قراءة وتعريف

الانحراف في الأمة أسبابه – آثاره – سبل مواجهته
book
عبد العزيز بن أحمد البداح
عنوان الكتاب: الانحراف في الأمة أسبابه – آثاره – سبل مواجهته
النـاشـر: بدون
سنة الطبـع: ط 1 – 1433هـ
عدد الصفحات: 269

التعريف بموضوع الكتاب:

كثيرون هم المتساقطون على الطريق, المتعثرون على متنه, المتهالكون على قارعته, وعندما يتأمل المتأمل في أحوال هؤلاء يجد لتساقطهم أسباباً, ولميلهم عن الحق مسببات, وربما تكون من ورائها غايات, وتنتج عنها آثار وسلبيات.

هذا السقوط والتعثر لمن كان يوماً يسير في قافلة الهدى حادياً وقائداً يحتاج لدراسة متأنية لأسبابه ودواعيه, حتى يعرف هذا المرض العضال وأسبابه,  وطرق علاجه وتلافيه, والكتاب الذي سنعرضه هذا الأسبوع يتطرق لهذا الموضوع الخطير ويدرسه دراسة دقيقة منقباً عن أهم أسبابه وآثاره وسبل علاجه ومواجهته.

هذا الكتاب أراد مؤلفه أن يعالج واقعاً قائماً رصده رصدا دقيقاً وتتبعه واستقرأه من أحوال المنحرفين والمتساقطين, رابطاً ما ذكره من أسباب ومظاهر للانحراف بمنهج السلف أقوالاً وأفعالاً, مكتفياً من تلك الأسباب بما له شواهد واقعية من أحوال المسلمين اليوم.

بدأ المؤلف كتابه بتمهيد تحدث فيه عن وجوب الاستقامة والتحذير من الانحراف مستدلاً على ذلك بنصوص الكتاب الكريم، والسنة المطهرة، وأقوال سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين, ثم شرع في الكتاب والذي تألف من ثلاثة فصول:

الفصل الأول:

خصَّص المؤلف هذا الفصل للحديث عن أسباب الانحراف في هذه الأمة, فعددها في ثمانية عشر سبباً, ذكر منها الإعراض عن الوحي كأول سبب من أسباب الانحراف, وذلك بالاتجاه إلى غير هدى الوحيين ككتب الفلسفة, وتقديم العقل على النقل وغيرها.

كما تناول من الأسباب أيضاً التولي عن سبيل المؤمنين والبعد عما أجمعوا عليه, والأخذ بالفلسفة وتعظيم الفلاسفة, وترك الصبر المأمور به, والاغترار بالمنحرفين والانبهار بالجديد وغيرها من الأسباب الكفيلة بإسقاط الكثير عن الجادة.

  الفصل الثاني:

أما هذا الفصل من فصول الكتاب فقد تكلم فيه المؤلف عن الآثار المترتبة على الانحراف سواء كانت هذه الآثار على الفرد أو المجتمع أو الأمة جمعاء, فذكر من آثارها على الفرد أنها سبباً في تخبطه وقلقه, ونكوصه على عقبيه وإصابته بالخيبة والحرمان في حياته, وتدثره بالذل والهوان الذي لا ينفك عنه, وابتلائه بكثرة التلون والتنقل فلا يلتزم بجادة الحق ولا المعتقد الصحيح, بل ربما يكون من آثاره الإلحاد والعياذ بالله.

أما آثار الانحرافات على المجتمع فذكر منها التفرق الذي يصيب الأمة واختلافها, وسقوط الدول وزوال الممالك, وتسليط الأعداء على الأمة وغيره, وفي كل ذلك كان المؤلف يتبع ما يقوله بالأمثلة من حياة السلف ومن الشواهد والوقائع من حياة المتساقطين.

الفصل الثالث:

وهذا الفصل ختم به المؤلف كتابه, وتناول فيه السبل المتبعة في مواجهة الانحراف, فعدد منها خمسة سبل وهي:

·      الرجوع إلى الكتاب والسنة.

·   قيام العلماء بواجبهم من بيان الحق وإنكار الباطل ومحاربة أهل البدع وغيرها.

·   الجهود التي يقوم بها الولاة والسلاطين من حماية الشريعة، والذود عن العقائد، ونشر السنة، واتباعِ هدي السف الصالح.

·   ضبط الإمام للفتوى والأخذ على يد المتلاعبين بها وإقرار من كان يصلح لها ومن لم يكن من أهلها منع.

·   المحافظة على مراسم العلم الشرعي وذلك بالمحافظة على معاهده ومدارسه ومناهجه حتى يكون صافياً لا يكدره الدخلاء ونقياً لا يعكره الأدعياء.

ومما يميز الكتاب أنه جمع بين أقوال السلف وتخبطات الخلف، فيصدِّر الفصل بأقوال السلف فيما له صلة بالعنوان ويذكر شواهد من مخالفة المعاصرين لمنهج السلف بذكر الأسماء تارة وبالتلميح تارة أخرى، كما تتطرق لعدد من القنوات وذكر بعض برامجها.

والكتاب شخَّص الداء تشخيصاً دقيقاً وبيَّن أسبابه وعوارضه, وآثاره ونتائجه, ووصف الدواء الناجع, والعلاج النافع لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد, نفع الله به كاتبه وقارئه.