موسوعة الفرق

المَطلبُ الثَّاني: مُبالغاتُ البَريلَويِّين وغُلوُّهم فيه


هذا دَيدَنُ القَومِ في شَأنِ زَعيمِهمُ البَريلَويِّ منَ الغُلوِّ والمُبالغةِ فيه، حتَّى قالوا: (لا يوجَدُ في القَرنَينِ الأخيرَينِ من عالمٍ جامِعٍ مِثلِه) [1410] يُنظر: ((وصايا البريلوي)) لحسنين رضا (ص: 24). .
وقالوا: (إنَّه لا نَظيرَ لجَلالتِه العِلميَّةِ وكمالِه العَمَليِّ، وإنَّ البَريلَويَّ كان عَديمَ النَّظيرِ في قوَّةِ عِلمِه وإصابةِ رَأيِه) [1411] يُنظر: مقدمة ((شرح الحقوق للبريلوي)) (ص: 8). .
وقالوا: (إنَّ البَريلَويَّ أحيا الدِّينَ بتَعليماتِه) [1412] يُنظر: مقدمة ((شرح الحقوق للبريلوي)) (ص: 7). .
وقالوا: (إنَّ «الفتاوى الرَّضويَّةَ» تَشتَمِلُ على آلافٍ منَ المَسائِل التي لم تَسمَعْها أذُنُ العُلماءِ) [1413] يُنظر: ((بهار شريعت)) لأمجد علي (1/3). .
وممَّا قالوه كَذلك: (لو رَأى أبو حَنيفةَ رَحِمَه اللهُ «الفتاوى الرَّضويَّةَ» لقَرَّت عَينُه ولجَعل مُؤَلِّفَها من جُملةِ الأصحابِ) [1414] يُنظر: مقدمة ((الفتاوى الرضوية للبريلوي)) (11/ 4). .
وقالوا: (إنَّ البَريلَويَّ كان يَملكُ فَطانةَ أبي حَنيفةَ في الاجتِهادِ، وضياءَ الخَصَّافِ، وعَقلَ الرَّازيِّ، وذاكِرةَ قاضي خان) [1415] يُنظر: مقدمة ((الفتاوى الرضوية)) (ص: 210). .
ومن أقوالِهم: (إنَّ البَريلَويَّ كان مُعجِزةً من مُعجِزاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) [1416] يُنظر: ((أنوار رضا)) لكيشنز (ص: 263). .
ومنها: (إنَّ أحمَد رِضا حُجَّةُ اللهِ في الأرضِ) [1417] يُنظر: ((أنوار رضا)) لكيشنز (ص: 303). .
وقالوا: (إنَّ عُلماءَ الطَّبيعةِ في أوروبَّا، والفلاسِفةَ في آسيا، كانوا يَرتَعِدونَ من هَيبةِ عِلمِ البَريلَويِّ) [1418] يُنظر: ((روحون كي دنيا)) (ص: 26). .
و(إنَّ البَريلَويَّ كان يَحفظُ جَميعَ الكُتُبِ المُتَداولةِ والغَيرِ المُتَداولةِ التي ألِّفت وكُتِبَت في أربَعةَ عَشَرَ قَرنًا، وإنَّ أربابَ اللُّغةِ والاصطِلاحِ عَجَزوا عن إيجادِ لفظَّةٍ تُعَبِّرُ عن مَقامِه الرَّفيعِ) [1419] يُنظر: ((روحون كي دنيا)) (ص: 265). .
وقالوا: (إنَّ البَريلَويَّ لمَّا ذَهَبَ للحَجِّ ذَهَبَ إلى مَسجِدِ الخَيفِ هناكَ وباتَ فيه فبُشِّرَ بالمَغفِرةِ) [1420] يُنظر: ((حياة أعلى حضرة)) للبهاري (ص: 12)، ((أنوار رضا)) لكشينز (ص: 235). .
ولقد قالوا: إنَّه كان مجدِّدًا وسَيِّدًا وإمامًا ومرشِدًا وشافعًا، ودارُه دارُ الشِّفا، وهو الذي أبصَرَ العُميانَ وأسمَعَ البُكمَ، وإنَّه مِشكاةُ نورِ اللهِ، ومِرآةُ حُسنِ المُصطَفى، وأسَدُ أُسودِ اللَّهِ [1421] يُنظر: ((نفخة الروح)) لأيوب علي (ص: 5). . وقالوا: إنَّه قاضي الحاجاتِ وكاشِفُ الكُروبِ، ومُحَلِّلُ المُشكِلاتِ، وساقيِ الكَوثَرِ، وصاحِبُ القَبرِ والنَّشرِ والحَشرِ، وهو الغَوثُ وقُطبُ الأولياءِ وخَليفةُ المُصطَفى، وخِضرُ بَحرِ الهدى، والمُعطي والرَّزَّاقُ [1422] يُنظر: ((نفخة الروح)) لأيوب علي (ص: 47- 48). ، وغَيرُ ذلك منَ الألقابِ والنُّعوتِ كَثيرٌ.
فهؤلاء همُ القَومُ، وهذا هو البَريلَويُّ زَعيمُهم، وتِلكم هي مُجازَفاتُهم وغُلوُّهم فيه، وإنَّ البَريلَويَّ هو الذي لقَّنَ طائِفتَه هذه العِباراتِ وعَلَّمَهم؛ فمن مُبالغاتِه في نَفسِه أنَّه قال: (أنا مَلِكُ مَملكةِ البَيانِ، ولا بُدَّ للنَّاسِ من تَسليمِ كُلِّ ما أقولُه) [1423] يُنظر: ((أنوار رضا)) لكشنيز (ص: 319). .
و(لا أُسألُ عن شَيءٍ إلَّا وأجيبُ عليه فورًا في أيِّ عِلمٍ كان) [1424] يُنظر: مقدمة ((شرح الحقوق للبريلوي)) (ص: 8). .
فعلى تلك المُبالغاتِ والمُجازَفاتِ والتُّرَّهاتِ والشَّطَحاتِ قامَت شَريعَتُه وأسِّسَت طَريقَتُه وراجَ سوقُه!

انظر أيضا: