موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- كان الحَسَنُ يقولُ: (أتدَعون نِساءَكم يُزاحِمْنِ العُلُوجَ [3344] جَمعُ عِلجٍ، وهو الواحِدُ من كُفَّارِ العَجَمِ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 216). في الأسواقِ؟! قَبَّحَ اللَّهُ مَن لا يغارُ) [3345] ((قوت القلوب)) لأبي طالب المكي (2/ 418). ويُنظَر: ((شرح السنة)) للبغوي (9/ 270). .
- وأوصى عَمرُو بنُ كُلثومٍ التَّغلِبيُّ فقال: (يا بَنِيَّ... أبعِدوا بيوتَ الرِّجالِ عن النِّساءِ؛ فإنَّه أغضُّ للبَصَرِ، وأعَفُّ للذَّكَرِ، فإذا كانت المعاينةُ واللِّقاءُ ففي ذلك داءٌ من الأدواءِ، ولا خيرَ فيمن لا يغارُ لغَيرِه كما يغارُ لنَفسِه، وقَلَّ مَن انتَهَك حُرمةً لغَيرِه إلَّا انتُهِكَت منه حُرمتُه) [3346] ((نثر الدر)) لأبي سعد الآبي (6/ 259). .
- وقال الخَوارِزميُّ: (اعلَمْ أنَّ الغَيرةَ من الإيمانِ، ومَن لا غَيرةَ له لا دِينَ له، والدَّيُّوثُ لا يدخُلُ الجنَّةَ. الفَرَسُ يَغارُ على جِنسِه، فتَبًّا للذي لا غَيرةَ له! ونِكاحُه مَشوبٌ، ونَسَبُه غيرُ طاهِرٍ، نعوذُ باللَّهِ! ولا يجوزُ لأحَدٍ أن يدخِلَ الأجانبَ على نسائِه وبناتِه، فإنْ خَلَونَ بهم مع عِلمِه فهو الدَّيُّوثُ المُستَحِقُّ للذَّمِّ) [3347] ((مفيد العلوم ومبيد الهموم)) (ص: 406). .
- وقال ابنُ حَزمٍ: (الدَّيُّوثُ مُشتَقٌّ من التَّدييثِ، وهو التَّسهيلُ، وما بَعْدَ تَسهيلِ مَن تَسمَحُ نفسُه بهذا الشَّأنِ تَسهيلٌ! ومنه بَعيرٌ مُدَيَّثٌ، أي: مُذَلَّلٌ. ولَعَمْري إنَّ الغَيرةَ لَتُوجَدُ في الحيوانِ بالخِلقةِ، فكيف وقد أكَّدَتْها عندنا الشَّريعةُ؟! وما بَعْدَ هذا مُصابٌ) [3348] ((طوق الحمامة)) (ص: 279). .
- وقال ابنُ تَيميَّةَ: (المُسلِمون متَّفِقون على ذَمِّ الدِّياثةِ، ومَن تزَوَّجَ بَغِيًّا كان دَيُّوثًا بالاتِّفاقِ) [3349] ((الفتاوى الكبرى)) (3 / 152). .
- وقال ابنُ القَيِّمِ: (الدَّيُّوثُ أخبَثُ خَلقِ اللَّهِ، والجنَّةُ حَرامٌ عليه، وكذلك محلِّلُ الظُّلمِ والبَغيِ لغَيرِه ومُزَيِّنُه له، فانظُرْ ما الذي حمَلَت عليه قِلَّةُ الغَيرةِ؟! وهذا يدلُّك على أنَّ أصلَ الدِّينِ الغَيرةُ، ومَن لا غَيرةَ له لا دِينَ له؛ فالغَيرةُ تحمي القَلبَ فتَحمي له الجوارِحَ، فتَدفَعُ السُّوءَ والفواحِشَ، وعَدَمُ الغَيرةِ يُميتُ القَلبَ، فتموتُ له الجوارحُ؛ فلا يبقى عندَها دَفعٌ البتَّةَ.
ومَثَلُ الغَيرةِ في القَلبِ مَثَلُ القُوَّةِ التي تدفَعُ المرَضَ وتُقاوِمُه، فإذا ذهَبَت القُوَّةُ وَجَد الدَّاءُ المحَلَّ قابِلًا، ولم يجِدْ دافِعًا، فتمَكَّنَ، فكان الهلاكُ، ومِثلُها مِثلُ صياصي [3350] الصَّياصي: القُرون. يُنظَر: ((تاج العروس)) (18/ 27). الجاموسِ التي يدفَعُ بها عن نفسِه ووَلَدِه، فإذا تكَسَّرَت طَمِع فيها عَدُوُّه) [3351] ((الجواب الكافي)) (ص: 68). .
- وقال الغَزِّيُّ: (من أخلاقِ المُنافِقين: قِلَّةُ المروءةِ، وعَدَمُ الغَيرةِ، والقيادةُ، والدِّياثةُ) [3352] ((حسن التنبه لما ورد في التشبه)) (9/ 220). .
- وقال الشَّوكانيُّ عن الدِّياثةِ: (هذه مَعصيةٌ من أعظَمِ المعاصي، ورذيلةٌ من أقبَحِ الرَّذائِلِ) [3353] ((السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار)) (ص: 869). .

انظر أيضا: