الموسوعة الحديثية


- خَطَبنا أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رَضيَ اللهُ عنه، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه بما هو له أهلٌ. قالَ: أوصيكُم بتقوى اللهِ، وأن تُثنوا عليه بما هو له أهلٌ، وأنْ تَخلِطوا الرَّغبةَ بالرَّهبةِ، فإنَّ اللهَ أثنى على زكريَّا وأهلِ بيتِهِ، فقالَ: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90] ثُمَّ اعلَموا عبادَ اللهِ أنَّ اللهَ قد ارتهنَ بحقِّهِ أنفُسَكُم، وأَخَذَ على ذلك مَواثيقَكُم، واشترى مِنْكم القليلَ الفانيَ بالكثيرِ الباقي، وهذا كتابُ اللهِ فيكم لا يُطفأُ نورُهُ، ولا تَنقضي عجائبُهُ، فاستَضِيئوا بنُورِهِ، وانتصِحوا كتابَهُ، واستَضِيئوا منه ليومِ الظُّلمةِ، فإنَّه إنَّما خَلَقَكم لعبادتِهِ، ووَكَّلَ بكم كِرامًا كاتِبينَ يَعلمونَ ما تَفعلونَ، ثُمَّ اعلموا عبادَ اللهِ أنَّكم تَغدونَ وتَروحونَ في أجلٍ قد غُيِّبَ عنكم عِلمُهُ، فإنِ استطعتُم أنْ تنقضيَ الآجالُ وأنتم في عملِ اللهِ فافعلوا، ولن تَستَطيعوا ذلك إلَّا باللهِ، فسابقوا في مُهلِ آجالِكم قبلَ أنْ تنقضيَ آجالُكم فيرُدَّكُم إلى سوءِ أعمالِكم، فإنَّ قومًا جعلوا آجالَهم لغيرِهِم، ونَسوا أنفسَهُم، فأنهاكم أنْ تكونوا أمثالَهم، فالوَحا الوَحا، ثُمَّ النَّجا النَّجا، فإنَّ وراءكم طالبًا حَثيثًا مَرُّهُ سريعٌ.
الراوي : عبدالله بن عكيم | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3492 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد