الموسوعة الحديثية


- لمَّا اشتَعَل الوجَعُ قام أبو عُبَيدَةَ بنُ الجَرَّاحِ في الناسِ خَطيبًا فقال: أيُّها الناسُ ، إنَّ هذا الوجَعَ رحمةُ ربِّكم ودعوَةُ نبيِّكم ، وموتُ الصالِحينَ قَبلَكم ، وإنَّ أبا عُبَيدَةَ يَسأَلُ اللهَ أنْ يَقسِمَ لأبي عُبَيدَةَ حظَّه منه. فطُعِن فمات ، فاستُخلِفَ مُعاذُ بنُ جبَلٍ على الناسِ ، فقام خَطيبًا بعدَه ، وقال مِثلَ ما قال ، لكنْ قال: أنْ يُقسَمَ لآلِ مُعاذٍ حَظُّهم. فطُعِن ابنُه عبدُ الرحمنِ فمات ثم قام فدَعا لنَفْسِه فطُعِن في راحَتِه ، فكان يقولُ: ما أُحِبُّ أنَّ لي بها شيئًا منَ الدُّنيا فلمَّا مات قام عَمرُو بنُ العاصِ خَطيبًا فقال: أيُّها الناسُ ، إنَّ هذا الوجَعَ إذا وقَع فإنَّما يَشتَعِلُ اشتِعالَ النارِ ، فتَحَصَّنوا منه في الجِبالِ. فقال أبو واثِلَةَ الهُذَلِيُّ: واللهِ لقد صحِبتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنتَ شرٌّ مِن حِماري هذا ، فقال: واللهِ ما أرُدُّ عليكَ ما تقولُ ، وواللهِ لا نُقيمُ عليه ، قال: ثم خرَج وخرَج الناسُ فتفرَّقوا وارتَفَع الطاعونُ. قال: فبلَغ ذلك عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ مِن رأيِ عَمرِو بنِ العاصِ ، فواللهِ ما كَرِهَه
الراوي : راية رجل من الأشعريين | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : بذل الماعون
الصفحة أو الرقم : 163 | خلاصة حكم المحدث : شهر فيه مقال