الأحاديث الصَّحيحة البَديلة عن الضَّعيفة
(ضمن خدمات الموسوعة الحديثية)
 

مِن المعلومِ أنَّ الأحاديثَ الضَّعيفةَ والرِّواياتِ الباطلةَ والموضوعةَ كثُر تداوُلُها بيْن النَّاسِ عن طريقِ وسائِلِ التَّواصُلِ الاجتماعيِّ وغيرِها، ولَمَّا كان مِن أهدافِ الموسوعةِ الحديثيَّةِ في مؤسَّسة الدُّرَر السَّنِيَّة توعيةُ النَّاسِ ونشْرُ ثَقافةِ البحثِ عن الأحاديثِ الصَّحيحةِ، وتحذيرُهم مِن الضَّعيفِ والموضوعِ؛ فقدْ قامَت المؤسَّسةِ في خُطواتٍ مُتتابِعةٍ ومَنهجيَّةٍ مَدروسةٍ؛ لتَيسيرِ الوُصولِ إلى أحاديثِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتمييزِ الصَّحيحِ منها مِن غيرِ الصَّحيحِ، ومن ذلك مَعْرفةُ الحدِيثِ الصَّحيح البَديل عن الضَّعيف.

وهذه الفِكرةُ تقومُ على مُساعَدةِ الباحثِ إذا بحَثَ عن حديثٍ وظهَر له أنَّه ضعيفٌ؛ فما عليه إلَّا أنْ يَضغَطَ أيقونةَ الصحيح البديل؛ فتَظهَرُ له الأحاديثُ الصَّحيحةُ الَّتي يُمكِن الاستِغناءُ بها عن الحديثِ الضَّعيفِ الَّذي ظهَر له.

وبهذا نُسهِمُ في نشْرِ الأحاديثِ الصَّحيحةِ، وتَوسيعِ رُقعةِ تَداوُلِها، بديلًا عن الضَّعيفِ والباطِلِ، كما يستفيدُ مِن هذا طُلَّابُ العِلمِ وأهلُ التَّخصُّصِ في دِراساتِهم وتَآليفِهم ومُحاضراتِهم وخُطَبِهم، ويستفيدُ مِنه كلُّ مُسلِمٍ؛ أيًّا كان مستواه العِلميِّ أو الثقَافيِّ، مُتخصِّصٍ وغيرِ مُتخصِّصٍ في تصحيحِ العمَلِ والتعبُّدِ للهِ تعالَى بالحديثِ الصَّحيحِ، بدلًا عن الضَّعيفِ أو الباطِلِ.

ورُبَّ باحثٍ عن حديثٍ ما، فيَجدُه ضعيفًا فيَنشُر ذلك بيْن النَّاسِ ويُحذِّرُهم منه ومِن العمَلِ به فقط، مع أنَّ هناك حديثًا آخَرُ صَحيحًا بمعناه أو قريبٍ منه!

مِثالٌ توضيحيٌّ:

(خيرُ الأَسماءِ ما عُبِّدَ وحُمِّدَ) ، وهذا حديث موضوع لا أصل له
والصحيح البديل هو حديث : (إنَّ أَحبَّ أَسمائِكم إلى الله: عبدُ الله وعبدُ الرحمن). رواه مسلم


مثالٌ آخر:

حديثُ: (لايَرَى مُؤمِنٌ مِن أخيه عَورةً فيَسترُها عليه إلَّا أدْخَلَه اللهُ بها الجنَّةَ)، هوحديثٌ ضعيفٌ بهذا اللَّفظِ.

ويُغني عنه حديثُ: (...ومَن ستَر مُسلِمًا ستَرَه اللهُ يومَ القِيامةِ)، وهذا رواه البُخاريُّ ومُسلِمٌ.


مِثالٌ آخَرُ:

حديث: (مَن قرأَ سُورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ غُفِرَله مابيْنَه وبيْن الجُمُعةِ وزِيادةُ ثَلاثةِ أيامٍ).

هذا حديثٌ ضعيفٌ لا يَصِحُّ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ضعَّفه جمْعٌ مِن العُلماءِ.

لكِن يُوجَدُ أثرٌ صحيحٌ بديلٌ منه، ويُغني عنه، وفيه فضْلٌ كبيرٌ لقِراءةِ سُورةِ الكهفِ يومَ الجُمُعةِ كذلك.

وهو الأثَرُ الواردُ عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رَضيَ اللهُ عنه، قال: (مَن قرَأَ سُورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ، أضاءَ له مِن النُّورِ مابيْنَه وبيْن البَيتِ العَتيقِ). وهذا يأخُذُ حُكمَ المرفوعِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لأنَّ مِثلَه لا يُقالُ مِن قِبَلِ الرَّأيِ.


 مثال الأحاديث البديلة