موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: تعريفُ المفعول معه


هو اسمٌ فَضلةٌ منتَصِبٌ بعْد واوٍ أريدَ بها التنصيصُ على المعيَّةِ، مسبوقةً بفعلٍ أو ما في معناه.
شرحُ التعريفِ:
قولُنا: (اسمٌ): خرج به الفِعْلُ المنصوبُ بالواو، وذلك بعد واو المعيَّةِ في قَولِك: لا تأكُلِ السَّمَكَ وتشربَ اللَّبنَ، فلا يُسمَّى مفعولًا معه؛ لكونِه ليس اسمًا بل هو فِعلٌ.
وخرج بذلك أيضًا الجُملةُ الحاليَّةُ في قَولِنا: جاء زيدٌ والشَّمسُ طالعةٌ، فإنها تفيدُ معنى المعيَّةِ ولكنَّها جُملةٌ وليست مُفرَدًا؛ لأنَّها في معنى: جاء زيدٌ مع طلوعِ الشَّمسِ.
وقَولُنا: (فضلة): خرج به ما بعد الواوِ في قَولِنا: اشترك زيدٌ وعمرٌو؛ فعمرٌو وإن كان معطوفًا إلَّا أنه ليس فضلةً؛ إذ الأفعالُ مِثْلُ: اشترك وتسابَقَ وتقاتَلَ ونحوها، تقتضي وجودَ معطوفٍ ومعطوفٍ عليه. ومعنى الفَضلةِ جوازُ الاستغناءِ عنه واكتمالُ الجُملة بدونه، وهذا لا يحدُثُ هنا.
وقولُنا: (واو): خرج بها (مع) في قَولِك: جاءني زيد مع عمرٍو، فعمرٌو فضلةٌ، لكِنَّها ليست بعد الواوِ.
والتنصيصُ على المعيَّةِ: خرج به نحو: جاءني زيدٌ وعمرٌو؛ لأنَّ المرادَ مجرَّدُ العَطفِ، وليس المعنى أنه ما جاء زيدٌ وعَمرٌو إلَّا معًا، أي مترافِقَينِ؛ فقد يكون أحَدُهما جاء قبل الآخَرِ بيومٍ أو ساعةٍ، فلا يُشترَطُ كونُهما معًا، فالواو هنا لمُطْلَق الاشتراكِ.
وقَولُنا: (مسبوقة بفِعلٍ أو ما في معناه)؛ كاسمِ الفاعِلِ أو المَصْدَرِ، مِثلُ: سرتُ والنيلَ، أو: أنا سائرٌ والنِّيلَ، أو: سَيْري والنِّيلَ.
وكذا يجوزُ أن يُنصَبَ على تقديرِ فِعلٍ؛ كقَولِك: كيف أنت وقصْعةً من الثَّريدِ؟ أي: كيف تكونُ وقصْعةً من الثَّريدِ؟ ومنه قَولُك: ما لك وزيدًا؟! أي: ما تصنَعُ وزيدًا.
أو على اسمٍ مشبَّهٍ بالفِعْلِ، مِثلُ: حَسْبُك وزَيدًا دِرهَمٌ، أي: كافيك وزَيْدًا دِرهمٌ.
ولهذا لا يجوزُ النَّصبُ في قَولِنا: كلُّ رجلٍ وضَيعتُه؛ لأنَّه لم يَتقدَّمْه فِعلٌ وَلا ما في معناه يُنظَر: ((شرح ألفية ابن مالك)) لابن الناظم (ص: 204)، ((ارتشاف الضَّرَب من لسان العرب)) لأبي حيان الأندلسي (3/ 1483). .
حكمه: النصب.

انظر أيضا: