موسوعة اللغة العربية

المبحث الثالث: تَصْنيفُ الأصْواتِ بحسَبِ المَخارِجِ والصِّفاتِ


صنَّف عُلماءُ العَربيَّةِ والتَّجْويدِ الأصْواتَ اسْتِنادًا إلى أمرَين؛ الأوَّلُ: مَخارِجُ الأصْواتِ، والثَّاني: صِفاتُ الأصْواتِ، وكَلِمةُ (مَخرَج) تُشيرُ إلى المَكانِ الَّذي تَعترِضُ فيه آلةُ النُّطْقِ مَجْرى النَّفَسِ، وكَلِمةُ (صِفة) تُشيرُ إلى الأوضاعِ الَّتي تتَّخذُها آلةُ النُّطْقِ عند إنْتاجِ الصَّوتِ.
وأشْهَرُ تَصْنيفٍ للأصْواتِ بحسَبِ المَخارِجِ والصِّفاتِ في تُراثِنا الصَّوتيِّ العَربيِّ ما ورَد في كِتابِ سِيبَوَيهِ، الَّذي جعَل المَخارِجَ سِتَّةَ عشَرَ مَخرَجًا، وذكَر مِنَ الصِّفاتِ سَبْعَ عشْرةَ صِفةً، واسْتمرَّ تَأثيرُ هذا التَّصْنيفِ في الدِّراساتِ الصَّوتيَّةِ القَديمةِ، وإن كان بعضُ العُلَماءِ قد راجَعَ هذا التَّصْنيفَ وأضافَ إليه تَعْديلاتٍ أخرى.
وفي العَصْرِ الحَديثِ تَأثَّر الباحِثون العَربُ بالدَّرسِ الصَّوتيِّ الأوروبيِّ، فمال أكْثَرُهم إلى جعْلِ المَخارِجِ عشَرَةً، وظهَر هذا الأثَرُ أيضًا في صِفاتِ الأصْواتِ، وعادةً يَتِمُّ تَصْنيفُ الأصْواتِ بحسَبِ المَخارِجِ والصِّفاتِ في إطارٍ واحِدٍ يَسْتندُ على ثَلاثةِ أمورٍ؛ هي:
الأوَّلُ: مَوضِعُ النُّطْقِ (المَخارِج).
والثَّاني: حالةُ الوَتَرَين الصَّوتيِّيَن (الجَهْرُ والهَمْسُ).
والثَّالِثُ: الطَّريقةُ الَّتي تَتدخَّلُ بها أعْضاءُ النُّطْقِ.
ويَذكُرون في الغالِبِ الصِّفاتِ الآتيةَ: الانْفِجاريَّةَ، والاحْتِكاكيَّةَ، والمُركَّبةَ، والجانِبيَّةَ، والمُكرَّرةَ، والأنْفيَّةَ، وأنْصافَ الحَرَكاتِ.

انظر أيضا: