موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من الأمثالِ والحِكَمِ


- انصُرْ أخاك ظالِمًا أو مظلومًا.
قال أبو عُبَيدٍ القاسِمُ بنُ سَلامٍ: ومن أمثالِهم -أي العَرَبِ- في معاونةِ الأخِ ونُصرتِه قَولُهم: (انصُرْ أخاك ظالِمًا أو مظلومًا)
وهذا الحَرفُ يُروى في حديثٍ مرفوعٍ، إلَّا أنَّ فيه: ((قيل: يا رسولَ اللَّهِ، هذا ينصُرُه مظلومًا، فكيف إذا كان ظالِمًا؟ قال: يَكُفُّه عن الظُّلمِ))، قال أبو عُبَيدٍ: (أمَّا الحديثُ فهكذا هو، وأمَّا العَرَبُ فكان مَذهَبُها في المَثَلِ نُصرتُه على كُلِّ حالٍ!) [9123] ((الأمثال)) (1/181). .
ذَكَر المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ: أنَّ أوَّلَ مَن قال: (انصُرْ أخاك ظالِمًا أو مظلومًا) [9124] هو حديث أخرجه البخاري (2443) من حديثِ أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنه. جُندُبُ بنُ العنبَرِ بنِ عمرِو بنِ تَميمٍ، مَرَّ به سعدُ بنُ زيدِ بنِ مَناةَ وهو أسيرٌ، فقال له جُندُبٌ:
يا أيُّها المرءُ الكريمُ المشكومْ
انصُرْ أخاك ظالِمًا أو مظلومْ
وأراد بذلك ظاهِرَه، وهو ما اعتادوه من حميَّةِ الجاهليَّةِ، لا على ما فَسَّره النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأقبَلَ عليه سَعدٌ وفَكَّ أسْرَه، وفي ذلك يقولُ شاعِرُهم:
إذا أنا لم أنصُرْ أخي وهو ظالِمٌ
على القومِ لم أنصُرْ أخي حينَ يُظلَمُ [9125] ((الفاخر)) (1/149)، ((فتح الباري)) لابن حجر (5/98). .
- نُصرةُ الحَقِّ شَرَفٌ، ونُصرةُ الباطِلِ سَرَفٌ [9126] يُنظَر: ((الأمثال والحكم)) للماوردي (ص: 132)، ((المستطرف في كل فن مستطرف)) للأبشيهي (ص: 32). .
- مَن نام عن نُصرةِ وَليِّه انتَبَه بوطأةِ عَدُوِّه [9127] ((الأمثال والحكم)) للماوردي (ص: 153). .
-  لَبِّثْ قليلًا تَلحَقِ الحلائِبُ [9128] ((الأمثال)) للهاشمي (1/ 220). .
 قال الأصمَعيُّ: (حلائِبُ الرَّجُلِ أنصارُه من بني عمِّه خاصَّةً ... يَضرِبُه الذي وراءه من يَنصُرُه) [9129] ((المستقصى في أمثال العرب)) للزمخشري (2/ 277). .
قال الزَّبيديُّ: (ومِن أمثالِهم: لَبِّثْ قليلًا تَلحَقِ الحلائِبُ
يعني: الجَماعاتِ، وحلائِبُ الرَّجُلِ: أنصارُه من أولادِ العَمِّ خاصَّةً، هكذا يقولُه الأصمَعيُّ، فإن كانوا من غيرِ بني أبيه فليسوا بحلائِبَ) [9130] ((تاج العروس)) (2/ 313). .
- لا يملِكُ مولًى لمولًى نَصرًا.
ورَدَ هذا المثَلُ على غيرِ وَجهِه، ومعناه: أنَّ حميمَك يَغضَبُ وإن كان مُشاحِنًا، أي: لا يملِكُ تَرْكَ نَصْرِهم [9131] ((مجمع الأمثال)) للميداني (1/ 125). .
- تَرْفَضُّ عِندَ المُحفِظاتِ الكتائفُ.
تَرْفَضُّ: أي: تتفَرَّقُ، والمُحفِظاتُ: المُغضِباتُ، والحَفيظةُ والحِفْظةُ: الغَضَبُ، والكَتائِفُ: السَّخائِمُ والأحقادُ. يقولُ: إذا رأيتَ حميمَك يُظلَمُ أغضَبَك ذلك فتنسى حِقْدَك عليه وتنصُرُه [9132] ((الأمثال)) للهاشمي (1/ 274). .
- ومن أمثالِهم في مِثلِ هذا: الحفائِظُ تُحَلِّلُ الأحقادَ [9133] ((فصل المقال في شرح كتاب الأمثال)) للبكري (ص: 214). .
- أعِنْ أخاك ولو بالصَّوتِ:
يُضرَبُ في الحَثِّ على نُصرةِ الإخوانِ [9134] ((مجمع الأمثال)) للميداني (2/ 30). .



انظر أيضا: