الموسوعة الحديثية

نتائج البحث
no-result لا توجد نتائج

1 - كنتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ حُنينٍ، فوَلَّى عنه النَّاسُ، وبَقيتُ معه في ثمانينَ رَجلًا مِنَ المهاجرينَ والأنصارِ، فكنَّا على أَقدامِنا نحوًا مِن ثمانينَ قَدَمًا، ولمْ نُولِّهم الدُّبُرَ وهُم الَّذين أَنزَلَ اللهُ عليهم السَّكينَةَ. قالَ: ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على بَغلَتِه، يَمضي قُدُمًا، فحادَتْ بغْلَتُه، فمالَ عنِ السُّرُجِ، فشَدَّ نحوَهُ فقلتُ: ارتَفَعَ رفَعَكَ اللهُ، قالَ: ناوِلْني كفًّا مِن تُرابٍ. فناوَلْتُه، فضَرَبَ به وجوهَهُم، فامْتَلَأَ أَعْيُنُهم تُرابًا، قالَ: أين المهاجرونَ والأنصارُ؟ قلتُ: هُم هنا، قالَ: اهتِفْ بهم، فهَتَفْتُ بهم، فجاؤوا وسُيوفُهُم في أَيمانِهم كأنَّها الشُّهُبُ، ووَلَّى المشركونَ أَدْبارَهُم.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2585 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

2 - نَزَلَ الكتابُ الأوَّلُ مِن بابٍ واحدٍ على حَرْفٍ واحدٍ، ونَزَلَ القرآنُ مِن سبعةِ أبوابٍ على سبعةِ أَحرفٍ؛ زاجِرًا وآمِرًا وحلالًا وحرامًا ومُحكَمًا ومُتشابِهًا وأَمثالًا، فأَحِلُّوا حلالَهُ، وحرِّموا حرامَهُ، وافعَلوا ما أُمِرْتُم به، وانتَهوا عمَّا نُهيتُم عنه، واعتَبِروا بأَمثالِهِ، واعْمَلوا بمُحكَمِه، وآمِنوا بمُتشابِهِه، وقولوا: آمنَّا به كُلٌّ مِن عندِ ربِّنا.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2057 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

3 - «كان الكِتابُ الأوَّلُ نَزَلَ مِن بابٍ واحدٍ على حرْفٍ واحدٍ، ونَزَلَ القرآنُ مِن سَبعةِ أبوابٍ على سَبعةِ أحرُفٍ؛ زاجِرٍ، وآمِرٍ، وحَلالٍ، وحَرامٍ، ومُحكَمٍ، ومُتَشابِهٍ، وأمثالٍ، فأحِلُّوا حَلالَهُ، وحَرِّموا حَرامَهُ، وافْعَلوا ما أُمِرتُم به، وانتَهُوا عمَّا نُهيتُم عنه، واعْتَبِروا بأمثالِهِ، واعْمَلوا بمُحْكَمِهِ، وآمِنوا بِمُتَشابهِهِ، وقولوا: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِن عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7]».
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3185 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

4 - لَمَّا كان ليلةَ أُسرِيَ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَقِيَ إبراهيمَ ومُوسى وعِيسى عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ، فبَدَؤوا بإبراهيمَ، فسَألوه عن السَّاعةِ، فلم يكُنْ عِنده منها عِلمٌ، فسَألوا مُوسى، فلم يكُنْ عِنده منها عِلمٌ، فرَدُّوا الحديثَ إلى عِيسى، فقال: عهِدَ اللهُ إلَيَّ فيما دونَ وَجْبَتِها، فأمَّا وَجْبَتُها فلا يَعلَمُها إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ، فذكَرَ مِن خُروجِ الدَّجَّالِ: فأهْبِطُ فأقْتُلُه، فيَرجِعُ النَّاسُ إلى بِلادِهم، فيَسْتقبِلُهم يَأجوجُ ومَأجوجُ وهُم مِن كلِّ حَدَبٍ يَنسِلون، لا يَمُرُّون بماءٍ إلَّا شَرِبوه، ولا بشَيءٍ إلَّا أفْسَدوه، فيَجْأَرون إلَيَّ فأدْعُو اللهَ فيُرسِلُ السَّماءَ بالماءِ، فيَحمِلُهم فتُقذَفُ أجسامُهم في البحرِ، ثمَّ تُنسَفُ الجبالُ، وتُمَدُّ الأرضُ مَدَّ الأديمِ. وعَهِدَ اللهُ إلَيَّ أنَّه إذا كان ذلكَ السَّاعةُ مِنَ النَّاسِ كالحاملِ المُتِمِّ، لا يَدْري أهلُها متى تَفْجَؤُهم بوِلادتِها؛ أليلًا أم نهارًا؟ قال العوَّامُ: فوجَدْتُ تَصديقَ ذلكَ في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ثمَّ قَرَأ: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} [الأنبياء: 96، 97].
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8863 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

5 - لَمَّا كان ليلةُ أُسرِيَ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لَقِيَ إبراهيمَ ومُوسى وعِيسى عليهم السَّلامُ، فتَذاكَروا السَّاعةَ: مَتى هي؟ فبَدَؤوا بإبراهيمَ فسَألوه عنها، فلمْ يكُنْ عِنده منها عِلمٌ، فسَألوا مُوسى، فلم يكُنْ عِنده منها عِلمٌ، فرَدُّوا الحديثَ إلى عِيسى، فقال: عَهِدَ اللهُ إلَيَّ فيها دونَ وَجْبَتِها، فلا يَعلَمُها إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ، فذكَرَ خُروجَ الدَّجَّالِ، وقال: فأهْبِطُ فأقْتُلُه، ثمَّ يَرجِعُ النَّاسُ إلى بِلادِهم، فيَسْتقبِلُهم يَأْجوجُ ومَأْجوجُ وهُم مِن كلِّ حدَبٍ يَنسِلون، لا يَمُرُّون بماءٍ إلَّا شَرِبوه، ولا بشَيءٍ إلَّا أفْسَدوه، يَجْأَرون إلَيَّ، فأدْعو اللهَ فيُمِيتُهم، فتَخْوى الأرضُ مِن رِيحِهم، فيَجْأَرون إلَيَّ، فأدْعُو اللهَ، فيُرسِلُ السَّماءَ بالماءِ، فيَحمِلُهم، فيَقذِفُ بأجسامِهِم في البحرِ، ثمَّ تُنسَفُ الجبالُ، وتُمَدُّ الأرضُ مَدَّ الأديمِ، فعَهِدَ اللهُ إلَيَّ أنَّه إذا كان ذلكَ أنَّ السَّاعةَ مِنَ النَّاسِ كالحاملِ المُتِمِّ، لا يَدْري أهلُها متى تَفْجَؤهم بوِلادتِها؛ ليْلا أو نَهارًا. قال العوَّامُ: فوجَدْتُ تَصديقَ ذلكَ في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ثمَّ قَرَأ: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} [الأنبياء: 96، 97].
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8726 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه

6 - لمَّا أُسرِيَ ليلةَ أُسرِيَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لقِي إبراهيمَ، وموسى، وعيسى، فتذاكروا السَّاعةَ، فبدؤوا بإبراهيمَ فسألوه عنها، فلمْ يكنْ عنده مِنْها عِلْمٌ، ثُمَّ موسى، فلمْ يكنْ عنده مِنْها عِلمٌ، فتراجعوا الحديثَ إلى عيسى، فقالَ عيسى: عَهِدَ اللهُ إليَّ فيما دون وَجْبتِها فلا نَعلمُها، قالَ: فذَكَرَ مِن خروجِ الدَّجَّالِ، فأَهبِطُ فاقتلُهُ، ويَرجعُ النَّاسُ إلى بلادِهِم فيستقبِلُهم يأجوجُ ومأجوجُ وهُم مِن كُلِّ حدَبٍ يَنسلونَ، فلا يمرُّونَ بماءٍ إلَّا شَرِبوهُ ولا يمرُّونَ بشيءٍ إلَّا أفسَدوهُ، فيَجْأَرونَ إلى اللهِ، فنَدْعوا اللهَ فيُميتُهم فتَجأَرُ الأرضُ إلى اللهِ مِن ريحِهِم، ويجأَرونَ إليَّ، فأدعو اللهَ فيُرسِلُ السَّماءَ بالماء فيَحمِلُ أجسامَهُم فيَقذِفُها في البحرِ، ثُمَّ يَنسِفُ الجبالَ، وتُمدُّ الأرضُ مَدَّ الأديمِ، فعَهِدَ اللهُ إليَّ إذا كان ذلك، فإنَّ السَّاعةَ مِنَ النَّاسِ كالحامِلِ المُتمِّ لا يدري أهلُها متى تَفجَؤهُم بولادتِها ليلًا أوْ نهارًا. قالَ عبدُ اللهِ: فوجدتُ تصديقَ ذلك في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} [الأنبياء: 96، 97] الآيةَ، قالَ: وجميعُ النَّاسِ مِن كُلِّ مكانٍ جاؤوا منه يومَ القيامةِ فهو حدَبٌ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3493 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

7 - جاءَ ابنا مُلَيْكةَ، وهما مِنَ الأنصارِ، فقالا: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أُمَّنا تَحفظُ على البَعْلِ، وتُكرِمُ الضَّيفَ، وقد وَأَدَتْ في الجاهليَّةِ فأين أُمُّنا؟ قالَ: «أُمُّكُما في النَّارِ». فقاما قد شَقَّ ذلك عليهِما فدَعاهُما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فرَجَعا فقالَ: «إنَّ أُمِّي مع أُمِّكُما». فقالَ منافقٌ مِنَ النَّاسِ لي: ما يُغني هذا عن أُمِّهِ إلَّا ما يُغني ابنا مُلَيْكةَ عنْ أُمِّهما ونحن نَطَأُ عَقِبيهِ، فقالَ رَجلٌ شابٌّ مِنَ الأنصارِ لمْ أرَ رَجلًا كان أكثرَ سؤالًا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منه: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أبَواكَ في النَّارِ؟ قالَ: فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ما سألتُهُما ربِّي فيُعطيني فيهما، وإنِّي لقائمٌ يومئذٍ المَقامَ المحمودَ». قالَ: فقالَ المنافقُ للشَّابِ الأنصاريِّ: سلْهُ وما المقامُ المحمودُ؟ قالَ: يا رسولَ اللهِ، وما المقامُ المحمودُ؟ قالَ: «يومَ يَنزلُ اللهُ فيه على كُرسيِّهِ يَئطُّ به كما يَئطُّ به الرَّحْلُ مِن تضايُقِهِ كسَعةِ ما بيْنَ السَّماءِ والأرضِ، ويُجاءُ بكم حُفاةً عُراةً غُرلًا، فيكونُ أوَّلَ مَنْ يُكْسى إبراهيمُ، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: اكسُوا خليلي رَيْطَتينِ بَيضاوَيْنِ مِن رياطِ الجنَّةِ، ثُمَّ أُكْسى على أَثرِهِ فأقومُ عن يمينِ اللهِ عزَّ وجلَّ مَقامًا يَغبِطُني فيه الأوَّلونَ والآخرونَ، ويُشقُّ لي نَهَرٌ مِنَ الكوثرِ إلى حَوْضي». قالَ: يقولُ المنافقُ: لمْ أسمعْ كاليومِ قطُّ، لقَلَّ ما جرى نَهَرٌ قطُّ إلَّا وكان في فخَّارةٍ أوْ رَضْراضٍ، فسَلْه فيما يجري النَّهرُ؟ قالَ: «في حالةٍ مِنَ المِسكِ ورَضْراضٍ». قالَ: يقولُ المنافقُ: لمْ أسمعْ كاليومِ قطُّ، لقَلَّ ما جرى نَهَرٌ قطُّ إلَّا كان له نباتٌ. قالَ: «نَعَمْ». قالَ: ما هو؟ قالَ: «قُضبانُ الذَّهبِ». قالَ: يقولُ المنافقُ: لمْ أسمعْ كاليومِ قطُّ، واللهِ ما نَبَتَ قَضيبٌ قطُّ إلَّا كان له ثَمَرٌ، فسَلْهُ هل لتلك القُضبانِ ثمارٌ؟ قالَ: «نَعَمِ، اللُّؤلؤ والجَوْهرُ». قالَ: فقالَ المنافقُ: لمْ أسمعْ كاليومِ قطُّ، سَلْهُ عنْ شرابِ الحوضِ، فقالَ الأنصاريُّ: يا رسولَ اللهِ، وما شرابُ الحوضِ؟ قالَ: «أشدُّ بياضًا مِنَ اللَّبنِ، وأحلى مِنَ العَسلِ، مَنْ سقاهُ اللهُ منه شَربةً لمْ يَظْمأْ بعدَها، ومَنْ حَرَمَهُ لمْ يَروِ بعدَها».
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3428 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

8 - يَجمَعُ اللهُ النَّاسَ يَومَ القيامةِ فيُنادي مُنادٍ: يا أيُّها النَّاسُ، ألمْ تَرضَوا مِن ربِّكم الَّذي خَلَقَكم وصَوَّركم ورزَقَكم أنْ يُولِيَ كلَّ إنسانٍ ما كان يَعبُدُ في الدُّنيا ويَتولَّى؟ أليْس ذلكَ عدْلٌ مِن ربِّكم؟ قالوا: بَلى، قال: فيَنطلِقُ كلُّ إنسانٍ منكمْ إلى ما كان يَتولَّى في الدُّنيا، ويُمثَّلُ لهمْ ما كانوا يَعبُدون في الدُّنيا، وقال: يُمثَّل لمَن كان يَعبُدُ عِيسى شَيطانُ عِيسى، ويُمثَّلُ لمَن كان يَعبُدُ عُزيرًا شَيطانُ عُزَيرٍ، حتَّى يُمثَّلَ لهم الشَّجرُ والعُودُ والحَجرُ، ويَبْقى أهلُ الإسلامِ جُثومًا، فيَقولُ لهم: ما لكمْ لا تَنطلِقون كما انطلَقَ النَّاسُ؟ فيَقولون: إنَّ لنا ربًّا ما رَأيْناه بعْدُ، قال: فيَقولُ: فبِمَ تَعرفِون ربَّكم إنْ رَأيْتُموه؟ قالوا: بيْننا وبيْنه عَلامةٌ إنْ رَأيْناه عَرَفْناه، قال: وما هي؟ قالوا: فيُكشَفُ عن ساقٍ، قال: فيَحْني كلُّ مَن كان لِظَهْرٍ طبَقَ ساجدًا، ويَبْقى قومٌ ظُهورُهم كصَياصِي بَقرٍ، يُريدون السُّجودَ فلا يَستطِيعون، قال: ثمَّ يُؤمَرون فيَرفَعون رُؤوسَهم، فيُعطَون نُورَهم على قدْرِ أعمالِهم؛ فمنْهم مَن يُعطَى نُورَه مِثلَ الجبَلِ بيْن يَدَيه، ومنْهم مَن يُعطَى نُورَه دونَ ذلكَ، ومنْهم مَن يُعطَى نُورَه مِثلَ النَّخلةِ بيَمينِه، ومنْهم مَن يُعطى دونَ ذلكَ، حتَّى يكونَ آخِرُ ذلكَ يُعطَى نُورَه على إبهامِ قَدَمِه، يُضِيءُ مرَّةً ويُطفِئُ مرَّةً، فإذا أضاء قدَّمَ قَدَمَه، وإذا طُفِئَ قامَ، فيَمُرُّون على الصِّراطِ، والصِّراطُ كحَدِّ السَّيفِ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، قال: فيُقالُ: انْجُوا على قدْرِ نُورِكم؛ فمنْهم مَن يَمُرُّ كانقضاضِ الكوْكبِ، ومنْهم مَن يَمُرُّ كالرِّيحِ، ومنْهم مَن يَمُرُّ كشَدِّ الرَّجلِ ويَرمُلُ رَمَلًا، فيَمُرُّون على قدْرِ أعمالِهِم، حتَّى يَمُرَّ الَّذي نُورُه على إبهامِ قَدَمهِ يَجُرُّ يدًا ويُعلِّقً يدًا، ويَجُرُّ رِجلًا ويُعلِّقُ رِجلًا، فتُصيبُ جَوانبَه النَّارَ، قال: فيَخلُصون، فإذا خَلَصوا، قالوا: الحمدُ للهِ الَّذي نجَّانا منكِ بعْدَ إذ رَأيْناكِ؛ فقدْ أعْطانا اللهُ ما لم يُعطِ أحدًا، فيَنطلِقون إلى ضَحضاحٍ عندَ بابِ الجنَّةِ، وهو مُصْفَقٌ مَنزلًا في أدْنى الجنَّةِ، فيَقولُون: ربَّنا أعْطِنا ذلكَ المنزِلَ، قال: فيَقولُ لهم: تَسْألوني الجنَّةَ وهو مُصْفَقٌ، وقدْ أنْجَيْتُكم مِنَ النَّارِ، هذا البابُ لا يَسْمَعون حَسِيسَها، فيَقولُ لهم: لعلَّكم إنْ أُعطِيتُموه أنْ تَسألوني غيْرَه، قال: فيَقولُ: لا وعِزَّتِكَ لا نَسألُكَ غيْرَه، وأيُّ مَنزِلٍ يكونُ أحسَنَ منه؟ قال: فيُعطُوه ثمَّ يَسكُتون، قال: فيُقالُ لهم: ما لكمْ لا تَسأَلون؟ فيَقولُون: ربَّنا قدْ سَألْنا حتَّى استَحْيَينا، قال: فيَقولُ لهم: ألمْ تَرضَوا أنِّي أعطَيْتُكم مِثلَ الدنُّيا منذُ يومِ خَلقْتُها إلى يومِ أفْنَيْتُها، وعَشَرةَ أضعافِها؟ قال: قال مَسروقٌ: فما بلَغَ عبدُ اللهِ هذا المكانَ مِنَ الحديثِ إلَّا ضَحِك، قال: فقال له رجُلٌ: يا أبا عبْدَ الرَّحمنِ، لَقدْ حدَّثْتَ بهذا الحديثِ مِرارًا، فما بلَغْتَ هذا المكانَ مِن هذا الحديثِ إلَّا ضَحِكتَ، قال: فقال عبْدُ اللهِ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحدِّثُ بهذا الحديثِ مِرارًا، فما بلَغَ هذا المكانَ مِن هذا الحديثِ إلَّا ضَحِك حتَّى تَبْدوَ لَهواتُه ويَبدُوَ آخِرُ ضَرسٍ مِن أضراسِه؛ لقولِ إنسانٍ قال: [أتَهزَأُ بي وأنتَ الملِكُ؟! قال:] فيَقولُ الرَّبُّ تَبارَك وتعالَى: لا، ولكنِّي على ذلكَ قادرٌ، فسَلُوني، قال: فيَقولُون: ربَّنا ألْحِقْنا بالنَّاسِ [فيَقولُ لهم: الْحَقُوا بالنَّاسِ]، قال: فيَنطلِقون يَرمُلون في الجنَّةِ، حتَّى يَبدُوَ للرَّجلِ منْهم قصْرٌ مِن دُرَّةٍ مُجوَّفةٍ، قال: فيَخِرُّ ساجدًا، قال: فيُقالُ له: ارفَعْ رأْسَكَ، فيَرفَعُ رأْسَه، فيُقالُ: إنَّما هذا مَنزِلٌ مِن مَنازلِكَ، قال: فيَنطلِقُ فيَستقبِلُه رجُلٌ، فيَقولُ: أنتَ مَلَكٌ أو مَلِكٌ؟ فيُقالُ: إنَّما ذلكَ قَهْرمانٌ مِن قَهارِمتِك على هذا القصْرِ، تحْتَ يَدِي ألْفُ قَهْرمانٍ، كلُّهم على ما أنا عليهِ، قال: فيَنطلِقُ به عِندَ ذلكَ حتَّى يَفتَحَ القصْرَ، وهو دُرَّةٌ مُجوَّفةٌ؛ سَقايفُها وأبوابُها وأغلاقُها ومَفاتيحُها منها، فيَفتَحُ له القصْرُ، فيَستقبِلُه جَوهرةٌ خَضْراءُ مُبطَّنةٌ بحَمْراءَ سَبْعون ذِراعًا فيها، فيها سِتُّونَ بابًا، كلُّ بابٍ يُفْضي إلى جَوهرةٍ واحدةٍ على غيرِ لَونِ صاحبتِها، في كلِّ جَوهرةٍ سُرَرٌ وأزواجٌ وتَصاريفُ -أو قال: ووَصائفُ- قال: فيَدخُلُ، فإذا هو بحَوْراءَ عَيْناءَ، عليها سَبعونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ ساقِها مِن وَراءِ حُلَلِها، كَبِدُها مِرآتُه، وكَبِدُه مِرآتُها، إذا أعرَضَ عنها إعراضةً ازدادتْ في عَينِه سَبعينَ ضِعفًا عمَّا كان قبْلَ ذلكَ، فيَقولُ: لَقدِ ازددْتِ في عَيْني سَبعينَ ضِعفًا، وتقولُ له مِثلَ ذلك، قال: فيُشرِفُ ببَصرِه على مُلكِه مَسيرةَ مائةِ عامٍ. قال: فقالَ عُمرُ عندَ ذلكَ: يا كَعبُ، ألَا تَسمَعُ إلى ما يُحدِّثُنا ابنُ أُمِّ عبْدٍ عن أدْنى أهلِ الجنَّةِ ما له؟ فكيْف بأعْلاهم؟! قال: يا أميرَ المُؤمنينَ، ما لا عَينٌ رأَتْ، ولا أُذنٌ سَمِعتْ؛ إنَّ اللهَ كان فوْقَ العرشِ والماءِ، فخَلَق لِنفسِه دارًا بيَدِه، فزيَّنَها بما شاء، وجعَلَ فيها مِنَ الثَّمراتِ والشَّرابِ، ثمَّ أطْبَقَها، فلم يَرَها أحدٌ مِن خَلقِه منذُ يومِ خَلَقَها؛ لا جِبريلُ ولا غيرُه مِنَ الملائكةِ، ثمَّ قرَأَ كَعبٌ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]، وخلَقَ دونَ ذلكَ جنَّتَينِ، فزيَّنَهما بما شاء، وجعَلَ فيهما ما ذَكَر مِنَ الحريرِ والسُّندسِ والإسْتَبرقِ، وأَراهما مَن شاء مِن خَلقِه مِنَ الملائكةِ، فمَن كان كِتابُه في عِلِّيِّينَ يَرى في تلكَ الدَّارِ، فإذا ركِبَ الرَّجلُ مِن أهلِ عِلِّيِّين في مِلكِه بيْن خَيمةٍ مِن خِيامِ الجنَّةِ إلَّا دَخَلَها مِن ضَوءِ وَجْهِه، حتَّى إنَّهم يَسْتنشِقون رِيحَه ويَقولونَ: واهًا لهذهِ الرِّيحِ الطَّيِّبةِ! ويَقولون: لَقدْ أشرَفَ علينا اليومَ رجُلٌ مِن أهلِ عِلِّيِّينَ. فقال عمرُ: وَيْحَكَ يا كَعبُ! إنَّ هذه القلوبَ قدِ اسْتَرْسَلَت فاقْبِضْها، فقال كَعبٌ: يا أميرَ المُؤمنينَ، إنَّ لِجَهنَّمَ زَفرةً ما مِن مَلَكٍ مُقرَّبٍ ولا نَبيٍّ إلَّا يَخِرُّ لِرُكبَتَيه حتَّى يَقولَ إبراهيمُ خَليلُ اللهِ: رَبِّ نفْسي نفْسي، وحتَّى لوْ كان لكَ عمَلُ سَبعينَ نبيًّا إلى عَملِكَ لَظنَنْتَ ألَّا [تَنجُوَ] منها.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8977 | خلاصة حكم المحدث : صحيح