الموسوعة الحديثية


- لَمَّا كانت الفتنةُ الأُولى أشْكَلَتْ علَيَّ، فقُلتُ: اللَّهمَّ أرِني أمرًا مِن أمرِ الحقِّ أتمَسَّكْ به، قال: فأُرِيتُ الدُّنيا والآخرةَ وبيْنهما حائطٌ غيرُ طَويلٍ، وإذا أنا بجائزٍ، فقُلتُ: لوْ تَشبَّثْتُ بهذا الجائزِ لَعَلِّي أهبِطُ إلى قَتْلى أشجَعَ لِيُخبِروني، قال: فهبَطْتُ بأرضٍ ذاتِ شَجرٍ، وإذا أنا بنَفرٍ جُلوسٍ، فقُلتُ: أنتم الشُّهداءُ؟ قالوا: لا، نحنُ الملائكةُ، قُلتُ: فأيْن الشُّهداءُ؟ قالوا: تَقدَّمْ إلى الدَّرَجاتِ العُلى؛ إلى محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتَقدَّمْتُ فإذا أنا بدَرَجةٍ اللهُ أعلَمُ ما هي في السَّعةِ والحُسنِ، فإذا أنا بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو يَقولُ لإبراهيمَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: استَغفِرْ لِأُمَّتي، فقال له إبراهيمُ: إنَّك لا تَدْري ما أحْدَثوا بعْدَك؛ أراقوا دِماءَهم، وقَتَلوا إمامَهم، ألَا فَعَلوا كما فَعَل خَلِيلي سَعدٌ، قُلتُ: أُراني قدْ أُرِيتُ أذهَبُ إلى سَعدٍ، فأنْظُرُ مع مَن هو، فأكونُ معه، فأتَيْتُه فقصَصْتُ عليه الرِّؤيا، فما أكْثَرَ بها فَرحًا، وقال: قدْ شَقِيَ مَن لم يكُنْ له إبراهيمُ خَليلًا، قُلتُ: في أيِّ الطَّائفتينِ أنتَ؟ قال: لسْتُ مع واحدٍ منهما، قُلتُ: فكيْف تَأمُرُني؟ قال: ألكَ ماشيةٌ؟ قُلتُ: لا، قال: فاشْتَرِ ماشيةً واعتَزِلْ فيها حتَّى تَنجلِيَ.
الراوي : الحسين بن خارجة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8615 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه