موسوعة الفرق

المَبحَثُ الثَّالثُ: الانتِشارُ ومَواقِعُ النُّفوذِ


مَركَزُ الشَّاذِليَّةِ الأوَّلُ هو مِصرُ -وخاصَّةً مَدينةَ الإسكَندَريَّةِ- وطَنطا، ودُسوق بمُحافظةِ كَفرِ الشَّيخِ.
أمَّا فُروعُ الطَّريقةِ في مِصرَ فهي المُحَمَّديَّةُ والحامِديَّةُ والفاسيَّةُ والقاسِميَّةُ والمَدَنيَّةُ والسَّلاميَّةُ والحندوسيَّةُ والقاوقجيَّةُ والعفيفيَّةُ والوفائيَّةُ والعَزميَّةُ والإدريسيَّةُ وغَيرُها.
وتُعتَبَرُ هذه الطَّريقةُ ثانيَ طَريقةٍ انتَشَرَت في السُّودانِ، وكان مَركَزُها العامُّ في بَربَر، وبَيتُها الكَبيرُ بَيتُ مَجذوبٍ الجعليِّ، وأشهَرُ عُلمائِها مُحَمَّدٌ المَجذوبُ، وأيضًا الشَّيخُ جَلالُ الدِّينِ المَجذوبُ.
وانتَشَرَتِ الشَّاذِليَّةُ في سوريا، ومنها الشَّاذِليَّةُ الدرقاويَّةُ التي أسَّسَها مُحَمَّدٌ الهاشِميُّ.
كَما انتَشَرَت في ليبيا وتونسَ والجَزائِرِ وغَيرِها من مُدُنِ الشَّمالِ الأفريقيِّ، ومنها الصِّدِّيقيَّةُ الشَّاذِليَّةُ التي تَنتَسِبُ إلى عبدِ اللهِ بنِ الصِّدِّيقِ الغُماريِّ (ت: 1992م).
ويَرى بَعضُ الباحِثينَ أنَّ انتِشارَ هذه الطَّريقةِ في العالمِ الإسلاميِّ كان من أسبابِه ابتِعادُها عنِ الفلسَفةِ، مَعَ مُعايَشَتِها للواقِعِ حتَّى بلغَت بلادَ الأندَلُسِ، وكان أبرَزَ مُمَثِّلٍ لها هناكَ ابنُ عَبَّادٍ النَّفزيُّ الرَّنديُّ (ت: 792ه)، والذي تَولَّى شَرحَ الحِكَمِ العَطائيَّةِ.
وامتَدَّ تَأثيرُ هذه الطَّريقةِ إلى جَنوبِ شَرقيِّ آسيا وغَربِ أفريقيا وتُركيا وغالِبِ البلادِ العَرَبيَّةِ [1073] يُنظر: ((درة الأسرار)) لابن الصباغ (ص: 8). .

انظر أيضا: