الموسوعة الحديثية


- قدِمَ علَيْنا أبو يُوسُفَ مِنَ الحجِّ، فقالَ: إنِّي أُرِيدُ أنْ أفتَحَ عليكُمْ بابًا مِنَ العِلمِ أهمَّني، ففحَصْتُ عنهُ، فقدِمْتُ المدينةَ، فسألتُ عَنِ الصَّاعِ، فقالوا: صاعُنا هذا صاعُ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلتُ لَهُمْ: ما حُجَّتُكُمْ في ذلِكَ؟ فقالوا: نَأتيكَ بالحُجَّةِ غدًا، فلمَّا أصبحتُ أتاني نَحْوٌ مِنْ خمسينَ شَيخًا مِنْ أبناءِ المُهاجِرينَ والأنصارِ، مَعَ كلِّ رجُلٍ مِنْهُمُ الصَّاعُ تحتَ رِدائِهِ، كلُّ رجُلٍ مِنْهُمْ يُخبِرُ عَنْ أبيهِ وأهلِ بَيتِهِ أنَّ هذا صاعُ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنظَرْتُ، فإذا هِيَ سواءٌ. قالَ: فعيَّرْتُهُ، فإذا هُوَ خمسةُ أرطالٍ وثُلُثٌ بنُقْصانٍ معَهُ يسيرٌ، فرأيتُ أمرًا قويًّا، فقَدْ ترَكْتُ قَولَ أبي حَنيفةَ في الصَّاعِ، وأخَذْتُ بقَولِ أهلِ المدينةِ.
الراوي : الحسين بن الوليد القرشي | المحدث : محمد ابن عبدالهادي | المصدر : تنقيح التحقيق
الصفحة أو الرقم : 3/135 | خلاصة حكم المحدث : مشهور