الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - الطُّلَقاءُ مِن قُريشٍ، والعُتَقاءُ مِن ثَقيفٍ، بَعضُهم أولياءُ بَعضٍ في الدُّنيا والآخِرةِ، والمُهاجِرونَ والأنصارُ بَعضُهم أولياءُ بَعضٍ في الدُّنيا والآخِرةِ.
الراوي : جرير بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 19218 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

2 - كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أُتي بشيءٍ قال : ( اذهَبوا به إلى فلانةَ فإنَّها كانت صديقةَ خديجةَ )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7007 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

3 - إذا مُيِّزَ أهلُ الجَنَّةِ، وأهلُ النَّارِ، فدخَلَ أهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وأهلُ النَّارِ النَّارَ، قامَتِ الرُّسلُ فشَفَعوا، فيقولُ: انطَلِقوا -أوِ اذهَبوا- فمَن عرَفْتم، فأخْرِجوه، فيُخرِجونَهم قدِ امتَحَشوا، فيُلْقونَهم في نَهرٍ -أو على نَهرٍ- يُقالُ له: الحياةُ، قال: فتسقُطُ مَحاشُّهم على حافَةِ النَّهرِ، ويَخرُجونَ بيضًا مِثلَ الثَّعاريرِ، ثُم يَشفَعونَ، فيقولُ: اذهَبوا -أوِ انطَلِقوا- فمَن وجَدْتم في قلبِه مِثقالَ قيراطٍ من إيمانٍ فأَخرِجوهم، قال: فيُخرِجونَ بَشرًا، ثُم يَشفَعونَ، فيقولُ: اذهَبوا -أوِ انطَلِقوا- فمَن وجَدْتم في قلبِه مِثقالَ حَبَّةٍ من خَردلةٍ من إيمانٍ فأخْرِجوه، ثُم يقولُ اللهُ: أنا الآن أُخرِجُ بعِلْمي ورَحمَتي قال: فيُخرِجُ أضعافَ ما أَخْرَجوا وأضعافَه، فيُكتَبُ في رِقابِهم: عُتقاءُ اللهِ، ثُم يدخُلونَ الجَنَّةَ، فيُسمَّوْنَ فيها الجَهنَّميِّينَ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 14491 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

4 - إنَّا لَقُعودٌ عِندَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الصُّفَّةِ، وهو يَقُصُّ علينا، ويُذكِّرُنا، إذ جاءَهُ رَجُلٌ فسارَّهُ، فقال: اذهَبوا فاقتُلوهُ. قال: فلمَّا ولَّى الرَّجُلُ؛ دعاهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: أيَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ؟ قال الرَّجُلُ: نَعَمْ يا رسولَ اللهِ. فقال: اذهَبوا فخَلُّوا سَبيلَهُ، فإنَّما أُمِرتُ أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتى يَشهَدوا أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، فإذا فَعَلوا ذلك حُرِّمتْ علَيَّ دِماؤُهم، وأموالُهم، إلَّا بحَقِّها.
الراوي : أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16163 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

5 - أنَّ سَلْمانَ حاصَرَ قَصرًا مِن قُصورِ فارِسَ فقال لِأصحابِه: دَعوني حتى أفْعَلَ ما رَأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يَفعَلُ: فحَمِدَ اللهَ وأثْنَى عليه، ثُمَّ قال: إنِّي امْرؤٌ منكم، وإنَّ اللهَ رَزَقَني الإسلامَ، وقد تَرَونَ طاعةَ العَرَبِ، فإنْ أنتُم أسلَمْتُم وهاجَرْتُم إلينا، فأنتُم بمَنْزِلَتِنا، يَجري عليكم ما يَجري علينا، وإنْ أنتُم أسلَمْتُم وأقَمْتُم في دِيارِكُم فأنتُم بمَنْزِلةِ الأعْرابِ، يَجري لكُم ما يَجري لهم، ويَجري عليكُم ما يَجري عليهم، فإنْ أبَيْتُم وأقْرَرْتُم بالجِزْيةِ فلكُم ما لأهْلِ الجِزْيةِ، وعليكم ما على أهْلِ الجِزْيةِ، عَرَضَ عليهم ذلك ثلاثةَ أيَّامٍ، ثُمَّ قال لِأصحابِه: انْهَدوا إليهم، ففَتَحَها.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23734 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف لانقطاعه | أحاديث مشابهة

6 - أنَّ أمَّ سُلَيمٍ خرَجَتْ يومَ حُنَينٍ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومعها خَنْجَرٌ فقال لها أبو طَلحةَ : يا أمَّ سُلَيمٍ ما هذا ؟ قالت : اتَّخَذْتُه واللهِ إنْ دنا منِّي رجُلٌ بعَجْتُ به بطنَه فقال أبو طَلحةَ : ألا تسمَعُ ما تقولُ أمُّ سُلَيمٍ تقولُ كذا وكذا فقالت : يا رسولَ اللهِ أقتُلُ مَن بعدَنا مِن الطُّلقاءِ انهزَموا بكَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا أمَّ سُلَيمٍ إنَّ اللهَ قد كفى وأحسَن )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7185 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

7 -  إنَّ أحدَكم إذا كان في المسجدِ، جاءَ الشيطانُ فأَبَسَّ به كما يُبِسُّ الرجلُ بدابَّتِه، فإذا سكَنَ له زنَقَه، أو أَلجَمَه. قال أبو هُرَيرةَ: فأنتم تَرَوْنَ ذلك، أمَّا المزنوقُ فتراه مائلًا كذا، لا يَذكُرُ اللهَ، وأمَّا الملجومُ ففاتِحٌ فاه لا يَذكُرُ اللهَ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 8370 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

8 - إنَّا لَقُعودٌ عِندَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحدِّثُنا ويوصينا، إذ أتاهُ رَجُلٌ.. فذكَرَ مِثلَهُ [أي: حديثَ: إنَّا لَقُعُودٌ عندَ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الصُّفَّةِ وهو يَقُصُّ علينا ويُذَكِّرُنا، إذ جاءَه رجلٌ فسارَّه، فقال: اذهَبوا فاقتُلوه قال: فلمَّا ولَّى الرَّجُلُ دعاه رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: أيشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ؟ قال الرجُلُ: نعَمْ يا رسولَ الله، فقال: اذهَبوا فخَلُّوا سبيلَه؛ فإنَّما أُمِرْتُ أن أقاتِلَ النَّاسَ حتى يَشهَدوا أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، فإذا فعلوا ذلك حُرِّمَت عليَّ دماؤُهم وأموالُهم إلَّا بحَقِّها]
الراوي : أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16164 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

9 - ولَّاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خُمسَ الخُمسِ، فوضَعتُه مَواضِعَه حياةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحياةَ أبي بَكْرٍ، وحياةَ عُمَرَ، فأُتِيَ بمالٍ، فدَعاني، فقال: خُذْه، فقلتُ: لا أُريدُه، قال: خُذْه؛ فأنتم أحَقُّ به، قلتُ: قد استَغْنَينا عنه، فجعَلَه في بيتِ المالِ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 2983 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

10 - إنَّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصْغَرُ، قالوا: وما الشِّركُ الأصْغَرُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الرِّياءُ؛ يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لهم يومَ القِيامةِ إذا جُزِيَ الناسُ بأعمالِهم: اذْهَبوا إلى الذين كنتُم تُراؤون في الدُّنيا، فانظُروا هل تَجِدون عِندَهُم جزاءً؟!
الراوي : محمود بن لبيد الأنصاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23630 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

11 - قدِمَ مُعاذٌ مِن اليَمنِ برَقيقٍ، فلَقيَ عُمَرَ بمكَّةَ، فقال: ما هؤلاء؟ قال: أُهدوا لي. قال: ادفَعْهم إلى أبي بَكرٍ. فأبَى، فبات، فرَأى كأنَّه يُجَرُّ إلى النَّارِ، وأنَّ عُمَرَ يَجذِبُه. فلمَّا أصبَحَ، قال: يا ابنَ الخَطَّابِ، ما أُراني إلَّا مُطيعَكَ، إلى أنْ قال: فدَفَعَهم أبو بَكرٍ إليه، ثُمَّ أصبَحَ، فرَآهم يُصلُّونَ، قال: لمَن تُصلُّونَ؟ قالوا: للهِ. قال: فأنتم للهِ!
الراوي : شقيق | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/454 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

12 - أنَّ رَجُلًا عَبَدَ اللهَ في جَزيرةٍ في البَحرِ خَمسَ مِئَةِ سَنَةٍ، فإذا كان يومُ القيامَةِ، قال اللهُ تَعالى: أدْخِلوا عبدي الجَنَّةَ برَحْمَتي، فيقولُ العبدُ: بل بعَمَلي، فيقولُ اللهُ: حاسِبوا بيني وبين عبدي، فلا تَفي عبادتُه بنِعمةِ البَصَرِ، ويَبقى عليه شُكرُ بقيَّةِ نِعَمِه، فيقولُ اللهُ تعالى: اذْهَبوا بعبدي إلى النارِ حتى يقولَ العبدُ: يا ربِّ، أدْخِلْني الجَنَّةَ برَحْمتِك، فيقولُ اللهُ تَعالى: أدْخِلوه الجَنَّةَ برَحْمَتي، فنِعمَ العبدُ كان.
الراوي : - | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج العواصم والقواصم
الصفحة أو الرقم : 5/ 347 | خلاصة حكم المحدث : في إسناده سليمان بن هرم، قال الأزدي: لا يصح حديثه وقال العقيلي: مجهول، وحديثه غير محفوظ. | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

13 - أنَّ أباه طَلْقَ بنَ علِيٍّ حدَّثَه: أنَّه انطَلَقَ وَفدٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ حتى أتَوْه، فأخْبَروه أنَّ بأرْضِهم بَيعةً، واستَوْهَبوه مِن طَهورِه فَضْلَه، فدَعا بماءٍ فتَوَضَّأ وتَمَضمَضَ، ثُمَّ صَبَّه في إداوةٍ، وقال: اذهَبوا بهذا الماءِ، فإذا قَدِمتُم بَلَدَكُم، فاكْسِروا بَيعَتَكُم وانْضَحوا مكانَها مِن هذا الماءِ، واتَّخِذوها مسجِدًا، قال: قُلنا: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّا نَخرُجُ في زَمانٍ كَثيرِ السُّمومِ والحَرِّ، والماءُ يَنشَفُ؟ قال: فمُدُّوه مِن الماءِ؛ فإنَّه يَبْقَى منه شَديدٌ كَثيرٌ رَطْبٌ، قال: فخَرَجْنا حتى بَلَغْنا بَلَدَنا، فكَسَرْنا بَيْعَتَنا، ونَضَحْنا مَكانَها بذلك الماءِ، واتَّخَذْناها مسجِدًا.
الراوي : طلق بن علي الحنفي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 00/ 26 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

14 - عن يَزيدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ قال: كُنَّا بهذا المِربَدِ بالبَصْرةِ، قال: فجاء أعْرابيٌّ معه قِطْعةُ أديمٍ -أو قِطْعةُ جِرابٍ- فقال: هذا كِتابٌ كَتَبَه لي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال أبو العَلاءِ: فأخَذتُه فقَرَأتُه على القَومِ، فإذا فيه: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، هذا كِتابٌ مِن مُحمَّدٍ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبَني زُهَيرِ بنِ أُقَيشٍ: إنَّكم إنْ أقمتُمُ الصَّلاةَ، وأدَّيتُمُ الزَّكاةَ، وأعْطيتُمْ مِن المغانِمِ الخُمُسَ، وسَهمَ النَّبيِّ والصَّفيَّ؛ فأنتُمْ آمِنونَ بأمانِ اللهِ وأمانِ رسولِه. قال: قُلْنا: ما سَمِعتَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقال: سَمِعتُه يقولُ: صَومُ شَهرِ الصَّبرِ وثلاثةِ أيَّامٍ من كُلِّ شَهرٍ، يُذهِبْنَ وَحَرَ الصَّدرِ.
الراوي : رجال من الصحابة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23077 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

15 - سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: كان رَجُلانِ في بَني إسرائيلَ مُتَواخِيَينِ، فكان أحدُهما يُذنِبُ، والآخَرُ مُجتهِدٌ في العِبادةِ، فكان لا يَزالُ المُجتهِدُ يَرى الآخَرَ على الذَّنبِ، فيَقولُ: أقصِرْ، فوجَده يومًا على ذنبٍ، فقال له: أقصِرْ. فقال: خَلِّني وربِّي، أبُعِثتَ علَيَّ رَقيبًا؟ فقال: واللهِ لا يَغفِرُ اللهُ لك، أوْ لا يُدخِلُك الجنَّةَ، فقَبَض أرواحَهما، فاجتَمَعا عِندَ ربِّ العالَمين، فقال لهذا المجتهِدِ: أكُنتَ بي عالِمًا؟ أو كُنتَ على ما في يدَيَّ قادِرًا؟ وقال للمُذنِبِ: اذهَبْ فادخُلِ الجَنَّةَ برَحْمتي، وقال للآخَرِ: اذهَبوا به إلى النَّارِ». قال أبو هُريرةَ: والَّذي نَفْسي بيَدِه، لَتَكلَّمَ بكلمةٍ أوبَقَت دُنْياه وآخِرتَه!
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج شرح الطحاوية
الصفحة أو الرقم : 436 | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

16 - شَهِدتُ الدارَ يومَ أُصِيبَ عُثمانُ، فاطَّلَع عليهم اطِّلاعةً، فقال: ادعُوا لي صاحبَيْكم اللذَينِ ألَّباكُم عليَّ. فدُعِيا له، فقال: نَشَدتُكما اللهَ، أتَعلَمانِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا قَدِم المدينةَ ضاقَ المسجدُ بأهلِه، فقال: مَن يَشتري هذه البُقعةَ مِن خالِصِ مالِه، فيكونَ فيها كالمُسلِمينَ، وله خيرٌ منها في الجنَّةِ؟، فاشترَيتُها مِن خالِصِ مالي، فجعَلتُها بينَ المسلمينَ؟ وأنتم تَمنَعوني أنْ أُصلِّيَ فيه ركعتينِ. ثمَّ قال: أنشُدُكم اللهَ أتَعلَمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا قَدِم المدينةَ لم يكنْ فيها بئرٌ يُستعذَبُ منه إلَّا رُومَةُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يَشتريها مِن خالِصِ مالِه، فيكونَ دَلْوُهُ فيها كَدُلِيِّ المسلمينَ، وله خيرٌ منها في الجنَّةِ؟، فاشترَيتُها مِن خالِصِ مالي، فأنتم تَمنَعوني أنْ أشرَبَ منها. ثمَّ قال: هل تَعلَمونَ أنِّي صاحبُ جَيشِ العُسْرَةِ؟ قالوا: اللهمَّ نَعَم!
الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 555 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

17 - خرَجْنا ستَّة وفد إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خمسةٌ مِن بني حنيفةَ والسادسُ رجُلٌ مِن ضُبَيعةَ بنِ ربيعةَ حتَّى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبايَعْناه وصلَّيْنا معه وأخبَرْناه أنَّ بأرضِنا بِيعةً لنا واستَوْهَبْناه مِن فضلِ طَهورِه فدعا بماءٍ فتوضَّأ منه وتمضمَض ثمَّ صبَّه لنا في إداوةٍ ثمَّ قال : ( اذهَبوا بهذا الماءِ فإذا قدِمْتُم بلدَكم فاكسِروا بِيعتَكم ثمَّ انضَحوا مكانَها مِن هذا الماءِ واتَّخِذوا مكانَها مسجدًا ) فقُلْنا : يا رسولَ اللهِ البلدُ بعيدٌ والماءُ ينشَفُ قال : ( فأمِدُّوه مِن الماءِ فإنَّه لا يزيدُه إلَّا طِيبًا ) فخرَجْنا فتشاحَحْنا على حَمْلِ الإداوةِ أيُّنا يحمِلُها فجعَلها رسولُ اللهِ لكلِّ رجُلٍ منَّا يومًا وليلةً فخرَجْنا بها حتَّى قدِمْنا بلدَنا فعمِلْنا الَّذي أمَرنا وراهبُ ذلك القومِ رجُلٌ مِن طيِّئٍ فنادَيْناه بالصَّلاةِ فقال الرَّاهبُ : دعوةُ حقٍّ ثمَّ هرَب فلَمْ يُرَ بعدُ
الراوي : طلق بن علي الحنفي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1602 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

18 - إنَّ هَوازنَ جاءت يومَ حُنينٍ بالشَّاءِ والإبلِ والغَنمِ فجعَلوها صفَّينِ ليكثُروا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فالتقى المسلمون والمشركون فولَّى المسلمون مُدبِرين كما قال اللهُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أنا عبدُ اللهِ ورسولُه ) فهزَم اللهُ المشركين ولم نضرِبْ بسيفٍ ولم نطعَنْ برُمحٍ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَئذٍ: ( مَن قتَل كافرًا فله سلَبُه ) فقتَل أبو طلحةَ يومَئذٍ عشرينَ رجُلًا وأخَذ أسلابَهم فقال أبو قتادةَ: يا رسولَ اللهِ إنِّي ضرَبْتُ رجُلًا على حبلِ العاتقِ وعليه درعٌ فأُعجِلْتُ عنه أنْ آخُذَها فانظُرْ مع مَن هي فقام رجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ أنا أخَذْتُها فأَرْضِهِ منِّي وأعطِنيها فسكَت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُسأَلُ شيئًا إلَّا أعطاه أو سكَت فقال عمرُ: لا يُفيئُها اللهُ على أَسَدٍ مِن أُسْدِه ويُعطيكها فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: ( صدَق عمرُ ) ولقي أبو طلحةَ أمَّ سُليمٍ ومعها خِنجرٌ فقال: يا أمَّ سُليمٍ ما هذا معكِ ؟ قالت: أرَدْتُ إنْ [ دنا منِّي بعضُ المشركين أنْ أبعَجَ به بطنَه فقال أبو طلحةَ: يا رسولَ اللهِ ألا تسمَعُ ما تقولُ أمُّ سُليمٍ ؟ قالت: يا رسولَ اللهِ ] أقتُلُ بها الطُّلقاءَ انهزَموا بك فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( يا أمَّ سُليمٍ إنَّ اللهَ قد كفى وأحسَن )
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4838 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

19 - أنَّ هَوازِنَ جاءتْ يومَ حُنَينٍ بالصِّبْيانِ والنِّساءِ والإبِلِ والنَّعَمِ، فجَعَلوهُم صُفوفًا يُكْثِرون على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا التَقَوْا ولَّى المسلِمونَ مُدبِرينَ، كما قال اللهُ عزَّ وجَلَّ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عبادَ اللهِ، أنا عبدُ اللهِ ورسولُه، يا مَعشرَ الأنصارِ، أنا عبدُ اللهِ ورسولُه، فهَزَمَ اللهُ المُشرِكينَ -قال عفَّانُ: ولم يَضرِبوا بسَيفٍ ولم يَطعَنوا برُمْحٍ- وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَئذٍ: مَن قَتَلَ كافِرًا فلَه سَلَبُه. فقَتَلَ أبو طَلْحةَ يَومَئذٍ عِشرينَ رَجُلًا وأخَذَ أسلابَهُم، قال: وقال أبو قَتادةَ: يا رسولَ اللهِ، ضَربتُ رَجُلًا على حَبْلِ العاتِقِ، وعليه دِرْعٌ، فأجْهَضْتُ عنه، فانظُرْ مَن أخَذَها، فقام رَجُلٌ فقال: أنا أخَذْتُها، فأَرْضِهِ منها، وأعْطِنيها، قال: وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا يُسألُ شيئًا إلَّا أَعطاه أو سَكَتَ، فسَكَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال عُمَرُ: لا واللهِ لا يُفيئُها اللهُ على أسَدٍ مِن أُسْدِه ويُعطيكَها، فضَحِكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقال: صَدَقَ عُمَرُ. قال: وكانتْ أُمُّ سُلَيْمٍ معها خِنجَرٌ، فقال أبو طَلْحةَ: ما هذا معكِ؟ قالتْ: اتَّخَذتُه إنْ دَنا منِّي بعضُ المُشرِكينَ أنْ أَبْعَجَ به بَطنَه، فقال أبو طَلْحةَ: يا رسولَ اللهِ، ألَا تَسمَعُ ما تقولُ أُمُّ سُلَيْمٍ؟ قالتْ: يا رسولَ اللهِ، اقتُلْ مَن بَعْدَنا مِن الطُّلَقاءِ انهَزَموا بكَ، قال: إنَّ اللهَ قد كَفانا وأحْسَنَ يا أُمَّ سُلَيْمٍ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12977 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

20 - أنَّ هَوازِنَ جاءت يَومَ حُنَينٍ بالنساءِ والصِّبيانِ والإبِلِ والغنَمِ، فجَعَلوها صُفوفًا؛ يُكْثِرونَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا الْتَقَوْا ولَّى المُسلِمونَ مُدْبِرينَ، كما قال اللهُ عزَّ وجلَّ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا عِبادَ اللهِ، أنا عبْدُ اللهِ ورسولُه، ثمَّ قال: يا مَعشَرَ الأنصارِ، أنا عبْدُ اللهِ ورسولُه، قال: فهَزَمَ اللهُ المُشرِكينَ، ولم يُضرَبْ بسَيفٍ، ولم يُطعَنْ برُمْحٍ. قال: وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَومَئذٍ: مِن قتَلَ كافرًا فله سَلَبُه، قال: فقَتَلَ أبو طَلْحةَ يَومَئذٍ عشرينَ رجُلًا، وأخَذَ أَسْلابَهم، وقال أبو قَتادةَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي ضرَبْتُ رجُلًا على حبْلِ العاتِقِ، وعليه دِرعٌ له، وأُجْهِضْتُ عنه -وقد قال حَمَّادٌ أيضًا: فأُعجِلْتُ عنه- فانظُرْ مَن أخَذَها، قال: فقام رجُلٌ فقال: أنا أخَذْتُها، فأَرْضِه منها وأَعطِنِيها، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُسألُ شَيئًا إلَّا أَعْطاهُ أو سكَتَ، قال: فسكَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: فقال عُمرُ: والله لا يُفِيئُها اللهُ على أَسَدٍ مِن أُسْدِه ويُعْطِيكها، قال: فضَحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقال: صَدَقَ عُمرُ. ولَقيَ أبو طَلْحةَ أُمَّ سُلَيمٍ معها خِنجَرٌ، فقال أبو طَلْحةَ: ما هذا معكِ؟ قالت: أرَدْتُ إنْ دَنا مِنِّي بعضُ المُشرِكينَ أنْ أَبْعَجَ به بَطنَه، قال: فقال أبو طَلْحةَ: ألَا تَسمَعُ ما تقولُ أُمُّ سُلَيمٍ؟! قالت: يا رسولَ اللهِ، اقتُلْ مَن بَعْدَنا مِنَ الطُّلَقاءِ؛ انهَزَموا بك، فقال: إنَّ اللهَ قد كَفانا وأحسَنَ يا أُمَّ سُلَيمٍ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 13975 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

21 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعجِبُه الرؤْيا الحسنةُ، فرُبَّما قال: رأى أحَدٌ منكم رُؤْيا؟ فإذا رأى الرَّجُلُ الرؤْيا الذي لا يَعرِفُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، سَأل عنه، فإنْ كان ليس به بأسٌ، كان أَعْجَبَ لرُؤْياهُ إليه، فجاءتِ امرأةٌ، فقالت: يا رسولَ اللهِ، رأيْتُ كأنِّي دخَلْتُ الجَنَّةَ، فسمِعتُ وَجْبةً ارتَجَّتْ لها الجَنَّةُ، فُلانُ بنُ فُلانٍ، وفُلانُ بنُ فُلانٍ، حتى عَدَّتِ اثنَيْ عشَرَ رجُلًا، فجيءَ بهم عليهم ثيابٌ طُلْسٌ، تَشْخَبُ أوداجُهم دَمًا، فقيل: اذهَبوا بهم إلى نَهرِ البَيْذَخِ -أو البَيْدَحِ-، فغُمِسوا فيه، فخَرَجوا منه وُجوهُهم مِثلُ القمرِ لَيلةَ البَدرِ، ثمَّ أُتُوا بكَراسيَّ مِن ذهَبٍ، فقَعَدوا عليها، وأُتُوا بصَحفةٍ فأَكَلوا منها، فما يَقْلِبونها لشِقٍّ إلَّا أَكَلوا فاكهةً ما أَرادوا. وجاء البَشيرُ مِن تلك السَّريَّةِ، فقال: كان مِن أمْرِنا كذا وكذا، وأُصيبَ فُلانٌ وفُلانٌ حتى عَدَّ اثنَيْ عشَرَ رجُلًا الذين عَدَّتِ المرأةُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: علَيَّ بالمرأةِ، فجاءت، قال: قُصِّي على هذا رُؤْياكِ، فقَصَّتْ، فقال: هو كما قالت.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 13698 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم. | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

22 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تُعجِبُه الرُّؤْيا الحَسَنةُ، فربَّما قال: هل رَأى أَحَدٌ منكم رُؤْيا؟ فإذا رَأى الرجُلُ رُؤْيا سأَلَ عنه، فإنْ كان ليس به بأسٌ، كان أعجَبَ لرُؤْياه إليه، قال: فجاءَتِ امرأةٌ فقالت: يا رسولَ اللهِ، رأيْتُ كأنِّي دخَلْتُ الجَنَّةَ، فسمِعْتُ بها وَجْبةً، ارتجَّتْ لها الجَنَّةُ، فنظَرْتُ، فإذا قد جيءَ بفُلانِ بنِ فُلانٍ، وفُلانِ بنِ فُلانٍ، حتى عدَّتِ اثْنَيْ عَشَرَ رجُلًا، وقد بعَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَريَّةً قبْلَ ذلك، قالت: فجيءَ بهم عليهم ثيابٌ طُلْسٌ، تَشخَبُ أَوْداجُهم، قالت: فقيل: اذْهَبوا بهم إلى نَهرِ البَيْذَخِ، -أو قال: إلى نَهرِ البَيْدَحِ- قال: فغُمِسوا فيه، فخرَجوا منه وُجوهُهم كالقَمرِ ليلةَ البَدرِ، قالت: ثُم أُتوا بكراسيَّ من ذهَبٍ، فقعَدوا عليها، وأُتِيَ بصَحْفةٍ -أو كلمةٍ نَحوِها- فيها بُسْرةٌ، فأكَلوا منها، فما يُقلِّبونَها لشِقٍّ، إلَّا أكَلوا من فاكهةٍ ما أَرادوا، وأكَلْتُ معهم، قال: فجاءَ البَشيرُ من تلك السَّريَّةِ فقال: يا رسولَ اللهِ، كان من أَمرِنا كذا وكذا، وأُصيبَ فُلانٌ وفُلانٌ، حتى عدَّ الاثْنَيْ عَشَرَ الذين عدَّتْهمُ المرأةُ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بالمرأةِ فجاءَتْ، قال: قُصِّي على هذا رُؤْياكِ، فقصَّتْ، قال: هو كما قالت لرسولِ اللهِ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12385 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

23 - عن ضَمضَمِ بنِ جَوسٍ، قال: دخلتُ مَسجدَ المَدينةِ، فناداني شيخٌ، فقال: يا يَماميُّ تَعالَ. وما أعرِفُه، فقال: لا تَقولَنَّ لِرَجُلٍ: واللهِ لا يَغفِرُ اللهُ لكَ أبدًا، ولا يُدخِلُكَ الجنَّةَ. قُلتُ: ومَن أنتَ يَرحَمُكَ اللهُ؟ قال: أبو هُرَيرةَ. قال: فقُلتُ: إنَّ هذه لَكلمةٌ يَقولُها أحَدُنا لبعضِ أهلِه إذا غضِبَ، أو لزوجتِه، أو لخادمِه. قال: فإنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ رجُلَيْنِ كانا في بَني إسرائيلَ مُتحابَّيْنِ أحَدُهما مُجتهدٌ في العبادةِ، والآخَرُ كأنَّه يقولُ: مُذنبٌ، فجعَلَ يقولُ: أقصِرْ، أقصِرْ عمَّا أنتَ فيه. قال: فيقولُ: خَلِّني ورَبِّي، قال: حتى وجَدَه يومًا على ذَنبٍ استَعظَمَه، فقال: أقصِرْ، فقال: خَلِّني ورَبِّي، أبُعِثتَ علينا رَقيبًا؟ فقال: واللهِ لا يَغفِرُ اللهُ لكَ أبدًا، ولا يُدخِلُكَ اللهُ الجنَّةَ أبدًا، قال: فبعَثَ اللهُ إليهما مَلَكًا، فقبَضَ أرواحَهما، فاجتَمَعا عندَه، فقال للمُذنبِ: ادخُلِ الجنَّةَ برَحمَتي، وقال للآخَرِ: أتَستطيعُ أن تَحظُرَ على عَبدي رَحمَتي؟ فقال: لا يا ربِّ. قال: اذهَبوا به إلى النارِ. قال أبو هُرَيرةَ: والذي نَفسي بيَدِه، لَتَكَلَّمَ بكَلمةٍ أوبَقَتْ دُنياه وآخِرتَه، يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفُسِهم لا تَقنَطوا مِن رَحمةِ اللهِ، إنَّ اللهَ يَغفِرُ الذنوبَ جَميعًا ولا يُبالي.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناووط | المصدر : تخريج شرح السنة
الصفحة أو الرقم : 4188 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

24 - "يوضَعُ الصِّراطُ بيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، عليه حَسَكٌ كحَسَكِ السَّعْدانِ، ثُم يَستَجيزُ النَّاسُ، فناجٍ مُسَلَّمٌ، ومَجْدوحٌ به، ثُم ناجٍ ومُحتَبَسٌ به، فمَنكوسٌ فيها، فإذا فرَغ اللهُ عزَّ وجلَّ منَ القَضاءِ بيْنَ العِبادِ، يَفقِدُ المُؤمِنونَ رِجالًا كانوا معهم في الدُّنيا، يُصلُّونَ بصلاتِهم، ويُزكُّونَ بزَكاتِهم، ويصومونَ صيامَهم، ويَحُجُّونَ حَجَّهم، ويَغْزونَ غَزْوَهم، فيقولونَ: أيْ ربَّنا، عبادٌ من عبادِكَ كانوا معنا في الدُّنيا، يُصلُّونَ صلاتَنا، ويُزكُّونَ زَكاتَنا، ويصومونَ صيامَنا، ويَحُجُّونَ حَجَّنا، ويَغْزونَ غَزْونا، لا نَراهم، فيقولُ: اذْهَبوا إلى النَّارِ، فمَن وجَدْتم فيها منهم، فأَخْرِجوه، قال: فيَجِدونَهم قد أَخَذتْهمُ النَّارُ على قَدرِ أعمالِهم، فمنهم مَن أَخَذتْه إلى قدَمَيْه، ومنهم مَن أَخَذتْه إلى نِصفِ ساقَيْه، ومنهم مَن أَخَذتْه إلى رُكبتَيْه، ومنهم مَن أَزِرتْه، ومنهم مَن أَخَذتْه إلى ثَديَيْه، ومنهم مَن أَخَذتْه إلى عُنُقِه، ولم تَغْشَ الوُجوهَ، فيَستَخرِجونَهم منها، فيُطرَحونَ في ماءِ الحياةِ"، قيل: يا رسولَ اللهِ، وما الحياةُ؟ قال: "غُسْلُ أهلِ الجَنَّةِ، فيَنبُتونَ نباتَ الزَّرْعةِ"، وقال مرَّةً: "فيه كما تَنبُتُ الزَّرْعةُ في غُثاءِ السَّيلِ، ثُم يَشفَعُ الأنْبياءُ في كلِّ مَن كان يَشهَدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصًا، فيُخرِجونَهم منها"، قال: "ثُم يَتحنَّنُ اللهُ برحمتِه على مَن فيها، فما يَترُكُ فيها عبدًا في قلبِه مِثقالُ حَبَّةٍ من إيمانٍ إلَّا أَخرَجه منها".
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11081 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

25 - [عن] ضمضم بن جوس، قال: دخَلْتُ مسجدَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا أنا بشيخٍ مُصفِّرٍ رأسَه برَّاقِ الثَّنايا معه رجُلٌ أدعَجُ جميلُ الوجهِ شابٌّ فقال الشَّيخُ: يا يَماميُّ تَعالَ لا تقولَنَّ لرجُلٍ أبدًا: لا يغفِرُ اللهُ لك واللهِ لا يُدخِلُك اللهُ الجنَّةَ أبدًا قُلْتُ: ومَن أنتَ يرحَمُك اللهُ ؟ قال: أنا أبو هُريرةَ قُلْتُ: إنَّ هذه لَكلمةٌ يقولُها أحدُنا لبعضِ أهلِه أو لخادمِه إذا غضِب عليها قال: فلا تَقُلْها إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( كان رجُلانِ مِن بني إسرائيلَ متواخيَيْنِ أحدُهما مُجتهِدٌ في العبادةِ والآخَرُ مُذنِبٌ فأبصَر المُجتهدُ المُذنِبَ على ذنبٍ فقال له: أقصِرْ فقال له: خَلِّني وربِّي قال: وكان يُعيدُ ذلك عليه ويقولُ: خَلِّني وربِّي حتَّى وجَده يومًا على ذنبٍ فاستعظَمه فقال وَيْحَك أقصِرْ قال خُلِّني وربِّي أبُعِثْتَ عليَّ رقيبًا ؟ ! فقال: واللهِ لا يغفِرُ اللهُ لك أبدًا أو قال: لا يُدخِلُك اللهُ الجنَّةَ أبدًا فبُعِث إليهما ملَكٌ فقبَض أرواحَهما فاجتمَعا عندَه جلَّ وعلا فقال ربُّنا للمُجتهِدِ: أكُنْتَ عالِمًا أم كُنْتَ قادرًا على ما في يدي أم تحظُرُ رحمتي على عبدي ؟ اذهَبْ إلى الجنَّةِ يُريدُ المُذنِبَ وقال للآخَرِ: اذهبَوا به إلى النَّارِ فوالَّذي نفسي بيدِه لَتكلَّم بكلمةٍ أوبقَتْ دنياه وآخِرتَه )
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5712 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

26 - زنى رجُلٌ من اليهودِ وامرأةٌ، فقال بعضُهم لبعضٍ: اذهَبوا بنا إلى هذا النبيِّ، فإنَّه نبيٌّ بُعِث بالتخفيفِ، فإنْ أفتانا بفُتْيا دونَ الرَّجْمِ قبِلْناها، واحتَجَجْنا بها عندَ اللهِ، قُلْنا: فُتْيا نبيٍّ من أنبيائِك، قال: فأتَوُا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو جالسٌ في المسجِدِ في أصحابِه، فقالوا: يا أبا القاسمِ، ما ترى في رجُلٍ وامرأةٍ منهم زَنَيا؟ فلم يُكلِّمْهم كَلِمةً حتى أتى بيتَ مِدْراسِهم، فقام على البابِ، فقال: أنشُدُكم باللهِ الذي أنزَلَ التَّوْراةَ على موسى، ما تجِدونَ في التَّوْراةِ على مَن زنى إذا أُحصِنَ؟ قالوا: يُحمَّمُ ويُجبَّهُ ويُجلَدُ، والتَّجْبِيهُ: أنْ يُحمَلَ الزانيانِ على حِمارٍ، وتُقابَلَ أقفِيَتُهما، ويُطافَ بهما، قال: وسكَتَ شابٌّ منهم، فلمَّا رآه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سكَتَ ألَظَّ به النِّشْدةَ، فقال: اللهُمَّ إذ نشَدْتَنا فإنَّا نجِدُ في التَّوْراةِ الرَّجْمَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فما أوَّلُ ما ارتَخَصتُم أمرَ اللهِ؟ قال: زنَى ذو قَرابةٍ من مَلِكٍ من مُلوكِنا، فأُخِّرَ عنه الرَّجْمُ، ثم زنى رجُلٌ في أسرةٍ من الناسِ، فأرادَ رَجْمَه، فحال قومُه دونَه، وقالوا: لا يُرجَمُ صاحبُنا حتى تجيءَ بصاحِبِك فترجُمَه، فاصطَلَحوا على هذه العقوبةِ بينَهم، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فإنِّي أحكُمُ بما في التَّوْراةِ، فأمَرَ بهما فرُجِما. قال الزُّهْريُّ: فبلَغَنا أنَّ هذه الآيةَ نزَلَتْ فيهم: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} [المائدة: 44]، كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منهم.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 4450 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره | أحاديث مشابهة

27 - أنَّ رَجُلًا مُولَّدًا أطلَسَ من أهلِ مكَّةَ كان يَخدُمُ أبا بَكرٍ في خِلافَتِه، فلَطَفَ به حتى بَعَثَ أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه مُصدِّقًا فبَعَثَه معه، وأَوْصاه به، فلَبِثَ قريبًا من شَهرٍ، ثم جاءَ يوضِعُ بَعيرَه قد قَطَعَه المُصدِّقُ، فلمَّا رَآه أبو بَكرٍ قال: وَيلَكَ ما لكَ؟، قال: يا أبا بَكرٍ، وَجَدَني خُنتُ فَريضةً، فقَطَعَ فيها يَدي، قال أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه: قاتَلَ اللهُ هذا الذي قَطَعَ يَدَكَ في فَريضةٍ خُنتَها، واللهِ إنِّي لأَراه يَخونُ أكثَرَ من ثلاثينَ فَريضةً، والذي نَفْسي بيَدِه لئن كُنتَ صادِقًا لأُقيدَنَّكَ منه، فمَكَثَ عندَ أبي بَكرٍ بمَنزِلَتِه التي بها كان يقومُ، فيُصَلِّي منَ اللَّيلِ، فيَتَعارُّ أبو بَكرٍ عن فِراشِه، فإذا سَمِعَ قِراءَتَه فاضتْ عَيْناه، وقال: قاتَلَ اللهُ الذي قَطَعَ يَدَ هذا، قالت: فبَينا نحن على ذلك، طُرِقَتْ أسماءُ بنتُ عُمَيسٍ فسُرِقَ بيتُها، فلمَّا صَلَّى أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه صَلاةَ الفَجرِ قامَ في الناسِ، فقال: إنَّ الحيَّ قد طُرِقوا اللَّيلَ فسُرِقوا، فانْفَضُّوا لابتِغاءِ متاعِهم، قالت: فاستأذَنَ علينا ذلك الأقطَعُ، وأنا جالِسةٌ في حِجالٍ، فقال: يا أبا بَكرٍ، سُرِقتُمُ الليلةَ؟ قال: نَعَمْ قال: فرَفَعَ يَدَه الصَّحيحةَ ويَدَه الجَذْماءَ، فقال: اللَّهُمَّ عَيِّنْ على سارِقِ أبي بَكرٍ، قالت: فواللهِ ما ارتَفَعَ النَّهارُ حتى أُخِذَتِ السَّرِقةُ من بيتِه، فأُتِيَ به أبو بَكرٍ، فقال له: وَيحَكَ، واللهِ ما أنتَ باللهِ بعالِمٍ، اذهَبوا به فاقطَعوه.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم : 5/ 75 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما | أحاديث مشابهة

28 - يَقولُ: بَعَثَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ جَيشًا إلى بَني العَنبَرِ، فأخَذوهم برُكبةَ مِن ناحيةِ الطَّائِفِ، فاستاقوهم إلى نَبيِّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فرَكِبتُ، فسَبَقتُهم إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقُلتُ: السَّلامُ عليكَ يا نَبيَّ اللهِ ورَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه، أتانا جُندُكَ فأخَذونا، وقد كُنَّا أسلَمْنا وخَضرَمْنا آذانَ النَّعَمِ، فلَمَّا قَدِمَ بَلعَنبَرَ، قال لي نَبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هل لكم بَيِّنةٌ على أنَّكم أسلَمتُم قَبلَ أنْ تُؤخَذوا في هذه الأيَّامِ؟ قُلتُ: نَعَمْ. قال: مَن بَيِّنتُكَ؟ قُلتُ: سَمُرةُ، رَجُلٌ مِن بَني العَنبَرِ، ورَجُلٌ آخَرُ. سَمَّاه له، فشَهِدَ الرَّجُلُ، وأبى سَمُرةُ أنْ يَشهَدَ، فقال نَبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: قد أبى أنْ يَشهَدَ لكَ، فتَحلِفُ مع شاهِدِكَ الآخَرِ؟ قُلتُ: نَعَمْ. فاستَحلَفَني، فحَلَفتُ باللهِ: لقد أسلَمْنا يَومَ كذا وكذا، وخَضرَمْنا آذانَ النَّعَمِ. فقال نَبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اذهَبوا، فقاسِموهم أنصافَ الأموالِ، ولا تَمَسُّوا ذَراريَّهم، لولا أنَّ اللهَ لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمَلِ ما رَزَيْناكم عِقالًا. قال الزُّبَيبُ: فدَعَتْني أُمِّي، فقالت: هذا الرَّجُلُ أخَذَ زُربيَّتي، فانصَرَفتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يَعني فأخبَرتُه، فقال لي: احبِسْه. فأخَذتُ بتَلبيبِه، وقُمتُ معه مَكانَنا، ثم نَظَرَ إلينا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قائِمينَ، فقال: ما تُريدُ بأسيرِكَ؟ فأرسَلتُه مِن يَدي، فقامَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقال لِلرَّجُلِ: رُدَّ على هذا زُربيَّةَ أُمِّه التي أخَذتَ منها. قال: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّها خَرَجتْ مِن يَدي. قال: فاختَلَعَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَيفَ الرَّجُلِ، فأعطانيه، وقال لِلرَّجُلِ: اذهَبْ، فزِدْه آصُعًا مِن طَعامٍ. قال: فزادَني آصُعًا مِن شَعيرٍ.
الراوي : زبيب بن ثعلبة العنبري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 3612 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

29 - لمَّا نزَلْنا أرضَ الحَبشةِ، جاوَرْنا بها خيرَ جارٍ النَّجاشيَّ، أمِنَّا على دِينِنا، وعبَدْنا اللهَ تَعالى لا نُؤذَى، ولا نَسمَعُ شيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلك قُرَيشًا، ائتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشيِّ فينا رَجُلَينِ جَلدَينِ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشيِّ هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مكَّةَ، وكان مِن أعجَبِ ما يَأتيه منها إليه الأَدَمُ. فجَمَعوا له أَدَمًا كَثيرًا، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطريقًا إلَّا أهدَوا إليه هَديَّةً، ثُمَّ بَعَثوا بذلك عبدَ اللهِ بنَ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةَ المَخزوميَّ، وعَمرَو بنَ العاصِ السَّهْميَّ، وأمَّروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قبلَ أنْ تُكلِّموا النَّجاشيَّ فيهم، ثُمَّ قَدِّموا له هَداياه، ثُمَّ سَلُوه أنْ يُسلِمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا، فقَدِما على النَّجاشيِّ، ونحن عندَه بخَيرِ دارٍ، عندَ خيرِ جارٍ، فلمْ يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَديَّتَه، وقالا له: إنَّه قد ضَوَى إلى بَلدِ المَلِكَ منَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنتم، وقد بَعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم، ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم، فأشيروا عليه بأنْ يُسلِمَهم إلينا، ولا يُكلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهم: نعمْ. ثُمَّ إنَّهما قَرَّبا هَدايا النَّجاشيِّ، فقبِلَها منهم، ثُمَّ كَلَّماه، فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه ضَوَى إلى بَلدِكَ منَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنت، وقد بعَثَنا إليك أشرافُ قَومِهم مِن آبائِهم وأعمامِهم وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ وعَمرٍو مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشيُّ كَلامَهم. فقالتْ بَطارِقَتُه حَولَه: صدَقوا أيُّها المَلِكُ، فأسلِمْهم إليهما. فغضِبَ النَّجاشيُّ، ثُمَّ قال: لا ها اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوَروني، ونزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِواي حتى أدْعُوهم، فأسألَهم. ثُمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ، فدَعاهم، فلمَّا جاءهم رسولُه اجتَمَعوا، ثُمَّ قال بَعضُهم لبَعضٍ: ما تقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قالوا: نقولُ -واللهِ- ما علِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كائنًا في ذلك ما كان. فلمَّا جاؤوه وقد دَعا النَّجاشيُّ أساقِفَتَه، فنشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحدٍ مِن هذه الأُمَمِ؟ قالتْ: وكان الذي يُكلِّمُه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّا كنَّا قَومًا أهلَ جاهليَّةٍ؛ نَعبُدُ الأصنامَ، ونَأكُلُ المَيْتةَ، ونَأتي الفَواحشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، ويَأكُلُ القَويُّ منَّا الضَّعيفَ، فكنَّا على ذلك حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا منَّا، نَعرِفُ نَسَبَه وصِدقَه وأمانتَه وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كنَّا نَعبُدُ وآباؤنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأوْثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحَديثِ، وأداءِ الأمانة، وصِلةِ الرَّحمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عن المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عن الفَواحشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ لا نُشرِكُ به شيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ، والزَّكاةِ، والصِّيامِ -قالتْ: فعَدَّدَ له أُمورَ الإسلامِ-؛ فصَدَّقْناه، وآمَنَّا به، واتَّبَعْناه، فعَدا علينا قَومُنا، فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوْثانِ، وأنْ نَستحِلَّ ما كنَّا نَستحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالُوا بيْنَنا وبيْنَ دِينِنا؛ خرَجْنا إلى بَلدِكَ، واختَرْناكَ على مَن سِواكَ، ورغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال: هل معك ممَّا جاء به عن اللهِ مِن شيءٍ؟ قال: نعمْ. قال: فاقرَأْه علَيَّ. فقرَأَ عليه صَدرًا مِن: {كهيعص}، فبَكى -واللهِ- النَّجاشيُّ حتى أخضَلَ لِحيَتَه، وبكَتْ أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تُليَ عليهم. ثُمَّ قال النَّجاشيُّ: إنَّ هذا والذي جاء به موسى ليَخرُجُ مِن مِشْكاةٍ واحدةٍ، انطَلِقا، فواللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبدًا، ولا أُكادُ. فلمَّا خَرَجا، قال عَمرٌو: واللهِ لأُنبِئَنَّه غَدًا عَيبَهم، ثُمَّ أستأصِلُ خَضراءَهم. فقال له عَبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتقى الرَّجُلَينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى عَبدٌ. ثُمَّ غَدَا عليه، فقال: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأرسِلْ إليهم، فسَلْهم عما يقولونَ فيه. فأرسَلَ يَسألُهم. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُها، فاجتمَعَ القَومُ، ثُمَّ قالوا: نقولُ -واللهِ- فيه ما قال اللهُ تَعالى، كائنًا ما كان. فلمَّا دَخَلوا عليه، قال لهم: ما تقولونَ في عيسى؟ فقال له جَعفَرٌ: نقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عَبدُ اللهِ، ورسولُه، ورُوحُه، وكَلِمتُه ألقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ. فضَرَبَ النَّجاشيُّ يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ عُودًا، ثُمَّ قال: ما عَدا عيسى ما قُلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتم سُيومٌ بأرضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ-، مَن سَبَّكم غرِمَ، ثُمَّ مَن سَبَّكم غرِمَ، ما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرى ذَهبًا، وأنِّي آذَيتُ رَجُلًا منكم -والدَّبْرُ بلِسانِهم: الجَبلُ-، رُدُّوا عليهما هَداياهما، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ منِّي الرِّشْوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشْوةَ فيه، وما أطاعَ النَّاسَ فيَّ، فأُطيعَهم فيه. فخَرَجا مَقبوحَيْنِ! مَردودًا عليهما ما جاءا به، وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خيرِ جارٍ. فواللهِ إنَّا على ذلك، إذ نزَلَ به -يَعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- فواللهِ ما علِمْنا حَربًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حَربٍ حربناه ، تَخوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلك على النَّجاشيِّ، فيَأتيَ رَجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشيُّ يَعرِفُ منه. وسار النَّجاشيُّ، وبينهما عَرضُ النِّيلِ. فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن رَجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثُمَّ يَأتيَنا بالخَبرِ؟ فقال الزُّبَيرُ: أنا. -وكان مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا- فنَفَخوا له قِربةً، فجَعَلها في صَدرِه، ثُمَّ سَبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى مَكانِ المُلتقى، وحضَرَ. فدَعَوْنا اللهَ للنَّجاشيِّ بالظُّهورِ على عَدوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوسَقَ له أمْرُ الحَبشةِ، فكنَّا عندَه في خيرِ مَنزِلٍ حتى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بمكَّةَ.
الراوي : أم سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/431-434 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه
 

61 - إذا خَلَصَ المُؤمِنون مِنَ النَّارِ يَومَ القيامةِ وأَمِنوا، فما مُجادَلةُ أحَدِكم لصاحِبِه في الحَقِّ يكونُ له في الدُّنيا بأشَدَّ مُجادَلةً له من المُؤمِنينَ لرَبِّهم في إخْوانِهم الَّذين أُدخِلوا النَّارَ، قال: يَقولون: ربَّنا، إخْوانُنا كانوا يُصلُّون معنا، ويَصومون معنا، ويَحُجُّون معنا، فأدْخَلْتَهمُ النَّارَ، قال: فيقولُ: اذْهَبوا فأخْرِجوا مَن عَرَفتُم، فيَأتونَهم فيَعرِفونَهم بصُوَرِهم، لا تَأكُلُ النَّارُ صُورَهم، فمنهم مَن أخَذَتْه النَّارُ إلى أنْصافِ ساقَيهِ، ومنهم مَن أخَذَتْه إلى كَعبَيهِ، فيُخرِجونَهم، فيَقولون: ربَّنا، أخْرَجْنا مَن أمَرْتَنا، ثُمَّ يقولُ: أخْرِجوا مَن كان في قَلْبِه وَزْنُ دِينارٍ من الإيمانِ، ثُمَّ مَن كان في قَلْبِه وَزْنُ نِصْفُ دِينارٍ، حتى يقولَ: مَن كان في قَلْبِه مِثقالُ ذَرَّةٍ. قال أبو سَعيدٍ: فمَن لم يُصدِّقْ بهذا، فلْيَقرَأْ هذه الآيَةَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40] قال: فيَقولون: ربَّنا قد أخْرَجْنا مَن أمَرْتَنا، فلم يَبْقَ في النَّارِ أحَدٌ فيه خَيرٌ، قال: ثُمَّ يقولُ اللهُ: شَفَعَتِ الملائكةُ، وشَفَعَ الأنبياءُ، وشَفَعَ المُؤمِنونَ، وبَقِيَ أرحَمُ الرَّاحِمينَ، قال: فيَقبِضُ قَبْضةً مِنَ النَّارِ -أو قال: قَبضَتَينِ- ناسٌ لم يَعمَلوا للهِ خَيرًا قَطُّ، قدِ احْتَرَقوا حتى صاروا حُمَمًا، قال: فيُؤْتى بهم إلى ماءٍ يُقالُ له: ماءُ الحَياةِ، فيُصَبُّ عليهم، فيَنبُتون كما تَنبُتُ الحِبَّةُ في حَميلِ السَّيلِ، فيَخرُجون من أجْسادِهم مِثلَ اللُّؤلُؤِ، في أعْناقِهم الخاتَمُ: عُتَقاءُ اللهِ، قال: فيُقالُ لهم: ادْخُلوا الجَنَّةَ، فما تَمنَّيتُم أو رَأيتُمْ من شَيءٍ فهو لكم عِندي أفضَلُ من هذا، قال: فيَقولون: ربَّنا، وما أفضَلُ من ذلك؟ قال: فيَقولُ: رِضائي عليكم، فلا أسخَطُ عليكم أبَدًا.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11898 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه مسلم (185)، وابن ماجه (4309) بنحوه مختصراً، وأحمد (11898) واللفظ له | شرح حديث مشابه

62 - يَقولُ: بَعَثَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ جَيشًا إلى بَني العَنبَرِ، فأخَذوهم برُكبةَ مِن ناحيةِ الطَّائِفِ، فاستاقوهم إلى نَبيِّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فرَكِبتُ، فسَبَقتُهم إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقُلتُ: السَّلامُ عليكَ يا نَبيَّ اللهِ ورَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه، أتانا جُندُكَ فأخَذونا، وقد كُنَّا أسلَمْنا وخَضرَمْنا آذانَ النَّعَمِ، فلَمَّا قَدِمَ بَلعَنبَرَ، قال لي نَبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هل لكم بَيِّنةٌ على أنَّكم أسلَمتُم قَبلَ أنْ تُؤخَذوا في هذه الأيَّامِ؟ قُلتُ: نَعَمْ. قال: مَن بَيِّنتُكَ؟ قُلتُ: سَمُرةُ، رَجُلٌ مِن بَني العَنبَرِ، ورَجُلٌ آخَرُ. سَمَّاه له، فشَهِدَ الرَّجُلُ، وأبى سَمُرةُ أنْ يَشهَدَ، فقال نَبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: قد أبى أنْ يَشهَدَ لكَ، فتَحلِفُ مع شاهِدِكَ الآخَرِ؟ قُلتُ: نَعَمْ. فاستَحلَفَني، فحَلَفتُ باللهِ: لقد أسلَمْنا يَومَ كذا وكذا، وخَضرَمْنا آذانَ النَّعَمِ. فقال نَبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اذهَبوا، فقاسِموهم أنصافَ الأموالِ، ولا تَمَسُّوا ذَراريَّهم، لولا أنَّ اللهَ لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمَلِ ما رَزَيْناكم عِقالًا. قال الزُّبَيبُ: فدَعَتْني أُمِّي، فقالت: هذا الرَّجُلُ أخَذَ زُربيَّتي، فانصَرَفتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يَعني فأخبَرتُه، فقال لي: احبِسْه. فأخَذتُ بتَلبيبِه، وقُمتُ معه مَكانَنا، ثم نَظَرَ إلينا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قائِمينَ، فقال: ما تُريدُ بأسيرِكَ؟ فأرسَلتُه مِن يَدي، فقامَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقال لِلرَّجُلِ: رُدَّ على هذا زُربيَّةَ أُمِّه التي أخَذتَ منها. قال: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّها خَرَجتْ مِن يَدي. قال: فاختَلَعَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَيفَ الرَّجُلِ، فأعطانيه، وقال لِلرَّجُلِ: اذهَبْ، فزِدْه آصُعًا مِن طَعامٍ. قال: فزادَني آصُعًا مِن شَعيرٍ.
الراوي : زبيب بن ثعلبة العنبري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 3612 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

63 - كان مَلِكٌ فيمَنْ كان قبْلَكم له ساحرٌ فلمَّا كبِر قال للمَلِكِ : إنِّي قد كبِرْتُ فابعَثْ إليَّ غُلامًا أُعلِّمْه السِّحرَ فبعَث له غُلامًا يُعلِّمُه فكان في طريقِه إذا سلَك راهبٌ فقعَد إليه وسمِع كلامَه وأعجَبه فكان إذا أتى السَّاحرَ ضرَبه وإذا رجَع مِن عندِ السَّاحرِ قعَد إلى الرَّاهبِ وسمِع كلامَه فإذا أتى أهلَه ضرَبوه فشكا ذلكَ إلى الرَّاهبِ فقال له : إذا خشِيتَ السَّاحرَ فقُلْ : حبَسني أهلي وإذا خشِيتَ أهلَكَ فقُلْ : حبَسني السَّاحرُ فبَيْنَما هو كذلك إذ أتى على دابَّةٍ عظيمةٍ قد حبَسَتِ النَّاسَ فقال : اليومَ أعلَمُ : الرَّاهبُ أفضَلُ أمِ السَّاحرُ ؟ فأخَذ حجَرًا ثمَّ قال : اللَّهمَّ إنْ كان أمرُ الرَّاهبِ أحَبَّ إليكَ مِن أمرِ السَّاحرِ فاقتُلْ هذه الدَّابَّةَ حتَّى يمضيَ النَّاسُ فرماها فقتَلها ومضى النَّاسُ فأتى الرَّاهبَ فأخبَره فقال له الرَّاهبُ : أيْ بُنَيَّ أنتَ اليومَ أفضَلُ منِّي وإنَّكَ ستُبتَلى فإنِ ابتُلِيتَ فلا تدُلَّ علَيَّ فكان الغلامُ يُبرِئُ الأَكْمَهَ والأبرصَ ويُداوي سائرَ الأدواءِ فسمِع جليسٌ للمَلِكِ - كان قد عَمِي - فأتى الغلامَ بهدايا كثيرةٍ فقال : ما ها هنا لكَ أجمَعُ إنْ أنتَ شَفَيْتَني قال : إنِّي لا أَشفِي أحَدًا إنَّما يَشفِي اللهُ فإنْ آمَنْتَ باللهِ دعَوْتُ اللهَ فشفاك فآمَن باللهِ فشفاه اللهُ فأتى المَلِكَ يمشي يجلِسُ إليه كما كان يجلِسُ فقال المَلِكُ : فلانُ ، مَن ردَّ عليكَ بصَرَكَ ؟ قال : ربِّي قال : ولكَ ربٌّ غيري ؟ قال : ربِّي وربُّكَ واحدٌ فلَمْ يزَلْ يُعذِّبُه حتَّى دلَّ على الغُلامِ فجِيءَ بالغُلامِ فقال له المَلِكُ : أيْ بُنَيَّ قد بلَغ مِن سِحرِكَ ما تُبرِئُ الأَكْمَهَ والأبرصَ وتفعَلُ وتفعَلُ ؟ قال : إنِّي لا أشفِي أحَدًا إنَّما يَشفِي اللهُ فأخَذه فلَمْ يزَلْ يُعذِّبُه حتَّى دلَّ على الرَّاهبِ فجِيء بالرَّاهبِ فقيل له : ارجِع عنْ دِينِكَ فأبى فدعا بالمِنشارِ فوضَع المِنشارَ في مَفرِقِ رأسِه فشُقَّ به حتَّى وقَع شِقَّاه ثمَّ جِيء بجليسِ المَلِكِ فقيل : ارجِعْ عن دِينِكَ فأبى فوضَع المِنشارَ في مَفرِقِ رأسِه فشقَّه به حتَّى وقَع شِقَّاه ثمَّ جِيء بالغُلامِ فقيل له : ارجِعْ عنْ دِينِكَ فأبى فدفَعه إلى نفرٍ مِن أصحابِه فقال : اذهَبوا به إلى جَبلِ كذا وكذا فاصعَدوا به الجبَلَ فإذا بلَغْتُم ذِروتَه فإنْ رجَع عنْ دِينِه وإلَّا فاطرَحوه فذهَبوا به فصعِدوا به الجبلَ فقال : اللَّهمَّ اكفِنيهم بما شِئْتَ فرجَف بهم الجبَلُ فسقَطوا وجاء يمشي إلى المَلِكِ فقال له المَلِكُ : ما فعَل أصحابُكَ ؟ قال : كفانيهم اللهُ فدفَعه إلى قومٍ مِن أصحابِه فقال : اذهَبوا به فاحمِلوه في قُرقُورٍ فوسِّطوا به البحرَ فلجِّجوا به فإنْ رجَع عنْ دِينِه وإلَّا فاقذِفوه فذهَبوا به فقال : اللَّهمَّ اكفِنيهم بما شِئْتَ فانكفَأَتْ بهم السَّفينةُ وجاء يمشي إلى المَلِكِ فقال له المَلِكُ : ما فعَل أصحابُكَ ؟ قال : كفانيهم اللهُ فقال للملِكِ : وإنَّكَ لَسْتَ بقاتلي حتَّى تفعَلَ ما آمُرُكَ به قال : وما هو ؟ قال : تجمَعُ النَّاسَ في صعيدٍ واحدٍ وتصلِبُني على جِذْعٍ ثمَّ خُذْ سَهمًا مِن كِنانتِكَ ثمَّ ضَعِ السَّهمِ في كبِدِ القوسِ ثمَّ قُلْ : بسمِ اللهِ ربِّ الغُلامِ ثمَّ ارمِني فإنَّكَ إذا فعَلْتَ ذلكَ قتَلْتَني فجمَع النَّاسَ في صعيدٍ واحدٍ ثمَّ صلَبه على جِذْعٍ ثمَّ أخَذ سهمًا مِن كِنانتِه ثمَّ وضَع السَّهمَ في كبِدِ قوسِه ثمَّ قال : بسمِ اللهِ ربِّ الغلامِ ثمَّ رماه فوقَع السَّهمُ في صُدْغِه فوضَع يدَه في موضِعِ السَّهمِ فمات فقال النَّاسُ : آمنَّا برَبِّ الغُلامِ آمنَّا برَبِّ الغُلامِ ثلاثًا فأُتِي الملِكُ فقيل له : أرأَيْتَ ما كُنْتَ تحذَرُ قد واللهِ نزَل بكَ حَذَرُكَ قد آمَن النَّاسُ فأمَر بالأُخدودِ بأفواهِ السِّكَكِ فخُدَّتْ وأضرَم النِّيرانَ وقال : مَن لَمْ يرجِعْ عنْ دِينِه فأَحْمُوه ففعَلوا حتَّى جاءتِ امرأةٌ ومعها صَبيٌّ لها فتقاعَسَتْ أنْ تقَعَ فيها فقال لها الغُلامُ : يا أُمَّهْ اصبِري فإنَّكِ على الحقِّ
الراوي : صهيب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 873 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

64 - لمَّا نزَلْنا أرضَ الحَبشةِ، جاوَرْنا بها خيرَ جارٍ النَّجاشيَّ، أمِنَّا على دِينِنا، وعبَدْنا اللهَ تَعالى لا نُؤذَى، ولا نَسمَعُ شيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلك قُرَيشًا، ائتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشيِّ فينا رَجُلَينِ جَلدَينِ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشيِّ هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مكَّةَ، وكان مِن أعجَبِ ما يَأتيه منها إليه الأَدَمُ. فجَمَعوا له أَدَمًا كَثيرًا، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطريقًا إلَّا أهدَوا إليه هَديَّةً، ثُمَّ بَعَثوا بذلك عبدَ اللهِ بنَ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةَ المَخزوميَّ، وعَمرَو بنَ العاصِ السَّهْميَّ، وأمَّروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قبلَ أنْ تُكلِّموا النَّجاشيَّ فيهم، ثُمَّ قَدِّموا له هَداياه، ثُمَّ سَلُوه أنْ يُسلِمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا، فقَدِما على النَّجاشيِّ، ونحن عندَه بخَيرِ دارٍ، عندَ خيرِ جارٍ، فلمْ يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَديَّتَه، وقالا له: إنَّه قد ضَوَى إلى بَلدِ المَلِكَ منَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنتم، وقد بَعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم، ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم، فأشيروا عليه بأنْ يُسلِمَهم إلينا، ولا يُكلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهم: نعمْ. ثُمَّ إنَّهما قَرَّبا هَدايا النَّجاشيِّ، فقبِلَها منهم، ثُمَّ كَلَّماه، فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه ضَوَى إلى بَلدِكَ منَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنت، وقد بعَثَنا إليك أشرافُ قَومِهم مِن آبائِهم وأعمامِهم وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ وعَمرٍو مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشيُّ كَلامَهم. فقالتْ بَطارِقَتُه حَولَه: صدَقوا أيُّها المَلِكُ، فأسلِمْهم إليهما. فغضِبَ النَّجاشيُّ، ثُمَّ قال: لا ها اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوَروني، ونزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِواي حتى أدْعُوهم، فأسألَهم. ثُمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ، فدَعاهم، فلمَّا جاءهم رسولُه اجتَمَعوا، ثُمَّ قال بَعضُهم لبَعضٍ: ما تقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قالوا: نقولُ -واللهِ- ما علِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كائنًا في ذلك ما كان. فلمَّا جاؤوه وقد دَعا النَّجاشيُّ أساقِفَتَه، فنشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحدٍ مِن هذه الأُمَمِ؟ قالتْ: وكان الذي يُكلِّمُه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّا كنَّا قَومًا أهلَ جاهليَّةٍ؛ نَعبُدُ الأصنامَ، ونَأكُلُ المَيْتةَ، ونَأتي الفَواحشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، ويَأكُلُ القَويُّ منَّا الضَّعيفَ، فكنَّا على ذلك حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا منَّا، نَعرِفُ نَسَبَه وصِدقَه وأمانتَه وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كنَّا نَعبُدُ وآباؤنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأوْثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحَديثِ، وأداءِ الأمانة، وصِلةِ الرَّحمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عن المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عن الفَواحشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ لا نُشرِكُ به شيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ، والزَّكاةِ، والصِّيامِ -قالتْ: فعَدَّدَ له أُمورَ الإسلامِ-؛ فصَدَّقْناه، وآمَنَّا به، واتَّبَعْناه، فعَدا علينا قَومُنا، فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوْثانِ، وأنْ نَستحِلَّ ما كنَّا نَستحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالُوا بيْنَنا وبيْنَ دِينِنا؛ خرَجْنا إلى بَلدِكَ، واختَرْناكَ على مَن سِواكَ، ورغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال: هل معك ممَّا جاء به عن اللهِ مِن شيءٍ؟ قال: نعمْ. قال: فاقرَأْه علَيَّ. فقرَأَ عليه صَدرًا مِن: {كهيعص}، فبَكى -واللهِ- النَّجاشيُّ حتى أخضَلَ لِحيَتَه، وبكَتْ أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تُليَ عليهم. ثُمَّ قال النَّجاشيُّ: إنَّ هذا والذي جاء به موسى ليَخرُجُ مِن مِشْكاةٍ واحدةٍ، انطَلِقا، فواللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبدًا، ولا أُكادُ. فلمَّا خَرَجا، قال عَمرٌو: واللهِ لأُنبِئَنَّه غَدًا عَيبَهم، ثُمَّ أستأصِلُ خَضراءَهم. فقال له عَبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتقى الرَّجُلَينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى عَبدٌ. ثُمَّ غَدَا عليه، فقال: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأرسِلْ إليهم، فسَلْهم عما يقولونَ فيه. فأرسَلَ يَسألُهم. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُها، فاجتمَعَ القَومُ، ثُمَّ قالوا: نقولُ -واللهِ- فيه ما قال اللهُ تَعالى، كائنًا ما كان. فلمَّا دَخَلوا عليه، قال لهم: ما تقولونَ في عيسى؟ فقال له جَعفَرٌ: نقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عَبدُ اللهِ، ورسولُه، ورُوحُه، وكَلِمتُه ألقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ. فضَرَبَ النَّجاشيُّ يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ عُودًا، ثُمَّ قال: ما عَدا عيسى ما قُلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتم سُيومٌ بأرضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ-، مَن سَبَّكم غرِمَ، ثُمَّ مَن سَبَّكم غرِمَ، ما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرى ذَهبًا، وأنِّي آذَيتُ رَجُلًا منكم -والدَّبْرُ بلِسانِهم: الجَبلُ-، رُدُّوا عليهما هَداياهما، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ منِّي الرِّشْوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشْوةَ فيه، وما أطاعَ النَّاسَ فيَّ، فأُطيعَهم فيه. فخَرَجا مَقبوحَيْنِ! مَردودًا عليهما ما جاءا به، وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خيرِ جارٍ. فواللهِ إنَّا على ذلك، إذ نزَلَ به -يَعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- فواللهِ ما علِمْنا حَربًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حَربٍ حربناه ، تَخوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلك على النَّجاشيِّ، فيَأتيَ رَجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشيُّ يَعرِفُ منه. وسار النَّجاشيُّ، وبينهما عَرضُ النِّيلِ. فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن رَجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثُمَّ يَأتيَنا بالخَبرِ؟ فقال الزُّبَيرُ: أنا. -وكان مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا- فنَفَخوا له قِربةً، فجَعَلها في صَدرِه، ثُمَّ سَبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى مَكانِ المُلتقى، وحضَرَ. فدَعَوْنا اللهَ للنَّجاشيِّ بالظُّهورِ على عَدوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوسَقَ له أمْرُ الحَبشةِ، فكنَّا عندَه في خيرِ مَنزِلٍ حتى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بمكَّةَ.
الراوي : أم سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/431-434 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

65 - ( هل رأى أحَدٌ مِن رؤيا ) ؟ فيقُصُّ عليه مَن شاء اللهُ أنْ يقُصَّ وإنَّه قال لنا ذاتَ غَداةٍ : ( إنَّه أتاني اللَّيلةَ آتيانِ وإنَّهما ابتَعَثاني وإنَّهما قالا لي : انطلِقْ وإنِّي انطلَقْتُ معهما حتَّى أتَيْنا على رجُلٍ مُضطجِعٍ وإذا آخَرُ قائمٌ عليه بصَخرةٍ وإذا هو يَهوِي بالصَّخرةِ لرأسِه فيثلَغُ بها رأسَه فتُدَهْدِهُهُ الصَّخرةُ ها هنا فيقومُ إلى الحَجَرِ فيأخُذُه فما يرجِعُ إليه - أحسَبُه قال : حتَّى يصِحَّ رأسُه كما كان ثمَّ يعودُ عليه فيفعَلُ به مِثْلَ ما فعَل المرَّةَ الأُولى قال : قُلْتُ : سُبحانَ اللهِ ما هذانِ ؟ قالا لي انطلِقِ انطلِقْ قال : فانطلَقْتُ معهما فأتَيْنا على رجُلٍ مُستَلْقٍ لقفاه وإذا آخَرُ عليه بكَلُّوبٍ مِن حديدٍ فإذا هو يأتي أحَدَ شِقَّيْ وجهِه فيُشَرْشِرُ شِدْقَه إلى قفاه ومَنخِرَه إلى قفاه وعينَه إلى قفاه ثمَّ يتحوَّلُ إلى الجانبِ الآخَرِ فيفعَلُ به مِثْلَ ما فعَل بالجانبِ الأوَّلِ فما يفرُغُ مِن ذلك الجانبِ حتَّى يصِحَّ الجانبُ الأوَّلُ كما كان ثمَّ يعودُ فيفعَلُ به مِثْلَ ما فعَل المرَّةَ الأُولى قال : قُلْتُ : سُبحانَ اللهِ ما هذانِ ؟ قالا : انطلِقِ انطلِقْ فانطلَقْتُ معهما فأتَيْنا على مِثْلِ بِناءِ التَّنُّورِ قال عوفٌ : أحسَبُ أنَّه قال : فإذا فيه لَغَطٌ وأصواتٌ فاطَّلَعْنا فإذا فيه رجالٌ ونساءٌ عُراةٌ وإذا بنَهَرِ لهيبٍ مِن أسفَلَ منهم فإذا أتاهم ذلك اللَّهَبُ تَضَوْضَوْا قال : قُلْتُ : ما هؤلاء ؟ قالا لي : انطلِقِ انطلِقْ قال : فانطلَقْنا على نَهَرٍ - حسِبْتُ أنَّه قال : أحمَرَ مِثْلِ الدَّمِ - وإذا في النَّهَرِ رجُلٌ يسبَحُ وإذا عندَ شطِّ النَّهَرِ رجُلٌ قد جمَع عندَه حجارةً كثيرةً وإذا ذلك السَّابحُ يسبَحُ ما يسبَحُ ثمَّ يأتي ذلك الرَّجُلَ الَّذي جمَع الحجارةَ فيفغَرُ له فاه فيُلقِمُه حجَرًا قال : قُلْتُ : ما هؤلاءِ ؟ قالا لي : انطلِقِ انطلِقْ قال : فانطلَقْنا فأتَيْنا على رجُلٍ كريهِ المَرْآةِ كأكرَهِ ما أنتَ راءٍ رجُلًا مَرْآهُ فإذا هو عندَ نارٍ يحُشُّها ويسعى حولَها قال : قُلْتُ لهما : ما هذا ؟ قالا لي : انطلِقِ انطلِقْ فانطلَقْنا فأتَيْنا على رَوضةٍ فيها مِن كلِّ نَوْرِ الرَّبيعِ وإذا بيْنَ ظَهْرَيِ الرَّوضةِ رجُلٌ قائمٌ طويلٌ لا أكادُ أرى رأسَه طُولًا في السَّماءِ وأرى حولَ الرَّجُلِ مِن أكثرِ وِلدانٍ رأَيْتُهم قطُّ وأحسَنِه قال : قُلْتُ لهما : ما هؤلاءِ ؟ قالا لي : انطلِقِ انطلِقْ فانطلَقْنا وأتَيْنا دَوحةً عظيمةً لم أرَ دَوحةً قطُّ أعظَمَ منها ولا أحسَنَ قالا لي : ارقَ فيها قال : فارتقَيْنا فيها فانتهَيْنا إلى مدينةٍ مبنيَّةٍ بلَبِنِ ذهَبٍ ولَبِنِ فضَّةٍ فأتَيْنا بابَ المدينةِ فاستفتَحْنا ففُتِح لنا فقُلْنا : ما منها رجالٌ شَطْرٌ مِن خَلْقِهم كأحسَنِ ما أنتَ رَاءٍ وشَطْرٌ كأقبَحِ ما أنتَ راءٍ قال : قالا لهم : اذهَبوا فقَعُوا في ذلك النَّهرِ فإذا نَهَرٌ مُعترِضٌ يجري كأنَّ ماءَه المَحْضُ في البَياضِ فذهَبوا فوقَعوا فيه ثمَّ رجَعوا وقد ذهَب ذلك السُّوءُ عنهم وصاروا في أحسَنِ صورةٍ قال : قالا لي : هذه جنَّةُ عَدْنٍ وهذاكَ مَنزِلُك قال : فسمَا بصَري صُعُدًا فإذا قصرٌ مِثْلُ الرَّبابةِ البَيضاءِ قال : قالا لي : هذاك مَنزِلُكَ قال : قُلْتُ لهما : بارَك اللهُ فيكما ذَرَاني أدخُلْه قال : قالا لي : أمَّا الآنَ فلا وأنتَ داخِلُه قال : فإنِّي رأَيْتُ منذُ اللَّيلةِ عجَبًا فما هذا الَّذي رأَيْتُ ؟ قال : قالا لي : أمَا إنَّا سنُخبِرُكَ : أمَّا الرَّجُلُ الأوَّلُ الَّذي أتَيْتَ عليه يُثلَغُ رأسُه بالحجَرِ فإنَّه الرَّجُلُ يأخُذُ القُرآنَ فيرفُضُه وينامُ عنِ الصَّلاةِ المكتوبةِ وأمَّا الرَّجُلُ الَّذي أتَيْتَ عليه يُشَرْشَرُ شِدْقُه إلى قَفاهُ وعينُه إلى قفاه ومَنخِرُه إلى قفاه فإنَّه الرَّجُلُ يغدو مِن بيتِه فيكذِبُ الكِذْبةَ فتبلُغُ الآفاقَ وأمَّا الرِّجالُ والنِّساءُ العُراةُ الَّذينَ في مِثْلِ بِناءِ التَّنُّورِ فإنَّهم الزُّناةُ والزَّواني وأمَّا الرَّجُلُ الَّذي في النَّهَرِ فيلتقِمُ الحِجارةَ فإنَّه آكِلُ الرِّبا وأمَّا الرَّجُلُ الكَريهُ المَرْآةُ الَّذي عندَ النَّارِ يحُشُّها فإنَّه مالكٌ خازِنُ جهنَّمَ وأمَّا الرَّجُلُ الطَّويلُ الَّذي في الرَّوضةِ فإنَّه إبراهيمُ عليه السَّلامُ وأمَّا الوِلْدانُ الَّذينَ حَوْلَه فكلُّ مولودٍ وُلِد على الفِطرةِ قال : فقال بعضُ المسلِمينَ : يا رسولَ اللهِ وأولادُ المُشرِكينَ ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : وأولادُ المُشرِكينَ وأمَّا القومُ الَّذينَ شَطْرٌ منهم حسَنٌ وشَطْرٌ منهم قبيحٌ فهُمْ قومٌ خلَطوا عمَلًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا فتجاوَز اللهُ عنهم )
الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 655 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

66 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ممَّا يقولُ لأصحابِه: هل رَأى أحَدٌ منكم رُؤيا؟ قال: فيَقُصُّ عليه مَن شاء اللهُ أنْ يَقُصَّ، قال: وإنَّه قال لنا ذاتَ غَداةٍ: إنَّه أتاني اللَّيلةَ آتيانِ، وإنَّهما ابتَعَثاني، وإنَّهما قالا لي: انطلِقْ، وإنِّي انطلَقتُ معهما، وإنَّا أتَيْنا على رَجُلٍ مُضطَجِعٍ، وإذا آخَرُ قائمٌ عليه بصَخرةٍ، وإذا هو يَهوي عليه بالصَّخرةِ لرَأسِه، فيَثلَغُ بها رأسَه، فيَتَدَهْدا الحَجَرُ هاهُنا، فيَتبَعُ الحَجَرَ يَأخُذُه، فما يَرجِعُ إليه حتى يَصِحَّ رأسُه كما كان، ثُمَّ يَعودُ عليه، فيَفعلُ به مِثلَ ما فَعَلَ المَرَّةَ الأُولى، قال: قُلتُ: سُبحانَ اللهِ! ما هذانِ؟ قالا لي: انطلِقِ انطلِقْ، فانطلَقتُ معهما، فأتَيْنا على رَجُلٍ مُستَلقٍ لقَفاه، وإذا آخَرُ قائمٌ عليه بكَلُّوبٍ مِن حَديدٍ، وإذا هو يَأتي أحَدَ شِقَّيْ وَجهِه فيُشَرشِرُ شِدْقَه إلى قَفاه، ومَنخِرَيْه إلى قَفاه، وعَينَيْه إلى قَفاه، قال: ثُمَّ يَتحوَّلُ إلى الجانبِ الآخَرِ، فيَفعَلُ به مِثلَ ما فَعَلَ بالجانبِ الأوَّلِ، فما يَفرُغُ مِن ذلك الجانبِ حتى يَصِحَّ الأوَّلُ كما كان، ثُمَّ يَعودُ فيَفعَلُ به مِثلَ ما فَعَلَ به المَرَّةَ الأُولى، قال: قُلتُ: سُبحانَ اللهِ! ما هذانِ؟ قالا لي: انطلِقِ انطلِقْ، قال: فانطلَقْنا، فأتَيْنا على مِثلِ بِناءِ التَّنُّورِ، قال عَوفٌ: وأحسَبُ أنَّه قال: وإذا فيه لَغَطٌ وأصْواتٌ، قال: فاطَّلَعتُ، فإذا فيه رِجالٌ ونِساءٌ عُراةٌ، وإذا هم يَأتيهم لَهيبٌ مِن أسفلَ منهم، فإذا أتاهم ذلك اللَّهَبُ ضَوْضَوْا، قال: قُلتُ: ما هؤلاء؟ قالا لي: انطلِقِ انطلِقْ، فانطلَقتُ فأتَيْنا على نَهرٍ، حَسِبتُ أنَّه قال: أحمرَ، مِثلِ الدَّمِ، وإذا في النَّهرِ رَجُلٌ يَسبَحُ، ثُمَّ يَأتي ذلك الرَّجُلُ الذي قد جَمَعَ الحِجارةَ، فيَفغَرُ له فاه، فيُلقِمُه حَجَرًا حَجَرًا، قال: فيَنطلِقُ فيَسبَحُ ما يَسبَحُ، ثُمَّ يَرجِعُ إليه، كلَّما رَجَعَ إليه فَغَرَ له فاه، وألقَمَه حَجَرًا، قال: قُلتُ: ما هذا؟، قال: قالا لي: انطلِقِ انطلِقْ، فانطلَقْنا فأتَيْنا على رَجُلٍ كَريهِ المَرآةِ، كأكرَهِ ما أنت راءٍ رَجُلًا مَرْآةً، فإذا هو عندَ نارٍ له يَحُشُّها، ويَسعى حَولها، قُلتُ لهما: ما هذا؟ قالا لي: انطلِقِ انطلِقْ، فانطلَقتُ فأتَيْنا على رَوضةٍ مُعشِبةٍ فيها مِن كلِّ نَورِ الرَّبيعِ، قال: وإذا بيْنَ ظَهْرانَيِ الرَّوضةِ رَجُلٌ قائمٌ طَويلٌ، لا أكادُ أنْ أرى رأسَه طُولًا في السَّماءِ، وإذا حَولَ الرَّجُلِ مِن أكثرِ وِلدانٍ رَأَيتُهم قَطُّ وأحسنِه، قال: قُلتُ لهما: ما هذا وما هؤلاء؟ قالا لي: انطلِقِ انطلِقْ، فانطلَقتُ فانتَهَيْنا إلى دَوحةٍ عَظيمةٍ لم أرَ دَوحةً قَطُّ أعظمَ منها، ولا أحسنَ، قال: فقالا لي: ارْقَ فيها، فارتَقَيْنا فيها، فانتَهَيْنا إلى مَدينةٍ مَبنيَّةٍ بلَبِنِ ذَهبٍ، ولَبِنِ فِضَّةٍ، فأتَيْنا بابَ المدينةِ، فاستَفتَحْنا، ففُتِحَ لنا، فدَخَلْنا فتَلقَّانا فيها رِجالٌ شَطرٌ مِن خَلْقِهم كأحسنِ ما أنت راءٍ، وشَطرٌ كأقبحِ ما أنت راءٍ، قال: فقالا لهم: اذهَبوا فقَعوا في ذلك النَّهرِ، فإذا نَهرٌ صَغيرٌ مُعترِضٌ يَجري كأنَّما هو المَحضُ في البَياضِ، قال: فذَهَبوا فوَقَعوا فيه، ثُمَّ رَجَعوا إلينا، وقد ذَهَبَ ذلك السُّوءُ عنهم، وصاروا في أحسنِ صورةٍ، قال: فقالا لي: هذه جنَّةُ عَدنٍ، وهاذاك مَنزِلُكَ، قال: فسَما بَصَري صُعُدًا، فإذا قَصرٌ مِثلُ الرَّبابةِ البَيضاءِ، قالا لي: هاذاك مَنزِلُكَ، قال: قُلتُ لهما: بارَكَ اللهُ فيكما، ذَرَاني فلأَدخُلْه، قال: قالا لي: أمَّا الآن فلا، وأنت داخِلُه، قال: فإنِّي رَأَيتُ منذ اللَّيلةِ عَجَبًا، فما هذا الذي رَأَيتُ؟ قال: قالا لي: أمَا إنَّا سنُخبِرُكَ: أمَّا الرَّجُلُ الأوَّلُ الذي أتَيتَ عليه يُثلَغُ رأسُه بالحَجَرِ؛ فإنَّه رَجُلٌ يَأخُذُ القُرآنَ فيَرفُضُه، ويَنامُ عن الصَّلاةِ المَكتوبةِ، وأمَّا الرَّجُلُ الذي أتَيتَ عليه يُشَرشَرُ شِدْقُه إلى قَفاه، وعَيناه إلى قَفاه، ومَنخِراه إلى قَفاه؛ فإنَّه الرَّجُلُ يَغدو مِن بَيتِه، فيَكذِبُ الكِذْبةَ تَبلُغُ الآفاقَ، وأمَّا الرِّجالُ والنِّساءُ العُراةٌ الذين في بِناءٍ مِثلِ بِناءِ التَّنُّورِ؛ فإنَّهم الزُّناةُ والزَّواني، وأمَّا الرَّجُلُ الذي يَسبَحُ في النَّهرِ، ويُلقَمُ الحِجارةَ؛ فإنَّه آكِلُ الرِّبا، وأمَّا الرَّجُلُ الكَريهُ المَرآةِ الذي عندَ النَّارِ يَحُشُّها؛ فإنَّه مالكٌ خازنُ جَهنَّمَ، وأمَّا الرَّجُلُ الطَّويلُ الذي رَأَيتَ في الرَّوضةِ؛ فإنَّه إبراهيمُ عليه السَّلامُ، وأمَّا الوِلدانُ الذين حَوله؛ فكلُّ مَولودٍ مات على الفِطرةِ، قال: فقال بعضُ المُسلِمينَ: يا رسولَ اللهِ، وأَولادُ المُشركينَ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وأَولادُ المُشركينَ، وأمَّا القَومُ الذين كان شَطرٌ منهم حَسنًا، وشَطرٌ قَبيحًا؛ فإنَّهم قَومٌ خَلَطوا عملًا صالحًا وآخَرَ سَيِّئًا، فتَجاوَزَ اللهُ عنهم.
الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 20094 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (7658)، وأحمد (20094) واللفظ له

67 - انقلَب عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ إلى منزلِه بمنًى في آخِرِ حجَّةٍ حجَّها عمرُ بنُ الخطَّابِ فقال: إنَّ فلانًا يقولُ: لو قد مات عمرُ بايَعْتُ فلانًا قال عمرُ: إنِّي قائمٌ العشيَّةَ في النَّاسِ وأُحذِّرُهم هؤلاء الَّذينَ يُريدونَ أنْ يغصِبوهم أمرَهم قال عبدُ الرَّحمنِ: فقُلْتُ: لا تفعَلْ يا أميرَ المؤمنينَ فإنَّ المَوسِمَ يجمَعُ رَعاعَ النَّاسِ وغَوْغاءَهم، وإنَّ أولئكَ الَّذينَ يغلِبونَ على مجلسِكَ إذا أقَمْتَ في النَّاسِ فيَطيروا بمقالتِك ولا يضَعوها مواضعَها، أمهِلْ حتَّى تقدَمَ المدينةَ فإنَّها دارُ الهجرةِ فتخلُصَ بعلماءِ النَّاسِ وأشرافِهم وتقولَ ما قُلْتَ متمكِّنًا، ويَعونَ مقالتَك ويضَعونها مواضعَها فقال عمرُ: لئِنْ قدِمْتُ المدينةَ سالِمًا إنْ شاء اللهُ لأتكلَّمَنَّ في أوَّلِ مقامٍ أقومُه فقدِم المدينةَ في عقِبِ ذي الحجَّةِ فلمَّا كان يومُ الجمعةِ عجَّلْتُ الرَّواحَ في شدَّةِ الحرِّ فوجَدْتُ سعيدَ بنَ زيدٍ قد سبَقني فجلَس إلى ركنِ المنبرِ الأيمنِ وجلَسْتُ إلى جنبِه تمَسُّ ركبتي ركبتَه فلم أنشَبْ أنْ طلَع عمرُ فقُلْتُ لسعيدٍ: أمَا إنَّه سيقولُ اليومَ على هذا المنبرِ مقالةً لم يقُلْها منذُ استُخلِف قال: وما عسى أنْ يقولَ ؟ فجلَس عمرُ على المنبرِ فحمِد اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُه ثمَّ قال: أمَّا بعدُ فإنِّي قائلٌ لكم مقالةً قُدِّر لي أنْ أقولَها لا أدري لعلَّها بينَ يدَيْ أجَلي فمَن عقَلها ووعاها فلْيُحدِّثْ بها حيث انتَهتْ به راحلتُه ومَن لم يعقِلْها فلا يحِلُّ لمسلمٍ أنْ يكذِبَ عليَّ: إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى بعَث محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنزَل عليه الكتابَ فكان فيما أُنزِل عليه آيةُ الرَّجمِ فقرَأ بها ورجَم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورجَمْنا بعدَه، وأخافُ إنْ طال بالنَّاسِ زمانٌ أنْ يقولَ قائلٌ: ما نجِدُ آيةَ الرَّجمِ في كتابِ اللهِ فيضِلُّوا بتركِ فريضةٍ أنزَلها اللهُ، والرَّجمُ حقٌّ على مَن زنى مِن الرِّجالِ والنِّساءِ إذا قامتِ البيِّنةُ أو كان حَملٌ أو اعترافٌ، وايمُ اللهِ لولا أنْ يقولَ النَّاسُ: زاد عمرُ في كتابِ اللهِ لكتَبْتُها ألا وإنَّا كنَّا نقرَأُ ( لا ترغَبوا عن آبائِكم فإنَّ كفرًا بكم أنْ ترغَبوا عن آبائِكم ) ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ( لا تُطروني كما أطَرتِ النَّصارى عيسى ابنَ مريمَ فإنَّما أنا عبدٌ فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه ) ألا وإنَّه بلَغني أنَّ فلانًا قال: لو قد مات عمرُ بايَعْتُ فلانًا فمَن بايَع امرأً مِن غيرِ مشورةٍ مِن المسلِمينَ فإنَّه لا بيعةَ له ولا للَّذي بايَعه فلا يغتَرَّنَّ أحدٌ فيقولَ: إنَّ بيعةَ أبي بكرٍ كانت فَلتةً ألا وإنَّها كانت فلتةً إلَّا أنَّ اللهَ وقى شرَّها وليس منكم اليومَ مَن تُقطَعُ إليه الأعناقُ مِثلُ أبي بكرٍ ألا وإنَّه كان مِن خيرِنا يومَ توفَّى اللهُ رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ المهاجرينَ اجتمَعوا إلى أبي بكرٍ وتخلَّف عنَّا الأنصارُ في سَقيفةِ بني ساعدةَ فقُلْتُ لأبي بكرٍ: انطلِقْ بنا إلى إخوانِنا مِن الأنصارِ ننظُرْ ما صنَعوا فخرَجْنا نؤُمُّهم فلقيَنا رجلانِ صالحانِ منهم فقالا: أين تذهَبون يا معشرَ المهاجرينَ ؟ فقُلْتُ: نُريدُ إخوانَنا مِن الأنصارِ قال: فلا عليكم ألَّا تأتوهم اقضوا أمرَكم يا معشرَ المهاجرينَ فقُلْتُ: واللهِ لا نرجِعُ حتَّى نأتيَهم فجِئْناهم فإذا هم مجتمعونَ في سَقيفةِ بني ساعدةَ وإذا رجلٌ مزَّمِّلٌ بينَ ظَهْرانَيْهم فقُلْتُ: مَن هذا ؟ فقالوا: سعدُ بنُ عُبادةَ قُلْتُ: ما له ؟ قالوا: وجِعٌ، فلمَّا جلَسْنا قام خطيبُهم فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثمَّ قال: أمَّا بعدُ فنحنُ أنصارُ اللهِ وكتيبةُ الإسلامِ وقد دفَّت إلينا - يا معشرَ المسلِمينَ - منكم دافَّةٌ وإذا هم قد أرادوا أنْ يختصُّوا بالأمرِ ويُخرِجونا مِن أصلِنا قال عمرُ: فلمَّا سكَت أرَدْتُ أنْ أتكلَّمَ وقد كُنْتُ زوَّرْتُ مقالةً قد أعجَبتْني أُريدُ أنْ أقولَها بينَ يدَيْ أبي بكرٍ وكُنْتُ أُداري منه بعضَ الحَدِّ وكان أحلَمَ منِّي وأوقَرَ فأخَذ بيدي وقال: اجلِسْ فكرِهْتُ أنْ أُغضِبَه فتكلَّم فواللهِ ما ترَك ممَّا زوَّرْتُه في مقالتي إلَّا قال مثلَه في بديهتِه أو أفضَلَ فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثمَّ قال: أمَّا بعدُ فما ذكَرْتُم مِن خيرٍ فأنتم أهلُه ولن يعرِفَ العربُ هذا الأمرَ إلَّا لهذا الحيِّ مِن قريشٍ هم أوسطُ العربِ دارًا ونسبًا وقد رضيتُ لكم أحدَ هذينِ الرَّجلينِ فبايِعوا أيَّهما شِئْتُم وأخَذ بيدي ويدِ أبي عُبيدةَ بنِ الجرَّاحِ وهو جالسٌ بيننا فلم أكرَهْ شيئًا مِن مقالتِه غيرَها كان واللهِ لَأنْ أُقدَّمَ فتُضرَبَ عنقي في أمرٍ لا يُقرِّبُني ذلك إلى إثمٍ أحَبَّ إليَّ مِن أنْ أُؤمَّرَ على قومٍ فيهم أبو بكرٍ فقال فتى الأنصارِ: أنا جُذَيْلُها المحكَّكُ وعُذَيْقُها المرجَّبُ منَّا أميرٌ ومنكم أميرٌ يا معشرَ قريشٍ فكثُر اللَّغطُ وخشيتُ الاختلافَ فقُلْتُ: ابسُطْ يدَك يا أبا بكرٍ فبسَطها فبايَعْتُه وبايَعه المهاجرونَ والأنصارُ ونزَوْنا على سعدٍ فقال قائلٌ: قتَلْتُم سعدًا فقُلْتُ: قتَل اللهُ سعدًا فلم نجِدْ شيئًا هو أفضلَ مِن مبايعةِ أبي بكرٍ خشيتُ إنْ فارَقْنا القومَ أنْ يُحدِثوا بعدَنا بيعةً فإمَّا أنْ نُبايِعَهم على ما لا نرضى وإمَّا أنْ نُخالِفَهم فيكونَ فسادًا واختلافًا فبايَعْنا أبا بكرٍ جميعًا ورضينا به
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 413 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه البخاري (6830) بلفظ مقارب، ومسلم (1691) مختصراً باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

68 - أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ أخبَره أنَّه كان يُقرئُ عبدَ الرَّحمنِ بنَ عوفٍ في خلافةِ عمرَ بنِ الخطَّابِ قال: فلم أرَ رجلًا يجِدُ مِن الِاقْشَعْريرةِ ما يجِدُ عبدُ الرَّحمنِ عندَ القراءةِ قال ابنُ عبَّاسٍ: فجِئْتُ ألتمِسُ عبدَ الرَّحمنِ يومًا فلم أجِدْه فانتظَرْتُه في بيتِه حتَّى رجَع مِن عندِ عمرَ فلمَّا رجَع قال لي: لو رأَيْتَ رجلًا آنفًا قال لعمرَ كذا وكذا وهو يومَئذٍ بمنًى في آخِرِ حجَّةٍ حجَّها عمرُ بنُ الخطَّابِ فذكَر عبدُ الرَّحمنِ لابنِ عبَّاسٍ أنَّ رجلًا أتى إلى عمرَ فأخبَره أنَّ رجلًا قال: واللهِ لو مات عمرُ لقد بايَعْتُ فلانًا قال عمرُ حينَ بلَغه ذلك: إنِّي لَقائمٌ إنْ شاء اللهُ العشيَّةَ في النَّاسِ فمُحذِّرُهم هؤلاء الَّذينَ يغتصِبون الأمَّةَ أمرَهم فقال عبدُ الرَّحمنِ: فقُلْتُ: يا أميرَ المؤمنينَ لا تفعَلْ ذلك يومَك هذا فإنَّ المَوسِمَ يجمَعُ رَعاعَ النَّاسِ وغَوغاءَهم وإنَّهم هم الَّذينَ يغلِبونَ على مجلسِك فأخشى إنْ قُلْتَ فيهم اليومَ مقالًا أنْ يَطيروا بها ولا يَعوها ولا يضَعوها على مواضعِها أمهِلْ حتَّى تقدَمَ المدينةَ فإنَّها دارُ الهجرةِ والسُّنَّةِ، وتخلُصَ لعلماءِ النَّاسِ وأشرافِهم فتقولَ ما قُلْتَ متمكِّنًا فيَعوا مقالتَك ويضَعوها على مواضعِها قال عمرُ: واللهِ لئِنْ قدِمْتُ المدينةَ صالحًا لأُكلِّمَنَّ بها النَّاسَ في أوَّلِ مقامٍ أقومُه قال ابنُ عبَّاسٍ: فلمَّا قدِمْنا المدينةَ في عقِبِ ذي الحجَّةِ وجاء يومُ الجمعةِ هجَّرْتُ صكَّةَ الأعمى لِمَا أخبَرني عبدُ الرَّحمنِ فوجَدْتُ سعيدَ بنَ زيدٍ قد سبَقني بالتَّهجيرِ فجلَس إلى ركنٍ جانبَ المنبرِ الأيمنَ فجلَسْتُ إلى جنبِه تمَسُّ ركبتي ركبتَه فلم ينشَبْ عمرُ أنْ خرَج فأقبَل يؤُمُّ المنبرَ فقُلْتُ لسعيدِ بنِ زيدٍ وعمرُ مُقبِلٌ: واللهِ ليقولَنَّ أميرُ المؤمنينَ على هذا المنبرِ اليومَ مقالةً لم يقُلْها أحدٌ قبْلَه فأنكَر ذلك سعيدُ بنُ زيدٍ وقال: ما عسى أنْ يقولَ ما لم يقُلْه أحدٌ قبْلَه ؟ فلمَّا جلَس على المنبرِ أذَّن المؤذِّنُ فلمَّا أنْ سكَت قام عمرُ فتشهَّد وأثنى على اللهِ بما هو أهلُه ثمَّ قال: أمَّا بعدُ فإنِّي قائلٌ لكم مقالةً قد قُدِّر لي أنْ أقولَها لعلَّها بينَ يدَيْ أجَلي فمَن عقَلها ووعاها فلْيُحدِّثْ بها حيثُ انتَهتْ به راحلتُه ومَن خشي ألَّا يعيَها فلا أُحِلُّ له أنْ يكذِبَ عليَّ: إنَّ اللهَ جلَّ وعلا بعَث محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنزَل عليه الكتابَ فكان ممَّا أُنزِل عليه آيةُ الرَّجمِ فقرَأْناها وعقَلْناها ووعَيْناها ورجَم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورجَمْنا بعدَه وأخشى إنْ طال بالنَّاسِ زمانٌ أنْ يقولَ قائلٌ: واللهِ ما نجِدُ آيةَ الرَّجمِ في كتابِ اللهِ فيترُكَ فريضةً أنزَلها اللهُ وإنَّ الرَّجمَ في كتابِ اللهِ حقٌّ على مَن زنى إذا أحصَن مِن الرِّجالِ والنِّساءِ إذا قامتِ البيِّنةُ أو كان الحَبَلُ أو الاعترافُ ثم إنَّا قد كنَّا نقرَأُ أنْ: ( لا ترغَبوا عن آبائِكم فإنَّ كفرًا بكم أنْ ترغَبوا عن آبائِكم ) ثم إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ( لا تُطروني كما أُطري ابنُ مريمَ فإنَّما أنا عبدٌ فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه ) ثمَّ إنَّه بلَغني أنَّ فلانًا منكم يقولُ: واللهِ لو قد مات عمرُ لقد بايَعْتُ فلانًا فلا يغُرَّنَّ امرأً أنْ يقولَ: إنَّ بيعةَ أبي بكرٍ كانت فَلْتةً فتمَّتْ فإنَّها قد كانت كذلك إلَّا أنَّ اللهَ وقى شرَّها وليس فيكم مَن تُقطَعُ إليه الأعناقُ مثلُ أبي بكرٍ وإنَّه كان مِن خيرِنا حينَ تُوفِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإنَّ عليًّا والزُّبيرَ ومَن معهما تخلَّفوا عنَّا وتخلَّفتِ الأنصارُ عنَّا بأَسرِها واجتمَعوا في سَقيفةِ بني ساعدةَ واجتمَع المهاجرونَ إلى أبي بكرٍ فبَيْنا نحنُ في منزلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ رجلٌ يُنادي مِن وراءِ الجدارِ: اخرُجْ إليَّ يا ابنَ الخطَّابِ فقُلْتُ: إليك عنِّي فإنَّا مشاغيلُ عنك فقال: إنَّه قد حدَث أمرٌ لا بدَّ منك فيه إنَّ الأنصارَ قد اجتمَعوا في سَقيفةِ بني ساعدةَ فأدرِكوهم قبْلَ أنْ يُحدِثوا أمرًا فيكونَ بينَكم وبينهم فيه حربٌ فقُلْتُ لأبي بكرٍ: انطلِقْ بنا إلى إخوانِنا هؤلاء مِن الأنصارِ فانطلَقْنا نؤُمُّهم فلقيَنا أبو عُبيدةَ بنُ الجرَّاحِ فأخَذ أبو بكرٍ بيدِه فمشى بيني وبينه حتَّى إذا دنَوْنا منهم لقيَنا رجلانِ صالحانِ فذكَرا الَّذي صنَع القومُ وقالا: أين تُريدونَ يا معشرَ المهاجرينَ ؟ فقُلْتُ: نُريدُ إخوانَنا مِن هؤلاء الأنصارِ قالا: لا عليكم ألَّا تقرَبوهم يا معشرَ المهاجرينَ اقضوا أمرَكم فقُلْتُ: واللهِ لنأتيَنَّهم فانطلَقْنا حتَّى أتَيْناهم فإذا هم في سَقيفةِ بني ساعدةَ فإذا بينَ أظهُرِهم رجلٌ مزَّمِّلٌ فقُلْتُ: مَن هذا ؟ قالوا: سعدُ بنُ عُبادةَ قُلْتُ: فما له ؟ قالوا: هو وجِعٌ، فلمَّا جلَسْنا تكلَّم خطيبُ الأنصارِ فأثنى على اللهِ بما هو أهلُه ثمَّ قال: أمَّا بعدُ فنحنُ أنصارُ اللهِ وكتيبةُ الإسلامِ وأنتم يا معشرَ المهاجرينَ رهطٌ منَّا وقد دفَّت دافَّةٌ مِن قومِكم قال عمرُ: وإذا هم يُريدونَ أنْ يختزِلونا مِن أصلِنا ويحطُّوا بنا [ منه ] قال: فلمَّا قضى مقالتَه أرَدْتُ أنْ أتكلَّمَ وكُنْتُ قد زوَّرْتُ مقالةً أعجَبتْني أُريدُ أنْ أقومَ بها بينَ يدَيْ أبي بكرٍ وكُنْتُ أُداري مِن أبي بكرٍ بعضَ الحدَّةِ فلمَّا أرَدْتُ أنْ أتكلَّمَ قال أبو بكرٍ: على رِسْلِك، فكرِهْتُ أنْ أُغضِبَه فتكلَّم أبو بكرٍ وهو كان أحلَمَ منِّي وأوقَرَ، واللهِ ما ترَك مِن كلمةٍ أعجَبتْني في تزويري إلَّا تكلَّم بمثلِها أو أفضَلَ في بديهتِه حتَّى سكَت فتشهَّد أبو بكرٍ وأثنى على اللهِ بما هو أهلُه ثمَّ قال: أمَّا بعدُ أيُّها الأنصارُ فما ذكَرْتُم فيكم مِن خيرٍ فأنتم أهلُه ولن تعرِفَ العربُ هذا الأمرَ إلَّا لهذا الحيِّ مِن قريشٍ هم أوسطُ العربِ نسبًا ودارًا وقد رضيتُ لكم أحدَ هذينِ الرَّجلينِ فبايِعوا أيَّهما شِئْتُم فأخَذ بيدي وبيدِ أبي عُبيدةَ بنِ الجرَّاحِ فلم أكرَهْ مِن مقالتِه غيرَها كان واللهِ أنْ أُقدَّمَ فتُضرَبَ عُنقي لا يُقرِّبُني ذلك إلى إثمٍ أحَبَّ إليَّ مِن أنْ أُؤمَّرَ على قومٍ فيهم أبو بكرٍ إلَّا أنْ تغيَّر نفسي عندَ الموتِ فلمَّا قضى أبو بكرٍ مقالتَه قال قائلٌ مِن الأنصارِ: أنا جُذَيْلُها المُحكَّكُ وعُذَيْقُها المرجَّبُ منَّا أميرٌ ومنكم أميرٌ يا معشرَ قريشٍ قال عمرُ: فكثُر اللَّغطُ وارتفَعتِ الأصواتُ حتَّى أشفَقْتُ الاختلافَ قُلْتُ: ابسُطْ يدَك يا أبا بكرٍ فبسَط أبو بكرٍ يدَه فبايَعْتُه وبايَعه المهاجرونَ والأنصارُ ونزَوْنا على سعدِ بنِ عُبادةَ فقال قائلٌ مِن الأنصارِ: قتَلْتُم سعدًا قال عمرُ: فقُلْتُ وأنا مُغضَبٌ: قتَل اللهُ سعدًا فإنَّه صاحبُ فتنةٍ وشرٍّ وإنَّا واللهِ ما رأَيْنا فيما حضَر مِن أمرِنا أمرًا أقوى مِن بيعةِ أبي بكرٍ فخشينا إنْ فارَقْنا القومَ قبْلَ أنْ تكونَ بيعةٌ أنْ يُحدِثوا بعدَنا بيعةً فإمَّا أنْ نُبايِعَهم على ما لا نرضى وإمَّا أنْ نُخالِفَهم فيكونَ فسادًا فلا يغتَرَّنَّ امرؤٌ أنْ يقولَ: إنَّ بيعةَ أبي بكرٍ كانت فَلْتةً فتمَّتْ فقد كانت فَلْتةً ولكنَّ اللهَ وقى شرَّها ألا وإنَّه ليس فيكم اليومَ مثلُ أبي بكرٍ قال مالكٌ: أخبَرني الزُّهريُّ أنَّ عُروةَ بنَ الزُّبيرِ أخبَره أنَّ الرَّجلينِ الأنصاريَّيْنِ اللَّذينِ لقيا المهاجرينَ هما: عويمُ بنُ ساعدةَ ومعنُ بنُ عديٍّ، وزعَم مالكٌ أنَّ الزُّهريَّ سمِع سعيدَ بنَ المسيَّبِ يزعُمُ أنَّ الَّذي قال يومَئذٍ: ( أنا جُذَيْلُها المُحكَّكُ ) رجلٌ مِن بني سلِمةَ يُقالُ له: حُبابُ بنُ المنذِرِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 414 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه البخاري (6830) بلفظ مقارب، ومسلم (1691) مختصراً بلفظ مقارب | شرح حديث مشابه

69 - المُهاجِرونَ والأنصارُ بعضُهم أولياءُ بعضٍ في الدُّنيا والآخِرَةِ والطُّلَقاءُ مِن قُرَيشٍ والعُتَقاءُ مِن ثَقيفٍ بعضُهم أولياءُ بعضٍ في الدُّنيا والآخِرةِ
الراوي : جرير بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7260 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
التخريج : أخرجه أحمد (19218)، والحاكم (6978) باختلاف يسير، والطبراني (2/309) (2284) | شرح الحديث