موسوعة الفرق

الفَرعُ السَّابِعُ: أماكِنُ انتِشارِ الأغاخانيَّةِ


يَكثُرُ الإسماعيليَّةُ الأغاخانيَّةُ في الهِندِ وباكِستانَ ودارِ السَّلامِ وزَنجِبارَ ونَيروبي ومَدغَشقَرَ والكُنغو وبلجيكا وبَعضِ مُدُنِ سوريا، ومَركَزُهم الرَّئيسيُّ يوجَدُ في مَدينةِ كَراتشي الباكِستانيَّةِ، وفي شَمالِ باكِستانَ في مِنطَقةِ جلجات ولشنترال.
وقد أشارَ أغاخانُ في مُذَكِّراتِه إلى المَراكِزِ التَّاريخيَّةِ للمَذهَبِ الإسماعيليِّ، وذَكَرَ أنَّها مُنتَشِرةٌ في أنحاءِ العالَمِ الإسلاميِّ في أماكِنَ مُتَفَرِّقةٍ، فقال: (إنَّ المَراكِزَ التَّاريخيَّةَ للمَذهَبِ الإسماعيليِّ مُنتَشِرةٌ في الحَقِّ في جَميعِ أنحاءِ العالَمِ الإسلاميِّ؛ ففي مَناطِقِ سوريا الجَبَليَّةِ مَثَلًا نَجِدُ الدُّروزَ في مَعقِلِهم جَبَلِ الدُّروزِ، إنَّهم في الحَقيقةِ إسماعيليُّونَ، لم يَتَّبِعوا أصلًا أفرادَ عائِلَتي في هِجرَتِهم من مِصرَ، بل حافَظوا على ذِكرى جَدِّي الحاكِمِ بأمرِ اللَّهِ، الخَليفةِ الفاطِميِّ في مِصرَ، وأقاموا مُعتَقداتِهم على أسُسٍ شَبيهةٍ إلى حَدٍّ ما بأسُسِ الإسماعيليِّينَ السُّوريِّينَ الذين هم أتباعي في الوَقتِ الحاضِرِ، وهناك إسماعيليَّةٌ مُماثِلةٌ في جَنوبِ مِصرَ، وفي اليَمَنِ، وفي العِراقِ طَبعًا، وأمَّا مَراكِزُ الإسماعيليَّةِ في إيرانَ فهي حَولَ "محلات"، وغَربًا نَحوَ هَمَذان، وإلى الجَنوبِ من طِهرانَ، كما أنَّ هناك مَراكِزَ أخرى في خُراسانَ إلى الشَّمالِ، وإلى الشَّرقِ حَول يَزد، وحَولَ كرمانَ، وإلى الجَنوبِ على طولِ شاطِئِ الخَليجِ الفارِسيِّ من بَندر عَبَّاسٍ إلى حُدودِ باكِستانَ والسِّندِ، وإلى داخِليَّةِ بلوخستانَ، وهناك أيضًا مَراكِزُ أخرى في أفغانِستانَ، في كابولَ نَفسِها، والعَديدُ منها في روسيا وأواسِطِ آسيا، حَولَ يارقند وكشفر، وفي كثيرٍ مِنَ القُرى والمُستَعمَراتِ في سينج يانغ، وفي الهِندِ اعتَنَقَت بَعضُ القَبائِلِ الهِندوسيَّةِ العَقيدةَ الإسماعيليَّةَ على يَدِ مُبَشِّرينَ أرسَلَهم جِدِّي إسلام شاه، وسُمُّوا بالخوجا، وحَدَث مِثلُ هذا التَّحَوُّلُ في بورما في القَرنِ التَّاسِعَ عَشَرَ) [3029] ((مذكرات أغا خان)) (ص: 43، 44). .
وقد بَذَلَ الأغاخانيُّون نشاطًا واسعًا وملموسًا في مِنطَقةِ الهونزا شَمالَ باكِستانَ، فاهتَمُّوا بنَشرِ دَعوَتِهم عن طَريقِ إنشاءِ المَدارِسِ، والمَراكِزِ الطِّبِّيَّةِ، والإنفاقِ عليها، وصارَ في كُلِّ قَريةٍ من قُرى مِنطَقةِ الهونزا مَدرَسةٌ ابتِدائيَّةٌ، وفي مِنطَقةِ الهونزا ثَلاثُ مَدارِسَ ثانَويَّةٍ، وأنشؤوا خَمسةً مِنَ المَراكِزِ الطِّبِّيَّةِ في المِنطَقةِ، في كُلِّ مَجموعةٍ مِنَ القُرى مَركَزٌ طِبِّيٌّ، وكُلُّها خاضِعةٌ لإِشرافِ مُؤَسَّساتِ الطَّائِفةِ الإسماعيليَّةِ [3030] يُنظر: ((الهونزا مسلمون عند سطح العالم/ مجلة العربي)) (العدد: 289/ص: 114). .
ولهم نَشاطٌ دَعَويٌّ واسِعٌ يَقومونَ به أحيانًا تَحتَ سِتارِ النَّشاطِ الاقتِصاديِّ، وهم يَهدُفونَ لإِقامةِ دَولَتِهم من جَديدٍ، وحين كانت وِزارةُ الزِّراعةِ الباكِستانيَّةِ تَقومُ بتَوزيعِ الأسمِدةِ على المُزارِعينَ حتَّى عامِ 1988م، ثُمَّ في عامِ 1989م قامَ إمامُ الطَّائِفةِ الأغاخانيَّةِ بشِراءِ جَميعِ الأسمِدةِ واحتِكارِها، ومَنعِها عن المُزارِعينَ كي يَعتَمِدوا عليه، ويَخضَعوا لمَطالِبِه [3031] يُنظر: ((مجلة البيان)) (العدد: 29/ص: 84). .

انظر أيضا: