الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - بيْنما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاعِدًا في أصحابِه، إذْ مَرَّ بهم يهوديٌّ فسَلَّمَ، فلمَّا مَضى دعاهُ، فقال: كيف قلْتَ؟ قال: قلْتُ: سامٌ عليكم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا سَلَّمَ عليكم أحَدٌ مِن أهلِ الكِتابِ، فقولوا: وعليكم، أي: ما قُلْتُم.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 13766 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

2 - أنَّه مرَّ وصاحبٌ له بأيْمنَ وفِتيةٍ من قُرَيشٍ، قد حَلُّوا أُزُرَهم، فجَعَلوها مَخاريقَ يَجتَلِدونَ بها، وهُم عُراةٌ، قال عبدُ اللهِ: فلمَّا مرَرْنا بهم قالوا: إنَّ هؤلاء قِسِّيسينَ فدَعوهم، ثُم إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَجَ عليهم، فلمَّا أبْصَروه تَبدَّدوا، فرجَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُغضَبًا، حتى دخَلَ وكُنْتُ أنا وراءَ الحُجرةِ، فسمِعْتُه يقولُ: سُبحانَ اللهِ، لا منَ اللهِ استَحيَوْا، ولا من رسولِه اسْتَتَروا، وأُمُّ أيْمنَ عندَه تقولُ: استَغفِرْ لهم يا رسولَ اللهِ، قال عبدُ اللهِ: فبِلأْيٍ ما استَغفَرَ لهم، قال عبدُ اللهِ: وسمِعْتُه أنا من هارونَ.
الراوي : عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17711 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

3 - وكان اسمُه في الجاهليَّةِ زَحْمَ بنَ مَعْبَدٍ، فهاجَرَ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقال: ما اسمُكَ؟ قال: زَحْمٌ. قال: بل أنتَ بَشيرٌ. قال: بَينمَا أنا أُماشي رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ بقُبورِ المُشرِكينَ، فقال: لقد سَبَقَ هؤلاءِ خَيرًا كَثيرًا؛ ثَلاثًا. ثم مَرَّ بقُبورِ المُسلِمينَ، فقال: لقد أدرَكَ هؤلاء خَيرًا كَثيرًا. وحانَتْ مِن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَظرةٌ، فإذا رَجُلٌ يَمشي في القُبورِ عليه نَعلانِ، فقال: يا صاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ، وَيحَكَ! ألْقِ سِبْتِيَّتَيْكَ. فنَظَرَ الرَّجُلُ، فلَمَّا عَرَفَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَلَعَهما فرَمى بهما.
الراوي : بشير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 3230 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

4 - بينما نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالسٌ في أصحابِه، إذ مرَّ بهم يَهوديٌّ، فسلَّمَ عليهم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: رُدُّوه، فقال: كيف قُلتَ؟ قال: قُلتُ: سامٌ عليكم؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذا سلَّمَ عليكم أحَدٌ من أهلِ الكتابِ، فقولوا: وعليكَ، أيْ: ما قُلتَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12467 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

5 - إنَّ المَلَأَ من قُرَيشٍ اجتمَعوا في الحِجْرِ، فتعاقَدوا باللَّاتِ، والعُزَّى، ومَناةَ الثالثةِ الأخرى، ونائِلةَ، وإسافٍ: لو قد رَأَيْنا محمدًا لقد قُمْنا إليه قيامَ رجُلٍ واحدٍ فلم نُفارِقْه حتى نقتُلَه، فأقبلَتِ ابنَتُه فاطمةُ تبكي؛ حتى دخَلتْ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: هؤلاءِ المَلَأُ من قُرَيشٍ قد تعاقَدوا عليكَ: لو قد رَأَوْكَ لقد قاموا إليكَ، فقتلوكَ، فليس منهم رجُلٌ إلَّا قد عرَف نصيبَه من دَمِكَ، فقال: يا بُنَيَّةُ أرينِي وَضوءًا، فتوضَّأ، ثمَّ دخَل عليهم المسجدَ، فلمَّا رَأَوْه قالوا: ها هو ذا، وخفَضوا أبصارَهم، وسقَطَتْ أذقانُهم في صُدورِهم، وعَقِروا في مَجالسِهم فلم يرفَعوا إليه بصَرًا، ولم يقُمْ إليه منهم رجُلٌ، فأقبَلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتى قامَ على رُؤوسِهم، فأخَذ قَبْضةً من التُّرابِ، فقال: شاهَتِ الوُجوهُ، ثمَّ حصَبَهم بها، فما أصابَ رجُلًا منهم من ذلكَ الحَصَى حَصاةٌ إلَّا قُتِلَ يومَ بَدرٍ كافرًا.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 2762 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

6 - عن عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، قال: حدَّثَني سَلْمانُ الفارِسيُّ حَديثَه مِن فيه، قال: كُنتُ رَجُلًا فارسِيًّا مِن أهْلِ أصْبَهانَ مِن أهْلِ قَرْيةٍ منها يُقالُ لها جَيُّ، وكان أبي دِهْقانَ قَرْيَتِه، وكُنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه كما تُحبَسُ الجاريةُ، واجتَهَدْتُ في المَجوسيَّةِ حتى كُنتُ قَطِنَ النارِ الذي يُوقِدُها لا يَترُكُها تَخْبو ساعةً، قال: وكانَتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنْيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلْتُ في بُنْيانٍ هذا اليومَ عن ضَيْعَتي، فاذْهَبْ فاطَّلِعْها، وأمَرَني فيها ببَعْضِ ما يُريدُ، فخَرَجْتُ أُريدُ ضَيْعَتَه، فمَرَرْتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائِسِ النَّصارى، فسَمِعتُ أصْواتَهُم فيها وهُم يُصَلُّون، وكُنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ لِحَبْسِ أبي إيَّايَ في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهِم، وسَمِعتُ أصْواتَهم، دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعون، قال: فلمَّا رَأيتُهُم أعْجَبَني صَلاتُهُم، ورَغِبتُ في أمْرِهِم، وقُلتُ: هذا -واللهِ- خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نَحنُ عليه، فواللهِ ما تَرَكْتُهم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، وتَرَكْتُ ضَيْعةَ أبي ولم آتِها، فقُلتُ لهُم: أين أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ قال: ثُمَّ رَجَعتُ إلى أبي، وقد بَعَثَ في طَلَبي وشَغَلْتُه عن عَمَلِه كلِّه، قال: فلمَّا جِئْتُه، قال: أيْ بُنَيَّ، أين كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبَتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّون في كَنيسةٍ لهُم فأعْجَبَني ما رَأيتُ مِن دِينِهِم، فواللهِ ما زِلتُ عِندَهُم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، قال: أيْ بُنَيَّ، ليس في ذلك الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائِكَ خَيرٌ منه! قال: قلتُ: كلَّا واللهِ إنَّه لخَيرٌ مِن دِينِنا، قال: فخافَني، فجَعَلَ في رِجْلي قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَني في بَيتِه، قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقُلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخْبِروني بهم، قال: فقَدِمَ عليهم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال: فأخْبَروني بهم، قال: فقُلتُ لهُم: إذا قَضَوْا حَوائِجَهُم وأرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهِم فآذَنوني بهِم، قال: فلمَّا أرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهم أخْبَروني بهم، فألْقَيتُ الحَديدَ مِن رِجْلي، ثُمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها، قُلتُ: مَن أفْضَلُ أهْلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ، قال: فجِئْتُه، فقُلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحْبَبتُ أنْ أكونَ معَكَ أخْدِمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصَلِّي معَكَ، قال: فادْخُلْ فدَخَلتُ معَه، قال: فكان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشْياءَ، اكْتَنَزَه لنَفْسِه، ولم يُعْطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ، قال: وأبغَضْتُه بُغْضًا شَديدًا لِما رَأيتُه يَصنَعُ، ثُمَّ ماتَ، فاجتَمَعَتْ إليه النَّصارى لِيَدْفِنوه، فقُلتُ لهم: إنَّ هذا كان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكُم فيها، فإذا جِئْتُموه بها اكْتَنَزَها لنَفْسِه، ولم يُعْطِ المَساكينَ منها شَيئًا، قالوا: وما عِلْمُكَ بذلك؟ قال: قلتُ أنا أدُلُّكُم على كَنْزِه، قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهُم مَوضِعَه، قال: فاسْتَخْرَجوا منه سَبْعَ قِلالٍ مَمْلوءةً ذَهَبًا ووَرِقًا، قال: فلمَّا رَأوْها قالوا: واللهِ لا نَدْفِنُه أبَدًا فصَلَبوه، ثُمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثُمَّ جاؤوا برَجُلٍ آخَرَ، فجَعَلوه بمَكانِه، قال: يَقولُ سَلْمانُ: فما رَأيتُ رَجُلًا لا يُصلِّي الخَمْسَ، أرى أنَّه أفْضَلُ منه، أزْهَدُ في الدُّنْيا، ولا أرْغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدْأبُ ليلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبْتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَه، فأقَمْتُ معَه زَمانًا، ثُمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ معَكَ وأحْبَبْتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ أحَدًا اليومَ على ما كُنتُ عليه، لقد هَلَكَ الناسُ وبَدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رَجُلًا بالمَوْصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كُنتُ عليه، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ، لَحِقتُ بصاحِبِ المَوْصِلِ فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألْحَقَ بكَ، وأخْبَرَني أنَّكَ على أمْرِه، قال: فقال لي: أقِمْ عِندي فأقَمتُ عِندَه، فوَجَدْتُه خَيرَ رَجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حَضَرَكَ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ رَجُلًا على مِثْلِ ما كُنَّا عليه إلَّا بِنَصِيبينَ، وهو فُلانٌ، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصِيبينَ، فجِئْتُه فأخبَرْتُه خَبَري، وما أمَرَني به صاحِبي، قال: فأقِمْ عِندي، فأقَمْتُ عِندَه، فوَجَدْتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمْتُ مع خَيرِ رَجُلٍ، فواللهِ ما لَبِثَ أنْ نَزَلَ به الموتُ، فلمَّا حَضَرَ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقِيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تَأتيَه إلَّا رَجُلًا بِعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه على مِثْلِ ما نَحنُ عليه، فإنْ أحْبَبْتَ فأْتِه، قال: فإنَّه على أمْرِنا، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ، وأخْبَرْتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي، فأقَمْتُ مع رَجُلٍ على هَدْيِ أصحابِه وأمْرِهِم، قال: واكتَسَبْتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيْمةٌ، قال: ثُمَّ نَزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حُضِرَ قُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تأْمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُه أصْبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تَأتيَه، ولكنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبْعوثٌ بدِينِ إبْراهيمَ يَخرُجُ بأرْضِ العَرَبِ، مُهاجِرًا إلى أرضٍ بَينَ حرَّتَينِ بَينَهُما نَخْلٌ، به عَلاماتٌ لا تَخْفى: يَأكُلُ الهَديَّةَ ولا يَأكُلُ الصَّدَقةَ، بَينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبوَّةِ، فإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافْعَلْ، قال: ثُمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثْتُ بِعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلْبٍ تُجَّارًا، فقُلتُ لهُم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ، وأُعْطيكُم بَقَراتي هذه وغُنَيْمَتي هذه؟ قالوا: نَعَمْ، فأعطَيْتُهُموها وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني فباعوني مِن رَجُلٍ مِن يَهودَ عَبدًا، فكُنتُ عِندَه، ورَأيتُ النَّخلَ، ورَجَوْتُ أنْ تكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عِندَه، قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بَني قُرَيْظةَ فابْتاعَني منه، فاحْتَمَلَني إلى المَدينةِ، فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها فعَرَفْتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمْتُ بها وبَعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمكَّةَ ما أقامَ لا أسْمَعُ له بذِكْرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فواللهِ إنِّي لَفي رَأسِ عَذْقٍ لسَيِّدي أعْمَلُ فيه بَعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ، إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بَني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهم الآنَ لَمُجتَمِعون بقُباءٍ على رَجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مكَّةَ اليومَ، يَزْعُمون أنَّه نَبيٌّ، قال: فلمَّا سَمِعْتُها أخَذَتْني العُرَواءُ، حتى ظَنَنتُ سأسْقُطُ على سيِّدي، قال: ونَزَلَتْ عن النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عمِّهِ ذلك: ماذا تقولُ؟ ماذا تقولُ؟ قال: فغَضِبَ سيِّدي فلَكَمَني لَكْمةً شَديدةً، ثُمَّ قال: ما لكَ ولهذا، أقْبِلْ على عَمَلِكَ، قال: قُلتُ: لا شَيءَ، إنَّما أرَدْتُ أنْ أسْتَثْبِتْه عمَّا قال، وقد كان عِندي شَيءٌ قد جَمَعْتُه، فلمَّا أمْسَيتُ أخَذْتُه ثُمَّ ذَهَبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقُلتُ له: إنَّه قد بَلَغَني أنَّكَ رَجُلٌ صالِحٌ، ومعَكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجَةٍ، وهذا شَيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرَأيْتُكُم أحَقَّ به مِن غَيرِكُم، قال: فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: كُلوا، وأمْسَكَ يَدَه فلم يَأكُلْ، قال: فقُلتُ في نفْسي: هذه واحِدةٌ، ثُمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إلى المَدينةِ، ثُمَّ جِئْتُه به، فقُلتُ: إنِّي رَأيتُكَ لا تَأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمْتُكَ بها، قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه فأكَلوا معَه، قال: فقُلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثْنَتانِ، قال: ثُمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَمْلَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أنظُرُ إلى ظَهْرِه، هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي؟ فلمَّا رَآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ استَدْبَرْتُه، عَرَفَ أنِّي أسْتَثْبِتُ في شَيءٍ وُصِفَ لي، قال: فألْقى رِداءَه عن ظَهْرِه، فنَظَرْتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفْتُه، فانْكَبَبْتُ عليه أُقَبِّلُه وأبْكي، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: تَحَوَّلْ، فتَحَوَّلتُ، فقَصَصْتُ عليه حَديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، قال: فأُعجِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلك أصحابُه، ثُمَّ شَغَلَ سَلْمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بَدْرٌ، وأُحُدٌ، قال: ثُمَّ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كاتِبْ يا سَلْمانُ، فكاتَبْتُ صاحِبي على ثَلاثِ مِئةِ نَخلةٍ، أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأرْبَعينَ أُوقيَّةً، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: أعِينوا أخاكُم، فأعانوني بالنَّخلِ: الرَّجُلُ بثَلاثينَ وَدِيَّةً، والرَّجُلُ بعِشْرينَ، والرَّجُلُ بخَمْسَ عَشْرةَ، والرَّجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعْني: الرَّجُلُ بقَدْرِ ما عِندَه، حتى اجتَمَعَتْ لي ثلاثُ مِئةِ وَدِيَّةٍ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: اذْهَبْ يا سَلْمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغْتُ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بِيَدي، قال: ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصْحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئْتُه فأخبَرْتُه، فخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بِيَدِه، فوالذي نَفْسُ سَلْمانَ بِيَدِه، ما ماتَتْ منها وَدِيَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ، وبَقِيَ علَيَّ المالُ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بمِثْلِ بَيْضةِ الدَّجاجةِ مِن ذَهَبٍ مِن بَعضِ المَغازي، فقال: ما فَعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعِيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلْمانُ، فقُلتُ: وأين تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ؟ قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذْتُها فوَزَنْتُ لهُم منها، والذي نَفْسُ سلَمْانَ بِيَدِه، أربَعينَ أُوقِيَّةً، فأوْفَيْتُهم حَقَّهُم، وعَتَقْتُ! فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ الخَندَقَ، ثُمَّ لم يَفُتْني معَه مَشهَدٌ.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23737 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

7 - مَرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا معه وأبو بَكْرٍ، على عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ وهو يَقرأُ، فقام فتَسمَّعَ قراءتَه، ثمَّ ركَعَ عبدُ اللهِ، وسجَدَ، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَلْ تُعطَهْ، سَلْ تُعطَهْ، قال: ثمَّ مضَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقال: مَن سَرَّهُ أنْ يَقرأَ القُرآنَ غَضًّا كما أُنزِلَ، فلْيَقرأْهُ مِن ابنِ أُمِّ عبدٍ، قال: فأدلَجتُ إلى عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ لأُبشِّرَه بما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فلمَّا ضرَبتُ البابَ -أو قال: لمَّا سَمِع صوتي- قال: ما جاء بك هذه الساعةَ؟ قلتُ: جِئتُ لأُبشِّرَك بما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: قد سبَقَك أبو بَكْرٍ، قلتُ: إن يَفعَلْ فإنَّه سَبَّاقٌ بالخيراتِ، ما استبَقْنا خيرًا قطُّ إلَّا سبَقَنا إليه أبو بَكْرٍ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 265 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

8 - "أمَّا أهلُ النَّارِ الذين هم أَهلُها لا يَموتونَ، ولا يَحيَوْنَ، وأمَّا أُناسٌ يُريدُ اللهُ بهمُ الرَّحمةَ، فيُميتُهم في النَّارِ، فيدخُلُ عليهمُ الشُّفَعاءُ، فيأخُذُ الرجُلُ الضِّبارةَ فيَبُثُّهم، "أو قال: "فيُبَثُّونَ على نَهرِ الحَيَا"، أو قال: "الحَيَوانِ"، أو قال: "الحَياةِ"، أو قال: "نَهرِ الجَنَّةِ، فيَنبُتونَ نباتَ الحَبَّةِ في حَميلِ السَّيْلِقال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أمَا تَرَونَ الشَّجرةَ تكونُ خَضراءَ، ثُم تكونُ صَفراءَ؟" أو قال: "تكونُ صَفراءَ، ثُم تكونُ خَضراءَ"، قال: فقال بعضُهم: كأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان بالباديةِ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11016 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

9 - خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زمَنَ الحُديبيَةِ في بضعَ عشر مئةً مِن أصحابِه حتَّى إذا كانوا بذي الحُليفةِ قلَّد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأشعَر ثمَّ أحرَم بالعمرةِ وبعَث بيْنَ يدَيْهِ عينًا له رجُلًا مِن خُزاعةَ يجيئُه بخبرِ قريشٍ وسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بغَديرِ الأشطاطِ قريبًا مِن عُسْفانَ أتاه عينُه الخُزاعيُّ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لُؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ قد جمَعوا لك الأحابيشَ وجمَعوا لك جموعًا كثيرةً وهم مقاتِلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أشيروا علَيَّ أترَوْنَ أنْ نميلَ إلى ذراريِّ هؤلاء الَّذين أعانوهم فنُصيبَهم فإنْ قعَدوا قعَدوا مَوتورين محزونين وإنْ نجَوْا يكونوا عُنقًا قطَعها اللهُ أم ترَوْنَ أنْ نؤُمَّ البيتَ فمَن صدَّنا عنه قاتَلْناه ) ؟ فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: اللهُ ورسولُه أعلمُ يا نبيَّ اللهِ إنَّما جِئْنا مُعتمرينَ ولم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنْ مَن حال بينَنا وبيْنَ البيتِ قاتَلْناه فقال النَّبيُّ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فرُوحوا إذًا ) قال الزُّهريُّ في حديثِه: وكان أبو هُريرةَ يقولُ: ما رأَيْتُ أحدًا أكثرَ مشاورةً لأصحابِه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال الزُّهريُّ في حديثِه عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ في حديثِهما: فراحوا حتَّى إذا كانوا ببعضِ الطَّريقِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ خالدَ بنَ الوليدِ بالغَميمِ في خيلٍ لقريشٍ طليعةً فخُذوا ذاتَ اليمينِ ) فواللهِ ما شعَر بهم خالدُ بنُ الوليدِ حتَّى إذا هو بقَترةِ الجيشِ فأقبَل يركُضُ نذيرًا لقريشٍ وسار النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بالثَّنيَّةِ الَّتي يُهبَطُ عليهم منها فلمَّا انتهى إليها برَكتْ راحلتُه فقال النَّاسُ: حَلْ حَلْ فألحَّتْ فقالوا: خلَأتِ القصواءُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما خلَأتِ القصواءُ وما ذلك لها بخُلُقٍ ولكنْ حبَسها حابسُ الفيلِ ) ثمَّ قال: ( والَّذي نفسي بيدِه لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها ) ثمَّ زجَرها فوثَبتْ به قال: فعدَل عنهم حتَّى نزَل بأقصى الحُديبيَةِ على ثَمَدٍ قليلِ الماءِ إنَّما يتبَرَّضُه النَّاسُ تبرُّضًا فلم يلبَثْ بالنَّاسِ أنْ نزَحوه فشُكي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العطشُ فانتزَع سهمًا مِن كِنانتِه ثمَّ أمَرهم أنْ يجعَلوه فيه قال: فما زال يَجيشُ لهم بالرِّيِّ حتَّى صدَروا عنه: فبينما هم كذلك إذ جاءه بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخزاعيُّ في نفرٍ مِن قومِه مِن خُزاعةَ وكانت عَيْبَةَ نُصحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أهلِ تِهامةَ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ نزَلوا أعدادَ مياهِ الحُديبيَةِ معهم العُوذُ المَطافيلُ وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّا لم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنَّا جِئْنا مُعتمرينَ فإنَّ قريشًا قد نهَكَتْهم الحربُ وأضرَّت بهم فإنْ شاؤوا مادَدْتُهم مدَّةً ويُخلُّوا بيني وبيْنَ النَّاسِ فإنْ ظهَرْنا وشاؤوا أنْ يدخُلوا فيما دخَل فيه النَّاسُ فعَلوا وقد جَمُّوا وإنْ هم أبَوْا فوالَّذي نفسي بيدِه لأُقاتِلَنَّهم على أمري هذا حتَّى تنفرِدَ سالفتي أو لَيُبْدِيَنَّ اللهُ أمرَه ) قال بُدَيْلُ بنُ وَرْقاءَ: سأُبلِغُهم ما تقولُ: فانطلَق حتَّى أتى قريشًا فقال: إنَّا قد جِئْناكم مِن عندِ هذا الرَّجُلِ وسمِعْناه يقولُ قولًا فإنْ شِئْتم أنْ نعرِضَه عليكم فعَلْنا فقال سفهاؤُهم: لا حاجةَ لنا في أنْ تُخبِرونا عنه بشيءٍ وقال ذو الرَّأيِ: هاتِ ما سمِعْتَه يقولُ قال: سمِعْتُه يقولُ كذا وكذا فأخبَرْتُهم بما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام عندَ ذلك أبو مسعودٍ عُروةُ بنُ مسعودٍ الثَّقفيُّ فقال: يا قومِ ألَسْتُم بالولدِ ؟ قالوا: بلى قال: ألَسْتُ بالوالدِ ؟ قالوا: بلى قال: فهل تتَّهموني ؟ قالوا: لا قال: ألَسْتُم تعلَمون أنِّي استنفَرْتُ أهلَ عُكاظٍ فلمَّا بلَّحوا عليَّ جِئْتُكم بأهلي وولَدي ومَن أطاعني ؟ قالوا: بلى قال: فإنَّ هذا امرؤٌ عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها ودعوني آتِهِ قالوا: ائتِه فأتاه قال: فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحوًا مِن قولِه لبُدَيْلِ بنِ وَرْقاءَ فقال عروةُ بنُ مسعودٍ عندَ ذلك يا محمَّدُ أرأَيْتَ إنِ استأصَلْتَ قومَك هل سمِعْتَ أحدًا مِن العربِ اجتاح أصلَه قبْلَك وإنْ تكُنِ الأخرى فواللهِ إنِّي أرى وجوهًا وأرى أشوابًا مِن النَّاسِ خُلَقاءَ أنْ يفِرُّوا ويدَعوك فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: امصُصْ ببَظْرِ اللَّاتِ أنحنُ نفِرُّ وندَعُه ؟ فقال أبو مسعودٍ: مَن هذا ؟ قالوا: أبو بكرِ بنُ أبي قُحافةَ فقال: أمَا والَّذي نفسي بيدِه لولا يدٌ كانت لك عندي لم أَجْزِك بها لأجَبْتُك وجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكلَّما كلَّمه أخَذ بلِحيتِه والمغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ قائمٌ على رأسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه السَّيفُ والمِغفَرُ فكلَّما أهوى عُروةُ بيدِه إلى لحيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضرَب يدَه بنَعْلِ السَّيفِ، وقال: أخِّرْ يدَك عن لحيةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرفَع عروةُ رأسَه وقال: مَن هذا ؟ فقالوا: المغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ فقال: أيْ غُدَرُ، أولَسْتُ أسعى في غَدرَتِك وكان المغيرةُ بنُ شُعبةَ صحِب قومًا في الجاهليَّةِ فقتَلهم وأخَذ أموالَهم ثمَّ جاء فأسلَم فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا الإسلامُ فأقبَلُ وأمَّا المالُ فلَسْتُ منه في شيءٍ ) قال: ثمَّ إنَّ عروةَ جعَل يرمُقُ صحابةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعينِه فواللهِ ما يتنخَّمُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نُخامةً إلَّا وقَعتْ في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلدَه وإذا أمَرهم انقادوا لأمرِه وإذا توضَّأ كادوا يقتتلون على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له فرجَع عروةُ بنُ مسعودٍ إلى أصحابِه فقال: أيْ قومِ واللهِ لقد وفَدْتُ إلى الملوكِ ووفَدْتُ إلى كسرى وقيصرَ والنَّجاشيِّ واللهِ ما رأَيْتُ ملِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ محمَّدٍ محمَّدًا وواللهِ إنْ يتنخَّمُ نُخامةً إلَّا وقَعت في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلْدَه وإذا أمَرهم ابتدَروا أمرَه وإذا توضَّأ اقتتلوا على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له وإنَّه قد عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها فقال رجُلٌ مِن بني كِنانةَ دعوني آتِه فلمَّا أشرَف على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا فلانٌ مِن قومٍ يُعظِّمون البُدنَ فابعَثوها له قال: فبُعِثَتْ واستقبَله القومُ يُلَبُّون فلمَّا رأى ذلك قال: سُبحانَ اللهِ لا ينبغي لهؤلاء أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فلمَّا رجَع إلى أصحابِه قال: رأَيْتُ البُدْنَ قد قُلِّدتْ وأُشعِرَتْ فما أرى أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فقام رجُلٌ منهم يُقالُ له: مِكرَزٌ فقال: دعوني آتِهِ فقالوا: ائتِه فلمَّا أشرَف عليهم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا مِكرَزٌ وهو رجُلٌ فاجرٌ ) فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبينما هو يُكلِّمُه إذ جاءه سُهيلُ بنُ عمرٍو قال مَعْمَرٌ: فأخبَرني أيُّوبُ السَّخْتِيانيُّ عن عِكرمةَ قال: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا سُهيلٌ قد سهَّل اللهُ لكم أمرَكم ) قال مَعْمَرٌ في حديثِه عن الزُّهريِّ عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال: هاتِ اكتُبْ بينَنا وبينَكم كتابًا فدعا الكاتبَ فقال: اكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فقال سُهيلٌ: أمَّا الرَّحمنُ فلا أدري واللهِ ما هو ولكِنِ اكتُبْ باسمِك اللَّهمَّ ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( اكتُبْ هذا ما قاضى عليه محمَّدٌ رسولُ اللهِ ) فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: لو كنَّا نعلَمُ أنَّك رسولُ اللهِ ما صدَدْناك عن البيتِ ولا قاتَلْناك ولكِنِ اكتُبْ: محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( واللهِ إنِّي لَرسولُ اللهِ وإنْ كذَّبْتُموني اكتُبْ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ ) قال الزُّهريُّ: وذلك لقولِه: لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها وقال في حديثِه عن عُروةَ عنِ المِسوَرِ ومَروانَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( على أنْ تُخَلُّوا بينَنا وبيْنَ البيتِ فنطوفَ به فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: إنَّه لا يتحدَّثُ العربُ أنَّا أُخِذْنا ضُغطةً، ولكِنْ لك مِن العامِ المقبِلِ، فكتَب، فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: على أنَّه لا يأتيك منَّا رجُلٌ وإنْ كان على دِينِك أو يُريدُ دينَك إلَّا ردَدْتَه إلينا فقال المسلِمونَ: سُبحانَ اللهِ كيف يُرَدُّ إلى المشركينَ وقد جاء مسلِمًا فبينما هم على ذلك إذ جاء أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو يرسُفُ في قيودِه قد خرَج مِن أسفلِ مكَّةَ حتى رمى بنفسِه بيْنَ المسلمينَ فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: يا محمَّدُ هذا أوَّلُ مَن نُقاضيك عليه أنْ ترُدَّه إليَّ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا لم نُمضِ الكتابَ بعدُ فقال: واللهِ لا أُصالِحُك على شيءٍ أبدًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فأَجِزْه لي ) فقال: ما أنا بمُجيزِه لك قال: فافعَلْ قال: ما أنا بفاعلٍ قال مِكرَزٌ: بل قد أجَزْناه لك فقال أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو: يا معشرَ المسلمينَ أُرَدُّ إلى المشركين وقد جِئْتُ مسلِمًا ألا ترَوْنَ إلى ما قد لقيتُ وكان قد عُذِّب عذابًا شديدًا في اللهِ - فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه: واللهِ ما شكَكْتُ منذُ أسلَمْتُ إلَّا يومَئذٍ فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: ألَسْتَ رسولَ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: ألَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِيننِا إذًا ؟ قال: ( إنِّي رسولُ اللهِ ولَسْتُ أعصي ربِّي وهو ناصري ) قُلْتُ: أوليسَ كُنْتَ تُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ فنطوفُ به ؟ قال ( بلى فخبَّرْتُك أنَّك تأتيه العامَ ؟ ) قال: لا قال: ( فإنَّك تأتيه فتطوفُ به قال: فأتَيْتُ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضوانُ اللهِ عليه فقُلْتُ: يا أبا بكرٍ أليس هذا نبيَّ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: أولَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا ؟ قال: أيُّها الرَّجلُ إنَّه رسولُ اللهِ وليس يعصي ربَّه وهو ناصرُه فاستمسِكْ بغَرْزِه حتَّى تموتَ فواللهِ إنَّه على الحقِّ قُلْتُ: أوليس كان يُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ ونطوفُ به ؟ قال: بلى قال فأخبَرك أنَّا نأتيه العامَ ؟ قُلْتُ: لا قال: فإنَّك آتيه وتطوفُ به قال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه فعمِلْتُ في ذلك أعمالًا - يعني في نقضِ الصَّحيفةِ - فلمَّا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الكتابِ أمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه فقال: ( انحَروا الهَدْيَ واحلِقوا ) قال: فواللهِ ما قام رجُلٌ منهم رجاءَ أنْ يُحدِثَ اللهُ أمرًا فلمَّا لم يقُمْ أحَدٌ منهم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخَل على أمِّ سلَمةَ فقال: ما لقيتُ مِن النَّاسِ قالت أمُّ سلَمةَ: أوَتُحِبُّ ذاك، اخرُجْ ولا تُكلِّمَنَّ أحدًا منهم كلمةً حتَّى تنحَرَ بُدنَكَ وتدعوَ حالقَك فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَج ولم يُكلِّمْ أحدًا منهم حتَّى نحَر بُدْنَه ثمَّ دعا حالقَه فحلَقه فلمَّا رأى ذلك النَّاسُ جعَل بعضُهم يحلِقُ بعضًا حتَّى كاد بعضُهم يقتُلُ بعضًا قال: ثمَّ جاء نِسوةٌ مؤمناتٌ فأنزَل اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] إلى آخِرِ الآيةِ قال: فطلَّق عمرُ رضوانُ اللهِ عليه امرأتينِ كانتا له في الشِّركِ فتزوَّج إحداهما معاويةُ بنُ أبي سُفيانَ والأخرى صفوانُ بنُ أميَّةَ قال: ثمَّ رجَع صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ فجاءه أبو بَصيرٍ رجُلٌ مِن قريشٍ وهو مسلِمٌ فأرسَلوا في طلبِه رجُلينِ وقالوا: العهدَ الَّذي جعَلْتَ لنا فدفَعه إلى الرَّجُلينِ فخرَجا حتَّى بلَغا به ذا الحليفةِ فنزَلوا يأكُلون مِن تمرٍ لهم فقال أبو بَصيرٍ لأَحدِ الرَّجُلينِ: واللهِ لَأرى سيفَك هذا يا فلانُ جيِّدًا فقال: أجَلْ واللهِ إنَّه لَجيِّدٌ لقد جرَّبْتُ به ثمَّ جرَّبْتُ فقال أبو بَصيرٍ: أَرِني أنظُرْ إليه فأمكَنه منه فضرَبه حتَّى برَد وفرَّ الآخَرُ حتَّى أتى المدينةَ فدخَل المسجدَ يعدو فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد رأى هذا ذُعْرًا فلمَّا انتهى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: قُتِل واللهِ صاحبي وإنِّي لَمقتولٌ فجاء أبو بَصيرٍ فقال: يا نبيَّ اللهِ قد واللهِ أوفى اللهُ ذمَّتَك قد ردَدْتَني إليهم ثمَّ أنجاني اللهُ منهم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ويلُ امِّه لو كان معه أحَدٌ فلمَّا سمِع بذلك عرَف أنَّه سيرُدُّه إليهم مرَّةً أخرى فخرَج حتَّى أتى سِيفَ البحرِ قال: وتفلَّت منهم أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو فلحِق بأبي بَصيرٍ فجعَل لا يخرُجُ مِن قريشٍ رجُلٌ أسلَم إلَّا لحِق بأبي بَصيرٍ حتَّى اجتمَعت منهم عصابةٌ قال: فواللهِ ما يسمَعون بِعِيرٍ خرَجتْ لقريشٍ إلى الشَّامِ إلَّا اعترَضوا لها فقتَلوهم وأخَذوا أموالَهم فأرسَلتْ قريشٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُناشِدُه اللهَ والرَّحِمَ لَمَا أرسَل إليهم ممَّن أتاه فهو آمِنٌ فأرسَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم فأنزَل اللهُ جلَّ وعلا: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح: 24] حتَّى بلَغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] وكانت حميَّتُهم أنَّهم لم يُقِرُّوا أنَّه نبيُّ اللهِ ولم يُقِرُّوا ببِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الراوي : المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4872 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

10 - كنتُ أماشي رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ آخِذًا بِيَدِهِ، فقالَ لي: يا ابنَ الخَصاصِيةِ، ما أصبَحتَ تَنقِمُ على اللهِ؟ أصبَحتَ تُماشي رَسولَهُ. قالَ: أحسَبُهُ قالَ: آخِذًا بِيَدِهِ، قالَ: قُلتُ: ما أصبَحتُ أنقِمُ على اللهِ شَيئًا، قد أعطاني اللهُ كُلَّ خَيرٍ. قالَ: فأتَيْنا على قُبورِ المُشرِكينَ، فقالَ: لقد سبَقَ هؤلاء خَيرًا كَثيرًا، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثم أتَيْنا على قُبورِ المُسلِمينَ، فقالَ: لقد أدرَكَ هؤلاء خَيرًا كَثيرًا، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، يَقولُها، قالَ: فبَصُرَ بِرَجُلٍ يَمشي بَينَ المَقابِرِ في نَعْلَيْهِ، فقالَ: وَيحَكَ يا صاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ، ألْقِ سِبْتِيَّتَيْكَ، مَرَّتَيْنِ، أو ثَلاثًا، فنَظَرَ الرَّجُلُ، فلمَّا رَأى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ خلَعَ نَعْلَيْهِ.
الراوي : بشير بن معبد بن الخصاصية | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 20787 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

11 - انطلَق النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا معه حتَّى دخَلْنا كنسيةَ اليهودِ بالمدينةِ يومَ عيدِههم وكرِهوا دخولَنا عليهم فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا معشرَ اليهودِ أَروني اثنَيْ عشَرَ رجُلًا يشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ يُحبِطِ اللهُ عن كلِّ يهوديٍّ تحتَ أديمِ السَّماءِ الغضَبَ الَّذي غضِب عليه ) قال : فأمسَكوا وما أجابه منهم أحَدٌ ثمَّ ردَّ عليهم فلَمْ يُجِبْه أحَدٌ ثمَّ ثلَّث فلَمْ يُجِبْه أحَدٌ فقال : ( أبَيْتُم فواللهِ إنِّي لَأنا الحاشِرُ وأنا العاقِبُ وأنا المُقفِّي آمَنْتُم أو كذَّبْتُم ) ثمَّ انصرَف وأنا معه حتَّى دنا أنْ يخرُجَ فإذا رجُلٌ مِن خَلْفِنا يقولُ : كما أنتَ يا مُحمَّدُ قال : فقال ذلك الرَّجُلُ أيَّ رجُلٍ تعلَموني فيكم يا معشَرَ اليهودِ ؟ قالوا : ما نعلَمُ أنَّه كان فينا رجُلٌ أعلَمُ بكتابِ اللهِ ولا أفقَهُ منكَ ولا مِن أبيكَ مِن قبْلِكَ ولا مِن جدِّكَ قبْلَ أبيكَ قال : فإنِّي أشهَدُ له باللهِ أنَّه نَبيُّ اللهِ الَّذي تجِدونَه في التَّوراةِ قالوا : كذَبْتَ ثمَّ ردُّوا عليه وقالوا له شرًّا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( كذَبْتُم لنْ يُقبَلَ قولُكم أمَّا آنفًا فتُنثونَ عليه مِن الخيرِ ما أثنَيْتُم وأمَّا إذ آمَن كذَّبْتُموه وقُلْتُم ما قُلْتُم فلنْ يُقبَلَ قولُكم ) قال : فخرَجْنا ونحنُ ثلاثةٌ : رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا وعبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ فأنزَل اللهُ فيه : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ} [الأحقاف: 10] الآيةَ
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7162 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

12 - رأيتُ عثمانَ بنَ عفَّانَ دعا بوَضوءٍ وهو على بابِ المسجدِ، فغسَلَ يدَيْه، ثمَّ مضمَضَ، واستَنشَقَ، واستَنثَرَ، ثمَّ غسَلَ وجهَه ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ غسَلَ يدَيْه إلى المِرْفَقَيْنِ ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ مسَحَ برأسِه، وأمَرَّ بيدَيْه على ظاهرِ أُذُنَيْه، ثمَّ مَرَّ بهما على لِحيتِه، ثمَّ غسَلَ رِجلَيْه إلى الكعبينِ ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ قام فركَعَ ركعتينِ، ثمَّ قال: تَوضَّأتُ لكم كما رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ توضَّأَ، ثمَّ ركَعتُ ركعتينِ كما رأيتُه ركَعَ، قال: ثمَّ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ فرَغَ مِن رَكعتَيْه: مَن توضَّأَ كما توضَّأتُ، ثمَّ ركَعَ ركعتينِ لا يُحدِّثُ فيهما نفسَه، غُفِر له ما كان بينَهما وبينَ صلاتِه بالأمسِ.
الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 489 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

13 - سُئِلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عن وَقتِ صَلاةِ الغَداةِ، فصَلَّى حينَ طَلَعَ الفجرُ، ثُم أسْفَرَ بهم حتى أسْفَرَ، فقال: أين السائِلُ عن وَقتِ صَلاةِ الغَداةِ؟ قال: ما بيْنَ هَذَينِ وَقتٌ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12963 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

14 - أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقومُ يومَ الجُمُعةِ فيُسنِدُ ظهْرَه إلى جِذعٍ منصوبٍ في المسجدِ فيخطُبُ الناسَ، فجاءه رُومِيٌّ فقال: أصنَعُ لك شيئًا تقعُدُ عليه وكأنَّك قائمٌ؟ فصنَعَ له منبرًا له درَجتانِ ويقعُدُ على الثالثةِ، فلمَّا قعَدَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ذلك المنبرِ، خارَ الجِذعُ كخُوَارِ الثَّوْرِ حتى ارْتَجَّ المسجدُ لخُوَارِه؛ حُزنًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فنزَلَ إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فالْتزَمَه وهو يخُورُ، فلمَّا الْتزَمَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سكَتَ، ثمَّ قال: والذي نفسُ مُحمَّدٍ بيدِه، لو لم أَلتزِمْهُ لم يَزَلْ هكذا إلى يومِ القيامةِ؛ تحزُّنًا على رسولِ اللهِ، فأمَرَ به نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فدُفِن.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم : 4179 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

15 - عن أبي هُرَيرةَ، قال: كان يقولُ: حدِّثوني عن رَجُلٍ دَخَلَ الجَنَّةَ لم يُصَلِّ قَطُّ، فإذا لم يَعرِفْه الناسُ سألوه: مَن هو؟ فيقولُ: أُصَيْرِمُ بَني عَبدِ الأشْهَلِ، عَمْرُو بنُ ثابِتِ بنِ وَقْشٍ، قال الحُصَينُ: فقلتُ لمَحْمودِ بنِ لَبيدٍ: كيف كان شأنُ الأُصَيْرِمِ؟ قال: كان يَأبى الإسلامَ على قَومِه، فلمَّا كان يومُ أُحُدٍ، وخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إلى أُحُدٍ بَدَا له الإسلامُ فأسْلَمَ، فأخَذَ سَيفَه فغَدا حتى أتى القومَ، فدَخَلَ في عُرْضِ الناسِ، فقاتَلَ حتى أثْبَتَتْه الجِراحةُ، قال: فبَينَما رِجالُ بَني عَبدِ الأشْهَلِ يَلتَمِسون قَتْلاهُم في المَعرَكةِ إذا هُم به، فقالوا: واللهِ إنَّ هذا لَلأُصَيْرِمُ، وما جاء؟ لقد تَرَكْناه وإنَّه لَمُنكِرٌ لهذا الحديثِ، فَسْألوه: ما جاء به؟ قالوا: ما جاء بكَ يا عَمْرُو، أحَدَبًا على قومِكَ، أو رغبةً في الإسلامِ؟ قال: بل رغبةً في الإسلامِ، آمَنتُ باللهِ ورسولِه، وأسلَمتُ، ثُمَّ أخَذْتُ سَيفي فغَدَوتُ مع رسولِ اللهِ فقاتَلْتُ حتى أصابَني ما أصابَني، قال: ثُمَّ لم يَلبَثْ أنْ ماتَ في أيديهم، فذَكَروه لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فقال: إنَّه لَمِن أهلِ الجَنَّةِ.
الراوي : محمود بن لبيد الأنصاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23634 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن. | أحاديث مشابهة

16 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسًا في ظِلِّ حُجرَتِه -قال يَحيى: قد كاد يَقلِصُ عنه- فقال لِأَصحابِه: يَجيئُكم رَجُلٌ يَنظُرُ إليكم بعَينِ شَيطانٍ، فإذا رأَيتُموه فلا تُكَلِّموه. فجاءَ رَجُلٌ أَزرَقُ، فلمَّا رآه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَعاه، فقال: عَلامَ تَشتُمُني أنت وأَصحابُكَ؟ قال: كما أنت حتى آتيكَ بهم، قال: فذهَبَ، فجاءَ بِهم، فجعَلوا يَحلِفون باللهِ ما قالوا، وما فعَلوا، وأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {يَوْمَ يَبعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} [المجادلة: 18] إلى آخِرِ الآيَةِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3277 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

17 - دخَلْنا على جابرِ بنِ عبدِ اللهِ فسأَل عن القومِ حتَّى انتهى إليَّ فقُلْتُ: أنا محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ فأهوى بيدِه إلى رأسي فنزَع زِرِّي الأعلى ثمَّ نزَع زِرِّي الأسفلَ ثمَّ وضَع كفَّه بينَ ثدييَّ وأنا غلامٌ يومَئذٍ شابٌّ فقال: مرحبًا يا ابنَ أخي سَلْ عمَّا شِئْتَ فسأَلْتُه وهو أعمى وجاء وقتُ الصَّلاةِ فقام في نِسَاجةٍ ملتحف بها كلَّما وضَعها على مَنكِبيه رجَع طرَفاها إليه مِن صِغَرِها ورداؤُه إلى جنبِه على المِشجَبِ فصلَّى بنا فقُلْتُ: أخبِرْني عن حجَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال بيدِه وعقَد تسعًا وقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مكَث تسعَ سنينَ لم يحُجَّ ثمَّ أذَّن في النَّاسِ في العاشرِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حاجٌّ فقدِم المدينةَ بشَرٌ كثيرٌ كلُّهم يلتمِسُ أنْ يأتَمَّ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويعمَلَ مِثلَ عملِه فخرَجْنا معه حتَّى أتَيْنا ذا الحُليفةِ فولَدَتْ أسماءُ بنتُ عُميسٍ محمَّدَ بنَ أبي بكرٍ فأرسَلَتْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كيف أصنَعُ ؟ فقال: ( اغتسلي واستَثْفِري بثوبٍ وأحرِمي ) فصلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجدِ ثمَّ ركِب القصواءَ حتَّى إذا استَوَت به ناقتُه على البيداءِ نظَرْتُ إلى مَدِّ بصري بينَ يديه مِن راكبٍ وماشي، وعن يمينِه مثلُ ذلك، وعن يسارِه مثلُ ذلك، ومِن خلفِه مثلُ ذلك ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بينَ أظهُرِنا وعليه ينزِلُ القرآنُ وهو يعرِفُ تأويلَه وما عمِل به مِن شيءٍ عمِلْنا به فأهَلَّ بالتَّوحيدِ: ( لبَّيْكَ اللَّهمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريكَ لك لبَّيْكَ إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والمُلكَ لا شريكَ لك ) وأهَلَّ النَّاسُ بهذا الَّذي يُهِلُّونَ به فلم يرُدَّ عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منه شيئًا ولزِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلبيتَه قال جابرٌ: لسنا ننوي إلَّا الحجَّ لسنا نعرِفُ العمرةَ حتَّى أتَيْنا البيتَ معه، استَلَم الرُّكنَ فرمَل ثلاثًا ومشى أربعًا ثمَّ تقدَّم إلى مقامِ إبراهيمَ فقرَأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] فجعَل المقامَ بينَه وبينَ البيتِ فكان أبي يقولُ: - ولا أعلَمُه ذكَره [ إلَّا عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ] - إنَّه كان يقرَأُ في الرَّكعتينِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] ثمَّ رجَع إلى الرُّكنِ فاستلَمه ثمَّ خرَج مِن البابِ إلى الصَّفا فلمَّا دنا مِن الصَّفا قرَأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] ( أبدَأُ بما بدَأ اللهُ به ) فبدَأ بالصَّفا فرقِي عليه حتَّى رأى البيتَ فاستقبَل القِبلةَ ووحَّد اللهَ وكبَّره وقال: ( لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه نجَز وعدَه ونصَر عبدَه وهزَم الأحزابَ وحدَه ) ثمَّ دعا بينَ ذلك، قال مِثْلَ هذا ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ نزَل إلى المروةِ، حتَّى انصبَّت قدماه إلى بطنِ الوادي، سعى، حتَّى إذا صعِد مشى، حتَّى أتى المروةَ ففعَل على المروةِ كما فعَل على الصَّفا حتَّى إذا كان آخِرُ طوافٍ على المروةِ قال: ( لو أنِّي استقبَلْتُ مِن أمري ما استدبَرْتُ لم أسُقِ الهَديَ وجعَلْتُها عمرةً فمَن كان منكم ليس معه هَديٌ فلْيحِلَّ ولْيجعَلْها عمرةً ) فقام سُراقةُ بنُ جُعشُمٍ فقال: يا رسولَ اللهِ ألعامِنا هذا أم للأبدِ ؟ قال: فشبَّك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصابعَه واحدةً في الأخرى وقال: ( دخَلتِ العمرةُ في الحجِّ ( مرَّتينِ ) لا بل لأبدِ الأبدِ لا بل لأبدِ الأبدِ ) وقدِم عليٌّ مِن اليمنِ ببُدْنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوجَد فاطمةَ ممَّن قد حلَّ ولبِسَت ثيابَ صِبغٍ واكتحَلَت فأنكَر ذلك عليها فقالت: أبي أمَرني بهذا قال: فكان عليٌّ يقولُ بالعراقِ: فذهَبْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُحرِّشًا على فاطمةَ للَّذي صنَعَتْ وأخبَرْتُه أنِّي أنكَرْتُ ذلك عليها فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( صدَقَتْ، ما قُلْتَ حينَ فرَضْتَ الحجَّ ؟ ) قال: قُلْتُ: اللَّهمَّ إنِّي أُهِلُّ بما أهَلَّ به رسولُك قال: ( فإنَّ معي الهَديَ فلا تحِلَّ ) قال: فكان جماعةُ الهَديِ الَّذي قدِم به عليٌّ مِن اليَمنِ والَّذي أتى به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مئةً قال: فحلَّ النَّاسُ كلُّهم وقصَّروا إلَّا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومَن كان معه هَديٌ فلمَّا كان يومُ التَّرويةِ توجَّهوا إلى منًى فأهَلُّوا بالحجِّ، ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى بها الظُّهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والصُّبحَ ثمَّ مكَث قليلًا حتَّى طلَعتِ الشَّمسُ وأمَر بقبَّةٍ مِن شَعَرٍ فضُرِبت له بنَمِرةَ، فسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تشُكُّ قريشٌ إلَّا أنَّه واقفٌ عندَ المشعَرِ الحرامِ كما كانت قريشٌ تصنَعُ في الجاهليَّةِ فأجاز رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى أتى عرفةَ فوجَد القُبَّةَ قد ضُرِبت له بنَمِرةَ فنزَل بها حتَّى إذا زاغتِ الشَّمسُ أمَر بالقصواءِ فرُحِلت له فأتى بطنَ الوادي يخطُبُ النَّاسَ ثمَّ قال: ( إنَّ دماءَكم وأموالَكم حرامٌ عليكم كحُرمةِ يومِكم هذا في شهرِكم هذا في بلدِكم هذا ألَا كلُّ شيءٍ مِن أمرِ الجاهليَّةِ تحتَ قدَميَّ موضوعٌ ودماءُ الجاهليَّةِ موضوعةٌ وإنَّ أوَّلَ دمٍ أضَعُ مِن دمائِنا دمُ ابنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ وكان مسترضَعًا في بني ليثٍ فقتَلَتْه هُذيلٌ، وربا الجاهليَّةِ موضوعٌ وأوَّلُ ربًا أضَعُ ربا العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ فإنَّه موضوعٌ كلُّه فاتَّقوا اللهَ في النِّساءِ فإنَّكم أخَذْتُموهنَّ بأمانِ اللهِ واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ ولكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرشَكم أحدًا تكرَهونَه فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبرِّحٍ ولهنَّ عليكم رزقُهنَّ وكسوتُهنَّ بالمعروفِ وقد ترَكْتُ فيكم ما لنْ تضِلُّوا بعدَه إنِ اعتصَمْتُم به: كتابَ اللهِ، وأنتم تُسأَلونَ عنِّي فما أنتم قائلونَ ؟ ) قالوا: نشهَدُ أنْ قد بلَّغْتَ وأدَّيْتَ ونصَحْتَ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأُصبُعِه السَّبَّابةِ يرفَعُها إلى السَّماءِ وينكُتُها إلى النَّاسِ: ( اللَّهمَّ اشهَدْ ) - ثلاثَ مرَّاتٍ - ثمَّ أذَّن ثمَّ أقام فصلَّى الظُّهرَ ثمَّ أقام فصلَّى العصرَ ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا ثمَّ ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى أتى الموقفَ فجعَل باطنَ ناقتِه القصواءِ إلى الصَّخَراتِ وجعَل حبلَ المُشاةِ بينَ يديه فاستقبَل القِبلةَ فلم يزَلْ واقفًا حتَّى غرَبتِ الشَّمسُ وذهَبتِ الصُّفرةُ قليلًا وغاب القرصُ أردَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أسامةَ خلْفَه ودفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقد شنَق للقصواءِ الزِّمامَ حتَّى إنَّ رأسَها لَيُصيبُ مَورِكَ رَحلِه ويقولُ بيدِه اليُمنى: ( أيُّها النَّاسُ السَّكينةَ السَّكينةَ ) كلَّما أتى حبلًا مِن الحبالِ أرخى لها قليلًا حتَّى تصعَدَ حتى أتى المزدَلِفةَ فصلَّى بها المغربَ والعشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ ولم يُسبِّحْ بينهما شيئًا ثم اضطجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى طلَع الفجرُ فصلَّى الفجرَ حتَّى تبيَّن له الصُّبحُ بأذانٍ وإقامةٍ ثمَّ ركِب القصواءَ حتَّى أتى المشعَرَ الحرامَ فاستقبَل القِبلةَ فدعاه وكبَّره وهلَّله ووحَّده فلم يزَلْ واقفًا حتَّى أسفَر جدًّا، دفَع قبْلَ أنْ تطلُعَ الشَّمسُ وأردَف الفضلَ بنَ العبَّاسِ وكان رجُلًا حسَنَ الشَّعرِ أبيضَ وسيمًا فلمَّا دفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّت ظُعُنٌ يجرينَ فطفِق الفضلُ ينظُرُ إليهنَّ فوضَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه على وجهِ الفضلِ فحوَّل الفضلُ وجهَه مِن الشِّقِّ الآخَرِ فحوَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه إلى الشِّقِّ الآخَرِ على وجهِ الفضلِ فصرَف وجهَه مِن الشِّقِّ الآخَرِ حتَّى أتى محسِّرًا فحرَّك قليلًا ثمَّ سلَك الطَّريقَ الوسطى الَّتي تخرُجُ إلى الجمرةِ الكبرى حتَّى أتى الجمرةَ فرماها بسبعِ حصَياتٍ يُكبِّرُ مع كلِّ حصاةٍ منها، مثلِ حصا الخَذْفِ، رمى مِن بطنِ الوادي ثمَّ انصرَف إلى المنحَرِ فنحَر ثلاثًا وستِّينَ بيدِه ثمَّ أعطى عليًّا رضوانُ اللهِ عليه فنحَر ما غبَر منها وأشرَكه في هَديِه وأمَر مِن كلِّ بدَنةٍ ببَضعةٍ فجُعِلت في قِدرٍ فطُبِخت فأكَلا مِن لحمِها وشرِبا مِن مرَقِها ثمَّ ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأفاض إلى البيتِ فصلَّى بمكَّةَ الظُّهرَ فأتى بني عبدِ المطَّلبِ يستَقُون على زمزمَ فقال: ( انزِعوا يا بني عبدِ المطَّلبِ فلولا أنْ يغلِبَكم النَّاسُ على سقايتِكم لنزَعْتُ معكم ) فناوَلوه دلوًا فشرِب منه
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3944 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

18 - لَمَّا قَدِمَ أبو الحَيْسَرِ أنَسُ بنُ رافِعٍ مكَّةَ، ومعه فِتيةٌ مِن بَني عَبدِ الأشْهَلِ فيهم إياسُ بنُ مُعاذٍ يَلتَمِسونَ الحِلْفَ مِن قُرَيشٍ على قَومِهم مِن الخَزْرَجِ، سَمِعَ بهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فأتاهم فجَلَسَ إليهم، فقال لهم: هل لكُم إلى خَيرٍ ممَّا جِئْتُم له؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: أنا رسولُ اللهِ، بَعَثَني إلى العِبادِ أدْعوهُم إلى أنْ يَعبُدوا اللهَ لا يُشرِكوا به شَيئًا، وأُنزِلَ عليَّ كِتابٌ، ثُمَّ ذَكَرَ الإسلامَ، وتَلا عليهم القُرآنَ، فقال إياسُ بنُ مُعاذٍ، وكان غُلامًا حَدَثًا: أيْ قَومِ، هذا -واللهِ- خَيرٌ ممَّا جِئتُم له، قال: فأخَذَ أبو حَيْسَرٍ أنَسُ بنُ رافِعٍ حَفْنةً مِن البَطْحاءِ فضَرَبَ بها في وجْهِ إياسِ بنِ مُعاذٍ، وقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ عنهم، وانصَرَفوا إلى المَدينةِ، فكانَتْ وقْعةُ بُعاثٍ بَينَ الأوْسِ والخَزْرَجِ، قال: ثُمَّ لم يَلبَثْ إياسُ بنُ مُعاذٍ أنْ هَلَكَ. قال مَحمودُ بنُ لَبيدٍ: فأخْبَرَني مَن حَضَرَه مِن قَومي عِندَ مَوتِهِ أنَّهم لم يَزالوا يَسْمَعونه يُهَلِّل اللهَ ويُكَبِّرُه ويَحمَدُه ويُسَبِّحُه حتى ماتَ، فما كانوا يَشُكُّون أنْ قد ماتَ مُسلِمًا، لقد كان استَشْعَرَ الإسلامَ في ذلك المجلِسَ حينَ سَمِعَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ما سَمِعَ.
الراوي : محمود بن لبيد الأنصاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23619 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

19 - لمَّا افتَتحَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيبَرَ قال الحجَّاجُ بنُ عِلاطٍ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي بمكَّةَ مالًا، وإنَّ لي بها أهلًا، وإنِّي أُريدُ أنْ آتيَهم، فأنا في حِلٍّ إنْ أنا نِلْتُ منكَ، أو قُلتُ شيئًا؟ فأذِنَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يقولَ ما شاءَ، فأَتى امرأتَه حين قدِمَ فقال: اجمَعي لي ما كان عندَكِ، فإنِّي أُريدُ أنْ أشتَريَ من غَنائمِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأصحابِه، فإنَّهم قدِ استُبيحوا وأُصيبَتْ أموالُهم، قال: ففَشا ذلك بمكَّةَ، فانقَمعَ المُسلِمونَ، وأظهَرَ المُشرِكونَ فرحًا وسُرورًا، قال: وبلَغَ الخَبرُ العبَّاسَ فعَقِرَ، وجعَلَ لا يستَطيعُ أنْ يقومَ، قال مَعمَرٌ: فأخْبَرني عُثْمانُ الجَزَريُّ، عن مِقسَمٍ قال: فأخَذَ ابنًا له يُقالُ له: قُثَمُ، فاسْتَلْقى فوضَعَه على صَدرِه وهو يقولُ: حِبِّي قُثَمْ... شَبِيهُ ذي الأنْفِ الأَشَمْ نَبِيِّ ذي النِّعَمْ... برَغْمِ مَن رَغِمْ. قال ثابتٌ: عن أَنَسٍ: ثُم أرسَلَ غُلامًا إلى الحجَّاجِ بنِ عِلاطٍ، ويْلَكَ ما جِئْتَ به، وماذا تقولُ؟ فما وعَدَ اللهُ خَيرٌ ممَّا جِئْتَ به، قال الحجَّاجُ بنُ عِلاطٍ لغُلامِه: اقرَأْ على أبي الفضْلِ السلامَ، وقُلْ له: فلْيُخْلِ لي في بعضِ بُيوتِه لآتيَه، فإنَّ الخَبرَ على ما يَسُرُّه، فجاءَ غُلامُه، فلمَّا بلَغَ بابَ الدارِ، قال: أبشِرْ يا أبا الفضْلِ، قال: فوثَبَ العبَّاسُ فرَحًا حتى قبَّلَ بين عيْنَيْه، فأَخبَرَه ما قال الحجَّاجُ، فأعتَقَه، ثُم جاءَه الحجَّاجُ، فأَخبَرَه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدِ افتَتحَ خَيبَرَ، وغنِمَ أموالَهم، وجرَتْ سِهامُ اللهِ عزَّ وجلَّ في أموالِهم، واصْطَفى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَفيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ فاتَّخذَها لنفْسِه، وخيَّرَها أنْ يُعتِقَها وتكونَ زوجتَه، أو تَلحَقَ بأهلِها، فاختارَتْ أنْ يُعتِقَها وتكونَ زوجتَه، ولكنِّي جِئْتُ لمالٍ كان لي هاهنا، أردْتُ أنْ أجمَعَه فأذهَبَ به، فاستأذَنْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأذِنَ لي أنْ أقولَ ما شِئتُ، فأخْفِ عنِّي ثلاثًا، ثُم اذكُرْ ما بَدَا لكَ، قال: فجمَعَتِ امرأتُه ما كان عندَها من حُليٍّ ومَتاعٍ، فجمَعَتْه فدفَعَتْه إليه، ثُم انشَمرَ به، فلمَّا كان بعدَ ثلاثٍ أتى العبَّاسُ امرأةَ الحجَّاجِ، فقال: ما فعَلَ زوجُكِ؟ فأخبَرَتْه أنَّه قد ذهَبَ يومَ كذا وكذا، وقالت: لا يَحزُنُكَ اللهُ يا أبا الفضْلِ، لقد شقَّ علينا الذي بلَغَكَ، قال: أجَلْ، لا يَحزُنِّي اللهُ، ولم يكُنْ بحمدِ اللهِ إلَّا ما أحبَبْنا: فتَحَ اللهُ خَيبَرَ على رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجرَتْ فيها سِهامُ اللهِ، واصْطَفى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَفيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ لنفْسِه، فإنْ كانت لكِ حاجةٌ في زوجِكِ فالْحَقي به، قالت: أظُنُّكَ واللهِ صادقًا، قال: فإنِّي صادقٌ، الأمرُ على ما أخبَرْتُكِ، فذهَبَ حتى أتى مجالِسَ قُرَيشٍ وهم يقولونَ إذا مرَّ بهم: لا يُصيبُكَ إلَّا خَيرٌ يا أبا الفضْلِ، قال لهم: لم يُصِبْني إلَّا خَيرٌ بحمدِ اللهِ، قد أخبَرَني الحجَّاجُ بنُ عِلاطٍ: أنَّ خَيبَرَ قد فتَحَها اللهُ على رسولِه، وجرَتْ فيها سِهامُ اللهِ، واصْطَفى صَفيَّةَ لنفْسِه، وقد سأَلني أنْ أُخْفيَ عليه ثلاثًا، وإنَّما جاءَ ليأخُذَ مالَه، وما كان له من شيءٍ هاهنا، ثُم يذهَبُ، قال: فردَّ اللهُ الكآبةَ التي كانت بالمُسلِمينَ على المُشرِكينَ، وخرَجَ المُسلِمونَ، ومَن كان دخَلَ بيتَه مُكتئِبًا حتى أتَوُا العبَّاسَ، فأخبَرَهمُ الخَبرَ، فسُرَّ المُسلِمونَ، وردَّ ما كان من كآبةٍ، أو غيظٍ، أو حُزنٍ على المُشرِكينَ.  
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12409 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

20 - قال: زوَّجَني أبي امرأةً مِن قُرَيشٍ، فلمَّا دخَلَتْ علَيَّ جعَلْتُ لا أنْحاشُ لها؛ ممَّا بي مِن القوَّةِ على العِبادةِ، مِن الصَّومِ والصَّلاةِ، فجاء عمرُو بنُ العاصِ إلى كَنَّتِه، حتى دخَلَ عليها، فقال لها: كيف وجَدْتِ بعْلَكِ؟ قالت: خيْرَ الرِّجالِ -أوْ كَخيْرِ البُعولةِ مِن رجُلٍ-؛ لم يُفتِّشْ لنا كَنَفًا، ولم يَعرِفْ لنا فِراشًا، فأقبَلَ علَيَّ، فعَذَمني وعضَّني بلِسانِه، فقال: أنْكحْتُكَ امرأةً من قُريشٍ ذاتَ حسَبٍ، فعضَلْتَها، وفعلْتَ، وفعلْتَ! ثُمَّ انطلَقَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فشَكاني، فأرسَلَ إليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُه، فقال لي: أتصومُ النَّهارَ؟ قُلْتُ: نعمْ، قال: وتقومُ اللَّيلَ؟ قُلْتُ: نعمْ، قال: لكِنِّي أصومُ وأُفطِرُ، وأُصلِّي وأنامُ، وأَمَسُّ النِّساءَ، فمَنْ رغِبَ عن سُنَّتي فليس منِّي. قال: اقْرَأِ القرآنَ في كلِّ شهرٍ، قُلْتُ: إنِّي أجِدُني أقوَى مِن ذلك، قال: فاقرَأْه في كلِّ عشَرةِ أيَّامٍ، قُلْتُ: إنِّي أجِدُني أقوَى مِن ذلك، -قال أحدُهما؛ إمَّا حُصَينٌ وإمَّا مُغيرةُ قال: فاقرَأْه في كلِّ ثلاثٍ- قال: ثُمَّ قال: صُمْ في كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ، قُلْتُ: إنِّي أقوَى مِن ذلك، قال: فلم يزَلْ يرفَعُني حتى قال: صُمْ يومًا وأفطِرْ يومًا؛ فإنَّه أفضلُ الصِّيامِ، وهو صيامُ أخي داوُدَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال حُصَينٌ في حديثِه: ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فإنَّ لِكلِّ عابدٍ شِرَّةً، ولِكلِّ شِرَّةٍ فَترَةٌ، فإمَّا إلى سُنَّةٍ، وإمَّا إلى بدعةٍ، فمَن كانتْ فَترتُه إلى سُنَّةٍ، فقدِ اهْتَدَى، ومَن كانتْ فَترتُه إلى غيرِ ذلك فقد هلَك. قال مجاهدٌ: فكان عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو حيثُ ضعُف وكبِر يصومُ الأيَّامَ كذلك، يصِلُ بعضَها إلى بعضٍ؛ لِيتقوَّى بذلك، ثُمَّ يُفطِرُ بعدَ تلك الأيَّامِ، قال: وكان يَقْرَأُ في كلِّ حِزْبِه كذلك، يَزيدُ أحيانًا، ويَنقُصُ أحيانًا، غيرَ أنَّه يُوَفِّي العَددَ؛ إمَّا في سَبعٍ، وإمَّا في ثلاثٍ، قال: ثُمَّ كان يقولُ بعدَ ذلك: لأَنْ أكونَ قبِلتُ رُخصةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحَبُّ إليَّ ممَّا عُدِلَ به -أو عدَل- لكنِّي فارَقْتُه على أمْرٍ أكرَهُ أنْ أُخالِفَه إلى غيرِه.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 6477 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

21 - أنَّ جيشًا مِن الأنصارِ كانوا بأرضِ فارسَ مع أميرِهم، وكان عُمَرُ يُعقِبُ الجيوشَ في كلِّ عامٍ، فشُغِل عنهم عُمَرُ، فلمَّا مَرَّ الأجَلُ قَفَلَ أهلُ ذلك الثَّغْرِ، فاشتَدَّ عليهم وتواعَدَهم وهم أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: يا عُمَرُ، إنَّك غفَلتَ عنَّا، وترَكتَ فينا الذي أمَرَ به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن إعقابِ بعضِ الغَزِيَّةِ بعضًا.
الراوي : عبدالله بن كعب بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 2960 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

22 - لمَّا أعْطى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما أعْطى من تلك العَطايا في قُرَيشٍ وقَبائِلِ العَرَبِ، ولم يكُنْ في الأنْصارِ منها شَيءٌ، وَجَدَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ في أنْفُسِهم؛ حتى كَثُرَت فيهم القالةُ؛ حتى قال قائِلُهم: لَقِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَومَه، فدَخَلَ عليه سعدُ بنُ عُبادةَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا الحَيَّ قد وَجَدوا عليكَ في أنْفُسِهم؛ لِمَا صَنَعتَ في هذا الفَيءِ الَّذي أَصَبتَ؛ قَسَمتَ في قَومِك، وأعْطَيتَ عَطايا عِظامًا في قَبائِلِ العَرَبِ، ولم يَكُ في هذا الحَيِّ من الأنْصارِ شَيءٌ، قال: فأين أنتَ من ذلك يا سَعدُ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، ما أنا إلَّا امرُؤٌ من قَومي، وما أنا؟! قال: فاجْمَعْ لي قَومَك في هذه الحَظيرةِ، قال: فخَرَجَ سَعدٌ، فجَمَعَ الأنْصارَ في تلك الحَظيرةِ، قال: فجاءَ رِجالٌ من المُهاجِرينَ، فتَرَكَهم فدَخَلوا، وجاءَ آخَرون، فرَدَّهم، فلمَّا اجتَمَعوا أتاهُ سَعدٌ، فقال: قد اجتَمَعَ لكَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ، قال: فأَتاهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَمِدَ اللهَ وأثْنى عليه بالَّذي هو له أهْلٌ، ثُمَّ قال: يا مَعشَرَ الأنْصارِ، ما قالَةٌ بَلَغَتْني عنكم، وجِدَةٌ وَجَدتُموها في أنْفُسِكم؟! أَلَمْ آتِكم ضُلَّالًا فهَداكمُ اللهُ؟ وعالةً فأغْناكمُ اللهُ؟ وأعداءً فألَّفَ اللهُ بيْنَ قُلوبِكم؟ قالوا: بَلِ اللهُ ورسولُه أمَنُّ وأفضَلُ، قال: ألَا تُجيبونَني، يا مَعشَرَ الأنْصارِ؟ قالوا: وبماذا نُجيبُكَ يا رسولَ اللهِ؟ وللهِ ولرسولِه المَنُّ والفَضْلُ، قال: أمَا واللهِ لو شِئتُم لَقُلتُم، فلَصَدَقتُم وصُدِّقتُم، أَتَيتَنا مُكذَّبًا فصَدَّقْناك، ومَخذولًا فنَصَرْناك، وطَريدًا فآوَيْناك، وعائِلًا فآسَيْناك، أوَجَدتُم في أنْفُسِكم يا مَعشَرَ الأنْصارِ، في لُعاعةٍ من الدُّنيا، تَألَّفتُ بها قَومًا لِيُسلِموا، ووَكَلتُكم إلى إسْلامِكم، أفَلا تَرضَوْنَ يا مَعشَرَ الأنْصارِ، أنْ يَذهَبَ النَّاسُ بالشَّاةِ والبَعيرِ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ في رِحالِكم؟ فوالَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه، لولا الهِجْرةُ لَكُنتُ امرَأً من الأنْصارِ، ولو سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وسَلَكَتِ الأنْصارُ شِعْبًا، لَسَلَكتُ شِعْبَ الأنْصارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأنْصارَ، وأبْناءَ الأنْصارِ، وأبْناءَ أبْناءِ الأنْصارِ! قال: فبَكى القَومُ، حتى أخْضَلوا لِحاهُم، وقالوا: رَضِينا برسولِ اللهِ قَسْمًا وحَظًّا، ثُمَّ انصَرَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَفَرَّقوا.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11730 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

23 - عن رِبْعيِّ بنِ حِراشٍ، عن الطُّفَيلِ أخي عائشةَ لأُمِّها، أنَّ يَهوديًّا رَأى في مَنامِهِ، فذَكَرَ الحَديثَ. [أي حَديثَ: أنَّه رأى فيما يَرى النَّائِمُ، كأنَّه مرَّ برَهطٍ من اليَهودِ، فقال: مَن أنتُم؟ قالوا: نحنُ اليَهودُ، قال: إنَّكم أنتُمُ القَومُ، لولا أنَّكم تَزعُمونَ أنَّ عُزَيرًا ابنُ اللهِ. فقالتِ اليَهودُ: وأنتُمُ القَومُ لولا أنَّكم تَقولون ما شاءَ اللهُ، وشاءَ مُحمَّدٌ. ثم مرَّ برَهطٍ من النَّصارى، فقال: مَن أنتُم؟ قالوا: نحن النَّصارى، فقال: إنَّكم أنتُمُ القَومُ، لولا أنَّكم تَقولون المسيحُ ابنُ اللهِ، قالوا: وأنتُمُ القَومُ...]
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23382 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

24 - أنَّ أباهُ، طَلْقَ بنَ علِيٍّ، أتانا في رمضانَ، وكان عِندَنا حتى أمسى، فصلَّى بنا القيامَ في رمضانَ، وأوتَرَ بنا، ثم انحدَرَ إلى مَسجِدِ رَيمانَ، فصلَّى بهم حتى بَقيَ الوِترُ، فقدَّمَ رَجُلًا فأوتَرَ بهم، وقال: سمِعتُ نَبيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: لا وِترانِ في لَيلةٍ.
الراوي : طلق بن علي الحنفي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16296 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

25 - لمَّا أعطى رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - ما أعطى مِن تلك العطايا في قُرَيشٍ، وفي قبائلِ العرَبِ، ولم يكُنْ في الأنصارِ منها شيءٌ، وجَد هذا الحيُّ مِن الأنصارِ في أنفسِهم حتى كثُرتْ فيهم القالَةُ، حتى قال قائلُهم: لَقِي واللهِ رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - قومَهُ، فدخَل عليه سعدُ بنُ عُبادةَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا الحيَّ مِن الأنصارِ قد وجَدوا عليك في أنفسِهم لِمَا صنَعْتَ في هذا الفَيْءِ الذي أصَبْتَ، قسَمْتَ في قومِك، وأعطَيْتَ عطايَا عِظامًا في قبائلِ العرَبِ، ولم يكُنْ في هذا الحيِّ مِن الأنصارِ منها شيءٌ، قال: فأين أنتَ مِن ذلك يا سعدُ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، ما أنا إلا مِن قَوْمي، قال: فاجمَعْ لي قومَك في هذه الحظيرةِ، قال: فجاء رجالٌ مِن المهاجِرِينَ، فترَكهم فدخَلوا، وجاء آخَرون فرَدَّهم، فلمَّا اجتمَعوا أتى سعدٌ، فقال: قد اجتمَع لك هذا الحيُّ مِن الأنصارِ، فأتاهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فحَمِد اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُهُ، ثم قال: يا مَعشَرَ الأنصارِ، ما قالَةٌ بلَغَتْني عنكم، وجِدَةٌ وجَدْتُموها في أنفسِكم؟ ألم آتِكم ضُلَّالًا فهداكم اللهُ بي، وعالةً فأغناكم اللهُ بي، وأعداءً فألَّف اللهُ بين قلوبِكم؟ قالوا: اللهُ ورسولُهُ أمَنُّ وأفضَلُ، ثم قال: ألَا تُجِيبوني يا مَعشَرَ الأنصارِ؟ قالوا: بماذا نُجِيبُك يا رسولَ اللهِ؟ للهِ ولرسولِهِ المَنُّ والفضلُ، قال: أمَا واللهِ لو شِئْتُم لقُلْتُم، فلَصدَقْتُم ولَصُدِّقْتُم: أتَيْتَنا مكذَّبًا فصدَّقْناك، ومخذولًا فنصَرْناك، وطريدًا فآوَيْناك، وعائلًا فآسَيْناك، أوجَدْتُم عليَّ يا مَعشَرَ الأنصارِ في أنفسِكم في لُعَاعةٍ مِن الدُّنيا، تألَّفْتُ بها قومًا ليُسلِموا، ووكَلْتُكم إلى إسلامِكم؟ ألَا تَرضَوْنَ يا مَعشَرَ الأنصارِ أن يَذهَبَ الناسُ بالشاءِ والبعيرِ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ إلى رحالِكم؟! فوالذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ، لَمَا تنقلِبون به خيرٌ ممَّا ينقلِبون به، ولولا الهجرةُ لكنتُ امرأً مِن الأنصارِ، ولو سلَك الناسُ شِعْبًا وواديًا، وسلَكتِ الأنصارُ شِعْبًا وواديًا، لسلَكْتُ شِعْبَ الأنصارِ وواديَها، الأنصارُ شِعارٌ، والناسُ دِثارٌ، اللهمَّ ارحَمِ الأنصارَ، وأبناءَ الأنصارِ، وأبناءَ أبناءِ الأنصارِ، قال: فبكى القومُ حتى أخضَلُوا لِحاهم، وقالوا: رَضِينا برسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - قِسْمًا وحظًّا، ثم انصرَف رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - وتفرَّقوا.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج زاد المعاد
الصفحة أو الرقم : 3/416 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

26 - حدَّثنا بشيرُ بنُ الخَصاصِيَةِ - وكان اسمُه في الجاهليَّةِ زَحْمُ بنُ معبدٍ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما اسمُك؟ ) قال: زَحْمٌ قال: ( أنتَ بشيرٌ، فكان اسمَه - بينما أنا أمشي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( يا ابنَ الخَصاصيةِ ما أصبَحْتَ تنقِمُ على اللهِ ؟ ) قُلْتُ: ما أصبَحْتُ أنقِمُ على اللهِ شيئًا، كلُّ خيرٍ فعَل اللهُ بي فأتى على قبورِ المشركينَ فقال: ( سبق هؤلاء خيرًا كثيرًا ) - ثلاثَ مرَّاتٍ - ثمَّ أتى على قبورِ المسلمينَ فقال: ( أدرَك هؤلاء خيرًا كثيرًا ) - ثلاثَ مرَّاتٍ - فبينما هو يمشي إذ حانت منه نظرةٌ فإذا هو برجلٍ يمشي بين القبورِ وعليه نَعلانِ فناداه: ( يا صاحبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ ألقِ سِبْتِيَّتَيْكَ ) فنظَر فلمَّا عرَف الرَّجلُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خلَع نعليهِ فرمى بهما قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ مهديٍّ: كُنْتُ أكونُ مع عبدِ اللهِ بنِ عثمانَ في الجنائزِ فلمَّا بلَغ المقابرَ حدَّثْتُه بهذا الحديثِ فقال: حديثٌ جيِّدٌ ورجلٌ ثقةٌ ثمَّ خلَع نعليهِ فمشى بينَ القبورِ
الراوي : بشير بن معبد بن الخصاصية | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3170 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

27 - لمَّا أمَرَ عُثمانُ رضيَ اللهُ عنه في المصاحِفِ بما أمَرَ به، قامَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ خَطيبًا، فقال: أتأمُروني أنْ أقرَأَ القُرآنَ على قراءةِ زَيدِ بنِ ثابتٍ، فوالذي نفْسي بيَدِه لقد أخَذْتُ من في رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِضعًا وسَبعينَ سورةً، وزَيدُ بنُ ثابتٍ عند ذلك يَلعَبُ مع الغِلمانِ. ثُم استَحْيى ممَّا قال، فقال: وما أنا بخَيرِهم. ثُم نزَلَ، قال شَقيقٌ: فقَعدْتُ في الحِلَقِ فيها أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وغيرُهم، فما سمِعْتُ أحَدًا ردَّ ما قال.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم : 5595 | خلاصة حكم المحدث :  إسناده صحيح على شرط مسلم. | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

28 - مَرَّ بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونحن نُصلِحُ خُصًّا لنا، فقال: ما هذا؟ قُلْنا: خُصًّا لنا وَهَى فنحن نُصْلِحُه، قال: فقال: أمَا إنَّ الأمْرَ أعجَلُ مِن ذلك.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 6502 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

29 - قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه حينَ أرادوا دخولَ مكَّةَ في عمرتِه بعدَ الحُديبيةِ: ( إنَّ قومَكم غدًا سيرَوْنَكم فلْيَروُنَّكم جُلَداءَ ) فلمَّا دخَلوا المسجدَ استلَموا الرُّكنَ ثمَّ رمَلوا والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم معهم حتَّى إذا بلَغوا الرُّكنَ مشَوْا إلى الرُّكنِ الأسودِ ثمَّ رمَلوا حتَّى بلَغوا الرُّكنَ فعَل ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ مشى الأربعَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3814 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الصحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

30 - بيْنا أنا أَقودُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نَقْبٍ مِن تلك النِّقابِ، إذْ قال لي: يا عُقْبَ، ألَا تَركَبُ؟ قال: فأَجلَلْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أَركَبَ مَركَبَه، ثمَّ قال: يا عُقْبَ، ألَا تَركَبُ؟ قال: فأَشفَقْتُ أنْ تَكونَ مَعصيةً، قال: فنزَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَكِبتُ هُنَيَّةً، ثمَّ رَكِبَ، ثمَّ قال: يا عُقْبَ، ألَا أُعَلِّمُك سورتَينِ مِن خَيرِ سورتَينِ قرَأَ بهما الناسُ؟ قال: قلْتُ: بلى يا رسولَ اللهِ. قال: فأَقْرأَني: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. ثمَّ أُقيمَتِ الصلاةُ، فتقَدَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقرَأَ بهما، ثمَّ مَرَّ بي، قال: كيف رأيْتَ يا عُقْبَ؟ اقرَأْ بهما كلَّما نِمْتَ وكلَّما قُمْتَ.
الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17296 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة
 

91 - دخَلْنا على جابرِ بنِ عبدِ اللهِ فسأَل عن القومِ حتَّى انتهى إليَّ فقُلْتُ: أنا محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ فأهوى بيدِه إلى رأسي فنزَع زِرِّي الأعلى ثمَّ نزَع زِرِّي الأسفلَ ثمَّ وضَع كفَّه بينَ ثدييَّ وأنا غلامٌ يومَئذٍ شابٌّ فقال: مرحبًا يا ابنَ أخي سَلْ عمَّا شِئْتَ فسأَلْتُه وهو أعمى وجاء وقتُ الصَّلاةِ فقام في نِسَاجةٍ ملتحف بها كلَّما وضَعها على مَنكِبيه رجَع طرَفاها إليه مِن صِغَرِها ورداؤُه إلى جنبِه على المِشجَبِ فصلَّى بنا فقُلْتُ: أخبِرْني عن حجَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال بيدِه وعقَد تسعًا وقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مكَث تسعَ سنينَ لم يحُجَّ ثمَّ أذَّن في النَّاسِ في العاشرِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حاجٌّ فقدِم المدينةَ بشَرٌ كثيرٌ كلُّهم يلتمِسُ أنْ يأتَمَّ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويعمَلَ مِثلَ عملِه فخرَجْنا معه حتَّى أتَيْنا ذا الحُليفةِ فولَدَتْ أسماءُ بنتُ عُميسٍ محمَّدَ بنَ أبي بكرٍ فأرسَلَتْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كيف أصنَعُ ؟ فقال: ( اغتسلي واستَثْفِري بثوبٍ وأحرِمي ) فصلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجدِ ثمَّ ركِب القصواءَ حتَّى إذا استَوَت به ناقتُه على البيداءِ نظَرْتُ إلى مَدِّ بصري بينَ يديه مِن راكبٍ وماشي، وعن يمينِه مثلُ ذلك، وعن يسارِه مثلُ ذلك، ومِن خلفِه مثلُ ذلك ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بينَ أظهُرِنا وعليه ينزِلُ القرآنُ وهو يعرِفُ تأويلَه وما عمِل به مِن شيءٍ عمِلْنا به فأهَلَّ بالتَّوحيدِ: ( لبَّيْكَ اللَّهمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريكَ لك لبَّيْكَ إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والمُلكَ لا شريكَ لك ) وأهَلَّ النَّاسُ بهذا الَّذي يُهِلُّونَ به فلم يرُدَّ عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منه شيئًا ولزِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلبيتَه قال جابرٌ: لسنا ننوي إلَّا الحجَّ لسنا نعرِفُ العمرةَ حتَّى أتَيْنا البيتَ معه، استَلَم الرُّكنَ فرمَل ثلاثًا ومشى أربعًا ثمَّ تقدَّم إلى مقامِ إبراهيمَ فقرَأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] فجعَل المقامَ بينَه وبينَ البيتِ فكان أبي يقولُ: - ولا أعلَمُه ذكَره [ إلَّا عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ] - إنَّه كان يقرَأُ في الرَّكعتينِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] ثمَّ رجَع إلى الرُّكنِ فاستلَمه ثمَّ خرَج مِن البابِ إلى الصَّفا فلمَّا دنا مِن الصَّفا قرَأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] ( أبدَأُ بما بدَأ اللهُ به ) فبدَأ بالصَّفا فرقِي عليه حتَّى رأى البيتَ فاستقبَل القِبلةَ ووحَّد اللهَ وكبَّره وقال: ( لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه نجَز وعدَه ونصَر عبدَه وهزَم الأحزابَ وحدَه ) ثمَّ دعا بينَ ذلك، قال مِثْلَ هذا ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ نزَل إلى المروةِ، حتَّى انصبَّت قدماه إلى بطنِ الوادي، سعى، حتَّى إذا صعِد مشى، حتَّى أتى المروةَ ففعَل على المروةِ كما فعَل على الصَّفا حتَّى إذا كان آخِرُ طوافٍ على المروةِ قال: ( لو أنِّي استقبَلْتُ مِن أمري ما استدبَرْتُ لم أسُقِ الهَديَ وجعَلْتُها عمرةً فمَن كان منكم ليس معه هَديٌ فلْيحِلَّ ولْيجعَلْها عمرةً ) فقام سُراقةُ بنُ جُعشُمٍ فقال: يا رسولَ اللهِ ألعامِنا هذا أم للأبدِ ؟ قال: فشبَّك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصابعَه واحدةً في الأخرى وقال: ( دخَلتِ العمرةُ في الحجِّ ( مرَّتينِ ) لا بل لأبدِ الأبدِ لا بل لأبدِ الأبدِ ) وقدِم عليٌّ مِن اليمنِ ببُدْنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوجَد فاطمةَ ممَّن قد حلَّ ولبِسَت ثيابَ صِبغٍ واكتحَلَت فأنكَر ذلك عليها فقالت: أبي أمَرني بهذا قال: فكان عليٌّ يقولُ بالعراقِ: فذهَبْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُحرِّشًا على فاطمةَ للَّذي صنَعَتْ وأخبَرْتُه أنِّي أنكَرْتُ ذلك عليها فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( صدَقَتْ، ما قُلْتَ حينَ فرَضْتَ الحجَّ ؟ ) قال: قُلْتُ: اللَّهمَّ إنِّي أُهِلُّ بما أهَلَّ به رسولُك قال: ( فإنَّ معي الهَديَ فلا تحِلَّ ) قال: فكان جماعةُ الهَديِ الَّذي قدِم به عليٌّ مِن اليَمنِ والَّذي أتى به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مئةً قال: فحلَّ النَّاسُ كلُّهم وقصَّروا إلَّا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومَن كان معه هَديٌ فلمَّا كان يومُ التَّرويةِ توجَّهوا إلى منًى فأهَلُّوا بالحجِّ، ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى بها الظُّهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والصُّبحَ ثمَّ مكَث قليلًا حتَّى طلَعتِ الشَّمسُ وأمَر بقبَّةٍ مِن شَعَرٍ فضُرِبت له بنَمِرةَ، فسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تشُكُّ قريشٌ إلَّا أنَّه واقفٌ عندَ المشعَرِ الحرامِ كما كانت قريشٌ تصنَعُ في الجاهليَّةِ فأجاز رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى أتى عرفةَ فوجَد القُبَّةَ قد ضُرِبت له بنَمِرةَ فنزَل بها حتَّى إذا زاغتِ الشَّمسُ أمَر بالقصواءِ فرُحِلت له فأتى بطنَ الوادي يخطُبُ النَّاسَ ثمَّ قال: ( إنَّ دماءَكم وأموالَكم حرامٌ عليكم كحُرمةِ يومِكم هذا في شهرِكم هذا في بلدِكم هذا ألَا كلُّ شيءٍ مِن أمرِ الجاهليَّةِ تحتَ قدَميَّ موضوعٌ ودماءُ الجاهليَّةِ موضوعةٌ وإنَّ أوَّلَ دمٍ أضَعُ مِن دمائِنا دمُ ابنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ وكان مسترضَعًا في بني ليثٍ فقتَلَتْه هُذيلٌ، وربا الجاهليَّةِ موضوعٌ وأوَّلُ ربًا أضَعُ ربا العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ فإنَّه موضوعٌ كلُّه فاتَّقوا اللهَ في النِّساءِ فإنَّكم أخَذْتُموهنَّ بأمانِ اللهِ واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ ولكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرشَكم أحدًا تكرَهونَه فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبرِّحٍ ولهنَّ عليكم رزقُهنَّ وكسوتُهنَّ بالمعروفِ وقد ترَكْتُ فيكم ما لنْ تضِلُّوا بعدَه إنِ اعتصَمْتُم به: كتابَ اللهِ، وأنتم تُسأَلونَ عنِّي فما أنتم قائلونَ ؟ ) قالوا: نشهَدُ أنْ قد بلَّغْتَ وأدَّيْتَ ونصَحْتَ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأُصبُعِه السَّبَّابةِ يرفَعُها إلى السَّماءِ وينكُتُها إلى النَّاسِ: ( اللَّهمَّ اشهَدْ ) - ثلاثَ مرَّاتٍ - ثمَّ أذَّن ثمَّ أقام فصلَّى الظُّهرَ ثمَّ أقام فصلَّى العصرَ ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا ثمَّ ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى أتى الموقفَ فجعَل باطنَ ناقتِه القصواءِ إلى الصَّخَراتِ وجعَل حبلَ المُشاةِ بينَ يديه فاستقبَل القِبلةَ فلم يزَلْ واقفًا حتَّى غرَبتِ الشَّمسُ وذهَبتِ الصُّفرةُ قليلًا وغاب القرصُ أردَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أسامةَ خلْفَه ودفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقد شنَق للقصواءِ الزِّمامَ حتَّى إنَّ رأسَها لَيُصيبُ مَورِكَ رَحلِه ويقولُ بيدِه اليُمنى: ( أيُّها النَّاسُ السَّكينةَ السَّكينةَ ) كلَّما أتى حبلًا مِن الحبالِ أرخى لها قليلًا حتَّى تصعَدَ حتى أتى المزدَلِفةَ فصلَّى بها المغربَ والعشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ ولم يُسبِّحْ بينهما شيئًا ثم اضطجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى طلَع الفجرُ فصلَّى الفجرَ حتَّى تبيَّن له الصُّبحُ بأذانٍ وإقامةٍ ثمَّ ركِب القصواءَ حتَّى أتى المشعَرَ الحرامَ فاستقبَل القِبلةَ فدعاه وكبَّره وهلَّله ووحَّده فلم يزَلْ واقفًا حتَّى أسفَر جدًّا، دفَع قبْلَ أنْ تطلُعَ الشَّمسُ وأردَف الفضلَ بنَ العبَّاسِ وكان رجُلًا حسَنَ الشَّعرِ أبيضَ وسيمًا فلمَّا دفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّت ظُعُنٌ يجرينَ فطفِق الفضلُ ينظُرُ إليهنَّ فوضَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه على وجهِ الفضلِ فحوَّل الفضلُ وجهَه مِن الشِّقِّ الآخَرِ فحوَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه إلى الشِّقِّ الآخَرِ على وجهِ الفضلِ فصرَف وجهَه مِن الشِّقِّ الآخَرِ حتَّى أتى محسِّرًا فحرَّك قليلًا ثمَّ سلَك الطَّريقَ الوسطى الَّتي تخرُجُ إلى الجمرةِ الكبرى حتَّى أتى الجمرةَ فرماها بسبعِ حصَياتٍ يُكبِّرُ مع كلِّ حصاةٍ منها، مثلِ حصا الخَذْفِ، رمى مِن بطنِ الوادي ثمَّ انصرَف إلى المنحَرِ فنحَر ثلاثًا وستِّينَ بيدِه ثمَّ أعطى عليًّا رضوانُ اللهِ عليه فنحَر ما غبَر منها وأشرَكه في هَديِه وأمَر مِن كلِّ بدَنةٍ ببَضعةٍ فجُعِلت في قِدرٍ فطُبِخت فأكَلا مِن لحمِها وشرِبا مِن مرَقِها ثمَّ ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأفاض إلى البيتِ فصلَّى بمكَّةَ الظُّهرَ فأتى بني عبدِ المطَّلبِ يستَقُون على زمزمَ فقال: ( انزِعوا يا بني عبدِ المطَّلبِ فلولا أنْ يغلِبَكم النَّاسُ على سقايتِكم لنزَعْتُ معكم ) فناوَلوه دلوًا فشرِب منه
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3944 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

92 - والَّذي نفسي بيدِه لولا أنْ أشُقَّ على المسلِمين ما قعَدْتُ خَلفَ سَريَّةٍ تغزو في سبيلِ اللهِ أبدًا ولكنْ لا أجِدُ سَعةً فأحمِلُهم ولا يجِدون سَعةً فيخرُجون ويشُقُّ عليهم أنْ يتخلَّفوا بعدي والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه لَودِدْتُ أنِّي أغزو في سبيلِ اللهِ فأُقتَلُ ثمَّ أحيا فأُقتَلُ ) قال ذلك ثلاثًا
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4737 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | شرح حديث مشابه

93 - أنَّ عمرَو بنَ العاصِ كان على سَريَّةٍ وأنَّه أصابهم بَردٌ شديدٌ لم يرَوْا مثلَه فخرَج لصلاةِ الصُّبحِ قال: واللهِ لقد احتلَمْتُ البارحةَ فغسَل مغابنَه وتوضَّأ وضوءَه للصَّلاةِ ثمَّ صلَّى بهم فلمَّا قدِم على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه فقال: ( كيف وجَدْتُم عَمرًا وأصحابَه ) ؟ فأثنَوْا عليه خيرًا وقالوا: يا رسولَ اللهِ صلَّى بنا وهو جُنبٌ فأرسَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى عمرٍو فسأَله فأخبَره بذلك وبالَّذي لقي مِن البردِ وقال: يا رسولَ اللهِ: إنَّ اللهَ قال: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء: 29] [ ولو اغتسَلْتُ مِتُّ، فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى عمرٍو
الراوي : أبو قيس مولى عمرو بن العاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1315 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | شرح حديث مشابه

94 - كان مُعاذٌ يُصلِّي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ يرجِعُ إلى قومِه فيُصلِّي بهم فأخَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّلاةَ ذاتَ ليلةٍ فرجَع مُعاذٌ فأمَّهم فقرَأ بسُورةِ البقرةِ فلمَّا رأى ذلكَ رجُلٌ مِن القومِ انحرَف إلى ناحيةِ المسجِدِ فصلَّى وحدَه فقالوا : نافَقْتُ قال : لا ولَآتِيَنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَأُخبِرَنَّه فأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : إنَّ مُعاذًا يُصلِّي معكَ ثمَّ يرجِعُ فيؤُمُّنا وإنَّكَ أخَّرْتَ الصَّلاةَ البارحةَ فجاء فأمَّنا فقرَأ بسُورةِ البقرةِ وإنِّي تأخَّرْتُ عنه فصلَّيْتُ وحدي يا رسولَ اللهِ وإنَّا نحنُ أصحابُ نواضِحَ وإنَّا نعمَلُ بأيدينا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا مُعاذُ أفتَّانٌ أنتَ ؟ اقرَأْ بهم سُورةَ : { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى } و{ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ }
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1840 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

95 - لَمَّا قَدِمَ أبو الحَيْسَرِ أنَسُ بنُ رافِعٍ مكَّةَ، ومعه فِتيةٌ مِن بَني عَبدِ الأشْهَلِ فيهم إياسُ بنُ مُعاذٍ يَلتَمِسونَ الحِلْفَ مِن قُرَيشٍ على قَومِهم مِن الخَزْرَجِ، سَمِعَ بهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فأتاهم فجَلَسَ إليهم، فقال لهم: هل لكُم إلى خَيرٍ ممَّا جِئْتُم له؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: أنا رسولُ اللهِ، بَعَثَني إلى العِبادِ أدْعوهُم إلى أنْ يَعبُدوا اللهَ لا يُشرِكوا به شَيئًا، وأُنزِلَ عليَّ كِتابٌ، ثُمَّ ذَكَرَ الإسلامَ، وتَلا عليهم القُرآنَ، فقال إياسُ بنُ مُعاذٍ، وكان غُلامًا حَدَثًا: أيْ قَومِ، هذا -واللهِ- خَيرٌ ممَّا جِئتُم له، قال: فأخَذَ أبو حَيْسَرٍ أنَسُ بنُ رافِعٍ حَفْنةً مِن البَطْحاءِ فضَرَبَ بها في وجْهِ إياسِ بنِ مُعاذٍ، وقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ عنهم، وانصَرَفوا إلى المَدينةِ، فكانَتْ وقْعةُ بُعاثٍ بَينَ الأوْسِ والخَزْرَجِ، قال: ثُمَّ لم يَلبَثْ إياسُ بنُ مُعاذٍ أنْ هَلَكَ. قال مَحمودُ بنُ لَبيدٍ: فأخْبَرَني مَن حَضَرَه مِن قَومي عِندَ مَوتِهِ أنَّهم لم يَزالوا يَسْمَعونه يُهَلِّل اللهَ ويُكَبِّرُه ويَحمَدُه ويُسَبِّحُه حتى ماتَ، فما كانوا يَشُكُّون أنْ قد ماتَ مُسلِمًا، لقد كان استَشْعَرَ الإسلامَ في ذلك المجلِسَ حينَ سَمِعَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ما سَمِعَ.
الراوي : محمود بن لبيد الأنصاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23619 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (23619) واللفظ له، والطبراني (1/276) (808)، والحاكم (4831) | شرح حديث مشابه

96 - لمَّا افتَتحَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيبَرَ قال الحجَّاجُ بنُ عِلاطٍ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي بمكَّةَ مالًا، وإنَّ لي بها أهلًا، وإنِّي أُريدُ أنْ آتيَهم، فأنا في حِلٍّ إنْ أنا نِلْتُ منكَ، أو قُلتُ شيئًا؟ فأذِنَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يقولَ ما شاءَ، فأَتى امرأتَه حين قدِمَ فقال: اجمَعي لي ما كان عندَكِ، فإنِّي أُريدُ أنْ أشتَريَ من غَنائمِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأصحابِه، فإنَّهم قدِ استُبيحوا وأُصيبَتْ أموالُهم، قال: ففَشا ذلك بمكَّةَ، فانقَمعَ المُسلِمونَ، وأظهَرَ المُشرِكونَ فرحًا وسُرورًا، قال: وبلَغَ الخَبرُ العبَّاسَ فعَقِرَ، وجعَلَ لا يستَطيعُ أنْ يقومَ، قال مَعمَرٌ: فأخْبَرني عُثْمانُ الجَزَريُّ، عن مِقسَمٍ قال: فأخَذَ ابنًا له يُقالُ له: قُثَمُ، فاسْتَلْقى فوضَعَه على صَدرِه وهو يقولُ: حِبِّي قُثَمْ... شَبِيهُ ذي الأنْفِ الأَشَمْ نَبِيِّ ذي النِّعَمْ... برَغْمِ مَن رَغِمْ. قال ثابتٌ: عن أَنَسٍ: ثُم أرسَلَ غُلامًا إلى الحجَّاجِ بنِ عِلاطٍ، ويْلَكَ ما جِئْتَ به، وماذا تقولُ؟ فما وعَدَ اللهُ خَيرٌ ممَّا جِئْتَ به، قال الحجَّاجُ بنُ عِلاطٍ لغُلامِه: اقرَأْ على أبي الفضْلِ السلامَ، وقُلْ له: فلْيُخْلِ لي في بعضِ بُيوتِه لآتيَه، فإنَّ الخَبرَ على ما يَسُرُّه، فجاءَ غُلامُه، فلمَّا بلَغَ بابَ الدارِ، قال: أبشِرْ يا أبا الفضْلِ، قال: فوثَبَ العبَّاسُ فرَحًا حتى قبَّلَ بين عيْنَيْه، فأَخبَرَه ما قال الحجَّاجُ، فأعتَقَه، ثُم جاءَه الحجَّاجُ، فأَخبَرَه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدِ افتَتحَ خَيبَرَ، وغنِمَ أموالَهم، وجرَتْ سِهامُ اللهِ عزَّ وجلَّ في أموالِهم، واصْطَفى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَفيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ فاتَّخذَها لنفْسِه، وخيَّرَها أنْ يُعتِقَها وتكونَ زوجتَه، أو تَلحَقَ بأهلِها، فاختارَتْ أنْ يُعتِقَها وتكونَ زوجتَه، ولكنِّي جِئْتُ لمالٍ كان لي هاهنا، أردْتُ أنْ أجمَعَه فأذهَبَ به، فاستأذَنْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأذِنَ لي أنْ أقولَ ما شِئتُ، فأخْفِ عنِّي ثلاثًا، ثُم اذكُرْ ما بَدَا لكَ، قال: فجمَعَتِ امرأتُه ما كان عندَها من حُليٍّ ومَتاعٍ، فجمَعَتْه فدفَعَتْه إليه، ثُم انشَمرَ به، فلمَّا كان بعدَ ثلاثٍ أتى العبَّاسُ امرأةَ الحجَّاجِ، فقال: ما فعَلَ زوجُكِ؟ فأخبَرَتْه أنَّه قد ذهَبَ يومَ كذا وكذا، وقالت: لا يَحزُنُكَ اللهُ يا أبا الفضْلِ، لقد شقَّ علينا الذي بلَغَكَ، قال: أجَلْ، لا يَحزُنِّي اللهُ، ولم يكُنْ بحمدِ اللهِ إلَّا ما أحبَبْنا: فتَحَ اللهُ خَيبَرَ على رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجرَتْ فيها سِهامُ اللهِ، واصْطَفى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَفيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ لنفْسِه، فإنْ كانت لكِ حاجةٌ في زوجِكِ فالْحَقي به، قالت: أظُنُّكَ واللهِ صادقًا، قال: فإنِّي صادقٌ، الأمرُ على ما أخبَرْتُكِ، فذهَبَ حتى أتى مجالِسَ قُرَيشٍ وهم يقولونَ إذا مرَّ بهم: لا يُصيبُكَ إلَّا خَيرٌ يا أبا الفضْلِ، قال لهم: لم يُصِبْني إلَّا خَيرٌ بحمدِ اللهِ، قد أخبَرَني الحجَّاجُ بنُ عِلاطٍ: أنَّ خَيبَرَ قد فتَحَها اللهُ على رسولِه، وجرَتْ فيها سِهامُ اللهِ، واصْطَفى صَفيَّةَ لنفْسِه، وقد سأَلني أنْ أُخْفيَ عليه ثلاثًا، وإنَّما جاءَ ليأخُذَ مالَه، وما كان له من شيءٍ هاهنا، ثُم يذهَبُ، قال: فردَّ اللهُ الكآبةَ التي كانت بالمُسلِمينَ على المُشرِكينَ، وخرَجَ المُسلِمونَ، ومَن كان دخَلَ بيتَه مُكتئِبًا حتى أتَوُا العبَّاسَ، فأخبَرَهمُ الخَبرَ، فسُرَّ المُسلِمونَ، وردَّ ما كان من كآبةٍ، أو غيظٍ، أو حُزنٍ على المُشرِكينَ.  
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12409 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (8646) بنحوه مختصراً، وأحمد (12409) واللفظ له | شرح الحديث

97 - خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامَ حُنينٍ فلمَّا التقَيْنا كانت للمسلمينَ جولةٌ قال: فرأَيْتُ رجلًا مِن المشركينَ قد علا رجلًا مِن المسلمينَ قال: فاستدبَرْتُ حتَّى أتَيْتُه مِن ورائِه فضرَبْتُه على حبلِ عاتقِه ضربةً فقطَعْتُ منه الدِّرعَ قال: فأقبَل عليَّ فضمَّني ضمَّةً وجَدْتُ منها ريحَ الموتِ ثمَّ أدرَكه الموتُ فأرسَلني فلحِقْتُ عمرَ بنَ الخطَّابِ فقُلْتُ له: ما بالُ النَّاسِ ؟ فقال: أمرُ اللهِ قال: ثمَّ إنَّ النَّاسَ قد رجَعوا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( مَن قتَل قتيلًا له عليه بيِّنةٌ فله سلَبُه ) قال أبو قتادةَ: فقُمْتُ ثمَّ قُلْتُ: مَن يشهَدُ لي ؟ ثمَّ جلَسْتُ، ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( مَن قتَل قتيلًا له عليه بيِّنةٌ فله سلَبُه ) فقُمْتُ ثمَّ قُلْتُ مَن يشهَدُ لي ؟ ثمَّ جلَسْتُ ثمَّ قال الثَّالثةَ فقُمْتُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما لك يا أبا قتادةَ ) فاقتصَصْتُ عليه القصَّةَ فقال رجلٌ مِن القومِ: صدَق يا رسولَ اللهِ وسلَبُ ذلك القتيلِ عندي فأَرْضِهِ منِّي فقال أبو بكرٍ: لاها اللهِ إذًا لا يعمِدُ إلى أَسَدٍ مِن أُسْدِ اللهِ يُقاتِلُ عن اللهِ وعن رسولِه فيُعطيك سلَبَه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فأعطِه إيَّاه ) فقال أبو قتادةَ فأعطانيه فبِعْتُ الدِّرعَ فابتَعْتُ منه مَخرَفًا في بني سلِمةَ فإنَّه لَأوَّلُ مالٍ تأثَّلْتُه في الإسلامِ
الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4805 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | شرح حديث مشابه

98 - قال: زوَّجَني أبي امرأةً مِن قُرَيشٍ، فلمَّا دخَلَتْ علَيَّ جعَلْتُ لا أنْحاشُ لها؛ ممَّا بي مِن القوَّةِ على العِبادةِ، مِن الصَّومِ والصَّلاةِ، فجاء عمرُو بنُ العاصِ إلى كَنَّتِه، حتى دخَلَ عليها، فقال لها: كيف وجَدْتِ بعْلَكِ؟ قالت: خيْرَ الرِّجالِ -أوْ كَخيْرِ البُعولةِ مِن رجُلٍ-؛ لم يُفتِّشْ لنا كَنَفًا، ولم يَعرِفْ لنا فِراشًا، فأقبَلَ علَيَّ، فعَذَمني وعضَّني بلِسانِه، فقال: أنْكحْتُكَ امرأةً من قُريشٍ ذاتَ حسَبٍ، فعضَلْتَها، وفعلْتَ، وفعلْتَ! ثُمَّ انطلَقَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فشَكاني، فأرسَلَ إليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُه، فقال لي: أتصومُ النَّهارَ؟ قُلْتُ: نعمْ، قال: وتقومُ اللَّيلَ؟ قُلْتُ: نعمْ، قال: لكِنِّي أصومُ وأُفطِرُ، وأُصلِّي وأنامُ، وأَمَسُّ النِّساءَ، فمَنْ رغِبَ عن سُنَّتي فليس منِّي. قال: اقْرَأِ القرآنَ في كلِّ شهرٍ، قُلْتُ: إنِّي أجِدُني أقوَى مِن ذلك، قال: فاقرَأْه في كلِّ عشَرةِ أيَّامٍ، قُلْتُ: إنِّي أجِدُني أقوَى مِن ذلك، -قال أحدُهما؛ إمَّا حُصَينٌ وإمَّا مُغيرةُ قال: فاقرَأْه في كلِّ ثلاثٍ- قال: ثُمَّ قال: صُمْ في كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ، قُلْتُ: إنِّي أقوَى مِن ذلك، قال: فلم يزَلْ يرفَعُني حتى قال: صُمْ يومًا وأفطِرْ يومًا؛ فإنَّه أفضلُ الصِّيامِ، وهو صيامُ أخي داوُدَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال حُصَينٌ في حديثِه: ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فإنَّ لِكلِّ عابدٍ شِرَّةً، ولِكلِّ شِرَّةٍ فَترَةٌ، فإمَّا إلى سُنَّةٍ، وإمَّا إلى بدعةٍ، فمَن كانتْ فَترتُه إلى سُنَّةٍ، فقدِ اهْتَدَى، ومَن كانتْ فَترتُه إلى غيرِ ذلك فقد هلَك. قال مجاهدٌ: فكان عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو حيثُ ضعُف وكبِر يصومُ الأيَّامَ كذلك، يصِلُ بعضَها إلى بعضٍ؛ لِيتقوَّى بذلك، ثُمَّ يُفطِرُ بعدَ تلك الأيَّامِ، قال: وكان يَقْرَأُ في كلِّ حِزْبِه كذلك، يَزيدُ أحيانًا، ويَنقُصُ أحيانًا، غيرَ أنَّه يُوَفِّي العَددَ؛ إمَّا في سَبعٍ، وإمَّا في ثلاثٍ، قال: ثُمَّ كان يقولُ بعدَ ذلك: لأَنْ أكونَ قبِلتُ رُخصةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحَبُّ إليَّ ممَّا عُدِلَ به -أو عدَل- لكنِّي فارَقْتُه على أمْرٍ أكرَهُ أنْ أُخالِفَه إلى غيرِه.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 6477 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه البخاري (5052)، ومسلم (1159)، والنسائي (2390)، وأحمد (6477) واللفظ له | شرح حديث مشابه

99 - أنَّ أباهُ ونفرًا مِن قومِه أتَوْا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، مَن يُصلِّي لنا؟ أو قالوا: مَن يُصلِّي بنا؟ قال: أكثرُكم أخذًا للقرآنِ، أو قال: جمعًا للقرآنِ، قال: فقَدِموا، فلم يكنْ أحدٌ في القومِ أخَذَ مِن القرآنِ أكثرَ ممَّا أخَذتُ، فقدَّمُوني وأنا غلامٌ أُصلِّي بهم، وعليَّ شَمْلَةٌ لي، قال مِسْعَرٌ: فأنا أدرَكتُه يُصلِّي بهم ويُصلِّي على جنائزِهم، ولا يُنازِعُه في ذلك أحدٌ.
الراوي : سلمة والد عمرو بن سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم : 3962 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

100 - أسَرَتْ ثقيفٌ رجُلينِ مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأسَر أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجُلًا مِن بني عامرِ بنِ صعصعةَ فمُرَّ به على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو موثَقٌ فناداه: يا محمَّدُ يا محمَّدُ فأقبَل إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: على ما أُحبَسُ ؟ فقال: ( بجَريرةِ حلفائِك ) ثمَّ مضى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فناداه فأقبَل إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال له الأسيرُ: إنِّي مُسلِمٌ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( لو قُلْتَها وأنتَ تملِكُ أمرَك أفلَحْتَ كلَّ الفلاحِ ) ثمَّ مضى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فناداه أيضًا فأقبَل إليه فقال: إنِّي جائعٌ فأطعِمْني فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذه حاجتُك ) ثمَّ إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فداه بالرَّجُلينِ اللَّذينِ كانت ثقيفٌ أسَرَتْهما
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4859 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | شرح حديث مشابه

101 - انطَلَقَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يومًا وأنا معَه حتى دَخَلْنا كَنيسةَ اليَهودِ بالمَدينةِ يَومَ عيدٍ لهُم، فكَرِهوا دُخولَنا عليهم، فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: يا مَعشَرَ اليَهودِ، أروني اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا يَشهَدون أنَّه لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، يُحبِطُ اللهُ عن كلِّ يَهوديٍّ تَحتَ أديمِ السماءِ الغَضَبَ، الذي غَضِبَ عليه، قال: فأُسْكِتوا ما أجابَه منهم أحَدٌ، ثُمَّ رَدَّ عليهم فلم يُجِبْه أحَدٌ، ثُمَّ ثَلَّثْ فلم يُجِبْه أحَدٌ، فقال: أبَيتُم! فواللهِ إنِّي لَأنا الحاشِرُ، وأنا العاقِبُ، وأنا النبيُّ المُصْطَفى، آمَنتُم أو كَذَّبْتُم. ثُمَّ انصَرَفَ وأنا معَه، حتى إذا كِدْنا أنْ نَخرُجَ نادَى رَجُلٌ مِن خَلْفِنا: كما أنتَ يا مُحمَّدُ. قال: فأقْبَلَ. فقال ذلك الرَّجُلُ: أيَّ رَجُلٍ تَعْلَموني فيكم يا مَعشَرَ اليَهودِ؟ قالوا: واللهِ ما نَعلَمُ أنَّه كان فينا رَجُلٌ أعلَمَ بكِتابِ اللهِ منكَ، ولا أفْقَهَ منكَ، ولا من أبيكَ قَبلَكَ، ولا مِن جَدِّكَ قَبلَ أبيكَ. قال: فإنِّي أشهَدُ له باللهِ أنَّه نَبيُّ اللهِ الذي تَجِدونه في التَّوراةِ، قالوا: كَذَبتَ! ثُمَّ رَدُّوا عليه قَولَه، وقالوا فيه شَرًّا، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كَذَبتُم؛ لنْ يُقبَلَ قَولُكُم، أمَّا آنِفًا فتُثْنون عليه مِن الخَيرِ ما أثْنَيتُم، ولَمَّا آمَنَ أكْذَبْتُموه، وقُلتُم فيه ما قُلتُم؛ فلنْ يُقبَلَ قولُكُم. قال: فخَرَجْنا ونحنُ ثَلاثةٌ: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، وأنا، وعَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ، وأنْزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ فيه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف: 10].
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23984 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه أحمد (23984) واللفظ له، وابن حبان (7162)، والطبراني (18/47) (83) | شرح حديث مشابه

102 - مُرَّ بشَيخٍ كبيرٍ يُهادَى بيْن ابنَيهِ، قال: فقال: ما بالُ هذا؟ قالوا: نَذَرَ يا رسولَ اللهِ أنْ يَمشيَ، قال: إنَّ اللهَ عن تعذيبِ هذا نفْسَه لَغَنيٌّ، فأمَرَه أنْ يَركَبَ، فرَكِبَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 13468 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه البخاري (1865)، ومسلم (1642)، والترمذي (1537)، والنسائي (3852)، وأحمد (13468) واللفظ له | شرح حديث مشابه

103 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَرَّتْ عليه جِنازةٌ، فأثْنَوا عليها خَيرًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وجَبَتْ، ثمَّ مُرَّ عليه بجِنازةٍ أُخرى، فأثْنَوا عليها شَرًّا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وجَبَتْ، ثمَّ قال: أنتم شُهداءُ اللهِ في الأرضِ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 13572 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه من طرق البخاري (1367)، ومسلم (949)، والترمذي (1058)، والنسائي (1932)، وابن ماجه (1491)، وأحمد (13572) واللفظ له | شرح حديث مشابه

104 - أنَّ جيشًا مِن الأنصارِ كانوا بأرضِ فارسَ مع أميرِهم، وكان عُمَرُ يُعقِبُ الجيوشَ في كلِّ عامٍ، فشُغِل عنهم عُمَرُ، فلمَّا مَرَّ الأجَلُ قَفَلَ أهلُ ذلك الثَّغْرِ، فاشتَدَّ عليهم وتواعَدَهم وهم أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: يا عُمَرُ، إنَّك غفَلتَ عنَّا، وترَكتَ فينا الذي أمَرَ به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن إعقابِ بعضِ الغَزِيَّةِ بعضًا.
الراوي : عبدالله بن كعب بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 2960 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

105 - لَمْ يتكلَّمْ في المهدِ إلَّا ثلاثةٌ : عيسى ابنُ مريمَ وصاحبُ جُريجٍ كان في بني إسرائيلَ رجُلٌ يُقالُ له : جُريجٌ فأنشَأ صَومعةً فجعَل يعبُدُ اللهَ فيها فأتَتْه أُمُّه ذاتَ يومٍ فنادَتْه فلَمْ يلتفِتْ إليها ثمَّ أتَتْه يومًا ثانيًا فنادَتْه فلَمْ يلتفِتْ إليها ثمَّ أتَتْه يومًا ثالثًا فقال : صلاتي وأمِّي فقالتِ : اللَّهمَّ لا تُمِتْه أو ينظُرَ في وجوهِ المُومِساتِ قال : فتذاكَر بنو إسرائيلَ يومًا جُرَيجًا فقالت بَغِيٌّ مِن بغايا بني إسرائيلَ : إنْ شِئْتُم أنْ أفتِنَه فتَنْتُه قالوا : قد شِئْنا قال : فانطلَقَتْ فتعرَّضَتْ لِجُرَيجٍ فلَمْ يلتفِتْ إليها فأتَتْ راعيًا كان يأوي إلى صَومعةِ جُرَيجٍ بغنَمِه فأمكَنْتُه نفسَها فحمَلَتْ فولَدَتْ غلامًا فقالت : هو مِن جُرَيجٍ فوثَب عليه قومٌ مِن بني إسرائيلَ فضرَبوه وشتَموه وهَدُّوا صَومعتَه فقال لهم : ما شأنُكم ؟ قالوا : زنَيْتَ بهذه البَغيِّ فولَدَتْ غلامًا قال : وأين الغلامُ ؟ قالوا : هو ذا قال : فصلَّى ركعتَيْنِ ثمَّ أتى الغلامَ فضرَبه بإِصبَعِه فقال له : يا غلامُ مَن أبوك ؟ قال : فلانٌ الرَّاعي قال : فوثَبوا يُقبِّلونَ رأسَه قالوا له : نَبني صومعتَك مِن ذهَبٍ فقال : لا حاجةَ لي في ذلك ابنُوها مِن طينٍ كما كانت ) قال : ( وبيْنَما امرأةٌ في حِجْرِها ابنٌ تُرضِعُه إذ مَرَّ بها راكبٌ فقالتِ : اللَّهمَّ اجعَلِ ابني مِثْلَ هذا الرَّاكبِ فترَك الصَّبيُّ ثَدْيَ أُمِّه ثمَّ أقبَل على الرَّاكبِ ينظُرُ إليه فقال : اللَّهمَّ لا تجعَلْني مِثْلَ هذا الرَّاكبِ ثمَّ مُرَّ بامرأةٍ تُرجَمُ فقالتِ المرأةُ : اللَّهمَّ لا تجعَلِ ابني مِثْلَ هذه الأَمَةِ فترَك الصَّبيُّ أمَّه ثمَّ أقبَل على الأَمَةِ ينظُرُ إليها فقال : اللَّهمَّ اجعَلْني مِثْلَ هذه الأَمَةِ فقالتِ المرأةُ : يا بُنيَّ مَرَّ راكبٌ فقُلْتُ : اللَّهمَّ اجعَلِ ابني مِثْلَ هذا الرَّاكبِ فقُلْتَ : اللَّهمَّ لا تجعَلْني مِثْلَه ومُرَّ بهذه الأَمَةِ تُرجَمُ فقُلْتُ : اللَّهمَّ لا تجعَلِ ابني مِثْلَ هذه الأَمَةِ فقُلْتَ : اللَّهمَّ اجعَلْني مِثْلَها : قال : يا أمَّاه إنَّ الرَّاكبَ جبَّارٌ مِن الجَبابرةِ وإنَّ هذه الأَمَةَ يقولونَ : سرَقَتْ ولَمْ تسرِقْ ويقولونَ : زَنَتْ ولَمْ تَزْنِ وهي تقولُ : حَسْبي اللهُ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6489 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

106 - اجتَمَعَتْ قُرَيشٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا، فقالوا: انْظُروا أعلَمَكم بالسِّحرِ والكِهانةِ والشِّعرِ، فلْيَأْتِ هذا الرَّجُلَ الذي قد فرَّق جماعتَنا، وشتَّت أمرَنا، وعابَ دينَنا، فلْيُكلِّمْه ولْينظُرْ ما يَرُدُّ عليه. قالوا: ما نعلَمُ أحدًا غيرَ عُتبةَ بنِ ربيعةَ، قالوا: أنتَ يا أبا الوليدِ، فأتاهُ عُتبةُ فقال: يا مُحمَّدُ، أنتَ خيرٌ أمْ عبدُ اللهِ؟ فسَكَتَ رسولُ اللهِ، ثم قال: أنتَ خيرٌ أم عبدُ المطَّلِبِ؟ فسَكَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فإنْ كُنتَ تزعُمُ أنَّ هؤلاء خيرٌ منكَ، فقد عَبَدوا الآلهةَ التي عِبتَ، وإنْ كُنتَ تزعُمُ أنَّك خيرٌ منهم، فتكلَّمْ حتى نسمَعَ قولَك، إنَّا واللهِ ما رأيْنا سَخلَةً قطُّ أشْأَمَ على قَومِكَ مِنكَ، فرَّقتَ جماعتَنا، وشتَّتَّ أمرَنا، وعِبتَ دينَنا، ففضحْتَنا في العربِ حتى لقد طارَ فيهم أنَّ في قُرَيشٍ ساحِرًا، وأنَّ في قُرَيشٍ كاهِنًا، واللهِ ما ننتظِرُ إلَّا مثلَ صَيحةِ الحُبلى بأنْ يقومَ بعضُنا إلى بعضٍ بالسُّيوفِ حتى نتفانى، أيُّها الرَّجُلُ، إنْ كان إنَّما بكَ الحاجةُ جَمَعْنا حتى تكونَ أغنى قُرَيشٍ رَجُلًا، وإنْ كان إنَّما بك الباءَةُ فاختَرْ أيَّ نِساءِ قُرَيشٍ شِئتَ، فنُزوِّجُك عَشرًا. قال له رسولُ اللهِ: أفَرَغتَ؟ قال: نَعَمْ، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بسم ِاللهِ الرحمنِ الرحيمِ {حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} حتى بَلَغَ: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 1 - 13]، فقال عُتبةُ: حسْبُكَ حسْبُكَ، ما عندَك غيرُ هذا؟ قال: لا، فرَجَعَ إلى قُرَيشٍ، فقالوا: ما وراءَك؟ قال: ما تَرَكتُ شيئًا أرى أنَّكم تُكلِّمونَه به إلَّا كَلَّمتُه، قالوا: هل أجابَك؟ قال: نَعَمْ، والذي نَصَبَها بَنِيَّةً ما فَهِمتُ شيئًا ممَّا قال غير أنَّه قال: {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ}، قالوا: ويْلَك! يُكلِّمُك رَجُلٌ بالعربيةِ لا تَدري ما قال؟ قال: لا، واللهِ ما فَهِمتُ شيئًا مما قال غيرَ ذِكر ِالصاعقةِ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج العواصم والقواصم
الصفحة أو الرقم : 4/ 98 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده] حسن
التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (37715)، وعبد بن حميد (1121)، وأبو يعلى (1818)

107 - لمَّا أعْطى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما أعْطى من تلك العَطايا في قُرَيشٍ وقَبائِلِ العَرَبِ، ولم يكُنْ في الأنْصارِ منها شَيءٌ، وَجَدَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ في أنْفُسِهم؛ حتى كَثُرَت فيهم القالةُ؛ حتى قال قائِلُهم: لَقِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَومَه، فدَخَلَ عليه سعدُ بنُ عُبادةَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا الحَيَّ قد وَجَدوا عليكَ في أنْفُسِهم؛ لِمَا صَنَعتَ في هذا الفَيءِ الَّذي أَصَبتَ؛ قَسَمتَ في قَومِك، وأعْطَيتَ عَطايا عِظامًا في قَبائِلِ العَرَبِ، ولم يَكُ في هذا الحَيِّ من الأنْصارِ شَيءٌ، قال: فأين أنتَ من ذلك يا سَعدُ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، ما أنا إلَّا امرُؤٌ من قَومي، وما أنا؟! قال: فاجْمَعْ لي قَومَك في هذه الحَظيرةِ، قال: فخَرَجَ سَعدٌ، فجَمَعَ الأنْصارَ في تلك الحَظيرةِ، قال: فجاءَ رِجالٌ من المُهاجِرينَ، فتَرَكَهم فدَخَلوا، وجاءَ آخَرون، فرَدَّهم، فلمَّا اجتَمَعوا أتاهُ سَعدٌ، فقال: قد اجتَمَعَ لكَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ، قال: فأَتاهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَمِدَ اللهَ وأثْنى عليه بالَّذي هو له أهْلٌ، ثُمَّ قال: يا مَعشَرَ الأنْصارِ، ما قالَةٌ بَلَغَتْني عنكم، وجِدَةٌ وَجَدتُموها في أنْفُسِكم؟! أَلَمْ آتِكم ضُلَّالًا فهَداكمُ اللهُ؟ وعالةً فأغْناكمُ اللهُ؟ وأعداءً فألَّفَ اللهُ بيْنَ قُلوبِكم؟ قالوا: بَلِ اللهُ ورسولُه أمَنُّ وأفضَلُ، قال: ألَا تُجيبونَني، يا مَعشَرَ الأنْصارِ؟ قالوا: وبماذا نُجيبُكَ يا رسولَ اللهِ؟ وللهِ ولرسولِه المَنُّ والفَضْلُ، قال: أمَا واللهِ لو شِئتُم لَقُلتُم، فلَصَدَقتُم وصُدِّقتُم، أَتَيتَنا مُكذَّبًا فصَدَّقْناك، ومَخذولًا فنَصَرْناك، وطَريدًا فآوَيْناك، وعائِلًا فآسَيْناك، أوَجَدتُم في أنْفُسِكم يا مَعشَرَ الأنْصارِ، في لُعاعةٍ من الدُّنيا، تَألَّفتُ بها قَومًا لِيُسلِموا، ووَكَلتُكم إلى إسْلامِكم، أفَلا تَرضَوْنَ يا مَعشَرَ الأنْصارِ، أنْ يَذهَبَ النَّاسُ بالشَّاةِ والبَعيرِ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ في رِحالِكم؟ فوالَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه، لولا الهِجْرةُ لَكُنتُ امرَأً من الأنْصارِ، ولو سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وسَلَكَتِ الأنْصارُ شِعْبًا، لَسَلَكتُ شِعْبَ الأنْصارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأنْصارَ، وأبْناءَ الأنْصارِ، وأبْناءَ أبْناءِ الأنْصارِ! قال: فبَكى القَومُ، حتى أخْضَلوا لِحاهُم، وقالوا: رَضِينا برسولِ اللهِ قَسْمًا وحَظًّا، ثُمَّ انصَرَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَفَرَّقوا.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11730 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (11730) واللفظ له، وابن أبي شيبة (33018)، وأبو يعلى (1092) | شرح حديث مشابه

108 - أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ يَومَ بَدرٍ بأربعةٍ وعشرين رَجُلًا مِن صَناديدِ قُريشٍ، فقُذِفوا في طَويٍّ مِن أطواءِ بَدرٍ خَبيثٍ مُخبِثٍ، وكان إذا ظهَرَ على قَومٍ أقامَ بالعَرصةِ ثَلاثَ لَيالٍ، فلمَّا كان ببَدرٍ اليَومَ الثَّالثَ؛ أمَرَ براحِلَتِهِ، فشُدَّ عليها رَحلُها، ثم مَشى واتَّبَعَهُ أصحابُهُ، فقال: ما نَراهُ إلَّا يَنطَلِقُ ليَقضيَ حاجَتَهُ، حتى قامَ على شَفَةِ الرَّكيِّ، فجعَلَ يُناديهم بأسمائِهم، وأسماءِ آبائِهم: يا فُلانَ بنَ فُلانٍ، ويا فُلانَ بنَ فُلانٍ؛ أيَسُرُّكم أنَّكم أطَعتُم اللهَ ورسولَهُ، فإنَّا قد وجَدْنا ما وعَدَنا رَبُّنا حَقًّا، فهل وجَدتُم ما وعَدَكم رَبُّكم حَقًّا؟ فقال عُمَرُ: يا رسولَ اللهِ، ما تُكلِّمُ مِن أجسادٍ لا أرواحَ لها؟ فقال: والذي نَفْسُ محمدٍ بِيَدِهِ؛ ما أنتم بأسمَعَ لمَا أقولُ منهم. قال قَتادةُ: أحياهم اللهُ حتى أسمَعَهم قَولَهُ؛ تَوبيخًا، وتَصغيرًا، وتَقمِئةً، وحَسرةً، ونَدامةً.
الراوي : أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16359 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه البخاري (3976) باختلاف يسير، ومسلم (2875) مختصراً | شرح حديث مشابه

109 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ندَبَ أصحابَه، فانطلَقوا إلى بدرٍ، فإذا هم بِرَوايا قُريشٍ فيها عبدٌ أسْودُ لبَني الحجَّاجِ، فأخَذَه أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجعَلوا يَسألونَه: أين أبو سفيانَ؟ فيقولُ: واللهِ ما لي بشيءٍ مِن أمرِه عِلمٌ، ولكنْ هذه قريشٌ قد جاءتْ، فيهم أبو جهلٍ، وعُتبةُ وشَيبةُ ابنا ربيعةَ، وأُميَّةُ بنُ خلَفٍ، فإذا قال لهم ذلك ضرَبوه، فيقولُ: دعوني دعوني أُخبِرْكم، فإذا ترَكوه، قال: واللهِ ما لي بأبي سفيانَ عِلمٌ، ولكنْ هذه قريشٌ قد أقبَلَتْ، فيهم أبو جهلٍ، وعُتبةُ وشَيبةُ ابنا ربيعةَ، وأُميَّةُ بنُ خلَفٍ، قد أقبَلوا، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي، وهو يَسمَعُ ذلك، فلمَّا انصرَفَ، قال: والذي نفسي بيدِه، إنَّكم لَتَضرِبونَه إذا صدَقَكم، وتدَعونَه إذا كذَبَكم، هذه قريشٌ قد أقبَلتْ لِتَمنَعَ أبا سفيانَ. قال أنسٌ: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا مَصرَعُ فلانٍ غدًا، ووضَعَ يدَه على الأرضِ، وهذا مَصرَعُ فلانٍ غدًا، ووضَعَ يدَه على الأرضِ، وهذا مَصرَعُ فلانٍ غدًا، ووضَعَ يدَه على الأرضِ، فقال: والذي نفسي بيدِه، ما جاوَزَ أحدٌ منهم عن موضعِ يدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأمَرَ بهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخِذَ بأَرجُلِهم، فسُحِبوا، فأُلْقوا في قَليبِ بدرٍ.
الراوي : أنس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 2681 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

110 - أنَّها أخبَرتْه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَج ليلةً في رمضانَ فصلَّى في المسجدِ فصلَّى رجالٌ وراءَه بصلاتِه فأصبَح النَّاسُ فتحدَّثوا بذلك فاجتمَع أكثرُ منهم فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الثَّانيةَ فصلَّوْا بصلاتِه فأصبَح النَّاسُ فتحدَّثوا بذلك فاجتمَع أهلُ المسجدِ ليلةَ الثَّالثةِ فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّوْا بصلاتِه فلمَّا كانتِ اللَّيلةُ الرَّابعةُ عجَز المسجدُ عن أهلِه فلم يخرُجْ إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا لصلاةِ الفجرِ فلمَّا قُضيَتْ صلاةُ الفجرِ أقبَل على النَّاسِ فتشهَّد ثمَّ قال: ( أمَّا بعدُ فإنَّه لم يَخْفَ عليَّ مكانُكم ولكنِّي خشيتُ أنْ تُفرَضَ عليكم فتقعُدوا عنها ) وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُرغِّبُهم في قيامِ شهرِ رمضانَ مِن غيرِ أنْ يأمُرَهم بقضاءِ أمرٍ فيه يقولُ ( مَن قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبِه ) فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والأمرُ على ذلك ثمَّ كان الأمرُ على ذلك في خلافةِ أبي بكرٍ وصدرًا مِن خلافةِ عمرَ رضوانُ اللهِ عليهم أجمعينَ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 141 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | شرح حديث مشابه

111 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ، قال: دخَل عليَّ عليٌّ بَيْتي، فدَعا بوَضوءٍ، فجِئْنا بقَعْبٍ يأخُذُ المُدَّ أو قَريبَه، حتى وُضِع بيْنَ يدَيْه، وقد بال، فقال: يا ابنَ عبَّاسٍ، ألَا أتَوضَّأُ لكَ وُضوءَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قُلتُ: بَلى، فِداكَ أبي وأُمِّي. قال: فوُضِع له إناءٌ، فغسَل يدَيْه، ثُم مَضمَض، واستَنشَق، واستَنثَر، ثُم أخَذ بيدَيْه فصَكَّ بهما وجهَه، وألقَم إبهامَه ما أقبْلَ من أُذُنَيْه، قال: ثُم عاد في مِثلِ ذلك ثلاثًا، ثُم أخَذ كَفًّا من ماءٍ بيَدِه اليُمْنى، فأفرَغها على ناصِيَتِه، ثُم أرسَلها تَسيلُ على وجهِه، ثُم غسَل يدَه اليُمْنى إلى المِرفَقِ ثلاثًا، ثُم يدَه الأُخْرى مِثلَ ذلك، ثُم مسَح برأسِه وأُذُنَيْه من ظُهورِهما، ثُم أخَذ بكَفَّيْه منَ الماءِ، فصَكَّ بهما على قدَمَيْه، وفيهما النَّعلُ، ثُم قَلَبها بها، ثُم على الرِّجْلِ الأُخْرى مِثلَ ذلك. قال: فقُلتُ: وفي النَّعليْنِ؟ قال: وفي النَّعليْنِ. قُلتُ: وفي النَّعليْنِ؟ قال: وفي النَّعليْنِ قُلتُ: وفي النَّعليْنِ؟ قال: وفي النَّعليْنِ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 625 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
التخريج : أخرجه أبو داود (117)، وأحمد (625) واللفظ له | شرح حديث مشابه

112 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّ بغلامٍ يسلَخُ شاةً فقال له: ( تنَحَّ حتَّى أُريَك فإنِّي لا أراك تُحسِنُ تسلَخُ ) قال: فأدخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه بينَ الجِلْدِ واللَّحمِ فدحَس بها حتَّى توارَتْ إلى الإِبْطِ ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هكذا يا غلامُ فاسلَخْ ) ثمَّ انطلَق فصلَّى ولم يتوضَّأْ ولم يمسَّ ماءً
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1163 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي
التخريج : أخرجه أبو داود (185)، وابن ماجه (3179) باختلاف يسير

113 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دخَلَ في صلاةِ الفَجرِ، فأَوْمأَ بيَدِه: أنْ مَكانَكم، ثم جاءَ ورأسُه يَقطُرُ، فصَلَّى بهم.
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 233 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات | شرح حديث مشابه

114 - بيْنَما أنا أقودُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نَقْبٍ من تلك النِّقابِ، إذْ قال لي: ألَا تركَبُ يا عُقبةُ؟ فأجلَلْتُ رسولَ اللهِ عليه السَّلامُ أنْ أركَبَ مَركَبَهُ، ثمَّ أشفَقْتُ أنْ تكونَ مَعصيةً، فركِبْتُ هُنَيْهةً، ثمَّ نزَلْتُ، ثمَّ ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقُدْتُ به، فقال لي: يا عُقْبَ، ألَا أُعلِّمُكَ من خيرِ سورَتَيْنِ قرَأ بهما النَّاسُ؟ قُلْتُ: بَلى يا رسولَ اللهِ، بأبي أنتَ وأُمِّي. قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، لَمَّا أُقيمَتِ الصَّلاةُ، قرَأ بهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ مرَّ بي، فقال: كيفَ رأيْتَ يا عُقْبَ؟ اقرَأْ بهما كُلَّما نِمْتَ وقُمْتَ.
الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم : 125 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن إنَّ كان القاسم أبو عبد الرحمان سمع من من عقبة، و [ورد] من طريق [آخر] وقد صرح الوليد عنده بالسماع، فانتفت شبهة تدليسه

115 - غَزَوْنا مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ هَوازِنَ، فبَينَما نحن كذلك إذْ جاءَ رَجُلٌ على جَمَلٍ أحمَرَ، فانتَزَعَ شَيئًا مِن حَقَبِ البَعيرِ، فقَيَّدَ به البَعيرَ، ثم جاءَ يَمشي حتى قعَدَ معنا يتَغَدَّى، قال: فنظَرَ في القَومِ، فإذا ظَهرُهم فيه قِلَّةٌ، وأكثَرُهم مُشاةٌ، فلمَّا نظَرَ إلى القَومِ خرَجَ يَعْدو، قال: فأتى بَعيرَهُ، فقعَدَ عليه، قال: فخرَجَ يَركُضُهُ وهو طَليعةٌ لِلكُفَّارِ، فاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَّا مِن أسلَمَ على ناقةٍ له ورْقاءَ، قال إياسٌ: قال أبي: فاتَّبَعتُهُ أعدو على رِجلَيَّ، قال: ورَأسُ النَّاقةِ عِندَ ورِكِ الجَمَلِ، قال: ولَحِقتُهُ، فكنتُ عِندَ ورِكِ النَّاقةِ، وتقَدَّمتُ حتى كنتُ عِندَ ورِكِ الجَمَلِ، ثم تقَدَّمتُ حتى أخَذتُ بِخِطامِ الجَمَلِ، فقُلتُ له: أَخْ. فلمَّا وضَعَ رُكبَتَهُ الجَمَلُ إلى الأرضِ، اختَرَطتُ سَيفي فضَرَبتُ رَأسَهُ، فنَدَرَ، ثم جِئتُ بِراحِلَتِهِ أقودُها، فاستَقبَلَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ مع النَّاسِ، قال: مَن قتَلَ هذا الرَّجُلَ؟ قالوا: ابنُ الأكْوَعِ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: له سَلَبُهُ أجمَعُ.
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16536 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه البخاري (3051) مختصراً بنحوه، ومسلم (1754) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

116 - دخَلتُ على عائِشةَ فقُلتُ: ألَا تُحَدِّثيني عن مَرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقالَتْ: بَلى، ثقُلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: أصلَّى الناسُ؟ فقُلْنا: لا، هُم يَنتَظِرونكَ يا رسولَ اللهِ، قال: ضَعوا لي ماءً في المِخْضَبِ؛ فَفَعَلْنا، فاغْتَسَلَ، ثم ذَهَبَ لِينوءَ فأُغمِيَ عليه، ثم أفاقَ فقال: أصلَّى الناسُ؟ فقُلْنا: لا، هُم يَنتَظِرونكَ يا رسولَ اللهِ، فقال: ضَعوا لي ماءً في المِخْضَبِ؛ فَفَعَلْنا: فاغْتَسَلَ، فذَهَبَ لِينوءَ، فأُغمِيَ عليه، ثم أفاقَ، فقال: أصلَّى الناسُ؟ فقُلْنا: لا، هُم يَنتَظِرونكَ يا رسولَ اللهِ، قالَتْ: والناسُ عُكوفٌ في المسجِدِ يَنتَظِرون رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لصلاةِ العِشاءِ، فأَرْسَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أبي بَكرٍ أنْ يُصلِّيَ بالناسِ، وكان أبو بَكرٍ رَجُلًا رَقيقًا، فقال: يا عُمَرُ، صَلِّ بالناسِ، فقال: أنتَ أحَقُّ بذلك، فصلَّى بهم أبو بَكرٍ تلك الأيامَ، ثم إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَدَ خِفَّةً، فخرَجَ بَينَ رَجُلَينِ؛ أحَدُهُما العبَّاسُ، لصلاةِ الظُّهرِ، فلمَّا رآه أبو بَكرٍ ذَهَبَ لِيَتأخَّرَ، فأوْمَأَ إليه ألَّا تتَأَخَّرَ، وأمَرَهُما، فأجْلَساه إلى جَنبِه، فجعَلَ أبو بَكرٍ يُصلِّي قائِمًا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي قاعِدًا، فدخَلتُ على ابنِ عبَّاسٍ، فقُلتُ: ألَا أعْرِضُ عليكَ ما حدَّثَتْني عائِشةُ عن مَرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: هاتِ؛ فحدَّثتُه، فما أنْكَرَ منه شَيئًا، غيرَ أنَّه قال: أسَمَّتْ لكَ الرَّجُلَ الذي كان مع العبَّاسِ؟ قُلتُ: لا، قال: هو علِيٌّ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 26137 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه البخاري (687)، ومسلم (418)، والنسائي (834)، وأحمد (26137) واللفظ له | شرح حديث مشابه

117 - تَخلَّفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَضى حاجتَه، فقال: هل معك طَهورٌ؟، قال: فاتَّبَعتُه بمِيضأَةٍ فيها ماءٌ، فغَسَلَ كفَّيه ووَجهَه، ثُمَّ ذَهَبَ يَحسِرُ عن ذِراعَيه، وكان في يدَيِ الجُبَّةِ ضيقٌ، فأخرَجَ يدَيه مِن تحتِ الجُبَّةِ، فغَسَلَ ذِراعَيه، ثُمَّ مَسَحَ على عَمامتِه وخُفَّيه، ورَكِبَ ورَكِبتُ راحلتي، فانتهَينا إلى القَومِ، وقد صَلَّى بهم عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ ركعةً، فلمَّا أحَسَّ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ذَهَبَ يَتأخَّرُ، فأَومَأَ إليه أنْ يُتِمَّ الصَّلاةَ، وقال: قد أحسَنتَ، كذلك فافعَلْ.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18172 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه البخاري (363)، ومسلم (274) باختلاف يسير

118 - خرَجْنا مع أبي بكرٍ رضوانُ اللهِ عليه وأمَّره علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فغزَوْنا فَزارةَ فلمَّا دنَوْنا مِن الماءِ أمَرنا أبو بكرٍ فعرَّسْنا فلمَّا صلَّيْنا الصُّبحَ أمَرنا أبو بكرٍ بشَنِّ الغارةِ فقتَلْنا على الماءِ مَن قتَلْنا قال سلَمةُ: فنظَرْتُ إلى عُنقٍ مِن النَّاسِ فيه الذُّرِّيَّةُ والنِّساءُ وأنا أعدو في آثارِهم فخشيتُ أنْ يسبِقوني إلى الجبلِ فرمَيْتُ بسهمٍ فوقَع بينَهم وبيْنَ الجبلِ فقاموا فجِئْتُ بهم أسوقُهم إلى أبي بكرٍ حتَّى أتَيْتُ الماءَ وفيهم امرأةٌ مِن فَزارةَ عليها قَشْعٌ مِن أَدَمٍ معها بنتٌ لها مِن أحسنِ العربِ فنفَّلني أبو بكرٍ ابنتَها فما كشَفْتُ لها ثوبًا حتَّى قدِمْتُ المدينةَ ثمَّ بِتُّ ولم أكشِفْ لها ثوبًا فلقيني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( هَبْ لي المرأةَ ) فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ لقد أعجَبتْني وما كشَفْتُ لها ثوبًا فسكَت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وترَكني ثمَّ لقيني مِن الغدِ في السُّوقِ فقال: ( يا سلَمةُ هَبْ لي المرأةَ للهِ أبوكَ ) قال: قُلْتُ يا رسولَ اللهِ ما كشَفْتُ لها ثوبًا فهي لك يا رسولَ اللهِ قال: فبعَث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أهلِ مكَّةَ وفي أيديهم أسرى مِن المسلِمينَ ففداهم بتلك المرأةِ فكَّهم بها
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4860 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن على شرط مسلم | شرح حديث مشابه

119 - دخَلْتُ على عائشةَ فقلْتُ: ألَا تُحَدِّثيني عن مرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالت: بلى؛ ثَقُلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: أَصلَّى النَّاسُ؟، فقلْنَا: لا، هُم يَنتظِرونَكَ يا رسولَ اللهِ، قال: ضَعُوا لي ماءً في المِخْضَبِ، ففَعَلْنا، فاغتَسَلَ، ثمَّ ذَهَب لِيَنُوءَ فأُغميَ علَيهِ، ثمَّ أَفاقَ، فقال: أَصلَّى النَّاسُ؟، قلْنَا: لا، هُم يَنتظِرونَكَ يا رسولَ اللهِ، قال: ضَعُوا لي ماءً في المِخْضَبِ، ففَعَلْنا، فاغتَسَلَ، ثمَّ ذَهَب لِيَنُوءَ فأُغميَ علَيهِ، ثمَّ أَفاقَ، فقال: أَصلَّى النَّاسُ؟، قلْنَا: لا، هُم يَنتظِرونَكَ يا رسولَ اللهِ، فقال: ضَعُوا لي ماءً في المِخْضَبِ، فذَهَب لِيَنُوءَ فغُشيَ علَيهِ. قالت: والنَّاسُ عُكوفٌ في المَسجدِ، يَنتظِرونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لصَلاةِ العِشاءِ، فأَرسَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أبي بكرٍ بأنْ يُصلِّيَ بالنَّاسِ، وكان أبو بكرٍ رجُلًا رَقيقًا، فقال: يا عُمرُ، صَلِّ بالنَّاسِ، فقال: أنتَ أَحَقُّ بذلكَ، فصَلَّى بهم أبو بكرٍ تلكَ الأيَّامَ، ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَجَد خِفَّةً، فخَرَج بيْن رجُلَينِ -أحَدُهُما العبَّاسُ- لصَلاةِ الظُّهرِ، فلمَّا رآهُ أبو بكرٍ ذَهَب لِيَتأخَّرَ، فأَوْمَأَ إلَيهِ أنْ لا يَتأخَّرَ، وأَمَرَهُما فأَجلَساهُ إلى جَنبِه، فجَعَل أبو بكرٍ يُصلِّي قائِمًا، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي قاعِدًا. فدخلْتُ على ابنِ عبَّاسٍ، فقلْتُ: ألَا أَعرِضُ عليكَ ما حدَّثَتْني عائشةُ عن مرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: هاتِ، فحَدَّثْتُه، فما أَنكَرَ مِنهُ شَيئًا، غيْرَ أنَّه قال: هلْ سَمَّتْ لكَ الرَّجُلَ الَّذي كان مع العبَّاسِ؟ قلْتُ: لا، قال: هو علِيٌّ رحمةُ اللهِ علَيهِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 5141 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه البخاري (687)، ومسلم (418)، والنسائي (834)، وأحمد (5141) واللفظ له | شرح حديث مشابه

120 - فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّها لا تَتِمُّ صلاةُ أحدِكم حتى يُسبِغَ الوُضوءَ كما أمَرَ اللهُ تعالى، فيَغسِلَ وجْهَه ويدَيْه إلى المِرفَقينِ، ويَمسَحَ برأسِه ورِجلَيْه إلى الكعبينِ، ثمَّ يُكبِّرَ اللهَ عزَّ وجلَّ ويَحمَدَه، ثمَّ يَقرَأَ مِن القُرآنِ ما أُذِن له فيه وتَيسَّرَ، فذكَرَ نحوَ حمَّادٍ، قال: ثمَّ يُكبِّرَ فيسجُدَ فيُمكِّنَ وجْهَه -قال همَّامٌ: وربَّما قال: جبهَتَه- مِن الأرضِ حتى تَطمئِنَّ مفاصِلُه وتَسترخيَ، ثمَّ يُكبِّرَ فيَستويَ قاعدًا على مقعدِه ويُقيمَ صُلبَه -فوصَفَ الصَّلاةَ هكذا أربعَ ركَعاتٍ حتى فرَغ- لا تَتِمُّ صلاةُ أحدِكم حتى يَفعَلَ ذلك.
الراوي : رفاعة بن رافع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 858 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح