُرانِ اللهَ فأرجِعُ إلى بيتي فأكفِّرُ عنهما كراهيةَ أن يُذكَرَ اللهُ إلا في حقٍّ قال: وكان يخرجُ إلى حاجتِه فإذا قضى حاجتَه أمسَكَتِ امرأتُه بيدِه حتى يبلُغَ فلما كان ذاتَ يومٍ أبطَأ عليها وأوحي إلى أيوبَ في مكانِه أنِ اركُضْ برِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ باردٌ وشَرابٌ فاستَبْطَأَتْه فتَلَقَّتْه ينظرُ فأقبَل عليها وقد أذهَبَ اللهُ ما به منَ البلاءِ وهو على أحسَنِ ما كان فلما رأَتْه قالتْ: أي بارَك اللهُ فيكَ هل رأيتَ نبيَّ اللهِ هذا المُبتَلى فواللهِ على ذلك ما رأيتُ أحدًا أشبَهَ به إذ كان صحيحًا مِنكَ قال: فإني أنا هو وكان له أندَرانِ: أندرٌ للقمحِ وأندرٌ للشعيرِ فبعَث اللهُ سحابتَينِ فلما كانَتْ إحداهما على أندرِ القمحِ أفرَغَتْ فيه الذهبَ حتى فاض وأفرَغَتِ الأخرى على أندرِ الشعيرِ الوَرِقَ حتى فاض
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/142 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

29 - كنا عندَ نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جلوسًا ، فجاء صخارُ عبدِ القيسِ ، فقال : يا رسولَ اللهِ ، ما ترى في شرابٍ نَصنَعُه بأرضِنا مِن ثمارِنا ؟ قال : فأعرَض عنه حتى سأَل عنه ثلاثَ مراتٍ ، ثم قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى ، فلما قَضى الصلاةَ ، قال : منِ السائلُ عنِ المُسكِرِ ؟ يا سائِلي عنِ المنكَرِ لا تشرَبْه ، ولا تَسقِه أحدًا منَ المسلمينَ ، فوالذي نفسُ محمدٍ بيدِه ما شرِبه رجلٌ ابتِغاءَ لذةِ سُكرِه يسقيه اللهُ خمرًا يومَ القيامةِ
الراوي : طلق بن علي الحنفي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 379 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ، على شرط ابن حبان | أحاديث مشابهة

30 - جاء رجلٌ منَ اليهودِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا أبا القاسمِ أتزعمُ أنَّ أهلَ الجنةِ يأكُلونَ فيها ويشرَبونَ ؟ قال اليهوديُّ لأصحابِه: إن أقرَّ بها خصَمتُه قال: والذي نفسي بيدِه إنَّ أحدَهم ليُعطى قوةَ مائةِ رجلٍ في المطعمِ والمشربِ والجماعِ فقال اليهوديُّ: إنَّ الذي يأكلُ ويشربُ تكونُ له الحاجةُ ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: حاجتُهم عرقٌ يفيضُ مِن جلودِهم مثلَ رشحِ المِسكِ فتضمرُ بطونُهم
الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/235 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه
 

1 - ما مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على بابي يومًا قَطُّ إلا قد قال الكلمةَ تقرُّ بها عيني ، قالتْ : فمرَّ يومًا فلم يكلِّمْني ومرَّ منَ الغدِ فلم يكلِّمْني قالتْ : ومرَّ منَ الغدِ فلم يكلِّمْني ، قلتُ : قد وجَد عليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في شيءٍ قالتْ : فعصَبتُ رأسي وصغرتُ وجهي وألقيتُ وسادةً قبالةَ بابِ الدارِ فجنحتُ عليها قالتْ : فمرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنظَر إليَّ فقال : ما لكِ يا عائشةُ ؟ قالتْ : قلتُ : يا رسولَ اللهِ اشتكيتُ وصدعتُ قال : فقولي : بل أنا وارَأساه قالتْ : فما لبِث إلا قليلًا حتى أُتيتُ به يُحمَلُ في كساءٍ قالتْ : فمرَّضتُه ولم أُمَرِّضْ مريضًا قَطُّ ، ولا رأيتُ ميتًا قَطُّ قالتْ : فرفَع رأسَه فأخَذتُه وأسنَدتُه إلى صدري قالتْ : فدخَل أسامةُ بنُ زيدٍ وبيدِه سِواكُ أراكٍ رطْبٍ ، قالتْ : فلحَظ إليه قالتْ : فظنَنتُ أنه يريدُه ، فأخَذتُه فنكثتُه بفي فدفَعتُه إليه قالتْ : فأخَذه وأهواه إلى فيه قالتْ : فخفَقَتْ يدُه فسقَط مِن يدِه ، ثم أقبَل بوجهِه إليَّ حتى إذا كان فاه في ثغرةِ نحري سال مِن فيه نقطةٌ باردةٌ اقشَعَرَّ منها جِلدي ، وثار ريحُ المسكِ في وجهي ، فمال رأسُه فظنَنتُ أنه غُشي عليه قالتْ فأخَذتُه فنوَّمتُه على الفراشِ وغطَّيتُ وجهَه ، قالتْ فدخَل أبي أبو بكرٍ فقال : كيف تَرينَ ؟ فقلتُ : غُشي عليه فدَنا منه فكشَف عن وجهِه فقال : يا غشياه ما أكون هذا الغشي ، ثم كشَف عن وجهِه فعرَف الموتَ ، فقال : إنا للهِ وإنا إليه راجِعونَ ثم بَكى فقلتُ : في سبيلِ اللهِ انقطاعُ الوحيِ ودخولُ جبريلَ بيتي ثم وضَع يدَيه على صدغَيه ، ووضَع فاه على جبهتِه ، فبَكى حتى سالَتْ دموعُه على وجهِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ثم غطَّى وجهَه وخرَج إلى الناسِ وهو يَبكي ، فقال : يا معشرَ المسلمينَ هل عندَ أحدٍ منكم عهدٌ بوفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالوا : لا واللهِ ثم أقبَل على عُمرَ ، فقال : يا عُمرُ أعندَكَ عهدٌ بوفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : لا , قال : والذي لا إلهَ غيرُه لقد ذاق طعمَ الموتِ وقد قال لهم : إني ميتٌ وإنكم ميتونَ فضَجَّ الناسُ وبكَوا بكاءً شديدًا ، ثم خَلُّوا بينه وبين أهلِ بيتِه فغسله عليُّ بنُ أبي طالبٍ ، وأسامةُ بنُ زيدٍ يصبُّ عليه الماءَ فقال عليٌّ : ما نَسيتُ منه شيئًا لم أغسلْه إلا قُلِب لي حتى أراه عليه ، فأغسلُه مِن غيرِ أن أرى أحدًا حتى فرَغتُ منه ثم كفَّنوه ببُردٍ يَمانيٍّ أخضرَ وريطتينِ قد نيل منهما ، ثم غسلا ثم أُضجِع على السريرِ ثم أذِنوا للناسِ ، فدخَلوا عليه فوجًا فوجًا يصلُّونَ عليه بغيرِ إمامٍ حتى لم يبقَ أحدٌ بالمدينةِ حرٌّ ، ولا عبدٌ إلا صلَّى عليه ثم تشاجَروا في دفنِه أين يُدفَنُ ؟ فقال بعضُهم : عندَ العودِ الذي كان يمسِكُ بيدِه وتحتَ منبرِه وقال بعضُهم : بالبقيعِ حيث كان يَدفِنُ موتاه ، فقالوا : لا نفعلُ ذلك إذًا لا يزالُ عبدُ أحدِكم ووليدتُه قد غضِب عليه مولاه فيلوذُ بقبرِه فتكونُ سُنَّةً فاستقام رأيُهم أن يُدفَنَ في بيتِه تحتَ فراشِه حيث قُبِض روحُه فلما مات أبو بكرٍ دُفِن معه فلما حَضَر عُمرَ بنُ الخطَّابِ الموتُ أَوصى قال : إذا أنا مِتُّ فاحمِلوني إلى بابِ بيتَ عائشةَ فقولوا لها : هذا عُمرُ بنُ الخطَّابِ يُقرِئُكِ السلامَ ، ويقولُ : أدخُلُ أو أخرُجُ ؟ قالتْ : فسكتَتْ ساعةً ، ثم قالتْ : أدخِلوه فادفِنوه معه , أبو بكرٍ عن يمينِه وعُمرُ عن يسارِه قالتْ : فلما دُفِن عُمرُ أخذتُ الجلبابَ فتجَلبَبتُ به قال : فقيل لها : ما لكِ وللجلبابِ ؟! قالتْ : كان هذا زوجي وهذا أبي فلما دُفِن عُمرُ تجَلبَبتُ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/530 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات

2 - واعدَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ جبريلُ عليهِ السَّلامُ في ساعةٍ يأتيهِ فيها، فراثَ عليهِ، فخرجَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فإذا هوَ بجبريلَ قائمٌ علَى البابِ . فقالَ: ما منعَكَ أن تدخُلَ، قالَ: إنَّ في البيتِ كلبًا، وإنَّا لا ندخلُ بيتًا فيهِ كَلبٌ ولا صورةٌ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البوصيري | المصدر : مصباح الزجاجة
الصفحة أو الرقم : 4/94 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح وله شاهد | شرح حديث مشابه

3 - جاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى سعدٍ ، فاستَأذَنَ فسكَت ، ثم أعاد فسكَت سعدٌ ، فانصَرَف النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، قالتْ : فأرسَلَني سعدٌ إليه أنه لم يمنَعْنا أن نأذَنَ لكَ إلا أنا أرَدْنا أن تَزيدَنا ، قالتْ : فسمِعتُ صوتًا على البابِ يَستَأذِنُ ، ولا أرى شيئًا ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : مَن أنتَ ؟ قالتْ : أنا أمُّ ملدمٍ ، فقال : لا مرحبًا ، ولا أهلًا أتَذهَبينَ إلى قُباءَ ؟ قالتْ : نعَم قال : فاذهَبي إليهِم
الراوي : أم طارق مولاة سعد | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/47 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رواته ثقات
التخريج : أخرجه أحمد (27171)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (3451)، والطبراني (25/144) (349)

4 - عن أبي عِمرانَ ، أنه قال : حجَجتُ مع مَولايَ ، فدخلتُ على أمِّ سلمةَ زوجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقلتُ : أعتمِرُ قبلَ أن أحُجَّ ؟ قالتْ : إن شئتَ فاعتمِرْ قبل أن تحُجَّ ، وإن شئتَ فبعدَ أن تحُجَّ قلتُ : فإنَّهم يقولونَ : مَن كان صرورةً فلا يصلحُ أن يعتمِرَ قبل أن يحُجَّ ، قال : فسألتُ أمهاتِ المؤمنينَ ، فقالوا مِثلَما قالتْ فرجَعتُ إليها ، فأخبَرتُها بقولِهِنَّ ، فقالتْ : نعَم وأشفيكَ سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : أهِلُّوا يا آلَ محمدٍ بعمرةٍ في حجٍّ ، يعني : القِرانَ
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/175 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح

5 - عن رجلٍ منَ الأنصارِ , مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أوطَأ راحلتَه أدحي نعام ، فأتى عليًّا ، فسأَله ، فقال له عليٌّ ، رضي اللهُ عنه : عليكَ بكلِّ بيضةٍ جَنينُ ناقةٍ ، أو ضرابُها ، فأتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فذكَر ذلك له ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : قد قال عليٌّ بما سمِعتُ ، ولكن هلُمَّ إلى الرخصةِ ، عليكَ في كلِّ بيضةٍ صيامُ يومٍ ، أو إطعامُ مِسكينٍ
الراوي : رجل من الأنصار | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/239 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

6 - جاء رجلٌ إلى عُمرَ رضي اللهُ عنه وهو بعرفةَ فقال: يا أميرَ المؤمنينَ جِئتُ منَ الكوفةِ وترَكتُ رجلًا يُملي المصاحفَ عن ظهرِ قلبٍ قال: فغضِب عُمرُ وانتَفَخ حتى كاد يملأُ ما بين شعبتي الرحلِ فقال: وَيحَكَ مَن هو ؟ قال فقال: عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ فما زال عُمرُ يطفئُ ويسترُ عنه الغضبُ حتى عاد إلى حالِه التي كان علَيها فقال: وَيحَكَ واللهِ ما أعلمُه بقي أحدٌ منَ الناسِ هو أحقُّ بذلك منه وسأحدثُكَ عن ذلك: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يزالُ يَسمُرُ عندَ أبي بكرٍ الليلةَ كذلك في الأمرِ مِن أمرِ المسلمينَ وإنه سمَر عندَه ذاتَ ليلةٍ وأنا معه ثم خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَمشي ونحن نَمشي معه فإذا رجلٌ قائمٌ يصلِّي في المسجدِ فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يستمِعُ قراءتَه فلما كِدْنا نعرفُ الرجلَ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن سرَّه أن يقرأَ القرآنَ رطْبًا كما أُنزِلَ فلْيَقرَأْه على قراءةِ ابنِ أمِّ عبدٍ قال: ثم جلَس الرجلُ يدعو قال: فجعَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: سَلْ تُعطَه فقال عُمرُ: فقلتُ: واللهِ لأغدُوَنَّ إليه فلأُبَشِّرَنَّه قال: فغدَوتُ إليه فوجَدتُ أبا بكرٍ قد سبَقني إليه فبشَّره فلا واللهِ ما سابَقتُه إلى خيرٍ قَطُّ إلا سبَقني إليه
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/291 | خلاصة حكم المحدث : سنده رواته ثقات
التخريج : أخرجه أحمد (175)، وأبو يعلى (194)، وابن خزيمة (1156)

7 - أنَّ امرأتَه قالتْ له ، وله جملٌ وناقةٌ : أعطِني جملَكَ أحُجُّ عليه , قال : هو حبسٌ في سبيلِ اللهِ , قالتْ : إنه في سبيلِ اللهِ أنا أحُجُّ عليه ، قالتْ : فأعطِني الناقةَ ، وحُجَّ على جملِكَ ؟ قال : لا أوثِرُ على نفْسي أحدًا , قالتْ : فأعطِني مِن نفقتِكَ , قال : فقلتُ : ما عِندي فضلٌ عما أخرجُ به ، ولو كان معي لأعطيتُكِ , قالتْ : فإن فعَلتَ ما فعَلتَ ، فأقرِئْ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مني السلامَ إذا لَقيتَه ، وقُلْ له الذي قلتُ لكَ ، فلما لَقي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أقرَأه منها السلامَ ، وأخبَره بالذي قالتْ له , قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : صدقَتْ أمُّ طليقٍ ، لو أعطَيتَها جملَكَ كانتْ في سبيلِ اللهِ ، ولو أعطَيتَها ناقتَكَ كانتْ في سبيلِ اللهِ ، ولو أعطيتَها مِن نفقتِكَ أخلَفَها اللهُ لكَ ، فقلتُ : يا نبيَّ اللهِ ، وما يعدِلَ الحجَّ ؟ قال : عمرةٌ في رمضانَ
الراوي : أبو طليق الأشجعي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/169 | خلاصة حكم المحدث : سنده رجاله ثقات
التخريج : أخرجه الدولابي في ((الأسماء والكنى)) (1/120)، والطحاوي في ((أحكام القرآن الكريم)) (1/370)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (5/176) باختلاف يسير.

8 - سمِعتُ عليًّا على المنبرِ وأتاه رجلٌ فقال : يا أميرَ المؤمنينَ مالي أراكَ تستحيلُ على الناسِ استحالةَ الرجلِ على إبلِه ، أبعهدٍ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أم شيءٌ رأيتَه ؟ قال : واللهِ ما كذبتُ ولا كُذِّبتُ ، ولا ضَلَلتُ ، ولا ضلَّ بي ، بل عهدٌ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عهِدَه إليَّ ، وقد خاب منِ افتَرى
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/220 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات

9 - لما هَزَم يزيدُ بنُ المُهَلَّبِ أهلَ البصرةِ قال المعلى: خشيتُ أن أجلسَ في حلقةِ الحسنِ بنِ أبي الحسنِ فأوجَد فيها فأُعرَفَ فأتيتُ الحسنَ في منزِلِه فدخلتُ عليه فقلتُ له: يا أبا سعيدٍ كيف بهذه الآيةِ مِن كتابِ اللهِ , عزَّ وجلَّ , ؟ قال: أيةُ آيةٍ مِن كتابِ اللهِ ؟ قلتُ: قولُ اللهِ , عزَّ وجلَّ: لبِئسَ ما كانوا يَفعَلونَ قال: يا عبدَ اللهِ إنَّ القومَ عرَضوا السيفَ فحال السيفُ دونَ الكلامِ قلتُ: يا أبا سعيدٍ فهل تعرفُ لمثلِكم فضلًا ؟ قال: لا قال المعلى: ثم حدَّث بحديثينِ قال: حدَّثنا أبو سعيدٍ الخدريُّ رضي اللهُ عنه , عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ألا لا يمنعَنَّ أحدَكم رهبةُ الناسِ أن يقولَ بالحقِّ إذا رآه أن يذكرَ تعظيمَ اللهِ فإنه لا يقربُ مِن أجلٍ ولا يبعدُ مِن رزقٍ ثم قال: حدَّث الحسنُ بحديثٍ آخرَ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ليس لمؤمنٍ أن يُذِلَّ نفسَه قيل: وما إذلالُه نفسَه ؟ قال: يتعرَّضُ منَ البلاءِ لما لا يُطيقُ قيل: يا أبا سعيدٍ فيزيدُ الضبيُّ وكلامُه في الصلاةِ فقال: أما إنه لم يَخرُجْ منَ السجنِ حتى ندِم قال المعلى: فقمتُ مِن مجلسِ الحسنِ فأتيتُ يزيدَ فقلتُ: يا أبا مودودَ بينما أنا والحسنُ نتذاكرُ إذ نصَب أمرَكَ نصبًا فقال: مَهْ يا أبا الحسنِ قال: قلتُ: قد فعَلتَ قال: فما قال الحسنُ ؟ قال: أما إنه لم يَخرُجْ منَ السجنِ حتى ندِم على مقالتِه قال يزيدُ: ما ندِمتُ على مقالتي وايمُ اللهِ لقد قمتُ مقامًا أخطرُ فيه بنفسي قال يزيدُ: فأتيتُ الحسنَ فقلتُ: يا أبا سعيدٍ غُلِبْنا على كلِّ شيءٍ نُغلَبُ على صلاتِنا فقال: يا عبدَ اللهِ إنكَ لم تَصنَعْ شيئًا إنكَ تعرضُ بنفسِك لهم ثم أتيتُه فقال لي مثلَ مقالتِه قال: فقمتُ يومَ الجمعةِ في المسجدِ والحكمُ بنُ أيوبَ يخطبُ فقلتُ: رحِمَكَ اللهُ الصلاةَ قال: فلما قلتُ ذلك احتَوَشَتْني الرجالُ يتعاوَروني فأخَذوا بلِحيَتي وتلبيبَتي وجعَلوا يجَئونَ بطني بنعالِ سيوفِهم ومَضَوا بي نحوَ المقصورةِ قال: فدخَلتُ فقمتُ بين يدَيِ الحكمِ وهو ساكتٌ فقال: أمجنونٌ أنتَ ؟ أوما كنا في صلاةٍ ؟ فقلتُ: أصلَح اللهُ الأميرَ هل مِن كلامٍ أفضلَ مِن كلامِ اللهِ ؟ قال: لا قلتُ: أصلَح اللهُ الأميرَ أرأيتَ لو أنَّ رجلًا نشَر مصحفًا يقرؤه غدوةً إلى الليلِ أكان ذلك قاضيًا عنه صلاتَه ؟ قال: واللهِ إني لأحسبُكَ مجنونًا قال: وأنسُ بنُ مالكٍ جالسٌ تحتَ منبرِه ساكتٌ فقلتُ: يا أنسُ يا أبا حمزةُ أنشدُكَ اللهَ لقد خدَمتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصحِبتَه: أبمعروفٍ قلتُ أم بمنكرٍ ؟ أبحقٍّ قلتُ أم بباطلٍ ؟ قال: فلا واللهِ ما أجابني بكلمةٍ قال له الحكمُ بنُ أيوبَ: يا أنسُ قال: لبَّيكَ أصلَحكَ اللهُ قال: أكان وقتُ الصلاةِ قد ذهَب ؟ قال: كان بقي منَ الشمسِ بقيةٌ فقال: احبِسوه قال يزيدُ: فأُقسِمُ لكَ يا أبا الحسنِ يعني: للمعلى لمَا لَقيتُ مِن أصحابي كان أشدَّ عليَّ مما لَقيتُ منَ الحكمِ قال بعضُهم: مُراءٍ وقال بعضُهم: مجنونٌ قال: وكتَب الحكمُ إلى الحَجَّاجِ أنَّ رجلًا مِن بني ضبةَ قام إليَّ يومَ الجمُعةِ قال: الصلاةَ وأنا أخطُبُ الناسَ وقد شهِد الشهودُ العدولُ عندي أنه مجنونٌ فكتَب إليه الحَجَّاجُ: إن كان شهِد الشهودُ العدولُ أنه مجنونٌ فخَلِّ سبيلَه وإلا فاقطَعْ يدَيه ورجلَيه واسمِلْ عينَيه واصلبْه قال: فشهِدوا عندَ الحكمِ أني مجنونٌ فخلَّى عني قال المعلى عن يزيدَ الضبي: مات أخٌ لنا فتبِعنا جنازتَه فصلَّينا عليه فلما دُفِن تنحيتُ في عصابةٍ فذكَرْنا اللهَ وذكَرْنا معادَنا فإنا كذلك إذ رأَينا نواصيَ الخيلِ والحرابَ فلما رآه أصحابي تفرَّقوا وترَكوني وَحدي فجاء الحكمُ حتى وقَف عليَّ فقال: ما كنتُم تَصنَعونَ ؟ قلتُ: أصلَح اللهُ الأميرَ مات صاحبٌ لنا فصلَّينا عليه ودفَنَّاه وقعَدْنا نذكرُ ربَّنا ونذكرُ معادَنا ونذكرُ ما صار إليه قال: ما منَعكَ أن تفِرَّ كما فرُّوا ؟ قلتُ: أصلَح اللهُ الأميرَ أنا أبرأُ مِن ذلك ساحةً أو منَ الأميرِ أفِرُّ ؟ قال: فسكَت الحكمُ فقال عبدُ الملكِ بنُ المهلبِ وكان على شرطتِه: أتدري مَن هذا ؟ قال: مَن هذا ؟ قال: هذا المتكلمُ بالجُمُعةِ قال: فغضِب الحكمُ وقال له: أما إنكَ لجريءٌ خُذاه قال: فأُخِذتُ فضرَبني أربعَ مئةِ سوطٍ فما درَيتُ حين ترَكني مِن شدةِ ما ضرَبني قال: وبعَثني إلى واسطَ فكنتُ في ديماسِ الحَجَّاجِ حتى مات الحَجَّاجُ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/88 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح

10 - لما قدِم عليٌّ البصرةَ في أمرِ طلحةَ وأصحابِه ، قام عبدُ اللهِ بنُ الكواءِ بنِ عبادٍ ، فقالا : يا أميرَ المؤمنينَ ، أَخبِرْنا عن مَسيرِكَ هذا ، أوصيةٌ أوصاكَ بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ أم عهدٌ عهِده عندَكَ ؟ أم رأيٌ رأيتَه حين تفرَّقَتِ الأمةُ واختَلَفَتْ كلمتُها ؟ قال : ما أكونُ أولَ كاذبٍ عليه ، واللهِ ما مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم موتَ فجأةٍ ، ولا قُتِل قتلًا ، ولقد مات في مرضِه كلُّ ذلك يأتيه المؤذنُ فيؤذنُه بالصلاةِ ، فيقولُ : مُروا أبا بكرٍ فلْيصَلِّ بالناسِ لقد ترَكني وهو يَرى مَكاني ، ولو عهِد إليَّ شيئًا لقُمتُ به ، حتى عارَضَتِ امرأةٌ مِن نسائِه ، فقالتْ : إنَّ أبا بكرٍ رجلٌ رقيقٌ إذا قام مَقامَكَ لم يُسمِعِ الناسَ ، فلو أمَرتَ عُمرَ أن يُصلِّيَ بالناسِ ، فقال لها : إنكُنَّ صواحِبُ يوسفَ فلما قُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نظَر المسلمونَ في أمرِهم فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد ولَّى أبا بكرٍ أمرَ دينِهم ، فولَّوه أمرَ دنياهم ، فبايَعه المسلمونَ ، وبايَعتُ معهم ، قلتُ : أغزو إذا أغزاني ، وآخُذُ إذا أعطاني ، وكنتُ سوطًا بين يدَيه في إقامةِ الحدودِ ، فلو كانتْ محاباةٌ عندَ حضورِ موتِه لجعَلها في ولدِه ، فأشار لعُمرَ ، ولم يألُ ، فبايَعه الناسُ وبايَعتُه معهم ، قلتُ : أغزو إذا أغزاني ، وآخُذُ إذا أعطاني ، وكنتُ سوطًا بين يدَيه في إقامةِ الحدودِ ، فلو كانتْ محاباةٌ عندَ حضورِ موتِه لجعَلها لولدِه ، وكرِه أن ينتخِبَ منا معشرَ قريشٍ رجلًا ، فيولِّيه أمرَ الأمةِ ، ما تكونُ فيه إساءةٌ مِن بعدِه إلا لحِقَتْ عُمرَ في قبرِه ، فاختار منا ستةً أنا فيهم لنختارَ للأمةِ رجلًا منا ، فلما اجتمَعْنا وثَب عبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ ، فوهَب لنا نصيبَه منها ، على أن نعطيَه مواثيقَنا على أن يختارَ منَ الخمسةِ رجلًا فيولِّيَه أمرَ الأمةِ ، فأعطيناه مواثيقَنا ، فأخَذ بيدِ عثمانَ فبايَعه ، ولقد عرَض في نفْسي عليه في ذلكَ ، فلما نظَرتُ في أمري فإذا عهدي قد سبَق بيعَتي ، فبايعتُه وسلَّمتُ ، فكنتُ أغزو إذا أغزاني وآخُذُ إذا أعطاني ، وكنتُ سوطًا بين يدَيه في إقامةِ الحدودِ ، فلما قُبِض عثمانُ نظرتُ في أمري ، فإذا الموثقةُ التي كانتْ في عُنُقي لأبي بكرٍ وعُمرَ قد انحلَّتْ ، وإذا العهدُ لعثمانَ قد وفَّيتُ به ، وأنا رجلٌ منَ المسلمينَ ليس لأحدٍ عِندي دعوى ، ولا طلبةٌ ، فوثَب فيها مَن ليس مِثلي يعني معاويةَ ، لا قرابتُه قرابتي ، ولا عِلمُه كعِلمي ، ولا سابِقَتُه كسابِقَتي ، وكنتُ أحقَّ بها منه ، قالا : صدقتَ : فأَخبِرْنا عن ملكِ هذينِ الرجلينِ يعنيانِ : طلحةَ والزبيرِ ، صاحباكَ في الهجرةِ ، وصاحباكَ في بيعةِ الرضوانِ ، وصاحباكَ في المشورةِ ؟ فقال : بايَعاني في المدينةِ وخالَفاني بالبصرةِ ، ولو أنَّ رجلًا بايَع أبا بكرٍ خلَعه لقاتَلناه ، ولو أنَّ رجلًا ممن بايَع عُمرَ خلَعه لقاتَلناه
الراوي : الحسن البصري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 216 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه إسحاق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (3449)، والبيهقي في ((الاعتقاد)) (371)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (42/440) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

11 - لما قدِم المُهاجِرونَ المدينةَ أسهَموا المنازلَ فكان سهمُ عثمانَ بنِ مظعونٍ على امرأةٍ يقالُ لها: أمُّ العلاءِ قالتْ: فحضَره الموتُ فقالتْ: شَهادَتي عليكَ أبا السائبِ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أكرَمَكَ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: سُبحانَ اللهِ الذي أنا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا أدري ما يَفعَلُ اللهُ بي ولكن قد أتاه اليقينُ ونحن نَرجو له الخيرَ قال: فبلَغَتْ منَ المُسلِمينَ كلَّ مَبلَغٍ وقالوا: هذا عثمانُ في حالِه قد قيل له هذا فكيف بِنا ؟ فقالتِ المرأةُ: واللهِ لا أُزَكِّي بعدَكَ أحدًا أبدًا قال: حتى هلَك بعضُ أهلِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: رِدْ على سلفِنا عثمانَ بنِ مظعونٍ
الراوي : خارجة بن زيد بن ثابت | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/368 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات

12 - دخَل عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ - رضي اللهُ عنهما - والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ ، فجلَس إلى جنبِ أُبَيِّ بنِ كعبٍ ، فسأله عن شيءٍ ، أو كلَّمه بشيءٍ ، فلم يرُدَّ عليه فظنَّ ابنُ مسعودٍ أنهَّا موجدةٌ ، فلما انفَتَل النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن صلاتِه ، قال ابنُ مسعودٍ : يا أُبَيُّ ما منعَكَ أن ترُدَّ عليَّ ؟ قال : إنَّكَ لم تحضُرْ معَنا الجمُعةَ قال : لِمَ ؟ قال : تكلَّمتَ والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ ، فقام ابنُ مسعودٍ ، فدخَل على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذكَر ذلك له ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : صدَق أُبَيٌّ ، صدَق أُبَيٌّ ، أطِعْ أُبَيًّا
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/286 | خلاصة حكم المحدث : سنده جيد
التخريج : أخرجه أبو يعلى (1799)، وابن حبان (2794) باختلاف يسير.

13 - دخلتُ على أمِّ حبيبةَ زوجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فرأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قائمًا يصلِّي في ثوبٍ واحدٍ فقلتُ : يا أمَّ حبيبةَ ، أيصلِّي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ثوبٍ واحدٍ ؟ قالتْ : نعَم ، وهو الثوبُ الذي كان فيه ما كان - يعني : الجماعَ
الراوي : معاوية بن أبي سفيان | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/119 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
التخريج : أخرجه أبو يعلى (7140)، والطبراني ((المعجم الأوسط)) (6256)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (5/360) باختلاف يسير

14 - عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي اللهُ عنه قال: بينما رجلٌ كان قبلَكم كان في مُلكِه فتفكَّر فعلِم أنَّ ذلك منقطعٌ وأنه قد شغَله عن عبادةِ ربِّه فانساب مِن قصرِه ليلًا حتى صار إلى مملكةِ غيرِه فأتى ساحلَ البحرِ فجعَل يضربُ اللبنَ فيعيشُ به ويعبدُ ربَّه فبلَغ ذلك الملكَ الذي هو في مملكتِه عبادتُه وحالُه فأرسَل إليه أن يأتيَه فأبى أن يأتيَه ثم أرسَل إليه أن يأتيَه فأبى أن يأتيَه فلما رأى ذلك ركِب إليه فلما رآه العابدُ هرَب منه فتبِعه على دابتِه فقال: يا عبدَ اللهِ إنه ليس عليكَ مني بأسٌ ثم نزَل إليه فسأَله عن أمرِه فقال: أنا فلانٌ صاحبُ مملكةِ كذا وكذا تذكَّرتُ فعلِمتُ أن ما كنتُ فيه منقطعٌ وأنه قد شغَلني عن عبادةِ ربي قال: فما أنتَ أحقَّ مما صنَعتَ مِني فخلَّى سبيلَ دابتِه وتبِعه فكانا يعبُدانِ اللهَ فسأَلا اللهَ أن يُميتَهما جميعًا فماتا جميعًا فدُفِنا قال عبدُ اللهِ: فلو كنتُ برملةِ مِصرَ لأريتُكم قبورَهما بالنعتِ الذي نعَت لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
الراوي : - | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/428 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات

15 - سألْتُ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما عن قولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لموسى صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40]، فسألْتُه عن الفُتونِ؟ فقال: استأنِفِ النَّهارَ يا ابنَ جُبيرٍ؛ فإنَّ لها حديثًا طويلًا. قال: فغدوْتُ على ابنِ عبَّاسٍ لأنتجِزَ ما وَعَدني مِن حديثِ الفُتونِ، فقال: تذاكَرَ فِرعونُ وجُلساؤُه ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أنْ يجعَلَ في ذُرِّيتَه أنبياءَ ومُلوكًا؛ فقال بعضُهم: إنَّ بني إسرائيلَ لينتظِرونَ ذلك ما يشُكُّون فيه، وقد كانوا يظنُّونَ أنَّه يُوسفُ بنُ يعقوبَ عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ، فلمَّا هلَكَ قالوا: ليس هكذا كان، إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال فِرعونُ: فكيف تَرَونَ؟ فائْتَمَروا، واجتمَعوا أمْرَهم على أنْ يبعَثَ رِجالًا بالشِّفارِ، يَطُوفون في بني إسرائيلَ، فلا يَجِدون مولودًا ذكَرًا إلَّا ذَبَحوه، ففَعَلوا ذلك، فلمَّا أنْ رَأَوا أنَّ الكبارَ في بني إسرائيلَ يموتونَ بآجالِهم، والصِّغارَ يُذْبَحونَ، قالوا: أتوشِكونَ أنْ تُفْنوا بني إسرائيلَ، فتَصيروا إلى أنْ تُباشِروا مِن الأعمالِ والخدمةِ الَّتي كانوا يَكْفُونكم؟ فاقْتُلوا عامًا كلَّ مولودٍ ذكرٍ، فيقِلَّ نَباتُهم، ودَعُوا عامًا، فلا تَقْتلوا منهم أحدًا، فيشِبَّ الصِّغارُ مكانَ مَن يموتُ مِن الكبارِ، فإنَّهم لنْ يَكْثروا بمَن تَسْتحيون، فتخافوا مُكاثرتَهم إياكم، ولنْ يَفْنَوا بمَن تقتُلونَ، فتحتاجونَ إليهم، فأجْمَعوا أمْرَهم على ذلك، فحمَلَت أُمُّ موسى بهارونَ عليهما السَّلامُ العامَ الَّذي لا يُذْبَحُ فيه الغِلمانُ، فولدَتْه عَلانيةً، فلمَّا كان مِن قابلٍ حمَلَتْ بمُوسى عليه السَّلامُ، فوقَعَ في قلْبِها مِن الهَمِّ والحزنِ. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، ما دخَلَ عليه في دهو بَطْنِ أُمِّه ممَّا يُرادُ به، فأوحَى اللهُ تعالى إليها: {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7]، وأمَرَها أنْ إذا ولَدَتْ أنْ تجعَلَه في تابوتٍ، ثمَّ تُلْقِيه في اليمِّ، فلمَّا ولَدَت فعَلَت ذلك به، فألْقَته في اليمِّ، فلمَّا توارى عنها ابنُها أتاها الشَّيطانُ، فقالت في نفْسِها: ما فعَلْتُ بابني؟! لو ذُبِحَ لبِثَ عندي فرأيْتُه وكفَّنْتُه، كان أحَبَّ إليَّ مِن أنْ أُلْقِيَه بيدي إلى دوابِّ البحرِ وحِيتانِه، وانتهى الماءُ به حتَّى أرفَأَ به عند فُرْضَةُ مُسْتَقى جواري امرأةِ فِرعونَ، فلمَّا رأيْنَه أخذْنَه، فهمَمْنَ أنْ يفتحْنَ التَّابوتَ، فقالت بعضُهنَّ: إنَّ في هذا مالًا، وإنَّا إنْ فتحْناه لم تُصدِّقْنا امرأةُ الملِكِ بما وجَدْنا فيه، فحمَلْنَه بهيئةٍ لم يُحرِّكْنَ منه شيئًا، دفعْنَه إليها، فلمَّا فتحَتْه رأتْ فيه غُلامًا، فأُلْقِيَ عليه منها محبَّةٌ لم تُلْقَ مثْلُها على البشَرِ قطُّ، وأصبَحَ فُؤَادُ أُمِّ موسى فارغًا مِن ذِكْرِ كلِّ شَيءٍ إلَّا مِن ذِكْرِ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا سمِعَ الذَّابِحونَ بأمْرِه أقبلوا بشِفارِهم إلى امرأةِ فرعونَ ليذبَحُوه -وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت للذَّبَّاحينَ: أقِرُّوه؛ فإنَّ هذا الواحدَ لا يَزيدُ في بني إسرائيلَ حتَّى آتِيَ فِرعونَ فأسْتَوْهِبَه منه، فإنْ وهَبَه لي كنْتُم قد أحسنْتُم وأجمَلْتُم، وإنْ أمَرَ بذبْحِه لم أَلُمْكم، فأتَتْ به فرعونَ، فقالت: قُرَّةُ عينٍ لي ولك، قال فِرعونُ: يكونُ لك، فأمَّا لي فلا حاجةَ لي في ذلك. قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي أحلِفُ به، لو أقَرَّ فِرعونُ بأنْ يكونَ له قُرَّةَ عينٍ كما أقَرَّت امرأتُه، لهداهُ اللهُ به كما هدى به امرأتَه، ولكنَّ اللهَ حرَمَه ذلك. فأرسَلَتْ إلى مَن حولَها، مِن كلِّ امرأةٍ لها لبنٌ، تختارُ لها ظِئرًا، فجعَلَ كلَّما أخذَتْه امرأةٌ منهنَّ، فترُضِعُه، لم يَقْبَلْ ثَدْيَها، حتَّى أشفَقَت عليه امرأةُ فِرعونَ أنْ يَمتنِعَ مِن اللَّبنِ فيموتَ، فأحْزَنَها ذلك، فأمرَتْ به، فأُخْرِجَ إلى السُّوقِ وتجمَّعَ النَّاسُ، تَرْجو أنْ تجِدَ له ظِئرًا يأخُذُ منها، فلم يَقْبَلْ، وأصبَحَتْ أُمُّ موسى والهةً، فقالت لأُخْتِه: قُصِّيه -يعني: أثَرَهُ- واطْلُبِيه، هل تسمعينَ له ذِكْرًا؟ أحيٌّ ابْني أمْ قد أكلَتْه الدَّوابُّ؟ ونسِيَت ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها فيه، فبَصُرتْ به أختُه عن جُنُبٍ وهم لا يَشعُرونَ، والجُنُبُ: أنْ يبصِرَ الإنسانُ إلى الشَّيءِ البعيدِ وهو إلى جَنْبِه لا يشعُرُ به، فقالت مِن الفرحِ حين أعياهم الظُّؤارتُ: أنا {أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} [القصص: 12]، فأخَذُوها فقالوا: ما يُدريك ما نُصْحُهم له؟ هل يعرِفونَه؟ حتَّى شكُّوا في ذلك -فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت: نصيحَتُهم له وشفقَتُهم عليه رغبةً في صِهر الـمَلِك، ورجاءَ مَنفعتِه، فأرْسَلوها، فانطلَقَتْ إلى أُمِّها فأخبرتْها الخبرَ، فجاءتْ أُمُّه، فلمَّا وضعَتْه في حِجْرِها، نزَا إلى ثَدْيِها، فمَصَّه حتَّى امتلَأَ جَنباهُ رِيًّا، وانطلَقَ البشيرُ إلى امرأةِ فرعونَ: أنْ قد وجَدْنا لابْنِك، فأرسَلَتْ إليها، فأُوتِيتْ بها وبه، فلمَّا رأت ما يصنَعُ، قالت لها: امْكُثي عندي؛ تُرْضِعي ابني هذا، فإنِّي لم أحجِبْه شيئًا قطُّ، فقالت أُمُّ مُوسى: لا أستطيعُ أنْ أدَعَ بيتي وولدي، فيَضيعَ، فإنْ طابتْ نفْسُك أنْ تُعْطِيَنه، فأذهَبَ به إلى مَنْزلي، فيكونَ معي لا آلوهُ خيرًا، فعلْتُ، وإلَّا فإنِّي غيرُ تاركةٍ بيتي وولدي، وذكَرَت أُمُّ مُوسى عليه السَّلامُ ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها، فتعاسَرَت على امرأةِ فرعونَ، وأيقنَتْ بأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُنْجِزُ موعودَه، فرجَعَتْ إلى بيتِها بابنِها مِن يومِها، فأنبَتَه اللهُ نباتًا حسنًا، وحفِظَه لِمَا قد قَضى فيه، فلم يزَلْ بنو إسرائيلَ وهم في ناحيةِ القريةِ مُمْتنعينَ يَمْتنعونَ به مِن السُّخرةِ ما كان فيهم. فلمَّا تَرعرَعَ قالت امرأةُ فرعونَ لأُمِّ مُوسى: أريدُ أنْ تُرِيني ابني، فوعَدَتْها يومًا تُرِيها فيه إيَّاه، فقالتِ امرأةُ فِرعونَ لخُزَّانِها، وظُؤورتِها، وقَهارِمَتِها: لا يَبْقينَّ أحدٌ منكم إلَّا استقبَلَ ابني اليومَ بهَديَّةٍ وكَرامةٍ؛ لِأَرى ذلك فيه، وأنا باعثةٌ أمينًا يُحْصِي ما يصنَعُ كلُّ إنسانٍ منكم، فلم تَزَلِ الهدايا والكرامةُ والنِّحلةُ، تَستقبِلُه مِن حينِ خرَجَ مِن بيتِ أُمِّه إلى أنْ دخَلَ على امرأةِ فرعونَ، فلمَّا دخَلَ عليها بجَّلَتْه، وأكرمَتْه، وفرِحَت به، وأعجَبَها، ونحَلَت أُمَّه؛ لحُسْنِ أثَرِه، ثمَّ قالت: لآتيَنَّ به فِرعونَ، فليَنْحَلَنَّه، وليُكْرِمَنَّه، فلمَّا دخَلَتْ به عليه، جعَلَه في حِجْرِه، فتناوَلَ مُوسى لِحيةَ فرعونَ، فمَدَّها إلى الأرضِ، فقال الغواةُ مِن أعداءِ اللهِ لفرعونَ: ألَا ترى إلى ما وعَدَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ إبراهيمَ نَبِيَّه عليه السَّلامُ أنَّه يرِثُك، ويَعْلوك، ويصرَعُك، فأرسَلَ إلى الذَّبَّاحينَ، وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، بعدَ كلِّ بلاءٍ ابتُلِيَ به، أو أُرِيدَ به فُتونًا. فجاءت امرأةُ فِرعونَ تَسْعى إلى فرعونَ، فقالت: ما بدا لك في هذا الغلامِ الَّذي وهَبْتَه لي؟ قال: ألَا تَرَيْنَه يزعُمُ أنَّه يصرَعُني ويَعْلوني؟ قالت: اجْعَلْ بيني وبينك أمرًا تعرِفُ فيه الحقَّ؛ ائْتِ بجَمْرتينِ ولُؤلؤتَينِ، فقَرِّبْهما إليه، فإنْ بطَش باللُّؤلؤتَينِ واجتنَبَ الجَمْرتينِ، عرَفْتَ أنَّه يعقِلُ، وإنْ تَناوَلَ الجَمْرتَينِ ولم يُرِدِ اللُّؤلؤتَينِ، علِمْتَ أنَّ أحدًا لا يُؤثِرُ الجَمرتينِ على اللُّؤلؤتينَ وهو يعقِلُ، فقُرِّبَ ذلك إليه، فتناوَلَ الجَمرتَينِ، فانْتَزَعوهما مِن يَدِه، وخافت أنْ يحرِقَا يدَيْه، فقالت المرأةُ: ألَا ترى؟! فصرَفَه اللهُ عنه بعدما كان قد هَمَّ به، وكان الله عَزَّ وجَلَّ بالغًا فيه أمْرَه. فلمَّا بلَغَ أشُدَّه وصار مِن الرِّجالِ، لم يكُنْ أحدٌ مِن آلِ فِرعونَ يخلُصُ إلى أحدٍ مِن بني إسرائيلَ معه بظُلمٍ، ولا يخرُجُ حتَّى امْتَنعوا كلَّ الامتناعِ. فبينما مُوسى عليه السَّلامُ يَمْشي في ناحيةِ المدينةِ، إذ هو برجُلينِ يَقْتتلانِ؛ أحدُهما فرعونيٌّ، والآخرُ إسرائيليٌّ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فغضِبَ مُوسى عليه السَّلامُ غضبًا شديدًا؛ لأنَّه تناوَلَ وهو يعلَمُ منزلةَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن بَني إسرائيلَ، وحِفْظَه لهم، لا يعلَمُ النَّاسُ إلَّا إنَّما ذلك مِن الرَّضاعِ إلَّا أُمُّ مُوسى، إلَّا أنْ يكونَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ أَطْلَعَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن ذلك على ما لم يُطْلِعْ عليه غيرَه. فوكَزَ مُوسى عليه السَّلامُ الفرعونيَّ، فقتَلَه، وليس يراهما أحدٌ إلَّا اللهُ عَزَّ وجَلَّ، فقال مُوسى عليه السَّلامُ حين قتَلَ الرَّجلَ: هذا مِن عمَلِ الشَّيطانِ؛ إنَّه عدُوٌّ مُضِلٌّ مُبينٌ، ثمَّ قال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ}، إلى قولِه: {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16]. {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} [القصص: 18] الأخبارَ، فأُتِيَ فِرعونُ فقيلَ: إنَّ بني إسرائيلَ قد قتَلَتْ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ، فخُذْ لنا بحَقِّنا، ولا تُرخِّصْ لهم، فقال: ابْغُوني قاتِلَه ومَن شهِدَ عليه؛ فإنَّ الملِكَ وإنْ كان صَفْوُه مع قومِه، لا يستقيمُ له أنْ يُقِيدَ بغيرِ بيِّنةٍ، ولا ثَبَتٍ، فانْظُروا في عِلْمِ ذلك آخُذْ لكم بحَقِّكم، فبينا هم يَطوفونَ لا يَجِدونَ شيئًا، إذا موسى عليه السَّلامُ قد رأى في الغدِ ذلك الإسرائيليَّ يقتُلُ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ آخرَ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فصادَفَ مُوسى عليه السَّلامُ قد ندِمَ على ما كان منه، فكَرِهَ الَّذي رأى، فغضِبَ الإسرائيليُّ وهو يُريدُ أنْ يبطِشَ بالفرعونيِّ، فقال للإسرائيليِّ -لِمَا فعَلَ أمسِ واليومَ-: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} [القصص: 18]. فنظَرَ الإسرائيليُّ إلى مُوسى عليه السَّلامُ بعدما قال له ما قال، فإذا هو غضبانُ كغضَبِه بالأمسِ الَّذي قتَلَ به الفرعونيَّ، فخاف أنْ يكونَ بعدما قال له: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} إيَّاه أراد، ولم يكُنْ أراده، إنَّما أراد الفرعونيَّ، فخاف الإسرائيليُّ، فحاجَزَ الفرعونيَّ، فقال: {يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]؟ وإنَّما قال ذلك؛ مخافةَ أنْ يكون إيَّاهُ أراد مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يقتُلَه، فتنازَعَا. فانطلَقَ الفرعونيُّ إلى قومِه، فأخبَرَهم بما سمِعَ مِن الإسرائيليِّ مِن الخبرِ حين يقولُ: {أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]، فأرسَلَ فرعونُ الذَّبَّاحينَ ليقتُلوا موسى عليه السَّلامُ، فأخَذَ رُسلُ فرعونَ الطَّريقَ الأعظمَ يَمْشون على هَيئتِهم يطلُبونَ مُوسى عليه السَّلامُ، وهم لا يخافونَ أنْ يفوتَهم، فجاء رجُلٌ مِن شِيعَةِ مُوسى عليه السَّلامُ مِن أَقْصى المدينةِ، فاختصَرَ طريقًا قريبًا حتَّى سبَقَهم إلى موسى عليه السَّلامُ فأخْبَرَه. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ. فخرَجَ مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ مدينَ لم يلْقَ بلاءً قبلَ ذلك، وليس له علمٌ بالطَّريقِ إلَّا حُسْنَ الظَّنِّ بربِّه عَزَّ وجَلَّ، فإنَّه قال: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: 22]. {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} إلى {تَذُودَانِ} [القصص: 23]، يعني بذلك: حابستَينِ غنَمَهما، فقال لهما: ما خطْبُكما مُعتزلتَينِ لا تَسْقيانِ مع النَّاسِ؟ قالتا: ليس لنا قُوَّةٌ نُزاحِمُ القومَ، وإنَّما ننتظِرُ فُضولَ حياضِهم، فسقى لهما، فجعَلَ يغرِفُ بالدَّلْوِ ماءً كثيرًا، حتَّى كانتا أوَّلَ الرِّعاءِ فراغًا، فانصرَفَتا بغنَمِهما إلى أبيهما، وانصرَفَ موسى عليه السَّلامُ، فاستظَلَّ بشجرةٍ، وقال: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، فاستنكَرَ أبوهما سُرعةَ صُدورِهما بغنَمِهما حُفَّلًا بطانًا، فقال: إنَّ لكما اليومَ لشأنًا، فأخبَرَتَاه بما صنَعَ موسى عليه السَّلامُ، فأمَرَ إحداهما أنْ تَدْعُوَه له، فأتَتْ موسى عليه السَّلامُ فدَعَتْه، فلمَّا كلَّمَه قال: {لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص: 25]، ليس لفِرعونَ ولا لقومِه علينا سُلطانٌ، ولسْنا في مَمْلكتِه. قال: فقالت إحداهما: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، فاحتمَلَتْه الغَيرةُ على أنْ قال: وما يُدريكِ ما قُوَّتُه؟ وما أمانَتُه؟ قالت: أمَّا قُوَّتُه: فما رأيْتُ في الدَّلوِ حين سَقى لنا، لم أرَ رجُلًا قطُّ في ذلك المَسْقى أقوى منه، وأمَّا أمانَتُه: فإنَّه نظَرَ إليَّ حين أقبلْتُ إليه وشَخَصْتُ له، فلمَّا علِمَ إنِّي امرأةٌ، صوَّبَ رأْسَه لم يرفَعْه، ولم ينظُرْ إليَّ حتَّى بلَّغْتُه رِسالتَك، ثمَّ قال لي: امشِي خلفي، وانْعَتي لي الطَّريقَ، لم يفعَلْ هذا إلَّا وهو أمينٌ، فسُرِّيَ عن أبيها وصدَّقَها، وظَنَّ به الَّذي قالت له. فقال له: هل لك {أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}، إلى قوله: {مِنَ الصَّالِحِينَ} [القصص: 27]، ففعَلَ، فكانت على نَبِيِّ اللهِ موسى عليه السَّلامُ ثمانيَ سنينَ واجبةً، وكانت سنتانِ عِدَةً منه، فقَضَى اللهُ عَزَّ وجَلَّ عنه عِدَتَه فأتمَّها عشْرًا. قال سَعيدٌ: فلَقِيَني رجُلٌ مِن أهلِ النَّصرانيَّةِ مِن عُلمائِهم، فقال: هلْ تَدْري أيَّ الأجلينِ قضى مُوسى عليه السَّلامُ؟ قلْتُ: لا، وأنا يومئذٍ لا أدري، فلقِيتُ ابنَ عبَّاسٍ، فذكَرْتُ ذلك له، فقال: أمَا علِمْتَ أنَّ ثمانيًا كانت على نبيِّ اللهِ عليه السَّلامُ واجبةً، لم يكُنْ نبيُّ اللهِ ليَنْقُصَ منها شيئًا، وتعلَمُ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ كان قاضيًا عن مُوسى عليه السَّلامُ عِدَتَه الَّتي وعَدَ، فإنَّه قضى عشْرَ سنينَ. فلقِيتُ النَّصرانيَّ، فأخبَرْتُه بذلك، فقال: الَّذي سألْتَه فأخبَرَك أعلَمُ منك بذلك؟ قلْتُ: أجلْ، وأَولى. فلمَّا سار مُوسى عليه السَّلامُ بأهلِه كان مِن أمْرِ النَّارِ ما قَصَّ اللهُ عليك في القُرآنِ، وأمْرِ العصا ويَدِه، فشكا إلى ربِّه عَزَّ وجَلَّ ما يتخوَّفُ مِن آلِ فرعونَ في القتيلِ، وعُقدةَ لسانِه، فآتاهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ سُؤْلَه، وحَلَّ عُقدةً مِن لسانِه، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى هارونَ عليه السَّلامُ، وأمَرَه أنْ يلقاهُ، واندفَعَ مُوسى عليه السَّلامُ بعصاهُ، حتَّى لقِيَ هارونَ عليه السَّلامُ، وانطلَقَا جميعًا إلى فرعونَ، فأقاما حِينًا على بابِه لا يُؤْذَنُ لهما، فقالا: إنَّا رسولَا ربِّك، قال: فمَن ربُّكما يا موسى؟ فأخبراهُ بالَّذي قَصَّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عليك في القُرآنِ، قال: فما تُريدانِ؟ وذكَّرَه القتيلَ، واعتذَرَ بما قد سمِعْتَ، وقال: أريدُ أنْ تُؤمِنَ باللهِ، وأنْ تُرْسِلَ معي بني إسرائيلَ، فأبى عليه، وقال: ائتِ بآيةٍ إنْ كنْتَ مِن الصَّادقينَ، فألقى عصاه فإذا هي حيَّةٌ عظيمةٌ، فازعةٌ، فاغرةٌ فاها، مُسرعةٌ إلى فرعونَ، فلمَّا رآها فِرعونُ قاصدةً إليه خافها، فاقتحَمَ عن سَريرِه، واستغاثَ بمُوسى عليه السَّلامُ أنْ يكُفَّها عنه، ففعَلَ، ثمَّ أخرَجَ يَدَه مِن جَيْبِه، فرآها بيضاءَ مِن غيرِ سُوءٍ، يعني: مِن غيرِ برَصٍ، فرَدَّها، فعادت إلى لونِها الأوَّلِ. فاستشارَ الملَأَ حولَه فيما رأى، فقالوا له: {هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} [طه: 63] الآيةَ، والمُثْلى: مُلْكُهم الَّذي هم فيه والعيشُ. فأَبَوا على مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يُعْطُوه شيئًا ممَّا طلَبَ، وقالوا له: اجمَعْ لهما السَّحرةَ؛ فإنَّهم بأرضِك كثيرٌ، حتَّى نغلِبَ سِحْرَهما، وأرسَلَ في المدائنِ، فحُشِرَ له كلُّ ساحرٍ مُتعالمٍ، فلمَّا أَتَوا على فرعونَ، قالوا: ما يعمَلُ هذا السَّاحرُ؟ قالوا: يعمَلُ الحيَّاتِ، قالوا: فلا واللهِ ما أحدٌ في الأرضِ يعمَلُ السِّحرَ والحيَّاتِ والحبالَ والعِصِيَّ الَّذي نعمَلُ، فما أجْرُنا إنْ نحن غلَبْنا؟ قال لهم: أنتم أقاربي وخاصَّتي، وأنا صانعٌ إليكم كلَّ شَيءٍ أحببتم، فتَواعَدوا يومَ الزِّينةِ وأنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى. قال سعيدٌ: فحدَّثني ابنُ عبَّاسٍ: أنَّ يومَ الزِّينةِ اليومُ الَّذي أظهَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ فيه مُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ والسَّحرةِ هو يومُ عاشوراءَ. فلمَّا اجتمعوا في صَعيدٍ، قال النَّاسُ بعضُهم لبعضٍ: انطَلِقوا، فنتخبَّرْ هذا الأمْرَ، {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ} [الشعراء: 40]، يعنون مُوسى وهارونَ عليهما السَّلامُ؛ استهزاءً بهما، فقالوا: يا موسى -لِقُدْرتِهم في أنفُسِهم بسِحْرِهم- إمَّا أنْ تُلْقِيَ، وإمَّا أنْ نكونَ نحن المُلْقينَ، قال: بل ألْقُوا. {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} [الشعراء: 44]، فرأى مُوسى عليه السَّلامُ مِن سِحْرِهم ما أوجَسَ في نفْسِه خِيفةً، فأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إليه: أنْ ألْقِ عصاك، فلمَّا ألقاها، صارت ثُعبانًا عظيمًا فاغرةً فاها، فجُعِلَتِ العِصِيُّ بدَعوةِ مُوسي عليه السَّلامُ تلتبِسُ بالحبالِ، حتَّى صارتْ جُرُزًا إلى الثُّعبانِ تَدخُل فيه، حتَّى ما أبقَتْ عصًا ولا حبلًا إلَّا ابتلعَتْه. فلمَّا عرَفَ السَّحرةُ ذلك، قالوا: لو كان هذا سِحرٌ لم يَبلُغْ مِن سِحرِنا كلَّ هذا، ولكنَّه أمْرٌ مِن اللهِ، آمنَّا باللهِ ربِّنا وما جاء به مُوسى عليه السَّلامُ، ونتوبُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ممَّا كنَّا عليه. وكسَرَ اللهُ ظهْرَ فِرعونَ في ذلك الموطنِ وأشياعِه، وأظهَرَ الحقَّ، وبطَلَ ما كانوا يعمَلونَ، فغُلِبوا هنالك وانقَلَبوا صاغِرينَ. وامرأةُ فِرعونَ بارزةٌ مُتبذِّلَةٌ تَدْعو بالنَّصرِ لمُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ، فمَن رآها مِن آلِ فرعونَ ظَنَّ أنَّها إنَّما تبذَّلَتْ للشفقةِ على فِرعونَ وأشياعِه، وإنَّما كان حُزْنُها وهمُّها لمُوسى عليه السَّلامُ. فلمَّا طال مُكْثُ مُوسى عليه السَّلامُ لمواعيدِ فِرعونَ الكاذبةِ، كلَّما جاءه بآيةٍ وعَدَه عندها أنْ يُرْسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا مضَتْ أخلَفَ موعِدَه، وقال: هل يستطيعُ ربُّك أنْ يصنَعَ غيرَ هذا؟ فأرسَلَ اللهُ عليه وعلى قومِه الطُّوفانَ، والجرادَ، والقُمَّلَ، والضَّفادعَ، آياتٍ مُفصَّلاتٍ، كلُّ ذلك يَشْكو إلى موسى عليه السَّلامُ، ويطلُبُ إليه أنْ يكُفَّها عنه، ويُواثِقُه على أنْ يُرسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا كَفَّ ذلك عنه، أخلَفَ موعِدَه ونكَثَ عهدَه. فأُمِرَ موسى عليه السَّلامُ بالخُروجِ بقومِه، فخرَجَ بهم ليلًا، فلمَّا أصبَحَ فرعونُ ورأى أنَّهم قد مَضَوا، أرسَلَ في المدائنِ حاشرينَ، فتبِعَهم بجُنودٍ عظيمةٍ كثيرةٍ، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى البحرِ: أنْ إذا ضرَبَك مُوسى بعصاهُ، فانفرِقْ له اثنتَيْ عشْرةَ فِرقةً، حتَّى يجوزَ موسى عليه السَّلامُ ومَن معه، ثمَّ الْتَئَمَ على مَن بقِيَ بعدُ مِن فرعونَ وأشياعِه، فنسِيَ مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يضرِبَ البحرَ بالعصا، فانْتَهى إلى البحرِ وله قصيفٌ؛ مخافةَ أنْ يَضرِبَه موسى عليه السَّلامُ، وهو غافِلٌ، فيصيرَ عاصيًا اللهَ عَزَّ وجَلَّ. فلمَّا تراءى الجَمْعانِ وتقارَبَا، قال أصحابُ موسى: إنَّا لمُدْرَكونَ، افعَلْ ما أمرَكَ به ربُّك عَزَّ وجَلَّ؛ فإنَّك لم تكذِبْ ولم تُكْذَبْ، فقال: وعَدَني ربِّي عَزَّ وجَلَّ إذا أتيْتُ البحرَ، انفرَقَ لي اثنتيْ عشْرةَ فِرقةً حتَّى أُجاوزَه، ثمَّ ذكَرَ بعدَ ذلك العصا، فضرَبَ البحرَ بعصاه حين دنا أوائلُ جُندِ فرعونَ مِن أواخرِ جُندِ مُوسى عليه السَّلامُ، فانفرَقَ البحرُ كما أمَرَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ، وكما وُعِدَ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا أنْ جاوَزَ موسى عليه السَّلامُ وأصحابُه البحرَ، ودخَلَ فِرعونُ وأصحابُه، الْتَقى عليهم البحرُ كما أُمِرَ. فلمَّا جاوَزَ مُوسى عليه السَّلامُ البحرَ، قال أصحابُه: إنَّا نخافُ ألَّا يكونَ فِرعونُ قد غرِقَ، فلا نُؤمِنُ بهلاكِه، فدعا ربَّه عَزَّ وجَلَّ، فأخرَجَه له ببدنه حتَّى استيْقَنوا بهلاكِه. ثمَّ مَرُّوا بعدَ ذلك {عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، إلى {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 139]، قد رأيتُمْ مِن العِبَرِ، وسمِعْتُم ما يَكْفيكم، ومَضَى. فأنزَلَهم مُوسى عليه السَّلامُ منزلًا، ثمَّ قال لهم: أطيعوا هارونَ عليه السَّلامُ؛ فإنِّي قد استخلفْتُه عليكم، وإنِّي ذاهبٌ إلى ربِّي عَزَّ وجَلَّ، وأجَّلَهم ثلاثينَ يومًا أنْ يَرجِعَ إليهم فيها، فلمَّا أتى ربَّه وأراد أنْ يُكلِّمَه ثلاثينَ يومًا، وقد صامهنَّ: ليلَهنَّ ونهارَهنَّ، وكرِهَ أنْ يُكلِّمَ ربَّه عَزَّ وجَلَّ ورِيحُ فَمِه رِيحُ فَمِ الصَّائمِ، فتناوَلَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن نباتِ الأرضِ شيئًا فمضَغَه، فقال له ربُّه عَزَّ وجَلَّ حين لقاه: لِمَ أفطرْتَ؟ -وهو أعلَمُ بالَّذي كان- قال: يا ربِّ، إنِّي كرِهْتُ أنْ أُكلِّمَك إلَّا وفَمِي طيِّبُ الرِّيحِ، قال: أوما علِمْتَ يا مُوسى أنْ رِيحَ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عندي مِن رِيحِ المِسْكِ؟ ارجِعْ حتَّى تصومَ عشْرًا ثمَّ ائْتِني، ففعَلَ مُوسى عليه السَّلامُ ما أُمِرَ به. فلمَّا رأى قومُ مُوسى عليه السَّلامُ أنَّه لم يرجِعْ إليهم للأجَلِ ساءَهم ذلك، وكان هارونُ عليه السَّلامُ قد خطَبَهم، فقال لهم: خرجْتُم مِن مِصْرَ ولقومِ فرعونَ عندي عواري وودائعُ، ولكم فيهم مثلُ ذلك، وأنا أرى أنْ تحتَسِبوا ما لكم عندهم، ولا أحلَّ لكم وديعةً اسْتُودِعْتُمُوها، ولا عاريَّةً، ولسنا برادِّين إليهم شيئًا مِن ذلك، ولا مُمْسِكيه لأنفُسِنا، فحفَرَ حفيرًا، وأمَرَ كلَّ قومٍ عليهم شَيءٌ مِن ذلك؛ مِن متاعٍ أو حِليةٍ أنْ يَقْذِفوه في ذلك الحفيرِ، ثمَّ أوقَدَ عليه النَّارَ، فأحرَقَه، فقال: لا يكونُ لنا، ولا لهم. وكان السَّامريُّ رجلًا مِن قومٍ يَعْبُدون البقرَ جيرانٍ لهم، ولم يكُنْ مِن بني إسرائيلَ، فاحتملَ مع مُوسى عليه السَّلامُ وبني إسرائيلَ حين احْتملوا، فقُضِيَ له أنْ رأى أثرًا، فأخَذَ منه بقبْضَتِه، فمَرَّ بهارونَ، فقال له هارونُ عليه السَّلامُ: يا سامريُّ، ألَا تُلْقي ما في يدَيْك؟ وهو قابضٌ عليه لا يَراه أحدٌ طوالَ ذلك، فقال: هذه قبْضةٌ مِن أثرِ الرَّسولِ الَّذي جاوَزَ بكم البحرَ، ولا أُلْقيها لشَيءٍ إلَّا أنْ تَدْعُوَ اللهَ إذا ألقيْتُها أنْ تكونَ ما أُرِيدُ، فألْقاها، ودعا اللهَ هارونُ عليه السَّلامُ، فقال: أريدُ أنْ يكونَ عِجْلًا، واجتمَعَ ما كان في الحُفرةِ مِن متاعٍ له، أو حِلْيةٍ، أو نحاسٍ، أو حديدٍ، فصار عِجْلًا أجوفَ ليس فيه رُوحٌ، له خُوارٌ. قال ابنُ عبَّاسٍ: لا واللهِ ما كان له صوتٌ قطُّ، إنَّما كانت الرِّيحُ تدخُلُ مِن دُبُرِه وتخرُجُ مِن فَمِه، فكان ذلك الصَّوتُ مِن ذلك. فتفرَّقَ بنو إسرائيلَ فِرَقًا؛ فقالت فِرقةٌ: يا سامريُّ، ما هذا فأنت أعلَمُ به؟ قال: هذا ربُّكم عَزَّ وجَلَّ، ولكنَّ مُوسى عليه السَّلامُ أضَلَّ الطَّريقَ. وقالت فِرقةٌ: لا نُكذِّب بهذا حتَّى يرجِعَ إلينا مُوسى، فإنْ كان ربَّنا لم نكُنْ ضيَّعْناه وعجَزْنا فيه حِينَ رأيْناه، وإنْ لم يكُنْ ربَّنا، فإنَّا نتَّبِعُ قولَ مُوسى عليه السَّلامُ. وقالت فِرقةٌ: هذا عمَلُ الشَّيطانِ، وليس بربِّنا، ولا نُؤْمِنُ، ولا نُصدِّقُ. وأُشْرِبَ فِرقةٌ في قُلوبِهم التَّصديقَ بما قال السَّامريُّ في العجلِ، وأعْلَنوا التَّكذيبَ، فقال لهم هارونُ عليه السَّلامُ: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} [طه: 90]، وإنَّ ربَّكم ليس هكذا، قالوا: فما بالُ مُوسى عليه السَّلامُ؛ وعَدَنا ثلاثينَ يومًا ثمَّ أخلَفَنا، فهذه أربعونَ قد مَضَت؟! فقال سُفهاؤُهم: أخطَأَ ربَّه، فهو يطلُبُه ويتبَعُه. فلمَّا كلَّمَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مُوسى عليه السَّلامُ وقال له ما قال، أخبَرَه بما لقِيَ قومُه بعده. {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا} [طه: 86]، وقال لهم ما سمِعْتُم في القُرآنِ وأخَذَ برأْسِ أخِيه، وألْقى الألواحَ مِن الغضَبِ، ثمَّ عذَرَ أخاه بعُذْرِه، واستغفَرَ له، وانصرَفَ إلى السَّامريِّ، فقال له: ما حمَلَك على ما صنعْتَ؟ قال: قبَضْتُ قبضةً مِن أثرِ الرَّسولِ وفطِنْتُ لها، وعُمِّيَت عليكم، فقَذفْتُها؛ وكذلك سوَّلَت لي نَفْسي. قال: {اذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ} إلى قولِه: {نَسْفًا} [طه: 97]، ولو كان إلهًا لم يُخْلَصْ إلى ذلك منه. فاستيقَنَ بنو إسرائيلَ بالفتنةِ، واغْتَبَطَ الَّذين كان رأيُهم فيه مثلَ رأيِ هارونَ عليه السَّلامُ، فقالوا بجماعتِهم لمُوسى عليه السَّلامُ: سَلْ لنا ربَّك عَزَّ وجَلَّ أنْ يفتَحَ لنا بابَ توبةٍ نصنَعُها؛ فيُكَفِّرَ عنَّا ما عمِلْنا، فاختارَ موسى عليه السَّلامُ قومَه سبعينَ رجُلًا لذلك -لا يأْلُو الخيرَ- خيارَ بني إسرائيلَ، ومَن لم يُشْرِكْ في العجلِ. فانطلَقَ بهم ليسأَلَ لهم التَّوبةَ، فرجَفَتْ بهم الأرضُ، فاستحيا نبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من قومِه ووفْدِه حين فُعِلَ بهم ما فُعِلَ، فقال: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} [الأعراف: 155]، وفيهم مَن قد كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ اطَّلَعَ على ما أُشْرِبَ قلبُه من حُبِّ العجلِ وإيمانِه به؛ فلذلك رجَفَت بهم الأرضُ. فقال: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 156] إلى: {فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157]، فقال: رَبِّ سألْتُك التَّوبةَ لقومي، فقلْتَ: إنَّ رحمتي كتبْتُها لقومٍ غيرِ قومي، فليتَكَ أخَّرْتَني حين تُخْرِجُني حيًّا في أُمَّةِ ذلك الرَّجلِ المرحومةِ، فقال اللهُ له: إنَّ توبتَهم أنْ يقتُلَ كلُّ رجُلٍ منهم مَن لقِيَ مِن والدٍ أو ولدٍ، فيقتُلَه بالسَّيفِ لا يُبَالي مَن قتَلَ في ذلك الموطنِ، وتاب أولئك الَّذين كان خفِيَ على موسى وهارونَ عليهما السلام ما اطَّلَعُ اللهُ عليهم من ذُنوبِهم، فاعتَرَفوا بها، وفعَلوا ما أُمِروا، وغفَرَ اللهُ للقاتِلِ والمقتولِ. ثمَّ سار بهم مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ الأرضِ المُقدَّسةِ، وأخَذَ الألواحَ بعدما سكَتَ عنه الغضبُ، وأمَرَهم بالَّذي أُمِرَ به أنْ يُبَلِّغَهم من الوظائفِ، فثقُلَ ذلك عليهم، وأبَوا أنْ يُقِرُّوا بها، فنتَقَ اللهُ عليهم الجبلَ كأنَّه ظُلَّةٌ، ودنا منهم حتَّى خافوا أنْ يقَعَ عليهم، فأخَذُوا الكتابَ بأيمانِهم وهم يَصْغُون ينظُرونَ إلى الجبلِ والأرضِ، والكتابُ بأيديهم وهم يَنظُرونَ إلى الجبلِ؛ مخافةَ أنْ يقَعَ عليهم، ثمَّ مَضَوا إلى الأرضِ المُقدَّسةِ، فوَجَدوا مدينةَ قومٍ جبَّارينَ خَلْقُهم مُنْكرٌ، وذكَرَ من ثِمارِهم أمرًا عجَبًا من عِظَمِها، فقالوا: يا موسى، إنَّ فيها قومًا جبَّارينَ لا طاقةَ لنا بهم، ولا ندخُلُها ما داموا فيها، فإنْ يَخْرجوا منها فإنَّا داخِلونَ، قال رجُلانِ من الَّذين يَخافونَ مِن الجبَّارينَ: آمنَّا بمُوسى عليه السَّلامُ، فخرَجَا إليه، فقالا: نحنُ أعلَمُ بقومِنا، إنْ كنتُمْ إنَّما تَخافونَ ما رأيتُمْ من أجسامِهم وعدَدِهم، فإنَّهم لا قُلوبَ لهم، ولا مَنعةَ عندهم، فادْخُلوا عليهم البابَ، فإذا دخلْتُموه فإنَّكم غالِبونَ. ويقولُ أناسٌ: إنَّهما من قومِ مُوسى عليه السَّلامُ. وزعَمَ سعيدُ بنُ جُبيرٍ أنَّهما من الجبَّارينَ آمَنَا بمُوسى، بقولِه: {مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ} [المائدة: 23]: إنَّما عَنى بذلك: مِن الَّذين يَخافونَ بني إسرائيلَ. {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، فأغْضَبوا مُوسَى عليه السَّلامُ، فدعا عليهم، وسمَّاهم فاسقينَ، ولم يدْعُ عليهم قبلَ ذلك؛ لِمَا رأى منهم من المعصيةِ وإساءتِهم حتَّى كان يومئذٍ، فاستجابَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ له، فسمَّاهم كما سمَّاهم مُوسى عليه السَّلامُ فاسقينَ، فحرَّمَها عليهم أربعينَ سَنةً يَتِيهون في الأرضِ؛ يُصْبِحون كلَّ يومٍ، فيَسِيرونَ ليس لهم قرارٌ، ثمَّ ظلَّلَ عليهم الغمامَ في التِّيهِ، وأنزَلَ عليهم المَنَّ والسَّلوى، وجعَلَ لهم ثيابًا لا تَبْلى، ولا تتَّسِخُ، وجعَلَ بين ظَهرِهم حَجرًا مُربَّعًا، وأمَرَ مُوسى عليه السَّلامُ فضرَبَه بعصاهُ، فانفجَرَ منه اثنتا عشْرةَ عينًا، في كلِّ ناحيةٍ ثلاثةُ أعينٍ، وأعلَمَ كلَّ سِبْطٍ عينَهم الَّتي يَشْربون منها، فلا يَرْتحِلونَ من مَنزلٍ إلَّا وجدوا ذلك الحجرَ منهم بالمكانِ الَّذي كان منه أمسِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/234 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11263)، وأبو يعلى (2618)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (66) بنحوه.

16 - أتيْتُ الشَّامَ، فقيل لي: إنَّ في هذه الكنيسةِ رسولَ قيصرَ إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدخلْتُ فإذا أنا بشيخٍ كبيرٍ، فقلْتُ: أنت رسولُ قيصرَ إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: نعم، قلْتُ: حَدِّثني عن ذلك، قال: لمَّا غزا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تبوكَ، كتَبَ إلى قيصرَ كتابًا وبعَثَ به مع رجُلٍ مِن أصحابِه، يُقال له: دِحيةُ بنُ خليفةَ، فلمَّا قرَأَ كتابَه وضَعَه معه على السَّريرِ، وبعَثَ إلى بطارقتِه ورُؤوسِ أصحابِه، فقال: إنَّ هذا الرَّجلَ قد بعَثَ إليكم رسولًا، وكتَبَ إليكم كتابًا يُخيِّرُكم إحدى ثلاثِ خِلالٍ؛ إمَّا أنْ تتَّبِعوه على دينِه، أو تُقِرُّون له بخَراجٍ يَجْري له عليكم، ويُقِرُّكم على هيئتِكم في بلادِكم، أو أنْ تُلْقوا إليه بالحربِ. قال: فنَخُروا نَخرةً حتَّى خرَجَ بعضُهم مِن برانسِهم، وقالوا: لا نتَّبِعُه على دِينِه وندَعُ دِينَنا ودينَ آبائِنا، ولا نُقِرُّ له بخَراجٍ يَجْري له علينا، ولكنَّا نُلْقي إليه بالحربِ. فقال: قد كان ذلك رأيي، ولكنْ كرِهْتُ أنْ أفتاتَ عليكم بأمْرٍ حتَّى أعرِضَه عليكم. قال: عبَّادٌ، فقلْتُ لابنِ خُثَيمٍ: أو ليس قد كان قارَبَ وهَمَّ بالإسلامِ فيما بلَغَنا؟ قال: بلى، لولا ما رأى منهم. قال فابْعَثوا لي رجُلًا -أظنَّه مِن العربِ بعدَ جوابِه-، قال: فأتيْتُه وأنا شابٌّ، فانطُلِقَ بي إليه، فكتَبَ جوابَه وقال: مهما نَسِيتَ مِن شَيءٍ فاحْفَظْ ثلاثَ خِلالٍ؛ انظُرْ إذا هو قرَأَ كتابي: هل يذكُرُ اللَّيلَ والنَّهارَ، وهل يذكُرُ كتابَه إليَّ، وانظُرْ هل تَرَى في ظَهرِه علَمًا؟ قال: فأتيتُه وهو بتبوكَ في حلْقةٍ مِن أصحابِه، فدفَعْتُ إليه الكتابَ، فدعا مُعاويةَ فقرَأَ عليها الكتابَ، فلمَّا أتى على قولِه: دَعَوتني إلى جنَّةٍ عرضُها السَّمواتُ والأرضُ، فأين النَّارُ؟ فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرأيْتَ إذا جاءَ اللَّيلُ فأين النَّهارُ؟ قال: قال: إنِّي كتبْتُ إلى النَّجاشيِّ كتابًا، فخرَّقَه، فخرَّقَه اللهُ. قال عَبَّادٌ: فقلْتُ لابنِ خُثَيمٍ: أوليس قد أسلَمَ النَّجاشيُّ، ونعاه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أصحابِه وصَلَّى عليه؟ قال: فقال: بلى، ذاك فلانُ بنُ فلانٍ، وهذا فلانُ بنُ فلانٍ، قد عرَفَهم ابنُ خُثَيْمٍ جميعًا ونسَبَهم. وكتبْتُ إلى كسرى كتابًا فمزَّقَه، فمزَّقَه اللهُ مُمَزِّقُ المُلكِ، وكتبْتُ إلى قيصرَ كتابًا فأجابَني فيه، فلنْ يزالَ النَّاسُ يَخْشون منهم بأسًا ما كان في النَّاسِ خيرٌ. ثمَّ قال لي: ممَّنْ أنتَ؟ قلْتُ: مِن تَنوخٍ، قال: يا أخا تَنوخٍ، هل لك في الإسلامِ؟ قلْتُ: لا، إنِّي أقبَلْتُ مِن قِبَلِ قومٍ وأنا وهم على دِينٍ، فلسْتُ مُتبدِّلًا بدينِهم حتَّى أرجِعَ إليهم، قال: فضحِكَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أو تبسَّمَ. قال: فلمَّا قَضَيْتُ حاجتي وقفْتُ، فلمَّا وَلَّيْتُ دعاني، فقال: يا أخا تَنوخٍ، هلُمَّ فامْضِ لِمَا أُمِرْتَ به، قال: وقد كنْتُ نَسِيتُها، فاستدرْتُ مِن وراءِ الحلْقةِ، فألْقى بُردةً كانت عليه عن ظهرِه، فرأيْتُ على غُضروفِ مَنْكِبَيْه مثلَ المِحجمِ الضَّخمِ، صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : سعيد بن أبي راشد | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/269 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه أحمد (16739)

17 - كنت أتمنى أن ألقى رجلًا مِن أصحابِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يحدثُني عن الخوارجِ فلقيتُ أبا برزةَ الأسلميَّ في نفرٍ مِن أصحابِه في يومِ عرفةَ فقلتُ: حدِّثني بشيءٍ سمعتَه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُه في الخوارجِ فقال: ألا أحدثُكَ بما سمِعَتْه أذنايَ ورأتْه عينايَ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتي بدنانيرَ فكان يقسِمُها وعندَه رجلٌ أسوَدُ مطمومُ الشعرِ عليه ثوبانِ أبيضانِ بين عينَيه أثرُ السجودِ فكان يعرضُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلم يُعطِه فعرَض له من قبلِ وجهِه فلم يُعطِه شيئًا ثم أتاه مِن خلفِه فلم يُعطِه شيئًا فقال: يا محمدُ ما عدَلتَ هذا اليومَ في القسمةِ فغضِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غضبًا شديدًا ثم قال: واللهِ لا تجِدونَ أحدًا يعني: أعدلَ عليكم مني , ثلاثَ مراتٍ ثم قال: يخرجُ مِن قبلِ المشرقِ رجالٌ كأنَّ هذا منهم هديُهم هكذا يقرؤونَ القرآنَ لا يُجاوِزُ تراقيَهم يمرُقونَ منَ الدينِ كما يمرُقُ السهمُ منَ الرميةِ لا يعودونَ إليه ووضَع يدَه على صدرِه سيماهم التحليقُ لا يزالون يخرُجونَ حتى يخرجُ آخرُهم مع المسيحِ الدجالِ وإذا رأيتُموهم فاقتُلوهم شرارُ الخلقِ والخليقةِ , يقولُها ثلاثًا
الراوي : أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/62 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات | شرح حديث مشابه

18 - دخَلْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مكةَ وفي البيتِ وحولَ الكعبةِ ثلاثُمئةٍ وستونَ صنمًا تُعبَدُ مِن دونِ اللهِ ، فأمَر بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأكبَّتْ على وجهِها ، ثم قال : جاءَ الحقُّ وزَهَق الباطِلُ إنَّ الباطِلَ كانَ زَهوقًا ، ثم دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم البيتَ فصلَّى فيه ركعتينِ ، فرأى فيه تمثالَ إبراهيمَ ، وإسماعيلَ ، وإسحاقَ ، وقد جعَلوا في يدِ إبراهيمَ الأزلامَ يستقسِمُ بها ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : قاتَلَهُمُ اللهُ ، ما كان إبراهيمُ يستقسِمُ بالأزلامِ ، ثم دعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بزعفرانَ فلطَّخه بتلك التماثيلِ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/242 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

19 - كنتُ مع ابنِ عُمرَ في سفَرٍ فصلَّى بنا ركعتينِ ، ثم انصرَف فجاء إلى خشبةِ رَحلِه فاتَّكَأ عليها فرأى أناسًا قيامًا وراءه ، فقال : ما يصنعُ هؤلاءِ ؟ قال : يسبِّحونَ . فقال : لو كنتُ مُسَبِّحًا لأتممتُ صلاتي , يا ابنَ أخي ، صحِبتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى قبَضه اللهُ ، فلم يَزِدْ على ركعتينِ ركعتينِ ، ثم صحِبتُ أبا بكرٍ فلم يَزِدْ على ركعتينِ ركعتينِ ، ثم صحِبتُ عُمرَ فلم يَزِدْ على ركعتينِ ركعتينِ ، ثم صحِبتُ عثمانَ فلم يَزِدْ على ركعتينِ ركعتينِ ، ثم قال : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/323 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
التخريج : أخرجه عبد بن حميد (825) واللفظ له، وأخرجه البخاري (1102) مختصراً باختلاف يسير، ومسلم (689) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

20 - أولَم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على زينبَ ، فأشبَع المسلمينَ خبزًا ولحمًا ، ثم خرَج فصنَع كما يصنَعُ إذا تزوَّج ، فأتى أمهاتِ المؤمنينَ ، فسلَّم عليهِنَّ ، وسلَّمنَ عليه ، ودَعا لهن ، ثم رجَع وأنا معه ، فإذا هو برجلَينِ قد جرى بهما الحديثُ في ناحيةٍ منَ البيتِ ، فرجَع ، فلما رأى الرجلانِ ذلك ، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد رجَع وثَبا فَزِعَينِ ، فلا أدري أنا أخبرتُه ، أو مَن أخبَره ، فرجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 132 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات | شرح حديث مشابه

21 - خرَجتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، يومًا حارًّا مِن أيامِ مكةَ وهو مُردِفي إلى نصبٍ منَ الأنصابِ ، وقد ذبَحْنا له شاةً فأنضَجْناها ، قال : فلَقيه زيدُ بنُ عمرِو بنِ نُفَيلٍ ، فحيَّا كلُّ واحدٍ مِنا صاحبَه بتحيةِ الجاهليةِ ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا زيدُ ، مالي أرى قومَكَ قد شنفوا لكَ ! قال : واللهِ يا محمدُ إنَّ ذلكَ لغيرِ نائلةٍ لي منهم ، ولكن خرجتُ أبتَغي هذا الدينَ فخرجتُ حتى أقدمَ على أحبارِ فدَكَ فوجدتُهم يعبُدونَ اللهَ ويُشرِكونَ به ، قال : فقلتُ : ما هذا بالدينِ الذي أبتَغي , فخرَجتُ أقدمُ على أحبارِ الشامِ , فوجدتُهم يعبُدونَ اللهَ ويُشرِكونَ به ، فقلتُ : ما هذا بالدينِ الذي أبتَغي ، فقال شيخٌ منهم : إنَّكَ لتسألُ عن دينٍ ما نعلمُ أنَّ أحدًا يعبدُ اللهَ به إلا شيخًا بالحرةِ , قال : فخرجتُ حتى أقدمَ عليه ، فلما رآني قال : ممن أنتَ ؟ قلتُ : أنا مِن أهلِ بيتِ اللهِ مِن أهلِ الشوكِ والقرظِ , فقال : إنَّ الدينَ الذي تطلبُ قد ظهَر ببلادِكَ ، قد بُعِث نبيّ ، قد طلَع نجمُه ، وجميعُ مَن رأيتُهم في ضلالٍ ، فلم أحسَّ بشيءٍ بعده يا محمدُ , قال : وقدَّم إليه السفرةَ ، فقال : ما هذا يا محمدُ ؟ قال : شاةٌ ذبَحْناها لنصبٍ منَ الأنصابِ , قال : فقال : ما كنتُ لآكلَ مما لم يُذكَرِ اسمُ اللهِ عليه , قال : وتفرَّقْنا , قال زيدُ بنُ حارثةَ : فأتى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم البيتَ فطاف به ، وأنا معه ، وبالصفا والمروةِ ، قال : وكان بالصفا والمروةِ صنمانِ مِن نحاسٍ أحدُهما يقالُ له : إسافٌ والآخَرُ يقالُ له : نائلةُ ، وكان المشركونَ إذا طافوا تمسَّحوا بهما ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لا تمسَحْهما ، فإنهما رِجسٌ فقلتُ في نفْسي : لأمسَحَنَّهما حتى أنظُرَ ما يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فمسَحْتُهما فقال : يا زيدُ ، ألم تُنهَ ؟ , قال : ومات زيدُ بنُ عمرٍو ، وأُنزِلَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم , فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لزيدٍ : إنه يُبعَثُ أُمَّةً وحدَه
الراوي : زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/207 | خلاصة حكم المحدث : سنده رجاله ثقات

22 - كان جارٌ لي ختَم القرآنَ على عُمرَ بنِ الخطَّابِ ، قال : خرَجَتْ خيلٌ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسمِع بها أُكَيدرُ دومةِ الجندلِ ، فانطَلَق إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال : يا رسولَ اللهِ ، بلَغني أنَّ خَيلَكَ انطلَقَتْ ، وإني خِفتُ على أرضي ، ومالي ، فاكتُبْ لي كتابًا لا يتعرَّض لشيءٍ هو لي ، فإني مُقِرٌّ بالذي عليَّ منَ الحقِّ ، فكتَب له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ثم إنَّ أُكَيدِرَ أخرَج قباءً منسوجًا بالذهبِ ، مما كان كِسرى يَكسوهم ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ارجِعْ بقبائِكَ ، فإنه ليس أحدٌ يَلبَسُ هذا في الدنيا إلا حُرِمه في الآخرةِ فرجَع به الرجلُ ، حتى إذا أتى منزِلَه ، وجَد في نفسِه أن تُرَدَّ عليه هديتُه ، فرجَع إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال : يا رسولَ اللهِ ، إنا أهلُ بيتٍ شَقَّ علينا أن تُرَدَّ هديتُنا ، فاقبَلْ مني هديَّتي ، فقال له : انطَلِقْ فادفَعْه إلى عُمرَ ، وقد كان عُمرُ سمِع ما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال : أحدَث فيَّ ، أمرٌ ، قلتَ في هذا القباءِ ما سمِعتُ ، ثم بعَثتَ به إليَّ ؟ فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى وضَع يدَه على فيه ، ثم قال : ما بعَثتُ إليكَ لتَلبَسَه ، ولكن تَبيعَه فتَستَعينَ بثمَنِه
الراوي : رجل | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 483 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

23 - كنا يومًا جلوسًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يطلُعُ عليكم مِن هذا الفجِّ رجلٌ مِن أهلِ الجنةِ , فطلَع رجلٌ منَ الأنصارِ تنطِفُ لحيتُه مِن ماءِ وضوئِه قد علَّق نعلَيه يدَه بشمالِه فسلَّم ، فلما كان منَ الغدِ ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِثلَ ذلك فطلَع ذلك الرجلُ مِثلَ حالِه الأولى ، فلما أن كان في اليومِ الثالثِ ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِثلَ مقالَتِه فطلَع ذلك الرجلُ على مِثلِ حالتِه الأولى ، فلما قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تبِعه عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ ، فقال : إني لاحَيتُ أبي فأقسَمتُ عليه أني لا أدخُلُ عليه ثلاثًا فإن رأَيتَ أن تؤويَني إليكَ حتى تَمضِيَ الثلاثةُ أيامٍ فعَلتَ : فقال : نعَم ، قال أنسٌ : فكان عبدُ اللهِ يحدِّثُ أنه كان معه ثلاثَ ليالٍ فلم يرَه يقومُ منَ الليلِ شيئًا ، غيرَ أنه إذا تعارَّ ، أو قال : انقَلَب على فراشِه ، ذكَر اللهَ ، عزَّ وجلَّ ، وكبَّر حتى يقومَ ، لصلاةِ الفجرِ ، قال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو : غيرَ أني لم أسمَعْه يقولُ إلا خيرًا ، فلما مضَتِ الثلاثُ الليالي كِدتُ أن أحتقِرَ عملَه ، قلتُ : يا عبدَ اللهِ ، لم يكُنْ بيني وبين والدي غضبٌ ، ولا هجرةٌ ولكني سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لكَ ثلاثَ مراتٍ يطلُعُ عليكم الآنَ رجلٌ مِن أهلِ الجنةِ , فطلَعتَ أنتَ الثلاثَ مراتٍ فأرَدتُ أن آويَ إليكَ لأنظُرَ عملَكَ فأقتديَ بكَ ، فلم أرَكَ تعمَلُ كبيرةً فما الذي بلَغ بكَ ما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيتَ فلما ولَّيتُ دَعاني ، فقال : ما هو إلا ما رأيتَ غيرَ أني لا أجِدُ في نفسي على مسلمٍ غِشًّا ، ولا أحسُدُ أحدًا على خيرٍ أعطاه اللهُ تعالى إيَّاه ، قال عبدُ اللهِ : قلتُ : هي التي بلَغَتْ بكَ وهي التي لا نُطيقُ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/78 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (10699)، وعبدالرزاق (20559)، وعبد بن حميد (1157) باختلاف يسير

24 - قلتُ لابنِ عباسٍ ، رضي اللهُ عنهما : يزعُمُ قومُكَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طاف على بعيرٍ بالبيتِ ، وأنَّ ذلك سُنَّةٌ قال : صدَقوا وكذَبوا قلتُ : ما صدَقوا وكذَبوا ؟ ، قال : صدَقوا ؛ طاف على بعيرٍ وليس بسُنَّةٍ ؛ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان لا يَصرِفُ الناسَ عنه ولا يَدفَعُ ، فطاف على بعيرٍ كي يَسمَعوا كلامَه ، ولا تنالُه أيديهم قلتُ : يزعُمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد رمَل بالبيتِ ، وأنَّ ذلك سُنَّةٌ فقال : صدَقوا وكذَبوا قلتُ : ما صدَقوا وكذَبوا ؟ ، قال : صدَقوا ؛ قد رمَل وكذَبوا ؛ ليسَتْ بسُنَّةٍ ؛ إنَّ قريشًا قالتْ : دَعوا محمدًا وأصحابَه حتى يموتوا موتَ النغفِ فلما صالَحوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أن يَجيئوا منَ العامِ المُقبِلِ فيُقيموا بمكةَ ثلاثةً ، فقدِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه ، والمُشرِكونَ مِن قبلِ قعيقعانَ قال لأصحابِه : ارمُلوا وليس بسُنَّةٍ قلتُ : يزعُمُ قومُكَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد سَعى بين الصفا والمروةِ ، وأنَّ ذلك سُنَّةٌ قال : صدَقوا ؛ إنَّ إبراهيمَ , عليه الصلاةُ والسلامُ لما أُرِيَ المناسكَ عرَض له شيطانٌ عندَ المَسعى ، فسابَقه ، فسبَقه إبراهيمُ , عليه السلامُ , ثم انطلَق به جبريلُ عليه السلامُ حتى أتى به مِنًى ، فقال : مناخُ الناسِ هذا ، ثم انتَهى إلى جمرةِ العقبةِ ، فعرَض له شيطانٌ فرَماه بسبعِ حصياتٍ حتى ذهَب به إلى جمرةِ الوُسطى ، فعرَض له الشيطانُ ، فرَماه بسبعِ حصياتٍ حتى ذهَب ، ثم أتى جمرةَ القُصوى ، فعرَض له الشيطانُ فرَماه بسبعِ حصياتٍ حتى ذهَب ، ثم أتى به جمعًا فقال : هذا المشعرُ الحرامُ ، ثم أتى به عَرَفَةَ فقال : هذه عَرَفَةُ , قال ابنُ عباسٍ : أتَدري لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ ؟ ، قال : لا قال : لأنَّ جبريلَ , عليه السلامُ , قال له : أعَرَفتَ ؟ قال ابنُ عباسٍ : أتَدري كيف كانتِ التلبيةُ ؟ قلتُ : وكيف كانتِ التلبيةُ قال : إنَّ إبراهيمَ , عليه السلامُ , لما أُمِر أن يؤذِّنَ في الناسِ بالحجِّ أُمِرَتِ الجبالُ فخَفَضَتْ رءوسَها ورُفِعَتْ له القُرى ، فأذَّن في الناسِ بالحجِّ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/221 | خلاصة حكم المحدث : سنده رجاله ثقات
التخريج : أخرجه الطيالسي (2820) باختلاف يسير، وأخرجه البخاري (4256) مختصرا، ومسلم (1264) بنحوه | شرح حديث مشابه

25 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لما فتَح مكةَ قال : كُفوا السلاحَ إلا خزاعةَ عن بني بكرٍ , فأذِن لهم حتى صلَّوُا العصرَ ، ثم قال : كُفوا السلاحَ حتى إذا كان منَ الغدِ لَقي رجلٌ مِن خُزاعةَ رجلًا مِن بني بكرٍ بالمزدلفةِ فقتَله ، فلما بلَغ ذلك النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قام خطيبًا مسندًا ظهرَه إلى الكعبةِ ، فقال : إنَّ أعتى الناسِ على اللهِ ، عزَّ وجلَّ ، مَن عدى في الحرمِ ، وقتَل غيرَ قاتلِه ، ومَن قتَل بِذُحُولِ الجاهليةِ وجاء رجلٌ ، فقال : يا رسولَ اللهِ إنَّ فلانًا ابني عاهَر بامرأةٍ في الجاهليةِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ذهَب أمرُ الجاهليةِ ، لا دِعوةَ في الإسلامِ ، الولدُ للفراشِ ، وللعاهِرِ الأثلبُ قالوا يا نبيَّ اللهِ وما الأثلبُ ؟ قال : الحجرُ قال : وقال في خطبتِه : في الأصابعِ عشرٌ عشرٌ وقال : في الموضحةِ خمسٌ خمسٌ وقال : لا صلاةَ بعدَ صلاةِ الصبحِ حتى تشرقَ الشمسُ ، ولا صلاةَ بعدَ صلاةِ العصرِ حتى تغرُبَ الشمسُ , وقال في خطبتِه : ولا تُنكَحُ المرأةُ على عمتِها ، ولا على خالتِها ، ولا يجوزُ لامرأةٍ عطيةٌ إلا بإذنِ زوجِها , وقال في خطبتِه : وأوفوا بحلفِ الجاهليةِ ، فإنه لا يزيدُه الإسلامَ إلا شدةً ، ولا تُحدِثوا في الإسلامِ حِلفًا
الراوي : [جد عمرو بن شعيب] | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/461 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

26 - أعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرضًا وأعطى أبا بكرٍ أرضًا ، قال: فاختلَفْنا في عذقٍ يعني نخلةً ، فقلتُ : إنما هي مِن أرضي ، وقال أبو بكرٍ : هي مِن أرضي فقلتُ : يا أبا بكرٍ ، أما ترى انظُرْ ، أما ترى أنهَّا مِن أرضي فأبى ، وقال كلمةً ندِم عليها ، فقال لي : يا ربيعةُ ، قل لي مِثلَ ما قلتُ لكَ حتى يكونَ قصاصًا ، قال : قلتُ : لا ، فقال : لا واللهِ إذًا لأستعدِيَنَّ عليكَ رسولَ اللهِ ، قلتُ : أنتَ أعلمُ ، فانطَلَق يؤمُّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، واتبعتُه فجاء ناسٌ مِن قومي ، فقال : يرحمُ اللهُ أبا بكرٍ هو الذي قال لكَ ويستَعدي عليكَ ؟ فانطلَقوا معي ، فقلتُ لهم : أتَدرونَ مَن هذا ؟ هذا أبو بكرٍ الصديقُ ثاني اثنينِ إذ هما في الغارِ يأتي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيغضبُ لغضبِه ويغضبُ اللهُ , عزَّ وجلَّ , لغضبِ رسولُ اللهِ فيهلكُ ربيعةُ ارجِعوا ارجِعوا فرددتُهم ، فانطلَقتُ وقد سبَق إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقصَّ عليه ، فلما جئتُ قال لي : يا ربيعةُ ، مالَكَ والصديقَ ؟ قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، قال لي شيئًا ، وقال لي : قُلْ لي مِثلَ ما قلتُ لكَ حتى يكونَ قصاصًا ، فقلتُ : لا أقولُ لكَ مِثلَ ما قلتَ لي ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أجَل قال : فلا تقُلْ له مِثلَ ما قال لكَ ولكِنْ يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ فقلتُ : يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ ، يَغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكرٍ فولَّى أبو بكرٍ , رضي اللهُ عنه وهو يَبكي
الراوي : ربيعة بن كعب الأسلمي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/403 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (16627)، والطيالسي (1270) واللفظ له، والطبراني (5/58) (4577) | شرح حديث مشابه

27 - لما انجَلى الناسُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ أُحُدٍ ، ظرتُ إلى القتلى ، فلم أرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقلتُ : واللهِ ما كان ليفِرَّ ، وما أراه في القتلى ، ولكن أرى اللهَ غضِب علينا بما صنَعْنا فرفَع نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فما لي خيرٌ مِن أن أقاتِلَ حتى أُقتَلَ ، فكسَّرتُ جفنَ سيفي ، ثم حمَلتُ على القومِ فأفرَجوا لي ، فإذا أنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بينهم
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/225 | خلاصة حكم المحدث : إسناد حسن

28 - بينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاعدٌ في الناسِ ، إذ دخَل رجلٌ يتخطَّى الناسَ ، حتى وضَع يدَيه على رُكبتَيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال : ما الإسلامُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إلهَ إلا اللهُ ، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ . قال : فإذا فعَلتُ ذلك فقد أسلَمتُ؟ قال : نعَم . قال : فما الإيمانُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : أن تؤمنَ باللهِ واليومِ الآخرِ ، والملائكةِ ، والكتابِ ، والنبيِّينَ ، والحسابِ ، والميزانِ ، والحياةِ بعدَ الموتِ ، والقدَرِ كلِّه خيرِه وشرِّه . قال : فإذا فعَلتَ ، فقد آمَنتَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : نعَم ، قال : ما الإحسانُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : أن تعبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَراه ، فإنَّكَ إن لا تكُنْ تَراه ، فإنه يَراكُ ، قال : فإذا فعَلتُ ذلك فقد أحسَنتُ ؟ قال : نعَم ، قال : فمتى الساعةُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : هي في خمسٍ لا يعلمُهُنَّ إلا اللهُ ثم تَلا قولَه تعالى : إنَّ اللهَ عندَه عِلمُ الساعةِ ويُنَزِّلُ الغيثَ ويَعلَمُ ما في الأرحامِ ... الآية . ألا أخبرُكَ بعلامةِ - أو قال : معالمِ - ذلك إذا رأيتَ العُراةَ الجياعَ العالةَ رؤوسَ الناسِ ، ورأيتَ الأمةَ وَلَدَتْ ربتَها ، ورأيتَ أصحابَ البداءِ يتَطاوَلونَ في البنيانِ . قال : فانطَلَق الرجلُ حتى توارى ، قال : عليَّ الرجلُ ، فطلَب فلم يوجَدْ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : هذا جبريلُ أتاكم لِيعلِّمَكم دِينَكم ، وما أتاني في صورةٍ إلا عرفتُه فيها غيرَ مرَّتِه هذه
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/84 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
التخريج : أخرجه أحمد (2924)، والحارث بن أبي أسامة في ((المسند)) كما في ((بغية الباحث)) للهيثمي (9)، وابن بشران في ((الأمالي- الجزء الأول)) (851) باختلاف يسير. | شرح الحديث

29 - خرَج رجلٌ منَ الأزدِ مِن طاحيةٍ يقالُ له بيرحُ بنُ أسدٍ مهاجرًا إلى المدينةِ فقدِم المدينةَ وقد مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُبَيلَ ذلك قال: فرأى عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه بيرحًا يطوفُ في سككِ المدينةِ فأنكَره وقال له: مَن أنتَ ؟ قال: أنا رجلٌ مِن أهلِ عمانَ منَ الأزدِ قال: فأخَذ بيدِه فذهَب به إلى أبي بكرٍ فقال: يا أبا بكرٍ هذا منَ الأرضِ التي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يذكرُ أهلَها مِن أهلِ عمانَ فقال أبو بكرٍ: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: إني لأعلمُ أرضًا ينضحُ بناحيتِها البحرُ بها حيٌّ منَ العربِ لو أتاهم رسولي لم يرموه بسهمٍ ولا حجرٍ
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/353 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات

30 - كنتُ أمشي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعضِ حيطانِ المدينةِ فقال: يا أبا هريرةَ قلتُ: لبَّيكَ يا رسولَ اللهِ فقال: إنَّ المُكثِرينَ همُ الأقَلُّونَ يومَ القيامةِ إلا مَن قال هكذا بمالِه وهكذا وأومَأ بيدِه عن يمينِه وعن شمالِه وقليلٌ ما هم ثم قال: يا أبا هريرةَ ألا أدلُّكَ على كنزٍ مِن كنوزِ الجنةِ ؟ قلتُ: بَلى يا رسولَ اللهِ قال: تقولُ: لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ لا مَلجأَ منَ اللهِ إلا إلى اللهِ ثم قال: يا أبا هريرةَ هل تَدري ما حقُّ اللهِ على العبادِ ؟ وما حقُّ العبادِ على اللهِ ؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: فإنَّ حقَّ اللهِ على العبادِ أن يَعبُدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا وحقُّهم على اللهِ أن لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشرِكُ به
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/440 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (10190) مختصراً، وابن ماجه (4131) بنحوه مختصراً، وأحمد (8085) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه