موسوعة الأخلاق والسلوك

‏رابعًا: الوسائِلُ المُعينةُ على التَّخلُّصِ من خُبثِ النَّفسِ


الأسبابُ والوَسائِلُ التي تُعينُ على التَّخلُّصِ من هذا الخُلُقِ كَثيرةٌ، ومنها:
1- الدُّعاءُ بأن يرفَعَ اللهُ منه هذا الخُلُقَ السَّيِّئَ:
والدُّعاءُ من أقوى الأسبابِ المُعينةِ على التَّخلُّصِ من هذه الصِّفةِ المذمومةِ.
2- الرَّغبةُ في الأجرِ والثَّوابِ الذي يحصُلُ بسَبَبِ سلامةِ الصَّدرِ ونَقاءِ الطَّويَّةِ.
3- أن يجاهِدَ نفسَه على أن يكونَ نَقِيَّ القَلبِ:
عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما قال: قيل: يا رَسولَ اللهِ! أيُّ النَّاسِ أفضَلُ؟ قال: ((كُلُّ مخمومِ القَلبِ، صَدوقِ اللِّسانِ، قالوا: صَدوقُ اللِّسانِ نَعرِفُه، فما مخمومُ القَلبِ؟ قال: هو التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لا إثمَ فيه ولا بَغْيَ، ولا غِلَّ ولا حَسَدَ)) [2928] رواه ابنُ ماجه (4216) واللفظ له، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/183)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (6604). صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (4216)، وصحَّح إسنادَه المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4/33)، والبوصيري في ((مصباح الزجاجة)) (2/325)، والعراقي في ((تخريج الإحياء)) (3/18). .
4- التَّربيةُ مُنذُ الصِّغَرِ على حُبِّ الخَيرِ للنَّاسِ.
5- مُصاحَبةُ أهلِ الخَيرِ وذوي الأخلاقِ الفاضِلةِ.
6- ذِكرُ اللهِ والحِفاظُ على الطَّاعاتِ:
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((يَعقِدُ الشَّيطانُ على قافيةِ رأسِ أحَدِكم إذا هو نام ثَلاثَ عُقَدٍ، يَضرِبُ كُلَّ عُقدةٍ: عليك ليلٌ طويلٌ فارقُدْ، فإن استيقَظَ فذَكَر اللهَ انحَلَّت عُقدةٌ، فإن توضَّأ انحَلَّت عُقدةٌ، فإنْ صَلَّى انحَلَّت عُقدةٌ، فأصبح نشيطًا طَيِّبَ النَّفسِ، وإلَّا أصبح خبيثَ النَّفسِ كَسْلانَ)) [2929] رواه البخاري (1142) واللفظ له، ومسلم (776). .
7- مَعرِفةُ أنَّ دُخولَ الجنَّةِ مُتعَلِّقٌ بطهارةِ النَّفسِ وصَفائِها من الخُبْثِ:
 وأنَّه لن يدخُلَ الجنَّةَ مَن دُنِّسَت نَفسُه بهذه الصِّفةِ، وأنَّ مَن أصابته لَوْثةُ خُبثٍ وُضِع في النَّارِ؛ حتَّى يتطَهَّرَ ويَصفوَ، ثمَّ يدخُلُ الجنَّةَ بعدَ ذلك.
قال ابنُ تَيميَّةَ: (فالنُّفوسُ الخبيثةُ لا تَصلُحُ أن تكونَ في الجنَّةِ الطَّيِّبةِ التي ليس فيها من الخُبْثِ شيءٌ؛ فإنَّ ذلك موجِبٌ للفَسادِ، أو غيرُ مُمكِنٍ. بل إذا كان في النَّفسِ خُبثٌ طُهِّرَت وهُذِّبَت، حتَّى تصلُحَ لسُكنى الجنَّةِ) [2930] ((الحسنة والسيئة)) (101). .
8- اجتِنابُ الخبيثِ في المطعَمِ والمَشرَبِ والدَّواءِ:
ومن ذلك ما جاء عن رافِعِ بنِ خَديجٍ، عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ثَمَنُ الكَلبِ خَبيثٌ، ومَهرُ البَغيِّ خبيثٌ، وكَسبُ الحَجَّامِ خَبيثٌ)) [2931] رواه مسلم (1568). .
ونهى عن الدَّواءِ الخَبيثِ [2932] أخرجه أبو داود (3870)، والترمذي (2045)، وابن ماجه (3459)، وأحمد (8048) من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. صحَّحه الصعدي في ((النوافح العطرة)) (ص: 429)، والألباني في ((صحيح الترمذي)) (2045). . (ولا رَيبَ أنَّ الحَرامَ والنَّجَسَ خبيثانِ) [2933] ((نيل الأوطار)) للشوكاني (8/234). .

انظر أيضا: