موسوعة الفرق

الفرعُ الثَّاني: الاستِغاثةُ بمَشايِخِ الطَّريقةِ الرِّفاعيَّةِ


لقد وصَفوا تاجَ الدِّينِ الرِّفاعيَّ أنَّه (غِياثُ المَلهوفينَ) [618] يُنظر: ((روضة الناظرين)) للوتري (ص: 64). ، ووصَفوا عَبدَ الرَّحيمِ بنَعَليٍّ الرِّفاعيَّ أنَّه (غَوثُ الثَّقَلينِ) [619] يُنظر: ((روضة الناظرين)) للوتري (ص: 95). يَعني أنَّ الجِنَّ والإنسَ تَستَغيثُ به عِندَ الشَّدائِدِ والكُرُباتِ.
ونَسَبوا إلى خَليفةِ الشَّيخِ أحمَدَ الرِّفاعيِّ: عَليِّ بنِ عُثمانَ أنَّه قال: (يا سادةُ، مَن كان له منكم حاجةٌ فليُلزِمني بها، ومَن شَكا إليَّ سُلطانَه أو شَيطانَه أو زَوجَتَه أو دابَّتَه أو أرضَه إن كانت لا تُنبِتُ أو نَخلةً لا تُثمِرُ أو دابَّةً لا تَحمِلُ، فليُلزِمْني بها فإنِّي مُجيبٌ له) [620]يُنظر: ((روضة الناظرين)) للوتري (ص: 84)، ((قلادة الجواهر)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 323). .
وقد ذَكَرَ ضياءُ الدِّينِ الوتريُّ الرِّفاعيُّ أنَّ منَ الأولياءِ أربَعةً يَتَصَرَّفونَ في قُبورِهم كَتَصَرُّفِ الأحياءِ تَمامًا، وهؤلاء الأربَعةُ هم: الشَّيخُ عَقيلٌ المنبجيُّ، والشَّيخُ قَيسٌ الحَرَّانيُّ، والجيلانيُّ، والشَّيخُ مَعروفٌ الكَرخيُّ [621] يُنظر: ((روضة الناظرين)) (ص: 37). . وقالوا في هذا الأخيرِ: قَبرُ مَعروفٍ الكَرخيِّ: (التِّرياقُ المُجَرَّبُ) وأنَّهم جَرَّبوه لقَضاءِ الحَوائِجِ [622] يُنظر: ((قلادة الجواهر)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 437). وينُظر أيضًا: ((الرسالة)) للقشيري (ص: 9). .
ورَوى النَّبهانيُّ عن عامِرٍ العِراقيِّ أنَّه أتى الشَّيخَ إبراهيمَ الأعزَبَ مودِّعًا فقال له إبراهيمُ: (إذا وقَعتَ بشِدَّةٍ فنادِ باسمي. قال عامِرٌ: ففي صَحراءِ خُراسانَ أخَذَتْنا خَيَّالةٌ «قُطَّاعُ طُرُقٍ» فذَكَرتُ قَولَ الشَّيخِ، وكان بجانِبي رُفقةٌ فاستَحيَيتُ من ذِكرِ اسمِه بلساني؛ لأنَّهم «لا يَفهَمونَ مِثلَ ذلك» فاختَلجَ في صَدري الاستِغاثةُ به، فلم يَتِمَّ ذلك حتَّى رَأيتُه على جَبلٍ يومِئُ بعَصًا إليهم، فجاءوا بجَميعِ أموالِنا) [623] يُنظر: ((جامع كرامات الأولياء)) (1/ 237). .
ولمَّا ماتَ الشَّيخُ عَبدُ اللَّهِ البِلتاجيُّ زارَه يوسُفُ العَجَميُّ فضاعَت حِمارَتُه في الطَّريقِ فجاءَ إلى قَبرِ البِلتاجيِّ، وقال له: (يا عَبدَ اللهِ، رُدَّ عَليَّ حِمارَتي وإلَّا لم أعُدْ أزورُك! فطَلعَ الشَّيخُ عَبدُ اللَّهِ منَ القَبرِ وأتاه بالحِمارةِ منَ البَرِّيَّةِ، وقال: يا يوسُفُ، إذا جِئتَ لزيارَتِنا مَرَّةً أخرى فقَيِّدْ حِمارتَك بقَيدٍ من حَديدٍ!) [624] يُنظر: ((قلادة الجواهر)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 413). .
ورَأى أحَدُ مُريدي الشَّيخِ عِزِّ الدِّينِ الصَّيَّادِ أن يَنقَطِعَ عن مَجلسِه وتَعذَّرَ له بأعذارٍ عَديدةٍ. وفي إحدى اللَّيالي رَأى القيامةَ قد قامَت وأنَّهم جاؤوا به إلى جَهَنَّمَ، فلمَّا قَذَفوه في النَّارِ صاحَ (يا شَيخي) فمَدَّ شَيخُه عِزُّ الدِّينِ الصَّيَّادُ يَدَه واجتَذَبَه قَبل أن يَصِلَ، وقد لفحَ النَّارُ ثيابَه، فاستَيقَظَ مَذعورًا مَرعوبًا وقامَ لوقتِه ذاهبًا إلى شَيخِه المَذكورِ، فلمَّا دَخَل عليه أكَبَّ (على رِجليه) معتذِرًا، قال له شَيخُه عِزُّ الدِّينِ: (ولفحُ اللَّهَبِ كما مَسَّ ثيابَك مَسَّ جُبَّتنا وصانَك اللهُ منَ النَّارِ). قال المُريدُ: (لقد رَأيتُ أثَرَ لَفحِ اللَّهَبِ في ثيابي وفي جُبَّةِ أكمامِ سَيِّدي حَيثُ صارَت دَخَنًا). فعَلَّقَ الفاروثيُّ الرِّفاعيُّ على هذه القِصَّةِ بقَولِه: (هذه الكَرامةُ تُشيرُ إلى قوَّةِ تَصرُّفِه في البَرزَخِ رَضِيَ اللهُ عنه، ونَفعنا بعُلومِه) [625] ((إرشاد المسلمين)) (ص: 102،103). ويُنظر: ((خزانة الأمداد)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 29، 30). . أي تَصَرُّفُه وهو في القَبرِ وليس في الدُّنيا فحَسبُ!
فتلك نَماذِجُ من كُتُبِ القَومِ تَطفحُ بما فيها من شِركيَّاتٍ. واللهُ المُستَعانُ!

انظر أيضا: