الموسوعة العقدية

الْمَبحَثُ الخامِسُ والعِشرونَ: انتِشارُ الرِّبا

عَنِ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنه عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((بَين يَدَيِ السَّاعةَ يَظهَرُ الرِّبَا)) [2133] أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (7695)، والشجري في ((الأمالي)) (2820)، والديلمي في ((الفردوس)) (2166) مُطَولًا. قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/70): رواته رواة الصَّحيح، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (4/121): رجاله رجال الصَّحيح، وقال الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصَّحيحة)) (3415): رجال إسناده رجال الصَّحيح غير أبي حمزة الكوفي، وهو حسن الحديث. .
وعَن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عَنه أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ليَأتينَّ على النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالي الْمَرءُ بما أخذَ الْمالَ: أمِنْ حَلالٍ أم من حِرامٍ )) [2134] أخرجه البخاري (2083). .
وقَد أورَدَ البُخاريُّ هذا الحَديثَ في (بابِ قَولِ الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَفْلِحُونَ [آل عمران: 31] ).
قال العَينيُّ: (مُطابقَتُه للتَّرجَمةِ للآيةِ الكَريمةِ الَّتي في مَوضِعِ التَّرجَمةِ من حَيثُ إنَّ آكِلَ الرِّبا لا يُبالي من أكلِه الأضعافَ الْمُضاعَفةَ، هَل هيَ مِنَ الحَلالِ أم مِنَ الحَرامِ؟) [2135] يُنظر: ((عمدة القاري)) (11/ 199). .
وقال ابنُ بازٍ مُعَلِّقًا على حَديثِ: ((ليَأتينَّ على النَّاسِ زَمانٌ لا يُبالي الْمَرءُ بما أخذَ الْمالَ: أمنَ الحَلالِ أم من حَرامٍ)) قال: (واقِعٌ كثيرٌ؛ لغَلَبةِ الجَهْلِ والحِرصِ) [2136] يُنظر: ((الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري)) (2/ 196). .
وقال ابنُ عُثَيمين: (إنَّ مِنَ الفِتَنِ الكَبيرةِ العَظيمةِ فتنةَ الْمالِ الَّتي قَلَّ مَن يَسْلَمُ مِنها، قَلَّ مَن يَأخُذُ الْمالَ من وَجْهِه ويَصرِفُه في وجهِه، فكان الحَلالُ عِندَ كثيرٍ مِنَ النَّاسِ ما حَلَّ في يَدِه بأيِّ طَريقٍ كان والمَصروفُ مِنه ما صَرفَه في هواه ولَو في الحَرامِ. قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ليَأتينَّ على النَّاسِ زَمانٌ لا يُبالي الْمَرءُ بما أخذَ الْمالَ: أمنَ الحَلالِ أم مِنَ الحَرامِ)) أخرجه البُخاريَّ. ولَقَد صَدَقَ رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فإنَّ كثيرًا مِنَ النَّاسِ لا يُبالونَ بالمالِ من أيِّ وجهٍ اكتَسَبوه كأنَّما خُلِقوا للمالِ والدُّنيا، ولا حِسابَ عليهم في ذلك ولا عُقوبةَ! يَكسِبونَ الْمالَ بالغِشِّ وبِالكَذِبِ وبِالرِّشوةِ وبِالرِّبا صَريحًا أو خِداعًا وحيلةً، ويَكتَسِبونَ الْمالَ بالدَّعاوى الباطِلةِ فيَدَّعونَ ما لَيسَ لَهم أو يَجحَدونَ ما كان عليهم، ولا خَيرَ في مالٍ عاقِبَتُه العَذابُ والنَّكالُ) [2137] يُنظر: ((الضياء اللامع من الخطب الجوامع)) (8/ 627). .
وقال أيضًا: (مِن عَلاماتِ السَّاعةِ الَّتي وقَعَت... انتِشارُ الرِّبا، وقَد وقَعَ وانتَشَرَ الرِّبا كثيرًا بينَ الأمَّة الإسلاميَّةِ)  [2138]يُنظر: ((فتاوى نور على الدرب)) (1/233). .

انظر أيضا: