الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - كُنتُ وَراءَ أبي هُرَيرةَ، فقرأ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ثمَّ قَرَأ بأُمِّ القُرآنِ حتَّى بَلَغ {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، قالَ: آمِينَ، وقالَ النَّاسُ: آمِينَ، ويَقولُ كُلَّما سَجَد: اللهُ أكبَرُ، ويَقولُ إذا سَلَّم: والَّذي نَفسي بيَدِه، إنِّي لَأشبَهُكُم صَلاةً برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : نعيم المجمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 768 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

2 - أوَّلُ ما بُدئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الوَحيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، كان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْه مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ، فكانَ يأْتي جبَلَ حِراءٍ، فيَتحنَّثُ وهو التَّعبُّدُ حتَّى فاجأَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فجاءَه الملَكُ فيه، فقالَ: اقرَأْ، قالَ: فقلْتُ: «ما أنا بقارئٍ»، قالَ: "فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بلَغَ منِّي الجَهدَ، ثمَّ أرسَلَني، فقالَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 -5 ]"، قالَ: فرجَعَ بها تَرجُفُ بَوادِرُه حتَّى دخَلَ على خَديجةَ، فقالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، فزَمَّلوه حتَّى ذهَبَ عنه الرَّوعُ، فقالَ: «يا خَديجةُ، ما لي؟» فأخْبَرَها الخَبرَ، وقالَ: «قد خَشِيتِ عليَّ»، فقالَتْ له: كلَّا، أبشِرْ فواللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبدًا، إنَّكَ لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ في الحَديثِ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتُقْري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ، ثمَّ انطلَقَتْ به خَديجةُ حتَّى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو عمُّ خَديجةَ أخو أبيها، وكانَ امْرأً تَنصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ العَربيَّةَ ويَكتُبُ بالعَربيَّةِ منَ الإنْجيلِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قد عَميَ، قالَتْ خَديجةُ: أيْ عمُّ، اسمَعْ منَ ابنِ أخيكَ، قالَ وَرَقةُ بنُ نَوفَلٍ: يا ابنَ أخي، ماذا تَرى؟ فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبَرَ ما رَأى، فقالَ وَرَقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِلَ على موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4911 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

3 - عن أبي هريرة: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3]، «الشَّاهِدُ يومُ عَرَفةَ ويومُ الجمعةِ، والمشهودُ هو الموعودُ يومُ القيامةِ».
الراوي : مولى بني هاشم | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3963 | خلاصة حكم المحدث : [روي مرفوعاً وموقوفاً والموقوف صحيح على شرط الشيخين] | أحاديث مشابهة

4 - قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ بَدْرٍ: مَنْ فَعَلَ كذا وكذا؛ فله مِنَ النَّفَلِ كذا وكذا. قالَ: فقَدِمَ الفِتيانُ، ولَزِمَ المَشْيَخةُ الرَّاياتِ، فلمْ يَبْرَحوها، فلمَّا فَتَحَ اللهُ عليهم، قالَ المَشْيَخةُ: كنَّا رِدْأً لكم لوِ انهَزَمْتُم فئتُم إلينا، فلا تَذْهَبوا بالمَغْنَمِ ونَبْقى، فأَبى الفِتيانُ وقالوا: جَعَلَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لنا، فأَنزَلَ اللهُ تَعالَى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} إلى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} [الأنفال: 1- 5]. يقولُ: فكان ذلك خيرًا لهم، فكذلك أيضًا فأَطيعوني؛ فإنِّي أَعلمُ بعاقِبةِ هذا منكم.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2631 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة

5 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ يومَ بدْرٍ: «مَنْ قَتَلَ قَتيلًا فله كذا وكذا». أمَّا المَشْيخةُ فثَبَتوا تحتَ الرَّاياتِ، وأمَّا الشُّبَّانُ فتَسارَعوا إلى القَتْلِ والغَنائمِ، فقالتِ المَشْيخةُ لِلشُّبَّانِ: أَشْرِكونا معكم، فإنَّا كنَّا رِدْأً لكم، ولوْ كان فيكم شَيْءٌ لجِئْتُمْ إلينا، فأَبَوْا فاخْتَصَموا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: فنَزَلَتْ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1]، فقُسِمَتِ الغَنائمُ بيْنَهم بالسَّويَّةِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2916 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة

6 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما قالَ: لمَّا أَتى موسى قومَهُ أَمَرَهُم بالزَّكاةِ فجَمَعَهم قارونُ، فقالَ لهم: جاءكم بالصَّلاةِ وجاءكم بأشياءَ، فاحْتَمَلتُموها فتحَمَّلوا أنْ تُعطوهُ أموالَكُم. فقالوا: لا نَحتَمِلُ أنْ نُعطيَهُ أموالَنا، فما تَرى؟ فقالَ لهم: أرى أنْ أُرسِلَ إلى بَغِيِّ بني إسرائيلَ فنُرسِلَها إليه فتَرمِيهِ بأنَّه أرادَها على نَفسِها، فدعا اللهَ موسى عليهم، فأَمَرَ اللهُ الأرضَ أنْ تُطيعَهُ، فقالَ موسى للأرضِ: خُذيهِم، فأَخَذَتْهم إلى أعْقابِهم. فجَعَلوا يقولونَ: يا موسى يا موسى، ثُمَّ قالَ للأرضِ: خُذيهِم، فأَخَذَتْهم إلى رُكَبِهِم، فجَعَلوا يقولونَ: يا موسى يا موسى، ثُمَّ قالَ للأرضِ: خُذيهِم، فأَخَذَتْهم إلى أعناقِهِم. فجعلوا يقولونَ: يا موسى يا موسى، فقالَ للأرضِ: خُذيهِم فأَخَذَتْهم فغَيَّبَتْهم، فأَوْحى اللهُ إلى موسى: يا موسى سَأَلكَ عِبادي وتضَرَّعوا إليكَ فلمْ تُجِبْهُم، وعِزَّتي لوْ أنَّهم دَعَوْني لأجَبْتُهم. قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وذلك قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص: 81خَسَفَ به إلى الأرضِ السُّفلى.
الراوي : عبدالله بن الحارث | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3582 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

7 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82]، قالَ: حُفِظا بصلاحِ أبِيهِما، وما ذَكَرَ عنْهُما صلاحًا.
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3439 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة
 

121 - تَلا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذه الآيةَ وعنده أصحابُه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] إلى آخِرِ الآيةِ، فقال: هلْ تَدْرون أيُّ يوْمٍ ذاكَ؟ قالوا: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، قال: ذاكَ يوْمَ يَقولُ اللهُ لآدَمَ: قُمْ فابْعَثْ بعْثَ النَّارِ -أو قال: بَعْثًا إلى النَّارِ- فيَقولُ: يا ربِّ، مِن كَم؟ قال: مِن كلِّ ألفٍ تِسعُ مائةٍ وتِسعةٌ وتِسعينَ إلى النَّارِ، وواحدٌ إلى الجنَّةِ، فشَقَّ ذلكَ على القومِ، ووَقَعت عليهم الكآبةُ والحُزنُ، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأرْجو أنْ تَكونوا رُبعَ أهلِ الجنَّةِ، ثمَّ قال: إنِّي لَأرْجو أنْ تَكونوا ثُلثَ أهلِ الجنَّةِ، ففَرِحوا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اعْمَلوا وأبْشِروا؛ فإنَّكم بيْن خَلِيقتينِ لم يَكُونا مع أحدٍ إلَّا كثَّرَتاه؛ يَأجوجُ ومأْجوجُ، وإنَّما أنتم في النَّاسِ -أو في الأُمَمِ- كالشَّامةِ في جنْبِ البعيرِ -أو كالرَّقمةِ في ذِراعِ النَّاقةِ- وإنَّما أُمَّتي جُزءٌ مِن ألْفِ جُزءٍ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8922 | خلاصة حكم المحدث : صحيح بهذه الزيادة، ولم يخرجاه

122 - عنْ أَبي أُمامَةَ البَاهِليِّ قالَ: سَألتُ عُبادَةَ بنَ الصَّامتِ عنِ الأنفالِ، فقالَ: فينا مَعشَرَ أصحابِ بَدْرٍ نَزلَتْ... ثُمَّ ذَكَرَ الحديثَ بطولِهِ. [خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بَدْرٍ، فلَقيَ العَدوَّ، فلمَّا هزَمَهُم اتَّبَعَهُم طائفةٌ مِن المسلمينَ يَقتُلونَهم، وأَحْدَقَتْ طائفةٌ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واسْتَوْلتْ طائفةٌ بالعَسْكَرِ، فلمَّا كفى اللهُ العَدوَّ، ورَجَعَ الَّذين قَتَلوهُم، قالوا: لنا النَّفَلُ نحن قَتَلْنا العَدُوَّ، وبِنا نَفاهُم اللهُ وهَزَمَهم، وقال الَّذين كانوا أَحْدَقوا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما أنتم بأَحَقَّ به مِنَّا، هو لنا، نحن أَحْدَقْنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا ينالُ العدوُّ منه غِرَّةً، وقالَ الَّذين استَوْلَوا على العَسْكَرِ: واللهِ ما أنتم بأَحَقَّ به مِنَّا، نحن اسْتَوْلَيْنا على العَسْكَرِ، فأَنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} إلى قوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 1]، فقَسَمَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَهم عنْ فُواقٍ]
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2645 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح على شرط مسلم]

123 - «ثلاثةٌ يَدْعونَ اللهَ فلا يُستجابُ لهم: رَجلٌ كانتْ تحتَهُ امرأةٌ سيِّئةُ الخُلُقِ فلمْ يُطلِّقْها، ورَجلٌ كان له على رَجلٍ مالٌ فلمْ يُشهِدْ عليه، ورَجلٌ آتَى سفيهًا مالَهُ وقد قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} [النساء: 5]».
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3223 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

124 - أنَّها سَمِعَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقرأُ: (فَرُوحٌ ورَيْحانٌ) [الواقعة: 89].
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2965 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

125 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما قالَ: لمَّا أَتى موسى قومَهُ أَمَرَهُم بالزَّكاةِ فجَمَعَهم قارونُ، فقالَ لهم: جاءكم بالصَّلاةِ وجاءكم بأشياءَ، فاحْتَمَلتُموها فتحَمَّلوا أنْ تُعطوهُ أموالَكُم. فقالوا: لا نَحتَمِلُ أنْ نُعطيَهُ أموالَنا، فما تَرى؟ فقالَ لهم: أرى أنْ أُرسِلَ إلى بَغِيِّ بني إسرائيلَ فنُرسِلَها إليه فتَرمِيهِ بأنَّه أرادَها على نَفسِها، فدعا اللهَ موسى عليهم، فأَمَرَ اللهُ الأرضَ أنْ تُطيعَهُ، فقالَ موسى للأرضِ: خُذيهِم، فأَخَذَتْهم إلى أعْقابِهم. فجَعَلوا يقولونَ: يا موسى يا موسى، ثُمَّ قالَ للأرضِ: خُذيهِم، فأَخَذَتْهم إلى رُكَبِهِم، فجَعَلوا يقولونَ: يا موسى يا موسى، ثُمَّ قالَ للأرضِ: خُذيهِم، فأَخَذَتْهم إلى أعناقِهِم. فجعلوا يقولونَ: يا موسى يا موسى، فقالَ للأرضِ: خُذيهِم فأَخَذَتْهم فغَيَّبَتْهم، فأَوْحى اللهُ إلى موسى: يا موسى سَأَلكَ عِبادي وتضَرَّعوا إليكَ فلمْ تُجِبْهُم، وعِزَّتي لوْ أنَّهم دَعَوْني لأجَبْتُهم. قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وذلك قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص: 81خَسَفَ به إلى الأرضِ السُّفلى.
الراوي : عبدالله بن الحارث | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3582 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

126 - جاءَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعودُني فقالَ: «ألا أَرْقيكَ برُقيةٍ رَقاني بها جِبريلُ عليه السَّلامُ؟». فقلتُ: بَلى، بأَبي وأُمِّي. قالَ: «بِاسمِ اللهِ أَرْقيكَ، واللهُ يَشفيكَ مِن كُلِّ داءٍ فيكَ {مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 4، 5]». فرَقَى بها ثلاثَ مرَّاتٍ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4038 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

127 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82]، قالَ: حُفِظا بصلاحِ أبِيهِما، وما ذَكَرَ عنْهُما صلاحًا.
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3439 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

128 - عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} [الكهف: 82] قالَ: «ذَهَبٌ وفِضَّةٌ».
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3441 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

129 - عنْ عبدِ اللهِ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ} [النمل: 89] قالَ: مَن جاءَ بلا إلهَ إلَّا اللهُ. {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ} [النمل: 90] قالَ: بالشِّركِ.
الراوي : الأسود بن هلال | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3574 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

130 - انطَلَقَ بي رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى أَتى بي الكعبةَ، فقالَ لي: «اجلِسْ»، فجَلَسْتُ إلى جَنبِ الكعبةِ، فصَعِدَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَنكِبي، ثُمَّ قالَ لي: «انهَضْ»، فنهَضتُ، فلمَّا رأى ضَعْفي تحتَهُ قالَ لي: «اجلِسْ»، فنَزَلتُ وجَلَسْتُ، ثُمَّ قالَ لي: «يا عَليُّ، اصعَدْ على مَنكِبي»، فصَعِدْتُ على مَنكِبيهِ، ثُمَّ نَهَضَ بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا نَهَضَ بي خُيِّلَ إليَّ لوْ شئتُ نِلتُ أُفقَ السَّماءِ، فصَعِدتُ فوقَ الكعبةِ، وتَنحَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ لي: «ألقِ صنَمَهُم الأكبرَ صنمَ قريشٍ». وكان مِن نُحاسٍ مُوتَّدًا بأوْتادٍ مِن حديدٍ إلى الأرضِ، فقالَ لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «عالِجْهُ». ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ لي: «إيهٍ إيهٍ {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]». فلمْ أزلْ أُعالجُهُ حتَّى استمْكنتُ منه، فقالَ: «اقذِفْهُ»، فقذفْتُهُ فتكَسَّرَ، ونَزوتُ مِن فوقِ الكعبةِ، فانطلقتُ أنا والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسعى، وخَشِينا أنْ يرانا أَحَدٌ مِن قريشٍ أو غيرِهِم. قالَ عَليٌّ: فما صَعِدَ به حتَّى السَّاعةِ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3431 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

131 - قالَ ابنُ عبَّاسٍ: لمَّا جاءتْ رُسُلُ اللهِ لوطًا ظنَّ أنَّهم ضِيفانٌ لقَوْهُ، فأدناهم حتَّى أقْعَدَهُم قريبًا، وجاءَ ببناتِهِ وهُنَّ ثلاثةٌ، فأقعدَهُنَّ بيْنَ ضيفانِهِ وبيْنَ قومِهِ، فجاءَ قومُهُ يُهرَعونَ إليه، فلمَّا رآهم قالَ: {هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي} [هود: 78]. قالوا: {مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِن حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ} [هود: 79] {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80] فالتفتَ إليه جِبريلُ عليه السَّلامُ، فقالَ: {إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} [هود: 81]. قالَ: فطَمَسَ أعيُنَهُم، فرَجَعوا وراءهم يَرْكَبُ بعضُهُم بعضًا حتَّى خرجوا إلى الَّذين بالبابِ فقالوا: جِئناكُم مِن عندِ أسْحَرِ النَّاسِ، قد طَمَسَ أبصارَنا، فانطَلَقُوا يَرْكَبُ بعضُهُم بعضًا، حتَّى دخلوا القريةَ، فرُفِعَتْ في بعضِ اللَّيلِ، حتَّى كانت بيْنَ السَّماءِ والأرضِ، حتَّى إنَّهم ليَسْمَعونَ أصواتَ الطَّيرِ في جَوِّ السَّماءِ، ثُمَّ قُلِبَتْ فخَرَجَتِ الإفْكَةُ عليهم، فمَنْ أدْرَكَتْهُ الإفْكَةُ قتَلَتْهُ، ومَنْ خَرَجَ أتْبَعَتْهُ حيثُ كان حَجَرًا فقتَلَتْهُ، قالَ: فارْتَحَلَ ببناتِهِ وهُنَّ ثلاثٌ حتَّى إذا بَلَغَ مكانَ كذا وكذا مِنَ الشَّامِ، فماتتِ ابنتُهُ الكُبرى، فخَرَجَتْ عندها عينٌ، يُقالُ لها: الوَرِيَّةُ، ثُمَّ انطَلَقَ حيثُ شاءَ اللهُ أنْ يَبلُغَ فماتتِ الصُّغرى، فخَرَجَتْ عندها عينٌ، يُقالُ لها: الرُّعونَةُ، فما بَقِيَ مِنْهنَّ إلَّا الوُسْطى.
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3360 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

132 - أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقرأُ: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} [الحج: 2]، هكذا كَتَبْناهُ.
الراوي : عمران بن حصين | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2957 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

133 - عنْ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه، {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2] قالَ: هو وَضعُكَ يمينَكَ على شِمالِكَ في الصَّلاةِ.
الراوي : عقبة بن صهبان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4028 | خلاصة حكم المحدث : [أحسن ما روي في تفسير{فصل لربك وانحر}]

134 - أنَّه بيْنَا هو جالِسٌ عِندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذ جاءَه عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ فقالَ: بأبي أنت وأُمِّي يا رَسولَ اللهِ، تَفَلَّت هذا القُرآنُ من صَدري، فما أجِدُني أقدِرُ عليه، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبا الحَسَنِ، أفلا أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ يَنفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ، ويَنفَعُ بِهِنَّ مَن عَلَّمْتَه، ويُثبِّتُ ما تَعَلَّمْتَ في صَدرِكَ؟ قالَ: أجَلْ يا رَسولَ اللهِ، فعَلِّمْني، قالَ: إذا كانتْ لَيلةُ الجُمُعةِ، فإنِ استَطَعتَ أن تَقومَ في ثُلُثِ اللَّيلِ الآخِرِ، فإنَّها ساعةٌ مَشهودةٌ، والدُّعاءُ فيها مُستَجابٌ، وهي قَولُ أخي يَعقوبَ لبَنيهِ: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 98] حتَّى تَأتِيَ لَيلةُ الجُمُعةِ، فإنْ لم تَستَطِعْ فقُمْ في وَسَطِها، فإنْ لم تَستَطِعْ فقُمْ في أوَّلِها، فصَلِّ أربَعَ رَكَعاتٍ، تَقرَأُ في الرَّكعةِ الأُولى بفاتِحةِ الكِتابِ، وسُورةِ {يس}، وفي الرَّكعةِ الثَّانِيةِ بفاتِحةِ الكِتابِ و{الم (1) تَنْزِيلُ} السَّجدةَ، وفي الرَّكعةِ الثَّالِثةِ بفاتِحةِ الكِتابِ، و{حم} الدُّخَانَ، وفي الرَّكعةِ الرَّابِعةِ بفاتِحةِ الكِتابِ، و{تَبَارَكَ} المُفَصَّلَ، فإذا فَرَغْتَ منَ التَّشَهُّدِ فاحمَدِ اللهَ، وأحسِنِ الثَّناءَ على اللهِ، وصَلِّ عَلَيَّ، وعلى سائرِ النَّبِيِّين وأحسِنْ، واستَغفِرْ لإخوانِكَ الَّذين سَبَقوكَ بالإيمانِ، ثم استَغفِرْ للمُؤمِنين وللمُؤمِناتِ، ثمَّ قُلْ آخِرَ ذلكَ: اللَّهُمَّ ارحَمني بتَركِ المَعاصي أبَدًا ما أبقَيتَني، وارحَمني أن أتكَلَّفَ ما لا يَعنيني، وارزُقني حُسْنَ النَّظَرِ فيما يُرضيكَ عَنِّي، اللَّهُمَّ بَديعَ السَّمواتِ والأرضِ ذا الجَلالِ والإكرامِ والعِزَّةِ الَّتي لا تُرامُ، أسألُكَ يا أَللهُ يا رَحمَنُ بجَلالِكَ، ونورِ وَجهِكَ أن تُلزِمَ قَلبي حِفظَ كِتابِكَ كما عَلَّمتَني، وارزُقني أن أتلُوَه على النَّحوِ الَّذي يُرضيكَ عَنِّي، اللَّهُمَّ بَديعَ السَّمواتِ والأرضِ ذا الجَلالِ والإكرامِ والعِزَّةِ الَّتي لا تُرامُ، أسألُكَ يا أَللهُ يا رَحمَنُ بجَلالِكَ ونورِ وَجهِكَ، أن تُنَوِّرَ بكِتابِكَ بَصَري، وأن تُطلِقَ به لِساني، وأن تُفَرِّجَ به عنْ قَلبي، وأن تَشرَحَ به صَدري، وأن تَشغَلَ به بَدَني، فإنَّه لا يُعينُني على الحَقِّ غَيرُكَ، ولا يُؤتِنِيه إلَّا أنت، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ العَلِيِّ العَظيمِ. أبا الحَسَنِ، تَفعَلُ ذلكَ ثَلاثَ جُمَعٍ، أو خَمسًا، أو سَبعًا، تُجابُ بإذنِ اللهِ؛ فوالَّذي بَعَثَني بالحَقِّ ما أخطَأَ مُؤمِنًا قَطُّ. قالَ عَبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ: فواللهِ ما لَبِثَ عَلِيٌّ إلَّا خَمسًا، أو سَبعًا حتَّى جاءَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مِثلِ ذلكَ المَجلِسِ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي كُنتُ فيما خَلَا لا أتَعَلَّمُ أربَعَ آياتٍ أو نَحوَهُنَّ، فإذا قَرَأتُهُنَّ يَتفَلَّتْنَ، فأمَّا اليَومَ فأتَعَلَّمُ الأربَعين آيةً ونَحوَها، فإذا قَرَأتُهُنَّ على نَفسِي، فكَأنَّما كِتابُ اللهِ نُصبَ عَينِي، ولقد كُنتُ أسمَعُ الحَديثَ فإذا أرَدتُه تَفَلَّتَ، وأنا اليَومَ أسمَعُ الأحاديثَ فإذا حَدَّثتُ بها لم أخرِم منها حَرفًا؛ فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عند ذلكَ: مُؤمِنٌ -ورَبِّ الكَعبةِ- أبا الحَسَنِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1207 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

135 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] قالَ: {الْعَالَمِينَ} الجِنُّ والإنسُ.
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3062 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

136 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا صلَّى رَفَعَ بصرَهُ إلى السَّماءِ، فنَزَلَتْ: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 2]، فطأْطأَ رأسَهُ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3529 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين لولا خلاف فيه على محمد فقد قيل عنه مرسلا

137 - أنَّ أبا حُذَيفَةَ بنَ عُتبةَ بنِ ربيعةَ بنِ عبدِ شَمسٍ -وكان ممَّن شَهِدَ بَدْرًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- تَبنَّى سالِمًا وأَنكَحَه ابنةَ أَخيهِ هندَ بنتَ الوليدِ بنِ عُتبةَ بنِ رَبيعةَ بنِ عبدِ شَمسٍ، وهو مَولًى لامرأةٍ مِن الأنصارِ فتَبنَّاهُ، كما تَبنَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَيدًا، وكان مَنْ تَبنَّى رَجلًا في الجاهليَّةِ دَعاهُ النَّاسُ إليه، ووَرِثَ مِن ميراثِهِ، حتَّى أَنزَلَ اللهُ في ذلك: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5]، فرُدُّوا إلى آبائهم، فمَنْ لمْ يُعلَمْ له أَبٌ، كان مَولاهُ أوْ أَخاهُ في الدِّينِ، قالتْ عائشةُ: وإنَّ سَهلَةَ بنتَ سُهَيلِ بنِ عَمرٍو القُرشِيِّ ثُمَّ العامِرِيِّ، وكانت تحتَ أَبي حُذَيفَةَ بنِ عُتبةَ بنِ رَبيعةَ، جاءتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين أَنزَلَ اللهُ ذلك، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنَّا كنَّا نَرى سالِمًا وَلدًا، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد آواهُ، فكان يَأْوي معه ومع أَبي حُذَيفَةَ في بيتٍ واحدٍ، ويَراني وأنا فَضْلٌ، وقد أُنزِلَ فيهم ما قد عَلِمتَ، فما تَرى في شَأنِه يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَرْضِعيه، فأَرْضَعَتْهُ خمسَ رَضَعاتٍ، فحُرِّمَ بهِنَّ، وكان بمَنزِلةِ وَلدِها مِنَ الرَّضاعةِ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2729 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري

138 - أنَّه قَرَأَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] حتَّى خَتَمَها، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّها السَّبعُ المَثاني، والقرآنُ العظيمُ الَّذي أُعطيتُ.
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2076 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

139 - كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَسيرٍ فنَزَلَ ونَزَلَ رَجلٌ إلى جانبِهِ، قالَ: فالتفتَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ألا أُخبِرُكَ بأفضلِ القرآنِ، قالَ: فتَلا عليه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2].
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2082 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

140 - قالَ: كنتُ عندَ ابنِ عبَّاسٍ يومًا فجاءَهُ بنو أَبي لَهَبٍ يَختصِمونَ في شيءٍ لهم، فقامَ يُصلِحُ بيْنَهم، فدَفَعَه بعضُهُم، فوَقَعَ على الفِراشِ، فغَضِبَ ابنُ عبَّاسٍ وقالَ: أخْرِجوا عنِّي الكسْبَ الخبيثَ -يعني ولَدَهُ- {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 2].
الراوي : أبو الطفيل عامر بن واثلة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4034 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

141 - سَمِعْتُ سُفيانَ الثَّوريَّ، وسُئلَ عنْ قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} [التغابن: 2] فقالَ: حدَّثنا الأعمشُ، عنْ أبي سُفيانَ، عنْ جابرٍ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ: قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يُبعثُ كُلُّ عبدٍ على ما ماتَ عليه».
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3859 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

142 - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لما قَدِمَ المدينةَ خَرَجَتِ ابنتُه زينبُ مِن مكَّةَ مع كِنانةَ -أوِ ابنِ كِنانةَ- فخَرَجوا في أَثرِها، فأَدْرَكها هَبَّارُ بنُ الأسودِ، فلمْ يَزَلْ يَطعَنُ بَعيرَها برُمحِه، حتَّى صَرَعَها، وأَلقَتْ ما في بَطْنِها، وأُهْريقَتْ دمًا، فاشْتَجَرَ فيها بنو هاشِمٍ وبنو أُميَّةَ، فقالتْ بنو أُميَّةَ: نحن أَحَقُّ بها، وكانت تحتَ ابنِ عَمِّهِم أبي العاصِ، فكانت عندَ هندِ بنتِ عُتبةَ بنِ رَبيعةَ، فكانت تقولُ لها هندٌ: هذا بِسببِ أَبيكِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لزَيدِ بنِ حارثةَ: ألا تَنطَلِقُ تَجيئني بزينبَ؟ قالَ: بَلى يا رسولَ اللهِ، قالَ: فخُذْ خاتَمي. فأَعطاهُ إيَّاه، فانطَلَقَ زيدٌ وتَرَكَ بَعيرَهُ، فلمْ يَزَلْ يَتلطَّفُ، حتَّى لَقِيَ راعيًا، فقالَ: لمَنْ تَرْعى؟ فقالَ: لأَبي العاصِ، فقالَ: فلمَنْ هذه الأغنامُ؟ قالَ: لزَينبَ بنتِ مُحمَّدٍ، فسارَ معه شيئًا، ثُمَّ قال له: هل لكَ أنْ أُعطِيَكَ شيئًا تُعطيهِ إيَّاها، ولا تَذكُرُه لأَحدٍ؟ قالَ: نَعَمْ، فأَعطاهُ الخاتَمَ، فانطَلَقَ الرَّاعي، فأَدْخَلَ غَنَمَه، وأعْطاها الخاتَمَ، فعَرَفَتْه، فقالتْ: مَنْ أَعْطاكَ هذا الخاتَمَ؟ قالَ: رَجلٌ، قالتْ: فأين تَرَكتَه؟ قالَ: بمكانِ كذا وكذا، قالَ: فسَكَتَتْ حتَّى إذا كان اللَّيلُ، خَرَجَتْ إليه، فلمَّا جاءتْهُ قال لها: ارْكَبي بيْنَ يدَيْه على بَعيرِه، قالتْ: لا، ولكن ارْكَبْ أنتَ بيْنَ يَدَيَّ، فرَكِبَ ورَكِبَتْ وراءَه حتَّى أَتتْ، فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: هي أَفضلُ بَناتي، أُصيبَتْ فيَّ. فبَلَغَ ذلك عَليَّ بنَ الحُسينِ، فانطَلَقَ إلى عُرْوةَ، فقالَ: ما حديثٌ بَلَغَني عنكَ تُحدِّثُه تَنتَقِصُ فيه حَقَّ فاطمةَ؟ فقال عُرْوةُ: واللهِ ما أُحِبُّ أنَّ لي ما بيْنَ المَشرِقِ والمَغرِبِ وأنِّي أَنتَقِصُ فاطمةَ حقًّا هو لها، وأمَّا بعدُ فلَكَ أنْ لا أُحَدِّثَ به أبدًا، قالَ عُرْوةُ: وإنَّما كان هذا قَبلَ نُزولِ الآيةِ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب: 5].
الراوي : عائشة، | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2851 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

143 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ لأُبيِّ بنِ كعبٍ وهو يُصلِّي، فلمَّا فَرَغَ مِن صلاتِهِ كَفَّهُ، قالَ: فوَضَعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَهُ على يدي، قالَ: وهو يُريدُ أنْ يَخرُجَ مِن بابِ المسجدِ، فقالَ: إنِّي أَرجو أنْ لا تَخرُجَ مِنَ المسجدِ حتَّى تَعلَمَ سورةً ما أُنزِلَ في التَّوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في القرآنِ مِثلُها، قالَ: فجَعَلْتُ أَتباطَأُ في المَشي رجاءَ ذلك، ثُمَّ قلتُ: يا رسولَ اللهِ، السُّورةَ الَّتي وعَدْتَني، قالَ: كيف تَقرأُ إذا افتتَحْتَ الصَّلاةَ؟ قالَ: فقَرأتُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] حتَّى أَتيتُ على آخِرِها، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هي هذه السُّورةُ؛ وهي السَّبعُ المَثاني، والقرآنُ العظيمُ الَّذي أُعطيتُ.
الراوي : أبو سعيد، مولى عامر بن كريز | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2075 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

144 - قالَ لي صاحبٌ لي وأنا بالكوفةِ، هل لكَ في رَجلٍ تَنظرُ إليه؟ قلتُ: نَعَمْ، قالَ: هذه مَدْرَجتُهُ -وأُريدَ أُويسٌ القَرَنيُّ - قالَ: وأظنُّهُ سيَمرُّ الآن، قالَ: فجَلَسْنا له فمَرَّ، فإذا رَجلٌ عليه شَملةٌ قطيفةٌ، قالَ: والنَّاسُ يَطؤون عَقِبَهُ، قالَ: وهو يُقبِلُ فيُغلِظُ لهم، ويُكلِّمُهم في ذلك فلا يَنْتهونَ عنه، فمَضَيْنا مع النَّاسِ حتَّى دَخَلَ مسجدَ الكوفةِ ودَخَلْنا معه، فتنَحَّى إلى ساريةٍ، فصلَّى ركعتين، ثُمَّ أقْبلَ إلينا بوجْهِهِ، فقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، ما لي ولكم تَطَؤون عَقِبي في كُلِّ سِكَّةٍ وأنا إنسانٌ ضعيفٌ تكونُ لي الحاجةُ فلا أقدِرُ عليها معكم؟ لا تَفعلوا رَحِمَكُم اللهُ، مَنْ كانت له إليَّ حاجةٌ فليَلْقَني ها هنا. قالَ: وكان عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه سَأَلَ وفدًا قَدِموا عليه: هل سَقَطَ إليكم رَجلٌ مِن قَرَنٍ أمْرُهُ كَيْتَ وكَيْتَ؟ فقالَ الرَّجلُ لأُويسٍ: ذَكركَ أميرُ المؤمنينَ ولمْ يَذكُرْ ذلك كما يُقالُ: ما كان ذلك مِن ذِكرِهِ ما أتبلَّغُ إليكم به، قالَ: وكان أُويسٌ أَخَذَ على الرَّجلِ عهدًا وميثاقًا أنْ لا يُحدِّثَ به غيرَهُ، قالَ: ثُمَّ قالَ أُويسٌ: إنَّ هذا المَجلِسَ يَغشاهُ ثلاثةُ نفرٍ: مؤمنٌ فقيهٌ، ومؤمنٌ لمْ يَفقَهْ، ومنافقٌ، وذلك في الدُّنيا مِثلُ الغَيثِ يَنزِلُ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ إلى الأرضِ فيُصيبُ الشَّجرةَ المورِقَةَ المونِقَةَ المثمرةَ، فيَزيدُ ورَقَها حُسنًا، ويَزيدُها إيناعًا، وكذلك يزيدُ ثمرتَها طيبًا، ويُصيبُ الشَّجرةَ المورقةَ المونقَةَ الَّتي ليس لها ثمرةٌ فيزيدُها إيناقًا ويزيدُها ورقًا وحُسنًا، وتكونُ لها ثمرةٌ فتَلحقُ بأُختِها، ويُصيبُ الهشيمُ مِنَ الشَّجرِ فيَحْطِمهُ فيذهبُ به. قالَ: ثُمَّ قَرَأَ الآيةَ: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82] لمْ يُجالَسْ هذا القرآنَ أَحَدٌ إلَّا قامَ عليه بزيادةٍ أوْ نُقصانٍ، فقضاءُ اللهِ الَّذي قضى شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنينَ، ولا يزيد الظَّالمينَ إلَّا خَسارًا، اللَّهُمَّ ارزُقْني شَهادةً تَسبِقُ كِسرَتُها أذاها، وأَمنُها فزَعَها، تُوجِبُ الحياةَ والرِّزقَ، ثُمَّ سَكَتَ. قالَ أُسيرٌ: فقالَ لي صاحبي: كيف رَأيتَ الرَّجلَ؟ قلتُ: ما ازددتُ فيه إلَّا رغبةً، وما أنا بالَّذي أُفارقُه. فلَزِمناهُ، فلمْ نَلْبَثْ إلَّا يَسيرًا حتَّى ضَرَبَ على النَّاسِ بعثُ أميرِ المؤمنينَ عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه، فخَرَجَ صاحبُ القطيفةِ أُويسٌ فيه، وخَرَجْنا معه فيه، وكنَّا نَسيرُ معه، ونَنزلُ معه حتَّى نَزلْنا بحضْرةِ العدُوِّ.
الراوي : أسير بن جابر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3429 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

145 - عنْ زَيدِ بنِ صُوحانَ، أنَّ رَجُلينِ مِن أهْلِ الكوفةِ كانَا صَديقَينِ لزَيدِ بنِ صُوحانَ أتَياهُ؛ ليُكلِّمَ لهما سَلْمانَ أنْ يُحدِّثَهما حَديثَه، كيف كانَ إسْلامُه فأقْبَلا معَه حتَّى لَقُوا سَلْمانَ، وهو بالمَدائنِ أميرًا عليها، وإذا هو على كُرسيٍّ قاعِدٌ، وإذا خُوصٌ بيْنَ يدَيْه وهو يُسِفُّه، قالَا: فسَلَّمْنا وقعَدْنا، فقالَ له زَيدٌ: يا أبا عَبدِ اللهِ، إنَّ هذين لي صَديقانِ ولهُما إخاءٌ، وقد أحَبَّا أنْ يَسمَعا حَديثَكَ كيف كانَ بَدءُ إسْلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سَلْمانُ: كنْتُ يَتيمًا مِن رامَ هُرْمُزَ، وكانَ أبي دِهْقانَ رامَ هُرْمُزَ يَختلِفُ إلى مُعلِّمٍ يُعلِّمُه، فلَزِمْتُه؛ لأكونَ في كَنَفِه، وكانَ لي أخٌ أكبَرُ منِّي، وكانَ مُستَغْنيًا بنَفْسِه، وكنْتُ غُلامًا قَصيرًا، وكانَ إذا قامَ مِن مَجلِسِه تَفرَّقَ مَن يُحفِّظُهم، فإذا تَفرَّقوا خرَجَ فتَقنَّعَ بثَوبِه، ثمَّ صعِدَ الجبَلَ، وكانَ يفعَلُ ذلك غيرَ مرَّةٍ مُتنكِّرًا، قالَ: فقُلْتُ له: إنَّكَ تَفعَلُ كذا وكذا، فلمَ لا تذهَبُ بي معَكَ؟ قالَ: أنتَ غُلامٌ، وأخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، قالَ: قُلْتُ: لا تَخَفْ، قالَ: فإنَّ في هذا الجبَلِ قَوما في بِرْطيلٍ لهم عِبادةٌ، ولهُم صَلاحٌ يَذْكُرونَ اللهَ تَعالَى، ويَذْكُرونَ الآخِرةَ، ويَزعُمونَ أنَّا عَبَدةُ النِّيرانِ، وعَبَدةُ الأوْثانِ، وأنَّا على غَيرِ دينِهم، قالَ: قُلْتُ: فاذهَبْ بي معَكَ إليهم، قالَ: لا أقدِرُ على ذلك حتَّى أسْتَأْمِرَهم، وأنا أخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، فيَعلَمَ أبي فيَقتُلَ القَومَ، فيَكونُ هَلاكُهم على يَدي، قالَ: قُلْتُ: لن يَظهَرَ منِّي ذلك، فاسْتَأْمِرْهم، فأتاهُم، فقالَ: غُلامٌ عِنْدي يَتيمٌ، فأُحِبُّ أنْ يَأتيَكم ويَسمَعَ كَلامَكم، قالوا: إنْ كنْتَ تثِقُ به، قالَ: أرْجو ألَّا يَجيءَ منه إلَّا ما أُحِبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقالَ لي: لقدِ اسْتأذَنْتُ القَومَ في أنْ تَجيءَ مَعي، فإذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رَأيْتَني أخرُجُ فيها فأْتِني، ولا يَعلَمْ بكَ أحَدٌ، فإنَّ أبي إذا علِمَ بهِم قتَلَهم، قالَ: فلمَّا كانَتِ السَّاعةُ الَّتي يخرُجُ تَبِعْتُه فصَعِدْنا الجبَلَ، فانْتَهَيْنا إليهم، فإذا هُم في بِرْطِيلِهم، قالَ عَليٌّ: وأُراهُ قالَ: وهُم ستَّةٌ أو سَبعةٌ، قالَ: وكأنَّ الرُّوحَ قد خرَجَ منهم منَ العِبادةِ يَصومونَ النَّهارَ، ويَقومونَ اللَّيلَ، ويَأْكُلونَ الشَّجَرَ، ما وَجَدوا، فقَعَدْنا إليهم، فأثْنى الدِّهْقانُ على حَبرٍ، فتَكَلَّموا، فحَمِدوا اللهَ، وأثْنَوْا عليه، وذَكَروا مَن مَضى منَ الرُّسلِ والأنْبياءِ حتَّى خَلُصوا إلى ذِكْرِ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، فقالوا: بعَثَ اللهُ عيسَى عليه السَّلامُ رَسولًا، وسخَّرَ له ما كانَ يَفعَلُ مِن إحْياءِ المَوْتى، وخَلْقِ الطَّيرِ، وإبْراءِ الأكْمَهِ، والأبْرَصِ، والأعْمَى، فكفَرَ به قَومٌ وتَبِعَه قَومٌ، وإنَّما كانَ عَبدَ اللهِ ورَسولَه ابْتَلى به خَلْقَه، قالَ: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لكَ لَرَبًّا، وإنَّ لكَ مَعادًا، وإنَّ بيْنَ يدَيْكَ جنَّةً ونارًا، إليها تَصيرُ، وإنَّ هؤلاء القَومَ الَّذين يَعبُدونَ النِّيرانَ أهْلُ كُفرٍ وضَلالةٍ، لا يَرْضى اللهُ ما يَصنَعونَ، ولَيْسوا على دِينٍ، فلمَّا حضَرَتِ السَّاعةُ الَّتي يَنصرِفُ فيها الغُلامُ انصرَفَ وانصرَفْتُ معَه، ثمَّ غدَوْنا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسَنَ، ولَزِمْتُهم، فقالوا لي: يا سَلْمانُ، إنَّكَ غُلامٌ، وإنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تصنَعَ كما نصنَعُ فصَلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، قالَ: فاطَّلَعُ الملِكُ على صَنيعِ ابنِه، فركِبَ في الخَيلِ حتَّى أتاهُم في بِرْطيلِهم، فقالَ: يا هؤلاء، قد جاوَرْتُموني فأحسَنْتُ جِوارَكُم، ولم تَرَوْا منِّي سوءًا، فعمَدْتُم إلى ابْني فأفْسَدْتُموه عليَّ، قد أجَّلْتُكم ثَلاثًا، فإنْ قدِرْتُ عليكم بعدَ ثلاثٍ أحرَقْتُ عليكم بِرْطيلَكم هذا، فالْحَقوا ببِلادِكم؛ فإنِّي أكْرَهُ أنْ يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ، قالوا: نعمْ، ما تَعمَّدْنا مَساءَتَكَ، ولا أرَدْنا إلَّا الخَيرَ، فكَفَّ ابنَه عنْ إتْيانِهم. فقُلْتُ له: اتَّقِ اللهَ؛ فإنَّكَ تَعرِفُ أنَّ هذا الدِّينَ دِينُ اللهِ، وأنَّ أباكَ ونحن على غَيرِ دينٍ، إنَّما هُم عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعبُدونَ اللهَ، فلا تَبِعْ آخِرَتَكَ بدُنْيا غَيرِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، هو كما تقولُ: وإنَّما أتخَلَّفُ عنِ القَومِ بَغيًا عليهم، إنْ تَبِعْتُ القَومَ طَلَبَني أبي في الجبَلِ، وقد خرَجَ في إتْياني إيَّاهُم حتَّى طَرَدَهم، وقد أعرِفُ أنَّ الحَقَّ في أيْديهِم فأتَيْتُهم في اليومِ الَّذي أرادُوا أنْ يَرْتَحِلوا فيه، فقالوا: يا سَلْمانُ: قد كنَّا نَحذَرُ مَكانَ ما رَأيْتَ فاتَّقِ اللهَ، واعلَمْ أنَّ الدِّينَ ما أوْصَيْناكَ به، وأنَّ هؤلاء عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعْرِفونَ اللهَ، ولا يَذْكُرونَه، فلا يَخدَعَنَّكَ أحَدٌ عنْ دينِكَ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالوا: أنتَ لا تَقدِرُ أنْ تكونَ مَعَنا، نحن نَصومُ النَّهارَ، ونَقومُ اللَّيلَ، ونأكُلُ عندَ السَّحَرِ، ما أصَبْنا، وأنتَ لا تَستَطيعُ ذلك، قالَ: فقُلْتُ: لا أُفارِقُكم، قالوا: أنتَ أعلَمُ، وقد أعْلَمْناكَ حالَنا، فإذا أتيْتَ خُذْ مِقْدارَ حِملٍ يكونُ معَكَ شَيءٌ تَأْكُلُه؛ فإنَّكَ لا تَستَطيعُ ما نَستَطيعُ بحقٍّ قالَ: ففعَلْتُ ولَقيتُ أخي، فعرَضْتُ عليه، ثمَّ أتَيْتُهم، فأتَيْتُهم يَمْشونَ وأمْشي معَهم، فرزَقَ اللهُ السَّلامةَ إلى أنْ قَدِمْنا المَوصِلَ، فأَتَيْنا بِيعةً بالمَوصِلِ، فلمَّا دَخَلوا احْتَفَوْا بهِم، وقالوا: أين كُنْتم؟ قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، بها عَبَدةُ النِّيرانِ، فطَرَدونا، فقَدِمْنا عليكم، فلمَّا كانَ بعدُ قالوا: يا سَلْمانُ، إنَّ ها هُنا قَومًا في هذه الجِبالِ هُم أهْلُ دِينٍ، وإنَّا نُريدُ لِقاءَهُم، فكُنْ أنتَ ها هنا معَ هؤلاء؛ فإنَّهم أهْلُ دينٍ وسَتَرَى منهم ما تُحِبُّ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: وأوْصَوْا بي أهْلَ البِيعةَ، فقالوا: قُمْ معَنا يا غُلامُ؛ فإنَّه لا يُعجِزُكَ شَيءٌ، قُلْتُ لهم: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: فخَرَجوا وأنا معَهم، فأصْبَحوا بيْنَ جِبالٍ، وإذا صَخْرةٌ وماءٌ كَثيرٌ في جِرارٍ وخَيرٌ كَثيرٌ، فقَعَدْنا عندَ الصَّخْرةِ، فلمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ خَرَجوا منَ الجِبالَ، يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَكانِه، كأنَّ الأرْواحَ قدِ انتُزِعَتْ منهم، حتَّى كَثُروا فرَحَّبوا بهم، وحَفُّوا، وقالوا: أين كُنْتم لم نَرَكم، قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، فيها عَبَدةُ نِيرانٍ، وكنَّا نَعبُدُ اللهَ، فطَرَدونا، فقالوا: ما هذا الغُلامُ؟ فطَفِقوا يُثْنونَ عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا مِن تلك البِلادِ، فلم نَرَ منه إلَّا خَيرًا، قالَ سَلَمانُ فوَاللهِ: إنَّهم لَكذلكَ إذا طلَعَ عليهم رَجُلٌ مِن كَهفِ جَبلٍ، قالَ: فجاء حتَّى سلَّمَ وجلَسَ فحَفُّوا به، وعَظَّموه أصْحابي الَّذين كنْتُ معَهم وأحْدَقوا به، فقالَ: أين كُنْتم؟ فأخْبَروه، فقالَ: ما هذا الغُلامُ معَكم؟ فأثْنَوْا عليَّ خَيرًا وأخْبَروه باتِّباعي إيَّاهم، ولم أرَ مِثلَ إعْظامِهم إيَّاه، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ مَن أُرسِلَ مِن رُسلِه وأنْبيائِه وما لَقُوا، وما صنَعَ به، وذكَرَ مَولِدَ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه وُلِدَ بغَيرِ ذَكَرٍ فبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ رَسولًا، وعلى يدَيْه إحْياءُ المَوْتى، وأنَّه يَخلُقُ منَ الطِّينِ كهَيئةِ الطَّيرِ، فيَنفُخُ فيه فيَكونُ طَيرًا بإذْنِ اللهِ، وأنزَلَ عليه الإنْجيلَ وعلَّمَه التَّوْراةَ، وبعَثَه رَسولًا إلى بَني إسْرائيلَ، فكفَرَ به قَومٌ وآمَنَ به قَومٌ، وذكَرَ بعض ما لَقِيَ عيسَى ابنُ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه كانَ عَبدَ اللهِ أنعَمَ اللهُ عليه، فشكَرَ ذلك له، ورَضيَ اللهُ عنه حتَّى قبَضَه اللهُ عزَّ وجلَّ وهو يَعِظُهم ويَقولُ: اتَّقوا اللهَ، والْزَموا ما جاءَ به عيسَى عليه السَّلامُ، ولا تُخالِفوا فيُخالَفَ بكم، ثمَّ قالَ: مَن أرادَ أنْ يأخُذَ مِن هذا شَيئًا، فلْيأخُذْ، فجعَلَ الرَّجلُ يَقومُ فيأخُذُ الجَرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ والشَّيءِ، فقامَ أصْحابي الَّذين جِئْتُ معَهم، فسَلَّموا عليه، وعَظَّموه، وقالَ لهمُ: الْزَموا هذا الدِّينَ، وإيَّاكم أنْ تَفَرَّقوا واسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وقالَ لي: يا غُلامُ، هذا دِينُ اللهِ الَّذي تَسمَعُني أقولُه، وما سِواهُ الكُفرُ، قالَ: قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تكونَ مَعي؛ إنِّي لا أخرُجُ مِن كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ، ولا تَقدِرُ على الكَيْنونةِ مَعي، قالَ: وأقبَلَ على أصْحابِه، وقالوا: يا غُلامُ، إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تَكونَ معَه، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ له أصْحابُه: يا فلانُ، إنَّ هذا غُلامٌ ويُخافُ عليه، فقالَ لي: أنتَ أعلَمُ، قُلْتُ: فإنِّي لا أُفارِقُكَ، فبَكى أصْحابي الأوَّلونَ الَّذين كنْتُ معَهم عندَ فِراقِهم إيَّايَ، فقالوا: يا غُلامُ، خُذْ مِن هذا الطَّعامِ ما تَرى أنَّه يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخَرِ، وخُذْ منَ الماءِ ما تَكْتَفي له، ففعَلْتُ، فما رَأيْتُه نائمًا ولا طاعِمًا إلَّا راكِعًا وساجِدًا إلى الأحَدِ الآخَرِ، فلمَّا أصْبَحْنا، قالَ لي: خُذْ جرَّتَكَ هذه، وانطَلِقْ، فخرَجْتُ معَه أتْبَعُه، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصَّخْرةِ، وإذا هُم قد خَرَجوا مِن تلك الجِبالِ يَنتَظِرونَ خُروجَه، فقَعَدوا، وعادَ في حَديثِه نحوَ المرَّةِ الأُولى، فقالَ: الْزَموا هذا الدِّينَ ولا تَفَرَّقوا، واذْكُروا اللهَ واعْلَموا أنَّ عيسَى ابنَ مَريمَ عليه السَّلامُ كانَ عَبدًا، أنعَمَ اللهُ عليه، ثمَّ ذَكَرَني، فقالوا له: يا فُلانُ، كيف وجَدْتَ هذا الغُلامَ؟ فأثْنى عليَّ، وقالَ خَيرًا، فحَمِدوا اللهَ تَعالى، وإذا خُبزٌ كَثيرٌ، وماءٌ كَثيرٌ، فأخَذوا، وجعَلَ الرَّجلُ يأخُذُ ما يَكْتَفي به، وفعَلْتُ فتَفَرَّقوا في تلك الجِبالِ، ورجَعَ إلى كَهْفِه، ورجَعْتُ معَه، فلَبِثْنا ما شاءَ اللهُ، يخرُجُ في كلِّ يومِ أحَدٍ، ويَخرُجونَ معَه، ويَحُفُّونَ به ويُوصِيهم بما كانَ يُوصِيهم به، فخرَجَ في أحَدٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا حمِدَ اللهَ ووعَظَهم وقالَ مِثلَ ما كانَ يَقولُ لهُم، ثمَّ قالَ لهُم آخِرَ ذلك: يا هؤلاء، إنَّه قد كبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وأنَّه لا عَهدَ لي بهذا البيتِ منذُ كذا وكذا، ولا بُدَّ مِن إتْيانِه، فاسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا؛ فإنِّي رأيْتُه لا بأْسَ به، قالَ: فجَزِعَ القَومُ، فما رأيْتُ مثلَ جَزَعِهم، وقالوا: يا فلانُ، أنتَ كَبيرٌ، وأنتَ وَحدَكَ، ولا نأمَنُ مِن أنْ يُصيبَكَ الشَّيءُ، يُساعِدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ، قالَ: فلا تُراجِعوني، لا بُدَّ مِن إتْيانِه، ولكنِ اسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وافْعَلوا وافْعَلوا، قالَ: فقُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، قد رأيْتَ حَالي، وما كنْتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمْشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ، ولا أستَطيعُ أنْ أحمِلَ مَعي زادًا ولا غيرَه، وأنتَ لا تَقدِرُ على هذا، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: فقالوا: يا فلانُ، فإنَّا نَخافُ على هذا الغُلامِ، قالَ: فهو أعلَمُ، قد أعلَمْتُه الحالَ، وقد رَأى ما كانَ قبلَ هذا، قُلْتُ: لا أُفارِقُكَ، قالَ: فبَكَوْا، ووَدَّعوهُ، وقالَ لهمُ: اتَّقُوا اللهَ وكونُوا على ما أوْصَيْتُكم به، فإنْ أعِشْ فعَلَيَّ أرجِعُ إليكم، وإنْ مُتُّ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، فسلَّمَ عليهم، وخرَجَ وخرَجْتُ معَه، وقالَ لي: احمِلْ معَكَ مِن هذا الخُبزِ شَيئًا تَأْكُلُه، فخرَجَ وخرَجْتُ معَه يَمْشي، واتَّبَعْتُه يَذكُرُ اللهَ ولا يَلتَفِتُ، ولا يقِفُ على شَيءٍ، حتَّى إذا أمْسَيْنا، قالَ: يا سَلْمانُ، صَلِّ أنتَ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، ثمَّ قامَ وهو يُصلِّي حتَّى إذا انْتَهى إلى بيتِ المَقدِسِ، وكانَ لا يَرفَعُ طَرْفَه إلى السَّماءِ، حتَّى إذا انْتَهَيْنا إلى بابِ المَسجِدِ، وإذا على البابِ مُقعَدٌ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، قد تَرى حَالي، فتَصدَّقْ عليَّ بشَيءٍ، فلم يَلتفِتْ إليه، ودخَلَ المَسجِدَ، ودخَلْتُ معَه، فجعَلَ يتَّبِعُ أمْكِنةً في المَسجِدِ فصَلَّى فيها، فقالَ: يا سَلْمانُ، إنِّي لم أجِدْ طَعْمَ النَّومِ منذُ كذا وكذا، فإنْ أنتَ جعَلْتَ أنْ توقِظَني إذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا نِمْتُ؛ فإنِّي أُحِبُّ أنْ أنامَ في هذا المَسجِدِ، وإلَّا لم أنَمْ، قالَ: قُلْتُ: فإنِّي أفعَلُ، قالَ: فإذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا فأيْقِظْني إذا غلَبَتْني عَيْني، فقامَ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا لم ينَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رأيْتُ بعضَ ذلك، لأدَعَنَّه يَنامُ حتَّى يَشتَفيَ منَ النَّومِ، قالَ: وكانَ فيما يَمْشي وأنا معَه يُقبِلُ عليَّ فيَعِظُني، ويُخبِرُني أنَّ لي ربًّا، وأنَّ بيْنَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمُني ويُذَكِّرُني نحوَ ما يُذكِّرُ القَومَ يومَ الأحَدِ، حتَّى قالَ فيما يَقولُ: يا سَلْمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يَبعَثُ رَسولًا اسمُه أحمَدُ، يَخرُجُ بتِهامةَ -وكانَ رَجُلًا أعْجميًّا لا يُحسِنُ أنْ يقولَ: مُحمَّدٌ- علامَتُه أنَّه يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بيْنَ كَتِفَيْه خاتَمٌ، وهذا زَمانُه الَّذي يخرُجُ فيه قد تَقارَبَ، فأمَّا أنا؛ فإنِّي شَيخٌ كَبيرٌ، ولا أحْسَبُني أُدرِكُه، فإنْ أدْرَكْتَه فصَدِّقْه واتَّبِعْه، قالَ: قُلْتُ: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ فيما يأمُرُ به، ورِضا الرَّحمَنِ فيما قالَ، فلم يَمضِ إلَّا يَسيرًا حتَّى استَيقَظَ فَزِعًا يَذكُرُ اللهَ، فقالَ لي: يا سَلْمانُ، مَضى الفَيْءُ مِن هذا المَكانِ، ولم أذكُرِ اللهَ، أين ما كُنْتَ جعَلْتَ على نفْسِكَ؟ قالَ: أخْبَرْتَني أنَّكَ لم تَنَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رَأيْتُ بَعضَ ذلك، فأحبَبْتُ أنْ تَشتَفيَ منَ النَّومِ، فحمِدَ اللهَ، وقامَ، فخرَجَ، وتَبِعْتُه، فمَرَّ بالمُقعَدِ، فقالَ المُقعَدُ: يا عَبدَ اللهِ، دخلْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، وخرَجْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، فقامَ يَنظُرُ، هل يَرى أحَدًا؟ فلم يَرَه، فدَنا منه، فقالَ له: ناوِلْني يدَكَ فناوَلَه، فقالَ: بسمِ اللهِ، فقامَ كأنَّه أُنشِطَ مِن عِقالٍ صَحيحًا لا عَيبَ به، فخَلَّا عنْ يَدِه، فانطلَقَ ذاهِبًا، فكانَ لا يَلْوي على أحَدٍ، ولا يَقومُ عليه، فقالَ لي المُقعَدُ: يا غُلامُ، احمِلْ عليَّ ثِيابي حتَّى أنطَلِقَ أُبشِّرُ أهْلي، فحمَلْتُ عليه ثيابَه، وانطلَقَ لا يَلْوي عليَّ، فخرَجْتُ في إثْرِه أطلُبُه، فكلَّما سألْتُ عنه قالوا: أمامَكَ حتَّى لَقِيَني رَكْبٌ مِن كَلبٍ، فسألْتُهم، فلمَّا سَمِعوا، أناخَ رَجُلٌ مِنهم عليَّ بَعيرَه، فحمَلَني خَلفَه، حتَّى أتَوْا بلادَهُم فباعُوني، فاشْتَرَتْني امْرأةٌ منَ الأنْصارِ، فجعَلَتْني في حائطٍ لها، فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخبِرْتُ به، فأخذْتُ أشْياءَ مِن ثَمرِ حائِطي، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتَيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ النَّاسِ إليه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ: ما هذا؟ قُلْتُ: صَدَقةٌ، قالَ للقَومِ: كُلوا، ولم يأكُلْ، ثمَّ لبِثْتُ ما شاءَ اللهُ، ثمَّ أخذْتُ مثلَ ذلك، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ القَومِ منه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ لي: ما هذا؟ فقُلْتُ: هَديَّةٌ، قالَ: بسمِ اللهِ، وأكَلَ وأكَلَ القَومُ، قُلْتُ في نَفْسي: هذه مِن آياتِه، كانَ صاحِبي رَجُلًا أعْجميًّا لم يُحسِنْ أنْ يَقولَ: تِهامةَ، فقالَ: تِهْمةَ، وقالَ: أحمَدُ، فدُرْتُ خَلفَه، ففَطِنَ بي، فأرْخى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحيةِ كَتِفِه الأيسَرِ فتَبيَّنْتُه، ثمَّ دُرْتُ حتَّى جلَسْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، قالَ: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مَمْلوكٌ، قالَ: فحَدَّثْتُه حَديثي، وحَديثَ الرَّجلِ الَّذي كنْتُ معَه، وما أمَرَني به، قالَ: لمَن أنتَ؟ قُلْتُ: لامْرأةٍ منَ الأنْصارِ جعَلَتْني في حائطٍ لها، قالَ: يا أبا بَكرٍ، قالَ: لبَّيكَ، قالَ: اشْتَرِه، فاشْتَراني أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأعْتَقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ اللهُ أنْ ألبَثَ، فسلَّمْتُ عليه، وقعَدْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما تَقولُ في دينِ النَّصارى، قالَ: لا خَيرَ فيهم، ولا في دِينِهم، فدَخَلَني أمرٌ عَظيمٌ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا الَّذي كنْتُ معَه ورأيْتُ ما رَأيْتُه، ثمَّ رأيْتُه أخَذَ بيَدِ المُقعَدِ فأقامَه اللهُ على يدَيْه لا خيرَ في هؤلاء، ولا في دينِهم، فانصرَفْتُ وفي نَفْسي ما شاءَ اللهُ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بسَلْمانَ، فأتَى الرَّسولُ وأنا خائفٌ، فجِئْتُ حتَّى قعَدْتُ بيْنَ يدَيْه فقَرَأَ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، يا سَلْمانُ، إنَّ أولئك الَّذين كنْتَ معَهم وصاحِبَكَ لم يَكونوا نَصارى، إنَّما كانُوا مُسلِمينَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ لَهوَ الَّذي أمَرَني باتِّباعِكَ، فقُلْتُ له: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ وما يجِبُ فيما يَأمُرُكَ به.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6705 | خلاصة حكم المحدث : صحيح