الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - «رَأيْتُ عُثْمانَ تَوَضَّأَ، فغَسَلَ كَفَّيه ثَلاثًا ثَلاثًا ومَضْمَضَ، واسْتَنْشَقَ ثَلاثًا ثَلاثًا، وغَسَلَ وَجْهَه ثَلاثًا -قالَ: وحَسِبْتُ أنَّه قالَ:- وذِراعَيه ثَلاثًا ثَلاثًا، ومَسَحَ برأسِه وأُذُنَيه ظاهِرِهما وباطِنِهما، ثُمَّ غَسَلَ قَدَمَيه ثَلاثًا ثَلاثًا، وخَلَّلَ أصابِعَه، وخَلَّلَ لِحْيتَه حينَ غَسَلَ وَجْهَه قَبْلَ أن يَغسِلَ قَدَمَيه، ثُمَّ قالَ: رَأيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَفعَلُ كما رَأيْتُموني فَعَلْتُ».
الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : ابن خزيمة | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 345 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة

2 - «أنَّه رأى جِنازةً، فلمَّا رآها قامَ، ثُمَّ قالَ: رَأيْتُ عُثْمانَ يَفعَلُ ذلك، وأَخبَرَني أنَّه رأى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَفعَلُه».
الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : الدارقطني | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 314 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة

3 - «إنَّ اللهَ حَرَّمَ مِن الرَّضاعِ ما حَرَّمَ مِن النَّسَبِ».
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الدارقطني | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 475 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة

4 - «قد رَأيْتُ رَبِّي».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أبو زرعة الرازي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 12 / 234 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة
 

1 - «أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَضى لسَفَرِه وخَرَجَ لعَشْرٍ مَضَيْنَ مِن رَمَضانَ، فصامَ وصامَ النَّاسُ معَه حتَّى إذا كانَ بالكَديدِ أَفطَرَ، ثُمَّ مَضى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرانِ في عَشَرةِ آلافٍ مِن المُسلِمينَ، فسَبَّعَتْ سُلَيمٌ وألَّفَتْ مُزَينةُ، فلمَّا نَزَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْني مَرَّ الظَّهْرانِ وقد عَمِيَتِ الأخْبارُ على قُرَيشٍ فلا يَأتيهم خَبَرٌ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا يَدْرونَ ما هو فاعِلٌ، خَرَجَ في تلك اللَّيْلةِ أبو سُفْيانَ بنُ حَرْبٍ، وحَكيمُ بنُ حِزامٍ، وبُدَيلُ بنُ وَرْقاءَ يَتَحَسَّبونَ ويَنظُرونَ هلْ يَجِدونَ خَبَرًا أو يَسْمَعونَه، فلمَّا نَزَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ الظَّهْرانِ قالَ العبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ قُلْتُ: واصَباحَ قُرَيشٍ! لَئِنْ دَخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَكَّةَ عَنْوةً قَبْلَ أن يَأتوه فيَسْتَأْمِنوه إنَّه لَهَلاكُ قُرَيشٍ إلى آخِرِ الدَّهْرِ، قالَ: فجَلَسْتُ على بَغْلةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَيْضاءِ، فخَرَجْتُ عليها حتَّى جِئْتُ لِأراك أَقولُ لَعَلِّي أَلْقى بعضَ الحَطَّابةِ أو صاحِبَ لَبَنٍ أو ذا حاجةٍ يَأتيهم فيُخبِرُهم بمَكانِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليَخْرُجوا إليه، قالَ: فوَاللهِ إنِّي لأسيرُ عليها وألْتَمِسُ ما خَرَجَتْ له إذْ سَمِعْتُ كَلامَ أبي سُفْيانَ، وبُدَيْلِ بنِ وَرْقاءَ وهُما يَتَراجَعانِ، وأبو سُفْيانَ يقولُ: ما رَأيْتُ كاللَّيْلةِ نيرانًا قَطُّ ولا عَسكَرًا - قالَ: قالَ بُدَيْلٌ: هذه واللهِ خُزاعةُ حَمَشَتْها الحَرْبُ، قالَ: قالَ أبو سُفْيانَ: خُزاعةُ واللهِ أَذَلُّ وأَلْأَمُ مِن أن يكونَ هذه نيرانَ خُزاعةَ وعَسكَرَها، فعَرَفْتُ صَوْتَ أبي سُفْيانَ، فقُلْتُ: يا أبا حَنْظَلةَ، فعَرَفَ صَوْتي، فقالَ أبو الفَضْلِ؟ قالَ: قُلْتُ: نَعمْ، قالَ: قالَ: ما لك فِداك أبي وأُمِّي! قالَ: قُلْتُ: وَيْلَك هذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّاسِ، واصَباحَ قُرَيشٍ واللهِ! قالَ: فما الحيلةُ فِداك أبي وأُمِّي؟ قالَ: قُلْتُ: لا واللهِ إلَّا أن تَركَبَ في عَجُزِ هذه الدَّابَّةِ فآتيَ بك رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّه واللهِ إن ظَفِرَ بك لَيَضرِبَنَّ عُنُقَك -قالَ: فرَكِبَ في عَجُزِ البَغْلةِ ورَجَعَ صاحِباه - قالَ: فكلَّما مَرَرْتُ بنارٍ مِن نيرانِ المُسلِمينَ، قالوا: مَن هذا؟ فإذا نَظَروا قالوا: عَمُّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على بَغْلتِه، حتَّى مَرَرْتُ بنارِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فقالَ: مَن هذا؟ وقامَ إليَّ، فلمَّا رآه على عَجُزِ الدَّابَّةِ عَرَفَ، وقالَ: أبو سُفْيانَ عَدُوُّ اللهِ! الحَمْدُ للهِ الَّذي أَمكَنَ مِنك، وخَرَجَ يَشتَدُّ نَحْوَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَكَضَتِ البَغْلةُ فسَبَقَتْه بما تَسبِقُ الدَّابَّةُ البَطيئةُ الرَّجُلَ البَطيءَ، ثُمَّ أَقْحَمْتُ عن البَغْلةِ ودَخَلْتُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجاءَ عُمَرُ فدَخَلَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذا أبو سُفْيانَ قد أَمكَنَ اللهُ مِنه بغَيْرِ عَقْدٍ ولا عَهْدٍ، فدَعْني فأَضرِبَ عُنُقَه، قالَ: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي قد أَجَرْتُه، قالَ: ثُمَّ جَلَسْتُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخَذْتُ برَأسٍ، فقُلْتُ: واللهِ لا يُناجيه يَعْني اللَّيلةَ رَجُلٌ دوني، فلمَّا أَكثَرَ عُمَرُ في شَأنِه، قُلْتُ: مَهْلًا يا عُمَرُ، فلمَّا أَكثَرَ عُمَرُ في شَأنِه قُلْتُ: مَهْلًا يا عُمَرُ، فلمَّا أَكثَرَ عُمَرُ في شَأنِه قُلْتُ: مَهْلًا يا عُمَرُ، أَمَا واللهِ لو كانَ مِن بَني عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ ما قُلْتَ هذا! ولكنْ قد عَرَفْتَ أنَّه رَجُلٌ مِن بَني عَبْدِ مَنافٍ، قالَ: مَهْلًا يا عبَّاسُ، فوَاللهِ لَإسْلامُك يَوْمَ أَسلَمْتَ كانَ أَحَبَّ إليَّ مِن إسْلامِ الخَطَّابِ! وما بي إلَّا أنِّي قد عَرَفْتُ أنَّ إسْلامَك كانَ أَحَبَّ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن إسْلامِ الخطَّابِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اذْهَبْ به إلى رَحْلِك، فإذا أَصبَحْتَ فأْتِنا به، قالَ: فذَهَبْتُ به إلى رَحْلي، فلمَّا أَصبَحْتُ غَدَوْتُ به إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا رآه قالَ: وَيْحَك يا أبا سُفْيانَ، أَلَمْ يَأْنِ لك أن تَشهَدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ؟ قالَ: بأبي أنت وأُمِّي! ما أَحلَمَك وأَكرَمَك وأَوصَلَك! أَمَا واللهِ لقد كادَ يَقَعُ في نَفْسي أن لو كانَ معَ اللهِ غَيْرُه لقد أَغْنى شَيئًا بَعْدُ! قالَ: وَيْلَك يا أبا سُفْيانَ، أَلَمْ يَأنِ لك أن تَشهَدَ أنِّي رَسولُ اللهِ؟ قالَ: بأبي وأُمِّي أنت ما أَحلَمَك وأَكرَمَك وأَوصَلَك! أَمَا واللهِ هذه فإنَّ في النَّفْسِ مِنها حتَّى الآنَ شَيئًا، قالَ العبَّاسُ: قُلْتُ: وَيْلَك أَسْلِمْ، واشْهَدْ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ قَبْلَ أن تُضرَبَ عُنُقُك، قالَ: فشَهِدَ شَهادةَ الحَقِّ وأَسلَمَ. قالَ العبَّاسُ: فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أبا سُفْيانَ رَجُلٌ يُحِبُّ هذا الفَخْرَ فاجْعَلْ له شَيئًا، قالَ: نَعمْ، مَن دَخَلَ دارَ أبي سُفْيانَ فهو آمِنٌ، ومَن أَغلَقَ عليه بابَه فهو آمِنٌ، قالَ: فلمَّا ذَهَبْتُ لأَنصَرِفَ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عبَّاسُ، احْبِسْه بمَضيقِ الوادي عِنْدَ خَطْمِ الجَبَلِ حتَّى تَمُرَّ به خُيولُ اللهِ فيَراها، قالَ: فحَبَسْتُه حيثُ أمَرَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: ومَرَّتْ به القَبائِلُ على راياتِها، فكلَّما مَرَّتْ به قَبيلةٌ، قالَ: مَن هذه؟ قالَ: قُلْتُ: بَنو سُلَيْمٍ، قالَ: يقولُ: ما لي ولبَني سُلَيْمٍ، ثُمَّ تَمُرُّ القَبيلةُ، فيقولُ: مَن هذه؟ فأقولُ: مُزَيْنةُ، فيقولُ: ما لي ولمُزَيْنةَ، حتَّى نَفِدَتِ القَبائِلُ، لا تَمُرُّ قَبيلةٌ إلَّا سَألَني عنها فأُخبِرُه، إلَّا قالَ: ما لي ولبَني فُلانٍ، قالَ: حتَّى مَرَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الخَضْراءِ؛ كَتيبةٌ فيها المُهاجِرونَ والأنْصارُ لا يُرى مِنهم إلَّا الحَدَقُ في الحَديدِ، قالَ: سُبْحانَ اللهِ! مَن هؤلاء يا عبَّاسُ؟ قالَ: قُلْتُ: هذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المُهاجِرينَ والأنْصارِ، قالَ: قالَ: ما لِأحَدٍ بهؤلاء قِبَلٌ، واللهِ يا أبا الفَضْلِ لقد أَصبَحَ مُلْكُ ابنِ أخيك الغَداةَ عَظيمًا! قالَ: قُلْتُ: وَيْحَك يا أبا سُفْيانَ إنَّها النُّبُوَّةُ، قالَ: فنَعمْ، قالَ: قُلْتُ: النَّجاءَ إلى قَوْمِك، لِتَخرُجْ إليهم، حتَّى إذا جاءَهم صَرَخَ بأَعْلى صَوْتِه: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، هذا مُحمَّدٌ قد جاءَكم فيما لا قِبَلَ لكم به، فمَن دَخَلَ دارَ أبي سُفْيانَ فهو آمِنٌ، قالَ: فقامَتْ إليه هِنْدُ بِنْت عُتْبةَ، فأخَذَتْ بشارِبَيه، فقالَتْ: اقْتُلوا الحَميتَ الدَّسِمَ الأَحمَشَ تينى -ولَعَلَّه بَئِسَ- مِن طَليعةِ قَوْمٍ، قالَ: وَيْلَكم لا تَغُرَّنَّكم هذه مِن أنْفُسِكم؛ فإنَّه قد جاءَ ما لا قِبَلَ لكم به، مَن دَخَلَ دارَ أبي سُفْيانَ فهو آمِنٌ، فقالوا: قاتَلَك اللهُ وما تُغْني عنَّا دارُك؟ ومَن أَغلَقَ بابَه فهو آمِنٌ».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 11 / 154 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

2 - «وقدْ كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ قَدِمَها إنَّما يَجْتمِعُ النَّاسُ إليه للصَّلاةِ لحينِ مَواقيتِها بغَيْرِ دَعْوةٍ، فهَمَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يَجعَلَ بوقًا كبوقِ اليَهودِ الَّذين يَدْعونَ به لصَلاتِهم، ثُمَّ كَرِهَه، ثُمَّ أَمَرَ بالنَّاقوسِ فنُحِتَ لِيُضرَبَ به للمُسْلِمينَ إلى الصَّلاةِ، فبَيْنَما هُمْ على ذلك أُرِيَ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيدِ بنِ عَبْدِ رَبِّه -أخو بَلْحارِثِ- النِّداءَ، فأتى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ له: يا رَسولَ اللهِ إنَّه طافَ بي هذه اللَّيْلةَ طائِفٌ، مَرَّ بي رَجُلٌ عليه ثَوْبانِ أخْضَرانِ يَحمِلُ ناقوسًا في يَدِه، فقُلْتُ: يا عَبْدَ اللهِ أَتَبيعُ هذا النَّاقوسَ؟ فقالَ: وما تَصنَعُ به؟ قُلْتُ: نَدْعو به إلى الصَّلاةِ، فقالَ: أَلَا أَدُلُّك على خَيْرٍ مِن ذلك؟ قُلْتُ: وما هو؟ قالَ: تقولُ: اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أَشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ أَشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، حَيَّ على الصَّلاةِ حَيَّ على الصَّلاةِ، حَيَّ على الفَلاحِ حَيَّ على الفَلاحِ، اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، قالَ: ثُمَّ اسْتَأخَرَ غَيْرَ كَبيرٍ، ثُمَّ قالَ مِثلَ ما قالَ، وقالَ: وجَعَلَها وِتْرًا إلَّا أنَّه قد قالَ: قد قامَتِ الصَّلاةُ قد قامَتِ الصَّلاةُ، اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، فلمَّا خَبَّرَ بها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: إنَّها لَرُؤْيا حَقٍّ إن شاءَ اللهُ، فقُمْ معَ بِلالٍ فأَلْقِها عليه؛ فإنَّه أَنْدى صَوْتًا مِنك. قالَ: فلمَّا أَذَّنَ بها بِلالٌ سَمِعَ بها عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وهو في بَيْتِه، فخَرَجَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَجُرُّ رِداءَه وهو يقولُ: يا نَبيَّ اللهِ، والَّذي بَعَثَك بالحَقِّ لقد رَأيْتُ مِثلَ ما رأى، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فلِلَّهِ الحَمْدُ، فذاك أَثْبَتُ».
الراوي : ‌‌عبدالله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 9 / 375 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

3 - «تَمتَّعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ عُرْوةُ بنُ الزُّبَيْرِ: نَهى أبو بَكْرٍ وعُمَرُ عن المُتْعةِ، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: ما يقولُ عُرَيَّةُ؟ قالَ: يقولُ: نَهى أبو بَكْرٍ وعُمَرُ عن المُتْعةِ، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: أراهم سيَهلِكونَ، أقولُ: قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويقولُ: نَهى أبو بَكْرٍ وعُمَرُ!».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 10 / 331 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

4 - «ما نُصِرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَوطِنٍ نَصْرَه في أُحُدٍ، فأُنكِرَ ذلك عليه، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: بَيْني وبَيْنَ مَن يُنكِرُ كِتابَ اللهِ، إنَّ اللهَ يقولُ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: والحَسُّ: القَتْلُ، {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ}، إلى قَوْلِه: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}، وإنَّما عَنى بِهذا الرُّماةَ، وذلك أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقامَهم في مَرصَدٍ، ثُمَّ قالَ: احْمُوا ظُهورَنا، فإن رَأَيْتُمونا نُقتَلُ فلا تَنْصُرونا، وإن رَأَيْتُمونا قد غَنِمْنا فلا تَشْرَكونا، فلمَّا غَنَّمَ اللهُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأباحَه عَسكَرَ المُشْرِكينَ انْفَكَّتِ الرُّماةُ جَميعًا، فدَخَلوا العَسكَرَ يَنْتَهبونَ، وقدِ الْتَفَّتْ صُفوفُ أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فهُمْ هكذا، وشَبَّكَ بَيْنَ أصابِعِه اليُمْنى واليُسْرى، فلمَّا أَخْلَتِ الرُّماةُ تلك الخَلَّةَ الَّتي كانوا فيها دَخَلَتِ الخَيْلُ مِن ذلك المَوضِعِ على أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فضَرَبَ بعضُهم بعضًا، وقُتِلَ مِن المُسلِمينَ ناسٌ كَثيرٌ، وقدْ كانَ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصْحابِه مِن أوَّلِ النَّهارِ حتَّى قُتِلَ مِن أصْحابِ لِواءِ المُشْرِكينَ سَبْعةٌ أو تِسْعةٌ، وجالَ المُسلِمونَ جَوْلةً نَحْوَ الجَبَلِ ولم يَبلُغوا حيثُ يقولُ النَّاسُ الغارَ، إنَّما كانوا تحتَ المِهْراسِ، وصاحَ الشَّيْطانُ: قُتِلَ مُحمَّدٌ، فلم نَشُكَّ فيه أنَّه حَقٌّ، وإنَّا كذلك لا نَشُكُّ أنَّه حَقٌّ قد قُتِلَ حتَّى طَلَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيْنَ الشِّعْبَينِ فعَرَفْتُه بتَكَفُّئِه إذا مَشى، قالَ: ففَرِحْنا حتَّى كأنَّه لم يُصِبْنا ما أصابَنا، قالَ: فَرَقا نَحْوَنا وهو يقولُ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ على قَوْمٍ دَمَّوا وَجْهَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ! قالَ: ويقولُ مَرَّةً أخرى: اللَّهُمَّ إنَّه ليس لهم أن يَعْلونا حتَّى يَنْتَهوا إلينا، فمَكَثَ ساعةً وإذا أبو سُفْيانَ يَصيحُ مِن أَسفَلِ الجَبَلِ: اعْلُ هُبَلُ -يَعْني آلِهتَه- أين ابنُ أبي كَبْشةَ، أين ابنُ أبي قُحافةَ، أين ابنُ الخَطَّابِ؟ قالَ: فقالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللهِ، أَلَا أُجيبُه؟ قالَ: بَلى، قالَ: فلمَّا قالَ: اعْلُ هُبَلُ، قالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: اللهُ أَعْلى وأَجَلُّ، قالَ: فقالَ أبو سُفْيانَ: يا بنَ الخَطَّابِ، إنَّك قد أَنْعَمْتَ، فعادَ لمِثلِها فقالَ: أين ابنُ أبي كَبْشةَ، أين ابنُ أبي قُحافةَ، أين ابنُ الخَطَّابِ؟ فقالَ عُمَرُ: هذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، هذا أبو بَكْرٍ، هذا أنا عُمَرُ، فقالَ أبو سُفْيانَ: يَوْمٌ بيَوْمِ بَدْرٍ، إنَّ الأيَّامَ دُوَلٌ، وإنَّ الحَرْبَ سِجالٌ، قالَ: فقالَ عُمَرُ: لا سَواءً، قَتْلانا في الجنَّةِ وقَتْلاكم في النَّارِ، فقالَ: إنَّكم لَتَزْعُمونَ ذلك، لقد خِبْنا إذًا وخَسِرْنا. ثُمَّ قالَ أبو سُفْيانَ: أَمَا إنَّكم ستَجدونَ في قَتْلاكم مُثْلةً ولم يكن ذلك عن رَأيِ كُبَرائِنا، ثُمَّ أدْرَكَتْه حَمِيَّةُ الجاهِليَّةِ، فقالَ: أَمَا إنَّه إن كانَ ذاك لم نَكْرَهْه». وفي رِوايةِ الإمامِ أحْمَدَ عن ابنِ عبَّاسٍ، أنَّه قالَ: ما نَصَرَ اللهُ -تَبارَكَ وتَعالى- في مَوطِنٍ كما نَصَرَ يَوْمَ أُحُدٍ، قالَ: فأَنْكَرْنا ذلك، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: بَيْني وبَيْنَ مَن أَنكَرَ ذلك كِتابُ اللهِ -تَبارَكَ وتَعالى- يقولُ في يَوْمِ أُحُدٍ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ}، وعِنْدَه: أقامَهم في مَوضِعٍ، وعِنْدَه: فلمَّا غَنِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأباحوا عَسكَرَ المُشْرِكينَ أَكَبَّ الرُّماةُ جَميعًا فدَخَلوا في العَسكَرِ يَنْهَبونَ، وعِنْدَه: فهُمْ كَذا وشَبَّكَ بَيْنَ أصابِعِ يَدَيه والْتَبَسوا، فلمَّا أَخَلَّ الرُّماةُ، وعِنْدَه: وأصْحابه أوَّلَ النَّهارِ، وعِنْدَه: فلم يَشُكَّ في أنَّه حَقٌّ، فما زِلْنا كذلك ما نَشُكُّ أنَّه قد قُتِلَ حتَّى طَلَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيْنَ السَّعْدَينِ نَعرِفُه، وعِنْدَه: يَعْلونا حتَّى انْتَهى إلينا، وعِنْدَه: اعْلُ هُبَلُ مَرَّتَينِ، وعِنْدَه: أَلَا أُجيبُه، وعِنْدَه: قالَ عُمَرُ: اللهُ أَعْلى وأَجَلُّ، وعِنْدَه: أَنْعَمَتْ عَينُها، فقالَ: أين ابنُ أبي كَبْشةَ، وعِنْدَه: سوف تَجِدونَ في قَتْلاهم مُثْلى، ولم يكُ ذاك عن رَأيِ سَراتِنا، قالَ: ثُمَّ، وعِنْدَه: أَمَا إنَّه قد كانَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 11 / 164 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

5 - «كُنَّا عِنْدَ ابنِ عبَّاسٍ فجاءَه سَبْعةُ نَفَرٍ وهو يَوْمَئذٍ صَحيحٌ قَبْلَ أن يَعْمى، فقالوا: يا بنَ عبَّاسٍ! قُمْ معَنا، أو قالَ: اخْلوا يا هؤلاء، قالَ: بلْ أَقومُ معَكم، فقامَ معَهم، فما نَدْري ما قالوا. فرَجَعَ يَنفُضُ ثَوْبَه، ويقولُ: أُفْ أُفْ، وَقَعوا في رَجُلٍ قيلَ فيه ما أقولُ لكم الآنَ، وَقَعوا في علِيِّ بنِ أبي طالِبٍ، وقدْ قالَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا لا يُخْزيه اللهُ، فبَعَثَ إلى علِيٍّ وهو في الرَّحى يَطحَنُ، وما كانَ أحَدُكم يَطحَنُ؟ فجاؤوا به أَرمَدَ، فقالَ: يا نَبيَّ اللهِ! ما أَكادُ أُبصِرُ، فنَفَثَ في عَيْنِه وهَزَّ الرَّايةَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ دَفَعَها إليه. ففُتِحَ له. فجاءَ بصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، ثُمَّ قالَ لبَني عَمِّه: أيُّكم يَتَوَلَّاني في الدُّنْيا والآخِرةِ ثَلاثًا، حتَّى مَرَّ على آخِرِهم، فقالَ علِيٌّ: يا نَبيَّ اللهِ! أنا وَلِيُّك في الدُّنْيا والآخِرةِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنت وَلِيِّي في الدُّنْيا والآخِرةِ، قالَ: وبَعَثَ أبا بَكْرٍ بسورةِ التَّوْبةِ، وبَعَثَ علِيًّا على إثْرِه، فقالَ أبو بَكْرٍ: يا علِيُّ لَعلَّ اللهَ ونَبيَّه سَخِطا علَيَّ، فقالَ علِيٌّ: لا، ولكنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: لا يَنْبَغي أن يُبلِّغَ عنِّي إلَّا رَجُلٌ مِنِّي وأنا مِنه، قالَ: ووَضَعَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبَه على علِيٍّ وفاطِمةَ والحَسَنِ والحُسَيْنِ، وقالَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. وكانَ أوَّلَ مَن أَسلَمَ بَعْدَ خَديجةَ مِن النَّاسِ، قالَ: وشَرى علِيٌّ نَفْسَه، لَبِسَ ثَوْبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ نامَ مَكانَه. قالَ: وكانَ المُشرِكونَ يَرْمونَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فجاءَ أبو بَكْرٍ، فقالَ: إليَّ يا رَسولَ اللهِ! وأبو بَكْرٍ يَحسَبُه نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فقالَ علِيٌّ: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد انْطَلَقَ نَحْوَ بِئْرِ مَيْمونٍ فأَدَرْكِه، فانْطَلَقَ أبو بَكْرٍ فدَخَلَ معَه الغارَ، وجَعَلَ علِيٌّ يُرْمى بالحِجارةِ كما كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرْمى، وهو يَتَضَوَّرُ قد لَفَّ رَأسَه في الثَّوْبِ لا يُخرِجُه حتَّى أَصبَحَ، ثُمَّ كَشَفَ عن رَأسِه حينَ أَصبَحَ، فقالوا: إنَّك لَلَئيمٌ، كانَ صاحِبُك نَرْميه بالحِجارةِ فلا يَتَضَوَّرُ وأنت تَضَوَّرُ، وقدِ اسْتَنْكَرْنا ذلك، قالَ: ثُمَّ خَرَجَ بالنَّاسِ في غَزاةِ تَبوكٍ، فقالَ له علِيٌّ: أَخْرُجُ معَك؟ فقالَ له نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا، فبَكى علِيٌّ، فقالَ له نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَمَا تَرْضى أن تكونَ مِنِّي بمَنزِلةِ هارونَ مِن موسى، إلَّا أنَّك لسْتَ بنَبيٍّ، إنَّه لا يَنْبَغي أن أَذهَبَ إلَّا وأنت خَليفَتي، قالَ: وقالَ له: أنت وَلِيُّ كلِّ مُؤمِنٍ بَعْدي، قالَ: وسَدَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبْوابَ المَسجِدِ غَيْرَ بابِ علِيٍّ، فيَدخُلُ المَسجِدَ جُنُبًا وهو طَريقُه ليس له طَريقٌ غَيْرُه، قالَ: وقالَ: مَن كُنْتُ مَوْلاه فعلِيٌّ مَوْلاه. قالَ ابنُ عبَّاسٍ: فأَخبَرَنا اللهُ في القُرآنِ أنَّه قد رَضيَ عنهم عن أصْحابِ الشَّجَرةِ يَعلَمُ ما في قُلوبِهم، فهلْ حَدَّثَنا أنَّه سَخِطَ عليه بَعْدَه، وقالَ: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ لعُمَرَ حينَ قالَ: أَتَأذَنُ لي فأَضرِبَ عُنُقَه -يَعْني حاطِبًا- فقالَ: أَوَكُنْتَ فاعِلًا! وما يُدْريك لعلَّ اللهَ يَعني اطَّلَعَ إلى أهْلِ بَدْرٍ، فقالَ: اعْمَلوا ما شِئْتُم».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 13 / 28 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

6 - «جاءَ رَجُلٌ مِن بَني عامِرٍ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ يُداوي ويُعالِجُ، فقالَ: يا مُحمَّدُ، إنَّك تقولُ أشْياءَ فهلْ لك أن أُداوِيَك؟ قالَ: فدَعاه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى اللهِ، ثُمَّ قالَ: هلْ لك أن أُرِيَك آيةً؟ وعِنْدَه نَخْلٌ وشَجَرةٌ فدَعا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِذْقًا مِنها فأَقبَلَ إليه وهو يَسجُدُ ويَرفَعُ رأسَه حتَّى انْتَهى إليه، فقامَ بَيْنَ يَدَيه، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْجِعْ إلى مَكانِك، فرَجَعَ إلى مَكانِه، قالَ العامِريُّ: واللهِ لا أُكَذِّبُك بقَوْلٍ أبَدًا، ثُمَّ قالَ: يا آلَ عامِرِ بنِ صَعْصَعةَ، واللهِ لا أُكَذِّبُه بشيءٍ يَقولُه أبَدًا».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 10 / 49 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

7 - «إنِّي لجالِسٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ إذ أتاه سَبْعةُ رَهْطٍ، قالوا: يا أبا عبَّاسٍ إمَّا أن تَقومَ معَنا، وإمَّا أن تُخْلونا هؤلاء، قالَ: فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: بل أَقومُ معَكم. قالَ: وهو يَوْمَئذٍ صَحيحٌ قَبْلَ أن يَعْمى، قالَ: فابْتَدَؤوا فتَحَدَّثوا، فلا نَدْري ما قالوا، قالَ: فجاءَ يَنفُضُ ثَوْبَه، ويقولُ: أُفْ وتُفْ، وَقَعوا في رَجُلٍ له عَشْرٌ، وَقَعوا في رَجُلٍ قالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لأَبْعَثَنَّ رَجُلًا لا يُخزيه اللهُ أبَدًا، يُحِبُّه اللهُ ورَسولُه، قالَ: فاسْتَشْرَفَ لها مَن اسْتَشْرَفَ، قالَ: أين علِيٌّ؟ قالوا: هو في الرَّحْلِ يَطحَنُ، قالَ: وما كانَ أحَدُكم يَطحَنُ، قالَ: فجاءَ وهو أَرمَدُ لا يكادُ يُبصِرُ، قالَ: فنَفَثَ في عَيْنِه، ثُمَّ هَزَّ الرَّايةَ ثَلاثًا فأَعْطاها إيَّاه، فجاءَ بصَفيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ. قالَ: ثُمَّ بَعَثَ فُلانًا بسورةِ التَّوْبةِ، فبَعَثَ علِيًّا خَلْفَه، قالَ: لا يَذهَبُ بها إلَّا رَجُلٌ منِّي وأنا مِنه، قالَ: وقالَ لبَني عَمِّه: أيُّكم يُواليني في الدُّنْيا والآخِرةِ؟ قالَ: وعلِيٌّ جالِسٌ، فأَبَوا، فقالَ علِيٌّ: أنا أُواليك في الدُّنْيا والآخِرةِ، قالَ: فتَرَكَه ثُمَّ أَقبَلَ على رَجُلٍ مِنهم، فقالَ: أيُّكم يُواليني في الدُّنْيا والآخِرةِ؟ فأَبَوا، قالَ: فقالَ علِيٌّ: أنا أُواليك في الدُّنْيا والآخِرةِ، فقالَ: أنت وَلِيِّي في الدُّنْيا والآخِرةِ، قالَ: وكانَ أوَّلَ مَن أَسلَمَ مِن النَّاسِ بَعْدَ خَديجةَ، قالَ: وأخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبَه فوَضَعَه على علِيٍّ وفاطِمةَ وحَسَنٍ وحُسَيْنٍ، فقالَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} قالَ: وشَرى علِيٌّ نَفْسَه، لَبِسَ ثَوْبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ نامَ مَكانَه، قالَ: وكانَ المُشرِكونَ يَرْمونَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَ أبو بَكْرٍ رَضيَ اللهُ عنه وعلِيٌّ نائِمٌ وأبو بَكْرٍ يَحسَبُ أنَّه نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فقالَ: يا نَبيَّ اللهِ! قالَ: فقالَ له علِيٌّ: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد انْطَلَقَ نَحْوَ بِئْرِ مَيْمونٍ، فأَدْرِكْه. قالَ: فانْطَلَقَ أبو بَكْرٍ فدَخَلَ معَه الغارَ، قالَ: وجَعَلَ علِيٌّ يُرْمى بالحِجارةِ كما كانَ يُرْمى نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَتَضَوَّرُ قد لَفَّ رَأسَه في الثَّوْبِ لا يُخرِجُه حتَّى أَصبَحَ، ثُمَّ كَشَفَ عن رَأسِه، فقالوا: إنَّك لَلَئيمٌ، كانَ صاحِبُك نَرْميه فلا يَتَضَوَّرُ، وأنت تَتَضَوَّرُ وقد اسْتَنْكَرْنا ذلك. قالَ: وخَرَجَ بالنَّاسِ في غَزْوةِ تَبوكٍ، قالَ: فقالَ علِيٌّ: أَخْرُجُ معَك، فقالَ له نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا، فبَكى علِيٌّ، فقالَ له: أَمَا تَرْضى أن تكونَ مِنِّي بمَنزِلةِ هارونَ مِن موسى، إلَّا أنَّك لسْتَ بنَبيٍّ، إنَّه لا يَنْبَغي أن أذهَبَ إلَّا وأنت خَليفَتي، قالَ: وقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنت وَلِيِّي في كلِّ مُؤمِنٍ بَعْدي، قالَ: وسَدَّ أبْوابَ المَسجِدِ غَيْرَ بابِ علِيٍّ، قالَ: فيَدخُلُ المَسجِدَ جُنُبًا وهو طَريقُه ليس له طَريقٌ غَيْرُه، قالَ: وقالَ: مَن كُنْتُ مَوْلاه فإنَّ مَوْلاه علِيٌّ، قالَ: وأَخبَرَنا اللهُ عَزَّ وجَلَّ أنَّه قد رَضيَ عنهم؛ عن أصْحابِ الشَّجَرةِ فعَلِمَ ما في قُلوبِهم، هلْ حَدَّثَنا أنَّه سَخِطَ عليهم بَعْدُ. قالَ: وقالَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعُمَرَ حينَ قالَ: ائْذَنْ لي فلْأَضْرِبْ عُنُقَه -يعْني حاطِبَ بنَ أبي بَلْتعةَ لمَّا بَعَثَ كِتابًا إلى قُرَيشٍ فاسْتَأْذَنَ عُمَرُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ضَرْبِ عُنُقِه -قالَ: وكُنْتُ فاعِلًا! وما يُدْريك لَعلَّ اللهَ قد اطَّلَعَ إلى أهْلِ بَدْرٍ، فقالَ: اعْمَلوا ما شِئْتُم».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 13 / 26 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

8 - بنَحْوِ [«إنِّي لجالِسٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ إذ أتاه سَبْعةُ رَهْطٍ، قالوا: يا أبا عبَّاسٍ! إمَّا أن تقومَ معَنا، وإمَّا أن تُخْلونا هؤلاء، قالَ: فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: بل أقومُ معَكم، قالَ: وهو يَوْمَئذٍ صَحيحٌ قَبْلَ أن يَعْمى، قالَ: فابْتَدَؤوا فتَحَدَّثوا، فلا نَدْري ما قالوا، قالَ: فجاءَ يَنفُضُ ثَوْبَه، ويقولُ: أفْ وتُفْ، وَقَعوا في رَجُلٍ له عَشْرٌ، وَقَعوا في رَجُلٍ قالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا لا يُخْزيه اللهُ أبَدًا، يُحِبُّه اللهُ ورَسولُه، قالَ: فاسْتَشْرَفَ لها مَن اسْتَشْرَفَ، قالَ: أين علِيٌّ؟ قالوا: هو في الرَّحْلِ يَطحَنُ، قالَ: وما كانَ أحَدُكم يَطحَنُ، قالَ: فجاءَ وهو أَرمَدُ لا يَكادُ يُبصِرُ، قالَ: فنَفَثَ في عَيْنِه، ثُمَّ هَزَّ الرَّايةَ ثَلاثًا فأَعْطاها إيَّاه، فجاءَ بصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، قالَ: ثُمَّ بَعَثَ فُلانًا بسورةِ التَّوْبةِ. فبَعَثَ علِيًّا خَلْفَه، قالَ: لا يَذهَبُ بها إلَّا رَجُلٌ منِّي وأنا مِنه، قالَ: وقالَ لبَني عَمِّه: أيُّكم يُواليني في الدُّنْيا والآخِرةِ؟ قالَ: وعلِيٌّ جالِسٌ، فأَبَوا، فقالَ علِيٌّ: أنا أُواليك في الدُّنْيا والآخِرةِ، قالَ: فتَرَكَه ثُمَّ أَقبَلَ على رَجُلٍ مِنهم، فقالَ: أيُّكم يُواليني في الدُّنْيا والآخِرةِ؟ فأَبَوا، قالَ: فقالَ عليٌّ: أنا أُواليك في الدُّنْيا والآخِرةِ، فقالَ: أنت وَلِيِّي في الدُّنْيا والآخِرةِ، قالَ: وكانَ أوَّلَ مَن أَسلَمَ مِن النَّاسِ بَعْدَ خَديجةَ، قالَ: وأخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبَه فوَضَعَه على علِيٍّ وفاطِمةَ وحَسَنٍ وحُسَيْنٍ، فقالَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، قالَ: وشَرى علِيٌّ نَفْسَه، لَبِسَ ثَوْبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ نامَ مَكانَه، قالَ: وكانَ المُشرِكونَ يَرْمونَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَ أبو بَكْرٍ رَضيَ اللهُ عنه وعلِيٌّ نائِمٌ وأبو بَكْرٍ يَحسَبُ أنَّه نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فقالَ: يا نَبيَّ اللهِ! قالَ: فقالَ له علِيٌّ: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد انْطَلَقَ نَحْوَ بِئْرِ مَيْمونٍ، فأَدْرِكْه. قالَ: فانْطَلَقَ أبو بَكْرٍ فدَخَلَ معَه الغارَ، قالَ: وجَعَلَ علِيٌّ يُرْمى بالحِجارةِ كما كانَ يُرْمى نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَتَضَوَّرُ قد لَفَّ رَأسَه في الثَّوْبِ لا يُخرِجُه حتَّى أَصبَحَ، ثُمَّ كَشَفَ عن رَأسِه، فقالوا: إنَّك لَلَئيمٌ، كانَ صاحِبُك نَرْميه فلا يَتَضَوَّرُ، وأنت تَتَضَوَّرُ وقدِ اسْتَنْكَرْنا ذلك. قالَ: وخَرَجَ بالنَّاسِ في غَزْوةِ تَبوكَ، قالَ: فقالَ علِيٌّ: أَخْرُجُ معَك، فقالَ له نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا، فبَكى علِيٌّ، فقالَ له: أَمَا تَرْضى أن تكونَ مِنِّي بمَنزِلةِ هارونَ مِن موسى، إلَّا أنَّك لسْتَ بنَبيٍّ، إنَّه لا يَنْبَغي أن أَذهَبَ إلَّا وأنت خَليفَتي، قالَ: وقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنت وَلِيِّي في كلِّ مُؤمِنٍ بَعْدي، قالَ: وسَدَّ أبْوابَ المَسجِدِ غَيْرَ بابِ علِيٍّ، قالَ: فيَدخُلُ المَسجِدَ جُنُبًا وهو طَريقُه ليس له طَريقٌ غَيْرُه، قالَ: وقالَ: مَن كُنْتُ مَوْلاه فإنَّ مَوْلاه علِيٌّ، قالَ: وأَخبَرَنا اللهُ عَزَّ وجَلَّ أنَّه قد رَضيَ عنهم؛ عن أصْحابِ الشَّجَرةِ فعَلِمَ ما في قُلوبِهم، هل حَدَّثَنا أنَّه سَخِطَ عليهم بَعْدُ. قالَ: وقالَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعُمَرَ حينَ قالَ: ائْذَنْ لي فلْأَضرِبْ عُنُقَه -يَعْني حاطِبَ بنَ أبي بَلْتعةَ لمَّا بَعَثَ كِتابًا إلى قُرَيشٍ فاسْتَأذَنَ عُمَرُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ضَرْبِ عُنُقِه -قالَ: وكُنْتَ فاعِلًا! وما يُدْريك لَعلَّ اللهُ قد اطَّلَعَ إلى أهْلِ بَدْرٍ فقالَ: اعْمَلوا ما شِئْتُم».]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 13 / 27 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

9 - «لَمَّا افتَتَح رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَيْبَرَ، قال الحَجَّاجُ بنُ عِلاطٍ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ لي بمكَّةَ مالًا وإنَّ لي بها أهلًا، وإنِّي أريد أن آتيَهم، فأنا في حِلٍّ إن أنا نِلْتُ منك أو قُلْتُ شيئًا؟ فأذِنَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يَقولُ ما شاء. قال: فأتى امرأتَه حِينَ قَدِمَ فقال: اجمَعي لي ما كان عندَكِ فإنِّي أريدُ أن أشترِيَ مِن غنائِمِ مُحَمَّدٍ وأصحابِه؛ فإنَّهم قد اسْتُبيحوا وأُصيبَت أموالُهم، وفَشَا ذلك بمكَّةَ، فانقَمَع المُسلِمون، وأظهر المُشرِكون فَرَحًا وسُرورًا. قال: وبلَغَ الخَبَرُ العبَّاسَ بنَ عَبدِ المطَّلِبِ فعُقِرَ، وجعل لا يستطيعُ أن يقومَ، ثُمَّ أرسل غُلامًا إلى الحجَّاجِ بنِ عِلاطٍ: وَيْلَك ماذا جِئْتَ به؟ وماذا تقولُ؟ فما وَعَد اللهُ خَيْرٌ ممَّا جِئْتَ به، قال، فقال: الحَجَّاجُ بنُ عِلاطٍ: اقرَأْ على أبي الفَضْلِ السَّلامَ، وقُلْ له: فلْيَخْلُ لي في بَعْضِ بُيوتِه لآتيَه؛ فإنَّ الخَبَرَ على ما يَسُرُّه. قال: فجاءه غلامُه، فلمَّا بلغ البابَ قال: أبشِرْ يا أبا الفَضْلِ، قال: فوَثَب العبَّاسُ فَرِحًا حتَّى قَبَّل بَيْنَ عَيْنَيه، فأخبره بما قال الحَجَّاجُ فأعتَقَه. قال: ثُمَّ جاء الحَجَّاجُ فأخبره أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد افتتح خيبرَ وغَنِمَ أموالَهم، وجرت سهامُ اللهِ في أموالِهم، واصطفى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صَفِيَّةَ بِنتَ حُيَيٍّ واتَّخَذَها لنَفْسِه، وخَيَّرَها بَيْنَ أن يُعتِقَها وتكونَ زَوْجَه، أو تَلحَقَ بأهْلِها. فاختارت أن يُعتِقَها وتكونَ زَوْجَه، ولكِنِّي جِئتُ لمالٍ كان لي هاهنا أردْتُ أن أجمَعَه فأذهَبَ به، فاستأذَنْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأذِنَ لي أن أقولَ ما شِئْتُ، فأخْفِ عَلَيَّ ثلاثًا، ثُمَّ اذكُرْ ما بدا لك. قال: فجَمَعَت امرأتُه ما كان عِنْدَها مِن حُلِيٍّ أو متاعٍ، فدفَعَتْه إليه ثُمَّ انشَمَرَ به. فلمَّا كان بَعْدَ ثلاثٍ أتى العَبَّاسُ امرأةَ الحَجَّاجِ، فقال: ما فَعَل زَوْجُكِ؟ فأخبَرَتْه أنَّه قد ذَهَب يومَ كذا وكذا، وقالت: لا يَحزُنك اللهُ يا أبا الفَضْلِ، لقد شَقَّ علينا الذي بلَغَك! قال: أجَلْ لا يَحْزُنُني اللهُ، ولم يكُنْ بحَمْدِ اللهِ إلَّا ما أحبَبْنا، فتح اللهُ عَزَّ وجَلَّ خَيْبَرَ على رَسولِه، واصطفى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صَفِيَّةَ لِنَفْسِه، فإن كان لكِ حاجةٌ في زَوْجِك فالحَقي به، قالت: أظنُّكَ واللهِ صادِقًا، قال: فإنِّي واللهِ صادِقٌ، والأمرُ على ما أخبَرْتُك. قال: ثُمَّ ذَهَب حتَّى أتى مجالِسَ قُرَيشٍ وهم يَقولُون إذا مَرَّ بهم: لا يُصِبْك إلَّا خَيْرٌ يا أبا الفَضْلِ، قال: لم يُصِبْني إلَّا خَيْرٌ بحَمْدِ اللهِ، لقد أخبَرَني الحَجَّاجُ بنُ عِلاطٍ أنَّ خَيْبَرَ افتتَحَها اللهُ على رَسولِه، وجرت سِهامُ اللهِ فيها، واصطفى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صَفِيَّةَ لِنَفْسِه، وقد سألني أن أُخفِيَ عنه ثلاثًا، وإنَّما جاء ليأخُذَ مالَه وما كان له من شَيءٍ هاهنا، ثُمَّ يذهَبَ، فرَدَّ اللهُ الكآبةَ التي كانت بالمُسلِمين على المُشرِكين، وخرج المُسلِمون من كان دخَلَ بَيْتَه مُكتَئِبًا، حتَّى أتَوُا العبَّاسَ فأخبَرَهم الخَبَرَ فسُرَّ المُسلِمون، ورَدَّ اللهُ ما كان من كآبةٍ أو غَيظٍ أو حُزنٍ على المُشرِكين».
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1809 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

10 - «إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لمَّا أرادَ هَدْيَ زَيدِ بنِ سَعْنةَ، قالَ زَيدُ بنُ سَعْنةَ: ما مِن عَلاماتِ النُّبُوَّةِ شيءٌ إلَّا وقدْ عَرَفْتُها في وَجْهِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ نَظَرْتُ إليه، إلَّا اثْنَتَينِ لم أَخْبَرْهما منه؛ يَسبِقُ حِلْمُه جَهْلَه، ولا يَزيدُه شِدَّةُ الجَهْلِ عليه إلَّا حِلْمًا، فكُنْتُ أَلطُفُ له لأنْ أُخالِطَه فأَعرِفَ حِلْمَه مِن جَهْلِه، قالَ زَيدُ بنُ سَعْنةَ: فخَرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَوْمًا مِن الحُجُراتِ ومعَه علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ، فأتاه رَجُلٌ على راحِلتِه كالبَدَويِّ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ إنَّ بُصْرى بقُرْبي -قَرْيةُ بَني فُلانٍ- قد أَسْلَموا ودَخَلوا في الإسْلامِ، وكُنْتُ حَدَّثْتُهم إن أَسْلَموا أتاهم الرِّزْقُ رَغَدًا، وقدْ أصابَتْهم سَنَةٌ وشِدَّةٌ وقُحوطٌ مِن الغَيْثِ، فأنا أَخْشى يا رَسولَ اللهِ أن يَخْرُجوا مِن الإسْلامِ طَمَعًا كما دَخَلوا فيه طَمَعًا، فإن رأيْتَ أن تُرسِلَ إليهم بشيءٍ تُعينُهم به فَعَلْتَ، فنَظَرَ إلى رَجُلٍ إلى جانِبِه -أراه علِيًّا- فقالَ: يا رَسولَ اللهِ ما بَقيَ مِنه شيءٌ، قالَ زَيدُ بنُ سَعْنةَ: فدَنَوْتُ إليه فقُلْتُ: يا مُحمَّدُ، هلْ لك أن تَبيعَني تَمْرًا مَعْلومًا مِن حائِطِ بَني فُلانٍ إلى أجَلِ كَذا وكَذا، فقالَ: لا يا يَهودِيُّ ولكنِّي أَبيعُك تَمْرًا مَعْلومًا إلى أجَلِ كَذا وكَذا ولا تُسَمِّي حائِطَ بَني فُلانٍ، قُلْتُ: نَعمْ، فبايَعَني، فأَطْلَقْتُ هِمْياني فأَعْطَيْتُه ثَمانينَ مِثْقالًا مِن ذَهَبٍ في تَمْرٍ مَعْلومٍ إلى أجَلِ كَذا وكَذا، فأَعْطاها الرَّجُلَ وقالَ: أَعجِلْ، اعْدِلْ عليهم وأَعِنْهم بها، قالَ زَيدُ بنُ سَعْنةَ: فلمَّا كانَ قَبْلَ مَحَلِّ الأجَلِ بيَوْمَينِ أو ثَلاثٍ خَرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومعَه أبو بَكْرٍ وعُمَرُ وعُثْمانُ في نَفَرٍ مِن أصْحابِه، فلمَّا صلَّى على الجِنازةِ ودَنا مِن جِدارٍ ليَجلِسَ أَتَيْتُه فأَخَذْتُ بمَجامِعِ قَميصِه ورِدائِه ونَظَرْتُ إليه بوَجْهٍ غَليظٍ، فقُلْتُ له: أَلَا تَقْضيني يا مُحمَّدُ حَقِّي، فوَاللهِ ما عَلِمْتُكم بَني عَبْدِ المُطَّلِبِ لمُطْلٌ، ولقد كانَ لي بمُخالَطتِكم عِلمٌ، ونَظَرْتُ إلى عُمَرَ وإذا عَيْناه تَدورانِ في وَجْهِه كالفَلَكِ المُسْتديرِ، ثُمَّ رَماني ببَصَرِه فقالَ: يا عَدُوَّ اللهِ، أَتَقولُ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أَسمَعُ، وتَصنَعُ به ما أرى، فوَالَّذي بَعَثَه بالحَقِّ لولا ما أُحاذِرُ فَوْتَه لَضَرَبْتُ بسَيْفي رَأسَك، ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنظُرُ إلى عُمَرَ في سُكونٍ وتُؤَدةٍ وتَبَسُّمٍ، ثُمَّ قالَ: يا عُمَرُ، أنا وهو كُنَّا أَحوَجَ إلى غَيْرِ هذا؛ أن تَأمُرَني بحُسْنِ الأداءِ وتَأمُرَه بحُسْنِ اتِّباعِه، اذْهَبْ به يا عُمَرُ فأَعْطِه حَقَّه، وزِدْه عِشْرينَ صاعًا مِن تَمْرٍ مَكانَ ما رُعْتَه. قالَ زَيدٌ: فذَهَبَ بي عُمَرُ فأَعْطاني حَقِّي وزادَني عِشْرينَ صاعًا مِن تَمْرٍ، فقُلْتُ: ما هذه الزِّيادةُ يا عُمَرُ؟ قالَ: أمَرَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن أَزيدَك مَكانَ ما رُعْتُك، قالَ: وتَعرِفُني يا عُمَرُ، قالَ: لا، فما دَعاك أن فَعَلْتَ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما فَعَلْتَ وقُلْتَ له ما قُلْتَ؟ قُلْتُ: يا عُمَرُ، لم يكنْ مِن عَلاماتِ النُّبُوَّةِ شيءٌ إلَّا وقدْ عَرَفْتُ في وَجْهِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ نَظَرْتُ إليه، إلَّا اثْنَتَينِ لم أَخْبَرْهما مِنه، يَسبِقُ حِلْمُه جَهْلَه، ولا يَزيدُه شِدَّةُ الجَهْلِ عليه إلَّا حِلْمًا، فقدْ اخْتُبِرَ بِهما، فأُشهِدُك يا عُمَرُ أنِّي قد رَضيْتُ باللهِ رَبًّا وبالإسْلامِ دينًا ومُحمَّدٍ نَبِيًّا، وأُشهِدُك أنَّ شَطْرَ مالي -فإنِّي أَكْثَرُها مالًا- صَدَقةٌ على أُمَّةِ مُحمَّدٍ، قالَ عُمَرُ: أو على بعضِهم؛ فإنَّك لا تَسَعُهم، قُلْتُ: أو على بعضِهم، فرَجَعَ عُمَرُ وزَيدٌ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ زَيدٌ: أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأَشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عَبْدُه ورَسولُه، وآمَنَ به وصَدَّقَه وبايَعَه وشَهِدَ معَه مَشاهِدَ كَثيرةً ثُمَّ تُوفِّيَ في غَزْوةِ تَبوكٍ مُقبِلًا غَيْرَ مُدبِرٍ، رَحِمَ اللهُ زَيدًا».
الراوي : عبد الله بن سلام | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 9 / 446 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

11 - «لمَّا أمَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالنَّاقوسِ لِيُضرَبَ به للنَّاسِ في الجَمْعِ للصَّلاةِ، أَطافَ بي وأنا نائِمٌ رَجُلٌ يَحمِلُ ناقوسًا في يَدِه، فقُلْتُ له: يا عَبْدَ اللهِ أَتَبيعُ النَّاقوسَ؟ قالَ: فقالَ: ما تَصنَعُ به؟ قالَ: فقُلْتُ: نَدْعو به إلى الصَّلاةِ، قالَ: أفَلا أُدُلُّك على ما هو خَيْرٌ مِن ذلك؟ قالَ: فقُلْتُ له: بَلى، قالَ: تقولُ: اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أَشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ أَشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، حَيَّ على الصَّلاةِ حَيَّ على الصَّلاةِ، حَيَّ على الفَلاحِ حَيَّ على الفَلاحِ، اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، ثُمَّ اسْتَأخَرَ غَيْرَ بَعيدٍ، ثُمَّ قالَ: تقولُ إذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ: اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أَشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، حَيَّ على الصَّلاةِ حَيَّ على الفَلاحِ، قد قامَتِ الصَّلاةُ قد قامَتِ الصَّلاةُ، اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، فلمَّا أَصبَحْتُ أتَيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَخبَرْتُه بما رأيْتُ، فقالَ: إنَّها لرُؤْيا حَقٍّ إن شاءَ اللهُ، فقُمْ معَ بِلالٍ فأَلْقِ عليه ما رأيْتَ فلْيُؤَذِّنْ به؛ فإنَّه أَنْدى صَوْتًا مِنك، قالَ: فقُمْتُ معَ بِلالٍ فجَعَلْتُ أُلْقيه ويُؤَذِّنُ به، فسَمِعَ ذلك عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه وهو في بَيْتِه فخَرَجَ يَجُرُّ رِداءَه يقولُ: والَّذي بَعَثَك بالحَقِّ لقد رأيْتُ مِثلَ الَّذي أُرِيَ، قالَ: فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فلِلَّهِ الحَمْدُ». وفي رِوايةٍ قالَ: ما تَصنَعُ به؟ قُلْتُ: أَدْعو به إلى الصَّلاةِ، قالَ: أفَلا أدُلُّك على خَيْرٍ مِن ذلك؟ فقَصَّ الأذانَ عليَّ، قُلْتُ: بَلى، قالَ: إذا أرَدْتَ أن تُؤَذِّنَ تقولُ: اللهُ أَكبَرُ، وفيه: تقولُ إذا قُمْتَ: اللهُ أَكبَرُ، وفيه: فلمَّا أَصبَحْتُ غَدَوْتُ. وعِنْدَه: فقُمْ فأَلْقِ ما رأيْتَ على بِلالٍ فلْيُؤَذِّنُ فإنَّه أَنْدى صَوْتًا، فقُمْتُ معَ بِلالٍ فجَعَلْتُ أُلْقي عليه ويُؤَذِّنُ بِذاك، فسَمِعَ عُمَرُ صَوْتَه وهو في بَيْتِه على الزَّوْراءِ، فقامَ يَجُرُّ إزارَه يقولُ: والَّذي بَعَثَك بالحَقِّ لأُريْتُ مِثلَ ما رأى، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فلِلَّهِ الحَمْدُ، والباقي مِثلُه».
الراوي : ‌‌عبدالله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 9 / 374 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

12 - «لمَّا كانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النَّاسَ إلَّا أرْبَعةَ نَفَرٍ وامْرَأتَينِ، وقالَ: اقْتُلوهم وإن وَجَدْتُموهم مُتَعَلِّقينَ بأسْتارِ الكَعْبةِ: عِكْرِمةَ بنَ أبي جَهْلٍ، وعَبْدَ اللهِ بنَ خَطَلٍ، ومِقْيَسَ بنَ صُبابةَ، وعَبْدَ اللهِ بنَ سَعْدِ بنِ أبي سَرْحٍ. فأمَّا عَبْدُ اللهِ بنُ خَطَلٍ فأُدرِكَ وهو مُتَعَلِّقٌ بأسْتارِ الكَعْبةِ قد سَبَقَ إليه سَعيدُ بنُ حُرَيْثٍ وعمَّارُ بنُ ياسِرٍ، فسَبَقَ سَعيدٌ عمَّارًا، وكانَ أَشَبَّ الرَّجُلَينِ فقَتَلَه. وأمَّا مِقْيَسُ بنُ صُبابةَ فأَدرَكَه النَّاسُ في السُّوقِ فقَتَلوه. وأمَّا عِكْرِمةُ بنُ أبي جَهْلٍ فرَكِبَ البَحْرَ فأصابَتْهم عاصِفٌ، فقالَ أصْحابُ السَّفينةِ لأهْلِ السَّفينةِ: أَخْلِصوا؛ فإنَّ آلِهتَكم لا تُغْني عنكم شَيئًا هاهنا، قالَ عِكْرِمةُ: واللهِ لئِنْ لم يُنَجِّنِي في البَحْرِ إلَّا الإخْلاصُ لا يُنَجِّيني في البَرِّ غَيْرُه، اللَّهُمَّ إنَّ لك عَهْدًا إن أنت عافَيْتَني مِمَّا أنا فيه أن آتيَ مُحَمَّدًا حتَّى أضَعَ يَدي في يَدِه فلَأَجِدَنَّه عَفُوًّا كَريمًا، قالَ: فجاءَ فأَسلَمَ. قالَ: وأمَّا عَبْدُ اللهِ بنُ أبي سَرْحٍ فاخْتَبَأَ عنْدَ عُثْمانَ بنِ عفَّانَ، فلمَّا دَعا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم النَّاسَ للبَيْعةِ جاءَ به حتَّى وَقَفَه على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، بايِعْ عَبْدَ اللهِ، فرَفَعَ رأسَه فنَظَرَ إليه ثَلاثًا، كلَّ ذلك يَأبى، فبايَعَه بَعْدَ ذلك، ثُمَّ أَقبَلَ على أصْحابِه، فقالَ: أَمَا كانَ فيكم رَشيدٌ يقومُ إلى هذا حيثُ رآني كَفَفْتُ يَدي عن بَيْعتِه فيَقتُلُه؟ قالوا: ما يُدْرينا يا رَسولَ اللهِ ما في نفْسِك، أَلَا أَوْمَأْتَ إلينا بعَيْنِك؟ قالَ: إنَّه لا يَنْبَغي لنَبيٍّ أن يكونَ له خائِنةُ أَعْيُنٍ».
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1055 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

13 - «لمَّا مَرِضَ أبو طالِبٍ دَخَلَ عليه رَهْطٌ مِن قُرَيشٍ فيهم أبو جَهْلٍ، فقالوا يا أبا طالِبٍ: إنَّ ابنَ أخيك يَشتِمُ آلِهتَنا يقولُ ويقولُ، ويَفعَلُ ويَفعَلُ، فأَرْسِلْ إليه فانْهَه، قالَ: فأَرسَلَ إليه أبو طالِبٍ، وكانَ قُرْبَ أبي طالِبٍ مَوضِعُ رِجْلٍ، فخَشِيَ إن دَخَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على عَمِّه يكونُ أَرَقَّ له عليه، فوَثَبَ فجَلَسَ في ذلك المَجلِسِ، فلمَّا دَخَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلم يَجِدْ مَجلِسًا إلَّا عِنْدَ البابِ فجَلَسَ، فقالَ له أبو طالِبٍ: يا بنَ أخي، إنَّ قَوْمَك يَشكُونَك يَزعُمونَ أنَّك تَشتُمُ آلِهتَهم وتَقولُ وتَقولُ وتَفعَلُ وتَفعَلُ، فقالَ: يا عَمِّ إنِّي إنَّما أرَدْتُهم على كَلِمةٍ واحِدةٍ تَدينُ لهم بها العَربُ وتُؤَدِّي إليهم بها العَجَمُ الجِزْيةَ، قالوا: وما هي؟ نَعمْ وأبيك وعَشْرًا! قالَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، قالَ: فقاموا وهُمْ يَنْفُضونَ ثِيابَهم وهُمْ يَقولونَ: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}، قالَ: ثُمَّ قَرَأَ حتَّى بَلَغَ: {لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 10 / 392 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

14 - «كانَتْ رِحْلةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وطيبُه إليَّ، فأتاه رَجُلٌ يَسأَلُه أحَدَهما فقالَ: ذاك إلى طَلْحةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، فأتاني فأَعلَمَني، فأبَيْتُ عليه، فعادَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فسَألَه، فرَدَّ عليه مِثلَ ذلك، فأتاني فأَعلَمَني، فأبَيْتُ عليه، فرَجَعَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَعلَمَه، وقالَ مِثلَ ذلك، فرَجَعَ إليَّ، فقُلْتُ في نَفْسي: ما بَعَثَه إليَّ إلَّا وهو يُحِبُّ أن يَقْضيَ حاجتَه، وكانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَكادُ يُسأَلُ شَيئًا إلَّا فَعَلَه، فكُنْتُ لَأَنْ أَلِيَ بَشَرةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَحَبُّ إليَّ مِن أن أَلِيَ رِحْلتَه، فدَفَعْتُها إليه، فأرادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَفَرًا، فأمَرَ أن يُرحَلَ له، فأتاني، فقالَ: أيُّ الرِّحْلَتينِ كانَتْ أَحَبَّ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقُلْتُ: الطَّائِفيَّةُ، فرَحَلَها له، ثُمَّ قَرَّبَها إليه، فلمَّا ثارَتْ به انْكَبَّتْ، فقالَ: مَن رحَّلَ هذا؟ قالوا: فُلانٌ، فقالَ: رُدُّوها إلى طَلْحةَ، فرُدَّتْ إليَّ، قالَ طَلْحةُ: واللهِ ما غَشَشْتُ أحَدًا في الإسْلامِ غَيْرَه، لكي يُرجِعَ إليَّ رِحْلةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ».
الراوي : طلحة بن عبيد الله | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 851 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

15 - «بَعَثَ بَنو سَعْدِ بنِ بَكْرٍ ضِمامَ بنَ ثَعْلَبةَ وافِدًا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَدِمَ عليه وأَناخَ بَعيرَه على بابِ المَسجِدِ ثُمَّ عَقَلَه، ثُمَّ دَخَلَ المَسجِدَ ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسٌ في أصْحابِه، وكانَ ضِمامٌ رَجُلًا جَلْدًا أَشْعَرَ ذا غَديرتَينِ، فأَقبَلَ حتَّى وَقَفَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أصْحابِه، فقالَ: أيُّكم ابنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ؟ فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنا ابنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، قالَ: مُحمَّدٌ؟ قالَ: نَعمْ، قالَ: ابنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ إنِّي سائِلُك ومُغْلِظٌ في المَسْألةِ فلا تَجِدَنَّ في نَفْسِك، قالَ: لا أَجِدُ في نَفْسي، فسَلْ عَمَّا بَدا لك، قالَ: أَنشُدُك اللهَ إلهَك وإلهَ مَن كانَ قَبْلَك وإلهَ مَن هو كائِنٌ بَعْدَك، آللهُ بَعَثَك إلينا رَسولًا؟ قالَ: اللَّهُمَّ نَعمْ، قالَ: فأَنشُدُك باللهِ إلهِك وإلهِ مَن كانَ قَبْلَك وإلهِ مَن هو كائِنٌ بَعْدَك، آللهُ أمَرَك أن تَأمُرَنا أن نَعبُدَه وَحْدَه لا نُشرِكُ به شَيئًا وأن نَخلَعَ هذه الأنْدادَ الَّتي كانت آباؤُنا يَعبُدونَ معَه؟ قالَ: اللَّهُمَّ نَعمْ، قالَ: فأَنشُدُك اللهَ إلهَك وإلهَ مَن كانَ قَبْلَك وإلهَ مَن هو كائِنٌ بَعْدَك، آللهُ أمَرَك أن تُصَلِّيَ هذه الصَّلَواتِ الخَمْسَ؟ قالَ: اللَّهُمَّ نَعمْ. قالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَذكُرُ فَرائِضَ الإسْلامِ فَريضةً فَريضةً؛ الزَّكاةَ والصِّيامَ والحَجَّ وشَرائعَ الإسْلامِ كلَّها، يُناشِدُه في الَّتي قَبْلَها، حتَّى إذا فَرَغَ قالَ: فإنِّي أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأَشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، وسأُؤَدِّي هذه الفَرائِضَ وأَجتَنِبُ ما نَهيْتَني عنه ثُمَّ لا أَزيدُ ولا أَنقُصُ، قالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ راجِعًا إلى بَعيرِه، قالَ: فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ وَلَّى: إن يَصدُقْ ذو العَقيصتَينِ يَدخُلِ الجنَّةَ، قالَ: فأتى إلى بَعيرِه فأطْلَقَ عِقالَه، ثُمَّ خَرَجَ حتَّى قَدِمَ على قَوْمِه فاجْتَمَعوا إليه، فكانَ أوَّلَ ما تَكلَّمَ به أن قالَ: بِئْسَتِ اللَّاتُ والعُزَّى، قالوا: مه يا ضِمامُ! اتَّقِ البَرَصَ والجُذامَ اتَّقِ الجُنونَ! قالَ: وَيْلَكم، إنَّهما واللهِ ما يَضُرَّانِ ولا يَنْفَعانِ، إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قد بَعَثَ رَسولًا وأَنزَلَ عليه كِتابًا اسْتَنْقَذَكم به مِمَّا كُنْتُم فيه، وإنِّي أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأَشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عَبْدُه ورَسولُه، قد جِئْتُكم مِن عِنْدِه بما أمَرَكم به ونَهاكم عنه، قالَ: فوَاللهِ ما أَمْسى مِن ذلك اليَوْمِ وفي حاضِرِه رَجُلٌ ولا امْرَأةٌ إلَّا مُسلِمًا، قالَ: يقولُ ابنُ عبَّاسٍ: فما سَمِعْنا بوافِدِ قَوْمٍ كانَ أَفضَلَ مِن ضِمامِ بنِ ثَعْلَبةَ!».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 13 / 45 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

16 - «بَعَثَتْ بَنو سَعْدِ بنِ بَكْرٍ ضِمامَ بنَ ثَعْلَبةَ وافِدًا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَدِمَ عليه وأناخَ بَعيرَه على بابِ المَسجِدِ ثُمَّ عَقَلَه». بنَحْوِ: [ثُمَّ دَخَلَ المَسجِدَ ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسٌ في أصْحابِه، وكانَ ضِمامُ رَجُلًا جَلْدًا أَشعَرَ ذا غَديرتَينِ، فأَقبَلَ حتَّى وَقَفَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أصْحابِه، فقالَ: أيُّكم ابنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ؟ فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنا ابنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، قالَ: مُحمَّدٌ؟ قالَ: نَعمْ، قالَ: ابنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ إنِّي سائِلُك ومُغْلِظٌ في المَسْألةِ فلا تَجِدَنَّ في نَفْسِك، قالَ: لا أَجِدُ في نَفْسي فسَلْ عمَّا بَدا لك، قالَ: أَنشُدُك اللهَ إلهَك وإلهَ مَن كانَ قَبْلَك وإلهَ مَن هو كائِنٌ بَعْدَك، آللهُ بَعَثَك إلينا رَسولًا؟ قالَ: اللَّهُمَّ نَعمْ، قالَ: فأَنشُدُك باللهِ إلهِك وإلهِ مَن كانَ قَبْلَك وإلهِ مَن هو كائِنٌ بَعْدَك، آللهُ أمَرَك أن تَأمُرَنا أن نَعبُدَه وَحْدَه لا نُشرِكُ به شَيئًا وأن نَخلَعَ هذه الأنْدادَ الَّتي كانَت آباؤُنا يَعبُدونَ معَه؟ قالَ: اللَّهُمَّ نَعمْ، قالَ: فأَنشُدُك اللهَ إلهَك وإلهَ مَن كانَ قَبْلَك وإلهَ مَن هو كائِنٌ بَعْدَك، آللهُ أمَرَك أن تُصَلِّيَ هذه الصَّلَواتِ الخَمْسَ؟ قالَ: اللَّهُمَّ نَعمْ، قالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَذكُرُ فَرائِضَ الإسْلامِ فَريضةً فَريضةً؛ الزَّكاةَ والصِّيامَ والحَجَّ وشَرائِعَ الإسْلامِ كلَّها، يُناشِدُه في الَّتي قَبْلَها، حتَّى إذا فَرَغَ قالَ: فإنِّي أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأَشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، وسأُؤَدِّي هذه الفَرائِضَ وأَجْتَنِبُ ما نَهيْتَني عنه ثُمَّ لا أَزيدُ ولا أَنقُصُ، قالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ راجِعًا إلى بَعيرِه، قالَ: فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ وَلَّى: إن يَصدُقْ ذو العَقيصتَينِ يَدخُلِ الجنَّةَ، قالَ: فأتى إلى بَعيرِه فأَطْلَقَ عِقالَه، ثُمَّ خَرَجَ حتَّى قَدِمَ على قَوْمِه فاجْتَمَعوا إليه، فكانَ أوَّلَ ما تَكلَّمَ به أن قالَ: بِئْسَتِ اللَّاتُ والعُزَّى! قالوا: مهْ يا ضِمامُ! اتَّقِ البَرَصَ والجُذامَ! اتَّقِ الجُنونَ، قالَ: وَيْلَكم؛ إنَّهما واللهِ ما يَضُرَّانِ ولا يَنفَعانِ، إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قد بَعَثَ رَسولًا وأَنزَلَ عليه كِتابًا اسْتَنْقَذَكم به مِمَّا كُنْتُم فيه، وإنِّي أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأَشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عَبْدُه ورَسولُه، قد جِئْتُكم مِن عِنْدِه بما أمَرَكم به ونَهاكم عنه، قالَ: فوَاللهِ ما أَمْسى مِن ذلك اليَوْمِ وفي حاضِرِه رَجُلٌ ولا امْرَأةٌ إلَّا مُسلِمًا! قالَ: يقولُ ابنُ عبَّاسٍ: فما سَمِعْنا بوافِدِ قَوْمٍ كانَ أَفضَلَ مِن ضِمامِ بنِ ثَعْلَبةَ!».]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 13 / 46 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

17 - «جاءَ عَبْدُ اللهِ بنُ شَدَّادٍ، ودَخَلَ على عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، ونحن عنْدَها جُلوسًا مَرجِعَه مِن العِراقِ لَياليَ قُتِلَ علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ، فقالَتْ له: يا عَبْدَ اللهِ بنَ شَدَّادٍ، هل أنت صادِقي عمَّا أَسأَلُك عنه؟ تُحَدِّثُني عن هؤلاء الَّذين قَتَلَهم علِيٌّ. قالَ: وما لي لا أُصَدِّقُك؟ قالَتْ: فحَدِّثْني عن قِصَّتِهم. قالَ: فإَّن علِيًّا لمَّا كاتَبَ مُعاوِيةَ، وحَكَمَ الحَكَمانِ خَرَجَ عليه ثَمانِيةُ آلافٍ مِن قُرَّاءِ النَّاسِ فنَزَلوا أرْضًا يُقالُ لها: حَروراءُ مِن جانِبِ الكوفةِ، وإنَّهم عَتَبوا عليه، وقالوا: انْسَلَخْتَ مِن قَميصٍ أَلْبَسَكه اللهُ عَزَّ وجَلَّ واسمٍ سمَّاك اللهُ تَعالى به، ثُمَّ تَحَكَّمْتَ في دينِ اللهِ تَعالى، فلا حُكْمَ إلَّا للهِ، فلمَّا أن بَلَغَ علِيًّا رَضِيَ اللهُ عنه ما عَتَبوا عليه وفارَقوه فيه، أمَرَ مُنادِيًا يُنادي: أَلَّا يَدخُلَ على أميرِ المُؤمِنينَ إلَّا رَجُلٌ قد حَمَلَ القُرآنَ، فلمَّا امْتَلَأَتِ الدَّارُ مِن قُرَّاءِ النَّاسِ دَعا بمُصْحَفٍ إمامًا عَظيمًا، فوَضَعَه بَيْنَ يَدَيه فطَفِقَ يَصُكُّه بيَدِه، ويَقولُ: أيُّها المُصْحَفُ حَدِّثِ النَّاسَ! فناداه النَّاسُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، ما تَسأَلُ عنه؟! إنَّما هو مِدادٌ في وَرَقٍ، ونحن نَتَكلَّمُ بما رُوينا مِنه، فماذا تُريدُ؟ قالَ: أَصْحابُكم الَّذين خَرَجوا بَيْني وبَيْنَهم كِتابُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، يَقولُ اللهُ في كِتابِه في امْرأةٍ ورَجُلٍ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} فأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَعظَمُ ذِمَّةً وحُرْمةً مِن امْرَأةٍ ورَجُلٍ؟! ونَقَموا علَيَّ أن كاتَبْتُ مُعاوِيةَ: كَتَبْتُ (علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ) وقدْ جاءَنا سُهَيلُ بنُ عَمْرٍو، ونحن معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالحُدَيْبِيَةِ، حينَ صالَحَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُرَيشًا، فكَتَبَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، فقالَ سُهَيلٌ: لا تَكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكيف نَكتُبُ؟ قالَ: اكْتُبْ: باسِمِك اللَّهُمَّ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اكْتُبْ: مُحَمَّدٌ رَسولُ اللهِ، فقالَ سُهَيلٌ: لو أَعلَمُ أنَّك رَسولُ اللهِ، لم أُخالِفْك، فكَتَبَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، واللهَ عَزَّ وجَلَّ يَقولُ في كِتابِه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} فبَعَثَ إليهم علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ابنَ عبَّاسٍ، وخَرَجْتُ معَه، فمَشى حتَّى إذا تَوَسَّطْنا عَسكَرَهم قامَ ابنُ الكَوَّاءِ، فخَطَبَ النَّاسَ، فقالَ: يا حَمَلةَ القُرآنِ هذا عَبْدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ، فمَن لم يكنْ يَعرِفُه فأنا أُعَرِّفُه إيَّاه مِن كِتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، هذا مِمَّا أُنزِلَ فيه وفي قَوْمِه: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} فرُدُّوه إلى صاحِبِه، ولا تُواضِعوه كِتابَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، قالَ: فقامَ خُطَباؤُهم فقالوا: واللهِ لَنُواضِعَنَّه كِتابَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، فإن جاءَ بحَقٍّ نَعرِفُه لَنَتَّبِعَنَّه، وإن جاءَ بباطِلٍ لَنُبَكِّتَنَّه بباطِلِه، ولَنَرُدَّنَّه إلى صاحِبِه، فواضَعوا عَبْدَ اللهِ الكِتابَ ثَلاثةَ أيَّامٍ، فرَجَعَ مِنهم أرْبَعةُ آلافٍ كلُّهم تائِبٌ، فيهم ابنُ الكَوَّاءِ حتَّى أَدخَلَهم على علِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنه الكوفةَ فبَعَثَ علِيٌّ إلى بَقِيَّتِهم، فقالَ: قد كانَ مِن أمْرِنا وأمْرِ النَّاسِ ما قد رَأيْتُم، فقِفوا حيث شِئْتُم، حتَّى تَجْتمِعَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتَدخُلوا معَهم حيثُ شِئْتُم، بَيْنَنا وبَيْنَكم أن تَسفِكوا دَمًا حَرامًا أو تَقْطَعوا سَبيلًا أو تَظلِموا ذِمَّةً، فإن أنتم فَعَلْتُم ذلك فقدْ نَبَذْنا إليكم: {عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}. فقالَتْ عائِشةُ: فقدْ قَتَلَهم! قالَ: فوَاللهِ ما قَتَلَهم حتَّى قَطَعوا السَّبيلَ وسَفَكوا الدِّماءَ، وانْتَهَكوا الكوفةَ. فقالَتْ: آللهِ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو لقد كانَ؟ قالَ: آللهِ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو لقد كانَ. فقالَتْ: ما شيءٌ بَلَغَني عن أهْلِ العِراقِ يَتَحَدَّثونَه يَقولونَ: ذو الثُّدَيِّ؟ فقالَ: قد رَأيْتُه وقُمْتُ عليه معَ علِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنه في القَتْلى، فدَعا النَّاسَ، فقالَ: هلْ تَعرِفونَ هذا؟ فما أَكثَرَ مَن جاءَ يَقولُ: رَأيْتُه في مَسجِدِ بَني فُلانٍ يُصَلِّي، ورَأيْتُه في مَسجِدِ بَني فُلانٍ يُصَلِّي، ولم يَأتوا فيه بثَبَتٍ يُعرَفُ إلَّا ذلك. قالَتْ: فما قَوْلُ علِيٍّ حينَ قامَ عليه كما يَزعُمُ أهْلُ العِراقِ؟ قالَ: سَمِعْتُه يَقولُ: صَدَقَ اللهُ ورَسولُه. قالَتْ: فهلْ سَمِعْتَ مِنه أنَّه قالَ غَيْرَ ذلك؟ قالَ: اللَّهُمَّ لا. قالَتْ: أَجَلْ، صَدَقَ اللهُ ورَسولُه، يَرحَمُ اللهُ علِيًّا، إنَّه كانَ مِن كَلامِه  لا يَرى شَيئًا يُعجِبُه إلَّا قالَ: صَدَقَ اللهُ ورَسولُه، فيَذهَبُ أهْلُ العِراقِ فيَكذِبونَ عليه ويَزيدونَ عليه في الحَديثِ».
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 605 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

18 - «أنَّ المُغيرةَ بنَ شُعْبةَ كانَ في المَسجِدِ الأَكبَرِ وعنْدَه أهْلُ الكوفةِ عن يَمينِه وعن يَسارِه، فجاءَ رَجُلٌ يُدْعى سَعيدَ بنَ زَيدٍ، فحيَّاه المُغيرةُ وأَجلَسَه عنْدَ رِجْلَيه على السَّريرِ، فجاءَ رَجُلٌ مِن أهْلِ الكوفةِ، فاسْتَقْبَلَ المُغيرةَ فسَبَّ وسَبَّ، قالَ: مَن يَسُبُّ هذا يا مُغيرةُ؟! قالَ: يَسُبُّ علِيَّ بنَ أبي طالِبٍ، قالَ: يا مُغيرَ بنَ شُعْبَ -ثَلاثًا- أَلَا أَسمَعُ أصْحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُسَبُّونَ عنْدَك لا تُنكِرُ ولا تُغَيِّرُ! فأنا أَشهَدُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما سَمِعَتْ أُذُناي ووَعاه قَلْبي مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإنِّي لم أَكُنْ أَرْوي عنه كَذِبًا يَسألُني عنه إذا لَقيتُه، إنَّه قالَ: أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ، وعُمَرُ في الجنَّةِ، وعلِيٌّ في الجنَّةِ، وعُثْمانُ في الجنَّةِ، وطَلْحةُ في الجنَّةِ، والزُّبَيْرُ في الجنَّةِ، وعَبْدُ الرَّحْمنِ في الجنَّةِ، وسَعْدُ بنُ مالِكٍ في الجنَّةِ، وتاسِعُ المُؤمِنينَ في الجنَّةِ، لو شِئْتُ أن أُسَمِّيَه لَسَمَّيْتُه، قالَ: فضَجَّ أهْلُ المَسجِدِ يُناشِدونَه: يا صاحِبَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَن التَّاسِعُ؟ قالَ: ناشَدْتُموني باللهِ، واللهُ عَظيمٌ، أنا تاسِعُ المُؤمِنينَ، ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العاشِرُ، ثُمَّ أَتْبَعَ ذلك يَمينًا، قالَ: واللهِ لَمَشهَدٌ شَهِدَه رَجُلٌ يُغَبَّرُ فيه وَجْهُه معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَفضَلُ مِن عَمَلِ أحَدِكم ولو عُمِّرَ عُمرَ نوحٍ عليه السَّلامُ!».
الراوي : سعيد بن زيد | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1083 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

19 - «أنَّهم جَمَعوا القُرْآنَ في مَصاحِفَ في خِلافةِ أبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، وكانَ رِجالٌ يَكتُبونَ ويُمْلي عليهم أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، فلمَّا انْتَهَوا إلى هذه الآيةِ مِن سورةِ بَراءة: {ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} فظَنُّوا أنَّ هذا آخِرُ ما أُنزِلَ مِن القُرآنِ، فقالَ لهم أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَقْرَأَني بَعْدَها آيتَينِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} إلى {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}. قالَ: هذا آخِرُ ما أُنزِلَ مِن القُرآنِ، قالَ: فخَتَمَ ما فَتَحَ به بـ: اللهُ الَّذي {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} وهو قَوْلُ اللهِ تَبارَكَ وتَعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}».
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1155 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

20 - «أنَّ المُغيرةَ بنَ شُعْبةَ كانَ في المَسجِدِ الأَكبَرِ وعنْدَه أهْلُ الكوفةِ عن يَمينِه وعن يَسارِه، فجاءَ رَجُلٌ يُدْعى سَعيدَ بنَ زَيدٍ، فحَيَّاه المُغيرةُ بنُ شُعْبةَ وأَجلَسَه عنْدَ رِجْلَيه على السَّريرِ، فجاءَ رَجُلٌ مِن أهْلِ الكوفةِ فاسْتَقْبَلَ المُغيرةَ فسَبَّ وسَبَّ، فقالَ: يا مُغيرةُ مَن يَسُبُّ هذا؟ قالَ: يَسُبُّ علِيًّا، فقالَ: يا مُغيرَ بنَ شُعْبَ، أَلَا أَسمَعُ أصْحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُسَبُّونَ عنْدَك ولا تُنكِرُ ولا تُغَيِّرُ! أنا أَشهَدُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما سَمِعَتْه أُذُناي ووَعاه قَلْبي، فإنِّي لم أَرْوِ عنه كَذِبًا يَسألُني عنه إذا لَقيتُه، أنَّه قالَ: أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ، وعُمَرُ في الجنَّةِ، وعلِيٌّ في الجنَّةِ، وعُثْمانُ في الجنَّةِ، وطَلْحةُ في الجنَّةِ، والزُّبَيْرُ في الجنَّةِ، وعَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَوْفٍ في الجنَّةِ، وسَعْدُ بنُ مالِكٍ في الجنَّةِ، وتاسِعُ المُؤمِنينَ في الجنَّةِ، ولو شِئْتُ أن أُسَمِّيَه لَسَمَّيْتُه، فرَجَّ أهْلُ المَسجِدِ وناشَدوه: يا صاحِبَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَن التَّاسِعُ؟ قالَ: أَتُناشِدوني باللهِ؟ واللهُ أَعظَمُ، أنا تاسِعُ المُؤمِنينَ، ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العاشِرُ، ثُمَّ أَتْبَعَ ذلك يَمينًا: واللهِ لَمَشهَدُ رَجُلٍ شَهِدَه معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اغْبَرَّ فيه وَجْهُه أَفضَلُ مِن أحَدِكم ولو عُمِّرَ عُمرَ نوحٍ!».
الراوي : سعيد بن زيد | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1084 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

21 - «كُنَّا عندَ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ في عَمَلِه فغَضِبَ على رجُلٍ مِن المُسلِمينَ فاشتَدَّ غَضَبُه عليه جِدًّا، فلمَّا رأيتُ ذلك قُلْتُ: يا خَليفةَ رَسولِ اللهِ أضرِبُ عُنُقَه؟ فلمَّا ذكَرْتُ القَتْلَ صَرَف عن ذلك الحديثِ أجمَعَ إلى غيرِ ذلك من النَّحْوِ، فلمَّا تفَرَّقْنا أرسَلَ إليَّ بَعْدَ ذلك أبو بَكرٍ، فقال: يا أبا بَرْزةَ ما قُلْتَ؟ قال: ونَسِيتُ الذي قُلْتُ. قُلْتُ: ذكِّرْنِيه، فقال: أمَا تَذكُرُ ما قُلتَ؟ قال: قُلْتُ: لا واللهِ. قال: أرأيتَ حينَ رأيتَني غَضِبْتُ على الرَّجُلِ. فقُلْتَ: أضرِبُ عُنُقَه يا خليفةَ رَسولِ اللهِ؟ أمَا تَذكُرُ ذاك؟ أوَكُنتَ فاعِلًا؟ قال: قُلتُ: نعَمْ واللهِ، والآنَ إنْ أمَرْتَني فعَلْتُ، قال: وَيْحَك أو وَيْلَك! واللهِ ما هي لأحَدٍ بَعْدَ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم».
الراوي : أبو برزة الأسلمي | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 20 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

22 - «قُلْتُ لابنِ عبَّاسٍ: يَزعُمُ قَوْمُك أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَمَلَ بالبَيْتِ وأنَّ ذلك سُنَّةٌ، فقالَ: صَدَقوا وكَذَبوا، قُلْتُ: وما صَدَقوا وما كَذَبوا؟ قالَ: صَدَقوا؛ رَمَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَذَبوا؛ ليس سُنَّةً، إنَّ قُرَيشًا قالَتْ زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ: دَعُوا مُحمَّدًا وأصْحابَه حتَّى يَموتوا مَوْتَ النَّغَفِ، فلمَّا صالَحوا على أن يَقدَموا مِن العامِ المُقبِلِ يُقيموا بمَكَّةَ ثَلاثةَ أيَّامٍ، فقَدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمُشْرِكونَ مِن قِبَلِ قُعَيْقِعانَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحابِه: ارْمُلوا بالبَيْتِ ثَلاثًا، وليس بسُنَّةٍ، قُلْتُ: ويَزعُمُ قَوْمُك أنَّه طافَ بالصَّفا والمَرْوةِ على بَعيرٍ وأنَّ ذلك سُنَّةٌ، فقالَ: صَدَقوا وكَذَبوا، فقُلْتُ: ما صَدَقوا وكَذَبوا؟ قالَ: صَدَقوا؛ قد طافَ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوةِ على بَعيرٍ، وكَذَبوا ليسَتْ بسُنَّةٍ، كانَ النَّاسُ لا يُدفَعونَ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يُصرَفونَ عنه، فطافَ على بَعيرٍ ليَسْمَعوا كَلامَه ولا تَنالُه أيْديهم. قُلْتُ: ويَزعُمُ قَوْمُك أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَعى بَيْنَ الصَّفا والمَرْوةِ وأنَّ ذلك سُنَّةٌ، قالَ: صَدَقوا؛ إنَّ إبْراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا أُمِرَ بالمَناسِكِ عَرَضَ له الشَّيْطانُ عِنْدَ المَسْعى فسابَقَه فسَبَقَه إبْراهيمُ، ثُمَّ ذَهَبَ به جِبْريلُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى جَمْرةِ العَقَبةِ فعَرَضَ له شَيْطانٌ -يَعْني، قالَ يونُسُ: الشَّيْطان- فرَماه بسَبْعِ حَصَياتٍ حتَّى ذَهَبَ، حتَّى عَرَضَ عِنْدَ الجَمْرةِ الوُسْطى فرَماه بسَبْعِ حَصَياتٍ، قالَ: قد تَلَّه للجَبينِ -قالَ يونُسُ: وثُمَّ تَلَّه للجَبينِ- وعلى إسْماعيلَ قَميصٌ أبْيَضُ، وقالَ: يا أَبَة، إنَّه ليس لي ثَوْبٌ تُكَفِّنِّي فيه غَيْرُه، فاخْلَعْه حتَّى تُكَفِّنِّي فيه؟ فعالَجَه ليَخلَعَه، فنُودِيَ مِن خَلْفِه: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}، فالْتَفَتَ إبْراهيمُ فإذا هو بكَبْشٍ أبْيَضَ أقْرَنَ أعْيَنَ، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: لقد رَأيْتُنا نَتَّبِعُ ذلك الضَّرْبَ مِن الكِباشِ، قالَ: ثُمَّ ذَهَبَ به جِبْريلُ -عليه السَّلامُ- إلى الجَمْرةِ القُصْوى، فعَرَضَ له الشَّيْطانُ فرَماه بسَبْعِ حَصَياتٍ حتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ ذَهَبَ به جِبْريلُ -عليه السَّلامُ- إلى مِنًى، قالَ: هذا مِنًى -قال يونس- هذا مُناخُ النَّاسِ، ثُمَّ أتى به جَمْعًا، فقالَ: هذا المَشعَرُ الحَرامُ، ثُمَّ ذَهَبَ به إلى عَرَفةَ، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: هلْ تَدْري لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفةَ؟ قُلْتُ: لا، قالَ: إنَّ جِبْريلَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ لإبْراهيمَ -عليه السَّلامُ- عَرَفْتَ؟ عَرَفْتَ؟ قالَ يونُسُ: هلْ عَرَفْتَ؟ قالَ: نَعمْ، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: ثُمَّ سُمِّيَتْ عَرَفةَ. ثُمَّ قالَ: هلْ تَدْري كيف كانَتِ التَّلْبيةُ؟ قُلْتُ: وكيف كانَتْ؟ قالَ: إنَّ إبْراهيمَ لمَّا أُمِرَ أن يُؤَذِّنَ النَّاسَ بالحَجِّ خَفَضَتْ له الجِبالُ رُؤوسَها، ورُفِعَتْ له القُرى، فأَذَّنَ في النَّاسِ بالحَجِّ». وفي رِوايةِ علِيِّ بنِ عَبْدِ العَزيزِ قد رَمَلَ بالبَيْتِ، وعِنْدَه: ما صَدَقوا وما كَذَبوا؟ قالَ: صَدَقوا أنَّه قد رَمَلَ، وكَذَبوا ليسَتْ بسُنَّةٍ، أنَّ قُرَيشًا قالَتْ: دَعوا مُحمَّدًا وأصْحابَه زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ حتَّى يَموتوا مَوْتَ النَّغَفِ، فلمَّا صالَحوا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يَجِيئوا مِن العامِ المُقبِلِ فيُقيموا بمَكَّةَ ثَلاثةَ أيَّامٍ، فقَدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن العامِ المُقبِلِ والمُشْرِكونَ مِن قِبَلِ قُعَيْقِعانَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحابِه: ارْمُلوا بالبَيْتِ، وليسَتْ سُنَّةً. قُلْتُ: يَزعُمُ قَوْمُك أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طافَ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوةِ على بَعيرٍ، وأنَّ ذلك سُنَّةٌ، قالَ: صَدَقوا وكَذَبوا، قالَ: قُلْتُ: ما صَدَقوا وما كَذَبوا؟ قالَ: صَدَقوا؛ قد طافَ على بَعيرٍ، وكَذَبوا؛ ليسَتْ سُنَّةً، إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ لا يُدفَعُ عنه النَّاسُ، ولا يُضرَبونَ عنه، فطافَ على بَعيرٍ لِيَسْمَعوا كَلامَه. قُلْتُ: يَزعُمُ قَوْمُك أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَعى بَيْنَ الصَّفا والمَرْوةَ وأنَّ ذلك سُنَّةٌ، قالَ: صَدَقوا؛ إنَّ إبْراهيمَ -عليه السَّلامُ- لمَّا أُمِرَ بالمَناسِكِ اعْتَرَضَ عليه الشَّيْطانُ عِنْدَ المَسْعى، فسابَقَه فسَبَقَه إبْراهيمُ -عليه السَّلامُ- ثُمَّ ذَهَبَ به جِبْريلُ -عليه السَّلامُ- إلى جَمْرةِ العَقَبةِ، فعَرَضَ له الشَّيْطانُ، فرَماه بسَبْعِ حَصَياتٍ حتَّى ذَهَبَ، حتَّى عَرَضَ عِنْدَ الجَمْرةِ الوُسْطى، فرَماه بسَبْعِ حَصَياتٍ، حتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ تَلَّه وعلى إسْماعيلَ قَميصٌ أبْيَضُ، فقالَ له: يا أَبَةِ، إنَّه ليس قَميصٌ تُكَفِّنِّي فيه غَيْرُ هذا، فاخْلَعْه عنِّي فكَفِّنِّي فيه، والْتَفَتَ إبْراهيمُ -عليه السَّلامُ- فإذا هو بكَبْشٍ أعْيَنَ أبْيَضَ أقْرَنَ فذَبَحَه، ثُمَّ ذَهَبَ به جِبْريلُ، وفيه قالَ: إنَّ جِبْريلَ -عليه السَّلامُ- قالَ: هلْ عَرَفْتَ؟ قالَ: نَعمْ، ثُمَّ قالَ ابنُ عبَّاسٍ: هلْ تَدْري كيف كانَتِ التَّلْبيةُ؟ وآخِرُه فأَذَّنَ بالنَّاسِ، والباقي مِثلُه.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 11 / 87 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

23 - «مَرَرْتُ بعُثْمانَ بنِ عفَّانَ في المَسجِدِ فسَلَّمْتُ عليه، فمَلَأَ عَيْنَيه مِنِّي، ثُمَّ لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ، فأتَيْتُ أميرَ المُؤمِنينَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ فقُلْتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، هلْ حَدَثَ في الإسْلامِ شيءٌ؟ مَرَّتَينِ، قالَ: لا، وما ذاك؟ قالَ: قُلْتَ: لا، إلَّا أنِّي مَرَرْتُ بعُثْمانَ آنِفًا في المَسجِدِ فسَلَّمْتُ عليه فمَلَأَ عَيْنَيه مِنِّي ثُمَّ لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ، قالَ: فأَرسَلَ عُمَرُ إلى عُثْمانَ فدَعاه، فقالَ: ما مَنَعَك ألَّا تكونَ رَدَدْتَ على أخيك السَّلامَ؟ قالَ عُثْمانُ: ما فَعَلْتَ، قالَ سَعْدٌ: قُلْتُ: بَلى، قالَ: حتَّى حَلَفَ وحَلَفْتُ، قالَ: ثُمَّ إنَّ عُثْمانَ ذَكَرَ، فقالَ: بَلى، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ وأَتوبُ إليه، إنَّك مَرَرْتَ بي آنِفًا، وأنا أُحَدِّثُ نفْسي بكَلِمةٍ سَمِعْتُها مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا واللهِ ما ذَكَرْتُها قَطُّ إلَّا تَغَشَّى بَصَري وقَلْبي غِشاوةٌ، قالَ: قالَ سَعْدٌ: فأنا أُنْبِئُك بها، إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذَكَرَ لنا أوَّلَ دَعْوةٍ، ثُمَّ جاءَ أعْرابيٌّ فشَغَلَه حتَّى قامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَتْبَعْتُه، فلمَّا أَشْفَقْتُ أن يَسبِقَني إلى مَنزِلِه ضَرَبْتُ بقَدَمي الأرْضَ، فالْتَفَتَ إليَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: مَن هذا، أبو إسْحاقَ؟ قالَ: قُلْتُ: نَعمْ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فمَهْ؟ قالَ: قُلْتُ: لا واللهِ إلَّا أنَّك ذَكَرْتَ لنا أوَّلَ دَعْوةٍ، ثُمَّ جاءَ هذا الأعْرابيُّ فشَغَلَك، قالَ: نَعمْ، دَعْوةُ ذي النُّونِ، إذ هو في بَطْنِ الحوتِ {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، فإنهَّ لم يَدْعُ بها مُسلِمٌ رَبَّه في شيءٍ قَطُّ إلَّا اسْتَجابَ له. وفي رِوايةٍ: هل حَدَثَ في الإسْلامِ شيءٌ؟ قالَ: وما ذاك؟ وعنْدَه: ما يَمنَعُك؟ وعنْدَه: فقالَ عُثْمانُ: ما فَعَلْتَ؟! وفيه: ثُمَّ إنَّ عُثْمانَ ذَكَرَ، وعنْدَه: غِشاوةٌ فقالَ سَعْدٌ، وعنْدَه: فشَغَلَه ثُمَّ قامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وليس عنْدَه: فشَغَلَك».
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1041 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

24 - «كُنَّا جُلوسًا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: يَطلُعُ عليكم الآنَ رَجُلٌ مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فطَلَعَ رَجُلٌ مِن الأنْصارِ تَنطِفُ لِحْيتُه مِن وَضوئِه، قد تَعلَّقَ نَعْلَيه في يَدِه الشِّمالِ، فلمَّا كانَ الغَدُ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِثلَ ذلك، فطَلَعَ ذلك الرَّجُلُ مِثلَ المَرَّةِ الأُولى، فلمَّا كانَ اليَوْمُ الثَّالِثُ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِثلَ مَقالتِه أيضًا، فطَلَعَ ذلك الرَّجُلُ على مِثلِ حالتِه الأُولى، فلمَّا قامَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَبِعَه عبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العاصِ فقالَ: إنِّي لاحَيْتُ أبي فأقْسَمْتُ ألَّا أدْخُلَ عليه ثَلاثًا، فإن رأَيْتَ أن تُؤْويَني إليكَ حتَّى تَمْضيَ فَعَلْت؟ قالَ: نَعمْ. قالَ أنَسٌ: فكانَ عَبْدُ اللهِ يُحَدِّثُ أنَّه باتَ معَه تلك الثَّلاثَ اللَّيالي، فلم يَرَه يَقومُ مِن اللَّيلِ شَيئًا غيْرَ أنَّه إذا تَعارَّ وتَقَلَّبَ على فِراشِه ذَكَرَ اللهَ عَزَّ وجَلَّ وكَبَّرَ حتَّى تَقومَ صَلاةُ الفَجْرِ. قالَ عَبْدُ اللهِ: غيْرَ أنِّي لم أسْمَعْه يَقولُ إلَّا خَيْرًا، فلمَّا مَضَتِ الثَّلاثُ وكِدْتُ أن أحْتَقِرَ عَمَلَه، قُلْتُ: يا عَبْدَ اللهِ، لم يكنْ بَيْني وبَيْنَ أبي غَضَبٌ ولا هَجْرٌ، ولكنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ لك ثَلاثَ مَرَّاتٍ: يَطلُعُ عليكم الآنَ رَجُلٌ مِن أهْلِ الجنَّةِ، فطَلَعْتَ أنت الثَّلاثَ المَرَّاتِ، فأرَدْتُ أن آوِيَ إليك لأنْظُرَ ما عَمَلُك فأقْتَدِيَ به، فلم أرَك تَعمَلُ كَبيرَ عَمَلٍ، فما الَّذي بَلَغَ بك ما قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟! قالَ: ما هو إلَّا ما رَأيْتَ، قالَ: فلمَّا وَلَّيْتُ دَعاني فقالَ: ما هو إلَّا ما رأَيْتَ غيْرَ أنِّي لا أجِدُ في نَفْسي لأحَدٍ مِن المُسلِمينَ غِشًّا، ولا أحْسُدُ أحَدًا على خَيْرٍ أعْطاه اللهُ عَزَّ وجَلَّ إيَّاه، فقالَ عبْدُ اللهِ: هذه الَّتي بَلَغَتْ بك، وهي الَّتي لا نُطيقُ».
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 2619 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

25 - «جاء رجُلٌ إلى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه فقال: إنِّي جئتُك من عندِ رَجُلٍ يُملي المصاحِفَ عن ظَهرِ قَلبٍ؛ قال: ففَزِعَ عُمَرُ. فقال: وَيْحَك انظُرْ ما تقولُ! وغَضِب، فقال: ما جِئْتُك إلَّا بالحقِّ. قال: من هو؟ قال: عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ. قال: ما أعلَمُ أحدًا أحقَّ بذلك منه، وسأُحَدِّثُك عن عبدِ اللهِ: إنَّا سمَرْنا ليلةً في بيتِ أبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه في بَعضِ ما يكونُ مِن حاجةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثمَّ خرَجْنا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيني وبينَ أبي بَكرٍ، فلمَّا انتَهَينا إلى المسجدِ إذا رجُلٌ يقرأُ، فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يستَمِعُ إليه. فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ! أعتَمْتَ، فغمَزَني بيَدِه: اسكُتْ، قال: فقرأ وركَعَ وسَجَد وجَلَس يدعو ويَستغفِرُ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: سَلْ تُعْطَه، ثمَّ قال: من سَرَّه أن يقرَأَ القُرآنَ رَطْبًا كما أُنزِلَ فليَقْرَأْ قِراءةَ ابنِ أمِّ عَبدٍ. فعَلِمْتُ أنا وصاحبي أنَّه عبدُ اللهِ، فلما أصبحتُ غدَوتُ إليه لأُبَشِّرَه، فقال: سبَقَك بها أبو بَكرٍ، وما سابَقْتُه إلى خيرٍ قَطُّ إلا سبَقَني إليه».
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 14 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

26 - «أنَّ رَجُلًا من الأنصارِ أصابه وأهلَ بَيْتِه فَقرٌ، فدخل عليهم فوجَدَهم مُصرَعينَ مِنَ الجَهْدِ والجُوعِ، فقال: ما بكم؟ قالوا: الجوعُ، أغِثْنا بشَيءٍ، فانطلق الأنصاريُّ حتَّى أتى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا نبيَّ اللهِ، أتيتُك من عندِ أهلِ بيتٍ ما أراني أرجِعُ إليهم حتَّى يَهْلِكوا أو يَهلِكَ بَعْضُهم! فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما يُهلِكُهم؟ قال: الجُوعُ، فقال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أما عِنْدَك شَيءٌ؟ قال: ما عندي، قال: فاذهَبْ فأْتِ بما كان عِنْدَك مِن شيءٍ، فرجع الأنصاريُّ، فلم يجِدْ إلَّا حِلْسًا وقَدَحًا، فأتى به النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: هذا الحِلْسُ والقَدَحُ كُلُّ شيءٍ كان عِنْدَنا، أمَّا الحِلْسُ فكانوا يفتَرِشون طائفةً منه ويَلْبَسون طائِفةً، وأمَّا القَدَحُ فكانوا يَشْرَبون منه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: من يشتري منه هذا الحِلْسَ والقَدَحَ؟ فقال رَجُلٌ: أنا آخُذُهما بدِرْهَمٍ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من يزيدُ على دِرْهَمٍ؟ قال أنَسٌ: فسكت القَومُ، فقال: من يزيدُ على دِرْهَمٍ؟ فقال رَجُلٌ: أنا آخُذُهما باثنَينِ، فقال: هما لك، فأعطاهما، فقال: اذهَبْ فاشتَرِ بأحَدِهما طعامًا فانبِذْه إليهم، واشتَرِ بأحَدِهما فأسًا، ثُمَّ ائْتِني به، ففَعَل ذلك، فأخَذَها نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيَدِه، فقال: هل عندك نِصابٌ أُثبِتُها؟ فقال: لا واللهِ، ما هو عندي، فقال بعضُ القَومِ: بأبي وأمي، عندي نِصابٌ عسى يوافِقُه، فقال: ائْتِ بها إنْ شِئْتَ، فأتى بها، فأخذ نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الفأسَ فأثبَتَها في النِّصابِ، ثُمَّ دفَعَها إلى الأنصاريِّ، فقال له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اذهَبْ بهذه الفَأْسِ فاحطِبْ ما وجَدْتَ مِن شَوكٍ أو حَطَبٍ، ثُمَّ احتَزِمْ حُزمَتَك، فأْتِ بها السُّوقَ، فبِعْها بما قضى اللهُ لك، ثُمَّ لا تأتِني ولا أراك خَمْسَ عَشْرةَ ليلةً، فجعل الرَّجُلُ كُلَّ يومٍ يَغْدو فيحتَطِبُ ثُمَّ يجيءُ بحَطَبِه إلى السُّوقِ فيَبيعُه بثُلُثَي دِرهَمٍ، حتَّى أتت عليه خمسَ عَشْرةَ ليلةً، فأصاب فيها عَشَرةَ دراهِمَ، ثُمَّ أتى نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا نبيَّ اللهِ، قد جعل اللهُ لي في الذي أمَرْتَني بَرَكةً، قد أصَبْتُ في خَمسَ عَشْرةَ ليلةً عَشَرةَ دراهِمَ، فابتَعْتُ بخَمسةِ دراهِمَ للعِيالِ طعامًا، وابتَعْتُ لهم كِسوةً بخَمسةِ دراهِمَ، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا خيرٌ لك من أن تأتيَ يومَ القيامةِ وفي وَجْهِك نُكَتُ المسألةِ، إنَّ المسألةَ لا تَصلُحُ إلَّا لثلاثٍة: لذي دَمٍ مُوجِعٍ، أو غُرمٍ مُفظِعٍ، أو فَقرٍ مُدقِعٍ».
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 2265 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

27 - «كتب حاطِبُ بنُ أبي بَلْتَعةَ إلى أهلِ مَكَّةَ، وأطلَعَ اللهُ عليه نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبَعَث عَلِيًّا والزُّبَيرَ في أثَرِ الكِتابِ، فأدرَكَا المرأةَ على بَعيرٍ، فاستَخْرَجاه من قُرونِها، فأتَيَا به رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُرِئَ عليه، فأرسَلَ إلى حاطِبٍ فقال: يا حاطِبُ، أنت كَتَبْتَ هذا الكِتابَ؟ قال: نَعَم. قال: فما حمَلَك على ذلك؟ قال: يا رَسولَ اللهِ أمَا واللهِ إنِّي لناصِحٌ للهِ ولرَسولِه، ولكِنْ كُنتُ غَريبًا في أهلِ مَكَّةَ، وكان أهلي بَيْنَ ظهرانَيْهم وخَشِيتُ عليهم، فكتَبْتُ كِتابًا لا يَضُرُّ اللهَ ورَسولَه، وعسى أن يكونَ فيه مَنفَعةٌ لأهلي. قال عُمَرُ: فاختَرَطْتُ سَيْفي، ثُمَّ قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ أمْكِنِّي من حاطِبٍ فإنَّه قد كَفَر؛ فأضرِبَ عُنُقَه، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا ابنَ الخَطَّابِ، ما يُدْريك لعَلَّ اللهَ اطَّلَع على هذه العِصابةِ مِن أهلِ بَدرٍ، فقال: اعمَلوا ما شِئْتُم؛ فإنِّي قد غَفَرْتُ لكم؟!».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 174 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

28 - «أنَّ رَجُلًا لَزِمَ غَريمًا له بعَشَرةِ دَنانيرَ، فقالَ له: واللهِ ما عِنْدي قَضاءٌ أَقْضيك اليَوْمَ، قالَ: فوَاللهِ لا أُفارِقُك حتَّى تَقْضيَني أو تَأتيَ بحَميلٍ يَحمِلُ عنك، فقالَ: واللهِ ما عِنْدي قَضاءٌ، وما أَجِدُ أحَدًا يَحمِلُ عنِّي، قالَ: فجَرَّه إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنَّ هذا لَزِمَني واسْتَنْظَرْتُه شَهْرًا واحِدًا، فأبى حتَّى أَقْضيَه أو آتيَه بحَميلٍ، فقُلْتُ: واللهِ ما أَجِدُ حَميلًا، وما عِنْدي قَضاءٌ اليَوْمَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تسْتَنْظِرُه إلَّا شَهْرًا واحِدًا؟ فقالَ: لا، قالَ: فأنا أَحمِلُها عنك، فتَحَمَّلَها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فذَهَبَ الرَّجُلُ فأتاه بقَدْرِ ما وَعَدَه، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مِن أين أَصَبْتَ هذه الذَّهَبَ؟ قالَ: مِن مَعدِنٍ، قالَ: فاذْهَبْ فلا حاجةَ لنا فيها، وليس فيها خَيْرٌ، فقَضاها عنه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ». وفي رِوايةٍ: .. فقالَ: واللهِ ما عِنْدي شيءٌ أَقْضيك اليَوْمَ. وعِنْدَه: أو تَأتينَي بحَميلٍ يَحمِلُ عنك، قالَ: فوَاللهِ. وعِنْدَه: قُلْتُ: واللهِ لا أَجِدُ حَميلًا.  وعِنْدَه: فأنا أَحمِلُ بها عنك، فتَحَمَّلَ بها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وعِنْدَه: فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مِن أين أَصَبْتَ هذا؟ قالَ: مِن مَعدِنٍ، قالَ: اذْهَبْ فلا حاجةَ لنا فيها؛ ليس فيها خَيْرٌ، فقَضاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنه.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 12 / 207 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

29 - «لَمَّا افتَتَح رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَيْبَرَ، قال الحَجَّاجُ بنُ عِلاطٍ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ لي بمكَّةَ مالًا وإنَّ لي بها أهلًا، وإنِّي أريدُ أن آتيَهم، أفأنا في حِلٍّ إن أنا نِلْتُ مِنْكَ، أو قُلْتُ شَيئًا؟ فأذِنَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يَقولُ ما شاء، فأتى امرأتَه حينَ قَدِمَ، فقال: اجمَعِي ما كان عِندَكِ؛ فإنِّي أُريدُ أن أشتريَ مِن غنائِمِ مُحَمَّدٍ وأصحابِه، فإنَّهم استُبِيحوا وأُصيبَت أموالُهم. قال: وفَشَا ذلك بمكَّةَ فانقَمَع المُسلِمون، وأظهَرَ المُشرِكون فَرَحًا وسُرورًا. قال: وبلغ الخَبرُ العَبَّاسَ فعُقِرَ، وجعل لا يَستطيعُ أن يقومَ، قال: فأخبَرَني عُثمانُ الجَزَريُّ عن مِقسَمٍ، قال: فأخَذَ ابنًا له يقالُ له: قُثَمُ، فاستلقى فوضَعَه على صَدْرِه وهو يَقولُ: حِبِّي قُثَم [حِبِّي قُثَم] .. .. شَبيهُ ذِي الأَنْفِ الأَشَمْ نَبيِّ [رَبٍّ] ذِي نِعَمْ .. .. برَغْمِ [أَنْفِ] مَن رَغِمْ قال ثابِتٌ عن أنسٍ: ثُمَّ أرسَلَ غُلامًا له إلى الحَجَّاجِ بنِ عِلاطٍ: وَيْلَك ما جئتَ به؟ وماذا تقولُ؟ فما وَعَد اللهُ تبارك وتعالى خَيْرٌ ممَّا جِئتَ به. قال الحَجَّاجُ بنُ عِلاطٍ لغُلامِه: أقرِئْ على أبي الفَضْلِ السَّلامَ، وقُلْ له: فلْيَخْلُ لي في بَعْضِ بُيوتِه لآتيَه؛ فإنَّ الخَبَرَ على ما يَسُرُّه. فجاء غلامُه، فلمَّا بلغ بابَ الدَّارِ، قال: أبشِرْ يا أبا الفَضْلِ، قال: فوَثَب العَبَّاسُ فَرِحًا حتَّى قَبَّل بَيْنَ عَيْنَيه، فأخبره ما قال الحَجَّاجُ، فأعتَقَه. ثمَّ جاءه الحَجَّاجُ فأخبَرَه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد افتَتَح خَيْبَرَ وغَنِمَ أموالهم، وجَرَت سِهامُ اللهِ في أموالهم، واصطفى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صَفِيَّةَ بِنتَ حُيَيٍّ، فاتَّخَذَها لنَفْسِه، وخَيَّرَها أن يُعتِقَها وتكونَ زَوْجَتَه أو تَلحَقَ بأهْلِها، فاختارت أن يُعتِقَها وتكونَ زَوْجَتَه، ولكِنِّي جِئتُ لمالٍ لي كان هاهنا، أرَدْتُ أن أجمَعَه فأذهَبَ به، فاستأذَنْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأذِنَ لي أن أقولَ ما شِئْتُ، فأخْفِ عنِّي ثلاثًا، ثُمَّ اذكُرْ ما بدا لك. فجَمَعَت امرأتُه ما كان عِنْدَها من حُلِيٍّ ومتاعٍ، فجمَعَتْه فدفَعَتْه إليه، ثُمَّ انشَمَرَ به، فلما كان بَعْدَ ثلاثٍ أتى العبَّاسُ امرأةَ الحَجَّاجِ، فقال: ما فَعَل زوجُكِ؟ فأخبَرَتْه أنَّه قد ذهب يومَ كذا وكذا، وقالت: لا يَحْزُنك اللهُ يا أبا الفَضْلِ، لقد شَقَّ علينا الذي بلَغَك! قال: أجَلْ لا يَحْزُنُني اللهُ، ولم يكُنْ بحَمْدِ اللهِ تبارك وتعالى إلَّا ما أحْبَبْنا، فَتَح اللهُ خَيْبَرَ على رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجَرَت فيها سهامُ اللهِ تعالى، واصطفى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صَفِيَّةَ لِنَفْسِه، فإن كانت لكِ حاجةٌ في زَوْجِك فالحَقِي به. قالت: أظنُّكَ واللهِ صادِقًا، قال: فإنِّي صادِقٌ، الأمرُ على ما أخبَرْتُكِ. ثم ذَهَب حتَّى أتى مجالِسَ قُرَيشٍ وهم يَقولُون إذا مَرَّ بهم: لا يُصِبْك إلَّا خَيْرٌ يا أبا الفَضْلِ، قال: لم يُصِبْني بحَمْدِ اللهِ إلَّا خَيْرٌ، قد أخبَرَني الحَجَّاجُ بنُ عِلاطٍ أنَّ خَيْبَرَ فتَحَها اللهُ تعالى على رَسولِه، وجرت فيها سِهامُ اللهِ تعالى، واصطفى صَفِيَّةَ لِنَفْسِه، وقد سألني أن أُخفِيَ عنه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخُذَ مالَه وما كان له مِن شَيءٍ هاهنا ثُمَّ يذهَبَ. قال: فرَدَّ اللهُ الكآبةَ التي كانت بالمُسلِمين على المُشرِكين، وخرج المُسلِمونَ مَن كان دخل بَيْتَه مُكتَئِبًا حتَّى أتَوُا العَبَّاسَ فأخبَرَهم الخَبَرَ، فسُرَّ المُسلِمون، ورَدَّ اللهُ ما كان مِن كآبةٍ أو غَيظٍ أو حُزنٍ على المُشرِكينَ».
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1807 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

30 - «خَرَجْتُ إلى الطُّورِ فلَقيْتُ كَعْبَ الأحْبارِ، فجَلَسْتُ معَه فحَدَّثَني عن التَّوْراةِ، وحَدَّثْتُه عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكانَ فيما حَدَّثْتُه أنْ قُلْتُ: قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعةِ؛ فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيه أُهبِطَ، وفيه ماتَ، وفيه تيبَ عليه، وفيه تَقومُ السَّاعةُ، وما مِن دابَّةٍ إلَّا وهي مُصيخةٌ يَوْمَ الجُمُعةِ مِن حينِ تُصبِحُ حتَّى تَطلُعَ الشَّمْسُ؛ شَفَقًا مِن السَّاعةِ، إلَّا الجِنَّ والإنْسَ، وفيه ساعةٌ لا يُصادِفُها عَبْدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي يَسأَلُ اللهَ شَيئًا إلَّا أَعْطاه إيَّاه، قالَ كَعْبٌ: ذلك في كلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ؟ فقُلْتُ: بلْ في كلِّ جُمُعةٍ، قالَ: فقَرَأَ كَعْبٌ التَّوْراةَ، فقالَ: صَدَقَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فقالَ أبو هُرَيرةَ: فلَقيْتُ بَصْرةَ بنَ أبي بَصْرةَ الغِفارِيَّ فقالَ: مِن أين أَقْبَلْتَ؟ فقُلْتُ: مِن الطُّورِ، فقالَ: لو أَدْرَكْتُك قَبْلَ أن تَخرُجَ إليه ما خَرَجْتَ إليه، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا تُعمَلُ المَطِيُّ إلَّا إلى ثَلاثةِ مَساجِدَ؛ إلى المَسجِدِ الحَرامِ، أو مَسجِدي هذا، أو إلى مَسجِد إيلياءَ، أو بَيْتِ المَقدِسِ، يَشُكُّ أيُّهما، قالَ أبو هُرَيْرةَ: ثُمَّ لَقيْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ سَلامٍ فحَدَّثْتُه بمَجْلِسي معَ كَعْبِ الأحْبارِ وما حَدَّثْتُه في يَوْمِ الجُمُعةِ، فقُلْتُ له: قالَ كَعْبٌ ذلك في كلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ، فقالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلامٍ: كَذَبَ كَعْبٌ، فقُلْتُ: ثُمَّ قَرَأَ التَّوْراةَ فقالَ: بلْ هي في كلِّ جُمُعةٍ، فقالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلامٍ: صَدَقَ كَعْبٌ، ثُمَّ قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلامٍ: قد عَلِمْتُ أيَّةُ ساعةٍ هي، قالَ أبو هُرَيْرةَ: فقُلْتُ له: فأَخْبِرْني بها ولا تَضْنَنْ عنِّي، قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلامٍ: هي آخِرُ ساعةٍ في يَوْمِ الجُمُعةِ، فقالَ أبو هُرَيْرةَ: وكيف تكونُ آخِرَ ساعةٍ في يَوْمِ الجُمُعةِ وقدْ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا يُصادِفُها عَبْدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي، وتلك ساعةٌ لا يُصَلَّى فيها، فقالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلامٍ: أَلَمْ يَقُلْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ فهو في صَلاةٍ حتَّى يُصَلِّيَ؟ قالَ أبو هُرَيْرةَ: بَلى، قالَ: فهو ذلك».
الراوي : أبو هريرة وبصرة بن أبي بصرة الغفاري وعبدالله بن سلام | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 9 / 424 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]