الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أنَّ أبا حُذيفةَ بنَ عُتبةَ بنِ ربيعةَ ـ وكان مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان قد شهِد بدرًا وكان قد تبنَّى سالِمًا الَّذي يُقالُ له: سالمٌ مولى أبي حُذيفةَ كما تبنَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زيدَ بنَ حارثةَ وأنكَح أبو حُذيفةَ سالِمًا ـ وهو يرى أنَّه ابنُه ـ ابنةَ أخيه فاطمةَ بنتَ الوليدِ بنِ عُتبةَ بنِ ربيعةَ وهي يومَئذٍ مِن المهاجراتِ الأُولِ وهي يومَئذِ أفضلُ أَيَامَى قريشٍ فلمَّا أنزَل اللهُ في زيدِ بنِ حارثةَ ما أنزَل فقال: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5] ردَّ كلُّ واحدٍ ممَّن تبنَّى أولئك إلى أبيه فإنْ لم يُعلَمْ أبوه رُدَّ إلى مولاه، فجاءت سَهلةُ بنتُ سُهيلٍ ـ وهي امرأةُ أبي حُذيفةَ وهي مِن بني عامرِ بنِ لُؤَيٍّ ـ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: يا رسولَ اللهِ كنَّا نرى سالِمًا ولدًا وكان يدخُلُ عليَّ وليس لنا إلَّا بيتٌ واحدٌ فماذا ترى في شأنِه ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أرضِعيه خمسَ رضعاتٍ فيحرُمَ بلَبَنِك، ففعَلتْ، وكانت تراه ابنًا مِن الرَّضاعةِ فأخَذتْ بذلك عائشةُ فيمَن كانت تُحِبُّ أنْ يدخُلَ عليها مِن الرِّجالِ فكانت تأمُرُ أختَها أمَّ كلثومٍ بنتَ أبي بكرٍ وبناتِ أخيها أنْ يُرضِعْنَ مَن أحبَّت أنْ يدخُلَ عليها مِن الرِّجالِ وأبى سائرُ أزواجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يدخُلَ عليهنَّ بتلك الرَّضاعةِ أحدٌ مِن النَّاسِ وقُلْنَ: ما نرى الَّذي أمَر به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَهلةَ بنتَ سُهيلٍ إلَّا رُخصةً في سالمٍ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لا يدخُلُ علينا بهذه الرَّضاعةِ أحدٌ فعلى هذا مِن الخبرِ كان رأيُ أزواجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رَضاعةِ الكبيرِ
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4215 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

2 - جاءتْ سهلةُ بنتُ سُهيلٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: يا رسولَ اللهِ إنَّ سالِمًا يُدعى لأبي حذيفةَ ويأوي معه ويدخُلُ عليَّ فيراني فضلًا ونحنُ في منزلٍ ضيِّقٍ وقال اللهُ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب: 5] فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أرضِعيه تحرُمي عليه )
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4214 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

3 - أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُتبةَ كتَب إلى عمرَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الأرقمِ الزُّهريِّ: أنِ ادخُلْ على سُبيعةَ بنتِ الحارثِ الأسلميَّةِ فاسأَلْها عمَّا أفتاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حَملِها قال: فدخَل عمرُ بنُ عبدِ اللهِ فسأَلها فأخبَرتْه أنَّها كانت تحتَ سعدِ بنِ خَولةَ وكان مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ممَّن شهِد بدرًا فتُوفِّي عنها في حجَّةِ الوداعِ فولَدت قبْلَ أنْ يمضيَ لها أربعةُ أشهرٍ وعشرٌ مِن وفاةِ بعلِها فلمَّا تعلَّتْ مِن نِفاسِها دخَل عليها أبو السَّنابلِ بنُ بَعكَكٍ رجلٌ مِن بني عبدِ الدَّارِ فرآها متجمِّلةً فقال لها: لعلَّكِ تُريدينَ النِّكاحَ قبْلَ أنْ يمُرَّ عليك أربعةُ أشهرٍ وعشرٌ؟! قالت: فلمَّا سمِعْتُ ذلك مِن أبي السَّنابلِ جِئْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحدَّثْتُه واستفتَيْتُه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( قد حلَلْتِ حينَ وضَعْتِ حَملَكِ )
الراوي : سبيعة بنت الحارث الأسلمية | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4294 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

4 - عن عائشةَ زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ قال لها أهلُ الإفكِ ما قالوا فبرَّأها اللهُ منه قال الزُّهريُّ : وكلُّهم حدَّثني طائفةً مِن حديثِها وبعضُهم أوعى مِن بعضٍ وأثبَتُ له اقتصاصًا وقد وعَيْتُ عن كلِّ واحدٍ منهم الحديثَ الَّذي حدَّثني عن عائشةَ وبعضُ حديثِهم يُصدِّقُ بعضًا زعَموا أنَّ عائشةَ رضِي اللهُ عنها قالت : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أنْ يخرُجَ سفَرًا أقرَع بَيْنَ أزواجِه فأيَّتُهنَّ خرَج سهمُها خرَج بها معه فأقرَع بَيْنَنا في غَزاةٍ غزاها فخرَج سهمي فخرَجْتُ معه بعدَما أُنزِل الحجابُ وأنا أُحمَلُ في هَوْدجي وأنزِلُ فيه فسِرْنا حتَّى إذا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن غزوتِه تلك قفَل ودنَوْنا مِن المدينةِ فآذَن ليلةً بالرَّحيلِ فقُمْتُ فمشَيْتُ حتَّى جاوَزْتُ الجيشَ فلمَّا قضَيْتُ شأني أقبَلْتُ إلى الرَّحْلِ فلمَسْتُ صدري فإذا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ أظفارٍ قدِ انقطَع فرجَعْتُ فالتمَسْتُ عِقدي فحبَسني ابتغاؤُه فأقبَل الَّذينَ يرحَلونَ بي فاحتمَلوا هَوْدجي فرحَلوه على بعيري الَّذي كُنْتُ أركَبُ وهم يحسَبونَ أنِّي فيه وكان النِّساءُ إذ ذاكَ خِفافًا لَمْ يثقُلْنَ ولَمْ يغشَهنَّ اللَّحمُ وإنَّما يأكُلْنَ العُلقةَ مِن الطَّعامِ فلَمْ يستنكِرِ القومُ حينَ رفَعوه ثِقَلَ الهَوْدجِ فاحتمَلوه وكُنْتُ جاريةً حديثةَ السِّنِّ فبعَثوا الجمَلَ وساروا فوجَدْتُ عِقدي بعدَما استمرَّ الجيشُ فجِئْتُ منزِلَهم وليس فيه أحَدٌ فأقمَتْ منزِلي الَّذي كُنْتُ به وظنَنْتُ أنَّهم سيفقِدوني فيرجِعونَ إلَيَّ فبَيْنا أنا جالسةٌ غلَبَتْني عينايَ فنِمْتُ وكان صفوانُ بنُ المعطَّلِ السُّلَميُّ ثمَّ الذَّكوانيُّ مِن وراءِ الجيشِ فأصبَح عندَ منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ نائمٍ وكان يراني قبْلَ الحجابِ فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفني فخمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي واللهِ ما تكلَّمْتُ بكلمةٍ ولا سمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه حتَّى أناخ راحلتَه فوطِئ يدَها فركِبْتُها فانطلَق يقودُ بي الرَّاحلةَ حتَّى أتَيْنا الجيشَ بعدَما نزَلوا معرِّسينَ في نحرِ الظَّهيرةِ فهلَك مَن هلَك وكان الَّذي تولَّى كِبْرَ الإفكِ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولٍ فقدِمْنا المدينةَ فاشتكَيْتُ بها شهرًا والنَّاسُ يُفيضونَ في قولِ أصحابِ الإفكِ ويَريبني في وجَعي أنِّي لا أرى مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللُّطْفَ الَّذي كُنْتُ أرى منه حينَ أمرَضُ إنَّما يدخُلُ فيُسلِّمُ ثمَّ يقولُ : ( كيفَ تِيكُمْ ) ؟ ولا أشعُرُ بشيءٍ مِن ذلك حتَّى نقِهْتُ فخرَجْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ قِبَلَ المَناصِعِ وكان مُتبرَّزَنا لا نخرُجُ إلَّا ليلًا إلى ليلٍ وذلكَ قبْلَ أنْ نتَّخِذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا وأمرُنا أمرُ العرَبِ الأُوَلِ في البَرِّيَّةِ أو في التَّبرُّزِ فأقبَلْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ نمشي فعثَرَتْ في مِرْطِها فقالت : تعِس مِسطَحٌ فقُلْتُ : بِئس ما قُلْتِ أتسُبُّينَ رجُلًا شهِد بدرًا ؟ فقالت : يا هَنْتاه ألَمْ تسمَعي ما قالوا ؟ فأخبَرَتْني بما يقولُ أهلُ الإفكِ فازدَدْتُ مرَضًا على مرضٍ فلمَّا رجَعْتُ إلى بيتي دخَل علَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( كيف تِيكم ) ؟ فقُلْتُ : ائذَنْ لي آتي أبويَّ قالت : وأنا حينَئذٍ أُريدُ أنْ أستيقِنَ الخبَرَ مِن قِبَلِهما فأذِن لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْتُ أبويَّ فقُلْتُ لِأُمِّي : ما يتحدَّثُ به النَّاسُ ؟ فقالت : يا بُنيَّةُ هوِّني على نفسِك الشَّأنَ فواللهِ لقلَّما كانتِ امرأةٌ قطُّ وضيئةٌ عندَ رجُلٍ يُحِبُّها ولها ضرائرُ إلَّا أكثَرْنَ عليها فقُلْتُ : سُبحانَ اللهِ لقد تحدَّث النَّاسُ بهذا ؟ قالت : نَعم فبِتُّ تلكَ اللَّيلةَ حتَّى أصبَحْتُ لا يرقَأُ لي دَمْعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ ثمَّ أصبَحْتُ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علِيَّ بنَ أبي طالبٍ وأُسامةَ بنَ زيدٍ حينَ استَلْبَث الوحيُ يستشيرُهما في فِراقِ أهلِه فأمَّا أُسامةُ فأشار عليه بالَّذي يعلَمُ في نفسِه مِن الوُدِّ لهم فقال : أهلُك يا رسولَ اللهِ ولا نعلَمُ واللهِ إلَّا خيرًا وأمَّا علِيٌّ فقال : يا رسولَ اللهِ لَمْ يُضيِّقِ اللهُ عليكَ والنِّساءُ سواها كثيرٌ وسَلِ الجاريةَ تصدُقْكَ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَريرةَ فقال : ( يا بَريرةُ هل رأَيْتِ فيها شيئًا ما يريبُكِ ) ؟ فقالت : لا والَّذي بعَثكَ بالحقِّ إنْ رأَيْتُ منها أمرًا أغمِصُه عليها أكثَرَ مِن أنَّها جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ تنامُ عنِ العجينِ فتأتي الدَّاجنُ فتأكُلُه فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن يومِه فاستعذَر مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنِ سَلولٍ فقال : ( مَن يعذِرُني مِن رجُلٍ بلَغ أذاه في أهلي وواللهِ ما علِمْتُ على أهلي إلَّا خيرًا وقد ذكَروا رجُلًا ما علِمْتُ عليه إلَّا خيرًا وما كان يدخُلُ على أهلي إلَّا معي ) فقام سعدُ بنُ مُعاذٍ فقال : يا رسولَ اللهِ وأنا واللهِ أعذِرُك منه إنْ كان مِن الأوسِ ضرَبْنا عُنُقَه وإنْ كان مِن إخوانِنا مِن الخَزرجِ أمَرْتَنا ففعَلْنا فيه أمرَك فقام سعدُ بنُ عُبادةَ وكان قبْلَ ذلكَ رجُلًا صالِحًا ولكِنِ احتمَلَتْه الحَميَّةُ فقال : كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لا تقتُلُه ولا تقدِرُ على ذلكَ فقام أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ فقال كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لَنقتُلَنَّه فإنَّكَ مُنافِقٌ تُجادِلُ عنِ المُنافِقينَ فثار الحيَّانِ الأوسُ والخَزرجُ حتَّى همُّوا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المِنبَرِ فجعَل يُخفِّضُهم حتَّى سكَتوا ومكَثْتُ يومي لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ فأصبَح عندي أبواي وقد بكَيْتُ ليلتي ويومي حتَّى أظُنَّ أنَّ البكاءَ فالِقٌ كبِدي قالت : فبَيْنا هما جالسانِ عندي وأنا أبكي إذِ استأذَنَتِ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأذِنْتُ لها فجلَسَتْ تبكي معي فبَيْنا نحنُ كذلك إذ دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَس ولَمْ يجلِسْ عندي مِن يومِ قيل لي ما قيل قبْلَها وقد مكَث شهرًا لا يُوحَى إليه في شأني شيءٌ قالت : فتشهَّد ثمَّ قال : ( يا عائشةُ أمَّا بعدُ فإنَّه قد بلَغني عنكِ كذا وكذا فإنْ كُنْتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ اللهُ وإنْ كُنْتِ ألمَمْتِ فاستغفِري اللهَ وتُوبي إليه فإنَّ العبدَ إذا اعترَف بذَنبِه ثمَّ تاب تاب اللهُ عليه ) فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مقالتَه قلَص دمعي حتَّى ما أُحِسُّ منه بقَطرةٍ وقُلْتُ لِأَبي : أجِبْ عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لِأمِّي : أجيبي عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما قال قالت : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت : وأنا جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ لا أقرَأُ كثيرًا مِن القُرآنِ فقُلْتُ : إي واللهِ لقد علِمْتُ أنَّكم سمِعْتُم ما تحدَّث النَّاسُ ووقَر في أنفسِكم وصدَّقْتُم به ولئِنْ قُلْتُ لكم : إنِّي بريئةٌ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لا تُصدِّقوني بذلكَ وإنِ اعترَفْتُ لكم بأمرٍ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لَتُصدِّقُنِّي واللهِ ما أجِدُ لي ولكم مَثَلًا إلَّا أبا يوسُفَ إذ قال : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثمَّ تحوَّلْتُ على فِراشي وأنا أرجو أنْ يُبرِّئَني اللهُ ولكِنْ واللهِ ما ظنَنْتُ أنْ ينزِلَ في شأني وحيٌ ولَأنا أحقَرُ في نفسي مِن أنْ يُتكلَّمَ بالقُرآنِ في أمري ولكنِّي كُنْتُ أرجو أنْ يرى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّومِ رؤيا تُبرِّئُني فواللهِ ما رام في مجلسِه ولا خرَج أحَدٌ مِن البيتِ حتَّى أُنزِل عليه فأخَذه ما كان يأخُذُه مِن البُّرَحاءِ حتَّى إنَّه لَينحدِرُ منه مِثلُ الجُمَانِ مِن العَرَقِ في يومٍ شاتٍ فلمَّا سُرِّي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يضحَكُ فكان أوَّلَ كلمةٍ تكلَّم بها أنْ قال : ( يا عائشةُ احمَدي اللهَ فقد برَّأكِ اللهُ ) فقالت لي أُمِّي : قومي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : لا واللهِ لا أقومُ إليه ولا أحمَدُ إلَّا اللهَ فأنزَل اللهُ تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] الآياتِ فلمَّا أنزَل اللهُ هذا في براءتي قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ عنه وكان يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقَرابتِه منه : واللهِ لا أُنفِقُ على مِسطَحٍ شيئًا أبدًا بعدَما قال لِعائشةَ فأنزَل اللهُ : {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه : {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ : واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالَّذي كان يُجري عليه وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أمري فقالت : يا رسولَ اللهِ [ أحمي ] سَمْعي وبصَري وكانت تُساميني فعصَمها اللهُ بالوَرَعِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7099 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

5 - إنَّ هَوازنَ جاءت يومَ حُنينٍ بالشَّاءِ والإبلِ والغَنمِ فجعَلوها صفَّينِ ليكثُروا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فالتقى المسلمون والمشركون فولَّى المسلمون مُدبِرين كما قال اللهُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أنا عبدُ اللهِ ورسولُه ) فهزَم اللهُ المشركين ولم نضرِبْ بسيفٍ ولم نطعَنْ برُمحٍ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَئذٍ: ( مَن قتَل كافرًا فله سلَبُه ) فقتَل أبو طلحةَ يومَئذٍ عشرينَ رجُلًا وأخَذ أسلابَهم فقال أبو قتادةَ: يا رسولَ اللهِ إنِّي ضرَبْتُ رجُلًا على حبلِ العاتقِ وعليه درعٌ فأُعجِلْتُ عنه أنْ آخُذَها فانظُرْ مع مَن هي فقام رجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ أنا أخَذْتُها فأَرْضِهِ منِّي وأعطِنيها فسكَت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُسأَلُ شيئًا إلَّا أعطاه أو سكَت فقال عمرُ: لا يُفيئُها اللهُ على أَسَدٍ مِن أُسْدِه ويُعطيكها فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: ( صدَق عمرُ ) ولقي أبو طلحةَ أمَّ سُليمٍ ومعها خِنجرٌ فقال: يا أمَّ سُليمٍ ما هذا معكِ ؟ قالت: أرَدْتُ إنْ [ دنا منِّي بعضُ المشركين أنْ أبعَجَ به بطنَه فقال أبو طلحةَ: يا رسولَ اللهِ ألا تسمَعُ ما تقولُ أمُّ سُليمٍ ؟ قالت: يا رسولَ اللهِ ] أقتُلُ بها الطُّلقاءَ انهزَموا بك فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( يا أمَّ سُليمٍ إنَّ اللهَ قد كفى وأحسَن )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4838 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

6 - خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زمَنَ الحُديبيَةِ في بضعَ عشر مئةً مِن أصحابِه حتَّى إذا كانوا بذي الحُليفةِ قلَّد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأشعَر ثمَّ أحرَم بالعمرةِ وبعَث بيْنَ يدَيْهِ عينًا له رجُلًا مِن خُزاعةَ يجيئُه بخبرِ قريشٍ وسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بغَديرِ الأشطاطِ قريبًا مِن عُسْفانَ أتاه عينُه الخُزاعيُّ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لُؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ قد جمَعوا لك الأحابيشَ وجمَعوا لك جموعًا كثيرةً وهم مقاتِلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أشيروا علَيَّ أترَوْنَ أنْ نميلَ إلى ذراريِّ هؤلاء الَّذين أعانوهم فنُصيبَهم فإنْ قعَدوا قعَدوا مَوتورين محزونين وإنْ نجَوْا يكونوا عُنقًا قطَعها اللهُ أم ترَوْنَ أنْ نؤُمَّ البيتَ فمَن صدَّنا عنه قاتَلْناه ) ؟ فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: اللهُ ورسولُه أعلمُ يا نبيَّ اللهِ إنَّما جِئْنا مُعتمرينَ ولم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنْ مَن حال بينَنا وبيْنَ البيتِ قاتَلْناه فقال النَّبيُّ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فرُوحوا إذًا ) قال الزُّهريُّ في حديثِه: وكان أبو هُريرةَ يقولُ: ما رأَيْتُ أحدًا أكثرَ مشاورةً لأصحابِه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال الزُّهريُّ في حديثِه عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ في حديثِهما: فراحوا حتَّى إذا كانوا ببعضِ الطَّريقِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ خالدَ بنَ الوليدِ بالغَميمِ في خيلٍ لقريشٍ طليعةً فخُذوا ذاتَ اليمينِ ) فواللهِ ما شعَر بهم خالدُ بنُ الوليدِ حتَّى إذا هو بقَترةِ الجيشِ فأقبَل يركُضُ نذيرًا لقريشٍ وسار النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بالثَّنيَّةِ الَّتي يُهبَطُ عليهم منها فلمَّا انتهى إليها برَكتْ راحلتُه فقال النَّاسُ: حَلْ حَلْ فألحَّتْ فقالوا: خلَأتِ القصواءُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما خلَأتِ القصواءُ وما ذلك لها بخُلُقٍ ولكنْ حبَسها حابسُ الفيلِ ) ثمَّ قال: ( والَّذي نفسي بيدِه لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها ) ثمَّ زجَرها فوثَبتْ به قال: فعدَل عنهم حتَّى نزَل بأقصى الحُديبيَةِ على ثَمَدٍ قليلِ الماءِ إنَّما يتبَرَّضُه النَّاسُ تبرُّضًا فلم يلبَثْ بالنَّاسِ أنْ نزَحوه فشُكي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العطشُ فانتزَع سهمًا مِن كِنانتِه ثمَّ أمَرهم أنْ يجعَلوه فيه قال: فما زال يَجيشُ لهم بالرِّيِّ حتَّى صدَروا عنه: فبينما هم كذلك إذ جاءه بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخزاعيُّ في نفرٍ مِن قومِه مِن خُزاعةَ وكانت عَيْبَةَ نُصحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أهلِ تِهامةَ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ نزَلوا أعدادَ مياهِ الحُديبيَةِ معهم العُوذُ المَطافيلُ وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّا لم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنَّا جِئْنا مُعتمرينَ فإنَّ قريشًا قد نهَكَتْهم الحربُ وأضرَّت بهم فإنْ شاؤوا مادَدْتُهم مدَّةً ويُخلُّوا بيني وبيْنَ النَّاسِ فإنْ ظهَرْنا وشاؤوا أنْ يدخُلوا فيما دخَل فيه النَّاسُ فعَلوا وقد جَمُّوا وإنْ هم أبَوْا فوالَّذي نفسي بيدِه لأُقاتِلَنَّهم على أمري هذا حتَّى تنفرِدَ سالفتي أو لَيُبْدِيَنَّ اللهُ أمرَه ) قال بُدَيْلُ بنُ وَرْقاءَ: سأُبلِغُهم ما تقولُ: فانطلَق حتَّى أتى قريشًا فقال: إنَّا قد جِئْناكم مِن عندِ هذا الرَّجُلِ وسمِعْناه يقولُ قولًا فإنْ شِئْتم أنْ نعرِضَه عليكم فعَلْنا فقال سفهاؤُهم: لا حاجةَ لنا في أنْ تُخبِرونا عنه بشيءٍ وقال ذو الرَّأيِ: هاتِ ما سمِعْتَه يقولُ قال: سمِعْتُه يقولُ كذا وكذا فأخبَرْتُهم بما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام عندَ ذلك أبو مسعودٍ عُروةُ بنُ مسعودٍ الثَّقفيُّ فقال: يا قومِ ألَسْتُم بالولدِ ؟ قالوا: بلى قال: ألَسْتُ بالوالدِ ؟ قالوا: بلى قال: فهل تتَّهموني ؟ قالوا: لا قال: ألَسْتُم تعلَمون أنِّي استنفَرْتُ أهلَ عُكاظٍ فلمَّا بلَّحوا عليَّ جِئْتُكم بأهلي وولَدي ومَن أطاعني ؟ قالوا: بلى قال: فإنَّ هذا امرؤٌ عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها ودعوني آتِهِ قالوا: ائتِه فأتاه قال: فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحوًا مِن قولِه لبُدَيْلِ بنِ وَرْقاءَ فقال عروةُ بنُ مسعودٍ عندَ ذلك يا محمَّدُ أرأَيْتَ إنِ استأصَلْتَ قومَك هل سمِعْتَ أحدًا مِن العربِ اجتاح أصلَه قبْلَك وإنْ تكُنِ الأخرى فواللهِ إنِّي أرى وجوهًا وأرى أشوابًا مِن النَّاسِ خُلَقاءَ أنْ يفِرُّوا ويدَعوك فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: امصُصْ ببَظْرِ اللَّاتِ أنحنُ نفِرُّ وندَعُه ؟ فقال أبو مسعودٍ: مَن هذا ؟ قالوا: أبو بكرِ بنُ أبي قُحافةَ فقال: أمَا والَّذي نفسي بيدِه لولا يدٌ كانت لك عندي لم أَجْزِك بها لأجَبْتُك وجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكلَّما كلَّمه أخَذ بلِحيتِه والمغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ قائمٌ على رأسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه السَّيفُ والمِغفَرُ فكلَّما أهوى عُروةُ بيدِه إلى لحيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضرَب يدَه بنَعْلِ السَّيفِ، وقال: أخِّرْ يدَك عن لحيةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرفَع عروةُ رأسَه وقال: مَن هذا ؟ فقالوا: المغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ فقال: أيْ غُدَرُ، أولَسْتُ أسعى في غَدرَتِك وكان المغيرةُ بنُ شُعبةَ صحِب قومًا في الجاهليَّةِ فقتَلهم وأخَذ أموالَهم ثمَّ جاء فأسلَم فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا الإسلامُ فأقبَلُ وأمَّا المالُ فلَسْتُ منه في شيءٍ ) قال: ثمَّ إنَّ عروةَ جعَل يرمُقُ صحابةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعينِه فواللهِ ما يتنخَّمُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نُخامةً إلَّا وقَعتْ في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلدَه وإذا أمَرهم انقادوا لأمرِه وإذا توضَّأ كادوا يقتتلون على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له فرجَع عروةُ بنُ مسعودٍ إلى أصحابِه فقال: أيْ قومِ واللهِ لقد وفَدْتُ إلى الملوكِ ووفَدْتُ إلى كسرى وقيصرَ والنَّجاشيِّ واللهِ ما رأَيْتُ ملِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ محمَّدٍ محمَّدًا وواللهِ إنْ يتنخَّمُ نُخامةً إلَّا وقَعت في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلْدَه وإذا أمَرهم ابتدَروا أمرَه وإذا توضَّأ اقتتلوا على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له وإنَّه قد عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها فقال رجُلٌ مِن بني كِنانةَ دعوني آتِه فلمَّا أشرَف على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا فلانٌ مِن قومٍ يُعظِّمون البُدنَ فابعَثوها له قال: فبُعِثَتْ واستقبَله القومُ يُلَبُّون فلمَّا رأى ذلك قال: سُبحانَ اللهِ لا ينبغي لهؤلاء أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فلمَّا رجَع إلى أصحابِه قال: رأَيْتُ البُدْنَ قد قُلِّدتْ وأُشعِرَتْ فما أرى أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فقام رجُلٌ منهم يُقالُ له: مِكرَزٌ فقال: دعوني آتِهِ فقالوا: ائتِه فلمَّا أشرَف عليهم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا مِكرَزٌ وهو رجُلٌ فاجرٌ ) فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبينما هو يُكلِّمُه إذ جاءه سُهيلُ بنُ عمرٍو قال مَعْمَرٌ: فأخبَرني أيُّوبُ السَّخْتِيانيُّ عن عِكرمةَ قال: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا سُهيلٌ قد سهَّل اللهُ لكم أمرَكم ) قال مَعْمَرٌ في حديثِه عن الزُّهريِّ عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال: هاتِ اكتُبْ بينَنا وبينَكم كتابًا فدعا الكاتبَ فقال: اكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فقال سُهيلٌ: أمَّا الرَّحمنُ فلا أدري واللهِ ما هو ولكِنِ اكتُبْ باسمِك اللَّهمَّ ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( اكتُبْ هذا ما قاضى عليه محمَّدٌ رسولُ اللهِ ) فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: لو كنَّا نعلَمُ أنَّك رسولُ اللهِ ما صدَدْناك عن البيتِ ولا قاتَلْناك ولكِنِ اكتُبْ: محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( واللهِ إنِّي لَرسولُ اللهِ وإنْ كذَّبْتُموني اكتُبْ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ ) قال الزُّهريُّ: وذلك لقولِه: لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها وقال في حديثِه عن عُروةَ عنِ المِسوَرِ ومَروانَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( على أنْ تُخَلُّوا بينَنا وبيْنَ البيتِ فنطوفَ به فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: إنَّه لا يتحدَّثُ العربُ أنَّا أُخِذْنا ضُغطةً، ولكِنْ لك مِن العامِ المقبِلِ، فكتَب، فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: على أنَّه لا يأتيك منَّا رجُلٌ وإنْ كان على دِينِك أو يُريدُ دينَك إلَّا ردَدْتَه إلينا فقال المسلِمونَ: سُبحانَ اللهِ كيف يُرَدُّ إلى المشركينَ وقد جاء مسلِمًا فبينما هم على ذلك إذ جاء أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو يرسُفُ في قيودِه قد خرَج مِن أسفلِ مكَّةَ حتى رمى بنفسِه بيْنَ المسلمينَ فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: يا محمَّدُ هذا أوَّلُ مَن نُقاضيك عليه أنْ ترُدَّه إليَّ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا لم نُمضِ الكتابَ بعدُ فقال: واللهِ لا أُصالِحُك على شيءٍ أبدًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فأَجِزْه لي ) فقال: ما أنا بمُجيزِه لك قال: فافعَلْ قال: ما أنا بفاعلٍ قال مِكرَزٌ: بل قد أجَزْناه لك فقال أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو: يا معشرَ المسلمينَ أُرَدُّ إلى المشركين وقد جِئْتُ مسلِمًا ألا ترَوْنَ إلى ما قد لقيتُ وكان قد عُذِّب عذابًا شديدًا في اللهِ - فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه: واللهِ ما شكَكْتُ منذُ أسلَمْتُ إلَّا يومَئذٍ فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: ألَسْتَ رسولَ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: ألَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِيننِا إذًا ؟ قال: ( إنِّي رسولُ اللهِ ولَسْتُ أعصي ربِّي وهو ناصري ) قُلْتُ: أوليسَ كُنْتَ تُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ فنطوفُ به ؟ قال ( بلى فخبَّرْتُك أنَّك تأتيه العامَ ؟ ) قال: لا قال: ( فإنَّك تأتيه فتطوفُ به قال: فأتَيْتُ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضوانُ اللهِ عليه فقُلْتُ: يا أبا بكرٍ أليس هذا نبيَّ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: أولَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا ؟ قال: أيُّها الرَّجلُ إنَّه رسولُ اللهِ وليس يعصي ربَّه وهو ناصرُه فاستمسِكْ بغَرْزِه حتَّى تموتَ فواللهِ إنَّه على الحقِّ قُلْتُ: أوليس كان يُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ ونطوفُ به ؟ قال: بلى قال فأخبَرك أنَّا نأتيه العامَ ؟ قُلْتُ: لا قال: فإنَّك آتيه وتطوفُ به قال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه فعمِلْتُ في ذلك أعمالًا - يعني في نقضِ الصَّحيفةِ - فلمَّا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الكتابِ أمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه فقال: ( انحَروا الهَدْيَ واحلِقوا ) قال: فواللهِ ما قام رجُلٌ منهم رجاءَ أنْ يُحدِثَ اللهُ أمرًا فلمَّا لم يقُمْ أحَدٌ منهم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخَل على أمِّ سلَمةَ فقال: ما لقيتُ مِن النَّاسِ قالت أمُّ سلَمةَ: أوَتُحِبُّ ذاك، اخرُجْ ولا تُكلِّمَنَّ أحدًا منهم كلمةً حتَّى تنحَرَ بُدنَكَ وتدعوَ حالقَك فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَج ولم يُكلِّمْ أحدًا منهم حتَّى نحَر بُدْنَه ثمَّ دعا حالقَه فحلَقه فلمَّا رأى ذلك النَّاسُ جعَل بعضُهم يحلِقُ بعضًا حتَّى كاد بعضُهم يقتُلُ بعضًا قال: ثمَّ جاء نِسوةٌ مؤمناتٌ فأنزَل اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] إلى آخِرِ الآيةِ قال: فطلَّق عمرُ رضوانُ اللهِ عليه امرأتينِ كانتا له في الشِّركِ فتزوَّج إحداهما معاويةُ بنُ أبي سُفيانَ والأخرى صفوانُ بنُ أميَّةَ قال: ثمَّ رجَع صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ فجاءه أبو بَصيرٍ رجُلٌ مِن قريشٍ وهو مسلِمٌ فأرسَلوا في طلبِه رجُلينِ وقالوا: العهدَ الَّذي جعَلْتَ لنا فدفَعه إلى الرَّجُلينِ فخرَجا حتَّى بلَغا به ذا الحليفةِ فنزَلوا يأكُلون مِن تمرٍ لهم فقال أبو بَصيرٍ لأَحدِ الرَّجُلينِ: واللهِ لَأرى سيفَك هذا يا فلانُ جيِّدًا فقال: أجَلْ واللهِ إنَّه لَجيِّدٌ لقد جرَّبْتُ به ثمَّ جرَّبْتُ فقال أبو بَصيرٍ: أَرِني أنظُرْ إليه فأمكَنه منه فضرَبه حتَّى برَد وفرَّ الآخَرُ حتَّى أتى المدينةَ فدخَل المسجدَ يعدو فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد رأى هذا ذُعْرًا فلمَّا انتهى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: قُتِل واللهِ صاحبي وإنِّي لَمقتولٌ فجاء أبو بَصيرٍ فقال: يا نبيَّ اللهِ قد واللهِ أوفى اللهُ ذمَّتَك قد ردَدْتَني إليهم ثمَّ أنجاني اللهُ منهم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ويلُ امِّه لو كان معه أحَدٌ فلمَّا سمِع بذلك عرَف أنَّه سيرُدُّه إليهم مرَّةً أخرى فخرَج حتَّى أتى سِيفَ البحرِ قال: وتفلَّت منهم أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو فلحِق بأبي بَصيرٍ فجعَل لا يخرُجُ مِن قريشٍ رجُلٌ أسلَم إلَّا لحِق بأبي بَصيرٍ حتَّى اجتمَعت منهم عصابةٌ قال: فواللهِ ما يسمَعون بِعِيرٍ خرَجتْ لقريشٍ إلى الشَّامِ إلَّا اعترَضوا لها فقتَلوهم وأخَذوا أموالَهم فأرسَلتْ قريشٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُناشِدُه اللهَ والرَّحِمَ لَمَا أرسَل إليهم ممَّن أتاه فهو آمِنٌ فأرسَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم فأنزَل اللهُ جلَّ وعلا: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح: 24] حتَّى بلَغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] وكانت حميَّتُهم أنَّهم لم يُقِرُّوا أنَّه نبيُّ اللهِ ولم يُقِرُّوا ببِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الراوي : المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4872 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

7 - أنَّ رجلًا مِن الأنصارِ عَمِيَ فبعَث إلى رسولِ اللهِ أنْ تعالَ فاخطُطْ في داري مسجدًا أتَّخِذُه مُصلًّى فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واجتمَع إليه قومُه وبقي رجلٌ منهم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أين فلانٌ ) ؟ فغمَزه بعضُ القومِ: إنَّه وإنَّه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أليس قد شهِد بدرًا ؟ ) قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولكنَّه كذا وكذا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( لعلَّ اللهَ اطَّلَع على أهلِ بدرٍ فقال: اعمَلوا ما شِئْتُم فقد غفَرْتُ لكم )
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4798 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - خرَجْتُ يومَ الخَندقِ أقفو أثَرَ النَّاسِ فسمِعْتُ وَئيدِ الأرضِ مِن ورائي فالتفَتُّ فإذا أنا بسعدِ بنِ مُعاذٍ ومعه ابنُ أخيه الحارثُ بنُ أوسٍ يحمِلُ مِجَنَّه فجلَسْتُ إلى الأرضِ فمَرَّ سعدٌ وعليه دِرْعٌ قد خرَجَتْ منها أطرافُه فأنا أتخوَّفُ على أطرافِ سعدٍ وكان مِن أعظَمِ النَّاسِ وأطولِهم قالت : فمَرَّ وهو يرتجِزُ ويقولُ : لبِّثْ قليلًا يُدرِكِ الهَيْجا حَمَلْ ما أحسَنَ الموتَ إذا حان الأجَلْ قالت : فقُمْتُ فاقتحَمْتُ حديقةً فإذا فيها نفَرٌ مِن المُسلِمينَ فيهم عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه فقال عُمَرُ : وَيْحَكِ ما جاء بكِ لَعَمْرِي واللهِ إنَّكِ لَجريئةٌ ما يُؤمِنُكِ أنْ يكونَ تحوُّزٌ أو بلاءٌ قالت : فما زال يلومُني حتَّى تمنَّيْتُ أنَّ الأرضَ قدِ انشقَّتْ فدخَلْتُ فيها وفيهم رجُلٌ عليه نَصيفةٌ له فرفَع الرَّجُلُ النَّصيفَ عن وجهِه فإذا طلحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ فقال : وَيْحَكَ يا عُمَرُ إنَّكَ قد أكثَرْتَ منذُ اليومِ وأينَ الفِرارُ إلَّا إلى اللهِ ؟ قالت : ورمى سعدًا رجُلٌ مِن المُشرِكينَ يُقالُ له : ابنُ العَرِقَةِ بسَهمٍ قال : خُذْها وأنا ابنُ العَرِقَةِ فأصاب أَكْحَلَه فقطَعها فقال : اللَّهمَّ لا تُمِتْني حتَّى تُقِرَّ عيني مِن قُرَيظةَ وكانوا حلفاءَه ومواليَه في الجاهليَّةِ فبرَأ كَلْمُه وبعَث اللهُ الرِّيحَ على المُشرِكينَ فكفى اللهُ المؤمنينَ القتالَ وكان اللهُ قويًّا عزيزًا، فلحِق أبو سُفيانَ بتِهامَةَ ولحِق عُيَينةُ ومَن معه بنَجْدٍ ورجَعَتْ بنو قُرَيظةَ فتحصَّنوا بصَياصِيهم فرجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ وأمَر بقُبَّةٍ مِن أَدَمٍ فضُرِبَتْ على سعدٍ في المسجدِ ووضَع السِّلاحَ قالت : فأتاه جِبريلُ فقال : أوَقَدْ وضَعْتَ السِّلاحَ فوَاللهِ ما وضَعَتِ الملائكةُ السِّلاحَ اخرُجْ إلى بني قُرَيظةَ فقاتِلْهم فأمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالرَّحيلِ ولبِس لَأْمَتَه فخرَج فمَرَّ على بني غُنْمٍ وكانوا جيرانَ المسجِدِ فقال : ( مَن مَرَّ بكم ) ؟ قالوا : مَرَّ بنا دِحْيَةُ الكَلْبيُّ فأتاهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحاصَرهم خمسًا وعشرينَ يومًا فلمَّا اشتَدَّ حَصْرُهم واشتَدَّ البلاءُ عليهم قيل لهم : انزِلوا على حُكْمِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستشاروا أبا لُبابةَ فأشار إليهم : أنَّه الذَّبحُ فقالوا : ننزِلُ على حُكْمِ سعدِ بنِ مُعاذٍ فنزَلوا على حُكْمِ سعدٍ وبعَث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى سعدٍ فحُمِل على حمارٍ وعليه إِكافٌ مِن لِيفٍ وحَفَّ به قومُه فجعَلوا يقولونَ : يا أبا عمرٍو حلفاؤُك ومواليك وأهلُ النِّكايةِ ومَن علِمْتَ فلا يرجِعُ إليهم قولًا حتَّى إذا دنا مِن ذراريِّهم التفَت إلى قومِه فقال : قد آنَ لسعدٍ ألَّا يُباليَ في اللهِ لومةَ لائمٍ فلمَّا طلَع على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( قوموا إلى سيِّدِكم فأنزِلوه ) قال عُمَرُ : سيِّدُنا اللهُ قال : ( أنزِلوه ) فأنزَلوه فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( احكُمْ فيهم ) قال : فإنِّي أحكُمُ فيهم أنْ تُقتَلَ مُقاتِلتُهم وتُسبَى ذراريُّهم وتُقسَمَ أموالُهم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لقد حكَمْتَ فيهم بحُكْمِ اللهِ ورسولِه ) ثم دعا اللهَ سعدٌ فقال : اللَّهمَّ إنْ كُنْتَ أبقَيْتَ على نبيِّك صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن حَرْبِ قُرَيشٍ شيئًا فأبقِني لها وإنْ كُنْتَ قطَعْتَ بَيْنَه وبَيْنَهم فاقبِضْني إليكَ فانفجَر كَلْمُه وكان قد برَأ منه حتَّى ما بقي منه إلَّا مِثْلُ الحِمِّصِ قالت : فرجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورجَع سعدٌ إلى بيتِه الَّذي ضرَب عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت فحضَره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وعُمَرُ قالت : فوالَّذي نفسي بيدِه إنِّي لَأعرِفُ بكاءَ أبي بكرٍ مِن بكاءِ عُمَرَ وأنا في حُجرتي وكانوا كما قال اللهُ {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] قال عَلْقمةُ : فقُلْتُ : أيْ أُمَّهْ فكيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصنَعُ ؟ قالت : كان عيناه لا تدمَعُ على أحَدٍ ولكنَّه إذا وجَد إنَّما هو آخِذٌ بلِحيتِه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7028 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

9 - عن ابن عباس قال: لم أزَلْ حريصًا أنْ أسأَلَ عمرَ بنَ الخطَّابِ عن المرأتينِ اللَّتينِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حتَّى حجَّ عمرُ فحجَجْتُ معه فلمَّا كان في بعضِ الطَّريقِ عدَل ليتوضَّأَ وعدَلْتُ معه بالإداوةِ فتبرَّز ثمَّ أتاني فسكَبْتُ على يديه فتوضَّأ فقُلْتُ: يا أميرَ المؤمنينَ مَن المرأتانِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتانِ قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] ؟ فقال عمرُ: واعجبًا لك يا ابنَ عبَّاسٍ ثمَّ قال: هي عائشةُ وحفصةُ ثمَّ أنشَأ يسوقُ الحديثَ فقال: كنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْناهم قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم وكان منزلي في بني أميَّةَ بنِ زيدٍ في العوالي قال: فتغضَّبْتُ يومًا على امرأتي فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ أنْ تُراجِعَني فقالت: ما تُنكِرُ أنْ أُراجِعَك فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لتُراجِعْنَه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فانطلَقْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ: أتُراجِعينَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: نَعم وتهجُرُه إحدانا اليومَ إلى اللَّيلِ قال: قد قُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منكنَّ وخسِر، أفتأمَنُ إحداكنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ، ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ ـ يُريدُ عائشةَ قال: وكان لي جارٌ مِن الأنصارِ وكنَّا نتناوَبُ النُّزولَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فينزِلُ يومًا وأنزِلُ يومًا فيأتيني بخبرِ الوحيِ وغيرِه وأنزِلُ فآتيه بمثلِ ذلك، وكنَّا نتحدَّثُ أنَّ غسَّانَ تنعَلُ الخيلَ لتغزوَنا قال: فنزَل صاحبي يومًا، ثمَّ أتاني فضرَب على بابي ثمَّ ناداني فخرَجْتُ إليه فقال: حدَث أمرٌ عظيمٌ فقُلْتُ: ماذا أجاءتْ غسَّانُ ؟ قال: بل أعظمُ مِن ذلك وأطولُ، طلَّق رسولُ اللهِ نساءَه فقُلْتُ: خابت حفصةُ وخسِرت قد كُنْتُ أظُنَّ هذا كائنًا فلمَّا صلَّيْتُ الصُّبحَ شدَدْتُ علَيَّ ثيابي ثمَّ نزَلْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فإذا هي تبكي فقُلْتُ: أَطلَّقكنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقالت: لا أدري هو ذا هو مُعتزِلٌ في هذه المَشرُبةِ قال: فأتَيْتُ غلامًا له أسودَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعُمرَ فدخَل الغلامُ ثمَّ خرَج إليَّ وقال: قد ذكَرْتُكَ له فلم يقُلْ شيئًا فانطلَقْتُ حتَّى أتَيْتُ المسجدَ فإذا قومٌ حولَ المنبرِ جلوسٌ يبكي بعضُهم إلى بعضٍ قال: فجلَسْتُ قليلًا ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُكَ له فصمَت فرجَعْتُ فجلَسْتُ إلى المنبرِ ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُك له فسكَت فولَّيْتُ مدبِرًا فإذا الغلامُ يدعوني ويقولُ: ادخُلْ فقد أذِن لكَ فدخَلْتُ فسلَّمْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو متَّكئٌ على رملِ حصيرٍ قد أثَّر بجَنبِه فقُلْتُ: أطلَّقْتَ يا رسولَ اللهِ نساءَك ؟ قال: فرفَع رأسَه إليَّ وقال: ( لا ) فقُلْتُ: اللهُ أكبرُ لو رأيتَنا يا رسولَ اللهِ وكنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْنا قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم فتغضَّبْتُ على امرأتي يومًا فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ ذلك عليها فقالت: أتُنكِرُ أنْ أُراجِعَكَ ؟ فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُراجِعْنُه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فقُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منهنَّ وخسِرت أتأمَنُ إحداهنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ ؟ ! قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ لها: لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخرى فقُلْتُ: أستأنِسُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: ( نَعم ) فجلَسْتُ فرفَعْتُ رأسي في البيتِ فواللهِ ما رأَيْتُ فيه شيئًا يرُدُّ البصرَ إلَّا أُهُبًا ثلاثةً فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يوسِّعَ على أمَّتِك فقد وسَّع اللهُ على فارسَ والرُّومِ وهم لا يعبُدونَه قال: فاستوى جالسًا وقال: ( أفي شكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئكَ قومٌ عُجِّلتْ لهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا ) فقُلْتُ: استغفِرْ لي يا رسولَ اللهِ، وكان أقسَم لا يدخُلُ عليهنَّ شهرًا مِن شدَّةِ مَوْجِدتِه عليهنَّ حتَّى عاتَبه اللهُ قال الزُّهريُّ: فأخبَرني عروةُ عن عائشةَ قالت: فلمَّا مضى تسعٌ وعشرونَ دخَل عليَّ رسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بدَأ بي فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّكَ أقسَمْتَ ألَّا تدخُلَ علينا شهرًا وإنَّك دخَلْتَ تسعًا وعشرينَ أعُدُّهنَّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ الشَّهرَ تسعٌ وعشرونَ ) ثمَّ قال: ( يا عائشةُ إنِّي ذاكرٌ لكِ أمرًا فلا أُريدُ أنْ تعجَلي فيه حتَّى تستأمِري أبويكِ ) قالت: ثمَّ قرَأ عليَّ الآيةَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28، 29] قالت عائشةُ: قد علِم واللهِ أنَّ أبويَّ لم يكونا يأمُراني بفِراقِه فقُلْتُ: أفي هذا أستأمِرُ أبويَّ فإنِّي أُريدُ اللهَ ورسولَه والدَّارَ الآخرةَ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4268 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

10 - جاء رجُلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لا يستطيعُ الحجَّ أفأحُجُّ عنه قال: ( نَعم حُجَّ مكانَ أبيك )
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 420 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

11 - لَمَّا وقَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذي طُوًى قال أبو قُحافةَ لابنةٍ له مِن أصغَرِ ولَدِه : أيْ بُنَيَّةُ أظهِريني على أبي قُبَيْسٍ قالت : وقد كُفَّ بصَرُه فأشرَفَتْ به عليه قال : يا بُنَيَّةُ ماذا ترَيْنَ ؟ قالت : أرى سوادًا مجتمِعًا قال : تلكَ الخيلُ قالت : وأرى رجُلًا يسعى بَيْنَ يدَيْ ذلك السَّوادِ مُقبِلًا ومُدبِرًا قال : ذاكَ يا بُنيَّةُ الوازِعُ الَّذي يأمُرُ الخيلَ ويتقدَّمُ إليها ثمَّ قالت : قد واللهِ انتشَر السَّوادُ فقال : قد واللهِ دُفِعَتِ الخيلُ فأسرعي بي إلى بيتي فانحطَّتْ به فتلقَّاه الخيلُ قبْلَ أنْ يصِلَ إلى بيتِه وفي عُنُقِ الجاريةِ طَوقٌ لها مِن ورِقٍ فتلقَّاها رجُلٌ فاقتلَعه مِن عُنُقِها قالت : فلمَّا دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ودخَل المسجِدَ أتاه أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه بأبيه يقُودُه فلمَّا رآه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ( هلَّا ترَكْتَ الشَّيخَ في بيتِه حتَّى أكونَ أنا آتيه ) قال أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه : يا رسولَ اللهِ هو أحَقُّ أنْ يمشيَ إليكَ مِن أنْ تمشيَ إليه قال : فأجلَسه بَيْنَ يدَيْهِ ثمَّ مسَح صدرَه ثمَّ قال له : ( أسلِمْ ) فأسلَم قالت : ودخَل به أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكأنَّ رأسَه ثَغامةٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( غيِّروا هذا مِن شَعرِه ) ثمَّ قام أبو بكرٍ وأخَذ بيدِ أختِه فقال : أنشُدُ اللهَ والإسلامَ طَوْقَ أختي فلَمْ يُجِبْه أحَدٌ فقال : يا أُخيَّةُ احتسِبي طَوْقَكِ فواللهِ إنَّ الأمانةَ اليومَ في النَّاسِ لَقليلٌ
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7208 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

12 - أنَّه سأَل النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: يا رسولَ اللهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لا يستطيعُ الحجَّ والعمرةَ والظَّعْنَ فقال: ( حُجَّ عن أبيك واعتمِرْ )
الراوي : أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3991 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم غير صحابيه | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

13 - تأيَّمَت حفصةُ بنتُ عمرَ مِن خُنيسِ بنِ حذافةَ السَّهميِّ رجلٍ مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ممَّن شهِد بدرًا وتُوفِّي بالمدينةِ قال عمرُ: فلقيتُ عثمانَ بنَ عفَّانَ فعرَضْتُ عليه حفصةَ فقُلْتُ: إنْ شِئْتَ أنكَحْتُك حفصةَ بنتَ عمرَ فقال: سأنظُرُ في ذلك قال: فلبِثْتَ لياليَ فلقيني فقال: ما أُريدُ النِّكاحَ يومي هذا قال عمرُ: فلقيتُ أبا بكرٍ فقُلْتُ: إنْ شِئْتَ أنكَحْتُك حفصةَ بنتَ عمرَ، قال: فلم يرجِعْ إليَّ شيئًا فكُنْتُ أوجَدَ عليه منِّي على عثمانَ فلبِثْتُ لياليَ فخطَبها إليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأنكَحْتُها إيَّاه فلقيني أبو بكرٍ فقال: لعلَّك وجَدْتَ في نفسِك حينَ عرَضْتَ عليَّ حفصةَ فلم أرجِعْ إليك شيئًا ؟ قال: قُلْتُ: نَعم قال: فإنَّه لم يمنَعْني أنْ أرجِعَ إليك شيئًا لمَّا عرَضْتَ عليَّ إلَّا أنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يذكُرُها ( ولم أكُنْ أُفشي سرَّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولو ترَكها لنكَحْتُها )
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4039 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

14 - دخَل رهطٌ مِن اليهودِ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا : السَّامُ عليكم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( عليكم ) قالت عائشةُ : ففهِمْتُها فقُلْتُ : عليكم السَّامُ واللَّعنةُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( مَهلًا يا عائشةُ إنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كلِّه ) قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ألم تسمَعْ ما قالوا ؟ قال : ( قد قُلْتُ : عليكم )
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6441 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

15 - جاء أبو بكرٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقعَد بَيْنَ يدَيْهِ فقال : يا رسولَ اللهِ قد علِمْتَ مُناصَحتي وقِدَمي في الإسلامِ وإنِّي وإنِّي قال : ( وما ذاكَ ) ؟ قال : تُزوِّجُني فاطمةَ قال : فسكَت عنه فرجَع أبو بكرٍ إلى عُمَرَ فقال له : قد هلَكْتُ وأُهلِكْتُ قال : وما ذاكَ ؟ قال : خطَبْتُ فاطمةَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأعرَض عنِّي قال : مكانَكَ حتَّى آتيَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأطلُبَ مِثْلَ الَّذي طلَبْتَ فأتى عُمَرُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقعَد بَيْنَ يدَيْهِ فقال : يا رسولَ اللهِ قد علِمْتَ مُناصَحتي وقِدَمي في الإسلامِ وإنِّي وإنِّي قال : ( وما ذاكَ ) ؟ قال : تُزوِّجُني فاطمةَ فسكَت عنه فرجَع إلى أبي بكرٍ فقال له : إنَّه ينتظِرُ أمرَ اللهِ فيها قُمْ بنا إلى علِيٍّ حتَّى نأمُرَه يطلُبُ مِثْلَ الَّذي طلَبْنا قال علِيٌّ : فأتَياني وأنا أُعالِجُ فَسيلًا لي فقالا : إنَّا جِئْناك مِن عندِ ابنِ عمِّكَ بخِطبةٍ قال علِيٌّ : فنبَّهاني لأمرٍ فقُمْتُ أجُرُّ ردائي حتَّى أتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقعَدْتُ بَيْنَ يدَيْهِ فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ قد علِمْتَ قِدَمي في الإسلامِ ومُناصَحتي وإنِّي وإنِّي قال : ( وما ذاكَ ) ؟ قُلْتُ : تُزوِّجُني فاطمةَ قال : ( وعندَك شيءٌ ) قُلْتُ : فرَسي وبَدَني قال : ( أمَّا فرَسُك فلا بدَّ لكَ منه وأمَّا بَدَنُك فبِعْها ) قال : فابتَعْتُها بأربعِمئةٍ وثمانينَ فجِئْتُ بها حتَّى وضَعْتُها في حِجْرِه فقبَض منها قَبضةً فقال : ( أيْ بِلالُ ابتَغِنا بها طِيبًا ) وأمَرهم أنْ يُجهِّزوها فجعَل لها سريرًا مُشرَطًا بالشَّرطِ ووِسادةً مِن أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ وقال لِعَلِيٍّ : ( إذا أتَتْك فلا تُحدِثْ شيئًا حتَّى آتيَكَ ) فجاءَتْ مع أمِّ أيمنَ حتَّى قعَدَتْ في جانبِ البيتِ وأنا في جانبٍ وجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( ها هنا أخي ) ؟ قالت أمُّ أيمنَ : أخوكَ وقد زوَّجْتَه ابنتَك ؟ قال : ( نَعم ) ودخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم البيتَ فقال لفاطمةَ : ( ايتِيني بماءٍ ) فقامَتْ إلى قَعْبٍ في البيتِ فأتَتْ فيه بماءٍ فأخَذه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومجَّ فيه ثمَّ قال لها : ( تقدَّمي ) فتقدَّمَتْ فنضَح بَيْنَ ثَدْيَيْها وعلى رأسِها وقال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُها بكَ وذُرِّيَّتَها مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لها : ( أَدْبري ) فأدبَرَتْ فصَبَّ بَيْنَ كتِفَيْها وقال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُها بكَ وذُرِّيَّتَها مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ايتوني بماءٍ ) قال عليٌّ : فعلِمْتُ الَّذي يُريدُ فقُمْتُ فملَأْتُ القَعْبَ ماءً وأتَيْتُه به فأخَذه ومجَّ فيه ثمَّ قال لي : ( تقدَّمْ ) فصَبَّ على رأسي وبَيْنَ ثَدْيَيَّ ثمَّ قال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُه بكَ وذُرِّيَّتَه مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال : ( أدبِرْ ) فأدبَرْتُ فصَبَّه بَيْنَ كتفَيَّ وقال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُه بكَ وذُرِّيَّتَه مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال لِعليٍّ : ( ادخُلْ بأهلِكَ بِسمِ اللهِ والبركةِ )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6944 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

16 - أمَر أبي بخَزيرةٍ فصُنِعت ثمَّ أمَرني فحمَلْتُها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْتُه وهو في منزلِه فقال : ( ما هذا يا جابرُ ألَحْمٌ ذا ) ؟ قُلْتُ : لا ولكنَّها خَزيرةٌ فأمَر بها فقُبِضت فلمَّا رجَعْتُ إلى أبي قال : هل رأَيْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقُلْتُ : نَعم فقال : هل قال شيئًا ؟ فقُلْتُ : نَعم قال : ( ما هذا يا جابرُ ألَحْمٌ ذا ) ؟ فقال أبي : عسى أنْ يكونَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد اشتهى اللَّحمَ فقام إلى داجِنٍ له فذبَحها ثمَّ أمَر بها فشُوِيَتْ ثمَّ أمَرني فحمَلْتُه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فانتهَيْتُ إليه وهو في مجلسِه ذلك فقال : ( ما هذا يا جابرُ ) ؟ فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ رجَعْتُ إلى أبي فقال : هل رأَيْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقُلْتُ : نَعم فقال : هل قال شيئًا ؟ قُلْتُ : نَعم قال : ( ما هذا ألَحْمٌ ذا ) ؟ فقال أبي : عسى أنْ يكونَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد اشتهى اللَّحمَ فقام إلى داجِنٍ عندَه فذبَحها ثمَّ أمَر بها فشُوِيَتْ ثمَّ أمَرني فحمَلْتُها إليكَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( جزى اللهُ الأنصارَ عنَّا خيرًا ولا سيَّما عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ حَرامٍ وسعدُ بنُ عُبادةَ )
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7020 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

17 - قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مرضِه : ( ودِدْتُ أنَّ عندي بعضَ أصحابي ) قالت : فقُلْنا : يا رسولَ اللهِ ألا ندعو لك أبا بكرٍ ؟ فسكَت قُلْنا : عُمَرُ ؟ فسكَت قُلْنا : علِيٌّ ؟ فسكَت قُلْنا : عُثمانُ ؟ قال : ( نَعم ) قالت : فأرسَلْنا إلى عُثمانَ قال : فجعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكلِّمُه ووجهُه يتغيَّرُ قال قيسٌ : فحدَّثني أبو سهلةَ أنَّ عُثمانَ قال يومَ الدَّارِ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عهِد إليَّ [ عهدًا ] وأنا صابرٌ عليه قال قيسٌ : كانوا يرَوْنَ أنَّه ذلك اليومُ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6918 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

18 - أتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أستعينُه في دَيْنٍ كان على أبي فقال : ( آتيكم ) فقُلْتُ للمرأةِ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأتينا فإيَّاكِ أنْ تُكلِّميه أو تُؤذِيه قال : فأتى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذبَحْتُ له داجِنًا كان لنا قال : ( يا جابرُ كأنَّكَ علِمْتَ حُبَّنا اللَّحمَ ) ؟ فلمَّا خرَج قالتِ له المرأةُ : يا رسولَ اللهِ : صَلِّ علَيَّ وعلى زَوْجي قال : ففعَل فقال لها : ألَمْ أقُلْ لكِ ؟ فقالت : رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يدخُلُ بيتي ويخرُجُ ولا يُصلِّي علينا ؟!
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 984 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

19 - خطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( يا معشرَ النِّساءِ تصدَّقْنَ ولو مِن حُليِّكنَّ فإنَّكنَّ أكثرُ أهلِ جهنَّمَ يومَ القيامةِ ) قالت: وكان عبدُ اللهِ رجلًا خفيفَ ذاتِ اليدِ فقالت: سَلْ لي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتُجزِئُ عنِّي مِن الصَّدقةِ النَّفقةُ على زوجي وأيتامٍ في حَجْري ؟ قالت: وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أُلقيَتْ عليه المهابةُ فقال: لا، بل سَلِيه أنتِ، قالت: فانطلَقْتُ فإذا على البابِ امرأةٌ مِن الأنصارِ حاجتُها حاجتي اسمُها زينبُ، قالت: فخرَج علينا بلالٌ فقُلْتُ له: سَلْ لنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أتُجزِئُ عنَّا مِن الصَّدقةِ النَّفقةُ على أزواجِنا وأيتامٍ في حجورِنا ؟ قالت: فدخَل بلالٌ فقال: يا رسولَ اللهِ على البابِ زينبُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أيُّ الزَّيانِبِ ؟ ) قال: زينبُ امرأةُ عبدِ اللهِ وزينبُ امرأةٌ مِن الأنصارِ تسألانِ عن النَّفقةِ على أزواجِهما وأيتامٍ في حجورِهما: أيُجزِئُ ذلك عنهما مِن الصَّدقةِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( نَعم، لهما أجرانِ: أجرُ القرابةِ وأجرُ الصَّدقةِ )
الراوي : زينب امرأة عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4248 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

20 - مَن أصابَتْه مصيبةٌ فليقُلْ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعون اللَّهمَّ عندك أحتسِبُ مصيبتي فأجُرْني فيها وأبدِلْني بها خيرًا منها ) فلمَّا مات أبو سلَمةَ قُلْتُها فجعَلْتُ كلَّما بلَغْتُ: ( أبدِلْني خيرًا منها ) قُلْتُ في نفسي: ومَن خيرٌ مِن أبي سلَمةَ ؟ فلمَّا انقضَتْ عدَّتُها بعَث إليها أبو بكرٍ يخطُبُها فلم تُزوِّجْه ثمَّ بعَث إليها عمرُ يخطُبُها فلم تُزوِّجْه فبعَث إليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عمرَ بنَ الخطَّابِ يخطُبُها عليه قالت: أخبِرْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنِّي امرأةٌ غَيْرَى وأنِّي امرأةٌ مُصبِيةٌ وليس أحدٌ مِن أوليائي شاهدًا فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذكَر ذلك له فقال: ( ارجِعْ إليها فقُلْ لها: أمَّا قولُكِ: إنِّي امرأةٌ غَيْرَى فأسأَلُ اللهَ أنْ يُذهِبَ غَيرتَك وأمَّا قولُكِ: إنِّي امرأةٌ مُصبِيةٌ فتُكفَيْنَ صبيانَك وأمَّا قولُكِ: إنَّه ليس أحدٌ مِن أوليائِك شاهدٌ فليس مِن أوليائِك شاهدٌ ولا غائبٌ يكرَهُ ذلك ) فقالت لابنِها: يا عمرُ قُمْ فزوِّجْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فزوَّجه فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأتيها ليدخُلَ بها فإذا رأَتْه أخَذَت ابنتَها زينبَ فجعَلْتَها في حَجرِها فينقلِبُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فعلِم بذلك عمَّارُ بنُ ياسرٍ وكان أخاها مِن الرَّضاعةِ فجاء إليها فقال: أين هذه المقبوحةُ الَّتي قد آذَيْتِ بها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخَذها فذهَب بها فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخَل عليها فجعَل يضرِبُ ببصَرِه في جوانبِ البيتِ وقال: ( ما فعَلَت زينبُ ؟ ) قالت: جاء عمَّارٌ فأخَذها فذهَب بها فبنى بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: ( إنِّي لا أنقُصُك ممَّا أعطَيْتُ فلانةَ رحائينِ وجرَّتينِ ومِرفَقةً - حشوُها ليفٌ ) وقال: ( إنْ سبَّعْتُ لك سبَّعْتُ لنسائي )
الراوي : أم سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2949 | خلاصة حكم المحدث : [فيه ابن عمر بن أبي سلمة، لم يوثقه غير المؤلف، وقال في (التقريب): مقبول] | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

21 - جاءت فاطمةُ بنتُ عتبةَ بنِ ربيعةَ تُبايِعُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخَذ عليها أنْ {لَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ} [الممتحنة: 12] الآيةَ قالت: فوضَعتْ يدَها على رأسِها حياءً، فأعجَب النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما رأى منها فقالت لها عائشةُ: قرِّي أيَّتُها المرأةُ فواللهِ ما بايَعْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا على هذا فبايَعها بالآيةِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4554 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

22 - أنَّ أمَّ سُلَيمٍ خرَجَتْ يومَ حُنَينٍ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومعها خَنْجَرٌ فقال لها أبو طَلحةَ : يا أمَّ سُلَيمٍ ما هذا ؟ قالت : اتَّخَذْتُه واللهِ إنْ دنا منِّي رجُلٌ بعَجْتُ به بطنَه فقال أبو طَلحةَ : ألا تسمَعُ ما تقولُ أمُّ سُلَيمٍ تقولُ كذا وكذا فقالت : يا رسولَ اللهِ أقتُلُ مَن بعدَنا مِن الطُّلقاءِ انهزَموا بكَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا أمَّ سُلَيمٍ إنَّ اللهَ قد كفى وأحسَن )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7185 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

23 - أتى رجُلٌ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ إنَّ لِفلانٍ نخلةً وأنا أُقيمُ حائطي بها فمُرْه يُعطيني أُقيمُ بها حائطي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أعطِه إيَّاها بنَخلةٍ في الجنَّةِ ) فأبى فأتاه أبو الدَّحداحِ فقال : بِعْني نخلتَكَ بحائطي ففعَل فأتى أبو الدَّحداحِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنِّي قدِ ابتَعْتُ النَّخلةَ بحائطي وقد أعطَيْتُكها فاجعَلْها له فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( كم مِن عِذْقٍ دوَّاحٍ لأبي الدَّحداحِ في الجنَّةِ ) مرارًا فأتى أبو الدَّحداحِ امرأتَه فقال : يا أمَّ الدَّحداحِ اخرُجي مِن الحائطِ فقد بِعْتُه بنَخلةٍ في الجنَّةِ فقالت : ربِح السِّعرُ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7159 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

24 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يومَ حُنينٍ: ( مَن قتَل كافرًا فله سلَبُه ) فقتَل أبو طلحةَ يومَئذٍ عشرينَ رجُلًا وأخَذ أسلابَهم قال أبو قتادةَ: يا رسولَ اللهِ ضرَبْتُ رجلًا على حبلِ العاتقِ وعليه درعٌ فأُجهِضْتُ عنه فقال رجلٌ أنا أخَذْتُها فأَرْضِهِ منها وأعطِنيها وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُسأَلُ شيئًا إلَّا أعطاه أو سكَت، فسكَت صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه: واللهِ لا يُفيئُها اللهُ على أَسَدٍ مِن أُسْدِه ويُعطيكها فضحِك النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: ( صدَق عمرُ )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4836 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

25 - عن عائشةَ قالت : سأَلها رجُلٌ : هل كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعمَلُ في بيتِه ؟ قالت : نَعم كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخصِفُ نعلَه ويَخيطُ ثوبَه ويعمَلُ في بيتِه كما يعمَلُ أحَدُكم في بيتِه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6440 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

26 - لم أتخلَّفْ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ إلَّا بدر، ولم يُعاتِبِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحدًا تخلَّف عن بدرٍ إنَّما خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ العيرَ وخرَجَت قريشٌ مُغيثينَ لعيرِهم فالتقَوا على غيرِ موعدٍ كما قال اللهُ ولعَمْري إنَّ أشرفَ مشاهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّاسِ لَبدرٌ وما أُحِبُّ أنِّي كُنْتُ شهِدْتُها مكانَ بيعتي ليلةَ العَقبةِ حينَ تواثَقْنا على الإسلامِ ولم أتخلَّفْ بعدُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ وهي آخِرُ غزوةٍ غزاها، آذَن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ النَّاسَ ] بالرَّحيلِ وأراد أنْ يتأهَّبوا أُهبةَ غزوِهم وذلك حين طاب الظِّلالُ وطابتِ الثِّمارُ وكان قلَّما أراد غزوةً إلَّا ورَّى غيرَها وكان يقولُ: ( الحربُ خَدْعةٌ ) فأراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةِ تبوكَ أنْ يتأهَّبَ النَّاسُ أُهبَتَه وأنا أيسَرُ ما كُنْتُ قد جمَعْتُ راحلتينِ لي فلم أزَلْ كذلك حتَّى قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غاديًا بالغداةِ وذلك يومَ الخميسِ ـ وكان يُحِبُّ أنْ يخرُجَ يومَ الخميسِ ـ فأصبَح غاديًا فقُلْتُ: أنطلِقُ إلى السُّوقِ وأشتري جَهازي ثمَّ ألحَقُ بها فانطلَقْتُ إلى السُّوقِ مِن الغدِ فعسُر علَيَّ بعضُ شأني فرجَعْتُ فقُلْتُ: أرجِعُ غدًا إنْ شاء اللهُ فألحَقُ بهم فعسُر علَيَّ بعضُ شأني أيضًا فلم أزَلْ كذلك حتَّى لبَّس بي الذَّنبُ وتخلَّفْتُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَلْتُ أمشي في الأسواقِ وأطرافِ المدنيةِ فيُحزِنُني ألَّا أرى أحدًا تخلَّف عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا رجلًا مغموصًا عليه في النِّفاقِ وكان ليس أحدٌ تخلَّف إلَّا أرى ذلك سيَخفى له وكان النَّاسُ كثيرًا لا يجمَعُهم ديوانٌ وكان جميعُ مَن تخلَّف عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بضعةً وثمانينَ رجلًا ولم يذكُرْني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى بلَغ تبوكًا فلمَّا بلَغ تبوكًا قال: ( ما فعَل كعبُ بنُ مالكٍ ) ؟ فقال رجلٌ مِن قومي: خلَّفه يا رسولَ اللهِ بُرداهُ والنَّظرُ في عِطْفَيه فقال معاذُ بنُ جبلٍ: بئس ما قُلْتَ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما نعلَمُ إلَّا خيرًا قال: فبَيْنا هم كذلك إذا رجلٌ يزولُ به السَّرابُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( كُنْ أبا خَيثمةَ ) فإذا هو أبو خَيثمةَ فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غزوةَ تبوكٍ وقفَل ودنا مِن المدينةِ جعَلْتُ أتذكَّرُ ماذا أخرُجُ به مِن سخَطِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأستعينُ على ذلك بكلِّ ذي رأيٍ مِن أهلِ بيتي حتَّى إذا قيل: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُصبِّحُكم بالغداةِ راح عنِّي الباطلُ وعرَفْتُ أنِّي لا أنجو إلَّا بالصِّدْقِ فدخَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضُحًى فصلَّى في المسجدِ ركعتينِ ـ وكان إذا قدِم مِن سفرٍ فعَل ذلك: دخَل المسجدَ فصلَّى فيه ركعتينِ ثمَّ جلَس ـ فجعَل يأتيه مَن تخلَّف فيحلِفون له ويعتذِرون إليه فيستغفرُ لهم ويقبَلُ علانيتَهم ويكِلُ سرائرَهم إلى اللهِ فدخَلْتُ المسجدَ فإذا هو جالسٌ فلمَّا رآني تبسَّم تبسُّمَ المُغضَبِ فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ألم تكُنِ ابتَعْتَ ظَهرًا ) ؟ قُلْتُ: بلى يا نبيَّ اللهِ فقال ( ما خلَّفك عنِّي ) ؟ فقُلْتُ: واللهِ لو بينَ يدَيْ أحَدٍ مِن النَّاسِ غيرِك جلَسْتُ لخرَجْتُ مِن سخَطِه عليَّ بعُذْرٍ ولقد أوتيتُ جدَلًا ولكنِّي قد علِمْتُ ـ يا نبيَّ اللهِ ـ أنِّي إنْ حدَّثْتُك اليومَ بقولٍ تجِدُ عليَّ فيه وهو حقٌّ فإنِّي أرجو فيه عقبى اللهِ وإنْ حدَّثْتُك اليومَ بحديثٍ ترضى عنِّي فيه وهو كذِبٌ أوشَك أنْ يُطلِعَك اللهُ علَيَّ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما كُنْتُ قطُّ أيسَرَ ولا أخفَّ حاذًا منِّي حيثُ تخلَّفْتُ عليك فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا هذا فقد صدَقكم الحديثَ قُمْ حتَّى يقضيَ اللهُ فيك) فقُمْتُ فثار على أثري ناسٌ مِن قومي يؤنِّبونَني فقالوا: واللهِ ما نعلَمُك أذنَبْتَ ذنبًا قطُّ قبْلَ هذا فهلَّا اعتذَرْتَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعُذْرٍ يرضاه عنك فيه وكان استغفارُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيأتي مِن وراءِ ذلك ولم تقِفْ موقفًا لا ندري ماذا يُقضى لك فيه فلم يزالوا يؤنِّبونَني حتَّى همَمْتُ أنْ أرجِعَ فأُكذِّبَ نفسي فقُلْتُ: هل قال هذا القولَ أحدٌ غيري ؟ قالوا: نَعم قاله هلالُ بنُ أُميَّةَ ومُرارةُ بنُ ربيعةَ فذكَروا رجلينِ صالحينِ شهِدا بدرًا لي فيهما أُسوةٌ فقُلْتُ: واللهِ لا أرجِعُ إليه في هذا أبدًا ولا أُكذِّبُ نفسي ونهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا أيُّها الثَّلاثةُ فجعَلْتُ أخرُجُ إلى السُّوقِ ولا يُكلِّمُني أحدٌ وتنكَّر لنا النَّاسُ حتَّى ما هم بالَّذينَ نعرِفُ وتنكَّر لنا الحيطانُ حتَّى ما هي بالحيطانِ الَّتي نعرِفُ وتنكَّرَت لنا الأرضُ حتَّى ما هي بالأرضِ الَّتي نعرِفُ وكُنْتُ أقوى أصحابي فكُنْتُ أخرُجُ فأطوفُ في الأسواقِ فآتي المسجدَ وآتي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأُسلِّمُ عليه وأقولُ: هل حرَّك شفَتَيهِ بالسَّلامِ فإذا قُمْتُ أُصلِّي إلى ساريةٍ وأقبَلْتُ على صلاتي نظَر إليَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمؤخِرِ عينَيْه وإذا نظَرْتُ إليه أعرَض عنِّي واشتكى صاحباي فجعَلا يبكيانِ اللَّيلَ والنَّهارَ ولا يُطلِعانِ رؤوسَهما قال: فبَيْنا أنا أطوفُ في الأسواقِ إذا رجلٌ نصرانيٌّ قد جاء بطعامٍ له يبيعُه يقولُ: مَن يدُلُّ على كعبِ بنِ مالكٍ فطفِق النَّاسُ يُشيرونَ له إليَّ فأتاني وأتى بصحيفةٍ مِن ملِكِ غسَّانَ فإذا فيها: أمَّا بعدُ فإنَّه بلَغني أنَّ صاحبَك قد جفاك وأقصاك ولسْتَ بدارِ هوانٍ ولا مَضيعةٍ فالحَقْ بنا نواسِكَ فقُلْتُ: هذا أيضًا مِن البلاءِ فسجَرْتُ لها التَّنُّورَ فأحرَقْتُها فيه فلمَّا مضَت أربعونَ ليلةً إذا رسولٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أتاني فقال: اعتزِلِ امرأتَك فقُلْتُ: أُطلِّقُها ؟ قال: لا ولكنْ لا تقرَبْها فجاءَتِ امرأةُ هلالِ بنِ أميَّةَ فقالت: يا نبيَّ اللهِ إنَّ هلالَ بنَ أميَّةَ شيخٌ ضعيفٌ فهل تأذَنُ لي أنْ أخدُمَه قال: ( نَعم ولكنْ لا يقرَبَنَّكِ ) قالت: يا نبيَّ اللهِ ما به حركةٌ لشيءٍ ما زال متَّكئًا يبكي اللَّيلَ والنَّهارَ مُذْ كان مِن أمرِه ما كان قال كعبٌ: فلمَّا طال علَيَّ البلاءُ اقتحَمْتُ على أبي قتادةَ حائطَه ـ وهو ابنُ عمِّي ـ فسلَّمْتُ عليه فلم يرُدَّ علَيَّ فقُلْتُ: أنشُدُكَ اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أحب الله ورسوله ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه فقال: اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال: فلم أملِكْ نفسي أنْ بكَيْتُ ثمَّ اقتحَمْتُ الحائطَ خارجًا حتَّى إذا مضَتْ خمسونَ ليلةً مِن حينِ نهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا صلَّيْتُ على ظهرِ بيتٍ لنا صلاةَ الفجرِ وأنا في المنزلةِ الَّتي قال اللهُ: قد ضاقَت علينا الأرضُ بما رحُبَت وضاقت علينا أنفسُنا إذ سمِعْتُ نداءً مِن ذِروةِ سَلْعٍ أنْ أبشِرْ يا كعبُ بنَ مالكٍ فخرجت ساجدًا وعرَفْتُ أنَّ اللهَ قد جاءنا بالفرَجِ ثمَّ جاء رجلٌ يركُضُ على فرسٍ يُبشِّرُني فكان الصَّوتُ أسرَعَ مِن فرسِه فأعطَيْتُه ثوبيَّ بشارةً ولبِسْتُ ثوبينِ آخَرينِ وكانت توبتُنا نزَلت على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُلُثَ اللَّيلِ فقالت أمُّ سلَمةَ: يا نبيَّ اللهِ ألا نُبشِّرُ كعبَ بنَ مالكٍ فقال: ( إذًا يحطِمُكم النَّاسُ ويمَنعونَكم النَّومَ سائرَ اللَّيلةِ ) قال: وكانت أمُّ سلَمةَ محسنةً في شأني تُخبِرُني بأمري فانطلَقْتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو جالسٌ في المسجدِ وحولَه المسلمونَ وهو يستنيرُ كاستنارِ القمرِ وكان إذا سُرَّ بالأمرِ استنار فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيْهِ فقال: ( يا كعبُ بنَ مالكٍ أبشِرْ بخيرِ يومٍ أتى عليك منذُ ولدَتْك أمُّك ) قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ أمِن عندِ اللهِ أم مِن عندِك ؟ قال: ( بل مِن عندِ اللهِ ) ثمَّ تلا عليهم: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: 117] حتَّى بلَغ {هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118] قال: وفينا نزَلت {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ إنَّ مِن توبتي أنِّي لا أُحدِّثُ إلَّا صدقًا وأنْ أنخلَعَ مِن مالي كلِّه صدقةً إلى اللهِ وإلى رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال ( أمسِكْ عليك بعضَ مالِك فهو خيرٌ لك ) قال: فقُلْتُ: فإنِّي أُمسِكُ سهمي الَّذي بخيبرَ قال: فما أنعَمَ اللهُ علَيَّ مِن نعمةٍ بعدَ الإسلامِ أعظَمَ في نفسي مِن صدقي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ صدَقْتُه أنا وصاحباي ألَّا نكونَ كذَبْنا فهلَكْنا كما هلَكوا، وما تعمَّدْتُ لكذبةٍ بعدُ وإنِّي لأرجو أنْ يحفَظَني اللهُ فيما بقي قال الزُّهريُّ: فهذا ما انتهى إلينا مِن حديثِ كعبِ بنِ مالكٍ
الراوي : كعب بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3370 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

27 - لمَّا سبى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سبايا بني المصطَلِقِ وقَعت جويريةُ بنتُ الحارثِ في السَّهمِ لثابتِ بنِ قيسِ بنِ الشَّمَّاسِ أو لابنِ عمِّه فكاتَبَتْ على نفسِها وكانت امرأةً حُلوةً مُلاحةً لا يكادُ يراها أحدٌ إلَّا أخَذَت بنفسِه فأتَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تستعينُه في كتابتِها فواللهِ ما هو إلَّا أنْ وقَفَت على بابِ الحجرةِ فرأَيْتُها كرِهْتُها وعرَفْتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيرى منها مثلَ ما رأَيْتُ فقالت جويريةُ: يا رسولَ اللهِ كان مِن الأمرِ ما قد عرَفْتَ فكاتَبْتُ نفسي فجِئْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أستعينُه فقال رسولُ اللهِ: ( أو ما هو خيرٌ مِن ذلك؟ ) فقالت: وما هو ؟ قال: ( أتزوَّجُكِ وأقضي عنكِ كتابتَكِ ) فقالت: نَعم قال: ( قد فعَلْتُ ) قالت: فبلَغ المسلمينَ ذلك قالوا: أصهارُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ ! فأرسَلوا ما كان في أيديهم مِن سبايا بني المصطلِقِ قالت: فلقد عُتِق بتزويجِه مئةُ أهلِ بيتٍ مِن بني المصطلِقِ قالت: فما أعلَمُ امرأةً كانت أعظَمَ بركةً على قومِها منها
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4054 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة

28 - قال أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه : لَمَّا صُرِف النَّاسُ يومَ أُحُدٍ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كُنْتُ أوَّلَ مَن جاء النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : فجعَلْتُ أنظُرُ إلى رجُلٍ بَيْنَ يدَيْهِ يُقاتِلُ عنه ويحميه فجعَلْتُ أقولُ : كُنْ طَلحةَ فِداكَ أبي وأمِّي مرَّتَيْنِ قال : ثمَّ نظَرْتُ إلى رجُلٍ خَلْفي كأنَّه طائرٌ فلَمْ أنشَبْ أنْ أدرَكني فإذا أبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ فدفَعْنا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإذا طَلحةُ بَيْنَ يدَيْهِ صريعٌ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( دونَكم أخوكم فقد أوجَب ) قال : وقد رُمِي في جبهتِه ووجنتِه فأهوَيْتُ إلى السَّهمِ الَّذي في جبهتِه لِأنزِعَه فقال لي أبو عُبَيدةَ : نشَدْتُكَ باللهِ يا أبا بكرٍ إلَّا ترَكْتَني قال : فترَكْتُه فأخَذ أبو عُبَيدةَ السَّهمَ بفيه فجعَل يُنَضنِضُه ويكرَهُ أنْ يُؤذيَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ استلَّه بفِيهِ ثمَّ أهوَيْتُ إلى السَّهمِ الَّذي في وَجْنَتِه لِأنزِعَه فقال أبو عُبَيدةَ : نشَدْتُك باللهِ يا أبا بكرٍ إلَّا ترَكْتَني فأخَذ السَّهمَ بفِيهِ وجعَل يُنَضنِضُه ويكرَهُ أنْ يؤذيَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ استلَّه وكان طَلحةُ أشدَّ نَهكةً مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشَدَّ منه وكان قد أصاب طَلحةَ بِضعةٌ وثلاثونَ بَيْنَ طَعنةٍ وضَربَةٍ ورَمْيَةٍ
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6980 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف لضعف إسحاق بن يحيى بن طلحة | أحاديث مشابهة

29 - لمَّا اجتمَعوا لِغَسْلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اختَلَفوا بَيْنَهم فقالوا : واللهِ ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كما نُجرِّدُ موتانا أو نغسِلُه وعليه ثيابُه ؟ قالت : فأرسَل اللهُ عليهم النَّومَ حتَّى إنَّ منهم مِن رجُلٍ إلَّا ذَقَنُه في صدرِه ثمَّ نادى مُنادٍ مِن جانبِ البيتِ ما يدرونَ ما هو : أنِ اغسِلوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه قميصُه قال : فوثَبوا إليه وَثْبَةَ رجُلٍ واحدٍ فغسَلوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه قميصُه يصُبُّونَ عليه الماءَ ويَدلُكونَه مِن وراءِ القميصِ وكان الَّذي أجلَسه في حِجرِه علِيُّ بنُ أبي طالبٍ أسنَده إلى صدرِه قالت : فما رُئِي مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شيءٌ ممَّا يُرَى مِن الميِّتِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6628 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة

30 - دخَلْتُ على فاطمةَ بنتِ قيسٍ فسأَلْتُها عن قضاءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: طلَّقها زوجُها ألبتَّةَ قالت: فخاصَمْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في السُّكنى والنَّفقةِ فلم يجعَلْ لي سُكنى ولا نفقةً وأمَرني أنْ أعتَدَّ في بيتِ ابنِ أمِّ مكتومٍ
الراوي : فاطمة بنت قيس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4252 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه
 

1 - أنَّ أبا حُذيفةَ بنَ عُتبةَ بنِ ربيعةَ ـ وكان مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان قد شهِد بدرًا وكان قد تبنَّى سالِمًا الَّذي يُقالُ له: سالمٌ مولى أبي حُذيفةَ كما تبنَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زيدَ بنَ حارثةَ وأنكَح أبو حُذيفةَ سالِمًا ـ وهو يرى أنَّه ابنُه ـ ابنةَ أخيه فاطمةَ بنتَ الوليدِ بنِ عُتبةَ بنِ ربيعةَ وهي يومَئذٍ مِن المهاجراتِ الأُولِ وهي يومَئذِ أفضلُ أَيَامَى قريشٍ فلمَّا أنزَل اللهُ في زيدِ بنِ حارثةَ ما أنزَل فقال: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5] ردَّ كلُّ واحدٍ ممَّن تبنَّى أولئك إلى أبيه فإنْ لم يُعلَمْ أبوه رُدَّ إلى مولاه، فجاءت سَهلةُ بنتُ سُهيلٍ ـ وهي امرأةُ أبي حُذيفةَ وهي مِن بني عامرِ بنِ لُؤَيٍّ ـ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: يا رسولَ اللهِ كنَّا نرى سالِمًا ولدًا وكان يدخُلُ عليَّ وليس لنا إلَّا بيتٌ واحدٌ فماذا ترى في شأنِه ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أرضِعيه خمسَ رضعاتٍ فيحرُمَ بلَبَنِك، ففعَلتْ، وكانت تراه ابنًا مِن الرَّضاعةِ فأخَذتْ بذلك عائشةُ فيمَن كانت تُحِبُّ أنْ يدخُلَ عليها مِن الرِّجالِ فكانت تأمُرُ أختَها أمَّ كلثومٍ بنتَ أبي بكرٍ وبناتِ أخيها أنْ يُرضِعْنَ مَن أحبَّت أنْ يدخُلَ عليها مِن الرِّجالِ وأبى سائرُ أزواجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يدخُلَ عليهنَّ بتلك الرَّضاعةِ أحدٌ مِن النَّاسِ وقُلْنَ: ما نرى الَّذي أمَر به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَهلةَ بنتَ سُهيلٍ إلَّا رُخصةً في سالمٍ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لا يدخُلُ علينا بهذه الرَّضاعةِ أحدٌ فعلى هذا مِن الخبرِ كان رأيُ أزواجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رَضاعةِ الكبيرِ
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4215 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

2 - جاءتْ سهلةُ بنتُ سُهيلٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: يا رسولَ اللهِ إنَّ سالِمًا يُدعى لأبي حذيفةَ ويأوي معه ويدخُلُ عليَّ فيراني فضلًا ونحنُ في منزلٍ ضيِّقٍ وقال اللهُ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب: 5] فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أرضِعيه تحرُمي عليه )
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4214 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

3 - اجتمَع أزواجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأرسَلْنَ فاطمةَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْنَ لها : قولي له : إنَّ نساءَكَ قدِ اجتمَعْنَ إليَّ وهنَّ يسأَلْنَكَ العدلَ في بنتِ أبي قُحافةَ قالت عائشةُ : فدخَلَتْ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو معي في مِرْطٍ فقالت له : إنَّ نساءَك أرسَلْنَني إليكَ وقدِ اجتمَعْنَ وهنَّ ينشُدْنَكَ العدلَ في بنتِ أبي قُحافةَ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أتُحِبِّيني ) ؟ قالت : نَعم قال : ( فأحِبِّيها ) فرجَعَتْ إليهنَّ فأخبَرَتْهنَّ بما قال لها فقُلْنَ : إنَّكِ لَمْ تصنَعي شيئًا فارجِعي إليه فقالت : لا واللهِ لا أرجِعُ إليه فيها أبدًا وكانتْ بنتَ أبيها حقًّا فأرسَلْنَ زينبَ بنتَ جَحْشٍ قالت عائشةُ : وهي الَّتي كانت تُساميني مِن بَيْنِ أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت : إنَّ أزواجَكَ أرسَلْنَني إليكَ وهنَّ ينشُدْنَكَ العدلَ في بنتِ أبي قُحافةَ ثمَّ أقبَلَتْ علَيَّ فشتَمَتْني فسكَتُّ أُراقِبُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنظُرُ إلى طَرْفِه هل يأذَنُ لي أنْ أنتصِرَ منها ؟ فلَمْ يتكلَّمْ فشتَمَتْني حتَّى ظنَنْتُ أنَّه لا يكرَهُ أنْ أنتصِرَ منها فاستقبَلْتُها فلَمْ ألبَثْ أنْ أفحَمْتُها فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّها بنتُ أبي بكرٍ ) قالت عائشةُ : ولَمْ أرَ امرأةً قطُّ أكثَرَ خيرًا وأكثَرَ صدقةً وأوصَلَ للرَّحِمِ وأبذَلَ لنفسِها في شيءٍ تتقرَّبُ به إلى اللهِ جلَّ وعلا مِن زينبَ ما عدا سَوْرةً مِن غَرْبِ حدَّةٍ كان فيها يوشِكُ منها الفَيئةُ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7105 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح حديث مشابه

4 - قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في بيتِ حفصةَ: ( لا يدخُلُ النَّارَ رجلٌ شهِد بدرًا والحُديبيَةَ ) فقالت حفصةُ: يا رسولَ اللهِ أليس قد قال اللهُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فمَهْ؟ {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} [مريم: 72] )
الراوي : أم مبشر امرأة زيد بن حارثة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4800 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | شرح حديث مشابه

5 - أنه سمِع النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ أنَّه أرسَله مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ بكتابٍ إلى عائشةَ فدفَعه إليها فقالت : ألَا أُحَدِّثُك بحديثٍ سمِعْتُه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قُلْتُ : بلى قالت : إنِّي عندَه ذاتَ يومٍ أنا وحفصةُ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لو كان عندَنا رجُلٌ يُحدِّثُنا ) فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ أبعَثُ إلى أبي بكرٍ يجيءُ فيُحدِّثُنا ؟ قالت : فسكَت فقالت حفصةُ : يا رسولَ اللهِ أبعَثُ إلى عُمَرَ فيجيءُ فيُحدِّثُنا ؟ قالت : فسكَت صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدعا رجُلًا فأسَرَّ إليه بشيءٍ دونَنا فذهَب فجاء عُثمانُ فأقبَل عليه بوجهِه فسمِعْتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( يا عُثمانُ إنَّ اللهَ لعلَّه يُقمِّصُك قميصًا فإنْ أرادوك على خَلْعِه فلا تخلَعْه - ثلاثًا - ) قُلْتُ : يا أمَّ المُؤمِنينَ فأينَ كُنْتِ عنْ هذا الحديثِ ؟ قالت : يا بُنيَّ أُنسِيتُه كأنِّي لَمْ أسمَعْه قطُّ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6915 | خلاصة حكم المحدث : [رجاله رجال الصحيح، غير عبد الله بن قيس اللخمي، ذكره ابن حبان في (الثقات)]

6 - جاء رجُلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لا يستطيعُ الحجَّ أفأحُجُّ عنه ؟ قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( نَعم، فحُجَّ عن أبيك
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 433 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين، غير إبراهيم بن بشار الرمادي

7 - لمَّا جاء نعيُ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ وزيدِ بنِ حارثةَ وعبدِ اللهِ بنِ رواحةَ جلَس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعرَفُ في وجهِه الحزنُ قالت عائشةُ: وأنا أطَّلِعُ مِن شَقِّ البابِ فأتاه رجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ إنَّ نساءَ جعفرٍ قد كثُر بكاؤُهنَّ فأمَره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ ينهاهنَّ قالت عائشةُ: فذهَب الرَّجلُ ثمَّ جاء فقال: قد نهَيْتُهنَّ وإنَّهنَّ لم يُطِعْنَني حتَّى كان في الثَّالثةِ فزعَمَت أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: احثُ في أفواهِهنَّ التُّرابَ قالت عائشةُ: فقُلْتُ: أرغَم اللهُ بأنفِك ما أنتَ بفاعلٍ ما يذكُرُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3155 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | شرح حديث مشابه

8 - أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُتبةَ كتَب إلى عمرَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الأرقمِ الزُّهريِّ: أنِ ادخُلْ على سُبيعةَ بنتِ الحارثِ الأسلميَّةِ فاسأَلْها عمَّا أفتاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حَملِها قال: فدخَل عمرُ بنُ عبدِ اللهِ فسأَلها فأخبَرتْه أنَّها كانت تحتَ سعدِ بنِ خَولةَ وكان مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ممَّن شهِد بدرًا فتُوفِّي عنها في حجَّةِ الوداعِ فولَدت قبْلَ أنْ يمضيَ لها أربعةُ أشهرٍ وعشرٌ مِن وفاةِ بعلِها فلمَّا تعلَّتْ مِن نِفاسِها دخَل عليها أبو السَّنابلِ بنُ بَعكَكٍ رجلٌ مِن بني عبدِ الدَّارِ فرآها متجمِّلةً فقال لها: لعلَّكِ تُريدينَ النِّكاحَ قبْلَ أنْ يمُرَّ عليك أربعةُ أشهرٍ وعشرٌ؟! قالت: فلمَّا سمِعْتُ ذلك مِن أبي السَّنابلِ جِئْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحدَّثْتُه واستفتَيْتُه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( قد حلَلْتِ حينَ وضَعْتِ حَملَكِ )
الراوي : سبيعة بنت الحارث الأسلمية | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4294 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

9 - دخَلْتُ على عائشةَ فقُلْتُ لها: ألا تُحدِّثيني عن مرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: بلى ثقُل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( أصَلَّى النَّاسُ ) ؟ فقُلْتُ: لا، هم ينتظِرونَك يا رسولَ اللهِ قال: ( ضَعوا لي ماءً في المِخضبِ ) قال: ففعَلْنا فاغتسَل ثمَّ ذهَب لينويَ فأُغمي عليه ثمَّ أفاق فقال: ( أصَلَّى النَّاسُ ) ؟ فقُلْتُ: لا هم ينتظِرونك يا رسولَ اللهِ والنَّاسُ عكوفٌ في المسجدِ ينتظِرون رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لصلاةِ العشاءِ الآخِرةِ قالت: فأرسَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ: أنْ صلِّ بالنَّاسِ فأتاه الرَّسولُ فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأمُرُك أنْ تُصلِّيَ بالنَّاسِ فقال أبو بكرٍ - وكان رجلًا رقيقًا -: يا عمرُ صَلِّ بالنَّاسِ فقال له عمرُ: أنتَ أحقُّ بذلك قال: فصلَّى بهم أبو بكرٍ تلك الأيَّامَ قالت: ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجَد مِن نفسِه خفَّةً فخرَج بينَ رجلينِ لصلاةِ الظُّهرِ وأبو بكرٍ يُصلِّي بالنَّاسِ قالت: فلمَّا رآه أبو بكرٍ ذهَب ليتأخَّرَ فأومأ إليه ألَّا يتأخَّرَ وقال لهما: ( أجلِساني إلى جنبِه ) فأجلساه إلى جنبِ أبي بكرٍ فجعَل أبو بكرٍ يُصلِّي وهو قائمٌ بصلاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاعدٌ قال عبيدُ الله: فدخَلْتُ على عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ فقُلْتُ: ألا أعرِضُ عليك ما حدَّثَتني عائشةُ عن مرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال: هاتِ فعرَضْتُ حديثَها عليه فما أنكَر منه شيئًا
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2116 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما | شرح حديث مشابه

10 - خرَجْنا إلى خيبرَ وكان عمِّي عامرٌ يرتجِزُ بالقومِ وهو يقولُ : ( واللهِ لولا اللهُ ما اهتدَيْنا ولا تصَدَّقْنا ولا صلَّيْنا ) ( ونحنُ عن فضلِك ما استَغْنَيْنا فثبِّتِ الأقدامَ إنْ لاقَيْنا ) ( وأنزِلَنْ سكينةً علينا ) فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( مَن هذا ؟ ) قالوا : عامرٌ قال : ( غفَر لكَ ربُّكَ يا عامرُ ) وما استغفَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِرجُلٍ خصَّه إلَّا استُشهِد قال عُمَرُ : يا رسولَ اللهِ لو متَّعْتَنا بعامرٍ فلمَّا قدِمْنا خيبرَ خرَج مَرْحَبٌ يخطِرُ بسيفِه وهو ملِكُهم وهو يقولُ : ( قد علِمَتْ خَيبرُ أنِّي مَرْحَبُ شاكي السِّلاحِ بطَلٌ مُجرَّبُ ) ( إذا الحروبُ أقبَلَتْ تَلَهَّبُ ) فنزَل عامرٌ فقال : ( قد علِمَتْ خَيبرُ أنِّي عامرُ شاكي السِّلاحِ بطَلٌ مُغامِرُ ) فاختلَفا ضربتَيْنِ فوقَع سيفُ مَرحَبٍ في فرَسِ عامِرٍ فذهَب لِيسفُلَ له فرجَع سيفُه على نفسِه فقطَع أَكْحَلَه فكانت منها نفسُه وإذا نفَرٌ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولونَ : بطَل عمَلُ عامرٍ قتَل نفسَه فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا أبكي فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ بطَل عمَلُ عامرٍ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( مَن قال هذا ) ؟ قال : قُلْتُ : ناسٌ مِن أصحابِكَ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( بل [ له ] أجرُه مرَّتَيْنِ ) ثمَّ أرسَلني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى علِيِّ بنِ أبي طالبٍ فأتَيْتُه وهو أرمَدُ فقال : ( لَأُعطِيَنَّ الرَّايةَ اليومَ رجُلًا يُحِبُّ اللهَ ورسولَه ويُحِبُّه اللهُ ورسولُه ) فجِئْتُ به أقودُه وهو أرمَدُ حتَّى أتَيْتُ به النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبصَق في عينِه فبرَأ وأعطاه الرَّايةَ وخرَج مَرحَبٌ فقال : ( قد علِمَتْ خيبرُ أنِّي مَرْحَبُ شاكي السِّلاحِ بطَلٌ مجرَّبُ ) ( إذا الحروبُ أقبَلَتْ تَلَهَّبُ ) فقال علِيُّ بنُ أبي طالبٍ : ( أنا الَّذي سمَّتْني أمِّي حَيْدَرَهْ كلَيْثِ غاباتٍ كريهِ المنظَرَهْ ) ( أُوفِيهم بالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ ) قال : فضرَبه ففلَق رأسَ مَرْحَبٍ فقتَله وكان الفتحُ على يدَيْ علِيِّ بنِ أبي طالبٍ
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6935 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | شرح حديث مشابه

11 - فيَّ واللهِ وفي أوسِ بنِ الصَّامتِ أنزَل اللهُ جلَّ وعلا صدرَ سورةِ المجادلةِ قالت: كُنْتُ عندَه وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلُقُه وضجِر قالت: فدخَل علَيَّ يومًا فراجَعْتُه في شيءٍ فغضِب وقال: أنتِ عليَّ كظهرِ أمِّي ثمَّ خرَج فجلَس في نادي قومِه ساعةً ثمَّ دخَل عليَّ فإذا هو يُريدُني على نفسي قالت: قُلْتُ: كلَّا والَّذي نفسُ خُويلةَ بيدِه لا تخلُصُ إليَّ وقد قُلْتَ ما قُلْتَ حتَّى يحكُمَ اللهُ ورسولُه فينا بحُكمِه قالت: فواثَبني فامتنَعْتُ منه فغلَبْتُه بما تغلِبُ به المرأةُ الشَّيخَ الضَّعيفَ فألقَيْتُه تحتي ثمَّ خرَجْتُ إلى بعضِ جاراتي فاستعَرْتُ منها ثيابًا ثمَّ خرَجْتُ حتَّى جِئْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَسْتُ بينَ يدَيهِ فذكَرْتُ له ما لقيتُ منه فجعَلْتُ أشكو إليه ما ألقى مِن سوءِ خُلُقِه قالت: فجعَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( يا خُوَيلةُ ابنُ عمِّكِ شيخٌ كبيرٌ فاتَّقي اللهَ فيه ) قالت: فواللهِ ما برِحْتُ حتَّى نزَل القرآنُ فتغشَّى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما كان يغشاه ثمَّ سُرِّي عنه فقال: ( يا خُويلةُ قد أنزَل اللهُ جلَّ وعلا فيكِ وفي صاحبِك ) قالت: ثمَّ قرَأ عليَّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} [المجادلة: 1] إلى قولِه: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المجادلة: 4] فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( مُرِيه فلْيُعتِقْ رقبةً ) قالت: وقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ما عندَه ما يُعتِقُ قال: ( فلْيصُمْ شهرينِ مُتتابعينِ ) قالت: فقُلْتُ: واللهِ يا رسولَ اللهِ إنَّه شيخٌ كبيرٌ ما به مِن صيامٍ قال: ( فلْيُطعِمْ ستِّينَ مسكينًا وَسْقًا مِن تمرٍ ) فقُلْتُ: واللهِ يا رسولَ اللهِ ما ذلك عندَه قالت: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فإنَّا سنُعينُه بعَرَقٍ مِن تمرٍ ) قالت: فقُلْتُ: وأنا يا رسولَ اللهِ سأُعينُه بعَرَقٍ آخَرَ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أصَبْتِ وأحسَنْتِ فاذهَبي فتصدَّقي به عنه ثمَّ استوصي بابنِ عمِّكِ خيرًا ) قالت: ففعَلْتُ
الراوي : خويلة بنت ثعلبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4279 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح حديث مشابه

12 - دخَلْتُ على عائشةَ فقُلْتُ لها : ألَا تُحَدِّثيني عن مرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقالت : بلى ثقُل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( أصلَّى النَّاسُ ) ؟ فقُلْتُ : لا يا رسولَ اللهِ هم ينتظِرونَك فقال : ( ضَعوا لي ماءً في المِخْضَبِ ) ففعَلْنا فاغتسَل صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ ذهَب لِيَنوءَ فأُغمي عليه ماء فأفاق فقال : ( أصلَّى النَّاسُ ) ؟ قُلْنا : لا يا رسولَ اللهِ وهم ينتظِرونَك قالت : والنَّاسُ عُكوفٌ في المسجِدِ ينتظِرونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِعِشاءِ الآخِرَةِ قالت : فأرسَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجُلًا إلى أبي بكرٍ أنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ فأتاه الرَّسولُ فقال له : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأمُرُك أنْ تُصَلِّيَ بالنَّاسِ فقال أبو بكرٍ ـ وكان رجُلًا رقيقًا أو رفيقًا ـ : يا عُمَرُ صَلِّ بالنَّاسِ فقال عُمَرُ : أنتَ أحَقُّ بذلك ففعَل وصلَّى بهم أبو بكرٍ تلك الأيَّامَ ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجَد في نفسِه خِفَّةً فخرَج بيْنَ رجُلَيْنِ أحَدُهما العبَّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلبِ وأبو بكرٍ يُصَلِّي بالنَّاسِ فلمَّا رآه أبو بكرٍ ذهَب لِيتأخَّرَ فأومَأ إليه أنْ لا يتأخَّرَ فقال لهما : ( أجلِساني إلى جَنبِ أبي بكرٍ ) فأجلَساه إلى جَنبِ أبي بكرٍ قالت : فجعَل أبو بكرٍ يُصَلِّي بصلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو قائمٌ والنَّاسُ يُصَلُّونَ بصلاةِ أبي بكرٍ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاعدٌ قال عُبيدُ اللهِ : فدخَلْتُ على ابنِ عبَّاسٍ فقُلْتُ له : ألَا أعرِضُ عليكَ ما حدَّثَتْني عائشةُ عن مرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : نَعم فحدَّثْتُه بحديثِها عن مرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فما أنكَر منه شيئًا غيرَ أنَّه قال : لَمْ تُسَمِّ لك الرَّجُلَ الَّذي كان مع العبَّاسِ ؟ فقُلْتُ : لا فقال : هو علِيٌّ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6602 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | شرح حديث مشابه

13 - عن عائشةَ زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ قال لها أهلُ الإفكِ ما قالوا فبرَّأها اللهُ منه قال الزُّهريُّ : وكلُّهم حدَّثني طائفةً مِن حديثِها وبعضُهم أوعى مِن بعضٍ وأثبَتُ له اقتصاصًا وقد وعَيْتُ عن كلِّ واحدٍ منهم الحديثَ الَّذي حدَّثني عن عائشةَ وبعضُ حديثِهم يُصدِّقُ بعضًا زعَموا أنَّ عائشةَ رضِي اللهُ عنها قالت : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أنْ يخرُجَ سفَرًا أقرَع بَيْنَ أزواجِه فأيَّتُهنَّ خرَج سهمُها خرَج بها معه فأقرَع بَيْنَنا في غَزاةٍ غزاها فخرَج سهمي فخرَجْتُ معه بعدَما أُنزِل الحجابُ وأنا أُحمَلُ في هَوْدجي وأنزِلُ فيه فسِرْنا حتَّى إذا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن غزوتِه تلك قفَل ودنَوْنا مِن المدينةِ فآذَن ليلةً بالرَّحيلِ فقُمْتُ فمشَيْتُ حتَّى جاوَزْتُ الجيشَ فلمَّا قضَيْتُ شأني أقبَلْتُ إلى الرَّحْلِ فلمَسْتُ صدري فإذا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ أظفارٍ قدِ انقطَع فرجَعْتُ فالتمَسْتُ عِقدي فحبَسني ابتغاؤُه فأقبَل الَّذينَ يرحَلونَ بي فاحتمَلوا هَوْدجي فرحَلوه على بعيري الَّذي كُنْتُ أركَبُ وهم يحسَبونَ أنِّي فيه وكان النِّساءُ إذ ذاكَ خِفافًا لَمْ يثقُلْنَ ولَمْ يغشَهنَّ اللَّحمُ وإنَّما يأكُلْنَ العُلقةَ مِن الطَّعامِ فلَمْ يستنكِرِ القومُ حينَ رفَعوه ثِقَلَ الهَوْدجِ فاحتمَلوه وكُنْتُ جاريةً حديثةَ السِّنِّ فبعَثوا الجمَلَ وساروا فوجَدْتُ عِقدي بعدَما استمرَّ الجيشُ فجِئْتُ منزِلَهم وليس فيه أحَدٌ فأقمَتْ منزِلي الَّذي كُنْتُ به وظنَنْتُ أنَّهم سيفقِدوني فيرجِعونَ إلَيَّ فبَيْنا أنا جالسةٌ غلَبَتْني عينايَ فنِمْتُ وكان صفوانُ بنُ المعطَّلِ السُّلَميُّ ثمَّ الذَّكوانيُّ مِن وراءِ الجيشِ فأصبَح عندَ منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ نائمٍ وكان يراني قبْلَ الحجابِ فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفني فخمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي واللهِ ما تكلَّمْتُ بكلمةٍ ولا سمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه حتَّى أناخ راحلتَه فوطِئ يدَها فركِبْتُها فانطلَق يقودُ بي الرَّاحلةَ حتَّى أتَيْنا الجيشَ بعدَما نزَلوا معرِّسينَ في نحرِ الظَّهيرةِ فهلَك مَن هلَك وكان الَّذي تولَّى كِبْرَ الإفكِ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولٍ فقدِمْنا المدينةَ فاشتكَيْتُ بها شهرًا والنَّاسُ يُفيضونَ في قولِ أصحابِ الإفكِ ويَريبني في وجَعي أنِّي لا أرى مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللُّطْفَ الَّذي كُنْتُ أرى منه حينَ أمرَضُ إنَّما يدخُلُ فيُسلِّمُ ثمَّ يقولُ : ( كيفَ تِيكُمْ ) ؟ ولا أشعُرُ بشيءٍ مِن ذلك حتَّى نقِهْتُ فخرَجْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ قِبَلَ المَناصِعِ وكان مُتبرَّزَنا لا نخرُجُ إلَّا ليلًا إلى ليلٍ وذلكَ قبْلَ أنْ نتَّخِذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا وأمرُنا أمرُ العرَبِ الأُوَلِ في البَرِّيَّةِ أو في التَّبرُّزِ فأقبَلْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ نمشي فعثَرَتْ في مِرْطِها فقالت : تعِس مِسطَحٌ فقُلْتُ : بِئس ما قُلْتِ أتسُبُّينَ رجُلًا شهِد بدرًا ؟ فقالت : يا هَنْتاه ألَمْ تسمَعي ما قالوا ؟ فأخبَرَتْني بما يقولُ أهلُ الإفكِ فازدَدْتُ مرَضًا على مرضٍ فلمَّا رجَعْتُ إلى بيتي دخَل علَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( كيف تِيكم ) ؟ فقُلْتُ : ائذَنْ لي آتي أبويَّ قالت : وأنا حينَئذٍ أُريدُ أنْ أستيقِنَ الخبَرَ مِن قِبَلِهما فأذِن لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْتُ أبويَّ فقُلْتُ لِأُمِّي : ما يتحدَّثُ به النَّاسُ ؟ فقالت : يا بُنيَّةُ هوِّني على نفسِك الشَّأنَ فواللهِ لقلَّما كانتِ امرأةٌ قطُّ وضيئةٌ عندَ رجُلٍ يُحِبُّها ولها ضرائرُ إلَّا أكثَرْنَ عليها فقُلْتُ : سُبحانَ اللهِ لقد تحدَّث النَّاسُ بهذا ؟ قالت : نَعم فبِتُّ تلكَ اللَّيلةَ حتَّى أصبَحْتُ لا يرقَأُ لي دَمْعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ ثمَّ أصبَحْتُ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علِيَّ بنَ أبي طالبٍ وأُسامةَ بنَ زيدٍ حينَ استَلْبَث الوحيُ يستشيرُهما في فِراقِ أهلِه فأمَّا أُسامةُ فأشار عليه بالَّذي يعلَمُ في نفسِه مِن الوُدِّ لهم فقال : أهلُك يا رسولَ اللهِ ولا نعلَمُ واللهِ إلَّا خيرًا وأمَّا علِيٌّ فقال : يا رسولَ اللهِ لَمْ يُضيِّقِ اللهُ عليكَ والنِّساءُ سواها كثيرٌ وسَلِ الجاريةَ تصدُقْكَ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَريرةَ فقال : ( يا بَريرةُ هل رأَيْتِ فيها شيئًا ما يريبُكِ ) ؟ فقالت : لا والَّذي بعَثكَ بالحقِّ إنْ رأَيْتُ منها أمرًا أغمِصُه عليها أكثَرَ مِن أنَّها جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ تنامُ عنِ العجينِ فتأتي الدَّاجنُ فتأكُلُه فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن يومِه فاستعذَر مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنِ سَلولٍ فقال : ( مَن يعذِرُني مِن رجُلٍ بلَغ أذاه في أهلي وواللهِ ما علِمْتُ على أهلي إلَّا خيرًا وقد ذكَروا رجُلًا ما علِمْتُ عليه إلَّا خيرًا وما كان يدخُلُ على أهلي إلَّا معي ) فقام سعدُ بنُ مُعاذٍ فقال : يا رسولَ اللهِ وأنا واللهِ أعذِرُك منه إنْ كان مِن الأوسِ ضرَبْنا عُنُقَه وإنْ كان مِن إخوانِنا مِن الخَزرجِ أمَرْتَنا ففعَلْنا فيه أمرَك فقام سعدُ بنُ عُبادةَ وكان قبْلَ ذلكَ رجُلًا صالِحًا ولكِنِ احتمَلَتْه الحَميَّةُ فقال : كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لا تقتُلُه ولا تقدِرُ على ذلكَ فقام أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ فقال كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لَنقتُلَنَّه فإنَّكَ مُنافِقٌ تُجادِلُ عنِ المُنافِقينَ فثار الحيَّانِ الأوسُ والخَزرجُ حتَّى همُّوا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المِنبَرِ فجعَل يُخفِّضُهم حتَّى سكَتوا ومكَثْتُ يومي لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ فأصبَح عندي أبواي وقد بكَيْتُ ليلتي ويومي حتَّى أظُنَّ أنَّ البكاءَ فالِقٌ كبِدي قالت : فبَيْنا هما جالسانِ عندي وأنا أبكي إذِ استأذَنَتِ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأذِنْتُ لها فجلَسَتْ تبكي معي فبَيْنا نحنُ كذلك إذ دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَس ولَمْ يجلِسْ عندي مِن يومِ قيل لي ما قيل قبْلَها وقد مكَث شهرًا لا يُوحَى إليه في شأني شيءٌ قالت : فتشهَّد ثمَّ قال : ( يا عائشةُ أمَّا بعدُ فإنَّه قد بلَغني عنكِ كذا وكذا فإنْ كُنْتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ اللهُ وإنْ كُنْتِ ألمَمْتِ فاستغفِري اللهَ وتُوبي إليه فإنَّ العبدَ إذا اعترَف بذَنبِه ثمَّ تاب تاب اللهُ عليه ) فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مقالتَه قلَص دمعي حتَّى ما أُحِسُّ منه بقَطرةٍ وقُلْتُ لِأَبي : أجِبْ عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لِأمِّي : أجيبي عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما قال قالت : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت : وأنا جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ لا أقرَأُ كثيرًا مِن القُرآنِ فقُلْتُ : إي واللهِ لقد علِمْتُ أنَّكم سمِعْتُم ما تحدَّث النَّاسُ ووقَر في أنفسِكم وصدَّقْتُم به ولئِنْ قُلْتُ لكم : إنِّي بريئةٌ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لا تُصدِّقوني بذلكَ وإنِ اعترَفْتُ لكم بأمرٍ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لَتُصدِّقُنِّي واللهِ ما أجِدُ لي ولكم مَثَلًا إلَّا أبا يوسُفَ إذ قال : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثمَّ تحوَّلْتُ على فِراشي وأنا أرجو أنْ يُبرِّئَني اللهُ ولكِنْ واللهِ ما ظنَنْتُ أنْ ينزِلَ في شأني وحيٌ ولَأنا أحقَرُ في نفسي مِن أنْ يُتكلَّمَ بالقُرآنِ في أمري ولكنِّي كُنْتُ أرجو أنْ يرى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّومِ رؤيا تُبرِّئُني فواللهِ ما رام في مجلسِه ولا خرَج أحَدٌ مِن البيتِ حتَّى أُنزِل عليه فأخَذه ما كان يأخُذُه مِن البُّرَحاءِ حتَّى إنَّه لَينحدِرُ منه مِثلُ الجُمَانِ مِن العَرَقِ في يومٍ شاتٍ فلمَّا سُرِّي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يضحَكُ فكان أوَّلَ كلمةٍ تكلَّم بها أنْ قال : ( يا عائشةُ احمَدي اللهَ فقد برَّأكِ اللهُ ) فقالت لي أُمِّي : قومي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : لا واللهِ لا أقومُ إليه ولا أحمَدُ إلَّا اللهَ فأنزَل اللهُ تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] الآياتِ فلمَّا أنزَل اللهُ هذا في براءتي قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ عنه وكان يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقَرابتِه منه : واللهِ لا أُنفِقُ على مِسطَحٍ شيئًا أبدًا بعدَما قال لِعائشةَ فأنزَل اللهُ : {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه : {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ : واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالَّذي كان يُجري عليه وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أمري فقالت : يا رسولَ اللهِ [ أحمي ] سَمْعي وبصَري وكانت تُساميني فعصَمها اللهُ بالوَرَعِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7099 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

14 - استأذَن أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الخروجِ مِن مكَّةَ حينَ اشتَدَّ عليه الأمرُ فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( اصبِرْ ) فقال : يا رسولَ اللهِ تطمَعُ أنْ يُؤذَنَ لك ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنِّي لَأرجو ) فانتظَره أبو بكرٍ فأتاه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ ظُهرًا فناداه فقال له : ( أخرِجْ مَن عندَك ) فقال أبو بكرٍ : إنَّما هما ابنتاي يا رسولَ اللهِ فقال : ( أشعَرْتَ أنَّه قد أُذِن لي في الخروجِ ) ؟ فقال : يا رسولَ اللهِ الصُّحبةُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( الصُّحبةُ ) قال : يا رسولَ اللهِ عندي ناقتانِ قد كُنْتُ أعدَدْتُهما للخروجِ قالت : فأعطى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إحداهما وهي الجَدعاءُ فركِبا حتَّى أتَيَا الغارَ وهو بثَوْرٍ فتوارَيا فيه وكان عامرُ بنُ فُهَيْرةَ غلامًا لعبدِ اللهِ بنِ الطُّفَيلِ بنِ سَخْبرةَ أخو عائشةَ لِأمِّها وكان لأبي بكرٍ رضِي اللهُ عنه مِنْحَةٌ فكان يرُوح بها ويغدو عليهم ويُصبِحُ فيَدَّلِجُ إليهما ثمَّ يسرَحُ فلا يفطَنُ به أحَدٌ مِن الرِّعاءِ فلمَّا خرَجا خرَج معهما يُعقِبانِه حتَّى قدِموا المدينةَ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6279 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

15 - لمَّا اعتزَل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نساءَه دخَلْتُ المسجدَ والنَّاسُ ينكُتون بالحصى ويقولون: طلَّق رسولُ اللهِ نساءَه وذلك قبْلَ أنْ يُؤمَرْنَ بالحجابِ فقال عمرُ: لَأعلَمَنَّ ذلك اليومَ، فدخَلْتُ على عائشةَ فقُلْتُ: يا بنتَ أبي بكرٍ لقد بلَغ مِن شأنِك أنْ تؤذي اللهَ ورسولَه قالت: ما لي وما لكَ يا ابنَ الخطَّابِ عليكَ بعَيْبتِكَ فدخَلْتُ على حفصةَ بنتِ عمرَ فقُلْتُ لها: يا حفصةُ لقد بلَغ مِن شأنِكِ أنْ تؤذي اللهَ ورسولَه، ولقد علِمْتِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُحبُّكِ ولولا أنا لطلَّقكِ فبكتْ أشدَّ البكاءِ فقُلْتُ: أين رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: هو في خِزانتِه في المَشرُبةِ فدخَلْتُ فإذا أنا برَباحٍ غلامٍ لرسولِ اللهِ قاعدٍ على أُسكُفَّةِ المَشرُبةِ مُدَلٍّ رِجْليهِ على نَقيرٍ مِن خشَبٍ وهو جِذعٌ يرقى عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وينحدِرُ فنادَيْتُ: يا رَباحُ استأذِنْ لي عندَك على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنظَر إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإنِّي أظُنُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ظنَّ أنِّي جِئْتُ مِن أجلِ حفصةَ واللهِ لئنْ أمَرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بضربِ عنقِها لَأضرِبَنَّ عنقَها ورفَعْتُ صوتي فأومأ إليَّ بيدِه فدخَلْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو مضطجِعٌ على حصيرٍ قال: فجلَسْتُ فإذا عليه إزارٌ ليس عليه غيرُه وإذا الحصيرُ قد أثَّر في جنبِه فنظَرْتُ ببصري في خزانةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا بقبضةٍ مِن شَعيرٍ نحوِ الصَّاعِ ومثلُها قَرظٌ في ناحيةِ الغُرفةِ وإذا أَفيقٌ قال أبو حفصٍ: الأَفيقُ: الإهابُ الَّذي قد ذهَب شَعَرُه ولم يُدبَغْ فابتدرتْ عيناي فقال: ( ما يُبكيكَ يا ابنَ الخطَّابِ ) قُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ وما ليَ لا أبكي وهذا الحصيرُ قد أثَّر في جنبِك وهذه خزانتُك ولا أرى فيها إلَّا ما أرى وذلك قيصرُ وكِسرى في الثِّمارِ والأنهارِ وأنتَ رسولُ اللهِ وصفوتُه وهذه خزانتُك قال: ( يا ابنَ الخطَّابِ ألا ترضى أنْ تكونَ لنا الآخرةُ ولهم الدُّنيا ؟ ) قُلْتُ: بلى فدخَلْتُ عليه وأنا أرى في وجهِه الغضبَ فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ما يشُقُّ عليكَ مِن شأنِ النِّساءِ ؟ فإنْ كُنْتَ طلَّقْتَهنَّ فإنَّ اللهَ وملائكتَه وجبريلَ وميكائيلَ وأنا وأبو بكرٍ معك، وقلَّما تكلَّمْتُ وأحمَدُ اللهَ بكلامٍ إلَّا رجَوْتُ أنْ يكونَ اللهُ يُصدِّقُ قولي وأُنزِلتْ هذه الآيةُ آيةُ التَّخييرِ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5]، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} [التحريم: 4] وكانت عائشةُ وحفصةُ تَظاهرانِ على سائرِ نساءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فأنزِلُ فأُخبِرُهنَّ أنَّكَ لم تُطلِّقْهنَّ ؟ قال: ( نَعم إنْ شِئْتَ ) فلم أزَلْ أُحدِّثُه حتَّى تحسَّر الغضبُ عن وجهِه وحتَّى كشَّر فضحِك وكان مِن أحسنِ النَّاسِ ثغرًا فنزَل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونزَلْتُ أتشبَّثُ بالجِذعِ ونزَل كما يمشي على الأرضِ ما يمَسُّه بيدِه فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كُنْتَ في الغرفةِ تسعًا وعشرينَ فقُمْتُ على بابِ المسجدِ فنادَيْتُ بأعلى صوتي: لم يُطلِّقِ النَّبيُّ نساءَه ونزَلتْ هذه الآيةُ {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} [النساء: 83] إلى قولِه {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83] فكُنْتُ أنا استنبَطْتُ ذلك الأمرَ وأنزَل اللهُ آيةَ التَّخييرِ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4188 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن على شرط مسلم | شرح حديث مشابه

16 - أنَّ عبدًا لحاطبِ بنِ أبي بَلتعةَ جاء رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ لَيدخُلَنَّ حاطِبٌ النَّارَ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( كذَبْتَ إنَّه لا يدخُلُها فإنَّه قد شهِد بَدْرًا والحُدَيبيَةَ )
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7120 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

17 - يا رسولَ اللهِ انكِحْ بنتَ أبي سفيانَ، لأختِها، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( وتُحبِّينَ ذلك ) ؟ قالت: نَعم وأحَبُّ مَن يُشارِكُني في خيرٍ أختي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فإنَّ ذلك لا يحِلُّ ) قالت أمُّ حبيبةَ: يا رسولَ اللهِ واللهِ لقد حُدِّثْنا أنَّك تنكِحُ دُرَّةَ بنتَ أبي سلمةَ قال: ( ابنةُ أبي سلمةَ ؟ ! ) فقالت أمُّ حبيبةَ: نَعم، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( لو أنَّها لم تكُنْ ربيبتي في حَجْري ما حلَّتْ لي إنَّها ابنةُ أخي مِن الرَّضاعةِ أرضَعَتْني وأبا سلمةَ: ثُوَيْبةُ فلا تعرِضَنَّ عليَّ بناتِكنَّ ولا أخواتِكنَّ )
الراوي : أم حبيبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4111 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | شرح حديث مشابه

18 - أمَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سهلةَ امرأةَ أبي حُذيفةَ أنْ تُرضِعَ سالِمًا مولى أبي حُذيفةَ حتَّى تذهَبَ غَيرةُ أبي حذيفةَ فأرضَعتْه وهو رجلٌ قال ربيعةُ: فكانت رُخصةً لسالمٍ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4213 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم

19 - كنَّا عندَ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو فذكَرْنا حديثًا عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ فقال : ذاك رجُلٌ ما أزالُ أُحِبُّه منذُ شيءٍ سمِعْتُه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( اقرَؤوا القُرآنَ مِن أربعةٍ : مِن ابنِ أمِّ عبدٍ ومِن أُبَيِّ بنِ كعبٍ ومِن سالِمٍ مولى أبي حُذيفةَ ومِن مُعاذِ بنِ جَبلٍ )
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7122 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه البخاري (3760) باختلاف يسير ودون القصة في أوله، ومسلم (2464) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

20 - عن عائشةَ أنَّها نصَبَتْ سِترًا فيه تصاويرُ فدخَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنزَعه قالت: فقطَعْتُه وسادتَيْنِ فقال رجُلٌ في المجلسِ يُقالُ له: ربيعةُ بنُ عطاءٍ مولى بني زُهرةَ: أمَا سمِعْتَ أبا محمَّدٍ يذكُرُ أنَّ عائشةَ قالت: فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يرتفِقُ عليهما ؟ قال ابنُ القاسمِ: لا قال: لكنِّي قد سمِعْتُه يُريدُ القاسمَ بنَ محمَّدٍ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5860 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم

21 - إنَّ هَوازنَ جاءت يومَ حُنينٍ بالشَّاءِ والإبلِ والغَنمِ فجعَلوها صفَّينِ ليكثُروا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فالتقى المسلمون والمشركون فولَّى المسلمون مُدبِرين كما قال اللهُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أنا عبدُ اللهِ ورسولُه ) فهزَم اللهُ المشركين ولم نضرِبْ بسيفٍ ولم نطعَنْ برُمحٍ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَئذٍ: ( مَن قتَل كافرًا فله سلَبُه ) فقتَل أبو طلحةَ يومَئذٍ عشرينَ رجُلًا وأخَذ أسلابَهم فقال أبو قتادةَ: يا رسولَ اللهِ إنِّي ضرَبْتُ رجُلًا على حبلِ العاتقِ وعليه درعٌ فأُعجِلْتُ عنه أنْ آخُذَها فانظُرْ مع مَن هي فقام رجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ أنا أخَذْتُها فأَرْضِهِ منِّي وأعطِنيها فسكَت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُسأَلُ شيئًا إلَّا أعطاه أو سكَت فقال عمرُ: لا يُفيئُها اللهُ على أَسَدٍ مِن أُسْدِه ويُعطيكها فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: ( صدَق عمرُ ) ولقي أبو طلحةَ أمَّ سُليمٍ ومعها خِنجرٌ فقال: يا أمَّ سُليمٍ ما هذا معكِ ؟ قالت: أرَدْتُ إنْ [ دنا منِّي بعضُ المشركين أنْ أبعَجَ به بطنَه فقال أبو طلحةَ: يا رسولَ اللهِ ألا تسمَعُ ما تقولُ أمُّ سُليمٍ ؟ قالت: يا رسولَ اللهِ ] أقتُلُ بها الطُّلقاءَ انهزَموا بك فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( يا أمَّ سُليمٍ إنَّ اللهَ قد كفى وأحسَن )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4838 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

22 - ذهَبْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامَ الفتحِ فوجَدْتُه يغتسِلُ وفاطمةُ ابنتُه تستُرُه بثوبٍ قالت: فسلَّمْتُ فقال: ( مَن هذه ) ؟ قُلْت: أمُّ هانئٍ بنتُ أبي طالبٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( مرحبًا يا أمَّ هانئٍ ) فلمَّا فرَغ مِن غُسلِه قام فصلَّى ثمانَ ركعاتٍ ملتحِفًا في ثوبٍ واحدٍ ثمَّ انصرَف فقُلْتُ له: يا رسولَ اللهِ زعَم ابنُ أمِّي عليُّ بنُ أبي طالبٍ - رضوانُ اللهِ عليه - أنَّه قاتِلٌ رجلًا أجَرْتُه: فلانُ بنُ هُبيرةَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( قد أجَرْنا مَن أجَرْتِ يا أمَّ هانئٍ ) وذلك ضُحًى
الراوي : فاختة بنت أبي طالب أم هانئ | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1188 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه البخاري (3171)، ومسلم (336) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

23 - خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زمَنَ الحُديبيَةِ في بضعَ عشر مئةً مِن أصحابِه حتَّى إذا كانوا بذي الحُليفةِ قلَّد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأشعَر ثمَّ أحرَم بالعمرةِ وبعَث بيْنَ يدَيْهِ عينًا له رجُلًا مِن خُزاعةَ يجيئُه بخبرِ قريشٍ وسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بغَديرِ الأشطاطِ قريبًا مِن عُسْفانَ أتاه عينُه الخُزاعيُّ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لُؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ قد جمَعوا لك الأحابيشَ وجمَعوا لك جموعًا كثيرةً وهم مقاتِلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أشيروا علَيَّ أترَوْنَ أنْ نميلَ إلى ذراريِّ هؤلاء الَّذين أعانوهم فنُصيبَهم فإنْ قعَدوا قعَدوا مَوتورين محزونين وإنْ نجَوْا يكونوا عُنقًا قطَعها اللهُ أم ترَوْنَ أنْ نؤُمَّ البيتَ فمَن صدَّنا عنه قاتَلْناه ) ؟ فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: اللهُ ورسولُه أعلمُ يا نبيَّ اللهِ إنَّما جِئْنا مُعتمرينَ ولم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنْ مَن حال بينَنا وبيْنَ البيتِ قاتَلْناه فقال النَّبيُّ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فرُوحوا إذًا ) قال الزُّهريُّ في حديثِه: وكان أبو هُريرةَ يقولُ: ما رأَيْتُ أحدًا أكثرَ مشاورةً لأصحابِه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال الزُّهريُّ في حديثِه عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ في حديثِهما: فراحوا حتَّى إذا كانوا ببعضِ الطَّريقِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ خالدَ بنَ الوليدِ بالغَميمِ في خيلٍ لقريشٍ طليعةً فخُذوا ذاتَ اليمينِ ) فواللهِ ما شعَر بهم خالدُ بنُ الوليدِ حتَّى إذا هو بقَترةِ الجيشِ فأقبَل يركُضُ نذيرًا لقريشٍ وسار النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بالثَّنيَّةِ الَّتي يُهبَطُ عليهم منها فلمَّا انتهى إليها برَكتْ راحلتُه فقال النَّاسُ: حَلْ حَلْ فألحَّتْ فقالوا: خلَأتِ القصواءُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما خلَأتِ القصواءُ وما ذلك لها بخُلُقٍ ولكنْ حبَسها حابسُ الفيلِ ) ثمَّ قال: ( والَّذي نفسي بيدِه لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها ) ثمَّ زجَرها فوثَبتْ به قال: فعدَل عنهم حتَّى نزَل بأقصى الحُديبيَةِ على ثَمَدٍ قليلِ الماءِ إنَّما يتبَرَّضُه النَّاسُ تبرُّضًا فلم يلبَثْ بالنَّاسِ أنْ نزَحوه فشُكي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العطشُ فانتزَع سهمًا مِن كِنانتِه ثمَّ أمَرهم أنْ يجعَلوه فيه قال: فما زال يَجيشُ لهم بالرِّيِّ حتَّى صدَروا عنه: فبينما هم كذلك إذ جاءه بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخزاعيُّ في نفرٍ مِن قومِه مِن خُزاعةَ وكانت عَيْبَةَ نُصحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أهلِ تِهامةَ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ نزَلوا أعدادَ مياهِ الحُديبيَةِ معهم العُوذُ المَطافيلُ وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّا لم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنَّا جِئْنا مُعتمرينَ فإنَّ قريشًا قد نهَكَتْهم الحربُ وأضرَّت بهم فإنْ شاؤوا مادَدْتُهم مدَّةً ويُخلُّوا بيني وبيْنَ النَّاسِ فإنْ ظهَرْنا وشاؤوا أنْ يدخُلوا فيما دخَل فيه النَّاسُ فعَلوا وقد جَمُّوا وإنْ هم أبَوْا فوالَّذي نفسي بيدِه لأُقاتِلَنَّهم على أمري هذا حتَّى تنفرِدَ سالفتي أو لَيُبْدِيَنَّ اللهُ أمرَه ) قال بُدَيْلُ بنُ وَرْقاءَ: سأُبلِغُهم ما تقولُ: فانطلَق حتَّى أتى قريشًا فقال: إنَّا قد جِئْناكم مِن عندِ هذا الرَّجُلِ وسمِعْناه يقولُ قولًا فإنْ شِئْتم أنْ نعرِضَه عليكم فعَلْنا فقال سفهاؤُهم: لا حاجةَ لنا في أنْ تُخبِرونا عنه بشيءٍ وقال ذو الرَّأيِ: هاتِ ما سمِعْتَه يقولُ قال: سمِعْتُه يقولُ كذا وكذا فأخبَرْتُهم بما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام عندَ ذلك أبو مسعودٍ عُروةُ بنُ مسعودٍ الثَّقفيُّ فقال: يا قومِ ألَسْتُم بالولدِ ؟ قالوا: بلى قال: ألَسْتُ بالوالدِ ؟ قالوا: بلى قال: فهل تتَّهموني ؟ قالوا: لا قال: ألَسْتُم تعلَمون أنِّي استنفَرْتُ أهلَ عُكاظٍ فلمَّا بلَّحوا عليَّ جِئْتُكم بأهلي وولَدي ومَن أطاعني ؟ قالوا: بلى قال: فإنَّ هذا امرؤٌ عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها ودعوني آتِهِ قالوا: ائتِه فأتاه قال: فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحوًا مِن قولِه لبُدَيْلِ بنِ وَرْقاءَ فقال عروةُ بنُ مسعودٍ عندَ ذلك يا محمَّدُ أرأَيْتَ إنِ استأصَلْتَ قومَك هل سمِعْتَ أحدًا مِن العربِ اجتاح أصلَه قبْلَك وإنْ تكُنِ الأخرى فواللهِ إنِّي أرى وجوهًا وأرى أشوابًا مِن النَّاسِ خُلَقاءَ أنْ يفِرُّوا ويدَعوك فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: امصُصْ ببَظْرِ اللَّاتِ أنحنُ نفِرُّ وندَعُه ؟ فقال أبو مسعودٍ: مَن هذا ؟ قالوا: أبو بكرِ بنُ أبي قُحافةَ فقال: أمَا والَّذي نفسي بيدِه لولا يدٌ كانت لك عندي لم أَجْزِك بها لأجَبْتُك وجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكلَّما كلَّمه أخَذ بلِحيتِه والمغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ قائمٌ على رأسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه السَّيفُ والمِغفَرُ فكلَّما أهوى عُروةُ بيدِه إلى لحيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضرَب يدَه بنَعْلِ السَّيفِ، وقال: أخِّرْ يدَك عن لحيةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرفَع عروةُ رأسَه وقال: مَن هذا ؟ فقالوا: المغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ فقال: أيْ غُدَرُ، أولَسْتُ أسعى في غَدرَتِك وكان المغيرةُ بنُ شُعبةَ صحِب قومًا في الجاهليَّةِ فقتَلهم وأخَذ أموالَهم ثمَّ جاء فأسلَم فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا الإسلامُ فأقبَلُ وأمَّا المالُ فلَسْتُ منه في شيءٍ ) قال: ثمَّ إنَّ عروةَ جعَل يرمُقُ صحابةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعينِه فواللهِ ما يتنخَّمُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نُخامةً إلَّا وقَعتْ في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلدَه وإذا أمَرهم انقادوا لأمرِه وإذا توضَّأ كادوا يقتتلون على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له فرجَع عروةُ بنُ مسعودٍ إلى أصحابِه فقال: أيْ قومِ واللهِ لقد وفَدْتُ إلى الملوكِ ووفَدْتُ إلى كسرى وقيصرَ والنَّجاشيِّ واللهِ ما رأَيْتُ ملِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ محمَّدٍ محمَّدًا وواللهِ إنْ يتنخَّمُ نُخامةً إلَّا وقَعت في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلْدَه وإذا أمَرهم ابتدَروا أمرَه وإذا توضَّأ اقتتلوا على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له وإنَّه قد عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها فقال رجُلٌ مِن بني كِنانةَ دعوني آتِه فلمَّا أشرَف على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا فلانٌ مِن قومٍ يُعظِّمون البُدنَ فابعَثوها له قال: فبُعِثَتْ واستقبَله القومُ يُلَبُّون فلمَّا رأى ذلك قال: سُبحانَ اللهِ لا ينبغي لهؤلاء أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فلمَّا رجَع إلى أصحابِه قال: رأَيْتُ البُدْنَ قد قُلِّدتْ وأُشعِرَتْ فما أرى أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فقام رجُلٌ منهم يُقالُ له: مِكرَزٌ فقال: دعوني آتِهِ فقالوا: ائتِه فلمَّا أشرَف عليهم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا مِكرَزٌ وهو رجُلٌ فاجرٌ ) فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبينما هو يُكلِّمُه إذ جاءه سُهيلُ بنُ عمرٍو قال مَعْمَرٌ: فأخبَرني أيُّوبُ السَّخْتِيانيُّ عن عِكرمةَ قال: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا سُهيلٌ قد سهَّل اللهُ لكم أمرَكم ) قال مَعْمَرٌ في حديثِه عن الزُّهريِّ عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال: هاتِ اكتُبْ بينَنا وبينَكم كتابًا فدعا الكاتبَ فقال: اكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فقال سُهيلٌ: أمَّا الرَّحمنُ فلا أدري واللهِ ما هو ولكِنِ اكتُبْ باسمِك اللَّهمَّ ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( اكتُبْ هذا ما قاضى عليه محمَّدٌ رسولُ اللهِ ) فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: لو كنَّا نعلَمُ أنَّك رسولُ اللهِ ما صدَدْناك عن البيتِ ولا قاتَلْناك ولكِنِ اكتُبْ: محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( واللهِ إنِّي لَرسولُ اللهِ وإنْ كذَّبْتُموني اكتُبْ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ ) قال الزُّهريُّ: وذلك لقولِه: لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها وقال في حديثِه عن عُروةَ عنِ المِسوَرِ ومَروانَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( على أنْ تُخَلُّوا بينَنا وبيْنَ البيتِ فنطوفَ به فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: إنَّه لا يتحدَّثُ العربُ أنَّا أُخِذْنا ضُغطةً، ولكِنْ لك مِن العامِ المقبِلِ، فكتَب، فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: على أنَّه لا يأتيك منَّا رجُلٌ وإنْ كان على دِينِك أو يُريدُ دينَك إلَّا ردَدْتَه إلينا فقال المسلِمونَ: سُبحانَ اللهِ كيف يُرَدُّ إلى المشركينَ وقد جاء مسلِمًا فبينما هم على ذلك إذ جاء أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو يرسُفُ في قيودِه قد خرَج مِن أسفلِ مكَّةَ حتى رمى بنفسِه بيْنَ المسلمينَ فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: يا محمَّدُ هذا أوَّلُ مَن نُقاضيك عليه أنْ ترُدَّه إليَّ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا لم نُمضِ الكتابَ بعدُ فقال: واللهِ لا أُصالِحُك على شيءٍ أبدًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فأَجِزْه لي ) فقال: ما أنا بمُجيزِه لك قال: فافعَلْ قال: ما أنا بفاعلٍ قال مِكرَزٌ: بل قد أجَزْناه لك فقال أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو: يا معشرَ المسلمينَ أُرَدُّ إلى المشركين وقد جِئْتُ مسلِمًا ألا ترَوْنَ إلى ما قد لقيتُ وكان قد عُذِّب عذابًا شديدًا في اللهِ - فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه: واللهِ ما شكَكْتُ منذُ أسلَمْتُ إلَّا يومَئذٍ فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: ألَسْتَ رسولَ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: ألَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِيننِا إذًا ؟ قال: ( إنِّي رسولُ اللهِ ولَسْتُ أعصي ربِّي وهو ناصري ) قُلْتُ: أوليسَ كُنْتَ تُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ فنطوفُ به ؟ قال ( بلى فخبَّرْتُك أنَّك تأتيه العامَ ؟ ) قال: لا قال: ( فإنَّك تأتيه فتطوفُ به قال: فأتَيْتُ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضوانُ اللهِ عليه فقُلْتُ: يا أبا بكرٍ أليس هذا نبيَّ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: أولَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا ؟ قال: أيُّها الرَّجلُ إنَّه رسولُ اللهِ وليس يعصي ربَّه وهو ناصرُه فاستمسِكْ بغَرْزِه حتَّى تموتَ فواللهِ إنَّه على الحقِّ قُلْتُ: أوليس كان يُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ ونطوفُ به ؟ قال: بلى قال فأخبَرك أنَّا نأتيه العامَ ؟ قُلْتُ: لا قال: فإنَّك آتيه وتطوفُ به قال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه فعمِلْتُ في ذلك أعمالًا - يعني في نقضِ الصَّحيفةِ - فلمَّا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الكتابِ أمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه فقال: ( انحَروا الهَدْيَ واحلِقوا ) قال: فواللهِ ما قام رجُلٌ منهم رجاءَ أنْ يُحدِثَ اللهُ أمرًا فلمَّا لم يقُمْ أحَدٌ منهم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخَل على أمِّ سلَمةَ فقال: ما لقيتُ مِن النَّاسِ قالت أمُّ سلَمةَ: أوَتُحِبُّ ذاك، اخرُجْ ولا تُكلِّمَنَّ أحدًا منهم كلمةً حتَّى تنحَرَ بُدنَكَ وتدعوَ حالقَك فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَج ولم يُكلِّمْ أحدًا منهم حتَّى نحَر بُدْنَه ثمَّ دعا حالقَه فحلَقه فلمَّا رأى ذلك النَّاسُ جعَل بعضُهم يحلِقُ بعضًا حتَّى كاد بعضُهم يقتُلُ بعضًا قال: ثمَّ جاء نِسوةٌ مؤمناتٌ فأنزَل اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] إلى آخِرِ الآيةِ قال: فطلَّق عمرُ رضوانُ اللهِ عليه امرأتينِ كانتا له في الشِّركِ فتزوَّج إحداهما معاويةُ بنُ أبي سُفيانَ والأخرى صفوانُ بنُ أميَّةَ قال: ثمَّ رجَع صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ فجاءه أبو بَصيرٍ رجُلٌ مِن قريشٍ وهو مسلِمٌ فأرسَلوا في طلبِه رجُلينِ وقالوا: العهدَ الَّذي جعَلْتَ لنا فدفَعه إلى الرَّجُلينِ فخرَجا حتَّى بلَغا به ذا الحليفةِ فنزَلوا يأكُلون مِن تمرٍ لهم فقال أبو بَصيرٍ لأَحدِ الرَّجُلينِ: واللهِ لَأرى سيفَك هذا يا فلانُ جيِّدًا فقال: أجَلْ واللهِ إنَّه لَجيِّدٌ لقد جرَّبْتُ به ثمَّ جرَّبْتُ فقال أبو بَصيرٍ: أَرِني أنظُرْ إليه فأمكَنه منه فضرَبه حتَّى برَد وفرَّ الآخَرُ حتَّى أتى المدينةَ فدخَل المسجدَ يعدو فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد رأى هذا ذُعْرًا فلمَّا انتهى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: قُتِل واللهِ صاحبي وإنِّي لَمقتولٌ فجاء أبو بَصيرٍ فقال: يا نبيَّ اللهِ قد واللهِ أوفى اللهُ ذمَّتَك قد ردَدْتَني إليهم ثمَّ أنجاني اللهُ منهم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ويلُ امِّه لو كان معه أحَدٌ فلمَّا سمِع بذلك عرَف أنَّه سيرُدُّه إليهم مرَّةً أخرى فخرَج حتَّى أتى سِيفَ البحرِ قال: وتفلَّت منهم أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو فلحِق بأبي بَصيرٍ فجعَل لا يخرُجُ مِن قريشٍ رجُلٌ أسلَم إلَّا لحِق بأبي بَصيرٍ حتَّى اجتمَعت منهم عصابةٌ قال: فواللهِ ما يسمَعون بِعِيرٍ خرَجتْ لقريشٍ إلى الشَّامِ إلَّا اعترَضوا لها فقتَلوهم وأخَذوا أموالَهم فأرسَلتْ قريشٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُناشِدُه اللهَ والرَّحِمَ لَمَا أرسَل إليهم ممَّن أتاه فهو آمِنٌ فأرسَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم فأنزَل اللهُ جلَّ وعلا: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح: 24] حتَّى بلَغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] وكانت حميَّتُهم أنَّهم لم يُقِرُّوا أنَّه نبيُّ اللهِ ولم يُقِرُّوا ببِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الراوي : المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4872 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

24 - أنَّ رجلًا مِن الأنصارِ عَمِيَ فبعَث إلى رسولِ اللهِ أنْ تعالَ فاخطُطْ في داري مسجدًا أتَّخِذُه مُصلًّى فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واجتمَع إليه قومُه وبقي رجلٌ منهم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أين فلانٌ ) ؟ فغمَزه بعضُ القومِ: إنَّه وإنَّه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أليس قد شهِد بدرًا ؟ ) قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولكنَّه كذا وكذا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( لعلَّ اللهَ اطَّلَع على أهلِ بدرٍ فقال: اعمَلوا ما شِئْتُم فقد غفَرْتُ لكم )
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4798 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الدارمي (2761) مختصراً باختلاف يسير، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (658) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

25 - خرَجْتُ يومَ الخَندقِ أقفو أثَرَ النَّاسِ فسمِعْتُ وَئيدِ الأرضِ مِن ورائي فالتفَتُّ فإذا أنا بسعدِ بنِ مُعاذٍ ومعه ابنُ أخيه الحارثُ بنُ أوسٍ يحمِلُ مِجَنَّه فجلَسْتُ إلى الأرضِ فمَرَّ سعدٌ وعليه دِرْعٌ قد خرَجَتْ منها أطرافُه فأنا أتخوَّفُ على أطرافِ سعدٍ وكان مِن أعظَمِ النَّاسِ وأطولِهم قالت : فمَرَّ وهو يرتجِزُ ويقولُ : لبِّثْ قليلًا يُدرِكِ الهَيْجا حَمَلْ ما أحسَنَ الموتَ إذا حان الأجَلْ قالت : فقُمْتُ فاقتحَمْتُ حديقةً فإذا فيها نفَرٌ مِن المُسلِمينَ فيهم عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه فقال عُمَرُ : وَيْحَكِ ما جاء بكِ لَعَمْرِي واللهِ إنَّكِ لَجريئةٌ ما يُؤمِنُكِ أنْ يكونَ تحوُّزٌ أو بلاءٌ قالت : فما زال يلومُني حتَّى تمنَّيْتُ أنَّ الأرضَ قدِ انشقَّتْ فدخَلْتُ فيها وفيهم رجُلٌ عليه نَصيفةٌ له فرفَع الرَّجُلُ النَّصيفَ عن وجهِه فإذا طلحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ فقال : وَيْحَكَ يا عُمَرُ إنَّكَ قد أكثَرْتَ منذُ اليومِ وأينَ الفِرارُ إلَّا إلى اللهِ ؟ قالت : ورمى سعدًا رجُلٌ مِن المُشرِكينَ يُقالُ له : ابنُ العَرِقَةِ بسَهمٍ قال : خُذْها وأنا ابنُ العَرِقَةِ فأصاب أَكْحَلَه فقطَعها فقال : اللَّهمَّ لا تُمِتْني حتَّى تُقِرَّ عيني مِن قُرَيظةَ وكانوا حلفاءَه ومواليَه في الجاهليَّةِ فبرَأ كَلْمُه وبعَث اللهُ الرِّيحَ على المُشرِكينَ فكفى اللهُ المؤمنينَ القتالَ وكان اللهُ قويًّا عزيزًا، فلحِق أبو سُفيانَ بتِهامَةَ ولحِق عُيَينةُ ومَن معه بنَجْدٍ ورجَعَتْ بنو قُرَيظةَ فتحصَّنوا بصَياصِيهم فرجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ وأمَر بقُبَّةٍ مِن أَدَمٍ فضُرِبَتْ على سعدٍ في المسجدِ ووضَع السِّلاحَ قالت : فأتاه جِبريلُ فقال : أوَقَدْ وضَعْتَ السِّلاحَ فوَاللهِ ما وضَعَتِ الملائكةُ السِّلاحَ اخرُجْ إلى بني قُرَيظةَ فقاتِلْهم فأمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالرَّحيلِ ولبِس لَأْمَتَه فخرَج فمَرَّ على بني غُنْمٍ وكانوا جيرانَ المسجِدِ فقال : ( مَن مَرَّ بكم ) ؟ قالوا : مَرَّ بنا دِحْيَةُ الكَلْبيُّ فأتاهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحاصَرهم خمسًا وعشرينَ يومًا فلمَّا اشتَدَّ حَصْرُهم واشتَدَّ البلاءُ عليهم قيل لهم : انزِلوا على حُكْمِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستشاروا أبا لُبابةَ فأشار إليهم : أنَّه الذَّبحُ فقالوا : ننزِلُ على حُكْمِ سعدِ بنِ مُعاذٍ فنزَلوا على حُكْمِ سعدٍ وبعَث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى سعدٍ فحُمِل على حمارٍ وعليه إِكافٌ مِن لِيفٍ وحَفَّ به قومُه فجعَلوا يقولونَ : يا أبا عمرٍو حلفاؤُك ومواليك وأهلُ النِّكايةِ ومَن علِمْتَ فلا يرجِعُ إليهم قولًا حتَّى إذا دنا مِن ذراريِّهم التفَت إلى قومِه فقال : قد آنَ لسعدٍ ألَّا يُباليَ في اللهِ لومةَ لائمٍ فلمَّا طلَع على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( قوموا إلى سيِّدِكم فأنزِلوه ) قال عُمَرُ : سيِّدُنا اللهُ قال : ( أنزِلوه ) فأنزَلوه فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( احكُمْ فيهم ) قال : فإنِّي أحكُمُ فيهم أنْ تُقتَلَ مُقاتِلتُهم وتُسبَى ذراريُّهم وتُقسَمَ أموالُهم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لقد حكَمْتَ فيهم بحُكْمِ اللهِ ورسولِه ) ثم دعا اللهَ سعدٌ فقال : اللَّهمَّ إنْ كُنْتَ أبقَيْتَ على نبيِّك صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن حَرْبِ قُرَيشٍ شيئًا فأبقِني لها وإنْ كُنْتَ قطَعْتَ بَيْنَه وبَيْنَهم فاقبِضْني إليكَ فانفجَر كَلْمُه وكان قد برَأ منه حتَّى ما بقي منه إلَّا مِثْلُ الحِمِّصِ قالت : فرجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورجَع سعدٌ إلى بيتِه الَّذي ضرَب عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت فحضَره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وعُمَرُ قالت : فوالَّذي نفسي بيدِه إنِّي لَأعرِفُ بكاءَ أبي بكرٍ مِن بكاءِ عُمَرَ وأنا في حُجرتي وكانوا كما قال اللهُ {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] قال عَلْقمةُ : فقُلْتُ : أيْ أُمَّهْ فكيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصنَعُ ؟ قالت : كان عيناه لا تدمَعُ على أحَدٍ ولكنَّه إذا وجَد إنَّما هو آخِذٌ بلِحيتِه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7028 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

26 - نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن أكلِ لحومِ الضَّحايا بعدَ ثلاثٍ قال عبدُ اللهِ بنُ أبي بكرٍ: فذكَرْتُ ذلك لِعَمرةَ بنتِ عبدِ الرَّحمنِ فقالت: سمِعْتُ عائشةَ تقولُ: دَفَّ ناسٌ مِن أهل الباديةِ حَضْرةَ الأضحى في زمانِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ادَّخِروا الثُّلثَ وتصدَّقوا بما بقي ) قالت عَمرةُ: قالت عائشةُ: فلمَّا كان بعدَ ذلك قيل: يا رسولَ اللهِ لقد كان النَّاسُ ينتفِعون مِن ضحاياهم ويحمِلون منها الوَدَكَ ويتَّخِذونَ منها الأسقيةَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( وما ذاك ) ؟ قالوا: يا رسولَ اللهِ نهَيْتَ عن إمساكِ لحومِ الضَّحايا بعدَ ثلاثٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّما نهَيْتُكم مِن أجلِ الدَّافَّةِ الَّتي دفَّت عليكم فكُلوا وتصدَّقوا وادَّخِروا )
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5927 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه مسلم (1971) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

27 - عن ابن عباس قال: لم أزَلْ حريصًا أنْ أسأَلَ عمرَ بنَ الخطَّابِ عن المرأتينِ اللَّتينِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حتَّى حجَّ عمرُ فحجَجْتُ معه فلمَّا كان في بعضِ الطَّريقِ عدَل ليتوضَّأَ وعدَلْتُ معه بالإداوةِ فتبرَّز ثمَّ أتاني فسكَبْتُ على يديه فتوضَّأ فقُلْتُ: يا أميرَ المؤمنينَ مَن المرأتانِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتانِ قال اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] ؟ فقال عمرُ: واعجبًا لك يا ابنَ عبَّاسٍ ثمَّ قال: هي عائشةُ وحفصةُ ثمَّ أنشَأ يسوقُ الحديثَ فقال: كنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْناهم قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم وكان منزلي في بني أميَّةَ بنِ زيدٍ في العوالي قال: فتغضَّبْتُ يومًا على امرأتي فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ أنْ تُراجِعَني فقالت: ما تُنكِرُ أنْ أُراجِعَك فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لتُراجِعْنَه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فانطلَقْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ: أتُراجِعينَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: نَعم وتهجُرُه إحدانا اليومَ إلى اللَّيلِ قال: قد قُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منكنَّ وخسِر، أفتأمَنُ إحداكنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ، ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ ـ يُريدُ عائشةَ قال: وكان لي جارٌ مِن الأنصارِ وكنَّا نتناوَبُ النُّزولَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فينزِلُ يومًا وأنزِلُ يومًا فيأتيني بخبرِ الوحيِ وغيرِه وأنزِلُ فآتيه بمثلِ ذلك، وكنَّا نتحدَّثُ أنَّ غسَّانَ تنعَلُ الخيلَ لتغزوَنا قال: فنزَل صاحبي يومًا، ثمَّ أتاني فضرَب على بابي ثمَّ ناداني فخرَجْتُ إليه فقال: حدَث أمرٌ عظيمٌ فقُلْتُ: ماذا أجاءتْ غسَّانُ ؟ قال: بل أعظمُ مِن ذلك وأطولُ، طلَّق رسولُ اللهِ نساءَه فقُلْتُ: خابت حفصةُ وخسِرت قد كُنْتُ أظُنَّ هذا كائنًا فلمَّا صلَّيْتُ الصُّبحَ شدَدْتُ علَيَّ ثيابي ثمَّ نزَلْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ فإذا هي تبكي فقُلْتُ: أَطلَّقكنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقالت: لا أدري هو ذا هو مُعتزِلٌ في هذه المَشرُبةِ قال: فأتَيْتُ غلامًا له أسودَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعُمرَ فدخَل الغلامُ ثمَّ خرَج إليَّ وقال: قد ذكَرْتُكَ له فلم يقُلْ شيئًا فانطلَقْتُ حتَّى أتَيْتُ المسجدَ فإذا قومٌ حولَ المنبرِ جلوسٌ يبكي بعضُهم إلى بعضٍ قال: فجلَسْتُ قليلًا ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُكَ له فصمَت فرجَعْتُ فجلَسْتُ إلى المنبرِ ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فأتَيْتُ الغلامَ فقُلْتُ: استأذِنْ لعمرَ فدخَل ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُك له فسكَت فولَّيْتُ مدبِرًا فإذا الغلامُ يدعوني ويقولُ: ادخُلْ فقد أذِن لكَ فدخَلْتُ فسلَّمْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو متَّكئٌ على رملِ حصيرٍ قد أثَّر بجَنبِه فقُلْتُ: أطلَّقْتَ يا رسولَ اللهِ نساءَك ؟ قال: فرفَع رأسَه إليَّ وقال: ( لا ) فقُلْتُ: اللهُ أكبرُ لو رأيتَنا يا رسولَ اللهِ وكنَّا معشرَ قريشٍ قومًا نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا المدينةَ وجَدْنا قومًا تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يتعلَّمْنَ مِن نسائِهم فتغضَّبْتُ على امرأتي يومًا فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ ذلك عليها فقالت: أتُنكِرُ أنْ أُراجِعَكَ ؟ فواللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُراجِعْنُه، وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ قال: فقُلْتُ: قد خاب مَن فعَل ذلك منهنَّ وخسِرت أتأمَنُ إحداهنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ ؟ ! قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فدخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ لها: لا تُراجِعي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تسأَليه شيئًا وسَليني ما بدا لكِ ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِ قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخرى فقُلْتُ: أستأنِسُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: ( نَعم ) فجلَسْتُ فرفَعْتُ رأسي في البيتِ فواللهِ ما رأَيْتُ فيه شيئًا يرُدُّ البصرَ إلَّا أُهُبًا ثلاثةً فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يوسِّعَ على أمَّتِك فقد وسَّع اللهُ على فارسَ والرُّومِ وهم لا يعبُدونَه قال: فاستوى جالسًا وقال: ( أفي شكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئكَ قومٌ عُجِّلتْ لهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا ) فقُلْتُ: استغفِرْ لي يا رسولَ اللهِ، وكان أقسَم لا يدخُلُ عليهنَّ شهرًا مِن شدَّةِ مَوْجِدتِه عليهنَّ حتَّى عاتَبه اللهُ قال الزُّهريُّ: فأخبَرني عروةُ عن عائشةَ قالت: فلمَّا مضى تسعٌ وعشرونَ دخَل عليَّ رسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بدَأ بي فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّكَ أقسَمْتَ ألَّا تدخُلَ علينا شهرًا وإنَّك دخَلْتَ تسعًا وعشرينَ أعُدُّهنَّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ الشَّهرَ تسعٌ وعشرونَ ) ثمَّ قال: ( يا عائشةُ إنِّي ذاكرٌ لكِ أمرًا فلا أُريدُ أنْ تعجَلي فيه حتَّى تستأمِري أبويكِ ) قالت: ثمَّ قرَأ عليَّ الآيةَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28، 29] قالت عائشةُ: قد علِم واللهِ أنَّ أبويَّ لم يكونا يأمُراني بفِراقِه فقُلْتُ: أفي هذا أستأمِرُ أبويَّ فإنِّي أُريدُ اللهَ ورسولَه والدَّارَ الآخرةَ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4268 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه البخاري (5843)، ومسلم (1479) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

28 - حينَ قال لها أهلُ الإفكِ ما قالوا فبرَّأها اللهُ، وكلٌّ حدَّثني بطائفةٍ مِن الحديثِ، وبعضُهم أوعى لحديثِها مِن بعضٍ وأسَدُّ اقتصاصًا، وقد وعَيْتُ مِن كلِّ واحدٍ الحديثَ الَّذي حدَّثني به، وبعضُهم يُصدِّقُ بعضًا، ذكَروا أنَّ عائشةَ قالت: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أنْ يخرُجَ سفرًا أقرَع بينَ نسائِه فأيَّتُهنَّ خرَج سهمُها خرَج بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم معه، قالت: فأقرَع بينَنا في غزوةٍ غزاها فخرَج سهمي فخرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وذلك بعدَ أنْ أُنزِل الحجابُ فأنا أُحمَلُ في هَودجي وأنزِلُ فيه مسيرَنا حتَّى إذا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن غزوتِه تلك وقفَل ودنَوْنا مِن المدينةِ آذَن بالرَّحيلِ ليلةً فقُمْتُ [ حينَ آذَنوا ] في الرَّحيلِ، فمشَيْتُ حتَّى جاوَزْتُ الجيشَ فلمَّا قضَيْتُ شأني رجَعْتُ فلمَسْتُ صدري فإذا عِقدٌ مِن جَزْعِ ظَفارِ قد وقَع فرجَعْتُ فالتمَسْتُ عِقدي فحبَسني ابتغاؤُه وأقبَل الرَّهطُ الَّذينَ يرحَلونَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحمَلوا هَودجي ورحَلوه على البعيرِ الَّذي كُنْتُ أركَبُ وهم يحسَبون أنِّي فيه قالت عائشةُ: وكان النِّساءُ إذ ذاك خِفافًا لم يغشَهنَّ اللَّحمُ فرحَلوه ورفَعوه فلمَّا بعَثوا وسار الجيشُ وجَدْتُ عِقدي بعدَما استمرَّ الجيشُ فجِئْتُ منازلَهم وليس بها داعي ولا مجيبٌ، فأقَمْتُ منزلي الَّذي كُنْتُ فيه فبَيْنا أنا جالسةٌ غلَبتْني عيني فنِمْتُ وكان صفوانُ بنُ المعطَّلِ السُّلَميُّ ثمَّ الذَّكوانيُّ عرَّس فأدلَج فأصبَح عندَ منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ فعرَفني حينَ رآني وكان رآني قبْلَ أنْ ينزِلَ الحجابُ فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفني فخمَّرْتُ وجهي بجلبابي واللهِ ما كلَّمني بكلمةٍ ولا سمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه حتَّى أناخ راحلتَه فوطِئ على يدِها فركِبْتُه ثمَّ انطلَق يقودُ بي الرَّاحلةَ حتَّى أتَيْنا الجيشَ بعدَما نزَلوا موغِرينَ في نحرِ الظَّهيرةِ فهلَك في شأني مَن هلَك، وكان الَّذي تولَّى كِبْرَه منهم عبدُ اللهِ بنُ أُبَيِّ ابنِ سلولٍ فقدِمْتُ المدينةَ فاشتكَيْتُ حينَ قدِمْتُها شهرًا والنَّاسُ يُفيضونَ في قولِ أهلِ الإفكِ ولا أشعُرُ بشيءٍ مِن ذلك وهو يُريبُني مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنِّي لا أرى منه اللُّطفَ الَّذي كُنْتُ أراه منه حينَ أشتكي إنَّما يدخُلُ عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيقولُ: ( كيف تِيكُم ؟ ) فيُريبُني ذلك ولا أشعُرُ حتَّى خرَجْتُ بعدَما نقَهْتُ مِن مرَضي ومعي أمُّ مِسطَحٍ قِبَلَ المَناصِعِ وهي مُتبرَّزُنا ولا نخرُجُ إلَّا ليلًا إلى ليلٍ وذلك أنَّا نكرَهُ أنْ نتَّخذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا، وأمرُنا أمرُ العربِ الأُوَلِ في التَّبرُّزِ، وكنَّا نتأذَّى بالكُنُفِ قُرْبَ بيوتِنا فانطلَقْتُ ومعي أمُّ مِسطَحٍ وهي بنتُ أبي رُهمِ بنِ المطَّلبِ بنِ عبدِ منافٍ، وأمُّها بنتُ صخرِ بنِ عامرٍ خالةِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، وابنُها مِسطَحُ بنُ أُثاثةَ بنِ عبَّادِ بنِ المطَّلبِ، فأقبَلْنا حينَ فرَغْنا مِن شأنِنا لنأتيَ البيتَ فعثَرتْ أمُّ مِسطَحٍ في مِرطِها فقالت: تعِس مِسطَحٌ فقُلْتُ لها: بئس ما قُلْتِ، أتسُبِّينَ رجلًا قد شهِد بدرًا ؟! فقالت: أيْ هَنتاه، أوَلم تسمَعي ما قال ؟ قُلْتُ: وما قال فأخبَرتْني بقولِ أهلِ الإفكِ فازدَدْتُ مرضًا إلى مرَضي ورجَعْتُ إلى بيتي فدخَل عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسلَّم ثمَّ قال: ( كيف تِيكُم ؟ ) فقُلْتُ: أتأذَنُ لي أنْ آتيَ أبوَيَّ ؟ وأنا حينَئذٍ أُريدُ أنْ أتيقَّنَ الخبَرَ مِن قِبَلِهما فأذِن لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجِئْتُ أبويَّ فقُلْتُ لأمِّي: يا أمَّتاه ما يتَّحدثُ النَّاسُ ؟ قالت: أيْ بنيَّةُ هوِّني عليكِ فواللهِ لَقَلَّ امرأةٌ وضيئةٌ كانت عندَ رجلٍ يُحِبُّها ولها ضرائرُ إلَّا أكثَرْنَ عليها قالت: فقُلْتُ: سبحانَ اللهِ أوَتحدَّث النَّاسُ بذلك ؟ ! قالت: فمكَثْتُ تلك اللَّيلةَ لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ، أُصبِحُ وأبكي ودعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليَّ بنَ أبي طالبٍ وأسامةَ بنَ زيدٍ وهو حينَئذٍ يُريدُ أنْ يستشيرَهما في فِراقِ أهلِه وذلك حينَ استَلْبَث الوحيُ فأمَّا أسامةُ بنُ زيدٍ فأشار على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالَّذي يعلَمُ مِن براءةِ أهلِه وما له في نفسِه لهم مِن الوُدِّ فقال: هم أهلُك ولا نعلَمُ إلَّا خيرًا وأمَّا عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضوانُ اللهِ عليه فقال: لم يُضيِّقِ اللهُ عليك والنِّساءُ سواها كثيرٌ وإنْ تسأَلِ الجاريةَ تصدُقْكَ قالت: فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَريرةَ فقال: ( أيْ بَريرةُ، هل رأَيْتِ مِن عائشةَ شيئًا يُريبُكِ ؟ ) قالت بَريرةُ: يا رسولَ اللهِ والَّذي بعَثك بالحقِّ ما رأَيْتُ عليها أمرًا قطُّ أغمضه عليها أكثرَ مِن أنَّها جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ تنامُ عن عجينِ أهلِها فيدخُلُ الدَّاجنُ فيأكُلُه فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستعذَر مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ ابنِ سلولٍ فقال وهو على المنبرِ: ( يا معشرَ المسلِمينَ مَن يعذِرُني مِن رجلٍ بلَغ أذاه في أهلِ بيتي ؟ فواللهِ ما علِمْتُ مِن أهلي إلَّا خيرًا ولقد ذكَروا رجلًا ما علِمْتُ منه إلَّا خيرًا وما كان يدخُلُ على أهلي إلَّا معي ) فقام سعدُ بنُ معاذٍ الأنصاريُّ فقال: أنا أعذِرُك منه يا رسولَ اللهِ إنْ كان مِن الأوسِ ضرَبْنا عُنقَه وإنْ كان مِن الخزرجِ أمَرْتَنا ففعَلْنا أمرَك فقام سعدُ بنُ عُبادةَ وهو سيِّدُ الخزرجِ وكان رجلًا صالحًا ولكنِ احتمَلتْه الحميَّةُ فقال: واللهِ ما تقتُلُه ولا تقدِرُ على قتلِه فقام أُسيدُ بنُ حُضيرٍ وهو ابنُ عمِّ سعدِ بنِ مُعاذٍ فقال: كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لنقتُلَنَّه فإنَّك منافقٌ تجادِلُ عن المنافقينَ فثار الحيَّانِ: الأوسُ والخزرجُ حتَّى همُّوا أنْ يقتتِلوا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخفِّضُهم حتَّى سكَتوا وسكَت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبكَيْتُ يومي لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحلُ بنومٍ وأبواي يظنُّانِ أنَّ البكاءَ فالقٌ كبِدي فبينما هما جالسانِ عندي إذ استأذَنتْ عليَّ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأذِنْتُ لها فجلَستْ معي فبينما نحنُ على حالِنا ذلك إذ دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسلَّم ثمَّ جلَس ولم يكُنْ جلَس قبْلَ يومي ذلك مذُ كان مِن أمري ما كان ولبِث شهرًا لا يُوحى إليه قالت: فتشهَّد ثمَّ قال: ( أمَّا بعدُ فقد بلَغني يا عائشةُ عنكِ كذا وكذا فإنْ كُنْتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ اللهُ وإنْ كُنْتِ ألمَمْتِ بذنبٍ فاستغفِري اللهَ وتوبي فإنَّ العبدَ إذا اعترَف بالذَّنبِ ثمَّ تاب تاب اللهُ عليه ) فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مقالتَه قلَص دمعي حتَّى ما أُحِسُّ منه بقطرةٍ فقُلْتُ لأبي: أجِبْ عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: واللهِ ما أدري ما أقولُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لأمِّي: أجيبي عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: واللهِ لا أدري ما أقولُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ فقُلْتُ ] ـ وأنا جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ لا أقرَأُ كثيرًا مِن القرآنِ: إنِّي واللهِ لقد عرَفْتُ أنَّكم سمِعْتُم بذاك حتَّى استقرَّ في أنفسِكم وصدَّقْتُم به فإنْ قُلْتُ لكم: إنِّي بريئةٌ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لم تُصدِّقوني وإنِ اعترَفْتُ لكم بأمرٍ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لتُصَدِّقوني وإنِّي واللهِ لا أجِدُ مثَلي ومَثَلَكم إلَّا كما قال أبو يوسفَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثمَّ تحوَّلْتُ فاضطجَعْتُ على فراشي وأنا واللهِ حينَئذٍ أعلَمُ أنِّي بريئةٌ وأنَّ اللهَ جلَّ وعلا يُبرِّئُني ببراءتي ولكنْ لم أظُنَّ أنَّ اللهَ جلَّ وعلا يُنزِلُ في شأني وحيًا يُتلَى ولَشأني كان أحقَرَ في نفسي مِن أنْ يتكلَّمَ اللهُ جلَّ وعلا فيَّ بأمرٍ يُتلى ولكنْ أرجو أنْ يرى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في منامِه رؤيا يُبرِّئُني اللهُ بها قالت: فواللهِ ما رام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مجلسَه ولا خرَج مِن البيتِ أحدٌ حتَّى أنزَل اللهُ على نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخَذه ما كان يأخُذُه مِن البُرحاءِ عندَ الوحيِ مِن ثِقَلِ القولِ الَّذي أُنزِل عليه فلمَّا سُرِّي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان أوَّلَ كلمةٍ تكلَّم بها أنْ قال: ( يا عائشةُ أمَا واللهِ فقد برَّأكِ اللهُ ) فقالت لي أمِّي: قومي إليه فقُلْتُ: واللهِ لا أقومُ إليه ولا أحمَدُ إلَّا اللهَ الَّذي هو أنزَل براءتي فأنزَل اللهُ: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] العشْرَ الآياتِ، قالت: فأنزَل اللهُ هذه الآياتِ في براءتي وكان أبو بكرٍ رضوانُ اللهِ عليه يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقرابتِه منه وفقرِه فقال: واللهِ لا أُنفِقُ عليه أبدًا بعدَ الَّذي قال لعائشةَ ما قال فأنزَل اللهُ {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ: واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالنَّفقةِ الَّتي كان يُنفِقُ عليه فقال: واللهِ لا أنزِعُها منه أبدًا قالت: وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جحشٍ عن أمري: ( ما علِمْتِ وما رأَيْتِ ؟ ) فقالت: أحمي سمعي وبصري ما علِمْتُ إلَّا خيرًا قالت: وهي الَّتي كانت تُساميني مِن أزواجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فعصَمها اللهُ بالورَعِ وطفِقتْ أختُها حَمنةُ بنتُ جحشٍ تُحارِبُ لها فهلَكتْ فيمَن هلَك قال الزُّهريُّ: فهذا ما انتهى إليَّ مِن أمرِ هؤلاء الرَّهطِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4212 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما | شرح حديث مشابه

29 - عن ابن عباس قال: لم أزَلْ حريصًا على أنْ أسأَلَ عمرَ بنَ الخطَّابِ عن المرأتينِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتينِ قال اللهُ لهما: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حتَّى حجَّ فحجَجْتُ معه فعدَل وعدَلْتُ معه بإداوةٍ فتبرَّز ثمَّ جاء فسكَبْتُ على يدَيهِ مِن الإداوةِ فتوضَّأ فقُلْتُ: يا أميرَ المؤمنينَ مَن المرأتانِ مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّتانِ قال لهما اللهُ: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]؟ فقال عمرُ: واعجبًا منكَ يا ابنَ عبَّاسٍ هي حفصةُ وعائشةُ ثمَّ استقبَل عمرُ الحديثَ فقال: إنِّي كُنْتُ أنا وجارٌ لي مِن الأنصارِ في بني أميَّةَ بنِ زيدٍ وهو مِن عوالي المدينةِ وكنَّا نتناوَبُ النُّزولَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ينزِلُ يومًا وأنزِلُ يومًا فإذا نزَلْتُ جِئْتُه بخبرِ ذلك اليومِ مِن الوحيِ وغيرِه وإذا نزَل فعَل مثلَ ذلك وكنَّا معاشرَ قريشٍ نغلِبُ النِّساءَ فلمَّا قدِمْنا على الأنصارِ إذا قومٌ تغلِبُهم نساؤُهم فطفِق نساؤُنا يأخُذْنَ مِن نساءِ الأنصارِ فصخِبَتْ عليَّ امرأتي فراجَعتْني فأنكَرْتُ أنْ تُراجِعَني قالت: ولمَ تنكرُ أن، إحداهنَّ لَتهجُرُه اليومَ حتَّى اللَّيلِ فأفزَعني ذلك فقُلْتُ: خاب مَن فعَل ذلك منهنَّ، ثمَّ جمَعْتُ عليَّ ثيابي فنزَلْتُ فدخَلْتُ على حفصةَ بنتِ عمرَ فقُلْتُ لها: يا حفصةُ أتُغضِبُ إحداكنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتهجُرُه اليومَ حتَّى اللَّيلِ ؟ قالت: نَعم قُلْتُ: قد خِبْتِ وخسِرْتِ أفتأمنينَ أنْ يغضَبَ اللهُ لغضبِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتهلِكينَ، لا تَستَنكِري رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تُراجِعيه ولا تهجُريه، وسَليني ما بدا لكِ، ولا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أضوأَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ عائشةَ، قال عمرُ: وقد تحدَّثْنا أنَّ غسَّانَ تنعَلُ الخيلَ لِتغزوَنا فنزَل صاحبي الأنصاريُّ يومَ نوبتِه فرجَع إليَّ عشيًّا فضرَب بابي ضربًا شديدًا ففزِعْتُ فخرَجْتُ إليه فقال: قد حدَث أمرٌ عظيمٌ قُلْتُ: ما هو أجاءتْ غسَّانُ ؟ قال: لا بل أعظمُ وأطولُ طلَّق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نساءَه قال عمرُ: قُلْتُ: خابتْ حفصةُ وخسِرتْ قد كُنْتُ أظُنُّ أنَّ هذا يوشِكُ أنْ يكونَ قال: فجمَعْتُ عليَّ ثيابي فصلَّيْتُ صلاةَ الفجرِ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فدخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَشرُبةً له اعتزَل فيها قال: ودخَلْتُ على حفصةَ فإذا هي تبكي قُلْتُ: وما يُبكيكِ ؟ ألم أكُنْ أُحذِّرُكِ هذا أطلَقكنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: لا أدري ها هو ذا معتزلٌ في هذه المَشرُبةِ فخرَجْتُ فجِئْتُ المنبرَ فإذا حولَه رهطٌ يبكون فجلَسْتُ معهم قليلًا ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فجِئْتُ المَشرُبةَ الَّتي فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لغلامٍ أسودَ: استأذِنْ لعُمرَ قال: فدخَل الغلامُ فكلَّم رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ خرَج إليَّ فقال: قد ذكَرْتُكَ له فصمَت فانصرَفْتُ حتَّى جلَسْتُ مع الرَّهطِ الَّذينَ عندَ المنبرِ ثمَّ غلَبني ما أجِدُ فجِئْتُ فقُلْتُ للغلامِ: استأذِنْ لعُمرَ فدخَل ثمَّ رجَع قال: قد ذكَرْتُك له فصمَت فلمَّا أنْ ولَّيْتُ مُنصرِفًا إذا الغلامُ يدعوني يقولُ: قد أذِن لكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فدخَلْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو مضطجِعٌ على رمالِ حصيرٍ قد أثَّر بجنبِه متَّكئٌ على وسادةٍ مِن أَدَمٍ حشوُها ليفٌ فسلَّمْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ قُلْتُ وأنا قائمٌ: يا رسولَ اللهِ أطلَّقْتَ نساءَكَ ؟ فرفَع بصرَه إلى السَّماءِ وقال: لا، فقُلْتُ: اللهُ أكبرُ يا رسولَ اللهِ لو رأَيْتَني وكنَّا معاشرَ قريشٍ نغلِبُ نساءَنا فلمَّا أنْ قدِمْنا المدينةَ قدِمْنا على قومٍ تغلِبُهم نساؤُهم فصخِبتْ عليَّ امرأتي فإذا هي تُراجِعُني فأنكَرْتُ ذلك عليها فقالت: أتُنكِرُ أنْ أُراجِعَكَ واللهِ إنَّ أزواجَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُراجِعْنَه وتهجُرُه إحداهنَّ اليومَ حتَّى اللَّيلِ قال: قُلْتُ: قد خابت حفصةُ وخسِرتْ أفتأمَنُ إحداهنَّ أنْ يغضَبَ اللهُ عليها لغضبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هي قد هلَكتْ قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ لو رأَيْتَني ودخَلْتُ على حفصةَ فقُلْتُ: لا يغُرَّنَّكِ أنْ كانت جارتُك هي أوسمَ وأحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُريدُ عائشةَ قال: فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تبسُّمًا آخَرَ قال: فجلَسْتُ حينَ رأَيْتُه تبسَّم قال: فرجَعْتُ بصري في بيتِه فواللهِ ما رأَيْتُ فيه شيئًا يرُدُّ البصرَ غيرَ أهَبةٍ ثلاثةٍ فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يوسِّعَ على أمَّتِك فإنَّ فارسَ والرُّومَ قد وُسِّع عليهم وأُعطوا الدُّنيا وهم لا يعبُدونَ اللهَ قال: فجلَس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان متَّكئًا ثمَّ قال: ( أفي شكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئكَ قومٌ عُجِّلت لهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا ) قال: فقُلْتُ: أستغفِرُ اللهَ يا رسولَ اللهِ، فاعتزَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نساءَه مِن أجلِ ذلك الحديثِ وكان قال: ( ما أنا بداخلٍ عليهنَّ شهرًا ) مِن شدَّةِ مَوْجِدتِه عليهنَّ حتَّى عاتَبه اللهُ فلمَّا مضتْ تسعٌ وعشرونَ ليلةً دخَل على عائشةَ فبدَأ بها، فقالت له عائشةُ: يا رسولَ اللهِ إنَّك قد أقسَمْتَ ألَّا تدخُلَ علينا شهرًا، وإنَّا أصبَحْنا في تسعٍ وعشرينَ ليلةً عَدَّها فقال: ( الشَّهرُ تسعٌ وعشرونَ ليلةً وكان الشَّهرُ تسعًا وعشرينَ ليلةً )
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4187 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه البخاري (5843)، ومسلم (1479) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

30 - جاء رجُلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ متى قيامُ السَّاعةِ ؟ فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى الصَّلاةِ فلمَّا قضى الصَّلاةَ قال : ( أين السَّائلُ عن ساعتِه ؟ ) فقال الرَّجُلُ : أنا يا رسولَ اللهِ قال : ( ما أعدَدْتَ لها ) قال : ما أعدَدْتُ لها كبيرَ شيءٍ ولا صلاةٍ ولا صيامٍ أو قال : ما أعدَدْتُ لها كبيرَ عمَلٍ إلَّا أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( المرءُ مع مَن أحَبَّ ) أو قال : ( أنتَ مع مَن أحبَبْتَ ) قال أنسٌ : فما رأَيْتُ المسلِمينَ فرِحوا بشيءٍ بعدَ الإسلامِ مِثْلَ فرَحِهم بهذا
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5467 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري | شرح حديث مشابه