موسوعة الفرق

الفَصلُ الثَّالِثُ: المراحِلُ التي مرَّ بها مفهومُ التَّشيُّعِ


كان مدلولُ التَّشيُّعِ في بَدءِ الفِتَنِ التي وقعَت في عهدِ عَليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه بمعنى المناصَرةِ والوقوفِ إلى جانبِ عَليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه؛ ليأخُذَ حَقَّه في الخلافةِ بَعدَ الخليفةِ عُثمانَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، وأنَّ مَن نازعه فيها فهو مخطِئٌ يجبُ رَدُّه إلى الصَّوابِ ولو بالقُوَّةِ.
وكان على هذا الرَّأيِ كثيرٌ من الصَّحابةِ والتَّابعين؛ حيث رأَوا أنَّ عَليًّا هو أحقُّ بالخلافةِ من معاويةَ بسَبَبِ اجتماعِ كَلِمةِ النَّاسِ على بَيعتِه، ولا يَصِحُّ أن يُفهَمَ أنَّ هؤلاء هم أساسُ الشِّيعةِ ولا أنَّهم أوائِلُ الشِّيعةِ؛ إذ كان هؤلاء من شِيعةِ عَليٍّ بمعنى أنَّهم من أنصارِه وأعوانِه.
ولم يكُنْ منهم بَغيٌ على المُخالِفين لهم، فلم يُعامِلوهم مُعاملةَ الكُفَّارِ، بل كانوا يَعتَقِدون فيهم الإسلامَ، وقد تنازَل الحَسَنُ بنُ عَليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه عن الخِلافةِ لمعاويةَ انطِلاقًا من كَونِ مُعاويةَ ومَن معه بُغاةً لا كُفَّارًا.
ثمَّ لم يَقِفِ الأمرُ عِندَ المَيلِ إلى عَليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه ومناصرتِه؛ إذ انتَقَل نَقْلةً أخرى تميَّزت بتفضيلِ عَليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه على عُثمانَ، بل صار بعضُ الغُلاةِ في التَّشيُّعِ يُفَضِّلُ عَليًّا على أبي بَكرٍ وعُمَرَ، وحينما عَلِمَ عَليٌّ بذلك غَضِبَ وتوعَّد مَن يُفَضِّلُه على أبي بَكرٍ وعُمَرَ بالتَّعزيرِ، وإقامةِ حَدِّ الفِريةِ عليه [77] يُنظر: ((البدء والتاريخ)) للمطهر المقدسي (5/ 124، 125)، ((مختصر التحفة الاثني عشرية)) للألوسي (ص: 5-6). .
وقد كان كثيرٌ من الشِّيعةِ بَعدَ استشهادِ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ ثمَّ بَعدَ استِشهادِ الحُسَينِ بنِ عَليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، وفي القَرنِ الثَّاني الهِجريِّ: معتَدِلين إلى حَدٍّ ما، فلم يُكَفِّروا أحدًا من المُخالِفين لعَليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه، ولم يَسُبُّوا أحدًا من الصَّحابةِ، وإنَّما كان مَيلُهم إلى عَليٍّ نتيجةَ عاطِفةٍ وولاءٍ، وقد كان بعضُ رُواةِ الحديثِ الثِّقاتِ والعُلَماءِ الأثباتِ فيهم تشَيُّعٌ خفيفٌ، لا سِيَّما أهلِ الكوفةِ؛ كعَديِّ بنِ ثابتٍ (ت 116هـ)، وسالمِ بنِ أبي حَفصةَ (ت140هـ)، وسُليمانَ بنِ مِهرانَ الأعمَشِ (ت 148هـ)، وفِطْرِ بنِ خليفةَ (ت 153هـ)، ومحمَّدِ بنِ فُضَيلِ بنِ غَزوانَ (ت 195هـ)، وكذلك مِن غيرِ أهلِ الكوفةِ، كجَعفَرِ بنِ سُلَيمانَ الضَّبعيِّ البَصريِّ (ت 178هـ)، وعبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ (ت 211هـ)، وتشَيُّعُ هؤلاء لم يكُنْ غاليًا، فلم يكونوا يسُبُّون الصَّحابةَ، ولا يُفَضِّلون عَليًّا على أبي بَكرٍ وعُمَرَ. قال سَلَمةُ بنُ شَبيبٍ: سمِعتُ عبدَ الرَّزَّاقِ يقولُ: (واللَّهِ ما انشَرَح صدري قطُّ أن أُفَضِّلَ عَليًّا على أبي بَكرٍ وعُمَرَ) [78] يُنظر: ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (5/ 376). .
وقد ظهَر الغُلُوُّ في التَّشيُّعِ بَعدَ انقِراضِ الصَّحابةِ رَضِيَ اللَّهُ عنهم وكِبارِ التَّابِعين؛ ففي القَرنِ الثَّاني الهِجريِّ ظَهَر شيعةٌ رَوافِضُ غُلاةٌ جِدًّا؛ منهم: المغيرةُ بنُ سعيدٍ الكوفيُّ (ت 119هـ)، الذي كان يقولُ بتأليهِ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ، وتكفيرِ أبي بَكرٍ وعُمَرَ وسائِرِ الصَّحابةِ إلَّا مَن ثَبَت مع عليٍّ، وكان يدَّعي أنَّ عَليَّ بنَ أبي طالبٍ قادِرٌ على أن يحييَ الموتى! وكان له أتباعٌ، وقد أحرَقه وأصحابَه والي العِراقِ خالِدُ بنُ عبدِ اللَّهِ القَسريُّ بالنَّارِ [79] يُنظر: ((البدء والتاريخ)) للمطهر المقدسي (5/130)، ((ميزان الاعتدال)) للذهبي (4/ 160 - 162)، ((الأعلام)) للزركلي (7/ 276). .
ومِن غُلاةِ الشِّيعةِ الرَّافضةِ في القَرنِ الثَّاني الهِجريِّ: بيانُ بنُ سَمعانَ التَّميميُّ (ت 119هـ تقريبًا)، كان يدَّعي ألوهيَّةَ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ، ويزعُمُ أنَّ عَليًّا حلَّ فيه جزءٌ إلهيٌّ اتَّحد بناسوتِه، فكان يَعلَمُ الغَيبَ، ويَظفَرُ بالكُفَّارِ، وأنَّ رُوحَ الإلهِ سُبحانَه حلَّت في عَليٍّ، ثمَّ مِن بَعدِه في ابنِه محمَّدِ بنِ الحَنَفيَّةِ، ثمَّ مِن بَعدِه في ابنِه أبي هاشِمٍ، ثمَّ مِن بَعدِه في بيانٍ نَفسِه! وقد قَتَله أيضًا خالِدٌ القَسريُّ أميرُ العِراقِ [80] يُنظر: ((البدء والتاريخ)) للمطهر المقدسي (5/130)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (3/ 214)، ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (10/ 205). .
وكان مِن غُلاةِ الشِّيعةِ في القَرنِ الثَّاني الهِجريِّ مَن يؤمِنُ برَجعةِ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ، كجابِرِ بنِ يَزيدَ الجُعفيِّ الكوفيِّ (ت 128 أو 132هـ)، قال سُفيانُ بنُ عُيَينةَ: (سمِعتُ جابِرَ الجُعفيَّ يقولُ: دعا رسولُ اللَّهِ عَليًّا فعَلَّمه ما يَعلَمُ، ثمَّ دعا عَليٌّ الحَسَنَ فعَلَّمه ما يَعلَمُ، ثمَّ دعا الحسَنُ الحُسَينَ فعَلَّمه ما يَعلَمُ، ثمَّ دعا ولَدَه فعَلَّمه ما يَعلَمُ، حتَّى بَلغ جعفَرَ بنَ محمَّدٍ. قال: فتركْتُه لذلك ولم أسمَعْ منه) [81] يُنظر: ((إكمال تهذيب الكمال)) لمغلطاي (3/ 144). .
ومن غُلاةِ الشِّيعةِ في القَرنِ الثَّاني الهِجريِّ: أبو الجارودِ زيادُ بنُ المُنذِرِ الكوفيُّ الأعمى (ت بَعدَ 150هـ)، وكان كذَّابًا يَضَعُ الحديثَ في مثالِبِ الصَّحابةِ، وفي مناقِبِ آلِ البيتِ، وكان يزعُمُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نصَّ على إمامةِ عَليٍّ بالوَصفِ لا بالتَّسميةِ، وكان يقولُ بإمامةِ زَيدِ بنِ عَليٍّ، وله أتباعٌ يُسَمَّون الجاروديَّةَ من غُلاةِ الشِّيعةِ الزَّيديَّةِ، يُكَفِّرون أبا بَكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ وأكثَرَ الصَّحابةِ [82] يُنظر: ((الفرق بين الفرق)) للبغدادي (ص: 16، 22، 308)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (3/ 868)، ((الأعلام)) للزركلي (3/ 55). .
ومن غُلاةِ الشِّيعةِ في القَرنِ الثَّاني الهِجريِّ: تليدُ بنُ سُلَيمانَ الكوفيُّ (ت بَعدَ 190هـ)، كان يَشتِمُ أبا بكرٍ وعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، مع كونِه من رُواةِ الحديثِ، وقد سَمِع منه أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ، فإذا كان هذا حالَ بعضِ رُواةِ الحديثِ من غُلاةِ الشِّيعةِ، فماذا سيكونُ حالُ غَيرِهم من العوامِّ [83] يُنظر: ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (8/ 5). ؟!
وكان مِن كِبارِ غُلاةِ الشِّيعةِ الرَّافِضةِ: هِشامُ بنُ الحَكَمِ الكوفيُّ ثمَّ البغداديُّ (ت نحو 190هـ)، وكان ممَّن أخَذ عن جَعفَرٍ الصَّادِقِ، وكَذَب عليه [84] يُنظر: ((لسان الميزان)) لابن حجر (8/ 334). .
وقد كان أهلُ البيتِ يتبَرَّؤون من أمثالِ هؤلاء الغُلاةِ؛ فقد قال كثيرٌ النَّوَّاءُ وهو من رُواةِ الشِّيعةِ المشهورين: سمِعتُ أبا جعفَرٍ يقولُ: (برئ اللَّهُ ورسولُه من المُغيرةِ بنِ سَعيدٍ، وبَيانَ بنِ سَمعانَ؛ فإنَّهما كذَبا علينا أهلَ البَيتِ) [85] يُنظر: ((ميزان الاعتدال)) للذهبي (4/ 161). .
وكما تبَرَّأ منهم أبو جَعفَرٍ محمَّدُ بنُ عَليٍّ المُلَقَّبُ بالباقِرِ (ت 114 أو 118هـ)، كذلك تبرَّأ منهم أخوه زيدُ بنُ عَليٍّ (ت 122هـ)، وسمَّى من يَسُبُّ أبا بكرٍ وعُمَرَ ولا يتولَّاهما الرَّافِضةَ [86] يُنظر: ((تاريخ مدينة دمشق)) لابن عساكر (19/ 464). .
وروى الذَّهبيُّ بإسنادِه عن جعفَرِ بنِ محمَّدٍ (ت 148هـ) أنَّه قال: (مَن زَعَم أنِّي إمامٌ معصومٌ مُفتَرَضُ الطَّاعةِ، فأنا منه بريءٌ، ومَن زَعَم أنِّي أبرَأُ من أبي بَكرٍ وعُمَرَ، فأنا منه بريءٌ)، ثمَّ روى عنه بإسنادٍ آخَرَ أنَّه قال: (برئَ اللَّهُ ممَّن تبرَّأ من أبي بَكرٍ وعُمَرَ). ثمَّ قال الذَّهبيُّ: (قُلتُ: هذا القولُ متواتِرٌ عن جعفَرٍ الصَّادِقِ، وأشهَدُ باللَّهِ إنَّه لبارٌّ في قولِه، غيرُ مُنافِقٍ لأحَدٍ، فقَبَّح اللَّهُ الرَّافِضةَ) [87] ((سير أعلام النبلاء)) (6/ 259، 260). .
وفي القَرنِ الثَّالِثِ الهِجريِّ كَثُر غُلاةُ الشِّيعةِ الرَّافِضةِ الذين يسُبُّون الصَّحابةَ، ويُكَفِّرونهم ويتبَرَّءون منهم؛ لأنَّهم -كما زعموا- لم يُنَفِّذوا وصيَّةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم التي خَطَبها في غديرِ خُمٍّ، وزعَموا أنَّه أوصى في تلك الخُطبةِ بأنَّ الخليفةَ بَعدَه عَليُّ بنُ أبي طالبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، فكَفَّروا أبا بكرٍ وعُمَرَ وسائِرَ الصَّحابةِ، ولم يَسْتثنوا منهم إلَّا القليلَ، كسَلمانَ الفارِسيِّ، وأبي ذَرٍّ، والمِقدادِ، وعَمَّارِ بنِ ياسِرٍ، وحُذَيفةَ.
ومِن غُلاةِ الشِّيعةِ المشهورين بروايةِ الحديثِ في القرنِ الثَّالثِ الهِجريِّ: عَبَّادُ بنُ يَعقوبَ الرَّواجنيُّ (ت 250هـ)، وهو محدِّثٌ صَدوقٌ من أهلِ الكوفةِ، وقد روى عنه البخاريُّ حديثًا واحِدًا قَرَنه بغيرِه؛ قال الذَّهبيُّ: (قال الحاكِمُ: كان ابنُ خُزَيمةَ يقولُ: حدَّثَنا الثِّقةُ في روايتِه، المتَّهَمُ في دينِه عبَّادُ بنُ يعقوبَ. وقال ابنُ عَديٍّ: فيه غُلُوٌّ في التَّشيُّعِ، سمِعتُ عَبدانَ يَذكُرُ عن الثِّقةِ أنَّ عَبَّادَ بنَ يَعقوبَ كان يَشتِمُ السَّلَفَ. قال ابنُ عَديٍّ: وقد روى أحاديثَ أُنكِرَت عليه في فضائِلِ أهلِ البيتِ ومثالِبِ غَيرِهم. وقال عَليُّ بنُ محمَّدٍ الحبيبيُّ، عن صالحِ جَزَرة: كان عبَّادُ بنُ يَعقوبَ يَشتِمُ عُثمانَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، وسمِعتُه يقولُ: اللَّهُ أعدَلُ مِن أن يُدخِلَ طَلحةَ والزُّبَيرَ الجنَّةَ! قاتَلَا عَليًّا بَعدَ أن بايعاه. وقال القاسِمُ بنُ زَكَريَّا المُطَرِّزُ: دخَلْتُ على عَبَّادٍ بالكوفةِ، وكان يمتَحِنُ مَن يَسمَعُ منه. فقال: مَن حَفَر البَحرَ؟ فقُلتُ: اللَّهُ خَلَق البَحرَ. قال: هو كذلك، ولكِنْ مَن حَفَره؟ فقلتُ: يَذكُرُ الشَّيخُ. فقال: حَفَره عليٌّ. فمَن أجراه؟ فقُلتُ: اللَّهُ. قال: هو كذلك، ولكِنْ مَن أجراه؟ قلتُ: يُفيدُني الشَّيخُ. قال: أجراه الحُسَينُ. وكان عبَّادُ بنُ يعقوبَ مكفوفًا، فرأيتُ سيفًا وحَجَفةً، فقُلتُ: لِمَن هذا السَّيفُ؟ قال لي: أعدَدْتُه لأقاتِلَ به مع المهديِّ! فلمَّا فرَغْتُ مِن سَماعِ ما أرَدْتُ منه دخَلتُ عليه فقال: مَن حَفَر البحرَ؟ فقلت: حَفَره معاويةُ، وأجراه عَمرُو بنُ العاصِ! ثمَّ وثَبْتُ وعَدَوتُ، فجَعَل يصيحُ: أدرِكوا الفاسِقَ عَدُوَّ اللَّهِ فاقتُلوه!
قُلتُ: هذه حكايةٌ صحيحةٌ، رواها ابنُ المُظَفَّرِ الحافِظُ عن القاسِمِ. قال محمَّدُ بنُ جريرٍ: سمِعتُ عبَّادَ بنَ يعقوبَ يقولُ: مَن لم يتبَرَّأْ في صلاتِه كُلَّ يومٍ من أعداءِ آلِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حَشَره اللَّهُ معهم!) [88] ((تاريخ الإسلام)) (5/ 1153، 1154). .
ثمَّ تطَوَّر التَّشيُّعُ أكثَرَ فأكثَرَ بَعدَ دعوى اختفاءِ إمامِ الشِّيعةِ الثَّاني عَشَرَ محمَّدِ بنِ الحَسَنِ العَسكريِّ، الذي يزعُمون أنَّه هو المهديُّ، وصاروا ينتَظِرون ظهورَه بَعدَ غَيبتِه من بَعدِ اختفائِه سنةَ (260 أو 275هـ) على اختلافِ الرِّواياتِ، ثمَّ بَعدَ أن طالت غَيبتُه ادَّعى الشِّيعةُ أنَّه ما زال حَيًّا، وأنَّ له غَيبتَينِ صُغرى وكُبرى، وبعدَ أن انقَضَت الغَيبةُ الصُّغرى صاروا يَصِفونه بالمهديِّ المُنتَظَرِ، ويسألون اللَّهَ تعجيلَ فَرَجِه.
وبعدَ ظُهورِ الدَّولةِ البُوَيهيَّةِ في العِراقِ في القَرنِ الرَّابِعِ الهِجريِّ ألَّف مشايخُ الشِّيعةِ في ذلك العَهدِ أشهَرَ مَراجِعِ المذهَبِ الشِّيعيِّ في الأصولِ والفُروعِ، من الكُتُبِ المتضَمِّنةِ الكَذِبَ الصَّريحَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأهلِ بيتِه، والمُشتَمِلةِ على تفسيرِ القُرآنِ الكريمِ على غيرِ تفسيرِه الصَّحيحِ. واللَّهُ المُستعانُ!
ثُمَّ بَعدَ ظُهورِ الدَّولةِ الصَّفَويَّةِ في العِراقِ وإيرانَ في القَرنِ العاشِرِ الهِجريِّ ظهَرت مرَّةً أخرى دعوى ألوهيَّةِ عَليٍّ، وتحريفِ القُرآنِ الكريمِ، وصار كثيرٌ مِن غُلاةِ الشِّيعةِ يَدْعون مع اللَّهِ سُبحانَه عَليَّ بنَ أبي طالبٍ والحُسَينَ وفاطِمةَ وغيرَهم من آلِ البَيتِ، وجَهِلوا التَّوحيدَ الذي أرسَل اللَّهُ به رسولَه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وما كان عليه الصَّحابةُ وآلُ البيتِ رَضِيَ اللَّهُ عنهم أجمعينَ!
فلم يَزَلْ مَذهَبُ الشِّيعةِ يزدادُ ضَلالًا عَبرَ القُرونِ بواسِطةِ شُيوخِ البِدعةِ والضَّلالةِ الذين يَستَحِلُّون الكَذِبَ على اللَّهِ ورَسولِه وأهلِ بَيتِه وهم يَعلَمون أنَّهم يَفتَرون الكَذِبَ، حتَّى صار مَذهَبُ الشِّيعةِ العَقديُّ والفِقهيُّ مُخالِفًا للقُرآنِ الكريمِ والسُّنَّةِ الصَّحيحةِ، ومُخالِفًا لِما كان عليه عَليُّ بنُ أبي طالبٍ وأهلُ البَيتِ رَضِيَ اللَّهُ عنهم.

انظر أيضا: