الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الثَّالِثُ: من آياتِ عيسى عليه السَّلامُ

من مُعْجِزاتِ عيسى عليه السَّلامُ ما أخبَرَنا اللهُ بها في قَولِه مخاطِبًا عيسى: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي [المائدة: 110] .
قال ابنُ كثيرٍ: (قَولُه: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي أيْ: تُصَوِّره وتُشَكِّله منَ الطِّينِ على هَيئتِه، عنْ أمرِ اللهِ لهُ بذلكَ فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي أيْ: بأمْرِي. يؤكدُ تعالى بذكر الإذنِ لهُ في ذلكَ؛ لرَفعِ التوهُّمِ. وقولهُ: وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ قالَ بعضُ السَّلَفِ: وهوَ الذي يُولَدُ أعمى، ولا سَبيلَ لأحدٍ منَ الحُكَماءِ إلى مداواتهِ وَالْأَبْرَصَ وهوَ الذي لا طِبَّ فيهِ، بلْ قدْ مَرِضَ بالبرصِ وصارَ داؤهُ عُضالًا وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى أيْ: منْ قبورهمْ أحياءً بإذني... عيسى بنُ مَريمَ بُعِثَ في زَمَنِ الطبائعيَّةِ الحُكَماءِ، فأُرسِلَ بمعجزاتٍ لا يستطيعونَها ولا يهتَدونَ إليها، وأنَّى لحكيمٍ إبراءُ الأكمَهِ الذي هوَ أسوأُ حالًا منَ الأعمى والأبرصِ والمجذومِ، ومَن بهِ مَرَضٌ مزمِنٌ؟ وكيفَ يتوصَّلُ أحدٌ منْ الخلقِ إلى أنْ يقيمَ الميِّتَ منْ قَبرهِ؟! هذا مما يَعلمُ كلُّ أحدٍ أنَّه مُعجِزةٌ دالَّةٌ على صِدقِ منْ قامتْ بهِ، وعلى قُدرةِ منْ أرسَلَه) [932] يُنظر: ((البداية والنهاية)) (2/484-486). .

انظر أيضا: