موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّامِنُ: عِلمُ اللُّغةِ ووَضعُه في أحْدَثِ صُوَرِه


لم تُصبِحِ الدِّراسةُ التَّاريخيَّةُ السِّمةَ الغالِبةَ على الدِّراسةِ اللُّغويَّةِ. فالمُحدَثون يَهتمُّون اهتِمامًا كَبيرًا بدِراسةِ اللُّغةِ بطَريقةٍ وَصفيَّةٍ، ولكنَّهم لم يُهمِلوا الجانِبَ التَّاريخيَّ، وإذا كان القَرنُ التَّاسعَ عشَرَ هو قَرنَ دِراسةِ اللُّغاتِ الهِندو أوروبيَّةِ، واللُّغاتِ الرُّومانيَّةِ؛ فقد أخَذ بعضُ العُلَماءِ مِن بعدُ يَهتمُّون باللُّغاتِ السَّاميَّةِ، ومِنَ السِّماتِ التي تُميِّزُ عِلمَ اللُّغةِ في صُورتِه الحَديثةِ أنَّه تَخلَّص -عندَ أكثَرِ اللُّغويِّين- مِنَ الاعتِمادِ على الفَلسفةِ والمَنطِقِ. والدِّراسةُ اللُّغويَّةُ -ولا سيَّما دِراسةِ المَعنى- مُتأثِّرةٌ الآنَ بالدِّراساتِ الاجتِماعيَّةِ، تَأثَّرَ عِلمُ اللُّغةِ الحَديثُ بالدِّراساتِ النَّفسيَّةِ، ولكنَّه تَخلَّص مِن سَيطرتِها على مَناهِجِه، وأخَذ يَنتفِعُ بحَقائِقَ مِنَ الدِّراساتِ النَّفسيَّةِ في تَفسيرِ بعضِ الظَّواهِرِ اللُّغويَّةِ، أدرَك غالِبيَّةُ المُحْدَثينَ مِن عُلَماءِ اللُّغةِ أنَّ النَّظريَّةَ الَّتي يُقدِّمُها عِلمُ اللُّغةِ نَظريَّةٌ تُطبَّقُ في لُغاتٍ مُعيَّنةٍ، وليست نَظريَّةً للعُموميَّاتِ في الوَصفِ اللُّغويِّ، إنَّهم يُدرِكون أنَّ هذه النَّظريَّةَ يَنبغي أن تكونَ مُرشِدًا للتَّحليلِ الوَصفيِّ للُّغاتِ، وأن تُقدِّمَ الأصولَ الضَّروريَّةَ للتَّركيبِ [72] يُنظَر: ((علم اللغة مقدمة للقارئ العَربي)) لمحمود السعران (ص: 281، 282)، وأشار إلى ((Applcations of General Linguistics)) لفيرث. .

انظر أيضا: