موسوعة الأخلاق والسلوك

ثامِنًا: الوَسائِلُ المُعينةُ على تَركِ الجَزَعِ


1- قوَّةُ الإيمانِ:
 فعن صُهَيبٍ قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((عَجَبًا لأمرِ المُؤمِنِ، إنَّ أمرَه كُلَّه خَيرٌ، وليس ذاك لأحَدٍ إلَّا للمُؤمِنِ؛ إن أصابَته سَرَّاءُ شَكرَ فكان خَيرًا له، وإن أصابَته ضَرَّاءُ صَبَرَ فكان خَيرًا له)) [2485] رواه مسلم (2999). .
2-  ذِكرُ اللهِ:
 فذِكرُ اللهِ يُعينُ على الثَّباتِ في الشَّدائِدِ؛ قال تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الأنفال: 45] .
ذَكَرَ القُرطُبيُّ أقوالًا للعُلماءِ في معنى هذه الآيةِ؛ منها: (اذكُروا اللهَ عندَ جَزَعِ قُلوبِكم؛ فإنَّ ذِكرَه يُعينُ على الثَّباتِ في الشَّدائِدِ) [2486] ((تفسير القرطبي)) (8/23). .
3- الثَّباتُ والصَّبرُ على ما نزَلَ به مِن مَكروهٍ: قال ابنُ القَيِّمِ: (وإذا صَبرَ واحتَسَبَ أنضى [2487] أنضاه: أتعَبَه وأهزَلَه. يُنظر: ((المعجم الوسيط)) (2/ 929). شَيطانَه، ورَدَّه خاسِئًا، وأرضى رَبَّه، وسَرَّ صَديقَه، وساءَ عَدوُّه، وحَمَلَ عن إخوانِه، وعَزَّاهم هو قَبلَ أن يُعزُّوه؛ فهذا هو الثَّباتُ والكَمالُ الأعظَمُ، لا لطمُ الخُدودِ، وشَقُّ الجُيوبِ [2488] شَقُّ الجُيوبِ: جمعُ جَيبٍ، وهو ما يُفتَحُ من الثَّوبِ ليدخُلَ فيه الرَّأسُ، والمرادُ بشَقِّه إكمالُ فتحِه إلى آخرِه، وهو من علاماتِ التَّسخُّطِ. يُنظَر: ((فتح الباري)) لابن حجر (3/ 164). ، والدُّعاءُ بالوَيلِ والثُّبورِ [2489] الثُّبورُ: هو الهَلاكُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (4/ 99). ، والسَّخَطُ على المَقدورِ) [2490] ((زاد المعاد)) (4/192). .
ورُويَ عن ابنِ المُبارَكِ أنَّه ماتَ له ابنٌ، فمَرَّ به مَجوسيٌّ يُعَزِّيه، فقال له: ينبغي للعاقِلِ أن يَفعَلَ اليومَ ما يفعَلُه الجاهِلُ بَعدَ خَمسةِ أيَّامٍ! فقال ابنُ المُبارَكِ: اكتُبوا هذا منه [2491] ((تنبيه الغافلين)) للسمرقندي (ص: 262). .
4-  توَقُّعُ حُدوثِ المُصابِ:
 قال أبو حاتِمٍ: (...فمَن وطَّن نفسَه في ابتِداءِ المُعاشَرةِ على وُرودِ ضِدِّ الجَميلِ عليها مِن صُحبَتِه، وتَأمَّل وُرودَ المَكروهِ منه على غَفلَتِه، لا يُظهِرُ الجَزَعَ عندَ الفِراقِ، ولا يشكو الأسَفَ والاحتِراقَ إلَّا بمِقدارِ ما يوجِبُ العِلمُ إظهارَه) [2492] ((روضة العقلاء)) (ص: 112). .
وحُكيَ عن بَعضِ الصَّالِحينَ أنَّ ابنًا له ماتَ، فلم يُرَ به جَزَعٌ، فقيل له في ذلك، فقال: (هذا أمرٌ كُنَّا نتَوَقَّعُه، فلمَّا وقَعَ لم نُنكِرْه) [2493] ((الكامل)) للمبرد (1/256). .
5- مَعرِفةُ أنَّ المَقدورَ لا حيلةَ في دَفعِه: قال ابنُ القَيِّمِ: (المَقدورُ لا حيلةَ في دَفعِه، وما لم يُقدَّرْ لا حيلةَ في تحصيلِه) [2494] ((عدة الصابرين)) (ص: 52). .
6- العِلمُ بأنَّ الجَزَعَ يُشمِتُ الأعداءَ.
7- العِلمُ بأنَّ الجَزَعَ يسوءُ الأصدِقاءَ.
8- العِلمُ بأنَّ الجَزَعَ يُغضِبُ اللهَ.
9- العِلمُ بأنَّ الجَزَعَ يَسُرُّ الشَّيطانَ.
10- العِلمُ بأنَّ الجَزَعَ يُحبِطُ الأجرَ.
11- العِلمُ بأنَّ الجَزَعَ يُضعِفُ النَّفسَ [2495] ((زاد المعاد)) لابن القيم (4/192)، بتصرف. .
12- أن يعلمَ أنَّه ليس مع الجَزَعِ فائِدةٌ: و (كان أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ إذا عَزَّى عن مَيِّتٍ قال لوَليِّه: ليس مع العَزاءِ مُصيبةٌ، ولا مع الجَزَعِ فائِدةٌ) [2496] رواه ابن عبد البر في ((التمهيد)) (19/325). .

انظر أيضا: