الموسوعة الحديثية


- أنَّ بَني النَّضيرِ صالَحوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ألَّا يكونُوا عليه ولا له، فلمَّا ظهَرُوا يومَ بَدْرٍ قالوا: هو النَّبيُّ الَّذي نَعْتُه في التَّوراةِ لا تُرَدُّ له آيةٌ، فلمَّا هُزِمَ المسلمونَ يومَ أحُدٍ ارْتابوا ونُكِثوا، فخرَجَ كَعْبُ بنُ الأشرَفِ في أربعينَ راكِبًا إلى مكَّةَ فحالَفوا عليه قُرَيشًا عند الكعبةِ، فأمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ محمَّدَ بنَ مَسْلَمةَ الأنصاريَّ فقتَلَ كَعْبًا غِيلةً، وكان أخوه مِنَ الرَّضاعةِ، ثمَّ صبَّحَهم بالكتائِبِ وهو على حِمارٍ مَخْطومٍ بلِيفٍ، فقال لهم: اخرُجُوا مِنَ المدينةِ، فقالوا: الموتُ أحبُّ إلينا مِن ذلك، فتنادَوْا بالحربِ، وقيل: استَمْهِلوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشَرةَ أيَّامٍ لِيتجهَّزُوا لِلخروجِ، فدَسَّ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ المنافِقُ إليهم: لا تخرُجوا مِنَ الحِصنِ، فإنْ قاتَلُوكم فنحنُ معَكم لا نخذُلُكم، وإنْ خرَجتُم لَنَخرُجَنَّ معَكم، فدُرِّبُوا على الأزِقَّةِ وحُصونِها، فحاصَرَهم إحدى وعِشرينَ ليلةً، فلمَّا قذَفَ اللهُ في قلوبِهمُ الرُّعبَ وأَيِسوا مِن نَصْرِ المنافِقينَ طلَبوا الصُّلحَ، فأبَى عليهم إلَّا الجلاءَ على أنْ يَحمِلَ كلُّ ثلاثةِ أبياتٍ على بعيرٍ ما شاؤُوا مِن متاعِهم، فجَلَوْا إلى الشَّامِ إلى أَرِيحَا وأَذْرُعاتٍ، إلَّا آلَ بَيتَينِ منهم: آلَ أبي الحُقَيْقِ وآلَ حُيَيِّ بنِ أَخْطَبَ؛ فإنَّهم لَحِقُوا بخَيْبَرَ ولَحِقَتْ طائِفةٌ بالحِيرةِ.
الراوي : - | المحدث : الزيلعي | المصدر : تخريج الكشاف
الصفحة أو الرقم : 3/437 | خلاصة حكم المحدث : غريب