الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - بيْنما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاعِدًا في أصحابِه، إذْ مَرَّ بهم يهوديٌّ فسَلَّمَ، فلمَّا مَضى دعاهُ، فقال: كيف قلْتَ؟ قال: قلْتُ: سامٌ عليكم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا سَلَّمَ عليكم أحَدٌ مِن أهلِ الكِتابِ، فقولوا: وعليكم، أي: ما قُلْتُم.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 13766 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

2 - أنَّهُ مرَّ وصاحبٌ له بأيمنَ وفتيةٍ من قريشٍ قد خلعُوا أزرهم ، فجعلوها مخاريقَ يجتلدون بها وهم عراةٌ . قال : فلمَّا مررنا بهم قالوا : إنَّ هؤلاءِ لقِسِّيسونَ ، فدعوهم ، ثم إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ خرج عليْهِم ، فلمَّا أبصروهُ تبدَّدُوا ، فرجع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ مُغْضَبًا حتى دخل ، وكنتُ أنا وراءَ الحجرةِ ، فأسمعُه يقولُ : سبحانَ اللهِ ، لا منَ اللهِ استحيُوا ، ولا من رسولِه استَتَرُوا ، وأمُّ أيمنَ عِندَه تقولُ : استغفر لهم يا رسولَ اللهِ ، فَبِلَأْيٍ ما استغفرُ لهم
الراوي : عبدالله بن الحارث | المحدث : ابن رجب | المصدر : فتح الباري لابن رجب
الصفحة أو الرقم : 2/170 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد | أحاديث مشابهة

3 - أنَّه مرَّ وصاحبٌ له بأيْمنَ وفِتيةٍ من قُرَيشٍ، قد حَلُّوا أُزُرَهم، فجَعَلوها مَخاريقَ يَجتَلِدونَ بها، وهُم عُراةٌ، قال عبدُ اللهِ: فلمَّا مرَرْنا بهم قالوا: إنَّ هؤلاء قِسِّيسينَ فدَعوهم، ثُم إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَجَ عليهم، فلمَّا أبْصَروه تَبدَّدوا، فرجَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُغضَبًا، حتى دخَلَ وكُنْتُ أنا وراءَ الحُجرةِ، فسمِعْتُه يقولُ: سُبحانَ اللهِ، لا منَ اللهِ استَحيَوْا، ولا من رسولِه اسْتَتَروا، وأُمُّ أيْمنَ عندَه تقولُ: استَغفِرْ لهم يا رسولَ اللهِ، قال عبدُ اللهِ: فبِلأْيٍ ما استَغفَرَ لهم، قال عبدُ اللهِ: وسمِعْتُه أنا من هارونَ.
الراوي : عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17711 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

4 - عن عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ بن جَزءِ الزُّبيدِيِّ أنه مَّر وصاحبٌ له بأيمنَ وفئةٌ من قريش قد حلُّوا أُزُرَهم فجعلوها مخاريقَ يجتلِدون بها وهم عُراةٌ قال عبدُ اللهِ فلما مرَرْنا بهم قالوا إنَّ هؤلاء قِسِّيسونَ فدعُوهم ثم إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خرج عليهم فلما أبصَروه تبدَّدُوا فرجع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مُغضَبًا حتى دخل وكنتُ وراءَ الحُجرةِ فسمعتُه يقول سبحانَ اللهِ لا منَ اللهِ استحيُوا ولا من رسولِ اللهِ استَتروا وأمُّ أيمنَ عندَه تقول استغفرْ لهم يا رسولَ اللهِ قال عبدُ اللهِ فبلأيٍّ ما استغفرَ لهم
الراوي : عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 6/1243 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله ثقات | أحاديث مشابهة

5 - عن بشيرٍ مولى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وكان اسمُه في الجاهليةِ زَحْمَ بنَ مَعبدٍ فهاجر إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال ما اسمُك فقال [ قال ] زَحْمٌ قال بل أنت بشيرٌ قال بينما أنا أماشي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بقبورِ المشركين فقال لقد سبق هؤلاءِ خيرٌ كثيرٌ ثلاثًا ثم مرَّ بقبورِ المسلمين فقال لقد أدرك هؤلاءِ خيرًا كثيرًا ثم [ و] حانتْ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نظرةٌ فإذا رجلٌ يمشي في القبورِ عليه نعلانِ فقال يا صاحبَ السِّبتيَّتينِ ويحكَ ألقِ سِبتيَّتيكَ فنظر الرجلُ فلما عرف رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خلعَهما فرمى بهما
الراوي : بشير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : ابن القيم | المصدر : تهذيب السنن
الصفحة أو الرقم : 9/49 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

6 - وكان اسمُه في الجاهليَّةِ زَحْمَ بنَ مَعْبَدٍ، فهاجَرَ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقال: ما اسمُكَ؟ قال: زَحْمٌ. قال: بل أنتَ بَشيرٌ. قال: بَينمَا أنا أُماشي رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ بقُبورِ المُشرِكينَ، فقال: لقد سَبَقَ هؤلاءِ خَيرًا كَثيرًا؛ ثَلاثًا. ثم مَرَّ بقُبورِ المُسلِمينَ، فقال: لقد أدرَكَ هؤلاء خَيرًا كَثيرًا. وحانَتْ مِن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَظرةٌ، فإذا رَجُلٌ يَمشي في القُبورِ عليه نَعلانِ، فقال: يا صاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ، وَيحَكَ! ألْقِ سِبْتِيَّتَيْكَ. فنَظَرَ الرَّجُلُ، فلَمَّا عَرَفَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَلَعَهما فرَمى بهما.
الراوي : بشير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 3230 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

7 - بينما نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالسٌ في أصحابِه، إذ مرَّ بهم يَهوديٌّ، فسلَّمَ عليهم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: رُدُّوه، فقال: كيف قُلتَ؟ قال: قُلتُ: سامٌ عليكم؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذا سلَّمَ عليكم أحَدٌ من أهلِ الكتابِ، فقولوا: وعليكَ، أيْ: ما قُلتَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12467 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لما نزل [ مرَّ الظَّهرانِ ] في عُمرتِه بلغ أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّ قريشًا تقول : ما يتباعثونَ من العَجَفِ ، فقال أصحابُه : لو انتحرْنا مِن ظهرِنا فأكلْنا من لحمهِ وحسَوْنا من مرِقِه أصبحْنا غدًا حين ندخلُ على القومِ وبنا جَمامةٌ ، قال : لا تفعلوا ولكنِ اجمَعوا إلي من أزوادِكم ، فجمعوا له وبسطوا الأنطاعَ ، فأكلُوا حتى تَولَّوا ، وحثا كلُّ واحدٍ منهم في جرابٍ ، ثم أقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتى دخل المسجدَ وقعدت قريشٍ نحو الحِجْرِ فاضطبعَ بردائِه ثم قال : لا يرى القومُ فيكم غمزةً ، فاستلم الركنَ ثم دخل ، حتى إذا تغيّبَ الركنَ اليمانيَّ مشى إلى الركنِ الأسودِ ، فقالت قريشٌ : ما يرضَونَ بالمشيِ ، إنهم لينقُزونَ نقزَ الظِّباءِ ، ففعل ذلك ثلاثةَ أطوافٍ ، فكانت سُنَّةً ، قال أبو الطُّفيلِ : وأخبرَني ابنُ عباسٍ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فعل ذلك في حجَّةِ الوداعِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 6/151 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

9 - وقَد كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ حينَ قدِمَ المدينةَ إنَّما يجتمعُ النَّاسُ إليْهِ للصَّلاةِ لحينِ مَواقيتِها بغيرِ دعوةٍ، فَهمَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أنَّ يجعل بوقًا كبوقِ يهودَ الَّذي يدعونَ بِهِ لصلاتِهِم . ثمَّ كرِهَهُ، ثمَّ أمرَ بالنَّاقوسِ فنُحِتَ ليُضرَبَ بِهِ للمسلِمينَ للصَّلاةِ . فبينَما هم على ذلِكَ رأى عبدُ اللَّهِ بنُ زيدِ بنِ ثعلبَةَ أخو بني الحارثِ النِّداءَ، فأتى رسولَ اللَّهِ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّهُ طافَ بي هذِهِ اللَّيلةَ طائفٌ، مرَّ بي رجلٌ عليْهِ ثوبانِ أخضرانِ يحملُ ناقوسًا في يدِهِ، فقلتُ: يا عبدَ اللَّهِ أتبيعُ هذا النَّاقوسَ ؟ فقالَ: وما تَصنعُ بِهِ ؟ قالَ: قلتُ: ندعو بِهِ إلى الصَّلاةِ . قالَ: ألا أدلُّكَ على خيرٍ من ذلِكَ ؟ قلتُ: ما هوَ ؟ قالَ: تقولُ، اللَّهُ أَكبرُ اللَّهُ أَكبرُ، اللَّهُ أَكبرُ اللَّهُ أَكبرُ، أشْهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، أشْهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، أشْهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ أشْهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، حيَّ على الصَّلاةِ حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الفلاحِ حيَّ على الفلاحِ، اللَّهُ أَكبرُ اللَّهُ أَكبرُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ . فلمَّا أُخبرَ بِها الرسولُ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ قالَ: إنَّها لرؤيا حقٍّ إن شاءَ اللَّهُ، فقم معَ بلالٍ فألقِها عليْهِ فليؤذِّن بِها فإنَّهُ أندى صوتًا منْكَ فلمَّا أذَّنَ بِها بلالٌ سمعَهُ عُمرُ وَهوَ في بيتِهِ فخرجَ على رسولِ اللَّهِ عليْهِ الصلاة والسَّلامُ وَهوَ يجرُّ رداءَهُ يقولُ: يا نبيَّ اللَّهِ والَّذي بعثَكَ بالحقِّ لقد رأيتُ مثلَ الَّذي رأَى . فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: فللَّهِ الحمدُ .
الراوي : عبدالله بن زيد | المحدث : الألباني | المصدر : فقه السيرة
الصفحة أو الرقم : 189 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

10 - قال أعرابيٌّ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ للإسلامِ مِن مُنتهًى؟ قال: نعمْ، أيُّما أهلِ بَيتٍ مِنَ العربِ والعجَمِ أراد اللهُ بهِم خيرًا، أدْخَلَ عليهم الإسلامَ، قالوا: ثمَّ ماذا يا رَسولَ اللهِ؟ قال: ثمَّ يقَعُ فِتَنٌ كأنَّها الظُّلَلُ، قال: فقال أعرابيٌّ: كَلا يا رَسولَ اللهِ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي نَفْسي بيَدِه، لَتَعودُنُّ فيها أساوِدَ صُبًّا، يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ.
الراوي : كرز بن علقمة الخزاعي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8624 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

11 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :لَمَّا نزلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ في عُمرتِه بلغ أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّ قُريشًا تقولُ : ما يتباعَثون من العَجَفِ فقال أصحابُهُ : لو انتَحرْنا من ظَهْرنِا فأَكَلنا من لحمِهِ وحسوْنا من مرَقِهِ أصبحنا غدًا حينَ ندخلُ على القومِ وبنا جَمامةٌ قال : لا تفعلوا ولكن اجمعوا إليَّ من أزوادِكم فجمعوا له وبَسَطوا الأنْطاعَ فأكَلُوا حتى تَوَلَّوْا وحَثَا كلُّ واحدٍ منهم في جِرابِه ثم أقبلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتى دخل المسجدَ وقعدتْ قريشٌ نحوَ الحِجْرِ فاضْطَبعَ بردائِهِ ثم قال : لا يَرى القومُ فيكم غَمِيزةً فاستلم الرُّكنَ ثم دخل حتى إذا تَغَيَّبَ بالركنِ اليمانيِّ مَشَى إلى الركنِ الأسودِ فقالتْ قريشٌ : ما يَرضَون بالمشْي إنَّهم لَيَنْقُزون نَقْزَ الظِّباءِ ففعل ذلك ثلاثةَ أطوافٍ فكانت سُنَّةٌ قال أبو الطُّفَيْلِ : وأخبَرَني ابنُ عباسٍ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فعل ذلك في حَجَّةِ الوداعِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 4/277 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

12 - إنَّ المَلَأَ من قُرَيشٍ اجتمَعوا في الحِجْرِ، فتعاقَدوا باللَّاتِ، والعُزَّى، ومَناةَ الثالثةِ الأخرى، ونائِلةَ، وإسافٍ: لو قد رَأَيْنا محمدًا لقد قُمْنا إليه قيامَ رجُلٍ واحدٍ فلم نُفارِقْه حتى نقتُلَه، فأقبلَتِ ابنَتُه فاطمةُ تبكي؛ حتى دخَلتْ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: هؤلاءِ المَلَأُ من قُرَيشٍ قد تعاقَدوا عليكَ: لو قد رَأَوْكَ لقد قاموا إليكَ، فقتلوكَ، فليس منهم رجُلٌ إلَّا قد عرَف نصيبَه من دَمِكَ، فقال: يا بُنَيَّةُ أرينِي وَضوءًا، فتوضَّأ، ثمَّ دخَل عليهم المسجدَ، فلمَّا رَأَوْه قالوا: ها هو ذا، وخفَضوا أبصارَهم، وسقَطَتْ أذقانُهم في صُدورِهم، وعَقِروا في مَجالسِهم فلم يرفَعوا إليه بصَرًا، ولم يقُمْ إليه منهم رجُلٌ، فأقبَلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتى قامَ على رُؤوسِهم، فأخَذ قَبْضةً من التُّرابِ، فقال: شاهَتِ الوُجوهُ، ثمَّ حصَبَهم بها، فما أصابَ رجُلًا منهم من ذلكَ الحَصَى حَصاةٌ إلَّا قُتِلَ يومَ بَدرٍ كافرًا.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 2762 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

13 - عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو قال : من مرَّ ببلادِ الأعاجمِ فصنع نَيروزَهم ومهرجانَهم وتشبَّه بهم حتَّى يموتَ وهو كذلك حُشِرَ معهم يومَ القيامةِ
الراوي : أبو المغيرة | المحدث : ابن القيم | المصدر : أحكام أهل الذمة
الصفحة أو الرقم : 1248/3 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

14 - عن عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، قال: حدَّثَني سَلْمانُ الفارِسيُّ حَديثَه مِن فيه، قال: كُنتُ رَجُلًا فارسِيًّا مِن أهْلِ أصْبَهانَ مِن أهْلِ قَرْيةٍ منها يُقالُ لها جَيُّ، وكان أبي دِهْقانَ قَرْيَتِه، وكُنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه كما تُحبَسُ الجاريةُ، واجتَهَدْتُ في المَجوسيَّةِ حتى كُنتُ قَطِنَ النارِ الذي يُوقِدُها لا يَترُكُها تَخْبو ساعةً، قال: وكانَتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنْيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلْتُ في بُنْيانٍ هذا اليومَ عن ضَيْعَتي، فاذْهَبْ فاطَّلِعْها، وأمَرَني فيها ببَعْضِ ما يُريدُ، فخَرَجْتُ أُريدُ ضَيْعَتَه، فمَرَرْتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائِسِ النَّصارى، فسَمِعتُ أصْواتَهُم فيها وهُم يُصَلُّون، وكُنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ لِحَبْسِ أبي إيَّايَ في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهِم، وسَمِعتُ أصْواتَهم، دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعون، قال: فلمَّا رَأيتُهُم أعْجَبَني صَلاتُهُم، ورَغِبتُ في أمْرِهِم، وقُلتُ: هذا -واللهِ- خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نَحنُ عليه، فواللهِ ما تَرَكْتُهم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، وتَرَكْتُ ضَيْعةَ أبي ولم آتِها، فقُلتُ لهُم: أين أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ قال: ثُمَّ رَجَعتُ إلى أبي، وقد بَعَثَ في طَلَبي وشَغَلْتُه عن عَمَلِه كلِّه، قال: فلمَّا جِئْتُه، قال: أيْ بُنَيَّ، أين كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبَتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّون في كَنيسةٍ لهُم فأعْجَبَني ما رَأيتُ مِن دِينِهِم، فواللهِ ما زِلتُ عِندَهُم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، قال: أيْ بُنَيَّ، ليس في ذلك الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائِكَ خَيرٌ منه! قال: قلتُ: كلَّا واللهِ إنَّه لخَيرٌ مِن دِينِنا، قال: فخافَني، فجَعَلَ في رِجْلي قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَني في بَيتِه، قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقُلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخْبِروني بهم، قال: فقَدِمَ عليهم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال: فأخْبَروني بهم، قال: فقُلتُ لهُم: إذا قَضَوْا حَوائِجَهُم وأرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهِم فآذَنوني بهِم، قال: فلمَّا أرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهم أخْبَروني بهم، فألْقَيتُ الحَديدَ مِن رِجْلي، ثُمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها، قُلتُ: مَن أفْضَلُ أهْلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ، قال: فجِئْتُه، فقُلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحْبَبتُ أنْ أكونَ معَكَ أخْدِمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصَلِّي معَكَ، قال: فادْخُلْ فدَخَلتُ معَه، قال: فكان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشْياءَ، اكْتَنَزَه لنَفْسِه، ولم يُعْطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ، قال: وأبغَضْتُه بُغْضًا شَديدًا لِما رَأيتُه يَصنَعُ، ثُمَّ ماتَ، فاجتَمَعَتْ إليه النَّصارى لِيَدْفِنوه، فقُلتُ لهم: إنَّ هذا كان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكُم فيها، فإذا جِئْتُموه بها اكْتَنَزَها لنَفْسِه، ولم يُعْطِ المَساكينَ منها شَيئًا، قالوا: وما عِلْمُكَ بذلك؟ قال: قلتُ أنا أدُلُّكُم على كَنْزِه، قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهُم مَوضِعَه، قال: فاسْتَخْرَجوا منه سَبْعَ قِلالٍ مَمْلوءةً ذَهَبًا ووَرِقًا، قال: فلمَّا رَأوْها قالوا: واللهِ لا نَدْفِنُه أبَدًا فصَلَبوه، ثُمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثُمَّ جاؤوا برَجُلٍ آخَرَ، فجَعَلوه بمَكانِه، قال: يَقولُ سَلْمانُ: فما رَأيتُ رَجُلًا لا يُصلِّي الخَمْسَ، أرى أنَّه أفْضَلُ منه، أزْهَدُ في الدُّنْيا، ولا أرْغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدْأبُ ليلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبْتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَه، فأقَمْتُ معَه زَمانًا، ثُمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ معَكَ وأحْبَبْتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ أحَدًا اليومَ على ما كُنتُ عليه، لقد هَلَكَ الناسُ وبَدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رَجُلًا بالمَوْصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كُنتُ عليه، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ، لَحِقتُ بصاحِبِ المَوْصِلِ فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألْحَقَ بكَ، وأخْبَرَني أنَّكَ على أمْرِه، قال: فقال لي: أقِمْ عِندي فأقَمتُ عِندَه، فوَجَدْتُه خَيرَ رَجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حَضَرَكَ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ رَجُلًا على مِثْلِ ما كُنَّا عليه إلَّا بِنَصِيبينَ، وهو فُلانٌ، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصِيبينَ، فجِئْتُه فأخبَرْتُه خَبَري، وما أمَرَني به صاحِبي، قال: فأقِمْ عِندي، فأقَمْتُ عِندَه، فوَجَدْتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمْتُ مع خَيرِ رَجُلٍ، فواللهِ ما لَبِثَ أنْ نَزَلَ به الموتُ، فلمَّا حَضَرَ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقِيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تَأتيَه إلَّا رَجُلًا بِعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه على مِثْلِ ما نَحنُ عليه، فإنْ أحْبَبْتَ فأْتِه، قال: فإنَّه على أمْرِنا، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ، وأخْبَرْتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي، فأقَمْتُ مع رَجُلٍ على هَدْيِ أصحابِه وأمْرِهِم، قال: واكتَسَبْتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيْمةٌ، قال: ثُمَّ نَزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حُضِرَ قُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تأْمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُه أصْبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تَأتيَه، ولكنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبْعوثٌ بدِينِ إبْراهيمَ يَخرُجُ بأرْضِ العَرَبِ، مُهاجِرًا إلى أرضٍ بَينَ حرَّتَينِ بَينَهُما نَخْلٌ، به عَلاماتٌ لا تَخْفى: يَأكُلُ الهَديَّةَ ولا يَأكُلُ الصَّدَقةَ، بَينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبوَّةِ، فإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافْعَلْ، قال: ثُمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثْتُ بِعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلْبٍ تُجَّارًا، فقُلتُ لهُم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ، وأُعْطيكُم بَقَراتي هذه وغُنَيْمَتي هذه؟ قالوا: نَعَمْ، فأعطَيْتُهُموها وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني فباعوني مِن رَجُلٍ مِن يَهودَ عَبدًا، فكُنتُ عِندَه، ورَأيتُ النَّخلَ، ورَجَوْتُ أنْ تكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عِندَه، قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بَني قُرَيْظةَ فابْتاعَني منه، فاحْتَمَلَني إلى المَدينةِ، فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها فعَرَفْتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمْتُ بها وبَعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمكَّةَ ما أقامَ لا أسْمَعُ له بذِكْرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فواللهِ إنِّي لَفي رَأسِ عَذْقٍ لسَيِّدي أعْمَلُ فيه بَعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ، إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بَني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهم الآنَ لَمُجتَمِعون بقُباءٍ على رَجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مكَّةَ اليومَ، يَزْعُمون أنَّه نَبيٌّ، قال: فلمَّا سَمِعْتُها أخَذَتْني العُرَواءُ، حتى ظَنَنتُ سأسْقُطُ على سيِّدي، قال: ونَزَلَتْ عن النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عمِّهِ ذلك: ماذا تقولُ؟ ماذا تقولُ؟ قال: فغَضِبَ سيِّدي فلَكَمَني لَكْمةً شَديدةً، ثُمَّ قال: ما لكَ ولهذا، أقْبِلْ على عَمَلِكَ، قال: قُلتُ: لا شَيءَ، إنَّما أرَدْتُ أنْ أسْتَثْبِتْه عمَّا قال، وقد كان عِندي شَيءٌ قد جَمَعْتُه، فلمَّا أمْسَيتُ أخَذْتُه ثُمَّ ذَهَبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقُلتُ له: إنَّه قد بَلَغَني أنَّكَ رَجُلٌ صالِحٌ، ومعَكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجَةٍ، وهذا شَيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرَأيْتُكُم أحَقَّ به مِن غَيرِكُم، قال: فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: كُلوا، وأمْسَكَ يَدَه فلم يَأكُلْ، قال: فقُلتُ في نفْسي: هذه واحِدةٌ، ثُمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إلى المَدينةِ، ثُمَّ جِئْتُه به، فقُلتُ: إنِّي رَأيتُكَ لا تَأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمْتُكَ بها، قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه فأكَلوا معَه، قال: فقُلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثْنَتانِ، قال: ثُمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَمْلَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أنظُرُ إلى ظَهْرِه، هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي؟ فلمَّا رَآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ استَدْبَرْتُه، عَرَفَ أنِّي أسْتَثْبِتُ في شَيءٍ وُصِفَ لي، قال: فألْقى رِداءَه عن ظَهْرِه، فنَظَرْتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفْتُه، فانْكَبَبْتُ عليه أُقَبِّلُه وأبْكي، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: تَحَوَّلْ، فتَحَوَّلتُ، فقَصَصْتُ عليه حَديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، قال: فأُعجِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلك أصحابُه، ثُمَّ شَغَلَ سَلْمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بَدْرٌ، وأُحُدٌ، قال: ثُمَّ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كاتِبْ يا سَلْمانُ، فكاتَبْتُ صاحِبي على ثَلاثِ مِئةِ نَخلةٍ، أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأرْبَعينَ أُوقيَّةً، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: أعِينوا أخاكُم، فأعانوني بالنَّخلِ: الرَّجُلُ بثَلاثينَ وَدِيَّةً، والرَّجُلُ بعِشْرينَ، والرَّجُلُ بخَمْسَ عَشْرةَ، والرَّجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعْني: الرَّجُلُ بقَدْرِ ما عِندَه، حتى اجتَمَعَتْ لي ثلاثُ مِئةِ وَدِيَّةٍ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: اذْهَبْ يا سَلْمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغْتُ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بِيَدي، قال: ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصْحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئْتُه فأخبَرْتُه، فخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بِيَدِه، فوالذي نَفْسُ سَلْمانَ بِيَدِه، ما ماتَتْ منها وَدِيَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ، وبَقِيَ علَيَّ المالُ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بمِثْلِ بَيْضةِ الدَّجاجةِ مِن ذَهَبٍ مِن بَعضِ المَغازي، فقال: ما فَعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعِيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلْمانُ، فقُلتُ: وأين تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ؟ قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذْتُها فوَزَنْتُ لهُم منها، والذي نَفْسُ سلَمْانَ بِيَدِه، أربَعينَ أُوقِيَّةً، فأوْفَيْتُهم حَقَّهُم، وعَتَقْتُ! فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ الخَندَقَ، ثُمَّ لم يَفُتْني معَه مَشهَدٌ.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23737 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

15 - كنتُ رجلًا فارسيًّا من أهلِ أصبهانَ من أهلِ قريةٍ منها يقال لها : جيُّ وكان أبي دِهقانَ قريتِه وكنتُ أحبَّ خلقِ اللهِ إليه فلم يزلْ به حبُّه إيايَ حتى حبسني في بيتِه أي ملازمُ النَّارِ كما تُحبس الجاريةُ وأجهدتُ في المجوسيَّةِ حتى كنتُ قاطنَ النارِ الذي يوقدُها لا يتركها تخبُو ساعةً قال : وكانت لأبي ضَيعةٌ عظيمةٌ قال فشغل في بنيانٍ له يومًا فقال لي : يا بُنيَّ إني قد شُغِلتُ في بنيانٍ هذا اليومَ عن ضَيعتي فاذهبُ فاطلُعها وأمرني فيها ببعضِ ما يريدُ فخرجت أريدُ ضَيعتَه فمررتُ بكنيسةٍ من كنائسِ النَّصارى فسمعتُ أصواتَهم فيها وهم يُصلُّون وكنتُ لا أدري ما أمر الناسِ لحبسِ أبي إيايَ في بيتِه فلما مررتُ بهم وسمعتُ أصواتَهم دخلتُ عليهم أنظرْ ما يصنعون قال : فلما رأيتُهم أعجبَتْني صلاتُهم ورغبتُ في أمرِهم وقلتُ : هذا واللهِ خيرٌ من الدِّينِ الذي نحنُ عليه فواللهِ ما تركتُهم حتى غربتِ الشَّمسُ وتركتُ ضَيعةَ أبي ولم آتِها فقلتُ لهم : أين أصلُ هذا الدِّينِ ؟ قالوا : بالشَّامِ قال : ثم رجعتُ إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلتُه عن عملِه كلِّه قال فلما جئتُه قال : أي بُنيَّ أين كنتَ ؟ ألم أكن عهدتُ إليك ما عهدتُ ؟ قال ؟ قلتُ : يا أبتِ مررتُ بناسٍ يُصلُّونَ في كنيسةٍ لهم فأعجَبني ما رأيتُ من دينِهم فواللهِ ما زلتُ عندهم حتى غربتِ الشَّمسُ قال : أي بُنيَّ ليس في ذلك الدِّينِ خيرٌ دينُك ودينُ آبائِك خيرٌ منه قال : قلتُ : كلا واللهِ إنه خيرٌ من دينِنا قال : فخافَني فجعل في رجليَّ قَيدًا ثم حبَسني في بيته قال : وبعثتُ إلى النَّصارى فقلتُ : لهم إذا قدم عليكم رَكبٌ من الشامِ تجارٌ من النَّصارى فأخبروني بهم قال : فقدم عليهم رَكبٌ من الشامِ تجارٌ من النَّصارى قال : فأخبروني بهم قال : فقلتُ لهم : إذا قضُوا حوائجَهم وأرادوا الرَّجعةَ إلى بلادِهم فآذِنوني بهم قال : فلما أرادوا الرَّجعةَ إلى بلادِهم أخبروني بهم فألقيتُ الحديدَ من رجليَّ ثم خرجتُ معهم حتى قدمتُ الشَّام فلما قدمتُها قلتُ : من أفضلُ أهلِ هذا الدِّينِ قالوا : الأسقفُ في الكنيسةِ قال : فجئتُه فقلتُ : إني قد رغبتُ في هذا الدينِ وأحببتُ أن أكون معك أخدمُك في كنيستِك وأتعلَّمُ منك وأصلِّي معك قال : فادخُلْ فدخلتُ معه قال : فكان رجلَ سوءٍ يأمرُهم بالصدقةِ ويرغبُهم فيها فإذا جمعوا إليه منها أشياءَ اكتنزه لنفسِه ولم يعطه المساكينَ حتى جمع سبعَ قِلالٍ من ذهبٍ وورقٍ قال : وأبغضتُه بغضًا شديدًا لما رأيتُه يصنعُ ثم مات فاجتمعت إليه النصارى لِيدفنوه فقلتُ لهم : إنَّ هذا كان رجلَ سوءٍ يأمركم بالصدقةِ ويرغبُكم فيها فإذا جئتُموه بها اكتنزَها لنفسِه ولم يُعطِ المساكينَ منها شيئًا قالوا : وما علمُك بذلك ؟ قال : قلتُ : أنا أدلُّكم على كنزِه قالوا : فدَلَّنا عليه قال : فأريتُهم موضعَه قال : فاستخرجُوا منه سبعَ قِلالٍ مملوءةً ذهبًا وورقًا قال : فلما رأوها قالوا : واللهِ لا ندفنُه أبدًا فصلبُوه ثم رجمُوه بالحجارةِ ثم جاؤوا برجلٍ آخرَ فجعلوه بمكانِه قال : يقول سلمانُ : فما رأيتُ رجلًا لا يُصلِّي الخَمسَ أرى أنه أفضلَ منه أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرةِ ولا أدأبُ ليلًا ونهارًا منه قال : فأحببتُه حبًّا لم أُحبُّه من قبلَه وأقمتُ معه زمانًا ثم حضرتْه الوفاةُ فقلتُ له : يا فلانُ إني كنتُ معك وأحببتُك حبًّا لم أُحبُّه من قبلِك وقد حضرك ما ترى من أمرِ اللهِ فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أيْ بُنيَّ ما أعلمُ أحدًا اليومَ على ما كنتُ عليه لقد هلك الناسُ وبدَّلوا وتركوا أكثرَ ما كانوا عليه إلا رجلًا بالمَوصلِ وهو فلانٌ فهو على ما كنتُ عليه فالْحَقْ به قال : فلما مات وغُيِّبَ لحقتُ بصاحبِ المَوصلِ فقلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا أوصاني عند موتِه أن ألحقَ بك وأخبرَني أنك على أمرِه قال : فقال لي : أقِمْ عندي فأقمتُ عنده فوجدتُه خيرَ رجلٍ على أمرِ صاحبِه فلم يلبثْ أن مات فلما حضرته الوفاةُ قلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا أوصى بي إليكَ وأمرَني بالُّلحوقِ بك وقد حضرك من اللهِ عزَّ وجلَّ ما ترى فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أي بُنيَّ واللهِ ما أعلم رجلًا على مثلِ ما كنا عليه إلا رجلًا بنَصيبينَ وهو فلانٌ فالْحقْ به قال : فلما مات وغُيِّبَ لحقتُ بصاحبِ نصِيبينَ فجئتُه فأخبرتُه بخبري وما أمرَني به صاحبي قال : فأقِمْ عندي فأقمتُ عندَه فوجدتُه على أمرِ صاحبَيه فأقمتُ مع خيرِ رجلٍ فواللهِ ما لبث أن نزل به الموتُ فلما حضر قلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا كان أوصى بي إلى فلانٍ ثم أوصى بي فلانٌ إليك فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أيْ بُنيَّ واللهِ ما نعلم أحدًا بقِيَ على أمرِنا آمرُك أن تأتيَه إلا رجلًا بعَمُوريَّةَ فإنه بمثلِ ما نحنُ عليه فإن أحببتَ فأْتِه قال : فإنه على أمرِنا قال : فلما مات وغُيِّبَ لحقت بصاحبِ عَموريَّةَ وأخبرتُه خبري فقال : أَقِمْ عندي فأقمتُ مع رجلٍ على هدْي أصحابِه وأمرِهم قال : واكتسبتُ حتى كان لي بقَراتٌ وغُنَيمةٌ قال : ثم نزل به أمرُ اللهِ فلما حضر قلتُ له : يا فلانُ إني كنتُ مع فلانٍ فأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ وأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ ثم أوصى بي فلانٌ إليك فإلى من تُوصي بي ؟ وما تأمرُني ؟ قال : أيْ بُنيَّ واللهِ ما أعلمُه أصبحَ على ما كنا عليه أحدٌ من الناسِ آمرُك أن تأتيَه ولكنه قد أظلك زمانُ نبيٍّ هو مبعوثٌ بدينِ إبراهيمَ يخرج بأرضِ العربِ مهاجرًا إلى أرضٍ بين حَرَّتينِ بينهما نخلٌ به علاماتٌ لا تَخفى يأكلُ الهديَّةَ ولا يأكلُ الصَّدقةَ بين كتِفَيه خاتمُ النُّبوَّةِ فإنِ استطعتَ أن تلحقَ بتلك البلادِ فافعلْ قال : ثم مات وغُيِّبَ فمكثتُ بعمورِيَّةَ ما شاء اللهُ أن أمكثَ ثم مرَّ بي نفرٌ من كلبٍ تُجَّارًا فقلتُ لهم : تحمِلوني إلى أرضِ العربِ وأُعطيكم بقَراتي هذه وغُنيمَتي هذه قالوا : نعم فأعطيتُهموها وحمَلوني حتى إذا قدِموا بي وادي القُرى ظلمُوني فباعوني من رجلٍ من اليهودٍ عبدًا فكنتُ عندَه ورأيتُ النَّخلَ ورجوتُ أن تكون البلدُ الذي وَصفَ لي صاحبي ولم يحقْ لي في نفسي فبينما أنا عنده قدِم عليه ابنُ عمٍّ له من المدينةِ من بني قُريظةَ فابتاعني منه فاحتملَني إلى المدينةِ فواللهِ ما هو إلا أن رأيتُها فعرفتُها بصفةِ صاحبي فأقمتُ بها وبعث اللهُ رسولَه فأقام بمكةَ ما أقام لا أسمعُ له بذكرٍ مع ما أنا فيه من شُغلِ الرِّقِّ ثم هاجر إلى المدينةَ فواللهِ إني لفي رأسِ عذقٍ لسيدي أعملُ فيه بعضَ العملِ وسيدي جالسٌ إذ أقبل ابنُ عمٍّ له حتى وقف عليه فقال : فلانٌ قاتَل اللهُ بني قَيلَةَ واللهِ إنهم الآن لمُجتمعونَ بقُباءَ على رجلٍ قدِم عليهم من مكةَ اليومَ يزعمون أنه نبيٌّ قال : فلما سمعتُها أخذتْني العرواءُ حتى ظننتُ أني سأسقطُ على سيدي قال : ونزلتُ عن النَّخلةِ فجعلتُ أقولُ لابنِ عمِّه ذلك ماذا تقولُ ؟ ماذا تقول ؟ قال : فغضِب سيِّدي فلكَمني لكمةً شديدةً ثم قال : مالكَ ولهذا ؟ أقبِلْ على عملِك قال : قلتُ : لا شيءَ إنما أردتُ أن أستثْبتَ عما قال : وقد كان عندي شيءٌ قد جمعتُه فلما أمسيتُ أخذتُه ثم ذهبتُ به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو بقُباءَ فدخلتُ عليه فقلتُ له : إنه قد بلغَني أنك رجلٌ صالحٌ ومعك أصحابٌ لك غُرباءُ ذَووا حاجةٍ وهذا شيءٌ كان عندي للصدقةِ فرأيتُكم أحقَّ به من غيركِم قال : فقرَّبتُه إليه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابِه : كُلوا وأمسكَ يدَه فلم يأكلْ قال : فقلتُ : في نفسي هذه واحدةٌ ثم انصرفتُ عنه فجمعتُ شيئًا وتحوَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى المدينةِ ثم جئتُ به فقلتُ : إني رأيتُك لا تأكلُ الصَّدقةَ وهذه هديةٌ أكرمتُك بها قال : فأكل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منها وأمر أصحابَه فأكَلوا معه قال : فقلتُ : في نفسي هاتان اثنتانِ ثم جئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو ببقيع الغرقدِ قال : وقد تبع جنازةً من أصحابِه عليه شَملتانِ له وهو جالسٌ في أصحابه فسلَّمتُ عليه ثم استدرتُ أنظرُ إلى ظهرِه هل أرى الخاتَمَ الذي وَصف لي صاحبي ؟ فلما رآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ استدرتُه عرف أني استثْبتُ في شيءٍ وُصِف لي قال : فألقى رداءَه عن ظهرِه فنظرتُ إلى الخاتمِ فعرفتُه فانكببتُ عليه أُقبِّلُه وأبكي فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : تحوَّلْ فتحوَّلتُ فقصصتُ عليه حديثي كما حدَّثتُك يا ابنَ عباسٍ قال : فأعجب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يسمع ذلك أصحابُه ثم شغل سلمانُ الرِّقَّ حتى فاته مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بدرٌ وأُحُدٌ قال : ثم قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : كاتِبْ يا سلمانُ فكاتبتُ صاحبي على ثلاثمائةِ نخلةٍ أُحيبها له بالفقيرِ وبأربعينَ أُوقيَّةً فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابه : أَعينُوا أخاكم فأعانُوني بالنَّخلِ الرجلُ بثلاثين ودِيَّةً والرجلُ بعشرين والرجلُ بخمسَ عشرةَ والرجلُ بعشرٍ يعنى الرجلَ بقدرِ ما عنده حتى اجتمعَتْ لي ثلاثمائةِ وَدِيَّةٍ فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ اذهبْ يا سلمانُ ففقِّرْ لها فإذا فرغْتَ فائتِني أكون أنا أضعُها بيديَّ ففقَّرتُ لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغتُ منها جئتُه فأخبرتُه فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ معي إليها فجعلْنا نُقرِّبُ له الوَدِيَّ ويضعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدِه فوالذي نفسُ سلمانَ بيدِه ما ماتتْ منها وَدِيَّةٌ واحدةٌ فأدَّيتُ النَّخلَ وبقِيَ عليَّ المالُ فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بمثلِ بيضةِ الدَّجاجةِ من ذهبٍ من بعضِ المغازي فقال : ما فعل الفارسيُّ المُكاتَبُ قال : فدُعيتُ له فقال : خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليك يا سلمانُ فقلتُ : وأين تقعُ هذه يا رسولَ اللهِ مما عليَّ ؟ قال : خُذْها فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سُيؤدِّى بها عنك قال : فأخذتُها فوزنتُ لهم منها والذي نفسُ سلمانَ بيدِه أربعينَ أُوقيَّةً فأوفيتُهم حقَّهم وعُتِقتُ فشهدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الخندقَ ثم لم يَفُتْني معه مشهدٌ
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 2/556 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

16 - لمَّا حجَّ معاويةُ حجَجنا معَهُ ، فلمَّا طافَ بالبيتِ صلَّى عندَ المقامِ رَكْعتَينِ ، ثمَّ مرَّ بزمزمَ وَهوَ خارجٌ إلى الصَّفا فقالَ : انزَعْ لي مِنها دَلوًا يا غلامُ ، قالَ : فنزعَ لَهُ منهُ دَلوًا ، فأُتيَ بِهِ فشرِبَ وصبَّ علَى رأسِهِ وَوجهِهِ ، وَهوَ يقولُ : زمزمُ شِفاءٌ ، وَهيَ لما شُرِبَ لَهُ
الراوي : عباد بن عبدالله بن الزبير | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : ماء زمزم
الصفحة أو الرقم : 32 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن مع كونه موقوفا، وهو أحسن من كل إسناد وقفت عليه هذا الحديث. | أحاديث مشابهة

17 - بينا أَنا أُماشي رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ آخذًا بيدِه ، فقالَ : يا ابنَ الخَصاصيةِ ما أصبحتَ تنقِمُ على اللَّهِ أصبحتَ تُماشي رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ . ! قال : أحسَبُهُ قال : آخذًا بيدِهِ ، فقلتُ : يا رسولَ اللَّهِ بأبي وأمِّي ما أصبحتُ أنقِمُ على اللَّهِ شيئًا كلُّ خيرٍ فعلَ بيَ اللَّهِ . فأتى على قبورِ المشرِكينَ فقالَ : لقد سُبِقَ هؤلاءِ بخيرٍ كثيرٍ . ، وفي روايةٍ : خيرًا كثيرًا ثلاثَ مراتٍ ، ثمَّ أتى على قبورِ المسلمينَ فقالَ : لقد أدرَكَ هؤلاءِ خيرًا كثيرًا . ثلاثَ مرارٍ فبينما هوَ يمشي إذا حانَت منهُ نظرةٌ فإذا هو برجُلٍ يمشي بينَ القبورِ عليهِ نعلانِ فقالَ : يا صاحبَ السِّبتيَّتينِ ويحَكَ ألقِ سبتيَّتيكَ . فنظرَ فلمَّا عرفَ الرَّجلُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خلعَ نعليهِ فرمى بِهِما .
الراوي : بشير بن معبد بن الخصاصية | المحدث : النووي | المصدر : أحكام الجنائز
الصفحة أو الرقم : 172 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

18 - إنَّ الملأَ من قريشٍ اجتمَعوا في الحِجرِ فتعاقَدوا باللَّاتِ والعُزَّى ومناةَ الثالثةَ الأُخرى ونائلةَ وإسافَ لو قد رأينا محمدًا لقد قُمْنا إليه قيامَ رجلٍ واحدٍ فلم نُفارقْه حتى نقتلَه فأقبلَتِ ابنتُه فاطمةُ رضِي اللهُ عنهَا تبكي حتى دخلتْ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالت هؤلاءِ الملأُ من قريشٍ قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقد قامُوا إليك فقتلوك فليس منهم رجلٌ إلا قد عرَف نصيبَه من دمِكَ فقال يا بُنيَّة أَريني وَضوءًا فتوضَّأَ ثم دخل عليهم المسجدَ فلما رأَوهُ قالوا ها هو ذا وخفَضوا أبصارَهم وسقطتْ أذقانُهم في صدورِهم وعقَروا في مجالسِهم فلم يرفعُوا إليه بصرًا ولم يقمْ إليه منهم رجلٌ فأقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتى قام على رؤوسهم فأخذ قبضةً من الترابِ فقال شاهتِ الوُجوهُ ثم حصَبهم بها فما أصاب رجلًا منهم من ذلك الحصى حصاةٌ إلا قُتٍلً يومَ بدرٍ كافرًا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 6/781 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

19 - حدَّثني بشيرٌ مولَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان اسمُه في الجاهليَّةِ زَحْمَ بنَ مَعبِدٍ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما اسمُك قال زَحْمُ بنُ مَعبِدٍ قال أنت بشيرٌ فكان اسمَه فقال بينا أنا أُماشي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال يا بنَ الخُصاصيَّةِ ما أصبحتَ تنقِمُ على اللهِ تُماشي رسولَ اللهِ فقلتُ ما أنقِمُ على اللهِ شيئًا كلَّ خيرٍ فعل بي اللهُ فأتَى على قبورِ المشركين فقال لقد سبق هؤلاء بخيرٍ كثيرٍ ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ أتَى على قبورِ المسلمين فقال لقد أدرك هؤلاء خيرًا كثيرًا ثلاثَ مرَّاتٍ فبينما هو يمشي إذ حانت منه نظرةٌ فإذا برجلٍ يمشي بين القبورِ عليه نعلان فقال يا صاحبَ السِّبْتِيَّتَيْن ويحَك ألْقِ سِبْتِيَّتَيْك فنظر فلمَّا عرف رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خلع نعلَيْه فرمَى بهما
الراوي : بشير بن معبد بن الخصاصية | المحدث : الذهبي | المصدر : المهذب في اختصار السنن
الصفحة أو الرقم : 3/1431 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح وبشير وإن كان قد قال فيه أبو حاتم ليس بحجة فقد أخرج له البخاري ومسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

20 - مَرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا معه وأبو بَكْرٍ، على عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ وهو يَقرأُ، فقام فتَسمَّعَ قراءتَه، ثمَّ ركَعَ عبدُ اللهِ، وسجَدَ، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَلْ تُعطَهْ، سَلْ تُعطَهْ، قال: ثمَّ مضَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقال: مَن سَرَّهُ أنْ يَقرأَ القُرآنَ غَضًّا كما أُنزِلَ، فلْيَقرأْهُ مِن ابنِ أُمِّ عبدٍ، قال: فأدلَجتُ إلى عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ لأُبشِّرَه بما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فلمَّا ضرَبتُ البابَ -أو قال: لمَّا سَمِع صوتي- قال: ما جاء بك هذه الساعةَ؟ قلتُ: جِئتُ لأُبشِّرَك بما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: قد سبَقَك أبو بَكْرٍ، قلتُ: إن يَفعَلْ فإنَّه سَبَّاقٌ بالخيراتِ، ما استبَقْنا خيرًا قطُّ إلَّا سبَقَنا إليه أبو بَكْرٍ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 265 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

21 - "أمَّا أهلُ النَّارِ الذين هم أَهلُها لا يَموتونَ، ولا يَحيَوْنَ، وأمَّا أُناسٌ يُريدُ اللهُ بهمُ الرَّحمةَ، فيُميتُهم في النَّارِ، فيدخُلُ عليهمُ الشُّفَعاءُ، فيأخُذُ الرجُلُ الضِّبارةَ فيَبُثُّهم، "أو قال: "فيُبَثُّونَ على نَهرِ الحَيَا"، أو قال: "الحَيَوانِ"، أو قال: "الحَياةِ"، أو قال: "نَهرِ الجَنَّةِ، فيَنبُتونَ نباتَ الحَبَّةِ في حَميلِ السَّيْلِقال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أمَا تَرَونَ الشَّجرةَ تكونُ خَضراءَ، ثُم تكونُ صَفراءَ؟" أو قال: "تكونُ صَفراءَ، ثُم تكونُ خَضراءَ"، قال: فقال بعضُهم: كأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان بالباديةِ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11016 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

22 - أنَّ رجُلَيْنِ كانا يَتَبايَعانِ عند عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، فكان أحدُهما يُكْثِرُ الحَلِفَ، فبيْنَما هما كذلكَ إذْ مرَّ بهما رجُلٌ فقامَ عليهما، فقال للذي يُكْثِرُ الحَلِفَ: يا عبدَ اللهِ، اتَّقِ اللهَ ولا تُكْثِرِ الحَلِفَ؛ فإنَّهُ لا يَزِيدُ في رِزقِكَ إنْ حَلَفْتَ، ولا يَنقُصُ مِن رِزْقِكَ إنْ لم تَحْلِفْ، قال: امْضِ لِمَا يَعْنيكَ، قال: إنَّ هذا ممَّا يَعْنيني، قالها ثلاثَ مرَّاتٍ، وردَّ عليه قولَهُ، فلمَّا أراد أنْ ينصرِفَ عنهما قال: اعلَمْ أنَّ الإيمانَ أنْ تُؤْثِرَ الصِّدقَ حيثُ يَضُرُّكُ على الكذبِ حيثُ ينفَعُكَ، ولا يكُنْ في قولِكَ فَضْلٌ على فعلِكَ، ثم انصرَفَ، فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرَ: الْحَقْهُ فاستَكْتِبْهُ هؤلاءِ الكلماتِ، فقال: يا عبدَ اللهِ، أَكتِبْني هذهِ الكلماتِ يرحمُكَ اللهُ، فقال الرجُلُ: ما يُقَدِّرِ اللهُ يكُنْ، وأعادَها عليه حتى حَفِظَهُنَّ، ثم مَشَى حتى وَضَعَ إحدَى رِجْلَيْهِ في المسجدِ، فما أَدْري أرضٌ تَحْتَه أَمْ سَماءٌ، قال: فكانوا يَرَوْنَ أنَّه الخَضِرُ أوْ إِلْياسُ.
الراوي : الحجاج بن الفرافصة الباهلي | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الزهر النضر
الصفحة أو الرقم : 59 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد | أحاديث مشابهة

23 - خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زمَنَ الحُديبيَةِ في بضعَ عشر مئةً مِن أصحابِه حتَّى إذا كانوا بذي الحُليفةِ قلَّد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأشعَر ثمَّ أحرَم بالعمرةِ وبعَث بيْنَ يدَيْهِ عينًا له رجُلًا مِن خُزاعةَ يجيئُه بخبرِ قريشٍ وسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بغَديرِ الأشطاطِ قريبًا مِن عُسْفانَ أتاه عينُه الخُزاعيُّ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لُؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ قد جمَعوا لك الأحابيشَ وجمَعوا لك جموعًا كثيرةً وهم مقاتِلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أشيروا علَيَّ أترَوْنَ أنْ نميلَ إلى ذراريِّ هؤلاء الَّذين أعانوهم فنُصيبَهم فإنْ قعَدوا قعَدوا مَوتورين محزونين وإنْ نجَوْا يكونوا عُنقًا قطَعها اللهُ أم ترَوْنَ أنْ نؤُمَّ البيتَ فمَن صدَّنا عنه قاتَلْناه ) ؟ فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: اللهُ ورسولُه أعلمُ يا نبيَّ اللهِ إنَّما جِئْنا مُعتمرينَ ولم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنْ مَن حال بينَنا وبيْنَ البيتِ قاتَلْناه فقال النَّبيُّ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فرُوحوا إذًا ) قال الزُّهريُّ في حديثِه: وكان أبو هُريرةَ يقولُ: ما رأَيْتُ أحدًا أكثرَ مشاورةً لأصحابِه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال الزُّهريُّ في حديثِه عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ في حديثِهما: فراحوا حتَّى إذا كانوا ببعضِ الطَّريقِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ خالدَ بنَ الوليدِ بالغَميمِ في خيلٍ لقريشٍ طليعةً فخُذوا ذاتَ اليمينِ ) فواللهِ ما شعَر بهم خالدُ بنُ الوليدِ حتَّى إذا هو بقَترةِ الجيشِ فأقبَل يركُضُ نذيرًا لقريشٍ وسار النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بالثَّنيَّةِ الَّتي يُهبَطُ عليهم منها فلمَّا انتهى إليها برَكتْ راحلتُه فقال النَّاسُ: حَلْ حَلْ فألحَّتْ فقالوا: خلَأتِ القصواءُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما خلَأتِ القصواءُ وما ذلك لها بخُلُقٍ ولكنْ حبَسها حابسُ الفيلِ ) ثمَّ قال: ( والَّذي نفسي بيدِه لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها ) ثمَّ زجَرها فوثَبتْ به قال: فعدَل عنهم حتَّى نزَل بأقصى الحُديبيَةِ على ثَمَدٍ قليلِ الماءِ إنَّما يتبَرَّضُه النَّاسُ تبرُّضًا فلم يلبَثْ بالنَّاسِ أنْ نزَحوه فشُكي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العطشُ فانتزَع سهمًا مِن كِنانتِه ثمَّ أمَرهم أنْ يجعَلوه فيه قال: فما زال يَجيشُ لهم بالرِّيِّ حتَّى صدَروا عنه: فبينما هم كذلك إذ جاءه بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخزاعيُّ في نفرٍ مِن قومِه مِن خُزاعةَ وكانت عَيْبَةَ نُصحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أهلِ تِهامةَ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ نزَلوا أعدادَ مياهِ الحُديبيَةِ معهم العُوذُ المَطافيلُ وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّا لم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنَّا جِئْنا مُعتمرينَ فإنَّ قريشًا قد نهَكَتْهم الحربُ وأضرَّت بهم فإنْ شاؤوا مادَدْتُهم مدَّةً ويُخلُّوا بيني وبيْنَ النَّاسِ فإنْ ظهَرْنا وشاؤوا أنْ يدخُلوا فيما دخَل فيه النَّاسُ فعَلوا وقد جَمُّوا وإنْ هم أبَوْا فوالَّذي نفسي بيدِه لأُقاتِلَنَّهم على أمري هذا حتَّى تنفرِدَ سالفتي أو لَيُبْدِيَنَّ اللهُ أمرَه ) قال بُدَيْلُ بنُ وَرْقاءَ: سأُبلِغُهم ما تقولُ: فانطلَق حتَّى أتى قريشًا فقال: إنَّا قد جِئْناكم مِن عندِ هذا الرَّجُلِ وسمِعْناه يقولُ قولًا فإنْ شِئْتم أنْ نعرِضَه عليكم فعَلْنا فقال سفهاؤُهم: لا حاجةَ لنا في أنْ تُخبِرونا عنه بشيءٍ وقال ذو الرَّأيِ: هاتِ ما سمِعْتَه يقولُ قال: سمِعْتُه يقولُ كذا وكذا فأخبَرْتُهم بما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام عندَ ذلك أبو مسعودٍ عُروةُ بنُ مسعودٍ الثَّقفيُّ فقال: يا قومِ ألَسْتُم بالولدِ ؟ قالوا: بلى قال: ألَسْتُ بالوالدِ ؟ قالوا: بلى قال: فهل تتَّهموني ؟ قالوا: لا قال: ألَسْتُم تعلَمون أنِّي استنفَرْتُ أهلَ عُكاظٍ فلمَّا بلَّحوا عليَّ جِئْتُكم بأهلي وولَدي ومَن أطاعني ؟ قالوا: بلى قال: فإنَّ هذا امرؤٌ عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها ودعوني آتِهِ قالوا: ائتِه فأتاه قال: فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحوًا مِن قولِه لبُدَيْلِ بنِ وَرْقاءَ فقال عروةُ بنُ مسعودٍ عندَ ذلك يا محمَّدُ أرأَيْتَ إنِ استأصَلْتَ قومَك هل سمِعْتَ أحدًا مِن العربِ اجتاح أصلَه قبْلَك وإنْ تكُنِ الأخرى فواللهِ إنِّي أرى وجوهًا وأرى أشوابًا مِن النَّاسِ خُلَقاءَ أنْ يفِرُّوا ويدَعوك فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: امصُصْ ببَظْرِ اللَّاتِ أنحنُ نفِرُّ وندَعُه ؟ فقال أبو مسعودٍ: مَن هذا ؟ قالوا: أبو بكرِ بنُ أبي قُحافةَ فقال: أمَا والَّذي نفسي بيدِه لولا يدٌ كانت لك عندي لم أَجْزِك بها لأجَبْتُك وجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكلَّما كلَّمه أخَذ بلِحيتِه والمغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ قائمٌ على رأسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه السَّيفُ والمِغفَرُ فكلَّما أهوى عُروةُ بيدِه إلى لحيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضرَب يدَه بنَعْلِ السَّيفِ، وقال: أخِّرْ يدَك عن لحيةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرفَع عروةُ رأسَه وقال: مَن هذا ؟ فقالوا: المغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ فقال: أيْ غُدَرُ، أولَسْتُ أسعى في غَدرَتِك وكان المغيرةُ بنُ شُعبةَ صحِب قومًا في الجاهليَّةِ فقتَلهم وأخَذ أموالَهم ثمَّ جاء فأسلَم فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا الإسلامُ فأقبَلُ وأمَّا المالُ فلَسْتُ منه في شيءٍ ) قال: ثمَّ إنَّ عروةَ جعَل يرمُقُ صحابةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعينِه فواللهِ ما يتنخَّمُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نُخامةً إلَّا وقَعتْ في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلدَه وإذا أمَرهم انقادوا لأمرِه وإذا توضَّأ كادوا يقتتلون على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له فرجَع عروةُ بنُ مسعودٍ إلى أصحابِه فقال: أيْ قومِ واللهِ لقد وفَدْتُ إلى الملوكِ ووفَدْتُ إلى كسرى وقيصرَ والنَّجاشيِّ واللهِ ما رأَيْتُ ملِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ محمَّدٍ محمَّدًا وواللهِ إنْ يتنخَّمُ نُخامةً إلَّا وقَعت في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلْدَه وإذا أمَرهم ابتدَروا أمرَه وإذا توضَّأ اقتتلوا على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له وإنَّه قد عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها فقال رجُلٌ مِن بني كِنانةَ دعوني آتِه فلمَّا أشرَف على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا فلانٌ مِن قومٍ يُعظِّمون البُدنَ فابعَثوها له قال: فبُعِثَتْ واستقبَله القومُ يُلَبُّون فلمَّا رأى ذلك قال: سُبحانَ اللهِ لا ينبغي لهؤلاء أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فلمَّا رجَع إلى أصحابِه قال: رأَيْتُ البُدْنَ قد قُلِّدتْ وأُشعِرَتْ فما أرى أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فقام رجُلٌ منهم يُقالُ له: مِكرَزٌ فقال: دعوني آتِهِ فقالوا: ائتِه فلمَّا أشرَف عليهم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا مِكرَزٌ وهو رجُلٌ فاجرٌ ) فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبينما هو يُكلِّمُه إذ جاءه سُهيلُ بنُ عمرٍو قال مَعْمَرٌ: فأخبَرني أيُّوبُ السَّخْتِيانيُّ عن عِكرمةَ قال: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا سُهيلٌ قد سهَّل اللهُ لكم أمرَكم ) قال مَعْمَرٌ في حديثِه عن الزُّهريِّ عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال: هاتِ اكتُبْ بينَنا وبينَكم كتابًا فدعا الكاتبَ فقال: اكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فقال سُهيلٌ: أمَّا الرَّحمنُ فلا أدري واللهِ ما هو ولكِنِ اكتُبْ باسمِك اللَّهمَّ ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( اكتُبْ هذا ما قاضى عليه محمَّدٌ رسولُ اللهِ ) فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: لو كنَّا نعلَمُ أنَّك رسولُ اللهِ ما صدَدْناك عن البيتِ ولا قاتَلْناك ولكِنِ اكتُبْ: محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( واللهِ إنِّي لَرسولُ اللهِ وإنْ كذَّبْتُموني اكتُبْ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ ) قال الزُّهريُّ: وذلك لقولِه: لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها وقال في حديثِه عن عُروةَ عنِ المِسوَرِ ومَروانَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( على أنْ تُخَلُّوا بينَنا وبيْنَ البيتِ فنطوفَ به فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: إنَّه لا يتحدَّثُ العربُ أنَّا أُخِذْنا ضُغطةً، ولكِنْ لك مِن العامِ المقبِلِ، فكتَب، فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: على أنَّه لا يأتيك منَّا رجُلٌ وإنْ كان على دِينِك أو يُريدُ دينَك إلَّا ردَدْتَه إلينا فقال المسلِمونَ: سُبحانَ اللهِ كيف يُرَدُّ إلى المشركينَ وقد جاء مسلِمًا فبينما هم على ذلك إذ جاء أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو يرسُفُ في قيودِه قد خرَج مِن أسفلِ مكَّةَ حتى رمى بنفسِه بيْنَ المسلمينَ فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: يا محمَّدُ هذا أوَّلُ مَن نُقاضيك عليه أنْ ترُدَّه إليَّ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا لم نُمضِ الكتابَ بعدُ فقال: واللهِ لا أُصالِحُك على شيءٍ أبدًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فأَجِزْه لي ) فقال: ما أنا بمُجيزِه لك قال: فافعَلْ قال: ما أنا بفاعلٍ قال مِكرَزٌ: بل قد أجَزْناه لك فقال أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو: يا معشرَ المسلمينَ أُرَدُّ إلى المشركين وقد جِئْتُ مسلِمًا ألا ترَوْنَ إلى ما قد لقيتُ وكان قد عُذِّب عذابًا شديدًا في اللهِ - فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه: واللهِ ما شكَكْتُ منذُ أسلَمْتُ إلَّا يومَئذٍ فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: ألَسْتَ رسولَ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: ألَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِيننِا إذًا ؟ قال: ( إنِّي رسولُ اللهِ ولَسْتُ أعصي ربِّي وهو ناصري ) قُلْتُ: أوليسَ كُنْتَ تُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ فنطوفُ به ؟ قال ( بلى فخبَّرْتُك أنَّك تأتيه العامَ ؟ ) قال: لا قال: ( فإنَّك تأتيه فتطوفُ به قال: فأتَيْتُ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضوانُ اللهِ عليه فقُلْتُ: يا أبا بكرٍ أليس هذا نبيَّ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: أولَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا ؟ قال: أيُّها الرَّجلُ إنَّه رسولُ اللهِ وليس يعصي ربَّه وهو ناصرُه فاستمسِكْ بغَرْزِه حتَّى تموتَ فواللهِ إنَّه على الحقِّ قُلْتُ: أوليس كان يُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ ونطوفُ به ؟ قال: بلى قال فأخبَرك أنَّا نأتيه العامَ ؟ قُلْتُ: لا قال: فإنَّك آتيه وتطوفُ به قال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه فعمِلْتُ في ذلك أعمالًا - يعني في نقضِ الصَّحيفةِ - فلمَّا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الكتابِ أمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه فقال: ( انحَروا الهَدْيَ واحلِقوا ) قال: فواللهِ ما قام رجُلٌ منهم رجاءَ أنْ يُحدِثَ اللهُ أمرًا فلمَّا لم يقُمْ أحَدٌ منهم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخَل على أمِّ سلَمةَ فقال: ما لقيتُ مِن النَّاسِ قالت أمُّ سلَمةَ: أوَتُحِبُّ ذاك، اخرُجْ ولا تُكلِّمَنَّ أحدًا منهم كلمةً حتَّى تنحَرَ بُدنَكَ وتدعوَ حالقَك فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَج ولم يُكلِّمْ أحدًا منهم حتَّى نحَر بُدْنَه ثمَّ دعا حالقَه فحلَقه فلمَّا رأى ذلك النَّاسُ جعَل بعضُهم يحلِقُ بعضًا حتَّى كاد بعضُهم يقتُلُ بعضًا قال: ثمَّ جاء نِسوةٌ مؤمناتٌ فأنزَل اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] إلى آخِرِ الآيةِ قال: فطلَّق عمرُ رضوانُ اللهِ عليه امرأتينِ كانتا له في الشِّركِ فتزوَّج إحداهما معاويةُ بنُ أبي سُفيانَ والأخرى صفوانُ بنُ أميَّةَ قال: ثمَّ رجَع صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ فجاءه أبو بَصيرٍ رجُلٌ مِن قريشٍ وهو مسلِمٌ فأرسَلوا في طلبِه رجُلينِ وقالوا: العهدَ الَّذي جعَلْتَ لنا فدفَعه إلى الرَّجُلينِ فخرَجا حتَّى بلَغا به ذا الحليفةِ فنزَلوا يأكُلون مِن تمرٍ لهم فقال أبو بَصيرٍ لأَحدِ الرَّجُلينِ: واللهِ لَأرى سيفَك هذا يا فلانُ جيِّدًا فقال: أجَلْ واللهِ إنَّه لَجيِّدٌ لقد جرَّبْتُ به ثمَّ جرَّبْتُ فقال أبو بَصيرٍ: أَرِني أنظُرْ إليه فأمكَنه منه فضرَبه حتَّى برَد وفرَّ الآخَرُ حتَّى أتى المدينةَ فدخَل المسجدَ يعدو فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد رأى هذا ذُعْرًا فلمَّا انتهى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: قُتِل واللهِ صاحبي وإنِّي لَمقتولٌ فجاء أبو بَصيرٍ فقال: يا نبيَّ اللهِ قد واللهِ أوفى اللهُ ذمَّتَك قد ردَدْتَني إليهم ثمَّ أنجاني اللهُ منهم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ويلُ امِّه لو كان معه أحَدٌ فلمَّا سمِع بذلك عرَف أنَّه سيرُدُّه إليهم مرَّةً أخرى فخرَج حتَّى أتى سِيفَ البحرِ قال: وتفلَّت منهم أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو فلحِق بأبي بَصيرٍ فجعَل لا يخرُجُ مِن قريشٍ رجُلٌ أسلَم إلَّا لحِق بأبي بَصيرٍ حتَّى اجتمَعت منهم عصابةٌ قال: فواللهِ ما يسمَعون بِعِيرٍ خرَجتْ لقريشٍ إلى الشَّامِ إلَّا اعترَضوا لها فقتَلوهم وأخَذوا أموالَهم فأرسَلتْ قريشٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُناشِدُه اللهَ والرَّحِمَ لَمَا أرسَل إليهم ممَّن أتاه فهو آمِنٌ فأرسَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم فأنزَل اللهُ جلَّ وعلا: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح: 24] حتَّى بلَغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] وكانت حميَّتُهم أنَّهم لم يُقِرُّوا أنَّه نبيُّ اللهِ ولم يُقِرُّوا ببِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الراوي : المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4872 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

24 - مرَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأَنا معَهُ وأبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ على عَبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ وَهوَ يقرأُ فقامَ فسمِعَ قراءتَهُ ثمَّ رَكَعَ عبدُ اللَّهِ وسجدَ قالَ : فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : سَل تُعطَهْ ، سَل تُعطَهْ ، قالَ : ثمَّ مضى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وقالَ : من سرَّهُ أن يقرأَ القرآنَ غضًّا كما أُنْزِلَ ، فليَقرأهُ منَ ابنِ أمِّ عبدٍ ، قالَ : فأدلَجتُ إلى عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ لأبشِّرَهُ بما قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، قالَ : فلمَّا ضربتُ البابَ أو قالَ لمَّا سمعَ صَوتي قالَ : ما جاءَ بِكَ هذِهِ السَّاعةَ ؟ قُلتُ : جئتُ لأبشِّرَكَ بما قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، قالَ : قد سَبقَكَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ فقُلتُ : إن يفعل فإنَّهُ سبَّاقٌ بالخيراتِ ، ما استَبقنا خيرًا قطُّ إلَّا سبَقَنا إليها أبو بَكْرٍ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 1/138 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

25 - أتيت عمربن الخطاب رضي اللهُ عنه في أناس من قومي فجعل يفرض للرجل من طَيِّئٍ في ألفين ويعرض عني قال فاستقبلته فأعرض عني ثم أتيته من حيال وجهه فأعرض عني قال فقلت يا أمير المؤمنين أتعرفني قال فضحك حتى استلقى لقفاه ثم قال نعم والله إني لأعرفك آمنت إذ كفروا وأقبلت إذ أدبروا ووفيت إذ غدروا وإن أول صدقة بيضت وجه رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ووجوه أصحابه صدقة طَيِّئٍ جئت بها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثم أخذ يعتذر ثم قال: إنما فرضت لقوم أجحفت بهم الفاقة وهم سادة عشائرهم لما ينوبهم من الحقوق
الراوي : عدي بن حاتم الطائي | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 1/160 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

26 - كنتُ أماشي رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ آخِذًا بِيَدِهِ، فقالَ لي: يا ابنَ الخَصاصِيةِ، ما أصبَحتَ تَنقِمُ على اللهِ؟ أصبَحتَ تُماشي رَسولَهُ. قالَ: أحسَبُهُ قالَ: آخِذًا بِيَدِهِ، قالَ: قُلتُ: ما أصبَحتُ أنقِمُ على اللهِ شَيئًا، قد أعطاني اللهُ كُلَّ خَيرٍ. قالَ: فأتَيْنا على قُبورِ المُشرِكينَ، فقالَ: لقد سبَقَ هؤلاء خَيرًا كَثيرًا، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثم أتَيْنا على قُبورِ المُسلِمينَ، فقالَ: لقد أدرَكَ هؤلاء خَيرًا كَثيرًا، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، يَقولُها، قالَ: فبَصُرَ بِرَجُلٍ يَمشي بَينَ المَقابِرِ في نَعْلَيْهِ، فقالَ: وَيحَكَ يا صاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ، ألْقِ سِبْتِيَّتَيْكَ، مَرَّتَيْنِ، أو ثَلاثًا، فنَظَرَ الرَّجُلُ، فلمَّا رَأى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ خلَعَ نَعْلَيْهِ.
الراوي : بشير بن معبد بن الخصاصية | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 20787 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

27 - أنَّ رجلًا دخلَ المسجدَ ورسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ على المنبرِ ، فَناداهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فما زالَ يقولُ: ادنُ حتَّى دَنا ، فأمرَهُ ، فرَكَعَ رَكْعتينِ قبلَ أن يجلِسَ وعليهِ خرقةُ خَلقٍ ، ثمَّ صنعَ مثلَ ذلِكَ في الثَّانيةِ ، فأمرَهُ بمِثلِ ذلِكَ ، ثمَّ صنعَ مثلَ ذلِكَ في الجمعةِ الثَّالثةِ ، فأمرَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بأخذِ ثوبينِ فلمَّا كانَ بعدَ ذلِكَ أمرَ النَّاسَ أن يتَصدَّقوا ، فألقى الرَّجلُ أحدَ ثوبيهِ ، فغَضِبَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، ثمَّ أمرَهُ أن يأخذَ ثوبَهُ
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : العيني | المصدر : نخب الافكار
الصفحة أو الرقم : 6/25 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

28 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يقوم يومَ الجُمُعةِ فيسندُ ظهرَهُ إلى جذعٍ منصوبٍ في المسجدِ فيخطب الناسَ فجاءه رُوميٌّ فقال ألا أصنعُ لك شيئًا تقعدُ عليه وكأنك قائمٌ فصنَع له منبرًا له درجتانِ ويقعدُ على الثالثةِ فلما قعد نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على ذلك المِنبرَ خارَ الجذعُ كخُوارِ الثَّورِ حتى ارتجَّ المسجد حزنًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فنزل إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من المِنبرِ فالتزمَه وهو يخورُ فلما التزمه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سكن ثم قال أما والذي نفسُ محمدٍ بيدِه لو لم ألتزمْه لما زال هكذا إلى يومِ القيامةِ حُزنًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأمر به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فدُفِنَ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 5/207 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد وهو على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

29 - عن بشيرٍ مولى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وكانَ اسمُهُ في الجاهليَّةِ زحمُ بنُ معبدٍ فهاجرَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ ما اسمُكَ قالَ زَحْمٌ قالَ بل أنتَ بشيرٌ قالَ بينَما أنا أماشي رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بقبورِ المشركينَ فقالَ لقد سبقَ هؤلاءِ خيرًا كثيرًا وحانت من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نظرةٌ فإذا رجلٌ يمشي في القبورِ عليهِ نعلانِ فقالَ يا صاحبَ السِّبتيَّتينِ ويحكَ ألقِ سِبتيَّتيكَ فنظرَ الرَّجلُ فلمَّا عرفَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خلعَهما فرمى بِهما
الراوي : بشير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : محمد ابن عبدالهادي | المصدر : المحرر في الحديث
الصفحة أو الرقم : 203 | خلاصة حكم المحدث : رواه أحمد، وقال إسناده جيد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

30 - انطلَق النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا معه حتَّى دخَلْنا كنسيةَ اليهودِ بالمدينةِ يومَ عيدِههم وكرِهوا دخولَنا عليهم فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا معشرَ اليهودِ أَروني اثنَيْ عشَرَ رجُلًا يشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ يُحبِطِ اللهُ عن كلِّ يهوديٍّ تحتَ أديمِ السَّماءِ الغضَبَ الَّذي غضِب عليه ) قال : فأمسَكوا وما أجابه منهم أحَدٌ ثمَّ ردَّ عليهم فلَمْ يُجِبْه أحَدٌ ثمَّ ثلَّث فلَمْ يُجِبْه أحَدٌ فقال : ( أبَيْتُم فواللهِ إنِّي لَأنا الحاشِرُ وأنا العاقِبُ وأنا المُقفِّي آمَنْتُم أو كذَّبْتُم ) ثمَّ انصرَف وأنا معه حتَّى دنا أنْ يخرُجَ فإذا رجُلٌ مِن خَلْفِنا يقولُ : كما أنتَ يا مُحمَّدُ قال : فقال ذلك الرَّجُلُ أيَّ رجُلٍ تعلَموني فيكم يا معشَرَ اليهودِ ؟ قالوا : ما نعلَمُ أنَّه كان فينا رجُلٌ أعلَمُ بكتابِ اللهِ ولا أفقَهُ منكَ ولا مِن أبيكَ مِن قبْلِكَ ولا مِن جدِّكَ قبْلَ أبيكَ قال : فإنِّي أشهَدُ له باللهِ أنَّه نَبيُّ اللهِ الَّذي تجِدونَه في التَّوراةِ قالوا : كذَبْتَ ثمَّ ردُّوا عليه وقالوا له شرًّا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( كذَبْتُم لنْ يُقبَلَ قولُكم أمَّا آنفًا فتُنثونَ عليه مِن الخيرِ ما أثنَيْتُم وأمَّا إذ آمَن كذَّبْتُموه وقُلْتُم ما قُلْتُم فلنْ يُقبَلَ قولُكم ) قال : فخرَجْنا ونحنُ ثلاثةٌ : رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا وعبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ فأنزَل اللهُ فيه : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ} [الأحقاف: 10] الآيةَ
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7162 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث
 

61 - حدَّثَني سَلمانُ الفارسيُّ، قال: كنتُ رَجُلًا فارسيًّا مِن أهل أصبَهانَ، مِن أهلِ قَريةٍ منها، يُقال لها: جَيُّ، وكان أبي دِهْقانَها، وكنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلمْ يَزَلْ بي حُبُّه إيَّاي حتى حبَسَني في بَيْتِه كما تُحبَسُ الجاريةُ، فاجتهَدتُ في المَجوسيَّةِ، حتى كنتُ قاطِنَ النَّارِ الذي يُوقِدُها، لا يَترُكُها تَخبو ساعةً، وكانتْ لأبي ضَيعةٌ عَظيمةٌ، فشُغِلَ في بُنْيانٍ له يومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلتُ في بُنْياني هذا اليومَ عن ضَيعَتي، فاذهَبْ، فاطَّلِعْها. وأمَرَني ببَعضِ ما يُريدُ، فخرَجتُ، ثُمَّ قال: لا تَحتبِسْ علَيَّ؛ فإنَّكَ إنِ احتبَستَ علَيَّ كنتَ أهَمَّ إلَيَّ مِن ضَيعَتي، وشغَلتَني عن كلِّ شيءٍ مِن أمْري. فخرَجتُ أُريدُ ضَيعَتَه، فمرَرتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائسِ النَّصارى، فسمِعتُ أصْواتَهم فيها وهم يُصلُّونَ -وكنتُ لا أدري ما أمْرُ النَّاسِ بحَبسِ أبي إيَّاي في بَيْتِه-، فلمَّا مرَرتُ بهم، وسمِعتُ أصْواتَهم، دخَلتُ إليهم أنظُرُ ما يَصنَعونَ، فلمَّا رَأيْتُهم، أعجَبَتْني صَلَواتُهم، ورغِبتُ في أمْرِهم، وقُلتُ: هذا -واللهِ- خيرٌ مِن الدِّينِ الذي نحن عليه. فواللهِ ما ترَكتُهم حتى غرَبَتِ الشَّمسُ، وترَكتُ ضَيعةَ أبي، ولم آتِها، فقُلتُ لهم: أين أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ. قال: ثُمَّ رجَعتُ إلى أبي، وقد بعَثَ في طَلَبي، وشغَلتُه عن عَملِه كلِّه. فلمَّا جِئتُه، قال: أيْ بُنَيَّ، أين كنتَ؟ ألمْ أكُنْ عهِدتُ إليك ما عهِدتُ؟ قُلتُ: يا أبَةِ، مرَرتُ بناسٍ يُصلُّونَ في كَنيسةٍ لهم، فأعجَبَني ما رَأيْتُ مِن دِينِهم، فواللهِ ما زِلتُ عندَهم حتى غرَبَتِ الشَّمسُ. قال: أيْ بُنَيَّ، ليس في ذلك الدِّينِ خيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائِكَ خيرٌ منه. قُلتُ: كلا -واللهِ-! إنَّه لخَيرٌ مِن دِينِنا. قال: فخافني، فجعَلَ في رِجْلي قَيدًا، ثُمَّ حبَسَني في بَيْتِه. قال: وبعَثتُ إلى النَّصارى، فقُلتُ: إذا قدِمَ عليكم رَكبٌ مِن الشَّامِ، تُجَّارٌ مِن النَّصارى، فأخبِروني بهم. فقدِمَ عليهم رَكبٌ مِن الشَّامِ، قال: فأخبَروني بهم. فقُلتُ: إذا قضَوْا حَوائجَهم، وأرادوا الرَّجعةَ، فأخبِروني. قال: ففعَلوا، فألقَيتُ الحَديدَ مِن رِجْلي، ثُمَّ خرَجتُ معهم حتى قدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قدِمتُها، قُلتُ: مَن أفضَلُ أهلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسقُفُ في الكَنيسةِ. فجِئتُه، فقُلتُ: إنِّي قد رغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحبَبتُ أنْ أكونَ معك، أخدُمُكَ في كَنيستِكَ، وأتعلَّمُ منك، وأُصلِّي معك. قال: فادخُلْ. فدخَلتُ معه، فكان رَجُلَ سُوءٍ، يَأمُرُهم بالصَّدقةِ، ويُرغِّبُهم فيها، فإذا جمَعوا إليه منها شيئًا، اكتنَزَه لنَفْسِه، ولم يُعطِه المَساكينَ، حتى جمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهبٍ ووَرِقٍ، فأبغَضتُه بُغضًا شَديدًا لمَا رَأيْتُه يَصنَعُ، ثُمَّ مات، فاجتمَعَتْ إليه النَّصارى ليَدفِنوه، فقُلتُ لهم: إنَّ هذا رَجُلُ سُوءٍ، يَأمُرُكم بالصَّدقةِ، ويُرغِّبُكم فيها، فإذا جِئتُم بها كنَزَها لنَفْسِه، ولم يُعطِ المَساكينَ. وأرَيتُهم مَوضِعَ كَنزِه سَبعَ قِلالٍ مَملوءةٍ، فلمَّا رَأوْها قالوا: واللهِ لا نَدفِنُه أبدًا. فصَلَبوه، ثُمَّ رمَوْه بالحِجارةِ، ثُمَّ جاؤوا برَجُلٍ جعَلوه مَكانَه، فما رَأيْتُ رَجُلًا -يَعني لا يُصلِّي الخَمسَ- أُرى أنَّه أفضَلُ منه، أزهَدُ في الدُّنْيا، ولا أرغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدْأبُ لَيلًا ونَهارًا، ما  أعلَمُني أحبَبتُ شيئًا قَطُّ قبلَه حُبَّه، فلمْ أزَلْ معه حتى حضَرَتْه الوَفاةُ. فقُلتُ: يا فُلانُ، قد حضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، وإنِّي -واللهِ- ما أحبَبتُ شيئًا قَطُّ حُبَّكَ، فماذا تَأمُرُني؟ وإلى مَن تُوصِيني؟ قال لي: يا بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُه إلَّا رَجُلًا بالمَوصِلِ، فائْتِه؛ فإنَّكَ ستَجِدُه على مِثلِ حالي. فلمَّا مات وغُيِّبَ، لَحِقتُ بالمَوصِلِ، فأتَيتُ صاحِبَها، فوَجَدتُه على مِثلِ حالِه مِن الاجتهادِ والزُّهدِ، فقُلتُ له: إنَّ فُلانًا أوْصاني إليك أنْ آتيَكَ، وأكونَ معك. قال: فأقِمْ، أيْ بُنَيَّ. فأقَمتُ عندَه على مِثلِ أمْرِ صاحِبِه، حتى حضَرَتْه الوَفاةُ، فقُلتُ له: إنَّ فُلانًا أوْصى بي إليك، وقد حضَرَكَ مِن أمْرِ اللهِ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تَأمُرُني به؟ قال: واللهِ ما أعلَمُ -أيْ بُنَيَّ- إلَّا رَجُلًا بنَصيبينَ. فلمَّا دفَنَّاه، لَحِقتُ بالآخَرِ، فأقَمتُ عندَه على مِثلِ حالِهم، حتى حضَرَه المَوتُ، فأوْصى بي إلى رَجُلٍ مِن أهلِ عَمُّوريَّةَ بالرُّومِ، فأتَيتُه، فوَجَدتُه على مِثلِ حالِهم، واكتسَبتُ حتى كان لي غُنَيمةٌ وبُقَيراتٌ. ثُمَّ احتُضِرَ، فكَلَّمتُه إلى مَن يُوصي بي؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُه بَقيَ أحدٌ على مِثلِ ما كنَّا عليه آمُرُكَ أنْ تَأتيَه، ولكنْ قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ يُبعَثُ مِن الحَرَمِ، مُهاجَرُه بيْنَ حَرَّتَينِ إلى أرضٍ سَبْخةٍ ذاتِ نَخلٍ، وإنَّ فيه عَلاماتٍ لا تَخفى: بيْنَ كَتِفَيه خاتَمُ النُّبوَّةِ، يَأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يَأكُلُ الصَّدقةَ؛ فإنِ استطَعتَ أنْ تَخلُصَ إلى تلكَ البِلادِ، فافعَلْ؛ فإنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُه. فلمَّا وارَيْناه، أقَمتُ حتى مَرَّ بي رِجالٌ مِن تُجَّارِ العَربِ مِن كَلبٍ، فقُلتُ لهم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَربِ، وأُعطيكم غُنَيمَتي وبَقراتي هذه؟ قالوا: نعمْ. فأعطَيتُهم إيَّاها، وحمَلوني، حتى إذا جاؤوا بي وادي القُرى ظلَموني؛ فباعوني عَبدًا مِن رَجُلٍ يَهوديٍّ بوادي القُرى، فواللهِ لقد رَأيْتُ النَّخلَ، وطمِعتُ أنْ يَكونَ البَلدَ الذي نعَتَ لي صاحِبي! وما حَقَّتْ عِندي، حتى قدِمَ رَجُلٌ مِن بَني قُرَيظةَ وادي القُرى، فابتاعَني مِن صاحِبي، فخرَجَ بي حتى قدِمْنا المدينةَ، فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها، فعرَفتُ نَعْتَها. فأقَمتُ في رِقِّي، وبعَثَ اللهُ نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمكَّةَ، لا يُذكَرُ لي شيءٌ مِن أمْرِه، مع ما أنا فيه مِن الرِّقِّ، حتى قدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُباءً، وأنا أعمَلُ لصاحِبي في نخلةٍ له، فواللهِ إنِّي لَفِيها إذ جاءه ابنُ عَمٍّ له، فقال: يا فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بَني قَيلةَ، واللهِ إنَّهم الآن لفي قُباءٍ مُجتمِعونَ على رَجُلٍ جاء مِن مكَّةَ، يَزعُمونَ أنَّه نَبيٌّ. فواللهِ ما هو إلَّا أنْ سمِعتُها، فأخَذَتْني العُرَواءُ -يقولُ: الرِّعْدةُ- حتى ظنَنتُ لأسقُطَنَّ على صاحِبي، ونزَلتُ أقولُ: ما هذا الخَبرُ؟ فرفَعَ مَولايَ يَدَه، فلكَمَني لَكمةً شَديدةً، وقال: ما لك ولهذا، أقبِلْ على عَملِكَ. فقُلتُ: لا شيءَ، إنَّما سمِعتُ خَبرًا، فأحبَبتُ أنْ أعلَمَه. فلمَّا أمسَيتُ، وكان عِندي شيءٌ مِن طَعامٍ، فحمَلتُه وذهَبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بقُباءٍ، فقُلتُ له: بلَغَني أنَّكَ رَجُلٌ صالحٌ، وأنَّ معك أصحابًا لك غُرَباءَ، وقد كان عِندي شيءٌ مِن الصَّدقةِ، فرَأيْتُكم أحَقَّ مَن بهذه البِلادِ، فهاكَ هذا، فكُلْ منه. قال: فأمسَكَ، وقال لأصحابِه: كُلوا. فقُلتُ في نَفْسي: هذه خَلَّةٌ ممَّا وصَفَ لي صاحِبي. ثُمَّ رجَعتُ، وتَحوَّلَ رسولُ اللهِ إلى المدينةِ، فجمَعتُ شيئًا كان عِندي، ثُمَّ جِئتُه به، فقُلتُ: إنِّي قد رَأيْتُكَ لا تَأكُلُ الصَّدقةَ، وهذه هَديَّةٌ. فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأكَلَ أصحابُه، فقُلتُ: هذه خَلَّتانِ. ثُمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَتبَعُ جِنازةً، وعلَيَّ شَملَتانِ لي، وهو في أصحابِه، فاستدَرتُ أنظُرُ إلى ظَهرِه، هل أرى الخاتَمَ الذي وَصَفَ؟ فلمَّا رَآني استَدبَرتُه، عرَفَ أنِّي أستَثبِتُ في شيءٍ وُصِفَ لي، فألقى رِداءَه عن ظَهرِه، فنظَرتُ إلى الخاتَمِ، فعرَفتُه؛ فانكَبَبتُ عليه أُقبِّلُه وأبكي!! فقال لي: تَحوَّلْ. فتَحوَّلتُ، فقَصَصتُ عليه حَديثي كما حدَّثتُكَ يا ابنَ عَبَّاسٍ، فأعجَبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلك أصحابُه. ثُمَّ شغَلَ سَلمانَ الرِّقُّ حتى فاته مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَدرٌ وأُحُدٌ. ثُمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كاتِبْ يا سَلمانُ. فكاتَبتُ صاحِبي على ثَلاثِ مِئةِ نَخلةٍ، أُحييها له بالفَقيرِ وأربعينَ أُوقيَّةً. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَعينوا أخاكم. فأعانوني بالنَّخلِ؛ الرَّجُلُ بثَلاثينَ وَدِيَّةً، والرَّجُلُ بعِشرينَ، والرَّجُلُ بخَمسَ عَشْرةَ، حتى اجتمَعَتْ ثَلاثُ مِئةِ وَدِيَّةٍ. فقال: اذهَبْ يا سَلمانُ، ففَقِّرْ لها، فإذا فرَغتَ فائْتِني أكونُ أنا أضَعُها بيَدي. ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصحابي، حتى إذا فرَغتُ منها، جِئتُه وأخبَرتُه، فخرَجَ معي إليها نُقرِّبُ له الوَدِيَّ، ويَضَعُه بيَدِه، فوالذي نَفْسُ سَلمانَ بيَدِه، ما ماتتْ منها وَدِيَّةٌ واحدةٌ. فأدَّيتُ النَّخلَ، وبَقيَ علَيَّ المالُ، فأُتيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمِثلِ بَيضةِ دَجاجةٍ مِن ذَهبٍ مِن بَعضِ المَغازي. فقال: ما فعَلَ الفارسيُّ المُكاتَبُ؟ فدُعِيتُ له، فقال: خُذْها، فأدِّ بها ما عليك. قُلتُ: وأين تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ؟ قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ سيُؤَدِّي بها عنك. فأخَذتُها، فوَزَنتُ لهم منها أربعينَ أُوقيَّةً، وأوْفَيتُهم حَقَّهم، وعُتِقتُ، فشهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الخَندَقَ حُرًّا، ثُمَّ لم يَفُتْني معه مَشهَدٌ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/506-511 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات وإسناده قوي | شرح حديث مشابه

62 - ثم مضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واستعمل على المدينةِ أبارَهم كلثومُ بنُ الحصينِ الغفاريُّ وخرج لعشرٍ مضيْنَ من رمضانَ فصام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصام الناسُ معه حتى إذا كان بالكديدِ _ ماءٌ بين عسفانَ وأمجٍ _ أفطرَ ثم مضى حتى نزل مرَّ الظهرانِ في عشرةِ آلافٍ من المسلمين وألفٍ من مزينةَ وسليمٍ وفي كلِّ القبائلِ عددٌ وسلاحٌ وأوعب مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المهاجرون والأنصارُ لم يتخلف منهم أحدٌ فلما نزل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مرَّ الظهرانِ وقد عميتِ الأخبارُ على قريشٍ فلم يأتهم عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبرٌ ولم يدروا ما هو فاعلٌ خرج في تلك الليلةِ أبو سفيانَ بنُ حربٍ وحكيمُ بنُ حزامٍ وبديلُ بنُ ورقاءَ يتجسسون وينظرون هل يجدون خبرًا أو يسمعونَ به وقد كان العباسُ بنُ عبدِ المطلبِ تلقى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بعضِ الطريقِ وقد كان أبو سفيانَ بنُ الحارثِ بنُ عبدِ المطلبِ وعبدُ اللهِ بنُ أبي أميةَ بنُ المغيرةَ قد لقِيا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيما بين المدينةِ ومكةَ والتمسا الدخولَ عليه فكلَّمَتْهُ أمُّ سلمةَ فيهما فقالت يا رسولَ اللهِ ابنُ عمِّكَ وابنُ عمَّتِك وصهرُك قال لا حاجةَ لي بهما أما ابنُ عمِّي فهتكَ عِرضي بمكةَ وأما ابنُ عمَّتِي وصِهري فهو الذي قال لي بمكةَ ما قال فلما خرج إليهما بذلك ومع أبي سفيانَ بنيٌّ له فقال واللهِ لتأذنُنَّ لي أو لآخذنَّ بيدِ بُنيَّ هذا ثم لنذهبنَّ بالأرضِ حتى نموتَ عطشًا وجوعًا فلما بلغ ذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رقَّ لهما ثم أَذِنَ لهما فدخلا فأسلما فلما نزل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمرِّ الظهرانِ قال العباسُ واصباح قريشٍ واللهِ لئن دخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مكةَ عنوةً قبل أن يستأمنُوهُ إنَّهُ لهلاكُ قريشٍ آخرَ الدهرِ قال فجلستُ على بغلةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البيضاءَ فخرجتُ عليها حتى جئتُ الأراكَ فقلتُ لعلِّي ألقى بعض الحطَّابةِ أو صاحبَ لبنٍ أو ذا حاجةٍ يأتي مكةَ فيُخبرهم بمكانِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيستأمنوهُ قبل أن يدخلها عنوةً قال فواللهِ إني لأسيرُ عليها وألتمسُ ما خرجتُ له إذ سمعتُ كلامَ أبي سفيانَ وبديلَ بنَ ورقاءَ وهما يتراجعانِ وأبو سفيانَ يقول ما رأيتُ كاليومِ قط نيرانًا ولا عسكرًا قال يقول بديلُ هذه واللهِ نيرانُ خزاعةَ حشتها الحربُ قال يقول أبو سفيانَ خزاعةُ واللهِ أذلُّ وألأمُ من أن تكون هذه نيرانُها وعسكرُها قال فعرفتُ صوتَه فقلتُ يا أبا حنظلةَ فعرف صوتي فقال أبو الفضلِ فقلتُ نعم فقال ما لك فداكَ أبي وأمي فقلتُ ويحَك يا أبا سفيانَ هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الناسِ واصباح قريشٍ واللهِ قال فما الحيلةُ فداك أبي وأمي قال قلتُ لئن ظفرَ بك ليضربنَّ عُنُقَك فاركب معي هذه البغلةَ حتى آتيَ بك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأستأمِنُه لك قال فركب خلفي ورجع صاحباهُ وحركت به فكلما مررتُ بنارٍ من نيرانِ المسلمينَ قالوا من هذا فإذا رأوا بغلةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالوا عمُّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على بغلتِه حتى مررتُ بنارِ عمرَ بنِ الخطابِ فقال من هذا وقام إليَّ فلما رأى أبو سفيانَ على عجزِ البغلةِ قال أبو سفيانَ عدوُّ اللهِ الحمدُ للهِ الذي أمكنني اللهُ منك بغيرِ عقدٍ ولا عهدٍ ثم خرج يشتدُّ نحوَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وركضتِ البغلةُ فسبقَتْهُ بما تسبقُ الدابةُ الرجلَ البطيءَ فاقتحمتُ عن البغلةِ فدخلتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ودخل عمرُ فقال يا رسولَ اللهِ هذا أبو سفيانَ قد أمكن اللهُ منه بغيرِ عقدٍ ولا عهدٍ فدعني فلأضربَ عُنُقَه فقلتُ يا رسولَ اللهِ إني أجرتُه ثم جلستُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقلتُ لا واللهِ لا يُناجيهِ الليلةَ رجلٌ دوني قال فلما أكثرَ عمرُ في شأنِه قلتُ مهلًا يا عمرُ أما واللهِ أن لو كان من رجالِ بني عديِّ بنِ كعبٍ ما قلتَ هذا ولكنَّك عرفتَ أنَّهُ من رجالِ بني عبدِ منافٍ فقال مهلًا يا عباسُ واللهِ لإسلامُك يومَ أسلمتَ أحبَّ إليَّ من إسلامِ أبي لو أسلمَ وما بي إلا أني قد عرفتُ أنَّ إسلامَك كان أحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من إسلامِ الخطابِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اذهب به إلى رَحْلِك يا عباسُ فإذا أصبحتَ فائتني به فذهبتُ به إلى رَحْلِي فبات عندي فلما أصبح غدوتُ به على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلما رآهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال ويحك يا أبا سفيانَ ألم يأنِ لك أن تشهدَ أن لا إلهَ إلا اللهُ قال بأبي أنت وأمي ما أكرمَك وأحلمَك وأوصلَك لقد ظننتُ أن لو كان مع اللهِ غيرَه لقد أغنى عني شيئًا قال ويحك يا أبا سفيانَ ألم يأنِ لك أن تعلمَ أني رسولُ اللهِ قال بأبي أنت وأمي ما أحلمَك وأكرمَك وأوصلَك هذه واللهِ كان في النفسِ منها شيٌء حتى الآنَ , قال العباسُ ويحَكَ يا أبا سفيانَ أسلِمْ واشهَدْ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ قبل أن يضربَ عُنُقَك قال فشهد شهادةَ الحقِّ وأسلمَ قلتُ يا رسولَ اللهِ إنَّ أبا سفيانَ يحبُّ هذا الفخرَ فاجعل له شيئًا قال نعم من دخل دارَ أبي سفيانَ فهو آمنٌ ومن أغلق بابَه فهو آمنٌ ومن دخل المسجدَ فهو آمنٌ فلما ذهب لينصرفَ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يا عباسُ احبِسْهُ بالوادي عند حطمِ الجبلِ حتى تمرَّ به جنودُ اللهِ فيراها قال فخرجتُ به حتى حبستُه بمضيقِ الوادي حيث أمرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن أحبسَه قال ومرَّتْ به القبائلُ على راياتها فكلما مرَّت قبيلةٌ قال من هؤلاءِ يا عباسُ فيقول بني سليمٍ فيقول ما لي ولسليمٍ قال ثم تمرُّ القبيلةُ فيقول من هؤلاءِ فأقول مزينةُ فيقول ما لي ولمزينةَ حتى نفدتِ القبائلُ يعني جاوزت لا تمرُّ قبيلةً إلا قال من هؤلاءِ فأقول بنو فلانٍ فيقول ما لي ولبني فلانٍ حتى مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الخضراءِ فيها المهاجرون والأنصارُ لا يُرى منهم سوى الحدقُ قال سبحان اللهِ من هؤلاءِ يا عباسُ قلتُ هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المهاجرين والأنصارِ قال ما لأحدٍ بهؤلاءِ قبلٌ ولا طاقةٌ واللهِ يا أبا الفضلِ لقد أصبح ملكُ ابنُ أخيكَ الغداةَ عظيمًا قلتُ يا أبا سفيانَ إنها النبوةُ قال فنِعْمَ إذًا قلتُ التجِئْ إلى قومِك قال فخرج حتى جاءهم صرخ بأعلى صوتِه يا قريشُ هذا محمدٌ قد جاءَكم بما لا قِبَلَ لكم به فمن دخل دارَ أبي سفيانَ فهو آمنٌ فقامت إليه امرأتُه هندُ بنتُ عتبةَ فأخذت بشاربِه فقالت اقتلوا الدسمَ الأحمشَ فبئس طليعةُ قومٍ قال ويحكم لا تغرَّنَّكم هذه من أنفسِكم فإنَّهُ قد جاء بما لا قِبَلَ لكم به من دخل دارَ أبي سفيانَ فهو آمنٌ قالوا ويحك وما تُغني عنا دارُك قال ومن أغلق بابَه فهو آمنٌ ومن دخل المسجدَ فهو آمنٌ فتفرَّقَ الناسُ إلى دورِهم وإلى المسجدِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 6/167 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
التخريج : أخرجه أحمد (2392)، والطبري في ((تاريخه)) (12/81) مختصراً، والطبراني (8/11) (7264) باختلاف يسير. | شرح حديث مشابه

63 - ( أمَّا أهلُ النَّارِ الَّذينَ هم أهلُها فإنَّهم لا يموتونَ فيها ولا يحيَوْنَ ولكِنْ ناسٌ أصابَتْهم النَّارُ بذُنوبِهم أو قال : بخَطاياهم حتَّى إذا كانوا فَحْمًا أُذِن في الشَّفاعةِ فجِيء بهم ضَبائرَ ضَبائرَ فبُثُّوا على أهلِ الجنَّةِ ثمَّ قيل : يا أهلَ الجنَّةِ أفيضوا عليهم قال : فينبُتونَ نباتَ الحِبَّةِ تكونُ في حَميلِ السَّيلِ ) فقال رجُلٌ منِ القومِ : كأنَّه كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالباديَةِ
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 184 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه البخاري (6560) بنحوه، ومسلم (185) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

64 - مرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ بحائطٍ من حيطانِ مكةَ أو المدينةِ فسمِع صوت إنسانَينِ يُعذَّبانِ في قبورِهما فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ يُعذَّبانِ وما يُعذَّبانِ في كبيرٍ ثم قال بَلَى كان أحدُهما لا يستترُ من بولِه وكان الآخرُ يمشي بالنميمةِ ثم دعا بجريدةٍ فكسرها كسرتينِ فوضع على كلِّ قبرٍ كسرةً فقيل يا رسولَ اللهِ لِمَ فعلت هذا قال لعلَّه أن يُخفَّفَ عنهما ما لم ييبَسا
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : مسند عمر
الصفحة أو الرقم : 2/602 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه البخاري (216) واللفظ له، ومسلم (292) | شرح حديث مشابه

65 - صلَّيْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا فأطال القيامَ وكان إذا صلَّى لنا خفَّف ثمَّ لا نسمَعُ منه شيئًا غيرَ أنَّه يقولُ : ( ربِّ وأنا فيهم ) ثمَّ رأَيْتُه أهوى بيدِه لِيتناوَلَ شيئًا ثمَّ ركَع ثمَّ أسرَع بعدَ ذلك فلمَّا سلَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جلَس وجلَسْنا حولَه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( قد علِمْتُ أنَّه رَاعَكم طولُ صلاتي وقيامي ) قُلْنا : أجَلْ يا رسولَ اللهِ وسمِعْناك تقولُ : ربِّ وأنا فيهم ) فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( والَّذي نفسي بيدِه ما مِن شيءٍ وُعِدْتُموه في الآخرةِ إلَّا قد عُرِض علَيَّ في مقامي هذا حتَّى لقد عُرِضَتْ علَيَّ النَّارُ فأقبَل إليَّ منها شيءٌ حتَّى دنا بمكاني هذا فخشِيتُ أنْ تَغْشاكم فقُلْتُ : ربِّ وأنا فيهم فصرَفها عنكم فأدبَرَتْ قِطَعًا كأنَّها الزَّرابِيُّ فنظَرْتُ إليها نظرةً ! فرأَيْتُ عمرَو بنَ حُرثانَ أخا بني غِفَارٍ مُتَّكئًا في جهنَّمَ على قوسِه وإذا فيها الحِمْيَريَّةُ صاحبةُ القِطَّةِ الَّتي ربَطَتْها فلا هي أطعَمَتْها ولا هي أرسَلَتْها )
الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6432 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | شرح حديث مشابه

66 - أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دخلَ في صلاةِ الفجر فأومأَ بيدِهِ أن مكانكُم ثم جاءَ ورأْسهُ يقطُرُ فصلى بهم فلما قضَى الصلاةَ قال إنما أنا بشرٌ ، وإنّي كنتُ جنبًا
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : النووي | المصدر : المجموع للنووي
الصفحة أو الرقم : 4/261 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح بهذا اللفظ | شرح حديث مشابه

67 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل في صلاةِ الفجرِ، فأومَأ بيدِه أنْ مكانَكم، ثمَّ جاء ورأسُه يقطُرُ، فصلَّى بهم، فلمَّا قضى الصَّلاةَ، قال: إنَّما أنا بشَرٌ، وإنِّي كُنْتُ جُنُبًا.
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : النووي | المصدر : خلاصة الأحكام للنووي
الصفحة أو الرقم : 2/696 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح بهذا اللفظ | شرح حديث مشابه

68 - من لي من خالدِ بنِ نبيحٍ رجلٌ من هُذيلٍ وهو يومئذٍ بعرنةَ قال عبدُ اللهِ قلت أنا يا رسولَ اللهِ انعتْه لي قال لو رأيتَه هبتَه قلت والذي أكرمك ما هبتُ شيئًا قطُّ فخرجت حتى لقيتُه بحيالِ عرنةَ قبلَ أن تغيبَ الشمسُ فلقيته فرُعبتُ منه فعرفت حينَ رُعبتُ منه الذي قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال من الرجلُ قلت باغي حاجةٍ فهل من مبيتٍ قال نعمْ فالحقْ بي قال فخرجت في أثرِه فصليت العصرَ ركعتينِ خفيفتينِ ثم خرجت فأشفقت أن يرَاني ثم لحقتُه فضربتُه بالسيفِ ثم غشيتُ الجبلَ وكمِنت حتى إذا ذهب الناسُ خرجت حتى قدمت على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ فأخبرته الخبرَ قال محمدُ بنُ كعبٍ فأعطاه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مخصرةً فقال تخصَّرْ بهذه حتى تلقاني بها يومَ القيامةِ وأقلُّ الناسِ يومئذٍ المتخصرون ، قال محمدُ بنُ كعبٍ فلما تُوفِّيَ عبدُ اللهِ بنُ أُنَيس أمر بها فوُضِعت على بطنِه وكُفِّنَ عليها ودُفِنَت معَه
الراوي : عبدالله بن أنيس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 6/206 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات

69 - كنَّا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في سفرٍ فأقبلَ أعرابيٌّ فلمَّا دنا منْهُ قالَ: أينَ تريدُ؟ قالَ الأعرابيُّ: إلى أَهلي؟ قالَ: هل لَكَ إلى خيرٍ؟ قالَ: ما هوَ؟ قالَ: تسلمُ قالَ: هل من شاهدٍ؟ قالَ: هذِهِ الشَّجرةُ فدعاها فأقبَلَت تخدُّ الأرضَ خَدًّا فقامَت بينَ يديْهِ فاستشْهدَها ثلاثًا، فشَهدت لَهُ كما قالَ ثمَّ رجعت إلى منبتِها ورجعَ الأعرابيُّ إلى قومِهِ فقالَ: إن يتَّبعوني آتِكَ بِهم وإلَّا رجعتُ إليْكَ فَكنتُ معَكَ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الذهبي | المصدر : تاريخ الإسلام
الصفحة أو الرقم : 1/344 | خلاصة حكم المحدث : غريب جداً وإسناده جيد
التخريج : أخرجه البزار كما في ((كشف الأستار)) للهيثمي (2411)، وابن حبان (6505)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (6/14) باختلاف يسير

70 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مَرَّ وهو يطوفُ بالكعبةِ بإنسانٍ قد ربطَ يدَهُ إلى إنسانٍ آخرَ بِسَيْرٍ أو بخيطٍ أو بشيٍء غيرِ ذلك فقطعَهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدِهِ ثم قال : قُدْهُ بيدِهِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 5/149 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه البخاري (1620) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

71 - سَمِعْتُ القاسمَ بنَ مُحمَّدٍ يُحدِّثُ، وتلا قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] ثُمَّ قالَ: حدَّثَتْني أُمُّ المؤمنينَ رَضيَ اللهُ عنها، قالتْ: لقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بالموتِ وعنده قَدَحٌ فيه ماءٌ، وهو يُدخِلُ يدَهُ في القَدَحِ، ثُمَّ يمسحُ وجهَهُ بالماءِ، ثُمَّ يقولُ: «اللَّهُمَّ أعِنِّي على سَكراتِ الموتِ».
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3777 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

72 - حدَّثني بشيرٌ مولَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان اسمُه في الجاهليَّةِ زَحْمَ بنَ مَعبِدٍ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما اسمُك قال زَحْمُ بنُ مَعبِدٍ قال أنت بشيرٌ فكان اسمَه فقال بينا أنا أُماشي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال يا بنَ الخُصاصيَّةِ ما أصبحتَ تنقِمُ على اللهِ تُماشي رسولَ اللهِ فقلتُ ما أنقِمُ على اللهِ شيئًا كلَّ خيرٍ فعل بي اللهُ فأتَى على قبورِ المشركين فقال لقد سبق هؤلاء بخيرٍ كثيرٍ ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ أتَى على قبورِ المسلمين فقال لقد أدرك هؤلاء خيرًا كثيرًا ثلاثَ مرَّاتٍ فبينما هو يمشي إذ حانت منه نظرةٌ فإذا برجلٍ يمشي بين القبورِ عليه نعلان فقال يا صاحبَ السِّبْتِيَّتَيْن ويحَك ألْقِ سِبْتِيَّتَيْك فنظر فلمَّا عرف رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خلع نعلَيْه فرمَى بهما
الراوي : بشير بن معبد بن الخصاصية | المحدث : الذهبي | المصدر : المهذب في اختصار السنن
الصفحة أو الرقم : 3/1431 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح وبشير وإن كان قد قال فيه أبو حاتم ليس بحجة فقد أخرج له البخاري ومسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

73 - مَرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا معه وأبو بَكْرٍ، على عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ وهو يَقرأُ، فقام فتَسمَّعَ قراءتَه، ثمَّ ركَعَ عبدُ اللهِ، وسجَدَ، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَلْ تُعطَهْ، سَلْ تُعطَهْ، قال: ثمَّ مضَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقال: مَن سَرَّهُ أنْ يَقرأَ القُرآنَ غَضًّا كما أُنزِلَ، فلْيَقرأْهُ مِن ابنِ أُمِّ عبدٍ، قال: فأدلَجتُ إلى عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ لأُبشِّرَه بما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فلمَّا ضرَبتُ البابَ -أو قال: لمَّا سَمِع صوتي- قال: ما جاء بك هذه الساعةَ؟ قلتُ: جِئتُ لأُبشِّرَك بما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: قد سبَقَك أبو بَكْرٍ، قلتُ: إن يَفعَلْ فإنَّه سَبَّاقٌ بالخيراتِ، ما استبَقْنا خيرًا قطُّ إلَّا سبَقَنا إليه أبو بَكْرٍ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 265 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (265) واللفظ له، والطبراني (9/66) (8424)، والخطيب في ((الموضح)) (1/165)

74 - ولجأتْ صناديدُ قريشٍ وعظماؤُها إلى الكعبةِ يعني دخلوا فيها قال فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى طافَ بالبيتِ فجعلَ يمرُّ بتلكَ الأصنامِ ويطعنُها بسِيةِ القوسِ ويقولُ {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهوقًا} حتَّى إذا فرغَ وصلَّى جاءَ فأخذَ بعُضَادَتيِ البابِ ثمَّ قال يا معشرَ قريشٍ ما تقولونَ قالوا نقولُ ابنُ أخٍ وابنُ عمٍّ رحيمٌ كريمٌ ثمَّ أعادَ عليهمُ القولَ ما تقولونَ قالوا مثلَ ذلِك قال فإنِّي أقولُ كما قال أخي يوسفُ {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} فخرجوا فبايعوهُ على الإسلامِ
الراوي : - | المحدث : عبد الحق الإشبيلي | المصدر : الأحكام الشرعية الصغرى
الصفحة أو الرقم : 558 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]

75 - لما مرض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في بيتِ ميمونةَ . . . . . فقال وهو في بيتِ ميمونةَ لعبدِ اللهِ بنِ زَمعةَ : مُرِ الناسَ فلْيُصلُّوا فلقِيَ عمرَ بنَ الخطابِ فقال يا عمرُ صلِّ بالناسِ فصلَّى بهم فسمع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صوتَه فعرفه وكان جهيرَ الصَّوتِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أليس هذا صوتَ عمرَ ؟ قالوا : بلى قال : يأبى اللهُ جلَّ وعزّ ذلك والمؤمنون مُروا أبا بكرٍ فلْيُصلِّ بالناسِ قالت عائشةُ يا رسولَ اللهِ إنَّ أبا بكرٍ رجلٌ رقيقٌ لا يملِكُ دمعَه . . .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم : 2/305 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح على شرط الشيخين | شرح حديث مشابه

76 - "أمَّا أهلُ النَّارِ الذين هم أَهلُها لا يَموتونَ، ولا يَحيَوْنَ، وأمَّا أُناسٌ يُريدُ اللهُ بهمُ الرَّحمةَ، فيُميتُهم في النَّارِ، فيدخُلُ عليهمُ الشُّفَعاءُ، فيأخُذُ الرجُلُ الضِّبارةَ فيَبُثُّهم، "أو قال: "فيُبَثُّونَ على نَهرِ الحَيَا"، أو قال: "الحَيَوانِ"، أو قال: "الحَياةِ"، أو قال: "نَهرِ الجَنَّةِ، فيَنبُتونَ نباتَ الحَبَّةِ في حَميلِ السَّيْلِقال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أمَا تَرَونَ الشَّجرةَ تكونُ خَضراءَ، ثُم تكونُ صَفراءَ؟" أو قال: "تكونُ صَفراءَ، ثُم تكونُ خَضراءَ"، قال: فقال بعضُهم: كأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان بالباديةِ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11016 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه مسلم (185)، وابن ماجه (4309)، وأحمد (11016) واللفظ له | شرح حديث مشابه

77 - بعَثني رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم فقال يا أبا مُوَيْهِبَةَ إنِّي قد أُمِرْتُ أن أستغفِرَ لأهلِ البَقيعِ فانطَلِقْ معي فانطَلَقْتُ معه فلمَّا وقَف بين أظهُرِهم قال السَّلامُ عليكم يا أهلَ المقابرِ ليَهْنِكُم ما أصبَحْتُم فيه ممَّا أصبَح النَّاسُ فيه لو تعلَمونَ ما نجَّاكم اللهُ منه أقبَلَتِ الفتنُ كقِطَعِ اللَّيلِ المظلمِ يتبَعُ آخرُها أوَّلَها الآخرةُ شرٌّ من الأُولى ثُمَّ أقبَل عليَّ فقال يا أبا مُوَيْهِبَةَ إنِّي قد أُوتِيتُ خزائنَ الدُّنيا والخلدَ فيها ثُمَّ الجنَّةَ وخُيِّرْتُ بينَ ذلك وبينَ لقاءِ ربِّي عزَّ وجلَّ والجنَّةِ قال قُلْتُ بأبي أنتَ وأمي فخُذْ مفاتيحَ الدُّنيا والخلدَ فيها ثُمَّ الجنَّةَ قال لا واللهِ يا أبا مُوَيْهِبَةَ لقد اختَرْتُ لقاءَ ربِّي ثُمَّ الجنَّةَ ثُمَّ استغفَر لأهلِ البَقيعِ ثُمَّ انصَرَف فبدَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم في وجعِه الَّذي قبَضه اللهُ عزَّ وجلَّ حينَ أصبَح وفي روايةٍ عنه أيضًا قال أُمِر رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم أن يُصلِّيَ على أهلِ البَقيعِ فصلَّى عليهم رسول اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ثلاثَ مرَّاتٍ فلمَّا كانتِ الثَّالثةُ قال يا أبا مُوَيْهِبَةَ أسرِجْ لي دابَّتي قال فركِب ومشَيْتُ حتَّى انتهى إليهم فنزَل عن دابَّتِه وأمسكَتُ الدَّابَّةَ . . . . .
الراوي : أبو مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 9/27 | خلاصة حكم المحدث : [روي] بإسنادين ورجال أحدهما ثقات

78 - أنَّ رجُلَيْنِ كانا يَتَبايَعانِ عند عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، فكان أحدُهما يُكْثِرُ الحَلِفَ، فبيْنَما هما كذلكَ إذْ مرَّ بهما رجُلٌ فقامَ عليهما، فقال للذي يُكْثِرُ الحَلِفَ: يا عبدَ اللهِ، اتَّقِ اللهَ ولا تُكْثِرِ الحَلِفَ؛ فإنَّهُ لا يَزِيدُ في رِزقِكَ إنْ حَلَفْتَ، ولا يَنقُصُ مِن رِزْقِكَ إنْ لم تَحْلِفْ، قال: امْضِ لِمَا يَعْنيكَ، قال: إنَّ هذا ممَّا يَعْنيني، قالها ثلاثَ مرَّاتٍ، وردَّ عليه قولَهُ، فلمَّا أراد أنْ ينصرِفَ عنهما قال: اعلَمْ أنَّ الإيمانَ أنْ تُؤْثِرَ الصِّدقَ حيثُ يَضُرُّكُ على الكذبِ حيثُ ينفَعُكَ، ولا يكُنْ في قولِكَ فَضْلٌ على فعلِكَ، ثم انصرَفَ، فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرَ: الْحَقْهُ فاستَكْتِبْهُ هؤلاءِ الكلماتِ، فقال: يا عبدَ اللهِ، أَكتِبْني هذهِ الكلماتِ يرحمُكَ اللهُ، فقال الرجُلُ: ما يُقَدِّرِ اللهُ يكُنْ، وأعادَها عليه حتى حَفِظَهُنَّ، ثم مَشَى حتى وَضَعَ إحدَى رِجْلَيْهِ في المسجدِ، فما أَدْري أرضٌ تَحْتَه أَمْ سَماءٌ، قال: فكانوا يَرَوْنَ أنَّه الخَضِرُ أوْ إِلْياسُ.
الراوي : الحجاج بن الفرافصة الباهلي | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الزهر النضر
الصفحة أو الرقم : 59 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد | أحاديث مشابهة

79 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ وهو في بعضِ أسْفارِهِ قد فاوتَ بيْنَ أصحابِهِ السَّيرُ، فرفَعَ بهاتينِ الآيتينِ صوتَهُ: «{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 1، 2]». فلمَّا سَمِعَ ذلك أصحابُهُ حثُّوا المطيَّ، وعرفوا أنَّه عند قولٍ يقولُهُ، فلمَّا تأشَّبوا حولَهُ قالَ: «هل تَدرونَ أيُّ يومٍ ذاكُم؟». قالوا: اللهُ ورسولُهُ أعْلمُ. قالَ: «ذاك يومَ يُنادى آدمُ عليه السَّلامُ فيُناديهِ ربُّهُ فيقولُ: يا آدمُ، ابعثْ بَعْثَ النَّارِ. فيقولُ: يا ربِّ، وما بَعْثُ النَّارِ؟ فيقولُ: مِن كُلِّ ألفٍ تسعُ مائةٍ وتسعةٌ وتسعونَ في النَّارِ وواحدٌ في الجنَّةِ». قالوا: فأُبلِسوا حتَّى ما أَوْضَحوا بضاحِكةٍ، فلمَّا رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك قالَ: «اعملوا وأَبشِروا والَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ إنَّكمْ لمع خَليقتينِ ما كانتا مع شيءٍ إلَّا كثَّرتاهُ؛ يأجوجَ ومأجوجَ، ومَنْ هَلَكَ مِن بني آدمَ وبني إبليسَ». قالَ: فسرَّى ذلك عَنِ القومِ فقالَ: «اعملوا وأبشِروا فوالَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ ما أنتم في النَّاسِ إلَّا كالرَّقْمةِ في ذراعِ الدَّابَّةِ أو كالشَّامةِ في جَنبِ البعيرِ».
الراوي : عمران بن حصين | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3495 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

80 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّ وهو يطوفُ بالكعبةِ بإنسانٍ قد ربَط يدَه بإنسانٍ آخَرَ بسيرٍ أو بخيطٍ أو بشيءٍ غيرِ ذلك فقطَعه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ قال: ( قُدْه بيدِه )
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3832 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه البخاري (1620) باختلاف يسير

81 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مَرَّ على قَومٍ في المسجِدِ -أو في المَجْلِسِ- يَسُلُّونَ سَيفًا بَينَهم، يَتعاطَوْنه بَيْنَهم غيرَ مَغمودٍ، فقال: لَعَنَ اللهُ مَن يَفعَلُ ذلك، أَوَلَمْ أَزجُرْكُم عن هذا؟ فإذا سَلَلتُم السَّيفَ، فَلْيَغْمِدْه الرَّجُلُ، ثُمَّ لِيُعْطِه كذلك.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 14742 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
التخريج : أخرجه أحمد (14742)، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (5721) بمعناه مختصراً، والطبراني (2/31) (1190) باختلاف يسير

82 - خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زمَنَ الحُديبيَةِ في بضعَ عشر مئةً مِن أصحابِه حتَّى إذا كانوا بذي الحُليفةِ قلَّد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأشعَر ثمَّ أحرَم بالعمرةِ وبعَث بيْنَ يدَيْهِ عينًا له رجُلًا مِن خُزاعةَ يجيئُه بخبرِ قريشٍ وسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بغَديرِ الأشطاطِ قريبًا مِن عُسْفانَ أتاه عينُه الخُزاعيُّ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لُؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ قد جمَعوا لك الأحابيشَ وجمَعوا لك جموعًا كثيرةً وهم مقاتِلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أشيروا علَيَّ أترَوْنَ أنْ نميلَ إلى ذراريِّ هؤلاء الَّذين أعانوهم فنُصيبَهم فإنْ قعَدوا قعَدوا مَوتورين محزونين وإنْ نجَوْا يكونوا عُنقًا قطَعها اللهُ أم ترَوْنَ أنْ نؤُمَّ البيتَ فمَن صدَّنا عنه قاتَلْناه ) ؟ فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: اللهُ ورسولُه أعلمُ يا نبيَّ اللهِ إنَّما جِئْنا مُعتمرينَ ولم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنْ مَن حال بينَنا وبيْنَ البيتِ قاتَلْناه فقال النَّبيُّ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فرُوحوا إذًا ) قال الزُّهريُّ في حديثِه: وكان أبو هُريرةَ يقولُ: ما رأَيْتُ أحدًا أكثرَ مشاورةً لأصحابِه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال الزُّهريُّ في حديثِه عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ في حديثِهما: فراحوا حتَّى إذا كانوا ببعضِ الطَّريقِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ خالدَ بنَ الوليدِ بالغَميمِ في خيلٍ لقريشٍ طليعةً فخُذوا ذاتَ اليمينِ ) فواللهِ ما شعَر بهم خالدُ بنُ الوليدِ حتَّى إذا هو بقَترةِ الجيشِ فأقبَل يركُضُ نذيرًا لقريشٍ وسار النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بالثَّنيَّةِ الَّتي يُهبَطُ عليهم منها فلمَّا انتهى إليها برَكتْ راحلتُه فقال النَّاسُ: حَلْ حَلْ فألحَّتْ فقالوا: خلَأتِ القصواءُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما خلَأتِ القصواءُ وما ذلك لها بخُلُقٍ ولكنْ حبَسها حابسُ الفيلِ ) ثمَّ قال: ( والَّذي نفسي بيدِه لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها ) ثمَّ زجَرها فوثَبتْ به قال: فعدَل عنهم حتَّى نزَل بأقصى الحُديبيَةِ على ثَمَدٍ قليلِ الماءِ إنَّما يتبَرَّضُه النَّاسُ تبرُّضًا فلم يلبَثْ بالنَّاسِ أنْ نزَحوه فشُكي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العطشُ فانتزَع سهمًا مِن كِنانتِه ثمَّ أمَرهم أنْ يجعَلوه فيه قال: فما زال يَجيشُ لهم بالرِّيِّ حتَّى صدَروا عنه: فبينما هم كذلك إذ جاءه بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخزاعيُّ في نفرٍ مِن قومِه مِن خُزاعةَ وكانت عَيْبَةَ نُصحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أهلِ تِهامةَ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ نزَلوا أعدادَ مياهِ الحُديبيَةِ معهم العُوذُ المَطافيلُ وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّا لم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنَّا جِئْنا مُعتمرينَ فإنَّ قريشًا قد نهَكَتْهم الحربُ وأضرَّت بهم فإنْ شاؤوا مادَدْتُهم مدَّةً ويُخلُّوا بيني وبيْنَ النَّاسِ فإنْ ظهَرْنا وشاؤوا أنْ يدخُلوا فيما دخَل فيه النَّاسُ فعَلوا وقد جَمُّوا وإنْ هم أبَوْا فوالَّذي نفسي بيدِه لأُقاتِلَنَّهم على أمري هذا حتَّى تنفرِدَ سالفتي أو لَيُبْدِيَنَّ اللهُ أمرَه ) قال بُدَيْلُ بنُ وَرْقاءَ: سأُبلِغُهم ما تقولُ: فانطلَق حتَّى أتى قريشًا فقال: إنَّا قد جِئْناكم مِن عندِ هذا الرَّجُلِ وسمِعْناه يقولُ قولًا فإنْ شِئْتم أنْ نعرِضَه عليكم فعَلْنا فقال سفهاؤُهم: لا حاجةَ لنا في أنْ تُخبِرونا عنه بشيءٍ وقال ذو الرَّأيِ: هاتِ ما سمِعْتَه يقولُ قال: سمِعْتُه يقولُ كذا وكذا فأخبَرْتُهم بما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام عندَ ذلك أبو مسعودٍ عُروةُ بنُ مسعودٍ الثَّقفيُّ فقال: يا قومِ ألَسْتُم بالولدِ ؟ قالوا: بلى قال: ألَسْتُ بالوالدِ ؟ قالوا: بلى قال: فهل تتَّهموني ؟ قالوا: لا قال: ألَسْتُم تعلَمون أنِّي استنفَرْتُ أهلَ عُكاظٍ فلمَّا بلَّحوا عليَّ جِئْتُكم بأهلي وولَدي ومَن أطاعني ؟ قالوا: بلى قال: فإنَّ هذا امرؤٌ عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها ودعوني آتِهِ قالوا: ائتِه فأتاه قال: فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحوًا مِن قولِه لبُدَيْلِ بنِ وَرْقاءَ فقال عروةُ بنُ مسعودٍ عندَ ذلك يا محمَّدُ أرأَيْتَ إنِ استأصَلْتَ قومَك هل سمِعْتَ أحدًا مِن العربِ اجتاح أصلَه قبْلَك وإنْ تكُنِ الأخرى فواللهِ إنِّي أرى وجوهًا وأرى أشوابًا مِن النَّاسِ خُلَقاءَ أنْ يفِرُّوا ويدَعوك فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: امصُصْ ببَظْرِ اللَّاتِ أنحنُ نفِرُّ وندَعُه ؟ فقال أبو مسعودٍ: مَن هذا ؟ قالوا: أبو بكرِ بنُ أبي قُحافةَ فقال: أمَا والَّذي نفسي بيدِه لولا يدٌ كانت لك عندي لم أَجْزِك بها لأجَبْتُك وجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكلَّما كلَّمه أخَذ بلِحيتِه والمغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ قائمٌ على رأسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه السَّيفُ والمِغفَرُ فكلَّما أهوى عُروةُ بيدِه إلى لحيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضرَب يدَه بنَعْلِ السَّيفِ، وقال: أخِّرْ يدَك عن لحيةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرفَع عروةُ رأسَه وقال: مَن هذا ؟ فقالوا: المغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ فقال: أيْ غُدَرُ، أولَسْتُ أسعى في غَدرَتِك وكان المغيرةُ بنُ شُعبةَ صحِب قومًا في الجاهليَّةِ فقتَلهم وأخَذ أموالَهم ثمَّ جاء فأسلَم فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا الإسلامُ فأقبَلُ وأمَّا المالُ فلَسْتُ منه في شيءٍ ) قال: ثمَّ إنَّ عروةَ جعَل يرمُقُ صحابةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعينِه فواللهِ ما يتنخَّمُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نُخامةً إلَّا وقَعتْ في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلدَه وإذا أمَرهم انقادوا لأمرِه وإذا توضَّأ كادوا يقتتلون على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له فرجَع عروةُ بنُ مسعودٍ إلى أصحابِه فقال: أيْ قومِ واللهِ لقد وفَدْتُ إلى الملوكِ ووفَدْتُ إلى كسرى وقيصرَ والنَّجاشيِّ واللهِ ما رأَيْتُ ملِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ محمَّدٍ محمَّدًا وواللهِ إنْ يتنخَّمُ نُخامةً إلَّا وقَعت في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلْدَه وإذا أمَرهم ابتدَروا أمرَه وإذا توضَّأ اقتتلوا على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له وإنَّه قد عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها فقال رجُلٌ مِن بني كِنانةَ دعوني آتِه فلمَّا أشرَف على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا فلانٌ مِن قومٍ يُعظِّمون البُدنَ فابعَثوها له قال: فبُعِثَتْ واستقبَله القومُ يُلَبُّون فلمَّا رأى ذلك قال: سُبحانَ اللهِ لا ينبغي لهؤلاء أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فلمَّا رجَع إلى أصحابِه قال: رأَيْتُ البُدْنَ قد قُلِّدتْ وأُشعِرَتْ فما أرى أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فقام رجُلٌ منهم يُقالُ له: مِكرَزٌ فقال: دعوني آتِهِ فقالوا: ائتِه فلمَّا أشرَف عليهم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا مِكرَزٌ وهو رجُلٌ فاجرٌ ) فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبينما هو يُكلِّمُه إذ جاءه سُهيلُ بنُ عمرٍو قال مَعْمَرٌ: فأخبَرني أيُّوبُ السَّخْتِيانيُّ عن عِكرمةَ قال: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا سُهيلٌ قد سهَّل اللهُ لكم أمرَكم ) قال مَعْمَرٌ في حديثِه عن الزُّهريِّ عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال: هاتِ اكتُبْ بينَنا وبينَكم كتابًا فدعا الكاتبَ فقال: اكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فقال سُهيلٌ: أمَّا الرَّحمنُ فلا أدري واللهِ ما هو ولكِنِ اكتُبْ باسمِك اللَّهمَّ ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( اكتُبْ هذا ما قاضى عليه محمَّدٌ رسولُ اللهِ ) فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: لو كنَّا نعلَمُ أنَّك رسولُ اللهِ ما صدَدْناك عن البيتِ ولا قاتَلْناك ولكِنِ اكتُبْ: محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( واللهِ إنِّي لَرسولُ اللهِ وإنْ كذَّبْتُموني اكتُبْ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ ) قال الزُّهريُّ: وذلك لقولِه: لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها وقال في حديثِه عن عُروةَ عنِ المِسوَرِ ومَروانَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( على أنْ تُخَلُّوا بينَنا وبيْنَ البيتِ فنطوفَ به فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: إنَّه لا يتحدَّثُ العربُ أنَّا أُخِذْنا ضُغطةً، ولكِنْ لك مِن العامِ المقبِلِ، فكتَب، فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: على أنَّه لا يأتيك منَّا رجُلٌ وإنْ كان على دِينِك أو يُريدُ دينَك إلَّا ردَدْتَه إلينا فقال المسلِمونَ: سُبحانَ اللهِ كيف يُرَدُّ إلى المشركينَ وقد جاء مسلِمًا فبينما هم على ذلك إذ جاء أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو يرسُفُ في قيودِه قد خرَج مِن أسفلِ مكَّةَ حتى رمى بنفسِه بيْنَ المسلمينَ فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: يا محمَّدُ هذا أوَّلُ مَن نُقاضيك عليه أنْ ترُدَّه إليَّ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا لم نُمضِ الكتابَ بعدُ فقال: واللهِ لا أُصالِحُك على شيءٍ أبدًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فأَجِزْه لي ) فقال: ما أنا بمُجيزِه لك قال: فافعَلْ قال: ما أنا بفاعلٍ قال مِكرَزٌ: بل قد أجَزْناه لك فقال أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو: يا معشرَ المسلمينَ أُرَدُّ إلى المشركين وقد جِئْتُ مسلِمًا ألا ترَوْنَ إلى ما قد لقيتُ وكان قد عُذِّب عذابًا شديدًا في اللهِ - فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه: واللهِ ما شكَكْتُ منذُ أسلَمْتُ إلَّا يومَئذٍ فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: ألَسْتَ رسولَ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: ألَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِيننِا إذًا ؟ قال: ( إنِّي رسولُ اللهِ ولَسْتُ أعصي ربِّي وهو ناصري ) قُلْتُ: أوليسَ كُنْتَ تُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ فنطوفُ به ؟ قال ( بلى فخبَّرْتُك أنَّك تأتيه العامَ ؟ ) قال: لا قال: ( فإنَّك تأتيه فتطوفُ به قال: فأتَيْتُ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضوانُ اللهِ عليه فقُلْتُ: يا أبا بكرٍ أليس هذا نبيَّ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: أولَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا ؟ قال: أيُّها الرَّجلُ إنَّه رسولُ اللهِ وليس يعصي ربَّه وهو ناصرُه فاستمسِكْ بغَرْزِه حتَّى تموتَ فواللهِ إنَّه على الحقِّ قُلْتُ: أوليس كان يُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ ونطوفُ به ؟ قال: بلى قال فأخبَرك أنَّا نأتيه العامَ ؟ قُلْتُ: لا قال: فإنَّك آتيه وتطوفُ به قال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه فعمِلْتُ في ذلك أعمالًا - يعني في نقضِ الصَّحيفةِ - فلمَّا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الكتابِ أمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه فقال: ( انحَروا الهَدْيَ واحلِقوا ) قال: فواللهِ ما قام رجُلٌ منهم رجاءَ أنْ يُحدِثَ اللهُ أمرًا فلمَّا لم يقُمْ أحَدٌ منهم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخَل على أمِّ سلَمةَ فقال: ما لقيتُ مِن النَّاسِ قالت أمُّ سلَمةَ: أوَتُحِبُّ ذاك، اخرُجْ ولا تُكلِّمَنَّ أحدًا منهم كلمةً حتَّى تنحَرَ بُدنَكَ وتدعوَ حالقَك فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَج ولم يُكلِّمْ أحدًا منهم حتَّى نحَر بُدْنَه ثمَّ دعا حالقَه فحلَقه فلمَّا رأى ذلك النَّاسُ جعَل بعضُهم يحلِقُ بعضًا حتَّى كاد بعضُهم يقتُلُ بعضًا قال: ثمَّ جاء نِسوةٌ مؤمناتٌ فأنزَل اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] إلى آخِرِ الآيةِ قال: فطلَّق عمرُ رضوانُ اللهِ عليه امرأتينِ كانتا له في الشِّركِ فتزوَّج إحداهما معاويةُ بنُ أبي سُفيانَ والأخرى صفوانُ بنُ أميَّةَ قال: ثمَّ رجَع صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ فجاءه أبو بَصيرٍ رجُلٌ مِن قريشٍ وهو مسلِمٌ فأرسَلوا في طلبِه رجُلينِ وقالوا: العهدَ الَّذي جعَلْتَ لنا فدفَعه إلى الرَّجُلينِ فخرَجا حتَّى بلَغا به ذا الحليفةِ فنزَلوا يأكُلون مِن تمرٍ لهم فقال أبو بَصيرٍ لأَحدِ الرَّجُلينِ: واللهِ لَأرى سيفَك هذا يا فلانُ جيِّدًا فقال: أجَلْ واللهِ إنَّه لَجيِّدٌ لقد جرَّبْتُ به ثمَّ جرَّبْتُ فقال أبو بَصيرٍ: أَرِني أنظُرْ إليه فأمكَنه منه فضرَبه حتَّى برَد وفرَّ الآخَرُ حتَّى أتى المدينةَ فدخَل المسجدَ يعدو فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد رأى هذا ذُعْرًا فلمَّا انتهى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: قُتِل واللهِ صاحبي وإنِّي لَمقتولٌ فجاء أبو بَصيرٍ فقال: يا نبيَّ اللهِ قد واللهِ أوفى اللهُ ذمَّتَك قد ردَدْتَني إليهم ثمَّ أنجاني اللهُ منهم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ويلُ امِّه لو كان معه أحَدٌ فلمَّا سمِع بذلك عرَف أنَّه سيرُدُّه إليهم مرَّةً أخرى فخرَج حتَّى أتى سِيفَ البحرِ قال: وتفلَّت منهم أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو فلحِق بأبي بَصيرٍ فجعَل لا يخرُجُ مِن قريشٍ رجُلٌ أسلَم إلَّا لحِق بأبي بَصيرٍ حتَّى اجتمَعت منهم عصابةٌ قال: فواللهِ ما يسمَعون بِعِيرٍ خرَجتْ لقريشٍ إلى الشَّامِ إلَّا اعترَضوا لها فقتَلوهم وأخَذوا أموالَهم فأرسَلتْ قريشٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُناشِدُه اللهَ والرَّحِمَ لَمَا أرسَل إليهم ممَّن أتاه فهو آمِنٌ فأرسَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم فأنزَل اللهُ جلَّ وعلا: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح: 24] حتَّى بلَغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] وكانت حميَّتُهم أنَّهم لم يُقِرُّوا أنَّه نبيُّ اللهِ ولم يُقِرُّوا ببِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الراوي : المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4872 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

83 - دخَلَ رَجُلٌ على أهلِهِ، فلمَّا رأى ما بهم مِن الحاجةِ خرَجَ إلى البَرِّيَّةِ، فلمَّا رَأتْ ذلك امرأتُهُ قامتْ إلى الرَّحى، فوضَعَتْها، وإلى التَّنُّورِ فسجَرَتْهُ، ثم قالتْ: اللَّهمَّ ارزُقْنا. فنظَرَتْ فإذا الجَفنةُ قد امتَلَأتْ، قال: وذهَبَتْ إلى التَّنُّورِ فوجَدَتْهُ مُمتَلِئًا. قال: فرجَعَ الزَّوجُ، قال: أصَبتُم بَعدي شيئًا؟ قالت امرأتُهُ: نَعَمْ، مِن رَبِّنا. قامَ إلى الرَّحى، فذكَرَ ذلك للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: أمَا إنَّهُ لو لم يَرفَعْها؛ لم تَزَلْ تَدورُ إلى يَومِ القيامةِ. شهِدتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَقولُ: واللهِ؛ لَأنْ يَأتيَ أحدُكم صُبَيرًا، ثم يَحمِلَهُ يَبيعُهُ، فيَستَعِفَّ منه؛ خَيرٌ له مِن أنْ يَأتيَ رَجُلًا يَسألُهُ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 10658 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
التخريج : أخرجه أحمد (10658) واللفظ له، والبزار (10073)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (5588) مختصراً

84 - أنَّ عائشةَ أخبَرَته أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَج في جوفِ اللَّيلِ فصلَّى في المسجدِ فصلَّى رجالٌ بصلاتِه فأصبَح النَّاسُ يتحدَّثون بذلك فاجتمَع أكثرُ منهم فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في اللَّيلةِ الثَّانيةِ فصلَّى فصلَّوا بصلاتِه فأصبَح النَّاسُ يتذاكَرون ذلك فكثُر أهلُ المسجدِ في اللَّيلةِ الثَّالثةِ فخرَج فصلَّى بهم فصلَّوا بصلاتِه فلمَّا كانت اللَّيلةُ الرَّابعةُ عجَز المسجدُ عن أهلِه فلم يخرُجْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فطفِق رجالٌ منهم يقولونَ: الصَّلاةَ فلم يخرُجْ إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى خرَج لصلاةِ الفجرِ فلمَّا قضى الفجرَ أقبَل على النَّاسِ ثمَّ تشهَّد فقال: ( أمَّا بعدُ فإنَّه لم يخْفَ علَيَّ شأنُكم اللَّيلةَ ولقد خشيتُ أنْ تُفرَضَ عليكم صلاةُ اللَّيلِ فتعجِزوا عنها )
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2545 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | شرح حديث مشابه

85 - أنَّها اشترَت نُمرُقَةً فيها تَصاويرُ . فلمَّا رآها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قامَ علَى البابِ، فلَم يدخُلْ، فعَرفتُ في وجهِهِ الكراهةَ . فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أتوبُ إلى اللَّهِ، وإلى رسولِهِ، فماذا أذنَبتُ ؟ . فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ما بالُ هذِهِ النُّمرقةِ ؟ قُلتُ: اشتريتُها لَكَ ; لتقعدَ علَيها، وتتوسَّدَها . فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ أصحابَ هذِهِ الصُّورِ يُعذَّبونَ يومَ القيامةِ فيقالُ أَحيوا ما خَلقتُمْ . ثمَّ قالَ: إنَّ البيتَ الَّذي فيهِ تَصاويرُ لا تدخلُهُ الملائِكَةُ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : العيني | المصدر : نخب الافكار
الصفحة أو الرقم : 13/466 | خلاصة حكم المحدث : طريقه صحيح | شرح حديث مشابه

86 - اجتمَعَ مُشْرِكو قُرَيشٍ في الحِجرِ، فقالوا: إذا مرَّ محمَّدٌ ضرَبَه كلُّ رَجلٍ منَّا ضَرْبةً فسمِعَتْه فدخَلَتْ على أَبيها فقالَتْ: يا أبَهْ، اجتمَعَ مُشْرِكو قُرَيشٍ فقال: «يا بُنيَّةُ اسْكُتي»، ثمَّ خرَجَ، فدخَلَ عليهمُ المَسجِدَ، فرَفَعوا رُؤوسَهم، ثمَّ نَكَسوا، فأخَذَ قَبْضةً من تُرابٍ فرَمى به نحوَهم، ثمَّ قالَ: «شاهَتِ الوُجوهُ، فما أصابَ رَجلًا منهم إلَّا قُتِلَ يومَ بَدرٍ».
الراوي : [فاطمة بنت النبي] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4805 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

87 - غَزَوْنا غَزْوةً إلى طَرَفِ الشامِ، فأُمِّرَ علينا خالِدُ بنُ الوَليدِ، قال: فانضَمَّ إلينا رَجُلٌ مِن أمْدادِ حِمْيَرَ، فأوَى إلى رَحْلِنا ليس معَه شَيءٌ إلَّا سَيفٌ، ليس معَه سِلاحٌ غَيرَه، فنَحَرَ رَجُلٌ مِن المُسلِمينَ جَزورًا، فلم يَزَلْ يَحْتالُ حتى أخَذَ مِن جِلْدِه كهَيْئةِ المِجَنِّ حتى بَسَطَه على الأرضِ، ثُمَّ وَقَدَ عليه، حتى جَفَّ، فجَعَلَ له مُمْسِكًا كهَيْئةِ التُّرْسِ، فقُضِيَ أنْ لَقينا عَدُوَّنا فيهم أخْلاطٌ مِن الرُّومِ والعَرَبِ مِن قُضاعةَ، فقاتَلونا قِتالًا شَديدًا، وفي القَومِ رَجُلٌ مِن الرُّومِ على فَرَسٍ له أشْقَرَ وسَرْجٍ مُذَهَّبٍ، ومِنْطَقةٍ مُلَطَّخةٍ ذَهَبًا، وسَيفٍ مِثلِ ذلك، فجَعَلَ يَحمِلُ على القَومِ، ويُغْري بهم، فلم يَزَلْ ذلك المَدَديُّ يَحْتالُ لذلك الرُّوميِّ حتى مَرَّ به فاسْتَقْفاه، فضَرَبَ عُرْقوبَ فَرَسِه بالسَّيفِ فوَقَعَ، ثُمَّ أتْبَعَه ضَرْبًا بالسَّيفِ حتى قَتَلَه، فلمَّا فَتَحَ اللهُ الفَتحَ، أقْبَلَ يَسألُ للسَّلَبِ، وقد شَهِدَ له الناسُ بأنَّه قاتِلُه، فأعْطاه خالِدٌ بَعضَ سَلَبِه، وأمْسَكَ سائِرَه، فلمَّا رَجَعَ إلى رَحْلِ عَوفٍ ذَكَرَه، فقال له عَوْفٌ: ارْجِعْ إليه فليُعْطِكَ ما بَقِيَ، فرَجَعَ إليه، فأبَى عليه، فمَشى عَوْفٌ حتى أتى خالِدًا، فقال: أمَا تَعلَمُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قَضى بالسَّلَبِ للقاتِلِ؟ قال: بَلى، قال: فما يَمنَعُكَ أنْ تَدفَعَ إليه سَلَبَ قَتيلِه؟ قال خالِدٌ: استَكْثَرْتُه له، قال عَوفٌ: لَئنْ رَأيْتَ وَجْهَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لَأذْكُرَنَّ ذلك له، فلمَّا قَدِمَ المَدينةَ بَعَثَه عَوْفٌ، فاسْتَعْدى إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فدَعا خالِدًا وعَوْفٌ قاعِدٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: ما يَمنَعُكَ يا خالِدُ أنْ تَدفَعَ إلى هذا سَلَبَ قَتيلِه؟ قال: استَكْثَرْتُه له يا رسولَ اللهِ، فقال: ادْفَعْه إليه. قال: فمَرَّ بعَوْفٍ، فَجَرَّ عَوْفٌ بِرِدائِه، فقال: أنْجَزْتُ لكَ ما ذَكَرتُ لكَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فسَمِعَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فاستَغْضَبَ، فقال: لا تُعْطِه يا خالِدُ، هل أنتُم تارِكو أُمَرائي؟ إنَّما مَثَلُكُم ومَثَلُهم كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرى إبِلًا، وغَنَمًا فرَعاها، ثُمَّ تحَيَّنَ سَقْيَها فأوْرَدَها حَوْضًا، فشَرَعَتْ فيه، فشَرِبَتْ صَفْوةَ الماءِ، وتَرَكَتْ كَدَرَه، فصَفْوُه أمْرُهُم لكُم، وكَدَرُه عليهم.
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23987 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم.
التخريج : أخرجه أبو داود (2719) باختلاف يسير، وأخرجه مسلم (1753) مختصراً

88 - أتَيتُ المدينةَ وقد وقَعَ بها مرضٌ، فهم يمُوتونَ موتًا ذَرِيعًا، فجلَستُ إلى عُمَرَ بنِ الخطَّابِ، فمرَّتْ به جِنازةٌ فأُثنِيَ على صاحبِها خيرٌ، فقال عُمَرُ: وجَبَتْ، ثمَّ مُرَّ بأُخرى، فأُثنِيَ على صاحبِها خيرٌ، فقال: وجَبتْ، ثمَّ مُرَّ بالثالثةِ، فأُثنِيَ على صاحبِها شرٌّ، فقال عُمَرُ: وجَبتْ، فقلتُ: وما وجَبَتْ يا أميرَ المؤمنينَ؟ قال: قلتُ كما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّما مسلمٍ شَهِد له أربعةٌ بخيرٍ، أدخَلَه اللهُ الجنَّةَ، قال: قلْنا: أو ثلاثةٌ؟ قال: أو ثلاثةٌ، فقلْنا: أو اثنانِ؟ قال: أو اثنانِ، ثمَّ لم نَسألْه عن الواحدِ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 204 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري
التخريج : أخرجه البخاري (1368)، والنسائي (1934)، وأحمد (204) واللفظ له

89 - سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول لما افتَتحَ مكةَ وأتاه أُناسٌ من قريش فقالوا يا محمدُ إنا حلفاؤك وقومُك وإنه قد لحِقَ بك أبناؤنا وأرِقَّاؤنا وليس بهم رغبةٌ في الإسلامِ وإنما فرُّوا من العملِ فاردُدْهم علينا فشاور أبا بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ في أمرهم فقال صدقُوا يا رسولَ اللهِ فتغيَّر وجهُه فقال يا عمرُ ما ترى فقال مثلَ قولِ أبِي بكرٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يا معشرَ قريشٍ لَيبعثنَّ اللهُ عزَّ وجلَّ عليكم رجلًا منكم امتحن اللهُ عزَّ وجلَّ قلبَه للإيمانِ لِيضربَ رقابَكم على الدِّينِ فقال أبو بكرٍ أنا هو يا رسولَ اللهِ قال لا قال عمرُ أنا هو يا رسولَ اللهِ قال لا ولكنه خاصفُ النَّعلِ في المسجدِ قال وكان قد ألقى إلى عليٍّ عليه السَّلامُ نعلَه يخصِفُها قال وقال عليٌّ أما إني سمعتُه يقول لا تكذِبوا عليَّ فإنه من يكذبْ عليَّ يلِجِ النَّارَ
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الطحاوي | المصدر : شرح مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم : 10/231 | خلاصة حكم المحدث : رواته عدول أثبات

90 - كان عليٌّ يخطُبُ وقد أحدقَتْ به الموالي ، فأقبَل الأشعثُ بنُ قيسٍ يتخطَّى رقابَ الناسِ حتى دَنا منه ، فقال : يا أميرَ المؤمنينَ غلبَتْنا عليكَ هذه الحمراءُ على وجهِكَ قال : فغضِب حتى احمرَّ وجهُه فقال عبادٌ : وكان خلفَه صعصعةُ بنُ صوحانَ فضرَب بيدِه كتفي - أو منكبي ، شكَّ أبو معاويةَ - فقال : إنا للهِ وإنا إليه راجِعونَ ليذكرنَ اليومَ مِن أمرِ العربِ شيئًا كان يكتُمُه قال : فقال عليٌّ : مَن يعذرُني مِن هذه الضياطرةِ ؟ يتمرغُ أحدُهم على حشاياه ، ويُهَجِّرُ قومٌ لذِكرِ اللهِ ، فيأمُروني أطردُهم فأكونَ منَ الظالمينَ ، أما والذي فلَق الحبةَ وبرَأ النسمةَ لقد سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ليضربنَّكم على الدينِ كما ضربتُموهم عليه بدءًا
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/289 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات