موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسعًا: قِصَصٌ ونماذِجُ مِن صُوَرِ التَّنابُزِ بالألقابِ عِندَ بعضِ النَّاسِ


- نَبْزُ قُرَيشٍ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ألا تَعجَبونَ كيف يَصرِفُ اللهُ عنِّي شَتْمَ قُرَيشٍ ولَعْنَهم؟! يَشتِمون مُذَمَّمًا، ويَلعَنون مُذَمَّمًا، وأنا محمَّدٌ!)) [2025] أخرجه البخاري (3533). . فقد (كان الكُفَّارُ من قُرَيشٍ من شِدَّةِ كراهتِهم في النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُسمُّونه باسمِه الدَّالِّ على المدحِ، فيَعدِلون إلى ضِدِّه، فيقولون: مُذَمَّمٌ، وإذا ذكَروه بسوءٍ قالوا: فَعَل اللهُ بمُذَمَّمٍ، ومُذَمَّمٌ ليس هو اسمَه ولا يُعرَفُ به؛ فكان الذي يقعُ منهم في ذلك مصروفًا إلى غيرِه!) [2026]  ((فتح الباري)) لابن حجر (6/ 558). .
- نَبْزُ عُروةَ بنِ مَسعودٍ أصحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
فإنَّه لمَّا جاء مفاوِضًا لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الحُدَيبيَةِ قال له: (فإنِّي واللهِ لأرى وُجوهًا، وإنِّي لأرى أوشابًا [2027] أوشاب: الأخلاطُ من النَّاسِ والرَّعاعُ. يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث)) لابن الأثير (5/187). من النَّاسِ خليقًا أن يَفِرُّوا ويَدَعوك) [2028] أخرجه البخاري (2731، 2732) من حديثِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمةَ ومَروانَ بنِ الحكَمِ رَضِيَ اللهُ عنهما. .
- نَبْزُ رَجُلٍ لسَعيدِ بنِ عامِرٍ وتعييبُه:
عن سَعيدِ بنِ عامرِ بنِ حِذْيَمٍ، وكان أميرًا على حِمصٍ، من قُرَيشٍ: أنَّه وثب على فَرَسٍ له، فقال له قائِلٌ: لقد أجَدْتَ الوَثبةَ يا قَرِحًا! فقال: (مَن الذي سمَّاني بغيرِ الاسمِ الذي سمَّاني به والِدي؟ إن كان لغَنِيًّا أن تلعَنَه الملائِكةُ!) [2029] ((الطبقات الكبير)) لابن سعد (9/403). .
- نَبْزُ أهلِ البِدَعِ أهلَ السُّنَّةِ بأسماءٍ وصِفاتٍ سَيِّئةٍ للتَّنفيرِ منهم:
قال أبو حاتمٍ الرَّازيُّ: (وعلامةُ أهلِ البِدَعِ الوقيعةُ في أهلِ الأثَرِ، وعلامةُ الزَّنادقةِ تسميتُهم أهلَ السُّنَّةِ حَشَويَّةً، يريدونَ إبطالَ الآثارِ، وعلامةُ الجَهميَّةِ تَسميتُهم أهلَ السُّنَّةِ مُشَبِّهةً ونابِتةً، وعلامةُ القَدَريَّةِ تَسميتُهم أهلَ الأثَرِ مُجْبِرةً، وعلامةُ المُرجئةِ تَسميتُهم أهلَ السُّنَّةِ مخالِفةً ونُقصانيَّةً، وعلامةُ الرَّافِضةِ تَسميتُهم أهلَ السُّنَّةِ ناصِبةً. ولا يَلحَقُ أهلَ السُّنَّةِ إلَّا اسمٌ واحِدٌ، ويستحيلُ أن تجمَعَهم هذه الأسماءُ) [2030] يُنظر: ((شرح أصول الاعتقاد)) لللالكائي (1/200-201، 204). .
- نَبْزُ دَعوةِ الشَّيخِ محمَّدِ بنِ عَبدِ الوَهَّابِ بالدَّعوةِ الوَهَّابيَّةِ تنفيرًا منها:
فقد حاول أعداءُ الشَّيخِ محمَّدِ بنِ عَبدِ الوَهَّابِ التَّنفيرَ عنه وعن أتباعِه (ونَبذوهم بلَقَبٍ مُنَفِّرٍ «الوَهَّابيَّةِ»؛ تحذيرًا للنَّاسِ منهم، وإضلالًا للعوامِّ، وإغواءً للجُهَّالِ بهذه الحِيلةِ الماكِرةِ) [2031] ((جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية)) لشمس الدين الأفغاني (1/36). ويُنظر: ((خواطر حول الوهابية)) للمقدم (ص: 37-39). .

انظر أيضا: