موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: أبنِيَةُ الأسماءِ


إنَّ أقَلَّ ما يَكونُ الِاسمُ المُتَمَكِّنُ أصلًا في العَرَبيَّةِ عَلى ثَلاثةِ أحرُفٍ، وأكثَرَ ما يَكونُ عَلى خَمسةِ أحرُفٍ، وليس اسمٌ مُتَمَكِّنٌ أقَلَّ مِن ثَلاثةِ أحرُفٍ، إلَّا أن يَكونَ مَنقوصًا، مِثلُ: يَدٍ ودَمٍ [181] يُنظر: ((الممتع الكبير في التصريف)) لابن عصفور (ص: 52). ، وإنَّما لم يَكُنِ السُّداسيُّ أصلًا؛ لأنَّه ضِعفُ الأصلِ الأوَّلِ (الثُّلاثيِّ)، فيَصيرُ كالمُرَكَّبِ، مِثلُ: حَضْرَمَوت [182] يُنظر: ((شرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 30). .
فأبنيةُ الأسماءِ الأُصولِ (المُتَجَرِّدةِ مِنَ الزَّوائِدِ) إذَن: ثُلاثيٌّ ورُباعيٌّ وخُماسيٌّ، وهَذا مَذهَبُ سِيبَوَيهِ وجُمهورِ النُّحاةِ، أمَّا الفَرَّاءُ والكِسائيُّ فقد ذَهَبا إلى أنَّ الأصلَ في الأسماءِ كُلِّها الثُّلاثيُّ، وأنَّ الرُّباعيَّ فيه زيادةُ حَرفِ، والخُماسيَّ فيه زيادةُ حَرفينِ، والمُقَرَّرُ مَذهَبُ سِيبَوَيهِ؛ ولِذا نَزِنُه بالفاءِ والعَينِ واللَّامِ، ولَو كانَ الأمرُ كما ذَكَرَ الكِسائيُّ والفَرَّاءُ لقُوبِلَ الزَّائِدُ بمِثلِه في الميزانِ الصَّرفيِّ [183] يُنظر: ((شرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 29، 30). .

انظر أيضا: