موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- قال عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ: (إذا كان في القاضي خمسُ خِصالٍ فقد كَمَل: عِلمٌ بما كان قَبلَه، ونزاهةٌ عن الطَّمَعِ، وحِلمٌ عن الخَصمِ، واقتداءٌ بالأئمَّةِ، ومشاورةُ أهلِ العِلمِ والرَّأيِ) [8873] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/78). .
- وقال الماوَرْديُّ: (والنَّفسُ الشَّريفةُ تطلُبُ الصِّيانةَ، وتراعي النَّزاهةَ، وتحتَمِلُ من الضُّرِّ ما احتمَلَت، ومن الشِّدَّةِ ما طاقت، فيبقى تحمُّلُها ويدومُ تصَوُّنُها، فتكونُ كما قال الشَّاعِرُ:
رأوا بزَّتي فقَضَوا أنَّني ...
من المالِ في ثروةٍ مُثْرِيَهْ
فقلتُ لهم ليس ما قِستُم ...
سواءً لدى العَدلِ والتَّسويَهْ
وقد يكتسي المرءُ خزَّ الثِّيابِ
ومِن دونِها حالُه مُضنِيَهْ
كما يكتسي خَدَّه حُمرةً
وعِلَّتُه وَرمٌ في الرِّيَهْ) [8874] ((أدب الدنيا والدين)) (ص: 193). .
- وقال ابنُ الجوزيِّ: (دليلُ كَمالِ صورةِ الباطِنِ حُسنُ الطَّبائِعِ والأخلاقِ؛ فالطَّبائعُ: العِفَّةُ والنَّزاهةُ والأنَفةُ من الجَهلِ، ومباعَدةُ الشَّرَهِ. والأخلاقُ: الكَرَمُ والإيثارُ وسَترُ العُيوبِ، وابتداءُ المعروفِ، والحِلمُ عن الجاهِلِ؛ فمَن رُزِق هذه الأشياءَ رَقَّتْه إلى الكَمالِ، وظَهَر عنه أشرَفُ الخِلالِ، وإن نقَصَت خَلَّةٌ أوجبت النَّقصَ) [8875] ((صيد الخاطر)) (ص: 301). .
- وعن محمَّدِ بنِ موسى بنِ أبي الوزيرِ البغداديِّ، قال: (كنَّا عِندَ أبي حَفصٍ الكَرمانيِّ وعليها والٍ يُعطي الأدباءَ والمحَدِّثين، فقيل لأبي حفصٍ: لو أتيتَ هذا الرَّجُلَ، قال: ما أصنَعُ به؟ قال: تستميحُه، قال: عِزُّ النَّزاهةِ أشهى إليَّ من طَلَبِ الفائدةِ..) [8876] ((تاريخ أصبهان)) لأبي نعيم (1/237). .
- وقال ابنُ السَّمَّاكِ: (النَّاسُ ثلاثةٌ: زاهِدٌ، وصابرٌ، وراغبٌ؛ فأمَّا الزَّاهِدُ فأصبح قد خرَجَت الأفراحُ والأحزانُ من صَدرِه عن اتِّباعِ هذا الغُرورِ، فهو لا يفرَحُ بشيءٍ من الدُّنيا أتاه، ولا يحزَنُ على شيءٍ من الدُّنيا فاته، لا يبالي على عُسرٍ أصبح أم على يُسرٍ، فهذا المبَرِّزُ في زُهدِه، وأمَّا الصَّابرُ فرجُلٌ يشتهي الدُّنيا بقَلبِه، ويتمَنَّاها بنفسِه، فإذا ظَفِر بشيءٍ منها ألجَمَ نفسَه عنها، كراهةَ شَتاتِها وسوءِ عاقبتِها، فلو تَطَّلِعُ على ما في نفسِه عَجِبتَ من نزاهتِه وعِفَّتِه، أمَّا الرَّاغبُ فلا يبالي من أين أتَتْه الدُّنيا، ولا يبالي دُنِّسَ فيها عِرضُه، أو وُضِع فيه حَسَبُه، أو جُرِحَ دِينُه، فهؤلاء في غَمرةٍ يَضطَرِبون، وهؤلاء أنتَنُ مِن أن يُذكَروا!) [8877] ((الزهد)) لابن أبي الدنيا (ص: 213). .
- وقال الخَطيبُ البغداديُّ: (والواجِبُ أن يكونَ طَلَبةُ الحديثِ أكمَلَ النَّاسِ أدَبًا، وأشَدَّ الخَلقِ تواضُعًا، وأعظَمَهم نزاهةً وتدَيُّنًا، وأقَلَّهم طَيشًا وغَضَبًا؛ لدوامِ قَرعِ أسماعِهم بالأخبارِ المشتَمِلةِ على محاسِنِ أخلاقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وآدابِه، وسيرةِ السَّلَفِ الأخيارِ من أهلِ بيتِه وأصحابِه، وطرائِقِ المحَدِّثين، ومآثِرِ الماضين، فيأخُذوا بأجمَلِها وأحسَنِها، ويَصدِفوا عن أرذَلِها وأدوَنِها) [8878] ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)) (1/ 78). .
- وقال بعضُ الحُكَماءِ: (أصلُ المحاسِنِ كُلِّها الكَرَمُ، وأصلُ الكَرَمِ نزاهةُ النَّفسِ عن الحرامِ، وسَخاؤها بما تملِكُ على الخاصِّ والعامِّ، وجميعُ خِصالِ الخيرِ من فُروعِه) [8879] ((المستطرف)) للأبشيهي (ص: 168). .

انظر أيضا: