موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من الأمثالِ والحِكَمِ


1- إيَّاك والسَّآمةَ في طَلَبِ الأمورِ فتَقذِفَك الرِّجالُ خَلْفَ أعقابِها.
يُروى عن أبجَرِ بنِ جابِرٍ العِجليِّ فيما أوصى به ابنَه حَجَّارًا.
يُضرَبُ في الحَثِّ على الجِدِّ في الأمورِ وتَرْكِ التَّفريطِ فيها [1907] يُنظر: ((الأمثال)) لأبي عبيد (ص: 230)، ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (1/577)، ((مجمع الأمثال)) لأبي الفضل الميداني (1/74). .
2- عثَرَتْ على الغَزلِ بأَخَرةٍ فلم تَدَعْ بنَجْدٍ قَرَدَةً.
يُضرَبُ مَثَلًا في التَّفريطِ مع الإمكانِ ثمَّ الطَّلَبِ مع الفَوتِ. وأصلُه: أن تَدَعَ المرأةُ الغَزلَ وهي تَجِدُ ما تَغزِلُ من قُطنٍ أو كَتَّانٍ أو غيرِه، حتَّى إذا فاتها تتبَّعَت القَرَدَ في القُماماتِ فتلتَقِطُها وتَغزِلُها، والقَرَدُ: ما تَمعَّطَ عن الإبِلِ والغَنَمِ من الوَبَرِ والصُّوفِ والشَّعرِ [1908] يُنظر: ((الأمثال)) لأبي عبيد (ص: 247)، ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (2/48)، ((الأمثال)) للهاشمي (ص: 165). .
3- الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ.
يُضرَبُ مَثَلًا للرَّجُلِ يُضَيِّعُ الأمرَ ثمَّ يُريدُ استدراكَه.
والتَّاءُ من «ضَيَّعْتِ» مكسورٌ في كُلِّ حالٍ إذا خوطِبَ به المذكَّرُ والمؤنَّثُ والاثنانِ والجَمعُ؛ لأنَّ المثَلَ في الأصلِ خُوطِبَت به امرأةٌ، وهي دَخْتَنُوسُ بنتُ لَقيطِ بنِ زُرارةَ كانت تحتَ عَمرِو بنِ عُدَسَ، وكان شيخًا كبيرًا، ففَرِكَتْه فطلَّقَها، ثمَّ تزَوَّجَها فتًى جميلُ الوجهِ، أجدَبَت فبَعَثَت إلى عمرٍو تطلُبُ منه حَلُوبةً، فقال عمرٌو (في الصَّيفِ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ!) فلمَّا رجَع الرَّسولُ وقال لها ما قال عمرٌو، ضرَبَت يدَها على مَنكِبِ زوجِها، وقالت: (هذا ومَذْقَةٌ خَيرٌ!) تعني أنَّ هذا الزَّوجَ مع عَدَمِ اللَّبَنِ خَيرٌ من عمرو، فذهبت كَلِماتُها مَثَلًا [1909] يُنظر: ((الأمثال)) لأبي عبيد (ص: 247-248)، ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (1/ 575-576)، ((مجمع الأمثال)) لأبي الفضل الميداني (2/68). .
4- تَدَعُ العَينَ وتَطلُبُ الأثَرَ.. لا تَطلُبْ أثَرًا بَعدَ عَينٍ.
يُضرَبُ لِمن تَرَك شيئًا يراه ثمَّ تَبِع أثَرَه بعدَ فَوتِ عَينِه.
وهو لمالِكِ بنِ عَمرٍو العامِليِّ، وكان له أخٌ يقالُ له: سِماكٌ، فقتَلَه رجُلٌ من غسَّانَ، فلَقِيه مالِكٌ فأراد قتْلَه، فقال الغَسَّانيُّ: دَعْني ولك مائةٌ من الإبِلِ، فقال: (لا تطلُبْ أثرًا بعدَ عَينٍ) ثمَّ قتَلَه.
ومعنى المثَلِ: لا آخُذُ الدِّيَةَ وهي أثَرُ الدَّمِ وتَبِعَتُه وأترُكُ العينَ يعني القاتِلَ [1910] يُنظر: ((الأمثال)) لأبي عبيد (ص: 248)، ((مجمع الأمثال)) لأبي الفضل الميداني (1/127). .
5- ليس الهِناءُ بالدَّسِّ.
قال أبو عُبَيدٍ: (يُضرَبُ للرَّجُلِ لا يبالِغُ في الطَّلَبِ، وأصلُه: أن يَجرَبَ البعيرُ في أرفاغِه وآباطِه، فإذا هُنِئَت تلك المواضِعُ منه قيل: قد دَسَّ دسًّا. يقولُ: فليس ذلك بشيءٍ، وإنَّما الهِناءُ أن تَهنَأَ الجسَدَ كُلَّه، فكذلك المبالَغةُ في الحاجةِ والاستقصاءِ) [1911] ((الأمثال)) (ص: 230). .
6- جَمِّعْ له جَراميزَك.
يُضرَبُ لِمن يؤمَرُ بالجَلَدِ على العَمَلِ، والجراميزُ: القوائِمُ؛ اليدانِ والرِّجلانِ [1912] يُنظر: ((الأمثال)) لأبي عبيد (ص: 230)، ((فصل المقال في شرح كتاب الأمثال)) لأبي عبيد البكري (ص: 332)، ((مجمع الأمثال)) لأبي الفضل الميداني (1/166). .
7- شَدَّ له حَزيمَه.
يُقالُ: شَدَّ للأمرِ حَزيمَه: إذا استعَدَّ له.
والحَزيمُ والحَيزومُ: ما والى الصَّدْرَ [1913] يُنظر: ((الأمثال)) لأبي عبيد (ص: 230)، ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (1/ 545)، ((مجمع الأمثال)) لأبي الفضل الميداني (1/361). .


انظر أيضا: