الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الثَّالِثُ: الآثارُ الإيمانيَّةُ لاسمِ اللهِ الرَّقيبِ

من عَلِمَ أنَّ اللهَ تعالى رقيبٌ على حَرَكاتِ قَلْبِه، وحَرَكاتِ جوارِحِه، وألفاظِه السِّرِّيةِ والجَهريَّةِ، وهو مُطَّلِعٌ على عمَلِه؛ فإنَّه لا بُدَّ أن يُثمِرَ له ذلك مراقبةَ تصَرُّفاتِه، ومُعامَلاتِه وعِباداتِه، وسائِرِ حياتِه، وفي ذلك صلاحُ دُنياه وآخِرتِه، بل بلوغُه درجةَ الإحسانِ [3485] يُنظر: ((فتح الرحيم الملك العلام)) للسعدي (ص: 69). ، كما جاء في حديثِ جِبريلَ عليه السَّلامُ عندما سأل النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الإحسانِ فأجابه: ((أن تعبُدَ اللهَ كأنَّك تراه، فإنْ لم تكُنْ تراه فإنَّه يراك )) [3486] أخرجه البخاري (50)، ومسلم (9). من حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. .
قال ابنُ القَيِّمِ في تعريفِ المراقبةِ: (دوامُ عِلمِ العَبدِ وتَيَقُّنِه باطِّلاعِ الحَقِّ سُبحانَه وتعالى على ظاهِرِه وباطنِه.
فاستدامتُه لهذا العِلمِ واليقينِ: هي المراقَبةُ، وهي ثمرةُ عِلمِه بأنَّ اللهَ سُبحانَه رقيبٌ عليه، ناظِرٌ إليه، سامِعٌ لقولِه، وهو مُطَّلِعٌ على عَمَلِه كُلَّ وَقتٍ وكُلَّ لحظةٍ وكُلَّ نَفَسٍ وكُلَّ طَرفةِ عَينٍ... (والمراقبةُ) هي التعَبُّدُ باسمِه (الرقيبِ)، الحفيظِ، العليمِ، السَّميعِ، البصيرِ؛ فمن عَقَل هذه الأسماءَ، وتعَبَّد بمقتضاها، حصَلَت له المراقبةُ. واللهُ أعلَمُ) [3487] يُنظر: ((مدارج السالكين)) (2/65). .

انظر أيضا: