الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - جاء جِبريلُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين زالَتِ الشَّمسُ، فقالَ: قُم -يا مُحَمَّدُ- فَصَلِّ الظُّهرَ، فقام فصَلَّى الظُّهرَ حين زالَتِ الشَّمسُ، ثمَّ مَكَث حتَّى كان فَيءُ الرَّجُلِ مِثلَه، فجاءه للعَصر، فقالَ: قُم -يا مُحَمَّدُ- فصَلِّ العَصرَ، فقام فصَلَّى العَصرَ، ثمَّ مَكَث حتَّى غابَتِ الشَّمسُ، فقالَ: قُمْ فصَلِّ المَغرِبَ، فقام فصَلَّاها حين غابَت سَواءً الشَّمسُ، ثمَّ مَكَث حتَّى ذَهَب الشَّفَقُ، فجاءه، فقالَ: قُم فصَلِّ العِشاءَ، فقام فصَلَّاها، ثمَّ جاءه حين سُطِعَ بالصُّبحِ، فقالَ: قُم يا مُحَمَّدُ فصَلِّ، فقام فصَلَّى الصُّبحَ، ثمَّ جاءه منَ الغَدِ حين كان فَيءُ الرَّجُلِ مِثلَه، فقالَ: قم يا مُحَمَّدُ فصَلِّ الظُّهرَ، فقام فصَلَّى الظُّهرَ، ثمَّ جاءه حين كان فَيءُ الرَّجُلِ مِثلَيه، فقالَ: قم يا مُحَمَّدُ فصَلِّ، فقام فصَلَّى العَصرَ، ثمَّ جاءه المَغرِبَ حين غابَتِ الشَّمسُ وَقتًا واحِدًا لم يَزُلْ عنه، فقالَ: قُم فصَلِّ؛ فصَلَّى المَغرِبَ، ثمَّ جاءه العِشاءَ حين ذَهَب ثُلُثُ اللَّيلِ الأوَّلُ، فقالَ: قُم فصَلِّ؛ فصَلَّى العِشاءَ، ثمَّ جاءه الصُّبحَ حين أسفَرَ جدًّا، فقالَ: قُم فصَلِّ الصُّبحَ، ثمَّ قالَ: ما بيْنَ هَذَينِ كلُّه وَقتٌ.
الراوي : جابر بن عبدالله الأنصاري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 707 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة

2 - عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه كان يُصَلِّي العَصرَ والشَّمسُ بَيضاءُ مُرتَفِعةٌ، ثمَّ يَسيرُ الرَّجُلُ حتَّى يَنصَرِفَ منها إلى ذي الحُلَيفةِ -وهي سِتَّةُ أميالٍ- قبْلَ غُروبِ الشَّمسِ.
الراوي : أبو مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 704 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة

3 - انصَرَفْنا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن خَيْبرَ إلى وادِي القُرى، ومعَه غُلامٌ له أهْداهُ له رِفاعةُ بنُ زَيدٍ الجُذاميُّ، فبيْنَما هو يضَعُ رَحْلَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ مُغَيْرِبِ الشَّمسِ أَتاهُ سَهمُ غَربٍ فقتَلَه، وهو السَّهمُ الَّذي لا يُدْرى مَن رَمى به، فقُلْنا له: هَنيئًا له الجنَّةُ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «كلَّا والَّذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، إنَّ شَملَتَه الآنَ لَتحتَرِقُ عليه في النَّارِ غلَّها من فَيءِ المُسلِمينَ يَومَ خَيْبرَ»، فجاءَ رَجلٌ من أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَزِعًا حينَ سمِعَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ ذلك، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أصبْتُ شِراكَينِ لنَعلَينِ لي، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يُقَدُّ لكَ مِثلُها في النَّارِ».
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4401 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد على شرط مسلم | أحاديث مشابهة

4 - صلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ العصرِ، ثمَّ قام خَطيبًا بعْدَ العصْرِ إلى مَغربانِ الشَّمسِ، حَفِظها مَن حَفِظها، ونَسِيها مَن نَسِيها، وأخبَرَ فيها بما هو كائنٌ إلى يَومِ القيامةِ، فحَمِد اللهَ تعالَى وأثْنى عليه، ثمَّ قال: أمَّا بعْدُ؛ فإنَّ الدُّنيا حُلوةٌ خَضِرةٌ، وإنَّ اللهَ تعالَى مُسْتخلِفُكم فيها، فناظرٌ كيْف تَعمَلون، ألَا فاتَّقوا الدُّنيا، واتَّقوا النِّساءَ، ألَا إنَّ بَني آدَمَ خُلِقوا على طَبَقاتٍ شتَّى؛ فمنْهم مَن يُولَدُ مُؤمنًا، ويَحْيا مُؤمنًا، ويَموتُ مُؤمنًا، ومنْهم مَن يُولَدُ كافرًا، ويَحْيا كافرًا، ويَموتُ كافرًا، ومنْهم مَن يُولَدُ مُؤمنًا، ويَحْيا مُؤمنًا، ويَموتُ كافرًا، ومنْهم مَن يُولَدُ كافرًا، ويَحْيا كافرًا، ويَموتُ مُؤمنًا، ألَا إنَّ الغضَبَ جَمْرةٌ تُوقَدُ في جَوفِ ابنِ آدَمَ، ألمْ تَرَوا إلى حُمرةِ عَيْنَيه وانتفاخِ أوْداجِه؟ فإذا وَجَد أحدُكم مِن ذلكَ شَيئًا، فلْيَلْزَقْ بالأرضِ. أَلا إنَّ خيْرَ الرِّجالِ مَن كان بَطِيءَ الغضَبِ سَريعَ الفَيءِ، وشَرَّ الرِّجالِ مَن كان سَريعَ الغضَبِ بَطِيءَ الفَيءِ، فإذا كان الرَّجلُ سَريعَ الغضَبِ سَريعَ الفَيءِ فإنَّها بها، وإذا كان الرَّجلُ بَطيءَ الغضَبِ بَطيءَ الفَيءِ فإنَّها بها. ألَا إنَّ خيْرَ التُّجَّارِ مَن كان حسَنَ القضاءِ حسَنَ الطَّلبِ، وشَرَّ التُّجَّارِ مَن كان سَيِّئَ القضاءِ سَيِّئَ الطَّلبِ، فإذا كان الرَّجلُ حسَنَ القضاءِ سيِّئَ الطَّلبِ فإنَّها بها، وإذا كان الرَّجلُ سيِّئَ القضاءِ حسَنَ الطَّلبِ فإنَّها بها. ألَا لا يَمْنَعَنْ رجُلًا مَهابةُ النَّاسِ أنْ يَقولَ بالحقِّ إذا عَلِمه، ألَا إنَّ لكلِّ غادرٍ لَواءً يَومَ القيامةِ بقَدْرِ غَدْرتِه، ألَا وإنَّ أكبَرَ الغدْرِ غدْرُ إمامٍ عامَّةً، ألَا وإنَّ الغادرَ لِواؤه عِندَ اسْتِه، ألَا وإنَّ أفضَلَ الجهادِ كَلمةُ حقٍّ عِندَ سُلطانٍ جائرٍ. فلمَّا كان عِندَ مَغربانِ الشَّمسِ، قال: إنَّ مَثلَ ما بَقِي مِنَ الدُّنيا فِيما مَضى منها كمَثلِ ما بَقِي مِن يَومِكم هذا فيما مَضى منه.
الراوي : أبو  سعيد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8767 | خلاصة حكم المحدث : تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي، عن أبي نضرة. والشيخان رضي الله عنهما لم يحتجا بعلي بن زيد | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ضعف إسناده

5 - «ما طَلَعَتْ شمسٌ قَطُّ إلَّا بُعِثَ بجنبَتَيْها ملَكانِ، إنَّهما ليُسْمِعانِ أهلَ الأرضِ إلَّا الثَّقلينِ: يا أيُّها النَّاسُ، هلُمُّوا إلى ربِّكم فإنَّ ما قلَّ وكفى خيرٌ ممَّا كثُرَ وأَلْهى، ولا غَرَبَتْ شمسٌ قَطُّ إلَّا وبجنبَتَيْها ملَكانِ يُناديانِ اللَّهُمَّ عجِّلْ لمُنفقٍ خلَفًا، وعجِّلْ لمُمسكٍ تلَفًا».
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3707 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة
 

121 - أرسَلَ ابنُ الزُّبَيرِ إلى الحُصَينِ بنِ نُمَيرٍ يَدْعوه إلى البِرازِ، فقالَ الحُصَينُ: لا يَمنَعُني مِن لِقائِكَ جُبنٌ، ولسْتُ أدْري لمَن يكونُ الظَّفَرُ، فإنْ كانَ لكَ كنْتُ قد ضيَّعْتُ مَن وَرائي، وإنْ كانَ لي كنْتُ قد أخْطأْتُ التَّدْبيرَ، وإنْ طُفْتُ رجَعْنا إلى باقي الحَديثِ، وضرَبَ ابنُ الزُّبَيرِ فُسْطاطًا في المَسجِدِ، فكانَ فيه نِساءٌ يَسْقينَ الجَرْحى ويُداويهنَّ ويُطعِمْنَ الجائعَ، ويَكتُمْنَ إليهنَّ المَجْروحَ، فقالَ حُصَينٌ: ما يَزالُ يَخرُجُ علينا مِن ذلك الفُسْطاطِ أسَدٌ كأنَّما يَخرُجُ مِن عَرينِه، فمَن يَكْفينيهِ؟ فقالَ رَجُلٌ مِن أهْلِ الشَّامِ: أنَا، فلمَّا جَنَّ عليه اللَّيلُ وضَعَ شَمْعةً في طَرفِ رُمحِه، ثمَّ ضرَبَ فرَسَه، ثمَّ طعَنَ الفُسْطاطَ فالتَهَبَ نارًا، والكَعبةُ يومَئذٍ مؤَزَّرةٌ في الطَّنافِسِ، وعلى أعْلاها الحِبَرةُ، فطارَتِ الرِّيحُ باللَّهِبِ على الكَعبةِ حتَّى احترَقَتْ واحتَرَقَ فيها يومَئذٍ قَرْنا الكَبشِ الَّذي فُدِيَ به إسْحاقُ، قالَ: فبلَغَ حُصَينَ بنَ نُمَيرٍ مَوتُ يَزيدَ بنِ مُعاويةَ، فهرَبَ حُصَينُ بنُ نُمَيرٍ، فلمَّا ماتَ يَزيدُ بنُ مُعاويةَ دَعا مَرْوانُ بنُ الحَكَمِ إلى نفْسِه، فأجابَه أهْلُ حِمصَ، وأهْلُ الأُردُنِّ وفِلَسْطينَ، فوَجَّهَ إليه ابنُ الزُّبَيرِ الضَّحَّاكَ بنَ قَيسٍ الفِهْريَّ في مائةِ ألْفٍ، فالْتَقَوْا بمَرْجِ راهِطٍ ومَرْوانُ يومَئذٍ في خَمسةِ آلافٍ مِن بَني أُميَّةَ ومَواليهِم وأتْباعِهم مِن أهْلِ الشَّامِ، فقالَ: كيف أحمِلُ على هؤلاء لكَثْرَتِهم؟ فقالَ: هُم بيْنَ مُكْرَهٍ ومُسْتَأجَرٍ، احمِلْ عليهم لا أمَّ لكَ، فيَكْفيكَ الطَّعَّانُ النَّاجِعُ الجيِّدُ، وهُم يَكْفونَكَ بأنفُسِهم، إنَّما هؤلاء عَبيدُ الدِّينارِ والدِّرهَمِ، فحمَلَ عليهم فهَزَمَهم، وقُتِلَ الضَّحَّاكُ بنُ قَيسٍ، وانصدَعَ الجَيشُ، ففي ذلك يقولُ زُفَرُ بنُ الحارِثِ: لَعَمْري لقد أبقَتْ وَقيعةُ راهِطٍ ... لمَرْوانَ صَرْعى واقِعاتٍ وسابِيَا أُمَضِّي سِلاحي لا أبَا لكَ إنَّني ... أرَى الحَربَ لا تَزْدادُ إلَّا تَماديَا فقدْ يَنبُتُ المَرْعى على دِمَنِ الثَّرى ... وتَبْقى حَزَازاتُ النُّفوسِ كما هيَا وفيه يَقولُ أيضًا: أفي الحَقِّ أمَّا بَحْدَلٌ وابنُ بَحْدَلٍ ... فيَحْيا وأمَّا ابنُ الزُّبَيرِ فيُقتَلُ كَذَبْتُم وبَيتِ اللهِ لا يَقْتُلونَه ... ولَمَّا يكُنْ يومٌ أغَرُّ مُحَجَّلُ ولَمَّا يكُنْ للمَشْرَفيَّةِ فيكم ... شُعاعٌ كنورِ الشَّمسِ حينَ تُرَجَّلُ قالَ: ثمَّ ماتَ مَرْوانُ فدَعا عَبدُ الملِكِ إلى نفْسِه وقامَ، فأجابَه أهْلُ الشَّامِ، فخطَبَ على المِنبَرِ وقالَ: مَن لابنِ الزُّبَيرِ؟ فقالَ الحجَّاجُ: أنا يا أميرَ المُؤمِنينَ، فأسكَتَه، ثمَّ عادَ فأسكَتَه، ثمَّ عادَ فقالَ: أنا له يا أميرَ المُؤمِنينَ؛ فإنِّي رأيْتُ في المَنامِ كأنِّي انتَزَعْتُ جُنَّةً فلَبِسْتُها، فعقَدَ له ووَجَّهَه في الجَيشِ إلى مكَّةَ حرَسَها اللهُ، حتَّى وَرَدَها على ابنِ الزُّبَيرِ فقاتَلَه بها، فقالَ ابنُ الزُّبَيرِ لأهْلِ مكَّةَ: احْفَظوا هذين الجَبَلَينِ؛ فإنَّكم لنْ تَزالوا بخَيرٍ أعِزَّةً ما لم يَظْهَروا عليهما، قالَ: فلم يَلبَثوا أنْ ظهَرَ الحجَّاجُ ومَن معَه على أبي قُبَيسٍ ونصَبَ عليه المَنجَنيقَ، فكانَ يَرْمي به ابنَ الزُّبَيرِ ومَن معَه في المَسجِدِ، فلمَّا كانَ الغَداةُ الَّتي قُتِلَ فيها ابنُ الزُّبَيرِ دخَلَ ابنُ الزُّبَيرِ رَضيَ اللهُ عنه على أمِّه أسْماءَ بِنتِ أبي بَكرٍ، وهي يومَئذٍ بنتُ مائةِ سنةٍ لم يَسقُطْ لها سِنٌّ ولم يَفسُدْ لها بَصرٌ ولا سَمعٌ، فقالَتْ لابْنِها: يا عَبدَ اللهِ، ما فعَلْتَ في حَربِكَ؟ فقالَ: بَلَغوا مكانَ كذا وكذا قالَ: وضحِكَ ابنُ الزُّبَيرِ وقالَ: إنَّ في المَوتِ لَراحةً. فقالَتْ: يا بُنيَّ، لعَلَّكَ تَمنَّيْتَه لي ما أُحِبُّ أنْ أموتَ حتَّى آتيَ على أحَدِ طَرَفيْكَ، إمَّا أنْ تَملِكَ فتَقَرَّ بذلك عَيْني، وإمَّا أنْ تُقتَلَ فأحتَسِبَكَ، قالَ: ثمَّ ودَّعَها، فقالَتْ له: يا بُنَيَّ، إيَّاكَ أنْ تُعْطيَ خَصْلةً مِن دينِكَ مَخافةَ القَتلِ، وخرَجَ عنها فدخَلَ المَسجِدَ وقد جعَلَ مِصْراعَينِ على الحَجَرِ الأسْوَدِ يَتَّقي أنْ يُصيبَه المَنجَنيقُ، وأتَى ابنُ الزُّبَيرِ آتٍ وهو جالِسٌ عندَ زَمزَمَ، فقالَ له: ألَا نَفتَحُ لكَ الكَعْبةَ فتَصعَدَ فيها؟ فنظَرَ إليه عَبدُ اللهِ ثمَّ قالَ له: مِن كلِّ شَيءٍ تحفَظُ أخاكَ إلَّا مِن نفْسِه -يَعني مِن أجَلِه- وهل للكَعْبةِ حُرْمةٌ ليسَتْ لهذا المَكانِ، واللهِ لو وَجَدوكم مُعَلَّقينَ بأسْتارِ الكَعْبةِ لَقَتَلوكم، فقيلَ له: ألَا تُكلِّمُهم في الصُّلحِ؟ فقالَ: أوَ حِينُ صُلحٍ هذا؟ واللهِ لو وَجَدوكم في جَوْفِها لذَبَحوكم جَميعًا، ثمَّ أنْشأَ يَقولُ: ولستُ بمُبْتاعِ الحَياةِ بسُبَّةٍ ... ولا مُرتَقٍ مِن خَشْيةِ المَوتِ سُلَّمَا أُنافِسُ سَهمًا إنَّه غيرُ بارِحٍ ... مُلاقي المَنايا أيَّ صَرفٍ تَيمَّمَا. ثمَّ أقبَلَ على آلِ الزُّبَيرِ يَعِظُهم: ليَكُنْ أحَدُكم سَيفُه كما يكونُ وَجهُه، لا يُنكِّسُ سَيفَه فيَدفَعَ عنْ نفْسِه بيَدِه كأنَّه امْرأةٌ، واللهِ ما لَقيتُ زَحفًا قطُّ إلَّا في الرَّعيلِ الأوَّلِ، ولا ألِمْتُ جُرحًا قطُّ إلَّا أنْ آلَمَ الدَّواءَ قالَ: فبيْنَما هُم كذلك؛ إذ دخَلَ عليهم نَفرٌ مِن بَني جُمَحَ، فيهم أسوَدُ فقالَ: مَن هؤلاء؟ قيلَ: أهلُ حِمصَ، فحمَلَ عليهم ومعَه سَبعونَ، فأوَّلُ مَن لَقِيَه الأسوَدُ، فضرَبَه بسَيفِه حتَّى أطَنَّ رِجْلَه، فقالَ له الأسوَدُ: آهْ يا ابنَ الزَّانيةِ، فقالَ له ابنُ الزُّبَيرِ: اخْسَأْ يا ابنَ حامٍ، لأسْماءُ زانيةٌ!، ثمَّ أخرَجَهم منَ المَسجِدِ وانصرَفَ، فإذا بقَومٍ قد دَخَلوا مِن بابِ بَني سَهمٍ، فقالَ: مَن هؤلاء؟ فقيلَ: أهْلُ الأُردُنِّ، فحمَلَ عليهم وهو يَقولُ: لا عَهدَ لي بغارةٍ مثلِ السَّيلِ ... لا يَنجَلي غُبارُها حتَّى اللَّيلِ. قالَ: فأخرَجَهم منَ المَسجِدِ ثمَّ رجَعَ، فإذا بقَومٍ قد دَخَلوا مِن بابِ بَني مَخْزومٍ، فحمَلَ عليهم وهو يَقولُ: لو كانَ قَرْني واحِدًا كَفَيْتُه. قالَ: وعلى ظَهرِ المَسجِدِ مِن أعْوانِه مَن يَرْمي عَدوَّه بالآجُرِّ وغَيرِه، فحمَلَ عليهم فأصابَتْه آجُرُّةٌ في مَفرِقِه حتَّى فلَقَتْ رَأسَه فوقَفَ قائمًا وهو يَقولُ: ولسْنا على الأعْقابِ تَدْمى كُلومُنا ... ولكنْ على أقْدامِنا تَقطُرُ الدِّمَا. قالَ: ثمَّ وقَعَ فأكَبَّ عليه مَوْليانِ له، وهُما يَقولانِ: العَبدُ يَحْمي ربَّه ويَحْتَمي، قالَ: ثمَّ سُيِّرَ إليه، فحَزَّ رَأسَه رَضيَ اللهُ عنه.
الراوي : عبدالله بن عروة بن الزبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6488 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

122 - عنْ زَيدِ بنِ صُوحانَ، أنَّ رَجُلينِ مِن أهْلِ الكوفةِ كانَا صَديقَينِ لزَيدِ بنِ صُوحانَ أتَياهُ؛ ليُكلِّمَ لهما سَلْمانَ أنْ يُحدِّثَهما حَديثَه، كيف كانَ إسْلامُه فأقْبَلا معَه حتَّى لَقُوا سَلْمانَ، وهو بالمَدائنِ أميرًا عليها، وإذا هو على كُرسيٍّ قاعِدٌ، وإذا خُوصٌ بيْنَ يدَيْه وهو يُسِفُّه، قالَا: فسَلَّمْنا وقعَدْنا، فقالَ له زَيدٌ: يا أبا عَبدِ اللهِ، إنَّ هذين لي صَديقانِ ولهُما إخاءٌ، وقد أحَبَّا أنْ يَسمَعا حَديثَكَ كيف كانَ بَدءُ إسْلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سَلْمانُ: كنْتُ يَتيمًا مِن رامَ هُرْمُزَ، وكانَ أبي دِهْقانَ رامَ هُرْمُزَ يَختلِفُ إلى مُعلِّمٍ يُعلِّمُه، فلَزِمْتُه؛ لأكونَ في كَنَفِه، وكانَ لي أخٌ أكبَرُ منِّي، وكانَ مُستَغْنيًا بنَفْسِه، وكنْتُ غُلامًا قَصيرًا، وكانَ إذا قامَ مِن مَجلِسِه تَفرَّقَ مَن يُحفِّظُهم، فإذا تَفرَّقوا خرَجَ فتَقنَّعَ بثَوبِه، ثمَّ صعِدَ الجبَلَ، وكانَ يفعَلُ ذلك غيرَ مرَّةٍ مُتنكِّرًا، قالَ: فقُلْتُ له: إنَّكَ تَفعَلُ كذا وكذا، فلمَ لا تذهَبُ بي معَكَ؟ قالَ: أنتَ غُلامٌ، وأخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، قالَ: قُلْتُ: لا تَخَفْ، قالَ: فإنَّ في هذا الجبَلِ قَوما في بِرْطيلٍ لهم عِبادةٌ، ولهُم صَلاحٌ يَذْكُرونَ اللهَ تَعالَى، ويَذْكُرونَ الآخِرةَ، ويَزعُمونَ أنَّا عَبَدةُ النِّيرانِ، وعَبَدةُ الأوْثانِ، وأنَّا على غَيرِ دينِهم، قالَ: قُلْتُ: فاذهَبْ بي معَكَ إليهم، قالَ: لا أقدِرُ على ذلك حتَّى أسْتَأْمِرَهم، وأنا أخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، فيَعلَمَ أبي فيَقتُلَ القَومَ، فيَكونُ هَلاكُهم على يَدي، قالَ: قُلْتُ: لن يَظهَرَ منِّي ذلك، فاسْتَأْمِرْهم، فأتاهُم، فقالَ: غُلامٌ عِنْدي يَتيمٌ، فأُحِبُّ أنْ يَأتيَكم ويَسمَعَ كَلامَكم، قالوا: إنْ كنْتَ تثِقُ به، قالَ: أرْجو ألَّا يَجيءَ منه إلَّا ما أُحِبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقالَ لي: لقدِ اسْتأذَنْتُ القَومَ في أنْ تَجيءَ مَعي، فإذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رَأيْتَني أخرُجُ فيها فأْتِني، ولا يَعلَمْ بكَ أحَدٌ، فإنَّ أبي إذا علِمَ بهِم قتَلَهم، قالَ: فلمَّا كانَتِ السَّاعةُ الَّتي يخرُجُ تَبِعْتُه فصَعِدْنا الجبَلَ، فانْتَهَيْنا إليهم، فإذا هُم في بِرْطِيلِهم، قالَ عَليٌّ: وأُراهُ قالَ: وهُم ستَّةٌ أو سَبعةٌ، قالَ: وكأنَّ الرُّوحَ قد خرَجَ منهم منَ العِبادةِ يَصومونَ النَّهارَ، ويَقومونَ اللَّيلَ، ويَأْكُلونَ الشَّجَرَ، ما وَجَدوا، فقَعَدْنا إليهم، فأثْنى الدِّهْقانُ على حَبرٍ، فتَكَلَّموا، فحَمِدوا اللهَ، وأثْنَوْا عليه، وذَكَروا مَن مَضى منَ الرُّسلِ والأنْبياءِ حتَّى خَلُصوا إلى ذِكْرِ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، فقالوا: بعَثَ اللهُ عيسَى عليه السَّلامُ رَسولًا، وسخَّرَ له ما كانَ يَفعَلُ مِن إحْياءِ المَوْتى، وخَلْقِ الطَّيرِ، وإبْراءِ الأكْمَهِ، والأبْرَصِ، والأعْمَى، فكفَرَ به قَومٌ وتَبِعَه قَومٌ، وإنَّما كانَ عَبدَ اللهِ ورَسولَه ابْتَلى به خَلْقَه، قالَ: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لكَ لَرَبًّا، وإنَّ لكَ مَعادًا، وإنَّ بيْنَ يدَيْكَ جنَّةً ونارًا، إليها تَصيرُ، وإنَّ هؤلاء القَومَ الَّذين يَعبُدونَ النِّيرانَ أهْلُ كُفرٍ وضَلالةٍ، لا يَرْضى اللهُ ما يَصنَعونَ، ولَيْسوا على دِينٍ، فلمَّا حضَرَتِ السَّاعةُ الَّتي يَنصرِفُ فيها الغُلامُ انصرَفَ وانصرَفْتُ معَه، ثمَّ غدَوْنا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسَنَ، ولَزِمْتُهم، فقالوا لي: يا سَلْمانُ، إنَّكَ غُلامٌ، وإنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تصنَعَ كما نصنَعُ فصَلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، قالَ: فاطَّلَعُ الملِكُ على صَنيعِ ابنِه، فركِبَ في الخَيلِ حتَّى أتاهُم في بِرْطيلِهم، فقالَ: يا هؤلاء، قد جاوَرْتُموني فأحسَنْتُ جِوارَكُم، ولم تَرَوْا منِّي سوءًا، فعمَدْتُم إلى ابْني فأفْسَدْتُموه عليَّ، قد أجَّلْتُكم ثَلاثًا، فإنْ قدِرْتُ عليكم بعدَ ثلاثٍ أحرَقْتُ عليكم بِرْطيلَكم هذا، فالْحَقوا ببِلادِكم؛ فإنِّي أكْرَهُ أنْ يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ، قالوا: نعمْ، ما تَعمَّدْنا مَساءَتَكَ، ولا أرَدْنا إلَّا الخَيرَ، فكَفَّ ابنَه عنْ إتْيانِهم. فقُلْتُ له: اتَّقِ اللهَ؛ فإنَّكَ تَعرِفُ أنَّ هذا الدِّينَ دِينُ اللهِ، وأنَّ أباكَ ونحن على غَيرِ دينٍ، إنَّما هُم عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعبُدونَ اللهَ، فلا تَبِعْ آخِرَتَكَ بدُنْيا غَيرِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، هو كما تقولُ: وإنَّما أتخَلَّفُ عنِ القَومِ بَغيًا عليهم، إنْ تَبِعْتُ القَومَ طَلَبَني أبي في الجبَلِ، وقد خرَجَ في إتْياني إيَّاهُم حتَّى طَرَدَهم، وقد أعرِفُ أنَّ الحَقَّ في أيْديهِم فأتَيْتُهم في اليومِ الَّذي أرادُوا أنْ يَرْتَحِلوا فيه، فقالوا: يا سَلْمانُ: قد كنَّا نَحذَرُ مَكانَ ما رَأيْتَ فاتَّقِ اللهَ، واعلَمْ أنَّ الدِّينَ ما أوْصَيْناكَ به، وأنَّ هؤلاء عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعْرِفونَ اللهَ، ولا يَذْكُرونَه، فلا يَخدَعَنَّكَ أحَدٌ عنْ دينِكَ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالوا: أنتَ لا تَقدِرُ أنْ تكونَ مَعَنا، نحن نَصومُ النَّهارَ، ونَقومُ اللَّيلَ، ونأكُلُ عندَ السَّحَرِ، ما أصَبْنا، وأنتَ لا تَستَطيعُ ذلك، قالَ: فقُلْتُ: لا أُفارِقُكم، قالوا: أنتَ أعلَمُ، وقد أعْلَمْناكَ حالَنا، فإذا أتيْتَ خُذْ مِقْدارَ حِملٍ يكونُ معَكَ شَيءٌ تَأْكُلُه؛ فإنَّكَ لا تَستَطيعُ ما نَستَطيعُ بحقٍّ قالَ: ففعَلْتُ ولَقيتُ أخي، فعرَضْتُ عليه، ثمَّ أتَيْتُهم، فأتَيْتُهم يَمْشونَ وأمْشي معَهم، فرزَقَ اللهُ السَّلامةَ إلى أنْ قَدِمْنا المَوصِلَ، فأَتَيْنا بِيعةً بالمَوصِلِ، فلمَّا دَخَلوا احْتَفَوْا بهِم، وقالوا: أين كُنْتم؟ قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، بها عَبَدةُ النِّيرانِ، فطَرَدونا، فقَدِمْنا عليكم، فلمَّا كانَ بعدُ قالوا: يا سَلْمانُ، إنَّ ها هُنا قَومًا في هذه الجِبالِ هُم أهْلُ دِينٍ، وإنَّا نُريدُ لِقاءَهُم، فكُنْ أنتَ ها هنا معَ هؤلاء؛ فإنَّهم أهْلُ دينٍ وسَتَرَى منهم ما تُحِبُّ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: وأوْصَوْا بي أهْلَ البِيعةَ، فقالوا: قُمْ معَنا يا غُلامُ؛ فإنَّه لا يُعجِزُكَ شَيءٌ، قُلْتُ لهم: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: فخَرَجوا وأنا معَهم، فأصْبَحوا بيْنَ جِبالٍ، وإذا صَخْرةٌ وماءٌ كَثيرٌ في جِرارٍ وخَيرٌ كَثيرٌ، فقَعَدْنا عندَ الصَّخْرةِ، فلمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ خَرَجوا منَ الجِبالَ، يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَكانِه، كأنَّ الأرْواحَ قدِ انتُزِعَتْ منهم، حتَّى كَثُروا فرَحَّبوا بهم، وحَفُّوا، وقالوا: أين كُنْتم لم نَرَكم، قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، فيها عَبَدةُ نِيرانٍ، وكنَّا نَعبُدُ اللهَ، فطَرَدونا، فقالوا: ما هذا الغُلامُ؟ فطَفِقوا يُثْنونَ عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا مِن تلك البِلادِ، فلم نَرَ منه إلَّا خَيرًا، قالَ سَلَمانُ فوَاللهِ: إنَّهم لَكذلكَ إذا طلَعَ عليهم رَجُلٌ مِن كَهفِ جَبلٍ، قالَ: فجاء حتَّى سلَّمَ وجلَسَ فحَفُّوا به، وعَظَّموه أصْحابي الَّذين كنْتُ معَهم وأحْدَقوا به، فقالَ: أين كُنْتم؟ فأخْبَروه، فقالَ: ما هذا الغُلامُ معَكم؟ فأثْنَوْا عليَّ خَيرًا وأخْبَروه باتِّباعي إيَّاهم، ولم أرَ مِثلَ إعْظامِهم إيَّاه، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ مَن أُرسِلَ مِن رُسلِه وأنْبيائِه وما لَقُوا، وما صنَعَ به، وذكَرَ مَولِدَ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه وُلِدَ بغَيرِ ذَكَرٍ فبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ رَسولًا، وعلى يدَيْه إحْياءُ المَوْتى، وأنَّه يَخلُقُ منَ الطِّينِ كهَيئةِ الطَّيرِ، فيَنفُخُ فيه فيَكونُ طَيرًا بإذْنِ اللهِ، وأنزَلَ عليه الإنْجيلَ وعلَّمَه التَّوْراةَ، وبعَثَه رَسولًا إلى بَني إسْرائيلَ، فكفَرَ به قَومٌ وآمَنَ به قَومٌ، وذكَرَ بعض ما لَقِيَ عيسَى ابنُ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه كانَ عَبدَ اللهِ أنعَمَ اللهُ عليه، فشكَرَ ذلك له، ورَضيَ اللهُ عنه حتَّى قبَضَه اللهُ عزَّ وجلَّ وهو يَعِظُهم ويَقولُ: اتَّقوا اللهَ، والْزَموا ما جاءَ به عيسَى عليه السَّلامُ، ولا تُخالِفوا فيُخالَفَ بكم، ثمَّ قالَ: مَن أرادَ أنْ يأخُذَ مِن هذا شَيئًا، فلْيأخُذْ، فجعَلَ الرَّجلُ يَقومُ فيأخُذُ الجَرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ والشَّيءِ، فقامَ أصْحابي الَّذين جِئْتُ معَهم، فسَلَّموا عليه، وعَظَّموه، وقالَ لهمُ: الْزَموا هذا الدِّينَ، وإيَّاكم أنْ تَفَرَّقوا واسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وقالَ لي: يا غُلامُ، هذا دِينُ اللهِ الَّذي تَسمَعُني أقولُه، وما سِواهُ الكُفرُ، قالَ: قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تكونَ مَعي؛ إنِّي لا أخرُجُ مِن كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ، ولا تَقدِرُ على الكَيْنونةِ مَعي، قالَ: وأقبَلَ على أصْحابِه، وقالوا: يا غُلامُ، إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تَكونَ معَه، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ له أصْحابُه: يا فلانُ، إنَّ هذا غُلامٌ ويُخافُ عليه، فقالَ لي: أنتَ أعلَمُ، قُلْتُ: فإنِّي لا أُفارِقُكَ، فبَكى أصْحابي الأوَّلونَ الَّذين كنْتُ معَهم عندَ فِراقِهم إيَّايَ، فقالوا: يا غُلامُ، خُذْ مِن هذا الطَّعامِ ما تَرى أنَّه يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخَرِ، وخُذْ منَ الماءِ ما تَكْتَفي له، ففعَلْتُ، فما رَأيْتُه نائمًا ولا طاعِمًا إلَّا راكِعًا وساجِدًا إلى الأحَدِ الآخَرِ، فلمَّا أصْبَحْنا، قالَ لي: خُذْ جرَّتَكَ هذه، وانطَلِقْ، فخرَجْتُ معَه أتْبَعُه، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصَّخْرةِ، وإذا هُم قد خَرَجوا مِن تلك الجِبالِ يَنتَظِرونَ خُروجَه، فقَعَدوا، وعادَ في حَديثِه نحوَ المرَّةِ الأُولى، فقالَ: الْزَموا هذا الدِّينَ ولا تَفَرَّقوا، واذْكُروا اللهَ واعْلَموا أنَّ عيسَى ابنَ مَريمَ عليه السَّلامُ كانَ عَبدًا، أنعَمَ اللهُ عليه، ثمَّ ذَكَرَني، فقالوا له: يا فُلانُ، كيف وجَدْتَ هذا الغُلامَ؟ فأثْنى عليَّ، وقالَ خَيرًا، فحَمِدوا اللهَ تَعالى، وإذا خُبزٌ كَثيرٌ، وماءٌ كَثيرٌ، فأخَذوا، وجعَلَ الرَّجلُ يأخُذُ ما يَكْتَفي به، وفعَلْتُ فتَفَرَّقوا في تلك الجِبالِ، ورجَعَ إلى كَهْفِه، ورجَعْتُ معَه، فلَبِثْنا ما شاءَ اللهُ، يخرُجُ في كلِّ يومِ أحَدٍ، ويَخرُجونَ معَه، ويَحُفُّونَ به ويُوصِيهم بما كانَ يُوصِيهم به، فخرَجَ في أحَدٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا حمِدَ اللهَ ووعَظَهم وقالَ مِثلَ ما كانَ يَقولُ لهُم، ثمَّ قالَ لهُم آخِرَ ذلك: يا هؤلاء، إنَّه قد كبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وأنَّه لا عَهدَ لي بهذا البيتِ منذُ كذا وكذا، ولا بُدَّ مِن إتْيانِه، فاسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا؛ فإنِّي رأيْتُه لا بأْسَ به، قالَ: فجَزِعَ القَومُ، فما رأيْتُ مثلَ جَزَعِهم، وقالوا: يا فلانُ، أنتَ كَبيرٌ، وأنتَ وَحدَكَ، ولا نأمَنُ مِن أنْ يُصيبَكَ الشَّيءُ، يُساعِدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ، قالَ: فلا تُراجِعوني، لا بُدَّ مِن إتْيانِه، ولكنِ اسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وافْعَلوا وافْعَلوا، قالَ: فقُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، قد رأيْتَ حَالي، وما كنْتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمْشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ، ولا أستَطيعُ أنْ أحمِلَ مَعي زادًا ولا غيرَه، وأنتَ لا تَقدِرُ على هذا، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: فقالوا: يا فلانُ، فإنَّا نَخافُ على هذا الغُلامِ، قالَ: فهو أعلَمُ، قد أعلَمْتُه الحالَ، وقد رَأى ما كانَ قبلَ هذا، قُلْتُ: لا أُفارِقُكَ، قالَ: فبَكَوْا، ووَدَّعوهُ، وقالَ لهمُ: اتَّقُوا اللهَ وكونُوا على ما أوْصَيْتُكم به، فإنْ أعِشْ فعَلَيَّ أرجِعُ إليكم، وإنْ مُتُّ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، فسلَّمَ عليهم، وخرَجَ وخرَجْتُ معَه، وقالَ لي: احمِلْ معَكَ مِن هذا الخُبزِ شَيئًا تَأْكُلُه، فخرَجَ وخرَجْتُ معَه يَمْشي، واتَّبَعْتُه يَذكُرُ اللهَ ولا يَلتَفِتُ، ولا يقِفُ على شَيءٍ، حتَّى إذا أمْسَيْنا، قالَ: يا سَلْمانُ، صَلِّ أنتَ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، ثمَّ قامَ وهو يُصلِّي حتَّى إذا انْتَهى إلى بيتِ المَقدِسِ، وكانَ لا يَرفَعُ طَرْفَه إلى السَّماءِ، حتَّى إذا انْتَهَيْنا إلى بابِ المَسجِدِ، وإذا على البابِ مُقعَدٌ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، قد تَرى حَالي، فتَصدَّقْ عليَّ بشَيءٍ، فلم يَلتفِتْ إليه، ودخَلَ المَسجِدَ، ودخَلْتُ معَه، فجعَلَ يتَّبِعُ أمْكِنةً في المَسجِدِ فصَلَّى فيها، فقالَ: يا سَلْمانُ، إنِّي لم أجِدْ طَعْمَ النَّومِ منذُ كذا وكذا، فإنْ أنتَ جعَلْتَ أنْ توقِظَني إذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا نِمْتُ؛ فإنِّي أُحِبُّ أنْ أنامَ في هذا المَسجِدِ، وإلَّا لم أنَمْ، قالَ: قُلْتُ: فإنِّي أفعَلُ، قالَ: فإذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا فأيْقِظْني إذا غلَبَتْني عَيْني، فقامَ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا لم ينَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رأيْتُ بعضَ ذلك، لأدَعَنَّه يَنامُ حتَّى يَشتَفيَ منَ النَّومِ، قالَ: وكانَ فيما يَمْشي وأنا معَه يُقبِلُ عليَّ فيَعِظُني، ويُخبِرُني أنَّ لي ربًّا، وأنَّ بيْنَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمُني ويُذَكِّرُني نحوَ ما يُذكِّرُ القَومَ يومَ الأحَدِ، حتَّى قالَ فيما يَقولُ: يا سَلْمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يَبعَثُ رَسولًا اسمُه أحمَدُ، يَخرُجُ بتِهامةَ -وكانَ رَجُلًا أعْجميًّا لا يُحسِنُ أنْ يقولَ: مُحمَّدٌ- علامَتُه أنَّه يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بيْنَ كَتِفَيْه خاتَمٌ، وهذا زَمانُه الَّذي يخرُجُ فيه قد تَقارَبَ، فأمَّا أنا؛ فإنِّي شَيخٌ كَبيرٌ، ولا أحْسَبُني أُدرِكُه، فإنْ أدْرَكْتَه فصَدِّقْه واتَّبِعْه، قالَ: قُلْتُ: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ فيما يأمُرُ به، ورِضا الرَّحمَنِ فيما قالَ، فلم يَمضِ إلَّا يَسيرًا حتَّى استَيقَظَ فَزِعًا يَذكُرُ اللهَ، فقالَ لي: يا سَلْمانُ، مَضى الفَيْءُ مِن هذا المَكانِ، ولم أذكُرِ اللهَ، أين ما كُنْتَ جعَلْتَ على نفْسِكَ؟ قالَ: أخْبَرْتَني أنَّكَ لم تَنَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رَأيْتُ بَعضَ ذلك، فأحبَبْتُ أنْ تَشتَفيَ منَ النَّومِ، فحمِدَ اللهَ، وقامَ، فخرَجَ، وتَبِعْتُه، فمَرَّ بالمُقعَدِ، فقالَ المُقعَدُ: يا عَبدَ اللهِ، دخلْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، وخرَجْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، فقامَ يَنظُرُ، هل يَرى أحَدًا؟ فلم يَرَه، فدَنا منه، فقالَ له: ناوِلْني يدَكَ فناوَلَه، فقالَ: بسمِ اللهِ، فقامَ كأنَّه أُنشِطَ مِن عِقالٍ صَحيحًا لا عَيبَ به، فخَلَّا عنْ يَدِه، فانطلَقَ ذاهِبًا، فكانَ لا يَلْوي على أحَدٍ، ولا يَقومُ عليه، فقالَ لي المُقعَدُ: يا غُلامُ، احمِلْ عليَّ ثِيابي حتَّى أنطَلِقَ أُبشِّرُ أهْلي، فحمَلْتُ عليه ثيابَه، وانطلَقَ لا يَلْوي عليَّ، فخرَجْتُ في إثْرِه أطلُبُه، فكلَّما سألْتُ عنه قالوا: أمامَكَ حتَّى لَقِيَني رَكْبٌ مِن كَلبٍ، فسألْتُهم، فلمَّا سَمِعوا، أناخَ رَجُلٌ مِنهم عليَّ بَعيرَه، فحمَلَني خَلفَه، حتَّى أتَوْا بلادَهُم فباعُوني، فاشْتَرَتْني امْرأةٌ منَ الأنْصارِ، فجعَلَتْني في حائطٍ لها، فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخبِرْتُ به، فأخذْتُ أشْياءَ مِن ثَمرِ حائِطي، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتَيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ النَّاسِ إليه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ: ما هذا؟ قُلْتُ: صَدَقةٌ، قالَ للقَومِ: كُلوا، ولم يأكُلْ، ثمَّ لبِثْتُ ما شاءَ اللهُ، ثمَّ أخذْتُ مثلَ ذلك، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ القَومِ منه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ لي: ما هذا؟ فقُلْتُ: هَديَّةٌ، قالَ: بسمِ اللهِ، وأكَلَ وأكَلَ القَومُ، قُلْتُ في نَفْسي: هذه مِن آياتِه، كانَ صاحِبي رَجُلًا أعْجميًّا لم يُحسِنْ أنْ يَقولَ: تِهامةَ، فقالَ: تِهْمةَ، وقالَ: أحمَدُ، فدُرْتُ خَلفَه، ففَطِنَ بي، فأرْخى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحيةِ كَتِفِه الأيسَرِ فتَبيَّنْتُه، ثمَّ دُرْتُ حتَّى جلَسْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، قالَ: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مَمْلوكٌ، قالَ: فحَدَّثْتُه حَديثي، وحَديثَ الرَّجلِ الَّذي كنْتُ معَه، وما أمَرَني به، قالَ: لمَن أنتَ؟ قُلْتُ: لامْرأةٍ منَ الأنْصارِ جعَلَتْني في حائطٍ لها، قالَ: يا أبا بَكرٍ، قالَ: لبَّيكَ، قالَ: اشْتَرِه، فاشْتَراني أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأعْتَقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ اللهُ أنْ ألبَثَ، فسلَّمْتُ عليه، وقعَدْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما تَقولُ في دينِ النَّصارى، قالَ: لا خَيرَ فيهم، ولا في دِينِهم، فدَخَلَني أمرٌ عَظيمٌ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا الَّذي كنْتُ معَه ورأيْتُ ما رَأيْتُه، ثمَّ رأيْتُه أخَذَ بيَدِ المُقعَدِ فأقامَه اللهُ على يدَيْه لا خيرَ في هؤلاء، ولا في دينِهم، فانصرَفْتُ وفي نَفْسي ما شاءَ اللهُ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بسَلْمانَ، فأتَى الرَّسولُ وأنا خائفٌ، فجِئْتُ حتَّى قعَدْتُ بيْنَ يدَيْه فقَرَأَ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، يا سَلْمانُ، إنَّ أولئك الَّذين كنْتَ معَهم وصاحِبَكَ لم يَكونوا نَصارى، إنَّما كانُوا مُسلِمينَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ لَهوَ الَّذي أمَرَني باتِّباعِكَ، فقُلْتُ له: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ وما يجِبُ فيما يَأمُرُكَ به.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6705 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

123 - «ما طَلَعَتْ شمسٌ قَطُّ إلَّا بُعِثَ بجنبَتَيْها ملَكانِ، إنَّهما ليُسْمِعانِ أهلَ الأرضِ إلَّا الثَّقلينِ: يا أيُّها النَّاسُ، هلُمُّوا إلى ربِّكم فإنَّ ما قلَّ وكفى خيرٌ ممَّا كثُرَ وأَلْهى، ولا غَرَبَتْ شمسٌ قَطُّ إلَّا وبجنبَتَيْها ملَكانِ يُناديانِ اللَّهُمَّ عجِّلْ لمُنفقٍ خلَفًا، وعجِّلْ لمُمسكٍ تلَفًا».
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3707 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

124 - تَيَمَّمَ ابنُ عُمَرَ على رَأْسِ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ مِنَ المَدينَةِ، فَصَلَّى العَصْرَ، فَقَدِمَ والشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، ولمْ يُعِدِ الصَّلاةَ.
الراوي : نافع | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 652 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

125 - عنْ سَلمانَ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ: كانتِ امرأةُ فرعونَ تُعذَّبُ بالشَّمسِ، فإذا انصرفوا عنها أَظلَّتْها الملائكةُ بأجنحتِها، وكانتْ تَرى بيتَها في الجنَّةِ.
الراوي : أبو عثمان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3880 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

126 - عنْ أبي هُرَيرةَ، رَضيَ اللهُ عنه، قالَ: كانَ اسْمي في الجاهِليَّةِ عَبدَ شَمسِ بنَ صَخرٍ، فسَمَّاني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَبدَ الرَّحمَنِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6285 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

127 - عنْ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ: كانَ اسْمي في الجاهِليَّةِ عَبدَ شَمسِ بنِ صَخرٍ، فتَسمَّيْتُ في الإسْلامِ عَبدَ الرَّحمَنِ، وإنَّما كَنَّوْني بأبي هُرَيرةَ؛ لأنِّي كنْتُ أرْعى غنَمًا لأهْلي، فوجَدْتُ أوْلادَ هِرٍّ وَحْشيَّةٍ فجعَلْتُها في كُمِّي، فلمَّا رُحْتُ عنهم سُمِعَتْ أصْواتُ الهِرِّ مِن حِجْري، فقالوا: ما هذا يا عبدَ شَمسٍ؟ فقُلْتُ: أوْلادُ هِرٍّ وجَدْتُها، قالوا: فأنتَ أبو هُرَيرةَ فلَزِمَني بعدُ، قالَ ابنُ إسْحاقَ: وكانَ أبو هُرَيْرةَ وَسيطًا في دَوْسٍ حيثُ يحِبُّ أنْ يَكونَ منهم.
الراوي : بعض أصحاب ابن إسحاق | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6281 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

128 - نَهَى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن مَجلِسَينِ ومَلْبَسَينِ: فأمَّا المَجلِسانِ فجُلوسٌ بيْنَ الظِّلِّ والشَّمسِ، والمَجلِسُ الآخَرُ أنْ تَحتَبِيَ في ثَوبٍ يُفضِي إلى عَورَتِكَ، والمَلبَسَانِ أحَدُهُما: أنْ تُصَلِّيَ في ثَوبِكَ ولا تَوَشَّحُ به، والآخَرُ: أنْ تُصَلِّيَ في سَراويلَ ليْس عليكَ رِداءٌ.
الراوي : بريدة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7923 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

129 - شَهِدتُ ابنَ الزُّبَيرِ بمَكَّةَ وهو أميرٌ، فوافَقَ يَومُ فِطرٍ، أو أضحى يَومَ الجُمُعةِ، فأخَّر الخُروجَ حتَّى ارتَفَع النَّهارُ، فخَرَج وصَعِدَ المِنبَرَ، فخَطَب وأطالَ، ثمَّ صَلَّى رَكعَتَينِ ولم يُصَلِّ الجُمُعةَ، فعاتَبَه عليه ناسٌ من بَني أُمَيَّةَ بنِ عَبدِ شَمسٍ، فبَلَغ ذلكَ ابنَ عَبَّاسٍ، فقالَ: أصابَ ابنُ الزُّبَيرِ السُّنَّةَ، فبَلَغ ابنَ الزُّبَيرِ، فقالَ: رَأيتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ إذا اجتَمَع عيدانِ صَنَع مِثلَ هذا.
الراوي : وهب بن كيسان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1111 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

130 - أنَّ أبا حُذَيفَةَ بنَ عُتبةَ بنِ ربيعةَ بنِ عبدِ شَمسٍ -وكان ممَّن شَهِدَ بَدْرًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- تَبنَّى سالِمًا وأَنكَحَه ابنةَ أَخيهِ هندَ بنتَ الوليدِ بنِ عُتبةَ بنِ رَبيعةَ بنِ عبدِ شَمسٍ، وهو مَولًى لامرأةٍ مِن الأنصارِ فتَبنَّاهُ، كما تَبنَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَيدًا، وكان مَنْ تَبنَّى رَجلًا في الجاهليَّةِ دَعاهُ النَّاسُ إليه، ووَرِثَ مِن ميراثِهِ، حتَّى أَنزَلَ اللهُ في ذلك: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5]، فرُدُّوا إلى آبائهم، فمَنْ لمْ يُعلَمْ له أَبٌ، كان مَولاهُ أوْ أَخاهُ في الدِّينِ، قالتْ عائشةُ: وإنَّ سَهلَةَ بنتَ سُهَيلِ بنِ عَمرٍو القُرشِيِّ ثُمَّ العامِرِيِّ، وكانت تحتَ أَبي حُذَيفَةَ بنِ عُتبةَ بنِ رَبيعةَ، جاءتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين أَنزَلَ اللهُ ذلك، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنَّا كنَّا نَرى سالِمًا وَلدًا، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد آواهُ، فكان يَأْوي معه ومع أَبي حُذَيفَةَ في بيتٍ واحدٍ، ويَراني وأنا فَضْلٌ، وقد أُنزِلَ فيهم ما قد عَلِمتَ، فما تَرى في شَأنِه يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَرْضِعيه، فأَرْضَعَتْهُ خمسَ رَضَعاتٍ، فحُرِّمَ بهِنَّ، وكان بمَنزِلةِ وَلدِها مِنَ الرَّضاعةِ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2729 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري

131 - اجتَمَعتْ قُريشٌ يومًا، فأَتاهُ عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ فقالَ: يا مُحمَّدُ، أنتَ خيرٌ أَمْ عبدُ اللهِ؟ فسَكَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَفَرَغْتَ؟». قالَ: نَعَمْ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ {(1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} [غافر: 1، 2]، حتَّى بَلَغَ: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13]. فقالَ له عُتبةُ: حَسْبُكَ حَسْبُكَ، ما عندكَ غيرُ هذا؟ قالَ: «لا». فرَجَعَ عُتبةُ إلى قُريشٍ، فقالوا: ما وراءكَ؟ فقالَ: ما تَركْتُ شيئًا أَرى أنَّكم تُكلِّمُونَهُ إلَّا كلَّمتُهُ، قالوا: فهل أَجابَكَ؟ قالَ: نَعَمْ، لا والَّذي نَصَبَها بِنَبِيِّهِ ما فهِمْتُ شيئًا ممَّا قالَ غيرَ أنَّه أَنذَرَكُم صاعِقَةً مِثلَ صاعِقَةِ عادٍ وثمودٍ. قالوا: وَيْلَكَ يُكلِّمُكَ رَجلٌ بالعربيَّةِ، ولا تَدري ما قالَ؟ قالَ: لا واللهِ ما فهِمْتُ شيئًا ممَّا قالَ، غيرَ ذِكْرِ الصَّاعقةِ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3043 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

132 - عنْ فاطمةَ بنتِ عُتبةَ بنِ ربيعةَ بنِ عبدٍ شمسٍ، أنَّ أبا حُذَيْفةَ بنَ عُتبةَ رَضيَ اللهُ عنه، أَتى بها وبهندِ بنتِ عُتبةَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، تُبايعُهُ فقالتْ: أَخَذَ علينا فشَرَطَ علينا، قالتْ: قلتُ له: يا ابنَ عمِّ، هل عَلِمْتَ في قومِكَ مِن هذه العاهاتِ أوِ الهنَاتِ شيئًا؟ قالَ أبو حُذَيْفةَ: إيهًا فبايعيهِ، فإنَّ بهذا يُبايِعُ وهكذا يَشترطُ، فقالتْ هندٌ: لا أُبايعُكَ على السَّرقةِ، إنِّي أَسرِقُ مِن مالِ زوجي، فكَفَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَهُ، وكفَّتْ يدَها حتَّى أَرسَلَ إلى أبي سُفيانَ فتَحلَّلَ لها منه، فقالَ أبو سُفيانَ: أمَّا الرَّطْبُ فنَعَمْ، وأمَّا اليابسُ فلا ولا نِعمةَ. قالتْ: فبايعناهُ. ثُمَّ قالتْ فاطمةُ: ما كانت قُبَّةٌ أَبغضَ إليَّ مِن قُبَّتِكَ، ولا أُحبُّ أنْ يُبيحَها اللهُ وما فيها، واللهِ ما مِن قُبَّةٍ أحبُّ إليَّ أنْ يُعمِّرَها اللهُ ويُبارِكَ فيها مِن قُبَّتِكَ. فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وأيضًا واللهِ لا يؤمنُ أحدُكُم حتَّى أَكونَ أَحبَّ إليه مِن ولدِهِ ووالدِهِ».
الراوي : فاطمة بنت عتبة بن ربيعة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3851 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

133 - أنَّ اليَهودَ أتتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَألَتْه عنْ خَلقِ السَّمواتِ والأرْضِ، فقالَ: «خلَقَ اللهُ الأرْضَ يَومَ الأحَدِ والإثْنَينِ، وخلَقَ اللهُ الجِبالَ يَومَ الثُّلاثاءِ وما فيهنَّ من مَنافِعَ، وخَلقَ يَومَ الأرْبِعاءِ الشَّجرَ والماءَ والمَدائنَ والعُمْرانَ والخَرابَ، فهذه أرْبَعةٌ»، فقالَ عزَّ وجلَّ: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا} إلى آخِرِ الآيةِ قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: 9 - 10]، وخلَقَ يَومَ الخَميسِ السَّماءَ، وخلَقَ يَومَ الجُمُعةِ النُّجومَ والشَّمسَ والقمَرَ والمَلائكةَ إلى ثَلاثِ ساعاتٍ بَقِينَ منه، فخلَقَ في أوَّلِ ساعةٍ من هذه الثَّلاثِ سَاعاتٍ الآجَالَ حينَ يموتُ مَن ماتَ، وفي الثَّانيةِ ألْقى الآفةَ على كلِّ شَيءٍ ممَّا يَنتفِعُ به النَّاسُ، وفي الثَّالثةِ آدَمَ وأسْكَنَه الجنَّةَ، وأمَرَ إبْليسَ بالسُّجودِ له، وأخرَجَه منها في آخِرِ ساعةٍ»، ثمَّ قالَتِ اليَهودُ: ثمَّ ماذا يا محمَّدُ؟ قالَ: «ثمَّ اسْتَوى على العَرشِ»، قالوا: قد أصبْتَ لو أتمَمْتَ، قالوا: ثمَّ اسْتَراحَ، قالَ: فغضِبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَضبًا شَديدًا، فنزَلَتْ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُون} [ق: 38 - 39].
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4045 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

134 - عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: خطَبَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه أمَّ أبانَ بنتَ عُتْبةَ بنِ رَبيعةَ بنِ عَبدِ شَمسٍ، فأبَتْه، فقيلَ لها: ولمَ؟ قالتْ: إنْ دخَلَ دخَلَ ببأْسٍ، وإنْ خرَجَ خرَجَ بيأْسٍ، قد أذْهَلَه أمْرُ آخِرَتِه عنْ أمْرِ دُنْياه، كأنَّه يَنظُرُ إلى ربِّه بعَينَيْه، ثمَّ خطَبَ الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ، فأبَتْه، فقيلَ لها: ولمَ؟ قالتْ: ما لزَوجَتِه منه إلَّا شارةٌ في قَرامِلِها، ثمَّ خطَبَها عَليٌّ، فأبَتْ، قيلَ لها: ولمَ؟ قالتْ: ليس لزَوجَتِه منه إلَّا قَضاءُ حاجَتِه، ويَقولُ: كنْتُ وكنْتُ، وكانَ وكانَ، ثمَّ خطَبَها طَلْحةُ فقالَت: زَوْجي حقًّا، قالوا: وكيف ذاك؟ قالتْ: إنِّي عارِفةٌ بخَلائقِه، إنْ دخَلَ دخَلَ ضاحِكًا، وإنْ خرَجَ خرَجَ بسَّامًا، إنْ سألْتُ أعْطى، وإنْ سكَتُّ ابْتَدأَ، وإنْ عمِلْتُ شكَرَ، وإنْ أذنَبْتُ غفَرَ، فلمَّا أنِ ابْتَنى بها، قالَ عَليٌّ: يا أبا مُحمَّدٍ، إنْ أذِنْتَ لي أنْ أُكلِّمَ أمَّ أبانَ؟ قالَ: كلِّمْها، قالَ: فأخَذَ بسِجْفِ الحَجَلةِ ثمَّ قالَ: السَّلامُ عليكم يا عَزيزةَ نفْسِها، قالتْ: وعليكَ السَّلامُ، قالَ: خطَبَكِ أميرُ المُؤمِنينَ وسيِّدُ المُسلِمينَ فأبَيْتِهِ، قالتْ: قد كانَ ذلك، قالَ: وخطبَكِ الزُّبَيرُ ابنُ عمَّةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأحَدُ حَواريِّه فأبَيْتِ، قالتْ: وقد كانَ ذلك، قالَ: وخطَبْتُكِ أنا وقَرابَتي مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالتْ: قد كانَ ذلك، قالَ: أمَا واللهِ لقد تزوَّجْتِ أحسَنَنا وَجهًا، وأنالَنا كفًّا، يُعْطي هكذا وهكذا.
الراوي : موسى بن طلحة بن عبيد الله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5721 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

135 - كانتْ قُرَيشٌ لا تُنكِرُ صَلاةَ الضُّحَى، إنَّما تُنكِرُ الوقتَ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا جاءَ وقْتُ العَصْرِ، تَفرَّقُوا إلى الشِّعابِ، فصَلَّوْا فُرَادى ومَثْنى، فمَشَى طُلَيْبُ بنُ عُمَيرٍ وحاطبُ بنُ عبدِ شَمْسٍ يُصلُّونَ بشِعْبِ أجنادٍ، بعضُهُم يَنظُرُ إلى البعضِ، إذْ هجَمَ عليهم ابنُ الأُصَيْدِيِّ وابنُ القِبْطِيَّةِ، وكانا فاحِشَيْنِ، فرَمَوهُمْ بالحِجارةِ ساعةً حتَّى خرَجَا وانصَرَفا وهُما يَشتَدَّانِ، وأتَيا أبا جَهْلٍ، وأبا لَهَبٍ، وعُقْبَةَ بنَ أبي مُعَيْطٍ، فذاكَروهُمُ الخَبَرَ، فيَطْلُعوا لَهُم في الصُّبْحِ، وكانوا يَخْرُجونَ في غَلَسِ الصُّبْحِ، فيَتوضَّؤونَ ويُصَلُّونَ. فبَيْنما هُم في شِعْبٍ، إذْ هجَمَ عليهم أبو جَهْلٍ، وعُقْبَةُ، وأبو لَهَبٍ، وعِدَّةٌ مِن سُفَهائهِم، فبَطَشوا بهم، فنالوا مِنْهُم، وأظْهَر أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الإسلامَ، وتكلَّمُوا بهِ، ونادَوهُم، وذَبُّوا عن أنفُسِهِم، وتعمَّدَ طُلَيْبُ بنُ عُمَيرٍ إلى أبي جَهْلٍ، فضَرَبَه فشَجَّه، فأخَذُوه وأوثَقُوهُ، فقامَ دُونَه أبو لَهَبٍ حتَّى جَلَّاه، وكان ابنَ أخيهِ، فقِيلَ لِأرْوى بنتِ عبدِ المُطَّلِبِ: ألَا تَرَيْنِ إلى ابنِكِ طُلَيْبٍ قدِ اتَّبَع مُحمَّدًا، وصار عَرَضًا له -وكانت أرْوى قدْ أسْلَمَتْ- فقالتْ: خيْرُ أيَّامِ طُلَيْبٍ يومَ يَذُبُّ عنِ ابنِ خالِهِ، وقَدْ جاءَ بالحَقِّ مِن عندِ اللهِ تَعالَى، فقالوا: وقدِ اتَّبَعْتِ مُحمَّدًا؟ قالتْ: نَعَمْ، فخَرَجَ بعضُهُم إلى أبي لَهَبٍ فأخبَرَهُ، فأقبَلَ حتَّى دَخَلَ عليها، فقال: عجبًا لكِ ولاتِّباعِكِ مُحمَّدًا وترَكِكِ دينَ عبدِ المطَّلِبِ! قالتْ: قدْ كانَ ذَلِكَ، فقُمْ دونَ ابنِ أخيكَ فاعْضُدْه، وامْنَعْه؛ فإنْ ظَهَرَ أمرُهُ فأنتَ بالخِيارِ: إنْ شِئتَ أنْ تَدخُلَ معَهُ أو تكونَ على دِينِكَ، وإنْ لم تكُنْ كنتَ قدْ أعْذَرْتَ ابنَ أخيكَ، قال: ولنا طاقةٌ بالعَرَبِ قاطِبَةً؟! ثُمَّ يَقولون: جاءَ بدِينٍ مُحْدَثٍ، قالَ: ثمَّ انصَرَفَ أبو لَهَبٍ.
الراوي : برة بنت أبي تجراة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7060 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]