موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ الإفراطِ والغُلُوِّ والتَّطَرُّفِ والإسرافِ


هذه الألفاظُ الثَّلاثُ بينها ارتباطٌ وثيقٌ، وجميعُها يدُلُّ على تجاوُزِ ما قرَّره الشَّرعُ، إلَّا أنَّ الغُلُوَّ في الحقيقةِ أعلى مراتبِ الإفراطِ في الجملةِ، وهو أخصُّ من التَّطَرُّفِ؛ إذ إنَّ التَّطرُّفَ هو مجاوَزةُ الحَدِّ، والبعدُ عن التَّوسُّطِ والاعتدالِ إفراطًا أو تفريطًا، سَلبًا أو إيجابًا، سواءٌ أكان غُلُوًّا أم لا؛ إذ العِبرةُ ببُلوغِ طَرَفَيِ الأمرِ، فهو انحيازٌ إلى طَرفَيِ الأمرِ، فيَشمَلُ الغُلُوَّ، لكِنَّ الغُلُوَّ أخَصُّ منه في الزِّيادةِ والمجاوزةِ، ليس فقط بمجَرَّدِ البعدِ عن الوسَطِ إلى الأطرافِ، أو بمعنًى آخَرَ: كُلُّ غُلُوٍّ فهو تطَرُّفٌ، وليس كُلُّ تطَرُّفٍ غُلُوًّا [676] يُنظَر: ((مجلة البحوث الإسلامية)) (74/ 236). .
وأمَّا الإسرافُ فقد قيل: أصلُه: تجاوُزُ الحَدِّ المباحِ إلى ما لم يُبَحْ، وربَّما كان ذلك في الإفراطِ، ورُبَّما كان في التَّقصيرِ [677] ((جامع البيان)) (6/408). .
وقيل: (الإسرافُ: الإفراطُ والإكثارُ في شيءٍ غيرِ محمودٍ) [678] ((التحرير والتنوير)) (11/112). .
وفُسِّر الإفراطُ بأنَّه: الإسرافُ وتجاوُزُ الحَدِّ، يقالُ: أفرَط في الشَّيءِ: إذا أسرَف وتجاوَز الحَدَّ [679] ((المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر)) لابن الأثير (2/ 298). .

انظر أيضا: