موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- مِنَ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


- عن عبد اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((... وإيَّاكم والكَذِبَ؛ فإنَّ الكَذِبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفُجورَ يهدي إلى النَّارِ، وما يزالُ الرَّجُلُ يَكذِبُ ويتحَرَّى الكَذِبَ، حتَّى يُكتَبَ عِندَ اللهِ كَذَّابًا)) [5707] رواه البخاري (6094)، ومسلم (2607) واللَّفظ له. .
 فـالكَذِبُ يُوصِلُ إلى الفُجورِ، وهو المَيلُ عن الاستقامةِ، وقيل: الانبعاثُ في المعاصي [5708] ((شرح النووي على مسلم)) (16/ 160). . و(قولُه: ((وإنَّ الفُجورَ يهدي إلى النَّارِ))، معناه: يدعو إلى سبيلِها ويوصِلُ إليها) [5709] ((المنتقى شرح الموطأ)) للباجي (7/ 314). .
- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((أربَعٌ مَن كُنَّ فيه كان منافِقًا خالِصًا، ومن كانت فيه خَصلةٌ منهُنَّ كانت فيه خَصلةٌ من النِّفاقِ حتَّى يَدَعَها: إذا اؤتُمِنَ خان، وإذا حدَّث كذَب، وإذا عاهَد غدَر، وإذا خاصَم فَجَر)) [5710] رواه البخاري (2459) واللفظ له، ومسلم (58). .
قال ابنُ رَجَبٍ: (ويعني بالفُجورِ: أن يخرُجَ عن الحَقِّ عَمدًا حتَّى يصيَر الحَقُّ باطِلًا والباطِلُ حَقًّا، وهذا ممَّا يدعو إليه الكَذِبُ، كما قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وإيَّاكم والكَذِبَ؛ فإنَّ الكَذِبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفُجورَ يهدي إلى النَّارِ)) [5711] رواه البخاري (6094)، ومسلم (2607) واللَّفظ له. ) [5712] ((جامع العلوم والحكم)) (2/486). .
وقال ابنُ بطَّالٍ: (الفُجورُ: الكَذِبُ والرِّيبةُ، وذلك حرامٌ، ألا ترى أنَّ النَّبيَّ عليه السَّلامُ قد جعَل ذلك خَصلةً من النِّفاقِ) [5713] ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (6/583). .
- عن أبي قتادةَ بنِ رِبْعيٍّ، أنَّه كان يحدِّثُ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُرَّ عليه بجِنازةٍ، فقال: ((مُستريحٌ ومُستراحٌ منه. قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، ما المستريحُ والمُستراحُ منه؟ قال: العبدُ المُؤمِنُ يستريحُ مِن نَصَبِ الدُّنيا وأذاها إلى رحمةِ اللَّهِ، والعبدُ الفاجِرُ يَستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشَّجَرُ والدَّوابُّ)) [5714] رواه البخاري (6512) واللفظ له، ومسلم (950). .
قال الباجيُّ: (قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا رأى الجِنازةَ: ((مُستريحٌ ومُستراحٌ منه)). يريدُ أنَّ من توفِّيَ من النَّاسِ على ضربَينِ: ضَربٍ يستريحُ، وضَربٍ يُستراحُ منه، فسألوه عن تفسيرِ مرادِه بذلك، فأخبَرَ أنَّ المستريحَ: هو العبدُ المُؤمِنُ يصيرُ إلى رحمةِ اللهِ، وما أُعِدَّ له من الجنَّةِ والنِّعمةِ، ويستريحُ مِن نَصَبِ الدُّنيا وتَعَبِها وأذاها، والمُستراحُ منه هو العبدُ الفاجِرُ؛ فإنَّه يستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشَّجَرُ والدَّوابُّ، ويحتَمِلُ أن يكونَ أذاه للعبادِ بظُلمِهم، وأذاه للأرضِ والشَّجَرِ بغَصبِها من حَقِّها وصَرفِها إلى غيرِ وَجهِها، وإتعابِ الدَّوابِّ بما لا يجوزُ له من ذلك، فهذا مُستراحٌ منه) [5715] ((المنتقى شرح الموطأ)) (2/34). .
قال ابنُ حَجَرٍ: (والفاجرُ يحتَمِلُ أن يريدَ به الكافِرَ، ويحتَمِلُ أن يدخُلَ فيه العاصي) [5716] ((فتح الباري)) لابن حجر (11/365). .

انظر أيضا: