موسوعة الأخلاق والسلوك

خامِسًا: أقسامُ التَّنابُزِ بالألقابِ


الألقابُ على ثلاثةِ أقسامٍ:
الأوَّلُ: ما يَكرَهُه الإنسانُ ولا يحِبُّ أن يُنادى به، فهذا لا يجوزُ التَّسميةُ به، وهذا المقصودُ في آيةِ النَّهيِ عن التَّنابُزِ.
الثَّاني: قِسمٌ يحِبُّه الإنسانُ ويُعجِبُه، ولا إطراءَ فيه، كأبي تُرابٍ لعَليِّ بنِ أبي طالبٍ؛ فقد لقَّبه به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
قال سَهلٌ: ما كان لعَليٍّ اسمٌ أحَبَّ إليه من أبي تُرابٍ [2016] أخرجه البخاري (6280)، ومسلم (2409). .
الثَّالِثُ: قِسمٌ غَلَب على الشَّخصِ واشتَهَر به، وقد لا يُعرَفُ إلَّا به، كالأعرَجِ والأعمَشِ والأبرَصِ والأشَجِّ، فهذا جائِزٌ بشَرطِ ألَّا يَقصِدَ قائِلُه التَّعييرَ واللَّمزَ ونَحوَه [2017] يُنظر: ((جامع البيان)) للطبري (21/367)، ((الكنى والأسماء)) للدولابي (1/21)، ((النكت والعيون)) للماوردي (5/333)، ((الأذكار)) للنووي (ص: 475)، ((فتح الباري)) لابن حجر (10/468)، ((الزواجر)) لابن حجر الهيتمي (2/33)، ((الموسوعة الفقهية الكويتية)) (14/38-39)، ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (6/258). قال ابنُ عاشور: (وقد خُصِّص النَّهيُ في الآيةِ بالألقابِ التي لم يتقادَمْ عهدُها حتَّى صارت كالأسماءِ لأصحابِها وتُنوسِيَ منها قَصدُ الذَّمِّ والسَّبِّ، خُصَّ بما وقع في كثيرٍ من الأحاديثِ، كقولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أصدَقَ ذو اليَدَينِ؟» [البخاري (714)، ومسلم (573)]، وقَولِه لأبي هُرَيرةَ «يا أبا هِرٍّ» [البخاري (285)] ... وقولِ المحَدِّثينَ: الأعرَجُ، لعبدِ الرَّحمنِ بنِ هُرمُزَ، والأعمَشُ، لسُلَيمانَ بنِ مِهرانَ). ((التحرير والتنوير)) (26/ 249). .

انظر أيضا: